الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-2006, 12:18 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد الشناوى
أقلامي
 
إحصائية العضو






أحمد الشناوى غير متصل


افتراضي سارة و العقاد

سارة و العقاد
كتبت هذه المقالة من جزئين عنيت فى الأول بعرض وتأصيل للرواية .و فى الثانى ناقشت شخصية سارة كنموزج بحثى صنعه العقاد لكى يودعه رأيه فى المرأةأولا: عرض و تأصيل للرواية
كان عملاق الأدب و الفكر عباس محمود العقاد لا يقدر فن الرواية.فقد اعتقد أن الرواية لا يمكن أن تبلغ ما يبلغه فن مثل الشعر فى الرقى و الجمال و لدى اعتقاد أن علة ذلك كونه لا يميل فى أسلوبه إلى الإطالة والتكرار و يفضل الاختصار و الدقة فى توصيل الأفكار و هذا ما لا تكفله له الرواية.
و هكذا كانت رواية (سارة) الرواية الوحيدة بين أكثر من مائة كتاب و ديوان شعر و هذا ما يجعلني أعتقد فى صحة الرأي القائل بأن هذه الرواية إنما تحكى واقعة حقيقية-قد يطعمها المؤلف بأجزاء من خياله- و أن (همام) بطل الرواية ما هو إلا الأستاذ العقاد فى طور من أطوار شبابه. فتفرد التجربة ينفى كونها مجرد رواية خيالية يحاول فيها الكاتب توضيح فكرة بطريقة رمزية و إلا لكانت التجربة تكررت مع أفكار أخرى يصنع لها الكاتب شخوصا و أحداث توضحها.
كما أن التشابه الكبير بين همام –أو الجانب الذي يظهر منه فى الرواية- و بين الأستاذ العقاد يقوى ذلك الاعتقاد. ناهيك عن ما أشارت له بعض الأحاديث العابرة للأستاذ العقاد و من عرفوه عن تجربة تشبه –فيما أعتقد- رواية سارة.
تدور أحداث الرواية فى العقد الرابع من القرن العشرين و تنعكس ظلال هذه الفترة واضحة على صفحات الرواية. وهمام بطل الرواية شاب يعيش بمفرده فى القاهرة لا يشاركه منزله سوى الخادم. و هو –أي همام –على درجة عالية من الثقافة العربية و العالمية و هذا ما ستظهره حوارا ته مع سارة على طول الرواية.
أما (سارة) فهي المحور الذي تدور حوله الرواية و هي امرأة جميلة متأنقة لم تجد من يوجهها أو يزرع فى ضميرها أي رادع ديني أو أخلاقي كما أنها غير ذات هوية تعترف بتقاليدها.

كان همام كثيرا ما يصطحب سارة فى نزهة غالبا ما تكون لمشاهدة فيلم تعرضه السينما. و عند خروجهما من السينما تتناول سارة المفكرة من جيب معطف همام و تدون فيها تعليقا على الفيلم يعكس جزء من شخصيتها ثم يدور بينهما حديث يكشف للقارئ الجزء الباقي من شخصيتها و يوضح الفرق بين رؤية همام للحياة المنطوية على الكثير من المثاليات و رؤية سارة المتجردة من كل هذه المثاليات والقيم.
و يستمر العقاد فى سرد الأحداث و ما يقع فى نفس همام من شك تجاه إخلاص سارة فتتضح هنا عبقرية العقاد فى استخدام مفردات اللغة بدقة و اقتدار ناقلا مشاعر الشك و الحيرة موضحا كيف انشطرت نفس همام إلى اثنتين واحدة تبارك شكوكه و الأخرى تلعنها. نفس تحثه على الاستمرار مع سارة و نفس لا ترضى للقطيعة بديلا فان لم تكن سارة خائنة فهي على الأقل ليست أهلا للثقة.
اهتدى همام لأن يستخدم صديق لمراقبة سارة أملا فى حسم الموقف و هذا ما حدث بالفعل فى نهاية الرواية عندما تأكد همام من خيانة سارة و أخيرا اتفقت نفسيه و اختارتا القطيعة.
كثير من النقاد لا يعتبر سارة رواية بالمعنى العلمي للكلمة فهي تفتقر إلى التطورات المعهودة فى معظم الروايات حيث إن معظمها يركز على سبر أغوار النفس و بين الحين و الأخر نجد حدثا ينقذ الرواية من الإغراق فى التحليلية. كما أن من الغريب أننا سوف نصل إلى الفصل الخامس و لم نعرف بعد اسم البطل و البطلة فقد كان الأستاذ يعبر عن (همام) و (سارة) بقوله (صاحبنا) و (صاحبتنا) و أغلب ظني أن العقاد كان يود أن تستمر الرواية على هذا النسق حتى تكون نموزج لعلاقة رجل و امرأة بصورة عامة و لكن صعوبة الحكى اضطرته لوضع لشخوص الرواية كما أن الفصل الذي وضعت فيه الأسماء هو ذات الفصل الذي دخل فيه شخص ثالث إلى مسرح الأحداث ألا و هو الصديق الذي كلفه همام بمراقبة سارة و دخوله كان سيجعل كلمة صاحبنا غير ذات دلالة: فهل المقصود بها همام أم الرقيب؟؟!.
و بعد هذه الملاحظات أستطيع أن أقول أن رواية سارة – فى رأيي – أقرب إلى بحث فى شخصية المرأة.
و أخيرا أشير إلى مقالة قرأتها عن الرواية و فيها أعتبر كاتب المقال علاقة همام بسارة هي إشارة إلى علاقة الأستاذ العقاد بالأديبة اللبنانية مي زيادة.و هذا كلام مجانب للصحة يعكس قلة علم كاتبه بتاريخ العقاد و بأخلاق مي و شخصيتها.فمي كانت من العفة و التدين ما يبعدها عن شغل موقع سارة المليء بالاستهتار والانحلال و الجرأة المذمومة.
كما أن نهاية الرواية تشير إلى مقاطعة همام لسارة و كراهيته لها أما علاقة العقاد بمي فظلت قائمة حتى اعتزلت مقابلة الناس و لكن الوفاء و الاحترام ظلا بينيهما حتى ماتت مي و حضر العقاد جنازتها و قال فيها قصيدة من أبدع ما قال شعرا.
أما سارة فهي إشارة إلى امرأة أخرى عرفها العقاد و خانته فكرهها و كلف الفنان الكبير صلاح طاهر بأن يرسم لوحة تظهر فيها فطيرة شهية تجمعت عليها الحشرات و الصراصير و علقها على الجدار المقابل لسريره بالمنزل لتكون أول ما يفتح عينيه عليه كل صباح و يساعده على كراهية و الانقطاع عن تلك المحبوبة التي خانته فخلدها فى هذه الرواية الجميلة.
ثانيا : ليت الحياة (سارة) !!!
حاول العقاد أن يقدم نموزج بحثى لصورة المرأة فلم يكن تجرد سارة من الروادع الدينية و الأخلاقية و قدرتها على البوح بكل ما يجول بخاطرها دون خجل أو خوف لم تكن كل هذه الصفات موضوعة بشكل عبثى فى شخصية سارة ولكن كانت مقصودة بحيث أراد العقاد أن يعدها للبحث. و بما أن المراد من البحث أساسا هو طبيعة المرأة فكان من الضرورى أن يطمس العقاد كل الدوافع و الروادع الأخرى داخل سارة ..... دعنى أوضح لك ما أرى :-
كل ما بهذه الدنيا له جوهر و مظهر و لهذا المظهر ألف ألف غطاء و لهذا الجوهر ألف ألف وجه و هذا بالطبع يصعب مهمة الباحث الراغب فى استخلاص رحيق الأشياء و نزع أقنعة غموضها.
ولإحقاق الحق فأن العوائق البحثية لا تكمن فى موضوع البحث فقط لكن الباحث أيضا يحوى نصيبا كبيرا منها ; فهو إنسان له خلفية ثقافية تربوية و له نوازع داخلية و مثل عليا و أفكار مسبقة و ماضى يقيده و مستقبل يجذبه و امكانات تحكمه فلك أن تتخيل استحالة التخلص من كل هذه المؤثرات و إخلاص البحث لوجه الله فقط.
أعتقد أن مثالا من الواقع قد يساعد على تقريب وجهة نظري.مثلا:
إذا أردنا بحث قضية معينة و لتكن هزيمة 1967 ماذا علينا فعله للحصول على نتيجة تكون على اكبر قدر من الدقة ؟
أولا/ علينا نزع أغطية المظهر مثل الصورة السائدة على الساحة قبل البحث و التى تغطى مظهر الحقيقة الأصلي.كذلك من هذه الأغطية البيانات و التصريحات السياسية الصادرة إبان الحب عن كلا الطرفين و الكثير من الأقنعة الأخرى يجب نزعها عن وجه الحقيقة.
بعد ذلك / لكي نصل إلى جوهر الحقيقة هناك ألف باب أكثرها مغلق أما ما يفتح أمامنا فأكثره لن يفيدك و لكن للأسف يجب أن تفتح هذا الباب أولا حتى تعرف إن كان سيفيدك أم لا. ففي مثالنا و نحن نسعى وراء جوهر و أسباب هزيمة 67 سوف نطلق أفكارنا تبحث عبر طرق عديدة و لتكن:-
-إهمال القيادات العسكرية و السياسية.
-الروح المعنوية لكلا الطرفين.
-القدرات العسكرية للطرفين.
-شبهة الخيانة.
-قدرات الجندي المصري و نظيره الاسرائيلى.
-الحالة الداخلية فى البلدين.
-أهداف و طموح كلا الطرفين.
-تاريخ المعارك بين الطرفين.
و غيرها من الاتجاهات التي تشتت تفكير الباحث و تصعب عليه طريق الحقيقة.
و بعد هذا المثال التوضيحي و بالعودة إلى الرواية نرى كيف أعد العقاد سارة كنموذج يجنبه و يجنب القارئ هذا التشتت الذي أشرنا إليه. نجد أنه صنع نموزج بسيط جدا لا يدفعه إلى أعماله إلا دافع واحد ألا وهو طبيعة المرأة.
فلم تكن سارة بالمتدينة فنعزو بعض ما تفعل إلى تدينها و أوامر عقيد تهاو خوفها من الله عز و جل.
و لا كانت ذات هوية تعبأ بما تمليه عليها تقاليدها و عاداتها. كذلك نراها صريحة إلى حد الجرأة حتى لا نذهب فى تفسير أعمالها إلى خجل أو مداراة.
و بعد أن انتهى العقاد من إعداد نموزج بحثى أصبح أسهل ما يكون على الباحث فهمه و توصيله إلى القارئ: هل يمكننا القول أنه بهذا أصبحت نتيجة البحث صحيحة مائة بالمائة و لا يقربها الشك؟؟!
بالطبع لا..فان هناك الكثير من العوائق الكامنة فى شخص الأستاذ العقاد – و فى شخص أي إنسان – فهو له خلفية ثقافية و تربوية تكونت منذ نعومة أظفاره بنتها كل كلمة قرأها أو سمعها و كل موقف تعرض له فى حياته حتى كتب هذه الرواية.
وله نوازع داخلية قد تحيد به عن الحق قليلا. و مثل عليا يتأثر بآرائها و يؤلمه أن يصنع شرخا فى تمثال أي منها داخل نفسه.
وله أفكار مسبقة عن المرأة عن المرأة شاركت فى صناعتها كل أنثى عرفها من أول أمه و حتى أنثى الشامبانزى التي كان يجرى عليها التجارب فى حديقة الحيوان.
له أيضا كأي إنسان ماضى يعيقه فما صرحت به من قبل لا شك انه سوف يشكل لك صعوبة إذا أردت العدول عنه و الاعتراف بأنك كنت مخطئا.
و غيرها من العقبات الداخلية الضاربة بجذورها فى أعماق النفس والتي تؤثر ولا شك بدرجات مختلفة فى دقة النتائج عل حسب إصرار الباحث و أمانته مع نفسه.
و أخيرا و فى ظل هذا التعقيد ماذا عسانا نفعل؟ هل ننظر إلى كل شئ نظرة غارقة فى البلاهة و لا نحرك ساكنا لفهم مايحدث؟
لا و لكن نستعين بالله و نخلص فى تقييمنا للأشياء و نحاول ونحاول وبعد ذلك و قبله{ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}.






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شخصيات مصرية .. أسرت النبوغ محمد جاد الزغبي منتدى الحوار الفكري العام 54 01-04-2007 05:05 AM
حملة أقلام لنجدة سارة رشاد وعائلتها أحمد ابراهيم منتدى الحوار الفكري العام 37 08-07-2006 11:15 AM
صانع الأحلام جمال علوش منتدى أدب الطفل 0 05-07-2006 04:35 AM
رحيل مصطفى العقاد مردوك الشامي منتدى الحوار الفكري العام 10 14-11-2005 06:42 PM
قصص وعبر (فاعتبروا يا أولي الألباب) هشام حمودة المنتدى الإسلامي 61 05-10-2005 12:39 PM

الساعة الآن 08:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط