رئيس تحرير مجلة (ماغازينا) النرويجية يعتذر عن الرسوم المسيئة للرسول (ص)

[نايف ذوابه]

وأخيراً رئيس تحرير مجلة (ماغازينا النرويجية) يعتذر عن نشره للرسوم المسيئة
نوفل المعاوي ـ كاتب تونسي مقيم في النرويج

ويبقى التأكيد مجددا أن الموقف النرويجي الرسمي يبقى أفضل من الموقف الدنمركي الرسمي، وأن المجلة المسيئة في النرويج لا علاقة لها إطلاقا بالحكومة النرويجية، بل هي من المعادين لها، بخلاف الصحيفة الدنمركية المسيئة التي هي شبه ناطقة بلسان الحزب الحاكم في الدنمرك, وهناك انتقادات قوية داخل النرويج على ما يعتبره بعض المعادين للإسلام والمسلمين تراخيا من الحكومة النرويجية
نشرنا سابقا أن رئيس تحير مجلة "ماغازينا" النرويجية لم يعتذر للمسلمين, إنما راوغهم بالقول بأنه يعتذر عن أن النشر قد مس مشاعرهم وتسبب في قلاقل في العالم, إلا أنه لا يعتذر عن دعمه لحرية التعبير ونشره للرسوم!

والواقع أن مواقف رئيس التحرير المتناقضة تجعل المتابع في حيرة, ويبدو أنه اعتذر إلى المسلمين عن نشره للرسوم وذلك في الندوة الصحفية التي عقدها بحضور محمد حمدان رئيس المجلس الإسلامي في النرويج, ووزير العمل والاندماج في النرويج, وقد كانت وزارة العمل هي التي دعت إلى هذه الندوة الصحفية.

ومن الواضح أن رئيس تحرير المجلة النرويجية قد خضع لضغوط قوية من الحكومة النرويجية, أما ما نشرته مجلته من أنه لا يعتذر عن نشره للرسوم, والذي حمل توقيع المجلة فقط, دون توقيعه, فيبدو لي أنه محاولة للمراوغة وحفظ ماء الوجه أمام جمهور المجلة الذي ينتمي أو يتعاطف مع اليمين المتطرف في النرويج.
هذا ويسافر اليوم إلى قطر وفد من النرويج لشرح اعتذار المجلة, ويضم الوفد ثلاثة أشخاص هم محمد حمدان, رئيس المجلس الإسلامي في النرويج, واسكندر ذو القرنين وهو إمام باكستاني شاب, وأحد كبار رجال الكنيسة النرويجية, ومن اللافت للنظر أن يتضمن الوفد الشاب الباكستاني، حيث إنه غير معروف وليس له وزن كبير في أوساط الجالية الباكستانية, ولكن البعض يفهم ذلك على أنها مناورة للضحك لمراوغة أهل الخليج, نظرا لأن الشاب من خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية, رغم ما عرف عنه من توجهات مريبة, فمن المعروف عنه التهرب من التعامل مع كثير من الأوساط العربية والصومالية, مخافة اتهامه بالوهابية على حد زعمه!

وقد شكل منذ فترة تجمعا لبعض الجمعيات الصغيرة سماه بمجلس العلماء في النرويج، وعين هو رئيسا لمجلس العلماء! وهؤلاء "العلماء" هم أئمة مساجد عاديين, أما هو "كبير العلماء"، فيحمل الباكالوريوس من الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية بعد أن درس هناك تسع سنوات ....

أما معارضو المجلس ممن نظموا المسيرة السلمية الحاشدة عصر السبت, فهم يقولون بأن المجلس لا يمثلهم, وأنهم ماضون في المطالبة بتفعيل قانون منع ازدراء الأديان, لحماية المسلمين والأقليات في النرويج مستقبلا من الازدراء والتحقير الذي يطال المسلمين خاصة باستمرار عبر وسائل الإعلام دون أن تتاح لهم فرصة الرد, وإذا ما أتيح الرد أو النقاش، فغالبا ما تدعى لذلك شخصيات منحرفة لا تمثل الإسلام والتصور الإسلامي الصحيح، وفي الغالب تكون علمانية وغير ملتزمة بالدين.

وهناك حوار يجري الآن بين منظمي المسيرة ومبادرة الاحتجاج لتشكيل "لجنة نصرة خاتم الأنبياء" في النرويج, لمواصلة المطالبة بتفعيل قانون منع ازدراء الأديان, وبإعفاء غير النصارى من دراسة النصرانية في المدارس النرويجية, ولوقف الحملات الإعلامية الدورية والممنهجة ضد الإسلام والمسلمين عبر وسائل الإعلام النرويجي.

هذا ويلاحظ أن الصحف النرويجية لم تنشر اليوم الأحد خبر المسيرة الحاشدة التي شهدتها شوارع أوسلو أمس السبت على صفحاتها الخارجية, وهي التي تعودت أن تنشر خبر هلاك كلب في شوارع أوسلو على صفحاتها الخارجية وإجراء تحقيق مطول عن ملابسات هلاكه ومعاناته!! ولكن اكتفت بالكتابة عن المسيرة في بعض صفحاتها الداخلية، في حين أنها سباقة إلى نشر صور وتصريحات الجهات المعارضة للمسيرة في صفحاتها الخارجية!

ويبقى التأكيد مجددا أن الموقف النرويجي الرسمي يبقى أفضل من الموقف الدنمركي الرسمي، وأن المجلة المسيئة في النرويج لا علاقة لها إطلاقا بالحكومة النرويجية، بل هي من المعادين لها، بخلاف الصحيفة الدنمركية المسيئة التي هي شبه ناطقة بلسان الحزب الحاكم في الدنمرك, وهناك انتقادات قوية داخل النرويج على ما يعتبره بعض المعادين للإسلام والمسلمين تراخيا من الحكومة النرويجية, لأن وزير خارجيتها "يانس غاهر ستورا" قد وجه سفارات النرويج في الدول العربية والإسلامية إلى الاعتذار والتعبير عن الأسف لنشر الرسوم, وصدرت هذه الانتقادات من "حزب الشعب النصراني", الذي كان يقود الحكومة السابقة قبل تولي ائتلاف اليسار والوسط للحكم, ومن الزعيم التاريخي لحزب التقدم اليميني المتطرف "كارل إي. هاغن"، الذي يتنافس مع "حزب الشعب النصراني" على أصوات اليمين النصراني في النرويج, ووصل الأمر بكارل إي. هاغن" إلى القول بأن تراخي الحكومة وتراجعها أمام المسلمين قد يمهد الطريق إلى تحول النرويج إلى دولة مسلمة بعد خمسين سنة!
مجلة العصر

[نايف ذوابه]

ووصل الأمر بكارل إي. هاغن" إلى القول بأن تراخي الحكومة وتراجعها أمام المسلمين قد يمهد الطريق إلى تحول النرويج إلى دولة مسلمة بعد خمسين سنة!
هذا ما يقض مضجعهم قوة الإسلام وثبات المسلمين .... يخشون فعلا أسلمة أوروبا ...