الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2023, 01:51 PM   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





حول مضمون الآية:

وقد امتلأت التفاسير عند الكلام عن بدء الخلق ببحث القبلية والبعدية في خلق السماء والأرض، وبمعاني الاستواء والتسوية. وينبغي أن نعلم أن كل المباحث دارت حول اصطلاحات بشـرية أرادوا منها تقريب فعل الله - تعالى - إلى التصور البشري المحدود. ولعل الجدل الكلامي الذي ثار بين علماء المسلمين حول هذه التعبيرات القرآنية، ما كان إلا نتيجة التأثر بالفلسفة الإغريقية والمباحث اللاهوتية عند اليهود والنصارى، وقد دخلت هذه كلها على الفكر الإسلامي بعد اختلاط العرب بغيرهم من الأجناس، وغزو الأفكار اليونانية والفارسية والعبرية من خلال الترجمة. وبدء الخلق نجده متصدراً العهد القديم في أول أسفاره وفي أول عدد: «1 فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأَرْضَ.« ولعل هذا العدد يجمل ما فُصِّلَ بَعْدُ من تفصيلات على تسلسل الخلق:
- من مياه على أرضٍ خربة تغمرها الظلمة، فخلق النور في اليوم الأول وجعله نهاراً، وفصل بينه وبين الظلمة التي سماها ليلاً.
- وفي اليوم الثاني فصل ما بين الماء ليوجد السماء.
- ثم في اليوم الثالث أوجد اليابسة تحت السماء وسماها أرضاً، وجمع المياه في "بحار"، وأنبت العشب والبقل والشجر.
- وفي اليوم الرابع أوجد الأوقات، ورسم النجوم.
- وفي اليوم الخامس خلق الأنفس الحية من الزواحف والتنانين العظام والطيور.
- وفي اليوم السادس أخرج البهائم والدواب والوحوش، وخلق الإنسان على صورته - حاشاه - من ذكر وأنثى.
- ثم استراح في اليوم السابع.






 
رد مع اقتباس
قديم 06-10-2023, 01:03 PM   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





حول مضمون الآية:

وهذا الوصف - بلا شك - مخالف لما جاء في القرآن الكريم. ولنضرب صفحاً عن خرافتين - تعالى الله عنهما وعن كل إفك وزور - هما:

1) خلق الإنسان على صورة الله: وهذا تجسيم وتجسيد لرب العالمين، يرفضه دين الله، وتأباه الفطر السليمة والعقول الواعية؛ فالله - تعالى - (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) الشورى 11. والمذهب الإسلامي القويم ينزه الله - تعالى - عما لا يليق به من التجسيم ومشابهة الخلق؛ فهو - جلّ وعلا - موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه أحد من البرية، وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. وهو ليس له حدّ محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان، ولا يشتمل عليه تواتر الزمان، ولا يدرك نعمته بالشواهد والحواس، ولا يقاس صفات ذاته بالناس. والله سبحانه موصوف بصفاته منفي عنه ما لا يليق به من صفات الآدميين ونعوتهم، ليس بذي جوارح ولا بذي أجزاء وأبعاض.
2) وافتراء أنه استراح في اليوم السابع: حاول الكهنة تفسير الاستراحة في العبرية بأنها تعني: يستجيب، لا يصنع شيئاً، يهدأ، يستريح، يظل ساكناً، يبقي ساكناً، واستراح الرب - لغوياً - تعني أنه انهي عمله وبدأ في ملاحظته. وقالوا: إن من حيث المعنى، فإن استراح تعني أن الرب أنهى تأسيس المسكونة وبدأ في الإشـراف عليها؛ فهو انتهى من تأسيس كل شيء في ستة أيام، وفي اليوم السابع بدأ عمله الإشرافي ومتابعة كل ما عمل. أما موقف القساوسة، فهو يؤول الاستراحة بما يناسب عقيدتهم المشوهة، فيقول أحدهم: "أكمل الله خليقته في اليوم السادس ورأى ذلك أنه حسن جداً والتطابق عجيب؛ ففي اليوم السادس بل في الساعة السادسة أكمل الله فداء البشرية قائلاً علي الصليب "قد أكمل" فبالصليب أعيدت خلقتنا من جديد وبالقيامة أخذنا الحياة. ومعني أن الله يستريح في اليوم السابع أي هو يفرح ويسر بالإنسان موضع حبه وحينما سقط الإنسان وفسدت طبيعته جدده الله روحياً وفتح له باب السماء، في خلال اليوم السابع (الذي بدأ بعد خلقة آدم وينتهي بمجيء المسيح الثاني)، ففي خلال اليوم السابع كان الفداء الذي به أنهي الله أعماله كلها للإنسان واستراح الله لأنه قدم للإنسان طريق السماء". وقال آخر: "الراحة هنا لا تعني التوقف عن العمل، وإنما استراح براحة خليقته، وكما يقول القديس أغسطينوس: "راحة الله تعني راحة الذين يستريحون في الله". راحته كأب سـماوي أن يجد محبوبيه ينعمون بالراحة الداخلية الحقة، لذلك يقول القديس أغسطينوس: "إننا نستريح عندما نصنع أعمالاً صالحة". كمثال لذلك كُتب عن الله أنه "استراح في اليوم السابع"، وذلك عندما صنع كل أعماله وإذا بها حسنة جدًا. إنه لم يتعب ولا احتاج إلي راحة، كما أنه لم يترك عمله حتى الآن، إذ يقول ربنا المسيح بصراحة: "أبي يعمل حتى الآن" (يوحنا 5: 17). لقد ختم الرب حديثه عن أعمال الخلق بإعلان راحته في خليقته التي حملت آثار محبته خاصة الإنسان الذي حمل صورته ومثاله، ويبقي الله في راحته مادام الإنسان أيضًا يستريح في حضن أبيه السماوي. لهذا رأي كثير من الآباء أن وصية "حفظ السبت" والتي تعني في العبرية "الراحة" إنما هي رمز للثبوت في السيد المسيح بكونه راحة الآب، فيه يجد لذته من جهتنا، وراحتنا نحن إذ فيه ندخل إلي حضن الآب. وكأن السيد المسيح نفسه هو سبتنا الحقيقي"*.
* هل استراح تعني ان الرب يتعب في سفر التكوين 2 ؟






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 07-10-2023, 01:16 PM   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





حول مضمون الآية:

ومن الواضح أن القساوسة استغلوا المسألة لتثبيت عقيدة التثليث، وهم - مع شركهم - لا يجسمون الآب، ويرونه روحاً خالصة. وقد كان من الممكن أن يقبل التفسير اللغوي للاستراحة إذا لم تكن عقيدة العهد القديم تؤمن بتجسيد الله - تعالى وتقدس عن كل نقص - وما قولهم في نزول الرب وقد نزل في سفر الخروج في مواضع كثيرة، نحو: «20 وَنَزَلَ ٱلرَّبُّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، إِلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ، وَدَعَا ٱللهُ مُوسَى إِلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ. فَصَعِدَ مُوسَى«. (الخروج 19)، وقد تجسد في عمود سحاب يراه جميع الشعب، في نحو: «9 وَكَانَ عَمُودُ ٱلسَّحَابِ إِذَا دَخَلَ مُوسَى ٱلْخَيْمَةَ، يَنْزِلُ وَيَقِفُ عِنْدَ بَابِ ٱلْخَيْمَةِ. وَيَتَكَلَّمُ ٱلرَّبُّ مَعَ مُوسَى .10 فَيَرَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ عَمُودَ ٱلسَّحَابِ، وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ ٱلْخَيْمَةِ، وَيَقُومُ كُلُّ ٱلشَّعْبِ وَيَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ .11 وَيُكَلِّمُ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ ٱلرَّجُلُ صَاحِبَهُ. وَإِذَا رَجَعَ مُوسَى إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ كَانَ خَادِمُهُ يَشُوعُ بْنُ نُونَ ٱلْغُلَامُ، لَا يَبْرَحُ مِنْ دَاخِلِ ٱلْخَيْمَةِ«. (الخروج 33)، وقولهم: «5 فَنَزَلَ ٱلرَّبُّ فِي ٱلسَّحَابِ، فَوَقَفَ عِنْدَهُ هُنَاكَ وَنَادَى بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ .6 فَٱجْتَازَ ٱلرَّبُّ قُدَّامَهُ، وَنَادَى ٱلرَّبُّ: «ٱلرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَكَثِيرُ ٱلْإِحْسَانِ وَٱلْوَفَاءِ.« (الخروج 34). وإن كان لهم في أمثال ما اقتبسناه تخريجات، فماذا يقولون في: «18 فَقَالَ: أَرِنِي مَجْدَكَ. 19 فَقَالَ: "أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ". 20 وَقَالَ: "لَا تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَا يَرَانِي وَيَعِيشُ". 21 وَقَالَ ٱلرَّبُّ: "هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ، فَتَقِفُ عَلَى ٱلصَّخْرَةِ. 22 وَيَكُونُ مَتَى ٱجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ ٱلصَّخْرَةِ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ .23 ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، وَأَمَّا وَجْهِي فَلَا يُرَى"«. (الخروج 33)، والنص في نسخة أخرى هكذا: «18 فَقَالَ موسى: أَرِنِي مَجْدَكَ. 19 فَقَالَ الرّبُّ: "سأعرِضُ كُلَّ جَلالي أمامَكَ وأُنادي با‏سمي أنا الرّبُّ على مسمَعِكَ، وأتَحَنَّنُ على مَنْ أتَحَنَّنُ وأرحَمُ مَنْ أرحَمُ". 20 وَقَالَ: "أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الّذي يراني لا يعيشُ". 21 وَقَالَ ٱلرَّبُّ: "هُنا مكانٌ بِجانبي تقِفُ فيهِ على الصَّخرةِ، 22 وحينَ يمُرُّ مَجدي أجعَلُكَ في فَجوَةِ الصَّخرةِ وأُغَطِّيكَ بِيَدي حتّى أمُرَّ.23 ثُمَّ أُزيحُ يَدي، فتنظُرُ ظَهري. وأما وجهي، فلا تراهُ "«.







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 08-10-2023, 12:22 PM   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





حول مضمون الآية:

أما الوصف القرآني لأيام خلق عالم الشهادة، فليس فيه ذكر ليوم سابع، وعوضاً عن ذلك يدحض القرآن مزاعم أهل الكتاب عن حاجة الله - تعالى - لطلب الراحة بقوله: (وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ 38) ق، وإنما تنحصر في سـتة أيام على النحو الذي فُصِّلَ في أوائل سـورة فصلت، وفي بعض آيات سـورة النازعات:
- (قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ 9 وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ 10 ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ 11 فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ 12) فصلت،
- (ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا 27 رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا 28 وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا 29 وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ 30 أَخۡرَجَ مِنۡهَا مَآءَهَا وَمَرۡعَىٰهَا 31 وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَىٰهَا 32 مَتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَٰمِكُمۡ 33) النازعات.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 09-10-2023, 02:31 PM   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





حول مضمون الآية:

إن في هذه الآيات أسراراً عديدة، منها:
- الأيام هنا ليست بالطول الذي نعهده في أيام الأسبوع، وقد قال به جمع من العلماء تأثراً بسـرديات العهد القديم، ولا هو بألف سنة مما نعد، كما قال به بعض علمائنا، ولا حتى بخمسين ألف سنة. هو أطول من ذلك بكثير، ولعل من الأفضل أن نحسب الأيام بالمراحل المتساوية الطول؛ أي: كل يوم منها تساوي مدته مدة كل يوم آخر من الأيام الستة.
- يبدو أن الله خلق السماء والأرض في أول يومين، ويبدو أنه تم في وقت معاً. ومما يرشدنا لهذا المعنى قوله - تعالى - في سورة الأنبياء: (أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) 30؛ فهما كانا من مادة واحدة تم فصل إحداهما عن الأخرى، لتتكون السماء فوق الأرض.
- وأصل مادة الخلق التي جعل منها السماء والأرض، جاء مما نفهمه من قوله - تعالى - في سـورة الجاثية: (ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡبَحۡرَ لِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ فِيهِ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ 12 وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ 13). والتفاسير تكاد تجمع على أن: (جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ) في الآية الثانية ترجع لله - سبحانه - والمعنى: أنَّهُ سَخَّرَ هَذِهِ الأشْـياءَ كائِنَةً مِنهُ وحاصِلَةً مِن عِنْدِهِ يَعْنِي أنَّهُ - تَعالى - مُكَوِّنُها ومُوجِدُها بِقُدْرَتِهِ وحِكْمَتِهِ ثُمَّ مُسَـخِّرُها لِخَلْقِهِ. وهذا تعميم بعد تخصيص اقتضاه الاهتمام أولاً ثم التعميم ثانياً. وما في السَّـماواتِ وما في الأرْضِ عامٌّ مَخْصُوصٌ بِما تَحْصُلُ لِلنّاسِ فائِدَةٌ مِن وُجُودِهِ: كالشَّـمْسِ لِلضِّياءِ، والمَطَرِ لِلشَّـرابِ، أوْ مِن بَعْضِ أحْوالِهِ: كأجرام السـماء لِلِاهْتِداءِ بِها في ظُلُماتِ البَرِّ والبَحْرِ، والشَّجَرِ لِلِاسْتِظْلالِ، والأنْعامِ لِلرُّكُوبِ والحَرْثِ ونَحْوِ ذَلِكَ.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 10-10-2023, 11:57 AM   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





حول مضمون الآية:

إن في هذه الآيات أسراراً عديدة، منها:
على أننا نرى وجهاً آخر هو أقرب للفهم، وأدل على سلاسة السياق وتناسقه، وهو أن الضمير المتصل في: (مِّنۡهُۚ) عائد على البحر في الآية السابقة: (ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡبَحۡرَ)، والمعنى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا) من مادة البحر، وهي الماء الذي قال فيه: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) الأنبياء 30، وقال: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ ) النور 45.
- للأرض - مثلما للسماء - خصوصية تفضل بها سائر أجرام السماء. وهي ليست كرة سـابحة في الفضاء، وليس حجمها بالضآلة التي يصورونها، بل هي شديدة الضخامة والاتساع، بحيث تكون بحجم السماء؛ وهذا ما نفهمه - كذلك - من اقتران السماء أو السماوات بالأرض في آيات كثيرة، وما نستنتجه من بين السطور في آيات فصلت؛ إذ أنها خلقت في يومين، مثل مدة خلق السماء، وجهزت لاستخلاف الإنسان في أربعة أيام، بينما لم يستغرق تسوية السماوات السبع أكثر من يومين، وفيهما أنشأ أفلاك السماء الدنيا. لذلك نحن نرى الصورة هكذا: سماء ممتدة تظلنا، وأرض ممتدة تقلنا، وبينهما أجرام سماوية تضيء جو السماء الدنيا، مع خصوصية للشمس والقمر اللذين تُحْدِثُ حركتهما المواقيت.
- آيات النازعات تدلنا على أن الشمس والقمر خلقا بعد الأرض، وقبل دحوها، أي أن دورة الزمان باليوم والشهر والسنة كانت عقب خلق الأرض.
- في الترتيب المنطقي للخلق أن النور خلق قبل النبات، وهذا ما جاء في آيات النازعات؛ فبعد خلق السماء أوجد الشمس والقمر، وهو ما نفهمه من قوله تعالى: (وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا 29) ليأتي بعدها دحو الأرض وإخراج الماء والمرعى: (وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ 30 أَخۡرَجَ مِنۡهَا مَآءَهَا وَمَرۡعَىٰهَا 31).
- لا بد أن نفرق بين خلق السماء، وتسويتها سبع سموات؛ فالسماء قُدّرت سبع سماوات في اليومين الآخرين، وإن كان خلقها سبق ذلك؛ لأن قوله - تعالى - بعد ذكر الأيام الأربع: (ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ) يبيّن أنها كانت مخلوقة، فاستوى - سبحانه - إليها ليجعلها سبعاً، وهذا هو المستفاد من الترتيب مع التراخي بـ (ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ) بعد: (أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ).






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 11-10-2023, 12:49 PM   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





حول مضمون الآية:

وقيل: هذه الآية تدلّ على أن خلق الأرض قبل خلق السَّماء، وهذا ليس صحيحاً - لما بينَّاه - ولا يشـير إليه منطوق الآية. وإن الخطأ في الفهم نتج عن الخلط بين خلق السماء،
وتسوية السماوات السبع، وآيات سورة فصلت تزيل هذا الخلط كما وضحنَّا.

وكثيراً ما يسأل سائل: ما حاجتنا إلى بحث أمور كهذه هي من علم الغيب؟
لنعلم أن مثل هذا التساؤل سبب من أسباب تخلف المسلمين، إذ توقفوا عن النظر العقليّ، والتفكّر والتدبّر والتذكّر التي يدعو إليه القرآن الكريم، بل ويلح عليها في مثل قوله: (قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ) العنكبوت 20، وقوله: (قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ) يونس 101، وقوله: (أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ) الحج 46، وقوله: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ 17) الغاشية، وغيرها كثير جدّاً. ومن فوائد الحثّ على النظر في الخليقة: للوقوف على أسرارها بقدر الطاقة، واستخراج علومها لترقية النوع الإنسانيّ الذي خلقت هي لأجله، مقاومة تلك التقاليد الفاسـدة التي كان عليها أهل الكتاب، فأودت بهم وحرمتهم من الانتفاع بما أمر الله الناس أن ينتفعوا به. والتاريخ ينبئنا أنه وقت كان العالم كله يرزح تحت نير الظلم، وظلمة الجهل، وأوروبّا المسيحيّة مشغولة بفتن تسيل الدماء فيها أنهاراً باسم الدين، توسع تعصبها الأعمى ليفيض على الشرق في حروب صليبية طاحنة، عادت بعدها حاملة قبساً من دين الإسلام وعلوم أهله، علاوة على الاغتراف من حضارة الأندلس وثقافتها، ليبزغ فيها نور العلم بعد أن تخلصت من سيطرة الكنيسة وهيمنتها على عقول الناس وأقدارهم. وإذا بالصورة تنقلب، بعد ريادة المسلمين الفكرية، ليصيروا بالجهل والتخلف الناتجين عن التخلي عن مباديء الإسلام الحاثة على استخدام العقول وتوجيهها لصلاح المجتمع، وخدمة البشرية ، تابعين لغرب متسلط، ينهب ثروات المسلمين ويستعبدهم، ويتلذذ بالمن عليهم بفتات نهبها من مقدراتهم، ويحرص على إبقائهم في دياجير التأخر والتخلف، لأن بهذا يمكنه حكمهم، حتى أنه يوم اضطر لسحب جيوشه من بين ظهرانيهم، خَلَّف من ورائه أتباعاً له، يمصون دماء شعوبهم لصالح المستعمر الذي رحل، وصارت عواصم الغرب قبلة لشعوب مقهورة، ومدنية الغرب هي القدوة والحظوة. صارت الأمة الإسلامية محنية الرأس للغرب. أمة مستهلكة لمنتجات الغرب والشرق الأقصى، وحرام عليها أن تنتج إلا ما يفرضه السادة عليها، حتى إذا خرج مصلح يدعو إلى "الاكتفاء الذاتي" بأن ننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا قتلوه. وكأن آيات مثل هذه الآية: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً) أو: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ) الجاثية 13، آيات تخص العم سام وإخوانه، ولا صلة لها بنا نحن عبيد الغرب وخُدَّامه.






 
رد مع اقتباس
قديم 12-10-2023, 01:59 PM   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





حول مضمون الآية:

ثمّ ختم الآية - سبحانه وتعالى - بقوله: (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي: فهو المحيط بكيفيّة التكوين وحكمته، وبما ينفع الناس بيانه، وإذا كان العاقل يدرك أنّ هذا النظام المحكم لا يكون إلاّ من عليم حكيم، فكيف يصحّ له أن ينكر عليه أن يرسل من يشاء من خلقه لهداية من شاء من عباده؟ فهذا الآخر يتّصل بأوّل الآية في تقرير رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإبطال شبه الذين أنكروا أن يكون من البشـر رسولاً، والذين أنكروا أن يكون من العرب رسول؛ لأنّ قصارى ذلك كلّه اعتراض الجاهلين، على من هو بكلّ شيء عليم.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 13-10-2023, 04:03 PM   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ):

عَطَفَتْ الواو قصة خلق أول البشر المكلفين على قصة خلق السماوات والأرض انتقالاً في الاستدلال على أن الله واحد وعلى بطلان الشرك وانتقالاً من ذكر خلق السماوات والأرض إلى خلق النوع الذي هو سلطان الأرض والمتصرف في أحوالها، ليُجمع بين تعدد الأدلة وبين مختلف حوادث تكوين العوالم وأصلها ليعلم المسلمون القصص الحق الذي حرفه أهل الكتاب في سفر التكوين من عهدهم القديم.
وإيراد واو العطف هنا لأجل إظهار استقلال هذه القصة في حد ذاتها في عظم شأنها .
و "إذ" هو من أسماء الزمان المبهمَة التي تدل على زمانٍ ماضٍ، ويحتاج إلى جملتين: جملة الظرف الأصلية، وجملة تبين الظرف، لاحتياج "إذ" لما يبين زمانه. وهو في أصله مبني، ولا يتصرَّفُ إلا بإضافةِ الزمنِ إليه نحو: يومئذٍ وحينئذٍ.
وقد تُحْذَفُ الجملةُ المضافُ هو إليها للعلمِ ويُعَوَّض منها تنوينٌ كقولِهِ تعالى: (وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ) الواقعة 84.
وأحسن وجوه إعراب "إذ" أنه منصوبٌ بوجه من اثنين:
‌أ) بـ (قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا) أي: قالوا ذلك القولَ وقتَ قولِ اللهِ تعالى لهم: (إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗ).
ب) أو نصب بإضمار "اذكر"، والمعنى: أذكر لهم (قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ).






 
رد مع اقتباس
قديم 14-10-2023, 01:04 PM   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ):

و (قَالَ رَبُّكَ): جملةٌ فعليةٌ في محلِّ خَفْضٍ بإضافةِ الظرفِ إليها.
و (لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ): متعلِّقٌ بـ (قَالَ) واللامُ: للتبليغ.
وملائكةٌ جمع مَلَك. والهاء في "ملائكة" لتأنيث الجَمْع، وقيل: للمبالغة كـ علاَّمة ونسَّابة،
والظاهر أنَّ تأنيث "ملائكة" سرى إلى لغة العرب من كلام المتنصرين منهم إذ كانوا يعتقدون أن الأملاك بنات الله واعتقده العرب أيضاً، قال تعالى: (أَمۡ خَلَقۡنَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ إِنَٰثٗا وَهُمۡ شَٰهِدُونَ 150) الصافات.
وقد تُحْذَفُ هذه الهاء كما في قول الشاعر:
أبا خالدٍ صَلَّتْ عليكَ الملائِكُ
وقد اختلف الناس في ماهية الملائكة وحقيقتهم وطريق ضبط المذاهب أن يقال: الملائكة لا بدّ وأن تكون ذوات قائمة بأنفسـها وقول أكثر المسـلمين أن الملائكة أجسـام لطيفة هوائية تقدر على التشكل بأشكال مختلفة مسكنها السموات.
وهذه الجملة: (إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ) معمولُ القولِ، فهي في محلِّ نصبٍ به،
و (جاعلٌ) فيه قولان:
- بمعنى خالق، فيكونُ (خَلِيفَةٗ) مفعولاً به، و (فِي ٱلۡأَرۡضِ) متعلقٌ بـ (جاعلٌ)، أو بمحذوفٍ لأنه حالٌ من النكرةِ بعدَه.
- بمعنى مُصَيِّر، فيكونُ (خَلِيفَةٗ) هو المفعولَ الأولَ، و (فِي ٱلۡأَرۡضِ) هو الثانيَ قُدِّم عليه، ويتعلَّقُ بمحذوف كالسابق.
وفي تصدير الآية بـ "ربك" دون غيره من أسماء الله إشارة إلى أن المعنى في السياق للجعل لا للخلق، فلو أراد الخلق لجاء في العبارة لفظ "الله" أو نحوه. أما وقد جاء بالاسم الدال على التدبير، فالمعنى حول الجعل والتصيير.
والأرض في الآية جميع الأرض من المشرق والمغرب.، ولا يُلْتَفت لغير هذا من الأقوال.






 
رد مع اقتباس
قديم 15-10-2023, 01:17 PM   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ):

و (خَلِيفَةٗ): اسمُ فاعل، على وزن: "فعيلة"، و"فعيلة" تأتي بمعنى الفاعل للمبالغة، كالعليم، أو بمعنى المفعول كالنطيحة، والهاء للمبالغة.
ويجوز - هنا - أن يكون بمعنى فاعل أي: يَخْلُفُكم أو يَخْلُف مَنْ كان قبلَه ممن قال فيهم الملائكة: (أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ)، أو يكون بمعنى مفعول أي: يَخْلُف كلُّ جيلٍ مَنْ تقدَّمَه. وإنما وُحِّد (خَلِيفَةٗ) وإن كانَ المرادُ الجمعَ لأنه أريدَ به الجنس.
و "الخَلَفُ" - بالتحريك -: من الصَّالحين، وبتسكين اللام: من الطَّالحين، لقوله - سبحانه وتعالى -: (فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ) مريم 59.






 
رد مع اقتباس
قديم 16-10-2023, 02:03 PM   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





مناسبة هذه الآية لما قبلها:

لما امتن الله - تبارك وتعالى - على بني آدم بخلق ما في الأرض لهم، وكان أخرجهم من العدم إلى الوجود من قبل، أتبع ذلك بالامتنان على أصل جنسهم بالتكريم وجعله خليفة في الأرض، وتشريف إسجاد الملائكة له تعظيماً لشأنه وتنبيهاً على مكانه واختصاصه بالعلم الذي به كمال الذات وتمام الصفات. ولا شك أن الإحسان إلى الأصل إحسان إلى الفرع، وشرف الفرع بشرف الأصل.






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط