الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-2023, 11:29 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


Ss70014 قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض



(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢٨ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ٢٩ وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٣٠ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِ‍ُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٣١ قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ٣٢ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ ٣٣ وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٤ وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ ٣٦ فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ٣٧ قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٣٩)






 
رد مع اقتباس
قديم 24-07-2023, 11:46 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالستارالنعيمي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالستارالنعيمي غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ
جزاك الله خيرا أ عوني القرمة ووفاك أجر هذا العمل
السؤال: ما هو علم الملئكة في الأرض ليقولوا(أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ)
مع عميم تقديري






 
رد مع اقتباس
قديم 24-07-2023, 05:18 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
جزاك الله خيرا أ عوني القرمة ووفاك أجر هذا العمل
اقتباس:
السؤال: ما هو علم الملئكة في الأرض ليقولوا(أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ)

مع عميم تقديري
حياك الله أخي،
الحق إن الأسئلة التي قد تُطرح هنا كثيرة، وهي تدور حول بدء الخلق ثم خلافة آدم بعد طرد إبليس من رحمة الله. وقد عرضت في تفسير الآيات إجابات عليها. وأنبه من يريد المتابعة إلى أن أسلوبي في تفسير الآيات قائم على:
مذهب عقلي يستند إلى الفهم اللساني لألفاظ القرآن، مع الاستعانة
الثوابت التالية:
1) المعاني اللسانية لكلمات الآية،
2) عرض آراء المفسرين القدامى والمحدثين حول الآية وألفاظها،
3) الإدلاء برأي يوافق العقل والنص الشرعي من الكتاب العزيز وأخبار لا تعارضه. وأنا في عرضي لرأيي أدعمه بما استطيع من أدلة.


أما الملائكة فعلموا بظلم أسلاف آدم من نوع الإنسان غير العاقل الذي هو أصل البشر.
هذا باختصار ما أراه هو الحق، مع ضرورة التنويه إلى أني أعرض في تفسيري رأيي الذي لا ألزم به أحداً. وللقاريء أن يأخذ به أو يرفضه.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 26-07-2023, 03:31 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

موقع هذه الآيات من سياق السورة






لما تكلم في دلائل التوحيد والنبوة والمعاد إلى هذا الموضع،
فمن هذا الموضع إلى قوله: (أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ 39) البقرة، في شرح النعم التي عمت جميع المكلفين وهي أربعة:
1) نعمة الإحياء وهي المذكورة في الآية: (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28).
2) تهيئة عالم الشهادة للمكلفين، وهو ما جاء في قوله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29).
3) تسليح المُكَلَّف بأدوات الإرادة، وذلك في قوله تعالى: (وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا) 31.
4) جعل المُكَلَّف مسـجود الملائكة، لقوله تعالى: (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ) 34.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 28-07-2023, 03:21 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)







(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ):

أكمل الخطاب إلى الناس الذين خوطبوا بقوله آنفاً: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ) 21، بعد عدد من الجمل الاعتراضية من قوله: (وَبَشِّرِ ...) 25، إلى قوله: (ٱلۡخَٰسِرُونَ 27).
وهذه الجملة: (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ): استفهام للإِنكارِ والتعجيب؛ فـ (كَيۡفَ): اسمُ اسـتفهامٍ يُسْئَلُ بِهِ عن الأحوالِ، وبُنِيَ لتضمُّنِهِ معنى الهمزة، وبُنِيَ على أخفِّ الحركات، وشَـذَّ دخولُ حرفِ الجرِّ عليه. وقد يُحْذَفُ الفعلُ بعدَه كما في قوله تعالى: (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) التوبة 8، أي: كيف تُوالونهم؟.
و (كَيۡفَ) في هذه الآيةِ منصوبةٌ على التشبيهِ بالظرف، أي: في أيِّ حالةٍ تكفُرون؟، أو على الحالِ، أي: على أي حالٍ تكفُرون؟، والعاملُ فيها على القولين: (تَكۡفُرُونَ) وصاحبُ الحالِ: الضميرُ في: (تَكۡفُرُونَ).
و "كَفَرَ" يتعدَّى بحرف الجر نحو: (تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ) و (تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ) آل عمران 70، و (كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ) فصلت 41. وقد تعدَّى بنفسه في قوله تعالى: (أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ) هود 68، وذلك لمَّا ضُمِّن معنى: جَحَدوا.
والكُفر - بضم الكاف - مصدر سماعي لـ "كَفَرَ" الثلاثي القاصر، وأصله جَحْد المُنعَم عليه نِعمةَ المُنْعِم، اشتق من مادة الكَفر - بفتح الكاف - وهو الحَجب والتغطية، لأن جاحد النعمة قد أخفى الاعتراف بها كما أنَّ شاكرها أعلنها.
وجاء (تَكۡفُرُونَ) مضارعاً لا ماضياً لأنَّ المُنْكَرَ الدوامُ على الكفرِ، والمضارعُ هو المُشْعِرُ بذلك، ولئلا يكونَ ذلك تَوْبيخاً لمَنْ آمَنَ بعد كُفْر.
وليس في الكلام التفاتٌ من الغَيْبَةِ في قولِه: (وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ ...)، إلى الخطاب في قولِهِ: (تَكۡفُرُونَ)، (وَكُنتُمۡ)، إذا اعتبرنا الآيات من 25 إلى 27 جملاً اعتراضية؛ ففي هذه الحالة يكون الكلام للمخاطبين متواصلاً: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ...) 21، (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ) 28. وعلى هذا الوجه يكون الخطاب في قوله: (تَكۡفُرُونَ) متعين رجوعه إلى الناس وهم المشركون، لأن اليهود لم يكفروا بالله ولا أنكروا الإحياء الثاني.






 
رد مع اقتباس
قديم 29-07-2023, 04:59 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)







ما هو الكفر؟:
الكُفْرُ: نَقِيضُ الإِيمانِ، وهو ضد الشكر في قوله تعالى: (قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ) النمل40؛ لذلك صيغ له مصدر على وزان الشُّكر، وقالوا أيضاً كفران على وزن شُكران. ويُقال: كَفَرَ بِالشَّيْءِ، يَكْفُرُ، كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً: إذا أَشْرَكَ بِاللهِ ولم يُؤْمِنْ به.
وَرَجُلٌ كَافِـرٌ: جَاحِدٌ لأَنْعُمِ اللَّهِ، مُشْـتَقٌّ مِنَ السَّــتْر، وَقِيلَ: لأَنه مُغَطًّى عَلَى قَلْبِهِ، وكأَنه فَاعِلٌ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ. وَالْجَمْعُ كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مِثْلَ: جَائِعٍ وجِياعٍ وَنَائِمٍ ونِيَامٍ؛ قَالَ القَطامِيّ:
وشُقَّ البَحْرُ عَنْ أَصحابِ مُوسَى ..... وغُـرِّقَتِ الفَـراعِنـةُ الكِفَـــارُ
وجمعُ الكافِرَة: كَوافِرُ.
ويأْتي الكُفْرُ بِمعنى الإِنْكارِ والجُحودِ، فيُقال: كَفَرَ بِالنِعْمَةِ، أيْ: أَنْكَرَها وجَحَدَها. وأَصْلُ الكُفْرِ: السَّـتْرُ والتَّغْطِيَةُ، يُقال: كَفَـرَ الشَّيْءَ، أيْ: سَـتَرَهُ وغَطَّاهُ، ومِنْهُ سُـمِّيَ الزَّارِعُ كافِراً؛ لأنَّهُ يُغَطِّي البَذْرَ بِالتُّرابِ. ومنه سُمِّيَ غَيْرُ المُؤْمِنِ كافِراً؛ لأنَّهُ غَطَّى الحَقَّ والإِيمانَ. ومِن مَعَانِي الكُفْرِ أيضاً: البَراءَةُ، والامْتِناعُ، والكَذِبُ.
وابن قيم يقسم الكفر إلى قسمين:
1) كفر أكبر: وأنواعه: كفر التكذيب: وهو أن يكفر بقلبه ولسانه، وكفر الجحود: وهو أن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه، وكفر الإباء والاستكبار: وهو أن يعرف صدق الرسول - عليه صلوات الله - وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم ينقد له إباء واستكباراً، وكفر الإعراض بأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به البتة، وكفر الشك أو كفر الظنّ، وهو التردد وعدم الجزم بصدق الرسول وبما جاء به، كمن يشكّ في البعث بعد الموت، وكفر النفاق :وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، فيظهر بلسانه الإيمان، ولا يعتقد بقلبه، فهذا هو النفاق الأكبر، لأنه يستر كفره ويغيِّبه وهو من أشدّ أنواع الكفر خطراً، لأن المنافق يتظاهر بالإسلام وهو يكفر به ويكيد له، لذلك جعلهم القرآن في الدرك الأسفل من النار.
2) وكفر أصغر: وهذا ما يسميه بعض العلماء: الكفر العملي، في مقابل: الكفر الاعتقادي. وهو أيضاً: كفر النعمة، فهو كفر مقيَّد، وليس مطلقاً. وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفراً، وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر، وهو موجب لاستحقاق الوعيد في النار دون الخلود بها.
وسبب تسميته كفراً: أنه ثبت في الكتاب والسنّة تسمية بعض الكبائر والمعاصي كفراً، أو نفي وصف الإيمان عمّن ارتكبها، أو الحكم بدخوله النار أو تحريم الجنة عليه.
وجعله كفراً دون كفر لا يخرج عن دائرة الإسلام، فهذه الذنوب لا تناقض أصل الدين وجملة الشريعة، ولا تتضمن إنكاراً لأصل مِن أصول الإسلام.


ولعل هذا الفكر كان أهم أسـباب التطـرف؛ إذ تمسـك من يسـمون بـ "الجهاديين" بهذه المصطلحات وأدلتها، ومنهم من اسـتباحوا بها قتل الناس، من كل الأطياف، فَضَلّوا وأَضَلّوا.






 
رد مع اقتباس
قديم 07-01-2024, 02:46 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
هشام يوسف
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية هشام يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







هشام يوسف غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
وفي كل هذه الوجوه تكلف لا داعي له، وما نراه حقاً هو الوجه الذي نعرضه في مضمون الآية عن نشأة الخلق
حبذا أن يكون هذا المضمون الذي أشرت إليه جليا صريحا واضحا.. لو تكرمت.






 
رد مع اقتباس
قديم 08-01-2024, 11:46 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
حبذا أن يكون هذا المضمون الذي أشرت إليه جليا صريحا واضحا.. لو تكرمت.

أسعدني مرورك ومشاركتك بالتعليق أستاذ هشام،

أما عن مسألة الخلق فستعرض في حينها ضمن ترتيب الآيات.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 08-01-2024, 09:32 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
هشام يوسف
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية هشام يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







هشام يوسف غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة مشاهدة المشاركة
أسعدني مرورك ومشاركتك بالتعليق أستاذ هشام،

أما عن مسألة الخلق فستعرض في حينها ضمن ترتيب الآيات.



حياكم الله شيخنا الفاضل.
في إنتظار بيانكم.
كما أرجو أن يكون هناك بيان منك حول مفهوم الأمانة التي حملها الإنسان.

تحياتي.






 
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2024, 12:14 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
مفهوم الأمانة التي حملها الإنسان

"الأمانة" شيء آخر غير "الخلافة" لكنها قريبة الصلة بها، وهي ورد ذكرها في سورة الأحزاب (الآية 72).
ربما - إذا اتسع الوقت - أبسط مفهومي لها، ونتحاور حولها، لكن في منشور آخر، لكن عليكم تحمل منهجي في عرض ما قاله المفسرون فيها قبل عرض رأيي. وأذكر - بالمناسبة - إلى أنني لست أكثر من رجل "يحترم عقله" إضافة إلى أنه يقرأ كثيراً لكل التيارات والمشارب.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2024, 03:10 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





(وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ):

والتقديسُ: التَطْهير، وهو مشتق من القُدْس - بتسكين الدال -.
والقُدسُ - بتسكين الدال وضمها - تعني الطهارة. وقَدُس يَقدُس ككَرُم يَكرُم، والقُدّوس من أسماء الله - تعالى -، وهو المُنَزَّه عن العُيوب والنَقائص. وقداسة الله - تعالى - أي كونه طاهراً لا عيب فيه ولا نقص تشـهد لها أفعاله.
وقَدَّسه تقديساً: طهَّره. ومنه الأرضُ المقدَّسَةُ، وبيت المَقْدِس، وروحُ القُدُس. قال امرؤ القيس يصف تعلق الكلاب بالثور الوحشي:
فَأَدْرَكْنَه يَأخُذْنَ بالساقِ والنَّسا ..... كما شَبْرَقَ الوِلْدَانُ ثوبَ المَقْدِسِ
أي: المطهَّرُ لهم. وقيل في "المُقَدَّس": هو مِنْ قَدَّسَ في الأرضِ إذا ذهبَ فيها وأبعدَ، فمعناه قريبٌ من معنى نُسَبِّح.
وأوثرت الجملة الاسمية في قوله:(وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ) (وَنُقَدِّسُ لَكَۖ)لإفادة الدلالة على الدوام والثبات، أي هو وصفهم الملازم لجبلتهم.
ومعنى: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ): نحن الدائمون على تعظيمك وتنزيهك، والتسبيح بالقول والعمل والتقديس باعتقاد صفات الكمال المناسبة للذات العلية، فلا يتوهم التكرار بين "نسبح" و "نقدس".








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 10-01-2024, 02:25 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
هشام يوسف
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية هشام يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







هشام يوسف غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة مشاهدة المشاركة

"الأمانة" شيء آخر غير "الخلافة" لكنها قريبة الصلة بها، وهي ورد ذكرها في سورة الأحزاب (الآية 72).
ربما - إذا اتسع الوقت - أبسط مفهومي لها، ونتحاور حولها، لكن في منشور آخر، لكن عليكم تحمل منهجي في عرض ما قاله المفسرون فيها قبل عرض رأيي. وأذكر - بالمناسبة - إلى أنني لست أكثر من رجل "يحترم عقله" إضافة إلى أنه يقرأ كثيراً لكل التيارات والمشارب.
حبذا لو أفدتنا برأيك أخ عوني

https://montada.aklaam.net/showthrea...t=27580&page=3






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط