الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 4.00. انواع عرض الموضوع
قديم 18-06-2007, 09:54 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!! الصبر الجميل



إن الله مع الصابرين... والله يحب الصابرين..!!

أخي الحبيب إسلام...
أعزك الله وحفظك وجملك بالصبر خلق الأنبياء والدعاة حاملي رسالة الأنبياء...
نسال الله عز وجل أن يحسن خلاصك ويفك أسرك وأن يمتعك بالصحة والعافية...


نسأل الله عز وجل أن ينزلك منازل الصابرين من المؤمنين من أحباب الله وأحباب رسوله الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا إياهم لصحابته: أنتم أصحابي وهم أحبابي... آمنوا بي ولم يروني، تجدون على الحق أنصاراً وهم لا يجدون على الحق أنصارا...


وفيما عبر الله عز وجل عن محبته للصابرين وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين في محبة الله ورضوانه.. فإنه أخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك بالقسم .. (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين).
والصبر أجره بغير حدود .. قال عز وجل: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
وهذا خاص بالصبر دون غيره من العبادات .. فالصبر جنة والصبر ضياء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والأنبياء قدوة في الصبر ومثل أعلى للدعاة ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل. يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء".
وهكذا فإن الصابرين في معية الله، فهو معهم في هدايته ونصره وتوفيقه...
ولقد خص الله الصابرين بثلاثة أشياء دون غيرهم وهي الصلاة عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم. قال عز وجل: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).

والصبر سبب الفلاح في الدنيا والآخرة والطريق المأمونة إلى خيري الدنيا والآخرة .. قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
والحظ العظيم والخير كله للصابرين كما جاء في قول الله العظيم: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ومن يتصبّر يصبّره الله وما أُعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر".

وفي هذا المعنى قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما أدركنا أطيب عيشنا بالصبر، ولو كان الصبر رجلاً لكان كريماً.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد. ثم رفع صوته: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له!!


وإذا ضاقت على المسلم الدنيا وتكالبت عليه الشدائد والمحن شكا إلى الله ما به كما شكا سيدنا يعقوب عليه السلام: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله).قال الشاعر:
وإذا عرتك بلية فاصبر لهـا صبر الكريم فإنه بك أعلــم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم

والتقوى بعدُ حرز للصابرين وحارس لا ينام يأخذ بأيديهم ويفتح لهم أبواب الصبر والتصبر، ويقيهم ويحميهم من العجز والهلع والضعف.
اتق الله فإن تقوى الله مـا جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً إنما من يتقي الله البطـــــــل


وهكذا فإن الابتلاء مفتاح الصبر، ولا بد أن يكون كي يمتحن الله المؤمنين في صدقهم وإخلاصهم النية في العمل لله، وليميز بين من يحمل الدعوة ويخلص في حملها ومن يكون عبئاً عليها يعيق حركتها ويؤخر النصر على الجماعة المؤمنة لعدم إخلاصه وخلاص نيته في العمل لله .. وهكذا يكون الابتلاء للتمحيص وصقل النفوس المحبة لله المخلصة له لترتقي في حبها لله وتتميز عن سائر المسلمين بل سائر الدعاة الذين لم يمتحنوا ولم يمحص الله نفوسهم بابتلاء تتقوى به نفوسهم على مواجهة الباطل وأعوانه.
قال الله عز وجل:
"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين".

وقال: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب).






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 18-06-2007, 11:23 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ياسر أبو هدى
أقلامي
 
الصورة الرمزية ياسر أبو هدى
 

 

 
إحصائية العضو







ياسر أبو هدى غير متصل


Lightbulb مشاركة: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استاذ نايف

بارك الله فيك وبطرحك القيم والمميز عن الصبر والتَصَبر

والصبر مطلب شرعي لايستغني عنه من آمن بالله وبدين الإسلام

وشكراً لك






التوقيع



nawras_68@yahoo.com
 
رد مع اقتباس
قديم 19-06-2007, 05:05 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

بارك الله فيك أخي العزيز وجزاك الله خيرا ولا حرمنا الله إطلالتك الكريمة الندية في المنتدى الإسلامي

وسائر منتديات أقلام ...

جعلك الله مشعلا للخير ... وجملك بالصبر أنت وأهلنا في العراق ... وأدام عليك وعلى عراقنا الأشم الخير والأمن والأمان ....







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 20-06-2007, 10:00 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي مشاركة: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ الكريم نايف
الصبر صفة للإنسان المؤمن والمسلم تميزه عن غيره لتسليمه بقضاء الله وقدره وايمانه بأن ما من شيء من عند الله إلا كان لخيره واحتسابه دائما وأبدا.
نسأل الله جل في علاه الفرج لجميع اسرانا وأسيراتنا وللأخ الكريم اسلام العودة سالما إلى اهله.
تحياتي وتقديري.







 
آخر تعديل سلمى رشيد يوم 20-06-2007 في 02:06 PM.
رد مع اقتباس
قديم 21-06-2007, 02:21 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سارة زياد
أقلامي
 
الصورة الرمزية سارة زياد
 

 

 
إحصائية العضو







سارة زياد غير متصل


افتراضي مشاركة: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

جزاك الله كل خيرالاستاذ الفاضل نايف ...
وعلى ما اعتقد ان الصحابي الجليل علي بن اي طالب قال :الصبر مطيه لا تكبو ...
اعاننا الله على انفسنا وصبرنا اللهم على الصبر ..
تقبل تحياتي







 
رد مع اقتباس
قديم 27-06-2007, 04:59 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

الأستاذتان سلمى وسارة
ملأ الله قلوبكما بالصبر واليقين والرضا وجعلكما من أهل الجنة ..

نسأل الله أن يجعلنا من الصابرين المتقين الراضين بقضاء الله ......







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 24-03-2010, 10:02 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أحمد الكردى
أقلامي
 
الصورة الرمزية أحمد الكردى
 

 

 
إحصائية العضو







أحمد الكردى غير متصل


افتراضي رد: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!







 
رد مع اقتباس
قديم 25-03-2010, 12:40 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

ما أجمل ما وقعت أخي أحمد


جعلك الله جميلا في كل العيون وألهمك الصبر وجعله مطيتك التي لا تكبو ..

لو كان الصبر رجلا لكان كريما .. رحم الله عمر بن الخطاب ..







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 25-03-2010, 08:09 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أحمد الكردى
أقلامي
 
الصورة الرمزية أحمد الكردى
 

 

 
إحصائية العضو







أحمد الكردى غير متصل


افتراضي رد: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

ويعين العبد على هذا الصبر عدة أشياء:

أحدها: أن يشهد أن الله - سبحانه وتعالى - خالق أفعال العباد حركاتهم وسكناتهم وإراداتهم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم العلوي والسفلي ذرة إلا بإذنه، ومشيئته والعباد آلة، فانظر إلى الذي سلطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تستريح من الهم والغم والحزن .

الثاني: أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلطهم عليه بذنبه، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتغل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلطهم عليه ، عن ذمهم ولومهم والوقيعة فيهم، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار فاعلم أن مصيبته مصيبة حقيقية، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة.

قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كلمة من جواهر الكلام: لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه، ولا يخافنّ عبدٌ إلا ذنبه

وروي عنه وعن غيره: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة .

الثالث: أن يشهد العبد حسن الثواب الذي وعده الله لمن عفى وصبر، كما قال تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} . ولما كان الناس عند مقابلة الأذى ثلاثة أقسام:ظالم يأخذ فوق حقه، ومقتصد يأخذ بقدر حقه، ومحسن يعفو ويترك حقه. ذكر الأقسام الثلاثة في هذه الآية فأولها للمقتصدين، ووسطها للسابقين، وآخرها للظالمين.

ويشهد نداء المنادي يوم القيامة ألا ليقم من وجب أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفى وأصلح وإذا شهد مع ذلك فوت الأجر بالانتقام والاستيفاء سهل عليه الصبر والعفو.

الرابع: أن يشهد أنه إذا عفى وأحسن أورثه ذلك من سلامة القلب لإخوانه، ونقائه من الغش، والغل، وطلب الانتقام، وإرادة الشر، وحصل له من حلاوة العفو ما يزيد لذته ومنفعته عاجلا وآجلا على المنفعة الحاصلة له بالانتقام أضعافا مضاعفة، ويدخل في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فيصير محبوبا لله، ويصير حاله حال من أُخِذَ منه دراهم فَعُوِّضَ عنها ألوفاً من الدنانير، فحينئذ يفرح بما مَنَّ الله عليه أعظم فرحٍ ما يكون.

الخامس: أن يعلم أنه ما انتقم أحد قط لنفسه إلا أورثه ذلك ذلاً [جده] في نفسه، فإذا عفى أعزه الله. وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق حيث يقول: "ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" فالعز الحاصل له بالعفو أحب إليه وأنفع له من العز الحاصل له بالانتقام، فإن هذا عِزٌّ في الظاهر وهو يورث في الباطن ذُلاً، والعفو ذل في الباطن وهو يورث العز باطناً وظاهراً.


السادس - وهي من أعظم الفوائد -: أن يشهد أن الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالم مذنب، وأن من عفى عن الناس عفى الله عنه، ومن غفر غفر الله له، فإذا شهد أن عفوه عنهم وصفحه وإحسانه مع إساءتهم إليه، سبب لأن يجزيه الله كذلك من جنس عمله فيعفو عنه ويصفح ويحسن إليه على ذنوبه، ويسهل عليه عفوه وصبره ويكفي العاقل هذه الفائدة.

السابع: أن يعلم أنه إذا اشتغلت نفسه بالانتقام وطلب المقابلة ضاع عليه زمانه، وتفرق عليه قلبه، وفاته من مصالحه،ما لا يمكن استدراكه، ولعل هذا يكون أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم، فإذا عفى وصفح فرغ قلبه وجسمه لمصالحه التي هي أهم عنده من الانتقام.

الثامن: أن انتقامه واستيفاءه وانتصاره لنفسه وانتقامه، لها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط فإذا كان هذا خير خلق الله وأكرمهم على الله لم يكن ينتقم لنفسه مع أن أذاه أذًى لله ويتعلق به حقوق الدين، ونفسه أشرف الأنفس، وأزكاها، وأبرها وأبعدها من كل خُلقٍ مذموم، وأحقها بكل خُلقٍ جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لها. فكيف ينتقم أحدنا لنفسه التي هو أعلم بها وبما فيها من العيوب والشرور بل الرجل العارف لا تساوي نفسه عنده أن ينتقم لها، ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها.

التاسع: إن أوذي على ما فعله لله أو على ما أمره به من طاعته ونهى عنه من معصيته وجب عليه الصبر ولم يكن له الانتقام، فإنه قد أوذي في الله، فأجره على الله، ولهذا لما كان المجاهدون في سبيل الله ذهبت دماؤهم وأموالهم في الله لم تكن مضمونة، فإن الله - تعالى - اشترى منهم أنفسهم وأموالهم ، فالثمن على الله لا على الخلق، فمن طلب الثمن منهم لم يكن له على الله ثمن، فإنه من كان في الله تلفه كان على الله خلفه .

وإن كان قد أوذي على معصية ، فليرجع باللوم على نفسه، ويكون في لومه لها شغل عن لومه لمن آذاه.

وإن كان قد أوذي على حضٍ، فليوطن نفسه على الصبر، فإن نيل الحظوظ دونه أَمْرٌ أَمَرُّ من الصبر، فمن لم يصبر على حر الهواجر ، والأمطار، والثلوج، ومشقة الأسفار، ولصوص الطريق، وإلا فلا حاجة له في المتاجر، وهذا أمر معلوم عند الناس أن من صدق في [طلب] شيء من الأشياء بذل من الصبر في تحصيله بقدر صدقه في طلبه.


العاشر: أن يشهد معية الله معه إذا صبر، ومحبة الله له ورضاه، ومن كان الله معه دفع عنه من أنواع الأذى والمضرات ما لا يدفع عنه أحد من خلقه، قال الله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} وقال: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} .

الحادي عشر: أن يشهد أن الصبر نصف الإيمان ،فلا يبدل من إيمانه جزءاً في نصرة نفسه، فإن صبر فقد أحرز إيمانه وصانه من النقص والله - تعالى - يدفع عن الذين آمنوا.

الثاني عشر: أن يشهد أن صبره حكم منه على نفسه،وقهر لها، وغلبة لها، فمتى كانت النفس مقهورة معه مغلوبة،لم تطمع في استرقاقه، وأسره، وإلقائه في المهالك، ومتى كان مطيعاً لها سامعاً منها مقهوراً معها لم تزل به حتى تهلكه، أو تتداركه رحمة من ربه.فلو لم يكن في الصبر إلا قهره لنفسه ولشيطانه، فحينئذ يظهر سلطان القلب وتثبت جنوده، فيفرح ويقوى ويطرد العدو عنه .

الثالث عشر: أن يعلم أنه إن صبر فالله ناصره ولابد، فإن الله وكيل من صبر وأحال ظالمه عليه، ومن انتصر بنفسه لنفسه وكله الله إلى نفسه، فكان هو الناصر لها، فأين من ناصره الله خير الناصرين، إلى من ناصره نفسه أعجز الناصرين وأضعفه.

الرابع عشر: أن صبره على من آذاه واحتماله له يوجب رجوع خصمه عن ظلمه وندامته واعتذاره، ولوم الناس له فيعود بعد إذائه له مستحييا منه، نادماً على ما فعله، بل يصير موالياً له وهذا معنى قوله:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} .

الخامس عشر: ربما كان انتقامه ومقابلته سبباً لزيادة شر خصمه وقوة نفسه وفكرته في أنواع الأذى التي يوصلها إليه كما هو المشاهد، فإذا صبر وعفى أمن من هذا الضرر. والعاقل لا يختار أعظم الضررين بدفع أدناهما، وكم قد جلب الانتقام والمقابلة من شر عجز صاحبه عن دفعه،وكم قد ذهبت به نفوس ورياسات وأموال وممالك لو عفى المظلوم لبقيت عليه.

السادس عشر: أن من اعتاد الانتقام ولم يصبر، لابد أن يقع في الظلم، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها، لا علما،ولا إرادة،وربما عجزت عن الاقتصار على قدر الحق، فإن الغضب يخرج بصاحبه إلى حد لا يعقل ما يقول وما يفعل، فبين هو مظلوم ينتظر النصر والعز، إذ انقلب ظالماً ينتظر المقت والعقوبة .

السابع عشر: أن هذه المظلمة التي قد ظُلمها هي سبب،إما لتكفير سيئة، أو رفع درجة، فإذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفرة لسيئته ولا رافعة لدرجته.

الثامن عشر: أن عفوه وصبره من أكبر الجند له على خصمه، فإن من صبر وعفا كان صبره وعفوه موجباً لذل عدوه، [وخوفه] وخشيته منه، ومن الناس، فإن الناس لا يسكتون عن خصمه وإن سكت هو، فإذا انتقم زال ذلك كله، ولهذا تجد كثيراً من الناس إذا شتم غيره أو آذاه يحب أن يستوفي منه، فإذا قابله استراح وألقى عنه ثقلاً كان يجده.

التاسع عشر: أنه إذا عفى عن خصمه،استشعرت نفس خصمه أنه فوقه، وأنه قد ربح عليه، فلا يزال يرى نفسه دونه وكفى بهذا فضلاً وشرفاً للعفو.

العشرون: أنه إذا عفا وصفح كانت هذه حسنة، فتولد له حسنة أخرى، وتلك الأخرى تولد أخرى، وهلم جرا، فلا تزال حسناته في مزيد، فإن من ثواب الحسنة الحسنة، كما أن من عقاب السيئة السيئة بعدها، وربما كان هذا سبباً لنجاته وسعادته الأبدية، فإذا انتقم وانتصر زال ذلك.







 
رد مع اقتباس
قديم 26-03-2010, 12:05 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
هشام يوسف
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية هشام يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







هشام يوسف غير متصل


افتراضي رد: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }


بارك الله تعالى في الأخوة الطيبين الذين يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر.. رابحون باذن الله تعالى ومنته وفضله.. لا خاسرون .

جعلنا الله تعالى وإياكم من الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.







 
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2011, 01:57 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي رد: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!!

أخي أحمد وأخي هشام جزاكما الله خيرا على طيب المرور


الصبر الجميل


الصبر الجميل ليس مجرد كلمة تُرددها الألسنة مع ضيق الصدر وتململ القلب!



كلا.. كلا..



إنما..
..
..
..
الصبرالجميل: هو الصبر المطمئن الذي لا يُصاحب السخط ولا القلق ولا الشكَّ فيصدق الوعد، صبر الواثق مِن العاقبة، الراضي بقدر الله، الشاعر بحكمته مِنْ وراء الابتلاء، الموصول بالله، المحتسب كل شيء عنده مما يقع به.



الصبر الجميل: هوالترفّع على الألم، والاستعلاء على الشكوى، والثبات على تكاليف الدّعوة، والتسليم لله عز وجل، والاستسلام لما يُريد من الأمور، والقبول لحكمه والرضا به.



الصبرُ الجميل: هوالذي يكون ابتغاء وجه الله جل وعلا، لا تحرجًا من الناس حتى لا يقولوا جزعوا، ولاتجملاً للناس حتى يقولوا صبروا.



الصبرُ الجميل: هو الثبات على طول الطريق دون عجلةٍ أو قنوط.



ولنقف أمام لفتةٍ تستحق التدبر العميق، ألا وهو أنّ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي يُلاقي ما يُلاقي مِنَ الأذى والتكذيب والكبر والكنود يُقال له: فاصبر إنَّ وعد الله حق فإمَّا نُرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون: أدَّ واجبك وفقط؛ فأمَّا النتائجُ فليست لك، حتى شفاء صدره بأن يشهد تحقق وعيد الله للمتكبرين والمكذبين ليس له أن يعلق به قلبه.. إنه يعمل وكفى.. يؤدِّي واجبه ويمضي.. فالأمر ليس أمره، والقضية ليست قضيته – بأبي هو وأمي – ولكن الأمر كله لله، والله يفعل به ما يريد، ولمثل هذه اللفتة العميقة ينبغي أن تتوجه قلوب الدعاة إلى الله في كل حين؛ فهذا هو حزام النجاة في خضم الرغائب التي تبدو بريئة في أول الأمر ثم يخوض فيها الشيطان بعد ذلك ويعوم!



نعم. فإنه من السهل جدًا على صاحب الدعوة أن يغضب؛ لأن الناس لا يستجيبون لدعوته فيهجر الناس.. إنه عمل مريح قد يخفف الغضب ويهدئ الأعصاب.. ولكن أين هذه الدعوة؟



إن الدعوة هي الأصل لاشخص الداعية فليضق صدره.. ولكن ليكظم غيظه، وليمضِ في دعوته، والله أرعى لدعوته وأحفظ.. فليؤدِّ الداعية واجبه في كل ظرفٍ وفى كل جو، والهدى هدى الله عزوجل، وإن في قصة ذي النون – عليه السلام – لدرسًا لأصحاب الدعوات..



*فمن مسه الضر في فتنةٍ من الفتن، وفى ابتلاء من الابتلاءات؛ فليثبت ولا يتزعزع، وليستبق ثقته برحمة الله وعونه وقدرته على كشف الضراء وعلى العوض والجزاء، فأما مَن يفقد ثقته في نصر الله في الدنيا والآخرة، ويقنط من عون الله له فى المحنة حين تشتد المحنة،
فدونه فليفعل بنفسه ما يشاء!
وليذهب بنفسه كل مذهب!



فما شيء من ذلك بمبدل ما به من البلاء: مَن كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يُذهبن كيده ما يغيـظ" والذي ييأس في الضر من عون الله، يفقد كل نافذةٍ مضيئة، وكل نسمة رخية، وكل رجاء في الفرج، ويستبد به الضيق ويثقل على صدره الكرب، فيـزيد هذا كله مِنْ وقع الكرب والبلاء


إلا أنه لا سبيل في احتمال البلاء إلا: بالرجاء في نصر الله.
ولا سبيل إلى الفرج إلا: بالتوجه إلى الله.
ولا سبيـل إلى الاستعلاء على الضروالكفاح للخلاص إلا: بالاستعانة بالله.
وكل حركة يائسة لا ثمرة لها ولا نتيجة إلا زيادة الكرب، ومضاعفة الشعور به، والعجز عن دفعه بغير عون الله.



*والذي يجبُ أن يكون راسخًا في القلب؛ لا تعصف به الرياح ولا تزعزعه الأهواء، أن نعلم يقينًا أنه ليس أحدٌ أغير على الحقِّ وأهله من الله ـ جلَّ وعلا ـ وحاشا لله الرحمن الرحيم أن يعذب أولياءه من المؤمنين بالفتن أو أن يُؤذيهم بالابتلاءات.



ولكنه الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة، فهي في حاجةٍ إلى إعدادٍ خاصٍّ لا يتم
إلا بالمعاناة العملية للمشاق
وإلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات.
وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام.
وإلا بالثقة الحقيقية في نصر الله أو في ثوابه على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء،
والنفس تصهرها الشدائد، فتنفي عنهـا الخبث، وتستجيش من قواها المذخورة.. فلا يكفي أن يقول الناس: آمنَّـا وهم لا يُتركون لهذه الدعوى حتى يتعرضوا للفتنة، فيثبتوا عليهـا ويخرجوا منها صافيةً عناصرهم، خالصةً قلوبهم، كما تفتن النار الذهب؛ لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به.. وكذلك تصنع الفتنة بالقلوب.
قال تعالى: أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمَّنا وهم لا يفتنون..)
هذه الفتنة على الإيمان أصلٌ ثابت وسنة جارية..في ميزان الله سبحانه (ولقد فتّنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين)..



منقول







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 07-06-2011, 03:20 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
اكرام كوثري
أقلامي
 
الصورة الرمزية اكرام كوثري
 

 

 
إحصائية العضو







اكرام كوثري غير متصل


افتراضي رد: إن الله مع الصابرين ... والله يحب الصابرين...!! الصبر الجميل

فان الايمان نصفان نصف صبر ونصف الشكر وهما ايضا وصفان من اوصاف الله تعالى واسمان من اسمائه الحسنى اد سمى نفسه صبورا وشكورا فالجهل بحقيقة الصبر والشكر جهل بكلا شطري الايمان ثم هو غفلة عن وصفين من اوصاف الرحمن ولا سبيل الى الوصول الى القرب من الله تعالى الا بالايمان وكيف يتصور سلوك سبيل لايمان دون معرفة ما به الايمان ومن به الايمان والتقاعد عن معرفة الصبر والشكر تقاعد عن معرفة من به الايمان وعن ادراك ما به الايمان ادان الايمان مرتبط بالصبر والشكر
في الصبر وفيه بيان فضيلة الصبر وبيان حده وحقيقته وبيان كونه نصف الايمان وبيان اختلاف اساميه باختلاف متعلقاته وبيان اقسامه بحسب اختلاف القوة والضعف وبيان مظان الحاجة الى الصبر وبيان دواء الصبر
الصبر نصف الايمان وقيل اوحى الله تعالى الى داود عليه السلام : تخلق باخلاقي وان من اخلاقي انى انا صبور وقال رسول الكريم عليه الصلاىة والسلام في الصبر على ما تكره خير كثير وقال المسيح عليه السلام انكم لا تدركون ما تحبون الا بصبركم على ما تكرهون
وجد في رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى ابي موسى الاشعري
عليك بالصبر واعلم ان الصبر صبران احدهما افضل من الاخر الصبر في المصيبات حسن وافضل منه الصبر عما حرم الله تعالى واعلم ان الصبر ملاك الايمان وزاد التقوى افضل البر والعدل وقال ايضا الصبر من الايمان بمنزلة الراس من الجسد ولا جسد لمن لا راس له والايمان لمن لا صبر له وكان عمر رضي الله عنه يقول نعم العدلان ونعمة العلاوة للصابرين يعنى بالعدلين الصلاة والرحمة وبالعلاوة الهدى والعلاوة ما يحمل فوق العدلين على البعير واشار به الى قوله تعالى اولئك عليهنم صلوات من ربيهم ورحمة واولئك هم المهتدون -س البقرة
وكان حبيب بن ابي حبيب ادا قرا هده الاية انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب صدق الله العظيم بكى وقال واعجباه اعطى واثنى اي هو المعطى للصبر وهو المثنى وقال ابو الدرداء دروة الايمان الصبر للحكم والرضا بالقدر هدا بيان فضيلة الصبر من حيث النقل واما من حيث النظر بعين الاعتبار فلا تفهمه الا بعد فهم حقيقة الصبر ومعناه اد معرفة الفضيلة والرتبة معرف صفة فلا تحصل قبل معرفة الموصوف فالندكر حقيقته ومعناه
اعلم ان الصبر مقام من مقامات الدين ومنزل من منازل السالكين







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من ينتصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ د. صفاء رفعت منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 5 17-07-2009 08:58 PM
الوصف الكامل لرسول الله عليه الصلاة والسلام نجلاء حمد منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 4 31-05-2007 12:11 PM
خطبــــــــــــة عيد الفطر للشيخ ابن عثيمين " رحمه الله " نغــــــــــم أحمد منتدى رمضان شهر الذكر والقرآن 1 23-10-2006 07:05 PM
مقدمة عن الخلافة و الخلفــاء الراشدين (رضي الله عنهم) ياسر أبو هدى المنتدى الإسلامي 20 12-07-2006 06:36 AM
الأيام الفاضلة - عشر ذي الحجة! د. صفاء رفعت المنتدى الإسلامي 3 05-01-2006 02:57 AM

الساعة الآن 11:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط