الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-2024, 02:21 PM   رقم المشاركة : 265
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ
فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥








حول مضمون الآية:

ولا يحل هذه الإشـكالية إلا الالتزام بمنطوق الآية، وهي تقول بوضوح لا يقبل الشك: "إن ربك أخذ من بني آدم ذريتهم"، فبنو آدم هم أصل هذا الجيل الثاني من البشر بعد خروج الجيل الأول من الصورة، والجيل الأول هو الذي خلق من تراب، وعمَّر الأرض فعاث فيها فساداً قبل أن يستخلص الله - جل وعلا - منه آدميين أسماهم: آدم وزوجه، وكلفهم بالخلافة في الأرض بعد أن نفخ فيهم من روحه، وعلمهم الأسماء كلها. ولما لم يكن آدم شخصاً واحداً، انتفت عنه النبوة بالتالي، لكن المفسرين - كالعادة - اضطربت أقوالهم حول: هل كان نبياً أم رسولاً؟ أما من ينفي نبوته فقد كفر، وهذه فتوى لدار الإفتاء المصرية، جاء فيها: "على الرجل الذي يشك في نبوة آدم أن ينفي عن عقيدته هذا الشكَّ، حتى لا يؤدي به الشكُّ إلى الإنكار فيكفر - والعياذ بالله تعالى -بإنكاره معلومًا من الدين بالضرورة، ويترتب على ذلك الحكمُ برِدَّته، ومن ثَم فسْخُ زواجه من زوجته المسلمة."*







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 23-04-2024, 10:27 PM   رقم المشاركة : 266
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ
فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥








حول مضمون الآية:

ذكرنا من قبل أن ذكر آدم في التفاسـير عليه كثير من الاضطراب والخلط، وأكثر ما فيه منقول من عقائد أهل الكتاب، مع زيادات اقتضتها ضرورة تمليح الحكاية. ولعل القول الفصل جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ﴾ النساء 163، مما يدل على أن نوحاً - عليه صلوات الله - كان أول الأنبياء، مما يعني كذلك خطأ من نبأوا إدريس - عليه صلوات الله - قبل نوح، كما تُخرج الآية كل من سبق نوحاً إلى الوجود من النبوة. ومن العجيب أن تثار أسئلة حول المسماة بـ "حواء": هل كانت نبية؟ وانقسم الناس إلى قسمين ينظرون حول نبوة النساء بين موافقين كأبي الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم، ومخالفين وهم الأكثرون.
ومن أدلتنا على أن آدم لم يكن فرداً واحداً، منطوق الآيات التالية: ﴿وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ﴾ 36، وقوله تعالى: ﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ﴾ 38، وإبليس لم يكن مشمولاً بالذكر هنا لأسباب سنذكرها، ولم يكن يعلم الغيب ليقول لله عز وجل: ﴿لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا 118 وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا 119 يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا 120النساء، وتفصيل هذا سنورده - إن شاء الله - عند قراءتنا لتلك الآيات.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 24-04-2024, 01:46 PM   رقم المشاركة : 267
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ
فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥








حول مضمون الآية:

وأما قوله - تعالى - في اسـتثناء من الأكل من الجنة رغداً: ﴿وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ فقالوا في معنى القِربان كلاماً، وفي استحقاق الظلم إذا قربوها كلاماً. ولا نقبل ما قيل من أن المنع من القِربان لا يشمل المنع من الأكل، ولا أن عقوبة الظلم بالأكل من الشجرة كان الطرد من الجنة.

أما الأولى فإنا نوافق من قالوا: إنَّ النهي عن القِربان من الشجرة أشد من المنع من الأكل منها، فلو قال: لا تأكلوا من هذه الشجرة، لكان القربان متاحاً لهما، مما يزيد من صعوبة الاختبار؛ إذ يجعلهما قلقين مترددين كلما أتوا قربها. فكان في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ﴾ رحمة بهما وتخفيفاً عليهما؛ فلو أنهما لم يقربا ما كانت الشجرة تغريهما بأي منظر. وهذا الأسلوب الرباني في التحريم ورد في عدة مواضع في الكتاب، من ذلك قوله تعالى: ﴿ولا تَقْرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ﴾ الأنعام 151، وقوله: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ﴾ الإسراء 32، مما يعني أن الله - تبارك وتعالى - يريد أن يعين العبد على الطاعة، فيأمره بألا يدخل في دائرة الخطر، ولعل ما يظهر هذا المعنى، حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - إذ يذكر فيه أنه سمع رسولَ اللهِ - عليه صلوات الله - يقول: "إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه، ومن وقع في الشُّبهاتِ وقع في الحرامِ، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشكُ أن يرتعَ فيه، ألا وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمًى، ألا وإنَّ حمى اللهِ محارمُه، ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صلُحتْ صلُح الجسدُ كلُّه وإذا فسدتْ فسد الجسدُ كلُّه ألا وهي القلبُ"*.
* أخرجه البخاري (52)، ومسلم (1599) واللفظ له.









 
رد مع اقتباس
قديم 24-04-2024, 11:00 PM   رقم المشاركة : 268
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ
فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥








حول مضمون الآية:

وأما الثانية، فالهبوط من الجنة لم يكن طرداً، ولم يكن عقوبة للأكل من الشجرة. إنَّ الله - تعالى - درّب "آدم" قبل أن يباشر مهمة الاستخلاف في الأرض تدريباً يؤهله لمسؤولية الاستخلاف في الأرض، وكان التدريب في مكان يكفل الحياة والراحة والأمن، وما كان الله ليزج بـ "آدم" في ذلك العالم الواسـع دون أن يدربه أولاً على مهمته. ومن رحمته - تبارك وتعالى - أن أوضح له الاختبار وشرط النجاح فيه، وحذره من عدوه الذي يتربص به. ورغم ذلك تقبل توبته حين أدرك خطأه وتاب منه. ثم إنه بعد أن أبان له طبيعة الصراع الأبدي بين الحق والباطل، وتمت فصول الدورة التدريبية اليي هي صورة من واقع سيعيشه آدم على الأرض حتى قيام الساعة، أهبطه إلى أرض الخلافة.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 25-04-2024, 02:51 PM   رقم المشاركة : 269
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ
فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥








حول مضمون الآية:

لكنْ بقيت جزئيةٌ قد يسألُ عنها سـائلٌ: إذا لم يكن الإهباطُ إلى الأرض عقوبةً، فأين هي جريرةُ المخالفة؟ والجواب في موضعين من الكتاب: ‌أ) في قوله هنا: ﴿فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ﴾ ضمن سياق: ﴿وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ 35 فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ﴾ ولا نقبل قول من قال: إن إخراجهما مما كانا فيه يعني إخراجهما من الجنة، وإلا لكان قوله: ﴿وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ﴾ تكراراً لمسوغ له. وإنما أخرجهما الشيطان من حالهما التي كانا عليها قبل المعصية، وكان تبدل حالهما سـبباً للشـعور بالخزي والحرج: ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ الأعراف 22.
‌ب) وفي قوله - تعالى - في الأعراف: ﴿وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ 19 فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا ... فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ 22﴾ وكأن تبعة عصيانهما ظهرت عليهما فور الأكل من الشجرة كما في جملة العطف بالفاء: ﴿فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا﴾.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 26-04-2024, 12:08 AM   رقم المشاركة : 270
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا:

الفاء عاطفة على قوله: ﴿وَلَا تَقۡرَبَا﴾، وهي للتفريع مجردة عن التعقيب، لأن وقوع الإزلال كان بعدَ مضي مدة. والمفعولُ هنا واجبُ التقديمِ لأنه ضميرٌ متصلٌ، والفاعلُ ﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ﴾. ولفظة: "أَزَلَّهُمَا": من الزلل، وهو عثور القدم. يقال: زلت قدمه، وزلت به النعل. والزلل في الرأي والنظر مجاز، وأزال: من الزوال، وأصله التنحية. والهمزة في كلا الفعلين للتعدية.
وجاءت رواية الجمهور بالأولى، وخالف حمزة فقرأ: {فَأَزَالهما}.
ولا بُدَّ من المجازِ في الوجهين لأن الزَّلَل أصلُه في زَلَّة القَدَمِ، والإزلال جعل الغير زَالاًّ أي قائماً به الزلل وهو كالزَلَق أن تسير الرجلان على الأرض بدون اختيار لارتخاء الأرض بطين ونحوه، أي ذاهبة رجلاه بدون إرادة، فاستُعْمِلَ هنا على المجاز في صدور الخطيئة والغلط المضر.
و ﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ هو إبليس اللعين، صار شيطاناً وقت باشر الإغواء.
وحرف الجر"عَنْ" في قوله: ﴿عَنۡهَاأصل معناه: أزلهما إزلالاً ناشئاً عن الشجرة أي عن الأكل منها.
والضمير في: ﴿عَنۡهَا﴾ راجع على الشجرة، وقيل: على الجنة.








 
رد مع اقتباس
قديم 26-04-2024, 01:25 PM   رقم المشاركة : 271
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








إنْ كان الإزلال من إبليس، فلم عاتبهما الله - تعالى - على ذلك الفعل؟:

إن قوله: ﴿فَأَزَلَّهُمَا﴾ أنهما عند وَسْـوَسَـتِهِ أتيا بذلك الفعل، وأضيف ذلك إلى إبليس كما في قوله: ﴿فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا 6نوح، وفي قوله - تعالى - حكاية عن الشـيطان: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُـلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡـتَجَبۡتُمۡ لِيۖ﴾ إبراهيم 22. فلم يزد دور الشـيطان عن أن وسـوس، لكن فعل المعصية كان من آدم وزوجه، وكانا قادرين بعد وسـوسـة الشـيطان على الفعل أو الترك، فكان الفعل اختيارهما الحر، مما استحقا معه اللوم على المخالفة.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 26-04-2024, 09:59 PM   رقم المشاركة : 272
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








كيف كانت الوَسْـوَسَـةُ؟:

قيل: هي التي حكى الله - تعالى - عنها في قوله: ﴿مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ 20الأعراف، فلم يقبلا ذلك منه، فلما آيس عدل إلى اليمين على ما قال تعالى: ﴿وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ 21الأعراف، فلم يصدقاه. والظاهر أنه بعد ذلك عَدَلَ إلى شيء آخر، وهو أنه شغلهما باستيفاء اللَّذَّات المُبَاحة حتى صارا مستغرقين فيها، فَحَصَلَ بسبب استغراقهما فيها نِسْيَان النهي، فعند ذلك حصل ما حصل.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 27-04-2024, 01:55 PM   رقم المشاركة : 273
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








كيف تمكن إبليس من وسوسة آدم؟:

اختلفوا في أنه كيف تمكّن إبليس من وَسْوَسَةِ آدم مع أن إبليس كان خارج الجنّة - هذا على افتراض القول بأنها جنة الخلد - وآدم داخل الجنّة؟ وذكروا فيه وجوهاً:
أحدها: إن إبليس أراد دخول الجنة، فمنعته الخزنة، فأتى الحية - وكانت دابة لها أربع قوائم كأنها البختية، وهي كأحسن الدواب - بعد ما عرض نفسه على سائر الحيوانات فما قبله واحد من الحيوانات، فابتلعته الحية وأدخلته الجَنَّة خفية من الخَزَنَةِ، فلما دخلت الحَيّة الجنة خرج إبليس من فيها واشتغل بالوَسْـوَسَـةِ، فلا جرم لعنت الحَيّة، وسقطت قوائمها، وصارت تمشي على بطنها، وجعل رزقها في التراب، وصارت عدواً لبني آدم، وأمرنا بقتلها في الحِلّ والحَرَمِ.
ورد على هذا القول بقول: وهذا وأمثاله يجب ألا يلتفت إليه؛ لأن إبليس لو قدر على الدخول في فَمِ الحيّة فلِمَ لَمْ يقدر على أن يجعل نفسه حَيّة ثم يدخل الجَنّة؟ ولأن الحية لو فعلت ذلك، فلِمَ عوقبت مع أنها ليست بعاقلة ولا مكلفة؟ وأيضاً فلما خرج من بطنها لما صارت في الجنة كانت الملائكة والخزنة يرونه.

وثانيها: أن إبليس دخل الجَنَّة في صورة دَابّة، وهذا القول أقلّ فساداً من الأول.

وثالثها: قال بعض أَهْل الأصول: لعلّ آدم وحَوّاء كانا يخرجان إلى باب الجنة، وإبليس كان بقرب الماء يُوَسْوِسُ لهما.

ورابعها: كان إبليس في الأرض، وأوصل الوَسْوسَةَ إليهما في الجنّة. وقال بعضهم: هذا بعيد؛ لأن الوسوسة كلام خفيّ، والكلام الخفيّ لا يمكن إيصاله من الأرض إلى السَّماء.، هذا على اعتبار أن جنة الخلد في السماء!

وخامسها: أن إبليس:
- باشر خطابهما، وذلك لقوله تعالى: (وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ 21) الأعراف، وذلك يقتضي المُشَـافهة، وكذا قوله: (فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ) 22.
- أو أوصل الوسوسة إليهما على لسان بعض أتباعه. وحجة هؤلاء: أن آدَمَ وحواء كان يعرفانه، ويعرفان ما عنده من العداوة والحَسَد، فيستحيل في العادة أن يقبلا قوله، فلا بد وأن يكون المباشر للوسوسة بعض أتباع إبليس. وقد يُجَاب عن هذا بأن إبليس لما خالف أمر ربّه ولعن لعلّه انتقل من تلك الصورة التي يُعْرَفُ بها إلى صورة أخرى، ولعلّه تشكّل لهما في صورة لا يعرفانها، فإن له قدرة التشكل.









 
رد مع اقتباس
قديم 28-04-2024, 12:15 AM   رقم المشاركة : 274
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








ما علة عصيان آدم أمر ربه؟:

القائلون بنبوة آدم اختلفوا في صدور ذلك الفعل عنه بعد النبوة، هل فعله ناسياً أو ذاكراً؟
- قال البعض: فعله ناسياً، واحتجوا بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ ءَادَمَ مِن قَبۡلُ فَنَسِيَ وَلَمۡ نَجِدۡ لَهُۥ عَزۡمٗا 115طه، ومثلوه بالصَّائم إذا أكل ناسياً.
وهذا باطل من وجهين:
o الأول: قوله تعالى حكاية عن إبليس يخاطب آدم وزوجه: ﴿مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ 20الأعراف، وقوله: ﴿وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ 21الأعراف، يدلّ على أنه ما نسي النهي حال الإقدام.
o والثاني: أنه لو كان ناسياً لما عوتب على ذلك الفعل.
- القول الثاني: أن آدم فعله عامداً؛ فها هنا قولان:
o أحدهما: أن ذلك النهي نهي تَنْزِيِهٍ، لا نهي تحريم.
o الثاني: أنه تعمّد وأقدم على الأكل بسبب اجتهاد أخطأ فيه، وذلك لا يقتضي كون الذَّنْبِ كبيرة، وهذا اختيار أكثر المعتزلة.
والمقصود أنه فهم أن النهي عن شـجرة بعينها، فتركها وتناول من شـجرة أخرى من ذلك النوع، فكان مخطئاً في ذلك الاجتهاد؛ لأن مراد الله - تعالى - النهي عن النوع لا عن الشخص. والاجتهاد في الفروع إذا كان خطأً لا يوجب استحقاق العقاب لاحتمال كونه صغيرةً مغفورة كما في شرعنا.








 
رد مع اقتباس
قديم 28-04-2024, 03:23 PM   رقم المشاركة : 275
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








﴿فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ :

هذا تفريع عن الإزلال بناء على أن الضمير للشـجرة، والمراد من الموصول "ما" وصلته: التعظيم، فإن جعلت الضمير في قوله: ﴿عَنۡهَا﴾ عائداً إلى الجنة كان هذا التفريع تفريع المفصَّل عن المجمل وكانت الفاء للترتيب الذكْري المجرَّد، والموصول للتعظيم. والفاء هنا واضحةُ السببية. وهنا محذوفٌ يَدُلُّ عليه الظاهرُ تقديرُهُ: "فأكلا من الشجَرَةِ"، يعني بذلك أنَّ المحذوفَ يُقَدِّرُ قبلَ قولِهِ: ﴿فَأَزَلَّهُمَا﴾.
"مِنْ" في: ﴿مِمَّالابتداءِ الغايةِ. و "ما" يجوزُ أن تكونَ موصولةً اسميةً وأن تكونَ نكرةً موصوفةً، أي: من المكانِ أو النعيمِ الذي كانا فيه، أو من مكانٍ أو نعيمٍ كانا فيه.
وقيل: ﴿فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ﴾ من الطاعة إلى المعصية، أو من نعمة الجنة إلى شقاء الدنيا، أو من رفعة المنزلة إلى سفل مكانة الذنب، أو رضوان الله، أو جواره. وكل هذه الأقوال متقاربة. وقيل: إذا جعل أزلهما من زل عن المكان، فقوله: ﴿فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ﴾ توكيد؛ إذ قد يمكن أن يزولا عن مكان كانا فيه إلى مكان آخر من الجنة.









 
رد مع اقتباس
قديم 29-04-2024, 01:39 PM   رقم المشاركة : 276
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








ما قالوه في قصة الإغواء:

روي أن إبليس أخذ من الشـجرة التي نهى آدم عنها فجاء بها إلى حَوّاء فقال: انظري إلى هذه الشَّجرة ما أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لَوْنها، فلم يزل يغويها حتى أخذتها فأكلتها، وقالت لآدم: كُلْ فإني قد أكلت فلم تضرني، فأكل منها فبدت لهما سَوْآتهما، وبقيا عرايا، فطلبا ما يستتران به، فتباعدت الأشجار عنهما، وبكّتوه بالمعصية، فرحمته شجرة التين، فأخذ من وَرقها، فاسْتَتَرُوا به فَبُلِيَ بالعُرْيِ دون الشجر!!!. وأنَّ الله - تعالى - قال لآدم: أَلَم يك فيما أبحتك الجَنّة مَنْدُوحَة عن الشَّجرة، قال: بلى يا رَبّ وعزّتك، ولكن ما ظننت أن أحداً يحلف بك كاذباً قال: فبعزّتي لأهبطنّك إلى الأرض، ثم لا تَنَالُ العيش إلا كدًّا، فأهبطا من الجنة، فكانا يأكلان فيها رغداً فعلم صنعة الحديد، وأمر بالحَرْثِ فحرث وزرع وسقى، حتى إذا بلغ حصد، ثم دَاسَهُ، ثم ذَرَاه، ثم طحنه، ثم خبزه، ثم أكله، فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله تعالى.
وقال لحواء: كما أدميت الشجرة، فذلك يصيبك الدّم كلّ شهر، وتَحْمِلين وتَضَعِيِن كرهاً، وتُشْرفين به على المَوْتِ، وزيدت بعض التوابل على القصة بقول الطبري والنَّقّاش: وتكونين سفيهةً وقد كنت حليمةً، ولعنت الحية وردّت قوائمها في جَوْفِهَا، وجعلت العداوة بينها وبين بني آدم، ولذلك أُمرنا بِقَتْلِهَا !!!.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط