الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-2011, 05:02 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علاء غنيم
أقلامي
 
إحصائية العضو







علاء غنيم غير متصل


افتراضي معاني الحروف المقطعة في القرآن العظيم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علم الإنسان بالقلم .. علم الإنسان ما لم يعلم ..

والصلاة والسلام على خير الرسل والمرسلين .. وبعد :-

فلقد فتح الله عليّ بفهم معاني الحروف المقطعة لسور ( يس ) و ( ن ) و ( ص ) الذي أسأل الله تعالى أن يكون سليما و متناسقا يليق بحكمة البيان في القرآن الحكيم ..

فلقد طولت النظر في سورة يس وسرحت ناظري بين آياتها وما تحمله من تناسق يربط بين أقسامها وما فيها من معاني و تأملات وعبر ...

ولقد عسر علي فهم المقصود من كلمة ( يس ) بعكس غيرها من السور .. كسورة "ص" و "ن" مثلا .. فسرعان ما تبين لي المعاني الواضحة لها في ظل الوحدة الموضوعية لسورها وتحليل آياتها وبيان معانيها واتصالاتها في سياقها ..

ولكن للحق أقول أن سورة "يس" كانت التحدي الأكبر لي ..

وبفضل الله فتح الله علي فهما .. أسأل الله أن أكون قد وفقت فيه ..

فالنبدأ بعون الله وفضله ..

سورة "يس" قلب القرآن النابض بالحياة ..

ولأنها قلب القرآن الحي النابض فإن الله بين ذلك المعنى المعنوي فبينه في دوام الحركة ..

فكانت للحركة ذلك الثقل الواضح في آيات تلك السورة العجيبة ..

ولأن مع الحركة حياء ونماء .. ومع الجلوس تعب و بلاء ، جاءت هذه السورة الكريمة تؤكد على أهمية تلك الحركة وتناسقها في الحياة ..

فتكلمت السورة عن دلائل القدرة والوحدانية في هذا الكون العجيب ..

وسلكت في بيان ذلك طريقين لا ثالث لهما ..

الطريق الأول :- بيان الحركة الكونية وتناسقها العجيب .. وذلك هو القرآن الصامت كسير الشمس والقمر والنجوم والمجرات و.. ( الكون ) وسننه ....

الطريق الثاني :- بيان الحركة المتناسقة المندفعة بإرسال الرسل واحدا تلو الآخر وتعزيزهم بثالث .. لضمان استمرار حركة الدعوة إلى الله تعالى ودفع الناس بعضهم ببعض ..

ولأن رسول الله محمدا هو أفضل رسل الله كان القسم به واضحا لتعظيم مكانه ومكانته في مد قلب التوحيد بالحياة..

( يس ، والقرآن الحكيم ، إنك لمن المرسلين ، على صراط مستقيم ..)

فحملت كلمة "يس" هنا رمز القوة الدعوية المتجددة التي ملأت القلب بالحياة وأعادة الدم إلى العروق بعد أن كاد أن يموت الجسد :-

(لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ) .. أي لبعد حركة الدعوة وانقطاعها وانتشار سرطان الشرك و الأوثان في الأرض ..

وهذا أول معنى لكلمة "يس" وضحه ابن عباس بقوله أن معناه :-

يا سيد البشر ...................... (1)

والمعنى الآخر يكمن في استمرار الدعوة وتعديتها للعلماء العاملين والدعاة من الناس من بعد سيد البشر ليستلموا زمام الدعوة والحركة في الأرض كما التقطت تلك الراية جماعة الدعوة والتبليغ مثلا ...

فكان معنى "يس" :- يا أيها الناس ...................... (2)

ولأن الله تعالى كرم الإنسان فسلمه خلافة الأرض فكان صلاح هذا الكون بيد الإنسان نفسه ..

فإذا صلح الإنسان وسار سير الأنبياء معلما الناس الخير داعيا إلى الله تعالى صلح الكون كله ودعت الأحياء كلها كالنمل في البر والحوت في البحر .. له بالتوفيق والخير كما جاء بالحديث الصحيح ..

وإذا فسد الإنسان فجلس أشرك الناس وضلوا ومات جسد الأمة و فسد الكون بما فيه ..

( ظهر الفساد بالبر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) .

ولأن سورة "يس" هي قلب القرآن النابض كما جاء في الروايات .. فإن حياته وأهم مبادئه الحفاظ على الكون بالحفاظ على سير حركة الأنبياء وعدم انقطاعها ..

أقول لأن هذه السورة قامت لبيان حياة القلب الأمة بذينك الطريقين كانت كلمة "يس" رمزا لكلمتين تدلان على ذينك الوحيين ..

طريق بيان حركة سنن الله في الكون ... ( القرآن الصامت ) .

وطريق بيان حركة إرسال الله الرسل لضمان استمرار الحياة السعيدة في الأرض ( القرآن السائر ) ..

أقول فقد اختار الله عز وجل ذينك الحرفين كرمز يجمع بين تلكما الطريقين معا ..

وبنفس الوقت فقد اختار الله ذلك الرمز "يس" ليجمع أيضا فيه معاني الحركة ودوامها ..

فجاءت السورة وآياتها مبينة لفك ذلك الرمز بكلمتين جمعت كل ذلك في آيتين منفصلتين ..

الأولى :- بينت سريان حركة الكون ..

والثانية :- بينت سريان حركة الدعوة ..

وكان الجامع لهما في كلمتين حملت معنى الحركة ودوامها وأولها ذلكما الحرفين " يس " !!!!!!!!!!!!!! ............................(3) .

أما الآية الأولى فهي رقم 20 :- ( وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ) .

وأما الثانية فهي رقم 40 :- ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون )

فمن اعتقد أن الشرك سينتصر فليس ذلك من سنة الله في شيء وكما قال تعالى ( ولا الليل سابق النهار ) و أسود الدين بمختلف تخصصاتهم الدعاة المجاهدون قد نذروا أنفسهم لله تعالى ( وكل في فلك يسبحون ) ..

وتظل "يس" رمز السعي والحركة والسباحة في الكون بالدعوة إلى الله تعالى الحافظ الأول لصلاح هذا الكون .. فهو قلب القرآن النابض .. فإذا توقفت الدعوة توقف الدم فيموت القلب فيجيء الأمر بهدم الكون والسماوات والأخذ الشديد وتلك صيحة يوم القيامة !!!!!!!!!!!

نسأل الله العفو والعافية ..

والحمد لله رب العالمين ..






 
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 05:11 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علاء غنيم
أقلامي
 
إحصائية العضو







علاء غنيم غير متصل


افتراضي رد: معاني الحروف المقطعة في القرآن العظيم


بسم الله الرحمن الرحيم

هناك بعض الناس قالوا أن تلك الحروف مفرغة المعنى وأنه لا يدرك !!

وهذا قول قبيح جدا ومخالف للعقل السليم كما أراه ..

رده علماء السلف والخلف ، ولنستعير قول العلامة الطبري الذي بين ذلك من وجوه ثلاثة نذكر وجها منها وهو قوله :-

إضافته إلـى الله جل ثناؤه أنه خاطب عبـاده بـما لا فـائدة لهم فـيه ولا معنى له من الكلام الذي سواء الـخطاب به وترك الـخطاب به، وذلك إضافة العبث الذي هو منفـي فـي قول جميع الـموحدين عن الله، إلـى الله تعالـى ذكره.

و بين العلماء وعلى رأسهم العلامة الطبري أقوال العلماء المعتبرة بتفسيرها وهي كثيرة نبين منها ..

ومنها :- أنها جاءت للفت انتباه الكفار والمشركين العرب فيستمعون لهذا النظم العجيب الغريب فتصغي لها أسماعهم من حيث لا يشعرون فتقع عليهم الحجة ..

ومنها :- أنها فواتح للسور وأسماء لها .. وهذا رأي قوي ووجيه ، فإن لها علاقة بالسورة التي افتتحتها كعلاقة اسم السورة في السورة ..

و لا شك أن اسم السورة له من المعاني العظيمة التي يعتمد عليها المفسر لمعرفة أسرار السورة ومضمونها ومحورها الأساسي الذي تدور حوله آيات تلك السورة ..

ومنها :- أنها حروف مقطعة تدل كل واحدة منها على اسم من أسماء الله تعالى وعلى فعل من أفعاله وما يشبهه ..

فقال العلامة الطبري :-

{ الۤـمۤ }

وقال بعضهم: هو حروف مقطعة من أسماء وأفعال، كل حرف من ذلك لـمعنى غير معنى الـحرف الآخر. ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، وحدثنا سفـيان بن وكيع، قال: حدثنا ابن أبـي شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبـي الضحى، عن ابن عبـاس: { الـم } فقال: أنا الله أعلـم.

وحدثت عن أبـي عبـيد قال: حدثنا أبو الـيقظان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبـير، قال قوله: { الـم } قال: أنا الله أعلـم.

حدثنـي موسى بن هارون الهمدانـي، قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد، قال: حدثنا أسبـاط ابن نصر، عن إسماعيـل السدي فـي خبر ذكره عن أبـي مالك، وعن أبـي صالـح، عن ابن عبـاس، وعن مرة الهمدانـي، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبـي صلى الله عليه وسلم: { الـم } قال: أما: { الـم } فهو حرف اشتق من حروف هجاء أسماء الله جل ثناؤه.

حدثنا مـحمد بن معمر، قال: حدثنا عبـاس ابن زياد البـاهلـي، قال: حدثنا شعبة، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس فـي قوله: { الـم } و
{ حم }
و
{ ن }
قال: اسم مقطع.

ومنها روي أن ( ألر ) أنا الله أرى ..

وهكذا ..

وهذا الرأي مع الرأي الذي قبله ظاهر الوجهة والدلالة والقوة ..

فتلك الحروف المقطعة تعمل عمل اسم السورة في الدلالة على أسرار تلك السورة ومعانيها .. وهذا القول صحيح ولا غبار عليه .

فلا يجوز أن تكون تلك الحروف المقطعة منفصلة عن السور التي تفتتحها ..

ولا يجوز أن يكون وجودها وعدمها في تلك السورة المعينة سواء !!!

وهذا يجعل القرآن عضين وغير حكيم .

وهذا لا يقوله عاقل .

فظهر أن تلك الحروف لها صلة وثيقة في السورة التي تستفتحها ، وتعمل عمل اسم السورة الذي هو من علامات فهم محتوى السورة و المحور الأساسي للسورة ..

فظهر أن هناك علامتان أو مفتاحان لفهم تفسير السورة ووجهتها كما بينت سابقا ، إضافة لمفتاحين آخرين أبينها معا ..

الأول :- اسم السورة .

الثاني :- الحروف المقطعة التي تستفتح بها تلك السورة .

والثالث :- الإيقاع الموسيقي للآيات إن صح التعبير ؛ وهو نظم سير الإيقاع الصوتي بحسب تجويد تلك الآيات .. من حيث السرعة والبطء ومن حيث الرقة والشدة ومن حيث فواصل الآيات المختلفة ( وهي موافقة نهايات الآيات واختلافها ودلالاتها ) .

والرابع :- المعاني الظاهرة من الكلمات .

فالقرآن العظيم العجيب كله كنوز يتفضل بها علينا كلما تفكرنا وتأملنا فيه ..

فهو المعين الذي لا ينضب ، وصدق إخواننا الجن إذ قالوا :- ( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) ..

فهذا الإيمان العظيم واليقين والعزم على الإلتزام إلى يوم الدين من إخواننا الجن لمجرد سماع ذلك القرآن العجيب مباشرة لا نكاد نراه في بعض إخواننا الإنس الذين كرمهم الله على العالمين بسجود الملائكة لهم ...

فالحاصل .. أن الآيات القرآنية الكريمة كالجواهر .. من أين نظرت إليها وجدت علما جديدا ونورا ساطعا وكنزا ثمينا وعلما يقينا وهداية ورحمة لم تظهر من قبل ..

والتفكر في القرآن واستخراج تلك الكنوز واجب علينا جميعا ..

فقد قال عز وجل :- ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) ..

والتدبر معناه النظر الثاقب في المعاني الخفية وراء الكلمات واجتماعها ..

وهو مأخوذ من الدبر أي نهاية الشيء وآخره .

ونشير إلى أن ذلك النوع من التدبر يكون في إطار التفسير بالرأي المحمود وهو ذلك التفسير الذي يكون مبناه على التفسير بالمأثور ..

فالعلماء الكرام وضعوا شروطا لذلك التفسير المحمود ومنها :-

1_ أن يكون معتمدا على التفسير المأثور بانيا عليه ؛ مطلعا قارئا له فاهما محيطا به ..

2- أن يكون موافقا لما في القرآن والسنة لا يعارض شيئا من ذلك ..

3- أن يكون موافقا للغة العربية غير خارج منها .

4- أن يكون موافقا للسياق القرآني ولسياق السورة وسباقها و موافقا لمعانيها الظاهرة في إطار الوحدة الموضوعية للسورة ..

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 06-06-2011, 05:30 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
علاء غنيم
أقلامي
 
إحصائية العضو







علاء غنيم غير متصل


افتراضي رد: معاني الحروف المقطعة في القرآن العظيم

وكما بينت أن لاسم السورة كما للحروف المقطعة نصيب وافر من المعاني والأسرار الدالة الكاشفة لمعاني السورة التي تستفتحها ..

ولا شك أن لاسم السورة ذلك القدر العظيم من المعنى الجليل وبيانه ..

و من هنا سأبين بشكل مختصر بعض أسرار سورة الانشقاق معرجا على أهمية فهم العلاقة بين السورة وبين اسم السورة .. وبينهما وبين الوحدة الموضوعية للسورة ..

وسأعتمد على ذلك الفهم كله لكشف معاني بعض الآيات الغامضة والتي هي كالرموز لذلك البيان العجيب .. والتي لا يظهر ارتباطها بما قبلها من آيات ولا بما بعدها إلا بذلك الفهم العميق لمعاني الوحدة الموضوعية للسورة وعلاقتها باسم السورة وسياق الآيات ..

وأبدأ بحول الله وقوته ..

وسأعتمد في التقسيم على الوحدة الموسيقية الواحدة .. كدليل ومرشد لي للطريق لفهم وحل كنوز تلك السورة لأنها من عند الله تعالى ..

وأعني بالوحدة الموسيقية ؛ تقسيم الآيات بحسب الفاصلة القرآنية ..

وأول وحدة موسيقية تتمثل في القسم الأول من الآيات من قوله تعالى :-

" إذا السماء انشقت .. وأذنت لربها وحقت .. وإذا الأرض مدت ..وألقت ما فيها وتخلت .. وأذنت لربها وحقت "

وهنا تنتهي تلك الوحدة الموسيقية معلنة انتهاء هذا القسم من الآيات .. وعند التدبر نجد أن الآيات تحتوي إشارات موحدة تدل عليها كلماتها وما فيها من معان ودلالات .. وفاصلتها الموسيقية ( حرف التاء ) .

و هي تشير إلى أن الكون كله مطيع لله تعالى .. مستقيم إليه .. يسير إليه .. مستسلم بين يديه .. وحق له ذلك إذ أنه مجرد عبد مطيع لخالقه من نشأته إلى تشققه ففناءه "الموت" !!!

وهذه الإشارات نراها حقا عمليا في الكون من حولنا فالسماء من فوقنا والأرض من تحتنا ..

وعندما نرى الشجر نشاهد كيف يرفع يديه لخالقه !!! وعندما نرى الزهور الجميلة نتيقن ونطمئن لجمالها لأن جمالها أصدق وأقرب طريق لمعرفة جمال الخالق الودود الحميد .

و إذا نظرنا في الكون وجدناه كله يصرخ فينا من الأرض إلى السماء !!!

يا ترى ماذا يقول لنا ؟

الزروع و الزهور من أجمل الألوان والأشكال كلها تموت أمامنا !!! و لكنها ما تلبث حتى تخرج من جديد حاملة لنا الثمار الطيبة ومتجملة بأجمل الألوان والزهور !!!

وكأنها تصرخ فينا معشر الناس قائلة :- يا بشر .. إنكم لميتون ثم إنكم من بعد موتكم ستنشرون وتبعثون فلا تقلقوا وتأهبوا لذلك اليوم !!!!

والشمس من فوقنا آية .. تجري فتخرج من مشرقها تنادي ولادة مولود جديد وعمر مديد !! وما تلبث أن تقوى شيئا فشيئا فيشتد عودها وتستقيم .. حتى تضعف رويدا رويدا إلى أن تودعنا وكأنها شيخ عجوز قد اصفر وجهه وذاب دليل الوداع والحزن والموت !!!

وما تلبث أن تعود من جديد وكأنها تصرخ فينا قائلة :-

يا معشر الناس يا خلق الله .. إنكم ستمكثون أطوارا فضعف ثم قوة من بعد ضعف ثم ضعف من بعد قوة حتى يأتيكم الموت بغتة فانتبهوا !!!!

إلى هنا ينتهي القسم الأول من الإيقاع الموسيقي مبينا وحدة كاملة من الدلالات المتكاملة البينة ..

ومع القسم الآخر من الوحدة الموسيقية :-

قوله تعالى :- " يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " ..

وهذه الآية تعتبر وحدة موسيقية لوحدها .. وفاصلتها ( الهاء ) .

وهي هنا نداء مباشر يقطع ذلك الانسياب ..

إنه نداء من الخالق العظيم الكريم ..

يقول فيه :- يا أيها الانسان المكرم .. إنك تسير .. وسيرك فيه عناء وتعب .. ونهاية مسيرك بين يدي .. فلتستعد للقائي !!!!!!!

وعند النظر إلى وحدة الترابط بين الوحدتين الأولى والثانية ..

نرى الترابط والتناسق العجيب ..

وتتمثل في عطف الآيات السابقة التي تتمثل في إستقامة الكون واستسلامه له وانشقاقه بين يديه .. و نداءه لنا مذكرا إيانا بذلك .. مع نداء الله مخاطبا الانسان ومذكرا له بتلك الحقيقة .. حقيقة الحياة التي تنتهي لا إلى الموت وحسب بل وبين يديه عز وجل ..

وكأن الله يقول لنا أنك يا إنسان خلق صغير حقير من خلقي !!!

وخلقي كله مطيع لي مستقيم منشق وحق له ذلك إذ أني ربه .

أفلا تستقيم يا انسان مع الكون في طاعتي .. فكما هو الكون الكبير من حولك موحدا فكن أنت كذلك موحدا !!!!!!!!!!!!!

وينتهي هنا القسم الثاني ..

وهنا ننتقل إلى القسم الثالث من الوحدة الموسيقية من السورة الكريمة العجيبة ..

( فأما من أوتي كتابه بيمينه ... إلى قوله تعالى إنه كان في أهله مسرورا ) ..

وهنا بين الله أن هنالك من البشر من سيتأمل كتابي الله ؛ كتاب الله المكتوب القرآن وكتاب الله المفتوح فهو بلا شك سيفهم فيستجيب ويستقيم ليشكر آلاء ربه فيكون من أصحاب اليمين المكرمين ..

ومنهم من كالأنعام .. لا يرى إلا ما هو أمامه .. فيظن أنه آلة تحول الطعام ليخرج القذرة .. فتكون الحشرة كالنحلة والدودة خير منه وأفضل !!! وذلك كالأنعام بل هو أضل ففي دركات العذاب والذل ..

والقسم الرابع من الوحدة الموسيقية تقول :- ( إنه ظن أن لن يحور ) ..

وهذا بحرف الراء !!! ولوحده !! فلماذا خص هذا الجزء بهذه الخصوصية العجيبة !!!!!!؟؟؟؟

وهذا القسم له حكم الانقطاع العجيب !!! عن لازمه !! وهو تكملت الآية التي تقول :- إنه كان في أهله مسرورا إنه ظن أن لن يحور ) ..

وهذا الانكسار والاختلاف الظاهري بين الوحدة الموسيقية وبين الوحدة الموضوعية الكاملة لا بد أنه مقصود لذاته !!!!

إذ أننا بينا فوق أن الإيقاع الموسيقي يعمل عمل المرشد الأمين لفهم الوحدة الموضوعية وبيان معانيها ..

وهذا الانقطاع كالمطب !! الذي يقول لنا انظروا هنا وتأملوا جيدا .. فهاهنا كنز دفين وسر عظيم ورابط مفيد لفهم أسرار السورة ووحدتها الموضوعية الشاملة ...

وعندما نتأمل في تلك القطعة الموسيقية المختلفة الإيقاع نجدها تشير إلى سبب ذلك العذاب المخيف ( فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا ) فيا ترى ما هو ذلك السبب ولماذا سلط الله عليه الضوء بهذا الشكل الذي جعله كوحدة موسيقية متكاملة !!!!؟؟

وما علاقته بالوحدة الموضوعية مما تبين من قبله ؟؟

لنتأمل قوله تعالى :- ( إنه ظن أن لن يحور ) !!!!!

وعند التأمل نجد أنه بعد القسم الأول والثاني من السورة الكريمة التي بين الله فيها استقامة الكون إليه واستسلامه والرجوع إليه ..

وإشارة الله للإنسان أنه من ذلك الكون المخلوق وعليه فهو راجع واقف مستسلم بين يديه ...

أقول شرع الله بعد ذلك ببيان أقسام الناس يوم القيامة فمنهم الناجي من أصحاب اليمين ومنهم الهالك في نار الجحيم !!!

ومن ثم جاءت هذه الآية تعليلا لدخول هؤلاء الناس النار ..

مبينا السبب الأساسي مبرزا له كما بينا ..

فهو السر الذي تدور حوله السورة الكريمة ولا شك ..

و هو الذي عليه مدار الوحدة الموضوعية للسورة الكريمة كاملة ..

تلك الآية التي تقول .. ( إنه ظن ألن يحور ) .

أي أنه ظن أنه غير راجع إلى ربه تعالى الذي أوجده وخلقه من العدم !!!!

وهذا هو الرابط الواضح الجامع الذي عليه مدار أقسام السورة الثلاثة الأولى ..

ألا وهو الإيمان بالإستقامة والرجوع إلى الله عز وجل ...

والآن إلى القسم الرابع ..

وهو الوحدة الموسيقية التي تنتهي فاصلتها القرىنية بالقاف !!!

(فلا أقسم بالشفق .. والليل وما وسق .. والقمر إذا اتسق .. لتركبن طبقا عن طبق ) ..

وهذا القسم العجيب بحاجة لمزيد من التدبر والتأمل !!!

فما علاقة هذه الآيات الكريمة بما سبقها من السورة ..

(فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق ) !!!؟؟؟

و ما علاقة اتصالها مع الأقسام الثلاث الأولى وعلاقتها بالمحور الأساسي للسورة وباسم السورة .

أقول وبالله التوفيق :-

(فلا أقسم بالشفق والقمر إذا اتسق والليل وما وسق لتركبن طبقا عن طبق )

جاءت بعد التأكيد على تشقق الكون ورجوعه لربه وبعد تشقق الإنسان (موته) ورجوعه إلى ربه وبعد بيان أقسام الناس يوم القيامة وأن القسم الهالك هلك لأنه ما عرف تلك الحقيقة ؛ حقيقة الرجوع إلى الله ...

فأقسم الله ثلاث أقسام هي على الترتيب :-

1- فلا أقسم بالشفق :- والشفق احمرار الشمس بعد غروبها .

2- والليل وما وسق :- الليل بما جمع من مخلوقات متخفية فيه .

3- والقمر إذا اتسق :- اكتمل واستدار فبان أشد الإبانة .

ثم شرع الله يبين ما عليه أقسم فقال عز وجل :-

( لتركبن طبقا عن طبق ) :-

أي لتمرون عليها أحوالا بعد أحوال . وهذه التفسير من الرسول الكريم كالمفتاح الذي يكشف من خلاله المتأمل أسرار الرموز السابقة الذكر مع ما سبق بيانه من وحدة موضوعية ..

ولكن هذا انقطاع في النص القرآني فما دخل الشفق بالليل وما وسق وبيان البدر بالسياق القرآني والوحدة الموضوعية للسورة التي تتكلم عن الإستقامة والرجوع إلى الله تعالى !!!!!!!

وما علاقته بما بعده حيث يؤكد الله أنها أحوالا سيمر بها ذلك الإنسان لا محالة !!!!

إن هذه إشارات بينة سهلة واضحة لمن علم ذلك كله ..

يثير الله تعالى بها العقل للتدبر والتفكير والتأمل ..

وهؤلاء هم أولو الألباب الذين يخوضون و يغوصون في لباب السورة ليكتشفوا علاقتها السببية بين تلكم الاشارات وموضوع السورة ..

أعرف أنكم بشوق لحل تلك الاشارات ..

فأقول وبالله لتوفيق :-

1- فلا أقسم بالشفق :-

يقسم الله بالشفق الذي هو عبارة عن رمز الوداع والموت !!!!

وكما أشرنا في بداية السورة كيف أن الشمس من حيث ظهورها ( ولادتها ) وتقويتها حينا بعد حين ( الشباب ) وذهابها بالشفق ( الموت والحزن والوداع ) ومن ثم ظهورها من جديد ( إشارة إلى البعث بعد الموت ) بيان للناس أيما بيان.

2- والليل وما وسق :- إشارة إلى القبر بما جمع من مخلوقات لا يعلمها إلا الله تعالى .

3- والقمر إذا اتسق :- إشارة إلى رؤية مقعدك من الجنة والنار .. واضحا كل الوضوح كما ترى البدر . أو هي إشارة إلى رؤيتنا لله تعالى كما نرى هذا القمر .. وهو آكد لا ريب فيه .. ولكن قدمت الأولى لاشتمالها على البشر كلهم ..

وهنا يأتي جواب القسم حيث يؤكد الله أننا نسنمر عليها أحوالا بعد أحوال ومراحل بعد مراحل . فالموت فالقبر فرؤية المقعد من الجنة والنار فالوقوف بين يدي الرحمن والنظر لوجهه الكريم !!!!

وهنا تتكامل السورة وتترابط في أقسامها الأربع أيما ارتباط من الإستقامة والرجوع إليه والوقوف بين يديه سبحانه !!!

وبعد هذا البيان ... فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ..

في كل يوم ينظرون إلى الشمس وهي تغرب أفلا يتذكرون الموت والوداع ويشاهدون الليل أفلا يتذكرون القبر وما فيه وينظرون إلى البدر أفلا يتذكرون أنهم سيرون مقعدهم وجزاء أعمالهم من الجنة والنار وأنهم سيرون ربهم من بعده وسيقفون بين يديه !!!!

وهنا يسجد المؤمنون كلهم يبكون رهبة وخشية وحبا وشوقا إستعدادا لتلك الرحلة التي ستنتهي بهم إلى وقوفهم بين يدي ربهم ..

ولهذا سميت السورة بالإنشقاق ؛ إشارة لذلك الكنز الدفين الذي هو تذكر الرجوع إلى الله تعالى فالوقوف بين يديه ..

وبعد هذه السورة تأتي سورة البروج .. التي تتكلم عن أنموذج ذلك القسم من المؤمنين الذين علموا أنهم إلى ربهم راجعون فاستقاموا وجاهدوا دعاة إليه وانشقوا (ماتوا وقتلوا ) في سبيله تعالى وما ترددوا من الوقوع في النار ذلك أنهم منه وإليه وبين يديه واقفون ..

فيا معشر المسلمين الاستقامة الاستقامة والجهاد والدعوة حتى الموت .

والحمد لله رب العالمين .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 06-06-2011, 05:32 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
علاء غنيم
أقلامي
 
إحصائية العضو







علاء غنيم غير متصل


افتراضي رد: معاني الحروف المقطعة في القرآن العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا علمنا أن اسم السورة له ذلك الثقل الهام في معرفة المحور الأساسي للسورة .. فإن للحروف المقطعة مثل ذلك الثقل ولا شك ..

وكما طبقنا فوق في سورة الانشقاق ..

فقد علمنا أن الانشقاق هو رمز للرجوع والاستسلام والاستعداد للوقوف بين يدي رب العالمين ..

وعليه فقد جاءت السورة الكريمة تشير إلى ذلك الأمر بشكل لافت وتناسق عجيب بين الأقسام الأساسية والمختلفة في السورة إلى أن حللنا تلك الرموز التي جاءت في آخرها بشيء من التأمل والفهم المبني على فهم موضوع السورة ككل واسم السورة ..

وهذا تماما ما ينبغي أن يقوم فيه من يريد أن يعلم أسرار تلك الحروف المقطعة ..

فعليه أن لا يجتهد فيضع لها معانيا وأسماء .. بالظن !!! لأن ذلك حرام وهو من التفسير بالرأي المذموم القبيح ..

ولكن عليه أن يجتهد فيفهم التفسير المأثور وأن يبني عليه وأن يفهم تفسير السورة كلها آية آية ومن ثم عله أن يعيد النظر إليها مرارا وتكرارا محاولا فهم التناسق العجيب بين مفاصلها ومقاطعها مرورا بفهم معنى اسم السورة وعلاقته بتلك الأقسام محاولا كشف الوحدة الموضوعية ..

وبعد ذلك يتضح معه معالم وأسرار تلك السورة ..

ومن ثم .. وبعد كل ذلك الجهد .. له أن ينظر في تلك الحروف المقطعة لمعرفة أسرارها ومعانيها ..

ولذلك فمعرفة معاني تلك الحروف صعب جدا .. لا يتيسر ذلك إلا لمن تعمق في معرفة معاني آيات تلك السور كلها وما ترمي إليه بشكل عام وشامل وبشكل خاص وتدبر شديد ..

ولقد تأملت بعض ذلك وكشفت بعض أسرار تلك الحروف وتفاجأت أن النتيجة كانت هي عينها التي كشف عنها سلفنا الصالح !!!!


وهذا إن كشف عن أمر .. كشف عن دقة فهم سلفنا الصالح وأنه محيط بمعاني تلك السور وما ترمي إليه وأبعادها .. وأنه لا يتكلم هكذا بالظن كما يظن بعض الجهلة بالتفسير وبقيمة سلفنا الصالح ..

و قول السلف الصالح أن لتلك الأحرف معاني وإشارات وأسماء وأفعال .. لم يأت من فراغ أبدا ..

ومن ثم لا يصح أن يقول قائل أن لتلك الحروف معنى واحدا فقط فضلا عن قوله أن لا معنى لها !!!

لأنه بذلك يجعل القرآن غير حكيم أبدا . وليس لأوله علاقة بما بعده !!!

ولا شك أن قائل ذلك فهو غير متأمل بهذا السؤال :-

لماذا بدأت سورة يوسف " بألر "وسورة ق ب " ق" وسورة البقرة ب " ألم " وسورة الكهف ب " كهيعص " مثلا ؟

وعلى كلام ذلك الرجل أن لا فرق بينها ولا علاقة بينها وبيم السور التي افتتحتها ويجوز التبديل فيما بينها لتصبح " ألم " بداية سورة مريم .. فضلا عن جعلها بداية لسورة الكهف التي لم تفتتح بتلك الأحرف أبدا !!!!!!!

وهل يجوز أن تبدأ سورة يوسف ب " ق " أو " كهيعص "!!!!,,,,,,,؟؟؟

وهذا مخالف لحكمة القرآن وأنه من لدن حكيم خبير عليم ..

فخرج معنا أنه لا يجوز أبدا .. و ظهر لنا أن تلك الحروف رموز لمعاني تتعلق بالسورة ولها إرتباط وثيق بالوحدة الموضوعية لتلك السورة ، كما بين ذلك سلفنا الصالح أنها أسماء وأفعال لله عز وجل ..

وسأكشف الآن عن بعض الدراسات لي والتي خرجت فيها بكشف أسرار بعض معاني تلك الحروف وعلاقتها بالسور الكريمة التي افتتحتها ..

فتأمل أخي الحبيب قوله تعالى في أول سورة البقرة من الطوال :-

" ألم " :-

وهنا ولأنها في أول سورة .. أشار الله تعالى إلى مفتاح حل تلك الرموز بشكل عام في الآيات التي جاءت بعدها ..

" ذلك الكتاب لا ريب فيه "

ألم .. ذلك الكتاب لا ريب فيه :-

أي من عالم آخر !! عالم ليس فيه ريب ولا شك !! إنه عالم الغيب واليقين !!!

" هدى للمتقين " :- أي سيتفتح بكنوزه وأسراره على من امتلك قوة التقوى !!!!

نعم ,, إن تلكم الألغاز والرموز يعلمها الله لأوليائه المتقين إن أخلصوا له قلوبهم بتدبرهم ذلك الكتاب العجيب .

وبعد دراسة مستفيضة وتأمل عميق بمعاني ومحاور سورة البقرة خرج لي ما وجدته حاضرا عند السلف الصالح من معنى تلك الحروف وهي :-

ألم :-

أ :- رمز يشير إلى كلمة أنا !!!

ل :- رمز يشير إلى كلمة الله !!!

م :- رمز يشير إلى كلمة أعلم !!!

وتعنى :- أنا الله أعلم !!!

وطبعا إذا أردت أن تتعرف على كيفية وصولي لهذه المعاني أقول لك نفس سورة البقرة !!

والأمر ليس بالصعب ولكن يحتاج لبعض الرياضة والتدريب والنظر والتأمل !!!

ولكي أقرب المعنى أقول أن الوحدة الموضوعية لسورة البقرة تتفق وتدور على إختيار الله للعرب وتسليم خلافة الأرض لهم !!!

ولو نظرت لكل السورة لرأيتها تسير بنظام عجيب لتقرير ذلك المعنى ,,

فمن أولها كان التأكيد على أقسام الناس وافتتاحها بالتركيز على صفة الإيمان بالغيب للقسم الأول من الناس الذي هو سيكون خليفة الله في أرضه .. وكأن الله كشف زاد ذلك القسم الذي سيخلفه الله أرضه وأمانته ..

وبعدها نجد عرضا موسعا لصورة آدم عليه السلام وهو يستلم الخلافة في الأرض من الله تعالى والتركيز هنا كان على نقطتين العلم والتوبة بعد الذنب !!!

وبعدها عرض الله تعالى نموذجا فاشلا للخلافة " بني إسرائيل " وكيف أن المادة والتجسيم عمى أبصارهم عميا تاما !!!

ولأن هذه نقطة حاسمة في السورة ولكي يكون ذلك الفشل سبيلا للنجاح للخليفة المسلمة التي سيسلمها الله القيادة والخلافة ..

فقد كان التركيز منصبا على أسباب تخلف تلك الخليفة فكان بعد كل عرض لتخلفاتها التفات من الله لنا وتنبيه وتوصية وتعليم للعرب الذين سيستلمون تلك الخلافة وثقلها من رب العالمين بهذه السورة ..

ولهذا الثقل الموضوعي جاءت تسمية السورة باسم "البقرة " كرمز للمادة القاتلة التي فتكت وأذنت بهلاك خلافة بني إسرائيل ..

ولهذا جاء العلاج في المقدمة !!! فكان التأكيد في أول السورة أن من صفات المؤمنين الناجحين العرفين الإيمان بالغيب .. وأن يقيموا الصلة مع ذلك العالم الغيبي !!!

فلا يتفكرون بذاته ليجعلوه جسما مجسما وصورة مركبة كالبشر !!!

وذلك الإيمان بالغيب هو الله عز وجل .. وليس يوم القيامة بدليل الآيات من بعدها ..

ومن ثم جاء السياق العجيب كاشفا وعارضا لتلك الخلافة الناجحة ..

وهو الأمة الخليل سيدنا إبراهيم عليه السلام ..

وهو الذي قال الله تعالى فيه ..

( وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن ) ..

وقدم ابراهيم لأنه الموضوع الرئيسي الذي عليه التركيز والضوء ..

وتلك الصورة رائعة نقية بيضاء صافية .. فلقد نجح سيدنا ابراهيم الخليل وقد أعطاه الله 10 من 10 في امتحان الإيمان بالغيب والخلافة في الأرض ..

وذلك كله اختزله الله تعالى بقوله عنه ( فأتمهن ) .. فما أجمله من ثناء وما أحلاه من نجاح .. وما أجمله من ود وخلة .. فكان ذلك الاصطفاء ولا ريب ..

( قال إني جاعلك للناس اماما ) ..

فقد كافأه الله تعالى بأن جعله إماما للناس كلهم في ذلك الزمان فهو أبو الأنبياء ومن أولي العزم من الرسل ..

ومن ثم يتجه السياق في آخر السورة لتسليم الله الخلافة لخليفة ابراهيم الخليل .. كيف لا وهو أحب الخلق وأعظمهم وأقربهم إلى الله تعالى ..

ذلك هو الرسول الكريم والخليل والحبيب الذي له أعلا المقام وأرفعه يوم الدين ..

وتظهر الخاتمة وقد استلم الرسول الكريم تلك الخلافة وصحابته الكرام ..

وقد اختارهم الله على علم على العالمين فكانوا أحق بها وأهلها ..

( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله وكتبه .. ) ..

نعم هو الله أعلم ,,,

وهنالك تركيز عجيب على هذه الجملة في محاور السورة المختلفة !!!!

فكان هو بعينه جواب المولى للملائكة لما سألوا عن تسليم آدم الأرض !!! فقال أنا أعلم ,,,,

( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل للأرض خليفة .. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ....!!!؟؟؟؟ قال إني أعلم ما لا تعلمون !!!!!!!!!!!!!!!!! ) ..

نعم هو الله أعلم ..

وكذلك تفضيل الله لآدم على الملائكة حتى أبى ابليس السجود له لأنه ظن أنه أفضل منه !!!! قال أنا خير منه !!! ولو أن الله خلق آدم بيده التي هي غير القدرة الخاصة لما قال ابليس ذلك أبدا ..

فكان هلاك ابليس اللعين واليهود من بعده .. بسبب عدم تسليمهم بذلك الكنز العظيم .. أن الله يعلم .

وهو تماما كما بينت بالتفصيل من سورة الانشقاق أن سبب العذاب الأليم ( فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا ) لماذا ؟؟

لأنه لم يفهم المحور الأساسي للسورة الذي هو ( إنه ظن أن لن يحور ) !!!!!

أي لأنه لم يفهم معنى انشقاق الكون ورجوعه لخالقه ( الانشقاق ) فلم يفهم من موت الأرض واحيائها أنه راجع إلى ربه الذي خلقه والذي سيتوفاه !!! وعيه جاءت أقسام السورة كلها مبينة كما بيناه بالتفصيل فليرجع إليها ..

وهذا شيء بسيط جدا من كنوز وأسرار سورة البقرة ومعنى الحروف المقطعة في بدايتها وعلاقتها الوثيقة بالسورة الكريمة ..

ولأن هذا محور بياني وافتتاحي لهذا الموضوع الجميل فسأثني ببعض أسرار تلك الحروف فاتحا المجال أمام اخوتي بالتدبر والتأمل في القرآن وقد ملأ الشوق وحب القرآن قلوبهم بإذن الله ..

ومن الأمثلة لبعض معاني تلك الرموز الحرفية العجيبة ومعانيها :-

سورة مريم ..

كهيعص :- ومعاني تلك الحروف وأسرارها كما ظهر لي :-

ك:- الكافي ,,

ه :- الهادي ,,

ي :- المعين يعين خلقه ويأويهم في أصعب حالاتهم ,,

ع :- عاصم لأوليائه من الهلاك ,,

ص :-صادق في وعده الجنة لأولياءه ,,

وبشكل سريع سأشرح كيفية توصلي لهذه المعاني :-

فأقول أن كل حرف مثل جزءا من السورة من بدايتها لنهايتها ..

وهي على ترتيب سورة مريم كاملة من أولها لآخرها ,,,


ك:- الكافي :- كفى سيدنا زكريا إذ نادى ربه ودعاه أن يرزقه ولدا على عكس الأسباب "شيخ كبير وامرأته عاقر " فأعطاه وكفاه بلا أسباب !!!

ه:- الهادى :- وتتجلى في هدايته وعنايته الفائقة بيحيى وعيسى :- يا يحيى خذ الكتاب بقوة وءاتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة ,, قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ..

ي:- يعين ويؤوي أولياءه في أحلك أحوالهم وأصعبها فينجيهم منها ,, ويتمثل ذلك لما جاء مريم المخاض فآواها إلى الشجره وأعانها بجبريل عليه السلام وأنزل عليها رطبا جنيا ,,,

ع:- العاصم ,, وقد أنطق عيسى يدافع عن أمه وهو في المهد فعصم أمه أمام قومها الغضبى فهي التي صامت لربها إذ أمر,,,

ص:- الصادق الوعد لأوليائه بالجنة ,, في آخر السورة :-

"جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا "


سورة هود :-

ألر :- رمز لثلاث كلمات هي :- أنا الله أرى ,,

وكعرض سريع تأتي الآيات في عرض رجل اسمه شريق يقف أمام الرسول فيقسم أنه يحب الرسول و هو كاره له كاذب يسب عليه ويشتمه من خلفه !!!

أفلا يعلم أن الله يرى !!!!!!!!!!!!

ولذلك جاء في بداية السورة التنبيه على ذلك ومنه :-

( ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور ) ..

أفلا يعلمون أن الله يرى !!!!!!!!!!!!

وكذلك نعرض بشكل سريع معاني أخرى لبعض تلك الأحرف المقطعة لضرب الأمثلة :-

سورة "ق":-

ق :- رمز ليوم القيامة الذي هو موضوع السورة الأساسي الذي تدور عليه أحوال وأقسام تلك السورة كلها كالشمس في فلكها ,,

سورة يوسف :-

ألر :- ,, نصف كلمة " الرؤيا " التي تعود ترجمة السورة بأكملها لها ..


اسأل الله العظيم أن يعفو عن خطأي ..

فهذا اجتهاد المقل .. وكما قلت إن كان من صواب فمن الله وله الحمد ..

وإن كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ..

والحمد لله رب العالمين ..

والسلام عليكم .







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط