تعثر

[عبدالرحيم التدلاوي]

خلسة يدفعني الفضول، دخلت إلى حلم فاحش الثراء.. كان شاسعا، شعرت بالضياع، فخرجت أجر ذيول الخيبة.

[عبدالستارالنعيمي]

ويالها من خيبة في عالم الثراء

دام البيان والألق أديبنا المكرم عبدالرحيم
مع التحية

[عبدالرحيم التدلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالستارالنعيمي

ويالها من خيبة في عالم الثراء

دام البيان والألق أديبنا المكرم عبدالرحيم
مع التحية

شكرا لك أخي سي عبد الستار.
سعدت بتوقيعك النبيه.
تقديري

[راحيل الأيسر]

قد نصطدم بالهوة الكبيرة والفرق الشاسع بين أحلامنا والواقع لكننا لا نملك حيال ذلك إلا أن نغط مجددا في حلم سعيد فاره وفاحش الثراء 😊

والأفضل أن نسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الحلم والواقع بالسعي الدؤوب ..
ونمضي بيقين أننا إذا ما اجتهدنا قد نلغي هذه الفوارق الطبقية بين الحلم الباذخ والواقع الرازح في خط الفقر ..😊

بهذا قد نشعر بالرضا عن أنفسنا أننا حاولنا
ولنا شرف المحاولة سواء تكللت بالنجاح أو لم تتكلل ..

إلا أن العمل الدؤوب له أثره لا محالة


موفق أخي التدلاوي
ولك التقدير ..

[الفرحان بوعزة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم التدلاوي

خلسة يدفعني الفضول، دخلت إلى حلم فاحش الثراء.. كان شاسعا، شعرت بالضياع، فخرجت أجر ذيول الخيبة.

--------
تعثر/عنوان يوحي بمعانٍ ودلالات صريحة وأخرى موحية، وأقرب المعاني إلى كلمة "تعثر" السقوط والكبو والعرقلة، فهل تعثر البطل وسقط ولم ينهض، أم نهض بصعوبة؟ فهل تعثر في مشروعه؟ دراسة، زواج، سفر...هل تعثر لسانه، فلم يكن فصيحا؟ هل تعثر في حديثه؟ فكان مترددا ومرتبكا... فالعنوان "تعثر" يشكل نصا مستقلا بنفسه، فهل له علاقة بمضمون النص؟
خلسة يدفعني الفضول/ نفهم من هذا التعبير الوجيز أن البطل أتته الفرصة خفية وسرا، فلم تكن وارده في ذهنه. فضول جاءه على غفلة، وبصورة خفية. فلم يكن يتوقع أنه سوف يدخل في حلم الثراء الفاحش، حلم غير عاد وبسيط، ربما يكون سهل للإنجاز لكل إنسان. فالثراء لا يأتي دفعة واحدة وفي زمن قصير، ولا يأتي مجانا، بل يتطلب كدا وجهدا مع الاستمرارية في الإنجاز عبر الأيام والسنين.
دخلت إلى حلم فاحش الثراء../
فالبطل لا يهمه أن يكون ثريا، بل دفعه الفضول ليعرف معنى الثراء الفاحش، وكيف يصبح في أيدي الناس بسهولة بين عشية وضحاها. حلم أتاه دون سابق إنذار، فهو يريد أن يقترب منه لعله يفهم طبيعته الاجتماعية والاقتصادية، له فضول مفرط في معرفة أمر الثراء الفاحش، كيف يكون؟ ومتى يكون؟ ولمن يكون من البشر؟ فهو يلبي رغبة عقله ليستكشف أمر "الثراء الفاحش" الذي حرك فكره وعقله.
فما دام البطل يحلم، فإن حلمه الفضولي يقتصر على التفكير المستمر حتى يطلع على تقنيات الوصول إلى الثراء الفاحش، ويتيقن من كيفية الوصول إلى "الثراء الفاحش والسريع".إنه فضول حميد لا يضر الأخر، ما دام فضوله مبني على حلم عابر وهاجم عليه خفية.
كان شاسعا،/ هل الشساعة تعود إلى الحلم ، أم تعود إلى الثراء الفاحش؟
فالحلم مهما اتسع وأصبح شاسعا فإنه يبقى حبيس الفكرة المطارِدة للعقل، والتفكير الآتي سرا، وعليه فإن الشساعة تمس الثراء الفاحش، الذي عمَّ البلاد والعباد. إنها حيرة كبيرة للبطل لِما يراه من ثراء مضطرد بين أيدي عامة الناس، فلا يعرف كيف حصلوا على ذلك.
إن البطل يحاول أن يعرف ويتأكد، وهو يسأل ضمنيا عن هذا التحول السريع من الفقر إلى الغنى المفرط والفاحش. ومن بين الأسئلة الخفية التي قد يطرحها على نفسه: هل هؤلاء الأثرياء أذكياء، أو هم أكثر ذكاء من بين عامة الناس؟ هل اكتسبوا هذا الثراء الفاحش بجهدهم وعرق جبينهم ،أم بالتحايل والاحتيال؟ هل هم بخلاء لا ينفقون على أنفسهم؟ يجمعون ويكدسون... !
فماذا وقع؟
الجواب يكمن في الجملة التالية:/شعرت بالضياع، فخرجت أجر ذيول الخيبة/.
لم يفهم البطل شيئا، ولم يستطع أن يجد جوابا لِما يحصل أمام عينيه من ثراء سريع ومفرط للعباد. فأدرك بسرعة أن حلمه تعتريه عدة عقبات وعراقيل تحتاج إلى فكر فاهم للوضعية المعقدة، ومتداخلة العوامل المولِّدة لذلك. وتفكير سليم عسى أن يصل إلى الأسباب المؤدية إلى حالة الثراء الفاحش..
حلم فيه تعثر على مستوى الفهم وإيجاد الحل، فكان من نصيب البطل التعثر والفشل في معالجة ظاهرة اجتماعية سائدة في العالم.
من كثرة التفكير في هذا الحلم الصعب، ضاع البطل بين عدة عقبات وبين مواصلة البحث، فلم يفهم شيئا، فكان الانهزام حليفه لدرجة أنه أحس بالخيبة والفشل.
نص قصصي يبدو سهلا مع القراءة الأولى، إلا أنه ينطوي على نصوص غائبة تحت اللغة الموحية وغير الصريحة، وقد يتخيل القارئ أن القصة تحكي عن معاناة البطل من سلطة الثراء الفاحش. لكن، واقع النص أكبر من ذلك، والذي يتجلى في انتشار ظاهرة الثراء الفاحش، فهل كل إنسان يحلم أن يكون ثريا؟ ببساطة سيكون الجواب بنعم. لكن لما يصل إلى هذا الحلم المعقد، ربما يندم على ذلك، أو يندمج كليا في جمع الأموال وتكديسها، فيعيش في فتنة لا حد لها، بل ينسى الله فينسيه نفسه.
نص غني وممتلئ بالدلالات المدسوسة بين لغته، فمن الصعوبة بما كان أن يتجول القارئ بين دهاليز النص وفجواته الممتدة والواسعة. وما قراءتي إلا محاولة للوصول إلى عمق النص وفجواته. وربما ابتعدت في التأويل شيئا ما. أتمنى أن تنال هذه القراءة المتواضعة إعجابكم . وقراءتي ليست نهائية وتامة.
جميل ما كتبت وأبدعت أخي سي عبد الرحيم. تحياتي