|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-12-2005, 12:56 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
قصة قصيرة / الجزء الثانى
ما أَن دقَّ جَرسُ الفُسحةِ حَتى وَجدَ الأستاذُ (مُحمد) مُديرُ المدرسةِ نَفسَهُ أَمامَ الأستاذة (الهام). "أستاذ (مُحمد) ، كنتُ سأذهبُ لمكتبِكَ حَالاً" ، قَالتها بلهفةٍ وردَّ هو بتساؤلٍ لا يَخلو مِنَ الوقارِ : خيراً يا ابنتى ، تعَالى لنتحدثَ فى المكتبِ" . الأطفالُ مِنْ حولهما يتَحركون فى كُلِ الاتجاهاتِ ، على وجوهِهم فرحٌ حقيقىٌ بالفسحةِ ، يأكلونَ ، يجرونَ وراءَ بعضِهم أو يتَبادلونَ الاجاباتِ الصحيحةِ فِى دفاترِهم التى سوفَ يُسلمونها فى الحصةِ التاليةِ.. - "أستاذ (مُحمد) ، بالنسبةِ للجزءِ الثانى مِنَ المدرسةِ ، أعتقدُ أنَّ أحدَ الطلابِ يفكرُ فى الوصولِ إليه ، اسمُه (حُسين) وهو فى الصفِّ الثالثِ ، لقدْ سَألنى إنْ كنتُ أعرفُ مَا وراءَ أَحدِ الأبوابِ المؤديةِ للجزءِ الثانى وَلمْ استطعْ أنْ أجيبَ ، وقدْ أحسَّ هو بترددى. أَخشى أَن يحاولَ... أَنتَ تعرفُ ما قدْ يحدثُ عندئذٍ". بهدوءٍ قالَ : " لا تتَردى يا (الهام) ، إذا سألَك أحدُ الطلابِ بعدَ ذلكَ ، أخبريه بالحقيقةِ مباشرةً !". تغيرتْ ملامحُ (الهام) مِنَ الارتباكِ إِلى الرعبِ وقالت : "الحقيقةِ ؟ أخبرُهم بالحقيقةِ يا أستاذ (مُحمد) ؟". وبنفسِ الهدوءِ والبساطةِ قالَ الاستاذ (مُحمد) : "نعم ، الجزءُ الثانى مِنَ المبنى الخاصِ بالمدرسةِ لمْ يتم الانتهاءُ مِن اعدادِه ، وسنقومُ بتجهيزِه فِى اجازةِ الصيفِ لتبدأَ الدراسةُ فيه فى العامِ القادمِ. أليستْ هذه هى الحقيقةُ ؟" فهمتْ (الهام) ما يريده مديرُها فقالتْ :"بلى يا سيدى انها الحقيقةُ ، وإنْ كانتْ ناقصةً قليلاً". قالَ المديرُ :" لا ينبغى أنْ يعرفَ الطلابُ أكثرَ مِنْ هذا ، غداً فى طابورِ الصَّباحِ سأَخبرُهم بأَنَّ المدرسةَ بها جزءٌ ناقصٌ كى يتوقفَ فضولُهم ، وساتأكدُ مِن اغلاقِ كلِّ الأَبوابِ والممراتِ المؤديةِ إلى هناك بنفسى ، هذا هو الأسبوعُ الأولِ مِنَ الدراسةِ ولا نريدُ أيةَ مشكلاتٍ ، أنتِ مَعى فى هذا طبعاً" . هزتْ رأسها بالموافقةِ ، وتمتمتْ : "بالتأكيدِ يا أستاذ (مُحمد) ، بكلِ تأكيد". * * * يتحركونَ فِى كلِّ الاتجاهاتِ ، يأكلونَ ، يجرونَ ، يتبادلونَ الاجاباتِ الصحيحةِ . لكنَّ أحدَهم كانَ يفعلُ شيئاً مُختلفاً. كانَ (حُسين) قَدْ استكشفَ كُلَّ الفصولِ والممراتِ فى أولِ يومٍ لهُ فى المدرسةِ ، دَخلَ المكتبةَ ، وصلَّى فى الجامعِ ، رأى غرفةَ المدرسين ، ولمحَ جزءاً مِن غرفةِ المديرِ. لكنَّ هذا الجزء المغلق مِن المدرسةِ يبدو أنه يحوى شيئاً فريداً ، كلُّ المدرسينَ يتحاشون ذكرَه ، لا أحدٌ يذهبُ أو يعودُ مِن هناك. الأبوابُ التى يفترضُ أنها تؤدى إليه مغلقةٌ بأقفالٍ كبيرةٍ ، لو استطاعَ عبورَها سيشبعُ فضولَه وسيكونُ لديه مِنَ المعرفةِ ما ليسَ لدى أحدٍ مِن زملائِه، سيعرفُ ما يخفيه المديرُ والمدرسونَ فى الجزءِ الثانى فقط لو وجدَ ثغرةً ما : باباً منسياً ، فتحةً فى جدارٍ ، أو لعلها تلكَ النافذةُ فى الفصلِ الأخيرِ هناك. سيحضرُ كرسياً ليقفَ عليه ثمَّ يقفزُ مِنَ النافذةِ ليكونَ أولَ طالبٍ يضعُ قدمَيه على أرضِ الجزءِ الثانى !لحظة واحدة ، لماذا لم يقلْ أحدٌ أنَّ هذا الجزءُ مِنَ المدرسةِ ليسَت بِه كهرباءٌ ؟ صحيحٌ أننا فى منتصفِ النهارِ لكنَّ نورَ الشمسِ لا يدخلُ إلى هذا الجزءِ كأنه يهربُ منه. طبعاً لا أحدٌ هنا ، لا طلاب ، لا مدرسونَ ، لا كتبٌ ، لا فصولٌ ، والأسوأُ أنه لا يوجدُ كرسىٌ يساعده على الرجوعِ من نفسِ النافذةِ ! إذن ليسيرَ فى هذا الجزءِ مستكشفاً وليبحثَ عن سُلم خشبىٍ أو أىَّ شئٍ يساعدُه على العودة .. * * * قالَ الأستاذُ (مُحمد) مديرُ المدرسةِ :"إنها الحربُ يا (الهام). الحربُ التى كدْنا نفقدُ فيها الوطنَ لولا رحمةُ اللهِ بنا. لقدْ كانت القواتُ المحتلةُ تستخدمُ هذا المبنى كسجنٍ ومكانٍ لتعذيبِ المقاومين ، وعندما استلمنا المبنى ، قامت الوزارةُ بتنظيفِ هذه الغرف وطلائِها مِن جديد..""هذه الغرفةُ مثلاً كانت ملطخةً بالدماءِ ولها رائحةٌ رهيبةٌ. بعضُ الغرفِ كانت بها عظامٌ بشريةٌ وملابسٌ ممزقةٌ ، لقد بذلنا كلَّ جهدَنا لكى تعودَ الحياةُ للمدرسةِ الابتدائيةِ ولكى لا يشعرَ الطلابِ بما حدث.." "لكنَّ العامَ الدراسى بدأَ ولمْ تنتهِ عملية التنظيف ، ونفذت الميزانيةُ قبلَ أنْ نتمكنَ مِنَ شراءِ المقاعدِ والأدواتِ الخاصةِ بالجزءِ الثانى ؛ لذلكَ أغلقناهُ حتى تنتهى الدراسةُ هذا العامِ.." "انظرى إلى اللوحاتِ الفنيةِ التى زيَّنا بها الممرات ، والزهورِ التى زرعناها فى أحواضٍ خاصةٍ فى كلِ فصلٍ. كُل هذا الجمالِ والنظامِ يقابله بشاعةٌ واهمالٌ فى الجزءِ الثانى. ينبغى ألا يعرف الطلابُ – حتى عندما يكبرون – أنَّ مدرستَهم كان بها مكانٌ بهذا السوء ، وسأفعلُ كلَّ ما بوسعى لاخفاءِ هذا السر.." * * * تأكدَ (حُسين) مِنَ أنه لا توجدُ وسيلةٌ للعودةِ للمدرسةِ فى هذا الدور من الجزءِ الثانى. كلُ الفصولِ مدمرةٌ وعليها بقعٌ وأتربةٌ كثيفةٌ ؛ أحذيةٌ قديمةٌ ملقاه فى كلِ مكانٍ ؛ وهناكَ زجاجٌ مهشمٌ ومساميرٌ على الأرضِ. كانَ هناك سلمٌ يقودُ للدورِ الأرضى، لكنّ شجاعته كانت قد انتهت ولم يعدْ يجرؤُ على الذهابِ بعيداً ؛ قد يضلُ الطريقَ ، أو قد يصادفُ كلباً ، وهو لا يرى كابوساً أسوأَ من مقابلةِ كلبٍ ضالٍ فى مكانٍ مظلمٍ كهذا. لكنه بعدَ ترددٍ سينزلُ للدورِ الأرضى بخطواتٍ مرتجفةٍ وسيكونُ مستعداً للعودةِ بأقصى سرعةٍ إذا لمحَ أى شئٍ يتحركُ. الاضاءةُ شبه منعدمةٍ والسكونُ يشيرُ إلى عدم وجود أىَّ حياة. يبحثُ عن مخرجٍ ، عن سلمٍ ، عن جهازِ هاتف ليتصل بأخيه ، عن كوبٍ من الماءِ لأَنه بدأَ يعطشُ فعلاً.توقفَ بغتةً والتفتَ إلى أحدِ الفصولِ عن يمينه بعدما أحس بحركةٍ صامتهٍ فيه. كانت عيناه قد اعتادت على الظلام واستطاعَ أن يميزَ مصدرَ الحركةِ. لثوانٍ لم يفهمْ كُنهَ الشئِ الذى يراهُ لكنه أدركَ فجأةً أنه يجبُ أن يعودَ بسرعةٍ ، أن يجرى ولا ينظرَ خلفَه ، سيصعدُ إلى الدورِ الثانى ويقفُ تحت النافذةِ ويصرخُ ويصرخُ حتى يسمعَه أحدٌ من الجهةِ الأخرى. فقط كان يتمنى أن يحدثَ هذا قبل فواتِ الأوان ! * * * قالت (الهام) لتلاميذِ الفصلِ : "ماذا تقصدونَ بأنكم لا تجدون (حُسين) فى أىِّ مكان ؟ أنه هنا حتماً ". تذكرت أسئلةَ (حُسين) عن الجزء الثانى فأمرت أحدَ الطلابِ أن يقفَ مكانها ويقرأَ الدرسَ عدةَ مراتٍ بصوتٍ عالٍ حتى تعود..كانَ صراخُ (حُسين) قد وصلَ إلى أحدِ الفصولِ وارتبكَ مدرسُ الفصلِ الشابِ وهو يطلبُ من الطلابِ الهدوء حتى يستطيعَ أن يعرفَ مصدرَ الصوت. بعدَ دقيقةٍ واحدةٍ كانَ المدرسُ ومعه أحدُ الفراشين قد وصلا إلى النافذة التى يقف (حُسين) تحتها من الجهةِ الأخرى. صعدَ المدرس فوق الكرسى وأشار لـ (حُسين) كى يهدأ حتى يحضر الفراشُ مفتاح أحد الأبواب. فى نفسِ اللحظة ، دخلَ المديرُ مع (الهام) وصاح :" أين هو الآن ؟". أشار المدرس إلى النافذةِ وقال :"أنه هناك بالأسفل من الجهة الأخرى. أنا أراه ولكن وجهه أصفرٌ من الرعبِ. لقد ذهبَ الفراشُ ليحضر مفتاحاً و..." . لم يكملْ عبارتَه فقد ازاحه المديرُ وصعدَ على الكرسى وعبرَ النافذةَ ليقفزَ بجوارِ الطفلِ المرعوبِ ويحتضنه بعتابٍ :"لماذا أتيتَ إلى هذا المكان ؟ لماذا لم تسمع الكلام ؟" وسط ذهول المدرسين. أشار (حُسين) إلى السلم وقال بحروف متقطعة "انه هناك ... أسفل ... السلم ... أول غرفة .. أنه ... الدور ... يمين..." ثم فقدَ الوعى بين يدى المدير. صاحَ الاستاذُ (مُحمد) اطلبوا الدكتور (فايز) فوراً ، وأسرعوا بفتحِ البابِ. فتحَ الفراشُ البابَ والتقطَ الطفلَ من بينِ يديه. أشارَ المديرُ نحو الدورِ الأرضى وسألَ الفراشَ : "هل تتذكرُ ماذا كانَ أسفلَ هذا السلمِ على اليمين ؟". هز الفراشُ رأسه نافياً وقالَ وهو يعودُ بالطفلِ للمدرسةِ : "لا يا سيدى ، لم يذهبْ أحدٌ إلى هذا المكان منذ أن استلمنا المدرسةَ". توقفَ المديرُ ونظر إلى السلمِ مفكراً ثمَّ قالَ: "اذن اذهبْ بـ (حُسين) إلى الدكتور واحضرْ لى مصباحاً كهربائياً ، اعتقدُ أنه رأى شيئاً ويجبُ أن أعرفَ ما هو ، وأن أجدَ له تفسيراً قبلَ أن يفيق". * * * كانَ واضحاً أن هذا اليوم ليسَ عادياً فى المدرسةِ ، فقد صُرفَ التلاميذُ مبكراً واحتلتْ عرباتُ الاسعافِ والشرطةِ فناءَ المدرسةِ. وشُوهدَ المديرُ يتهربُ من أحدِ الصحفيين الذى يلاحقه بعبارةٍ ثابتةٍ : "أرجوكَ يا سيدى ، أجبْ لى عن سؤالٍ واحدٍ فقط !". التفتَ المديرُ إلى ضابط شرطة ، فقالَ الأخيرُ : "أخبرهم يا أستاذ (مُحمد) ، لمْ تعد هناك أسرارٌ". قالَ الأستاذُ (مُحمد) : "بل تفضل حضرتك بالكلام ، ليس لدى ما أقوله عن هذا الأمر". هزَّ الضابط رأسه متفهماً وصاحَ : "من كان لديه سؤالٌ فليأت إلي".صحفى : "من أين جاءَ كلُّ هؤلاءِ المصابين ؟" الضابط : "لقد كانوا فى سجن أسفلَ المدرسةِ ويبدو أن المحتلين تركوهم مقيدين قبل أن يغادروا السجن" صحفى آخر : "هل استطاعوا البقاءَ شهراً كاملاً منذ أن رحلَ الاحتلالُ ، بلا ماءٍ أو طعام ؟" الضابط : "التحقيقاتُ لم تبدأْ بعد ، لكنى رأيتُ آثاراً لكميةٍ من الخبزِ والماء ، يحتملُ أن يكون المحتلون قد تركوها بجوارهم ، ومع ذلك فقد توفى معظمُ السجناء ولكنَّا فككنا قيودَ الناجين ، وكما ترى فسياراتُ الاسعافِ تنقلهم للمستشفى" صحفى ثالث : "هل يمكن أن نعرفَ كيف تمَّ اكتشافُ هذا السجن ؟" الضابط : "يااه ، ليسَ الآن ، هذه قصةٌ طويلةٌ ، سأخبركم بها فيما بعد .." http://boswtol.com/nabadat/meenyehb_72_01.html |
|||
26-12-2005, 03:38 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
زميلي المهندس معاذ.. |
|||
25-01-2006, 06:57 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
شكرا لك يا أستاذ محمود .. اقتباس:
اقتباس:
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|