۩ قـ صـ ـ ـاصـ ـ ـاتٌ ღஜ منـ ღஜ رح ـيق ღஜ القلوبـــ ۩

[عبير هاشم]

أكمل يا عبد الله! أَكْمِلْ يا عَبْدَ اللهِ.. تَفَضَّلْ إِنْ كُنْتَ تُحِسُّ بِأَنَّكَ إِنسانٌ حُرٌ، يَعْرِفُ كيفَ يُديرُ حِوارًا.. فَتَفَضَّلْ لكنَي - يا عبدَ اللهِ - أَشُكُّ بِأَن تفعَلْ وَأَشُكُّ كثيرًا فيكَ، فَأَنتَ تُثيرُ الشَّكَّ بهذا الشَّكْلْ هل تَمْلِكُ عقلْ؟ إِنْ كُنتَ كذلك - يا عبد اللهِ - تَسامَحْ لكنكَ لا تعرفُ إلا القَتْلْ والقاتِلُ لا يَتَصالَحْ والْحِكْمَةُ تَكمُنُ في الوَعيِ، وَأَنتَ تَعَوَّدْتَ طَويلاً حَدَّ "السَّطْلْ" أكمل يا عبد الله.. تفضَّلْ لمْ يَسْمَعْ عبدُ اللهِ، وطارَ إلى حيثُ الإنسانُ الأوّلْ! هــلال الفــارع

[هشام اللاحم]

لا تعذل المشتاق في أشواقه..
حتى يكون حشاك في أحشائه

إن القتيل مضرجاً بدموعه..
مثل القتيل مضرجاً بدمائه !

ღஜ المتنبي ஜღ

[هشام اللاحم]

عدت من حيث تضيق الأرض بالأرض !
أبحث عنك .. !

ღஜ مُبْدِعْ... ஜღ

[هشام اللاحم]

إذا ذكرتك..لم أسلم من العبق ..
ياوردةً..ملأت أكفافها أفقي

بحار عينيك..تغريني بزرقتها..
وأنثني..رغم كل الشوق في الحدق

أصير طفلاً..يناغي رمل ساحلها
ولهو أمواجها المسكون..بالنزق

فما نظرت الى عينيك..غاليتي
إلاّ تملكني خوفٌ من الغرق

ღஜطلعت سفر ஜღ

[سلمى رشيد]

كفي الملام وعلليني .. فالشك أودى باليقينِ

وتناهبت كبدي الشجونُ.. فمن مجيري من شجوني

وأمضّني الداء العياء.. فمن مغيثي من معيني

أين التي خلقت لتهواني.. وباتت تجتويني

أماه قد غلب الأسى.. كفي الملام وعلليني

الله يا أماه فيّ .. ترفقي لا تعذليني

أرهقت روحي بالعتاب .. فأمسكيه أو ذريني

أنا شاعر أنا هائم.. أنا مستهام فاعذريني

أنا من حنيني في جحيم آه من حرّ الجحيمِ

أنا تائه في غيهب.. شبح الردى فيَّ قريني

ضاقت بي الدنيا دعيني أندب الماضي دعيني

وأنا السجين بعقر داري .. فاسمعي شكوى السجينِ

بهزال جسمي باصفراري .. بالتجعد بالغضونِ


من قصيدة كفي الملام للشاعر الكويتي الراحل فهد العسكر

[مكي ابومخ]

شيفرة الليله المقمره
(رمزيه ابومخ)

لاحقتني اشباح شرائعهم
أشباه اشرعة تحاصرني
قلت لها اكتتبي
انما شيطاني شريعة
طويل دربها .. موحش بردها ..
قارص حبها ...
نازف في دمي الحراري ..
طرائقه
خيوطا للمصير .

أكنتُ خيطاً للمصير؟
قيل بردا سلاماً
قلت اكتتبوا
قيل برداً سلاماً
قلت استبقوا الجراح ، خيول جراحي
قالوا: اذيال زمان
خيوط دخان
بيدَ أن قنصها وهم.

قلت اغزلوني
واقتلوني
كيفما شاء الاله.

قالوا وما قالوا وما قلت
حق عليّ الى الاذقان اغلالاً
حتمية الطوع لشرر العناصر
واحتكاك الروح الصدئه
في سيفها الرطب
تسابقا لكهوف القدر.
قد حقّ عليّ القول
سمّاً مصبوبا في اذني
ذاك موتي السريع
خفّارتي النابضه بالجرذان.

"جسدي خفاره
والخفارة موتي
وموتي ابن عمي
اواه اوفيليا
لعله الطيف؟
والطيف موتي
اوّاه اوفيليا"

فيض ادغال يؤاكلني،
ويستبد بي المصير،
ثوب اجيال يلفني، ليلي اللون يطوقني
ويستبد المصير
عيون ناريه تحاصرني،
تمتصني
ويستبد بي المصير.

بصر يراوغ فطرة البصيره
كلام كثير وصخب
اضواء
الوان والوان تكتسح ليلي
فتحجب عني رؤية السماء
ويستبد بي المصير.

عروس الحفل والشوق اني
جسد يتأكسد في جسده
يأس يتقلب في يأسه
دمية زئبقيه
عبثا تتقمص الوان الليل الممضوغه
فمن انت عروسي؟
من انت شقيتي؟

شمس الاصيل غدا تشرق
تكتسح الاذهان الميته
غدا تشرق
ويلفني ثوب زجاجي اللون
يمتطيني
عابرا خفارة خفارة
الى رحلة الشوق البديل
واستبد به المصير
واستبد به مصيري.

نسجته كثيفا كثيفا غامضا
وتري الاخير
ان كنت ابدأ من بنان العاصفه!

الى اين امضي؟
ومن ذا الذي يدري،
الى اين امضي؟!
من ذا يدري،
الى اين تحملني بحة العصف المخنوق في العتمه؟
ومن يدري الى اين ينثرني،
جوع اتاني، من مسامات الحصار،
ان انا افرطت في احلامي؟

تُراني، افرطت في احلامي؟
ساعتي تجاوزت منتصف الوطن
والناس نيام.
حلقتُ في ادغال نفسي
يقلبني الضياع في فضاء الاشرعة
تداولني الجراح
مخالب للغيوم الجارحه
زئبقي يتحلل
تشريحا لليل والاضواء
يخاصر شيفرة موتي الغامض
لوني الرمادي
ذاك التفسخ ما بيني وبيني
هل اهب للزمن المعذب يقيني؟
ام اتّقيني؟

تقذفني صحوة لجنون
يتلقفني الرعب
يجتاحني تماسي الحراري الحاد
روحي ثعبان سابح بدمي
شوك يتقلب في جسدي
يمزق شراييني
استأصل من جسد الجنون،
رصاص تعلقي
أتأرجح على حافة الجرح
ويخشاني سقوطي.

أسقط
الى قمرة الشوق اسقط
ان كنت اجيالا امتد
واجيال تصهرني
فهذا الثبات على حافة الحرج، قاتلي.

استجدي رياحا تصدّ عني بعض الطعنات
رياحا مسمومه، اولدها من نفسي
ليكون للضلع الاعسر ان يكون

ليكون لي كل ظلامي
مندفع فكري
مقبل
يدعوني اليه.

ليت العفن يعلوه
ويعلوني
وأكون للجرذ النابض في قلبي
وليمة
وانا الذي ما وليت من جرن
ومن جبن
ومن احد
وما قلت للذي سفك الدماء
اعطني الرماح
وخذ النبوة واليقين.

الا ان الليل الذي اسرف في غموضه
يقدمني، على مذبح اليقين،
حريه في عنق السماء الصناعيه
جسرا شفافا
تمر عليه ذوات الاثواب الزجاجيه
ليكون لجنوني انتصاره
على اسباب عويله المطحون
القادم من كهوف سحيقة سحيقة.

وابل من ابر ومنبهات
امطرتني السماء
شرائح للفتون
ادماني جسدي
جراحة تشريح لجنوني الذي
يتصاعد في ابائي
اتنجح في ايقاظي؟
لعل السماء تبالغ بعض الشئ!
لعلها تكذب
او تتلون.

لماذا يجتاحني الرعب
جيوشا من جرذان اذا؟
لماذا لا اخلع عن نفسي
هذا الجسد الدامي الذي
باحساسه الضبابي غارق
حتى اذا ما نضج في قبلتي جرحي
تخطيت اعتاب الزمان
وكنت ما سوف اكون
كيفما شئت
كيفما شاء الاله.

نضج الجرح وتدلت روحي بين عيني
مترنحه
متراخيه
فاتره
تتقلب بين كفي الليل
سعيدة بخطوة قادمه
لاهثه
هاربه، هاربه، هاربه
تلتهم الاجيال والاميال والايام.

ها انذا
اقوّض في خفارتي جرذاني
واحمل الظرف الآمر بجز عنقي
تراني اطلعتني على سرّه؟

هاربة انا
يقيني بها هاربة
تشق الليل والاوطان.

هاربة انا
وميض الوحده في الليل البارد... الهبني
صقيعا
ساحقا جسدي الملتف ابدا
حول روحي
ووخز الزجاج المكسور المتناثر... ادماني
شظايا لهب
تلفظ اجيالا وجراحا وحنينا.

من صمتي الثقيل هاربة هاربة
وفي الصمت الثقيل ازرع الغام اليقين
رجم فزع
يوقظ فيّ، في تهاليل السكارى والنيام
ليهلكوا
سيهلكون
هلكوا
بتلقائية هذا السرابيل الموبوءة
هلكوا.

ذئبة هي
ذئبة صغيره، رقيقة، رشيقة، سعيدة، جريئه
ان
حينما اتآكل في الحزن ذئبة جارحه
تعدو
واحفر التربة الساخنة الخانقة المتشنجة
اعصارا
احييت هذا الموت الصلد
طحالب
فجرت فيه عيونا
شعابا
هيام فكر ملوّن
فتات شياطين صغيرة
تتوالد
تتكاثر
اطلقها رصاصا من الخلف
كي يصبح ما ورائي انقاضا
وابدا من جديد

من حصوة النفي التي
تشيّد اوطانا.

ما اروع الاحساس بألاحساس
ما أجمل ان أسترخي
في ظلال احلامي
في موت حقيقي
برزخ...
منعش في صفائه
متحجر في ملكوته.

تلوّى الزمن في احضاني
طفلا رضيعا يأبى صراعي.

تمازج الحزن والطيف باشتغاثات القدر
تمخض تيار نار وشياطين
استنفذ كل قواي
اواصل عدوي
اضم جراحي وشياطيني
وهيهات تدركني
خطى الليل الفارغ
السائر فوق روحي،
ينشقّ الاف الاطياف في ازلي.

اتعثر
حصاة ناعمة شفافه
تهالك عليها ضوء القمر
والقمر الثقيل يسقط في طيفي وئيدا
يغازل جرذاني

احدق في الوقت المحتضر
تسمرت رؤاي
في عقرب فجري المنقوص
يأخذني الذهول
يقلبني الخوف على كفيه
أبكي، وتبكي روحي.

روحي تعبأت في جسدي
قمري قُدٍّرَ منازلا
حتى عاد كعرجونٍ قديم.

( يتبع )

[مكي ابومخ]

(تكمله لنفس القصيده)


أتذكر الغامي
ارتعد
شياطين صغيره تتناثر
ثم تذوي
تتلاشى
ثم تموت.

ابتلع القمر
كي استيقظ من موتي
اعبئ جسدي في الثوب الابيض من جديد.
اغرق في احساس قاتل
انفض نفسي
كي تتساقط عني بقايا الشياطين

تتشابك روحي
في عناق القمر.

أطير عبر شقوق الليل والاحزان
يا وجه الرب
من تكون؟ من تكون؟

قال رحمة
سلّمتك نفسي
روحا، قمرا، جسدا، حزنا،
فَقِني من ضياعي، ايتها الرحمة.
ثوبي الزجاجي دثرته
بأحلام ملغومه،

ايتها الرحمة
آتيني ربي
برحم الرحمة.

هيكل صلد يتصاعد في روحي
قدر يتربع في عزمي
ويلتبس القضاء على قدره
وتندفع الاهواء المتعفنه من خزائنها
الى مرمى الخطر
فتنٌ
اعور يلوح برغيف خبز
والشمس جوعي
من مغربها اشرقت
كي تبلغ عني.

تجاوزت ساحة معبدي
تجري لمستقر لها
صيحة واجفة في فضاء الذكريات
ينسلخ منها النهار
فاذا هم من كهوف الحقد ينسلون.

من ذا بعثني من مرقدي؟
من ذا احيا عظامي وهي رميم؟
لي في الجنة ساق.
ساق في النار.
جسر زمني يمتد ما بين الضفتين
لا املك تفجيره.

خانني الوقت الذي...
يترجم للشوق مصيره
خانني الجرح الذي
يملي الزجاج صبغة اللون
خانني الخوف الذي
يملي للموت التئام الروح في جسدي.

صراط ينتصب في حافة جرحي
تفجرت الشمس في شيفرة ليلي الغامض
تعبر الممرات الموحشه
تفتش عن ذاتها
تسمرت في مصيري الرحب
قالب من نار
تلفظه فوهة معبدي.

اذرع ناريه طويله تتماوج
تمتد اجيالا
وما خلفها انقاض
السن قاتله تكتسح خاتمتيكلام كثير وصخب
حلم صرصر يحمل ذريتي
الى فلك مشحون
لا صريخ لها
ولا هم ينقذون.

هيون من ناس
تروح، تجيء.
كلام كثير كثير قاتل
يلتهم معبدي.

جاءني من اقصى جراحي
قمري يسعى
قال: ياقوم
رطل ماء
قبس من نور
نداء وصدى
رجموه ولا احد

قذف اعراض
يقين يمزق في يقين
ويلتبس القضاء على قدره
وتغرق السرابيل بجرحها الذي
ابدا
لا يلتئم

ما كان لامرأة تبتني معبدا
لا تبتني
لا تبتني
حين الاوان تشوّه
وجه السماء

.........
....
..
.

[عبير هاشم]

*** يا غزَّةُ اصْطَبِري فَنَحْنُ نَمُرُّ في عُنُقِ الإِعاقَهْ ثَمِلِينَ.. ما سُكْرٌ بِنا مِنْ خَمْرَةٍ، لكنَّنَا ثَمِلُونَ مِنْ دَنِّ الحَماقَهْ نَجْتَرُّ تُخْمَتَنا مِنَ الذُّلِ المُهينِ، وَنَحْتَسِي عَرَقَ الصَّفاقَهْ مَرَضٌ وَفَاقَهْ وَتَوَجُّعاتٌ ليسَ تَنْقُصُها - على الألَمِ – اللَّباقَهْ وَرِهانُ أَطْفالٍ على الخيلِ المُسَوَّمَةِ التي رَسَمُوا سَنابِكَهَا بِكُرَّاساتِهمْ، لكنَّها بَطَرَتْ بِإِسْطَبلِ الرَّشاقَهْ مَرَضٌ وفاقَهْ... يا غزَّةُ انْفَجِري فما خلفَ المعابِرِ ليسَ أكثرَ مِنْ حُداةٍ في الفراغِ، تَسوقُهُم للتِّيهِ ناقَهْ قَذِرُونَ سادِيُّونَ يَفْتَرِشُونَنا بُسُطًا، لِتَعْبُرَ فَوقَنَا سِيقانُ مَحْظِيَّاتِهِمْ يَعْوِي بِها دَنَسُ " العَلاقَهْ " وَنَقومُ مَزْهُوِّينَ تَحْرُسُنا فُحولتُهُمْ، وَيَكْفينا الذي قَسَمَتْهُ مِنْ رِزْقٍ لَنا... " اُمُّ البِطاقَهْ " !! للشاعر هلال الفارع

[علاء كعيد حسب]

مطر ناعم
في خريف بعيد..
والعصافير زرقاء
والارض عيد..
لا اريد من بلادي
التي سقطت من زجاج المطار
غير اسباب موت جديد..
ولاكن قلبا تشظى
مرة في الماء
فاخضرت عيون الخلق
واخضر الكلام
.....................محمود درويش

[عبد السلام الكردي]

يا أصدقاء شبيبتي المنتشرين في بيروت، إذا مررتم بتلك المقبرة القريبة من غابة الصنوبرادخلوها صامتين ، وسيروا ببطء كي لا تزعج أقدامكم رفات الراقدين تحت أطباق الثرى ،وقفوا متهيبين بجانب قبر سلمى وحيوا التراب الذي ضم جثمانها. ثم اذكروني بتنهدةقائلين في نفوسكم: ههنا دفنت آمال ذلك الفتى الذي نفته صروف الدهر إلى ما وراءالبحار، وههنا توارت أمانيه وانزوت أفراحه وغادرت دموعه واضمحلت ابتساماته ، وبينهذه المدافن الخرساء تنمو كآبته مع أشجار السرو والصفصاف. وفوق هذا القبر ترفرف روحه كل ليلة مستأنسة بالذكرى، مرددة مع أشباح الوحشة ندابات الحزن والأسى، نائحة مع الغصون على صبية كانت بالأمس نغمة شجية بين شفتي الحياة فأصبحت اليوم سراًصامتاً في صدر الأرض.
أستحلفكم يا رفاق الصبا بالنساء اللواتي أحبتهن قلوبكم أن تضعوا أكاليل الأزهار على قبر المرأة التي أحبها قلبي ـ فرب زهرة تلقونها على ضريح منسي تكون كقطرة الندى التي تسكبها أجفان الصباح بين أوراق الورود الذابلة.

سيد الكلمة
جبران خليل جبران

[عبير هاشم]

حدثتني عيناك سبع لغـــــات يعجز الشعر عن حديث العيـون مثلها الصبح في شروق الصحاري مثلها السحر في الغمام الهتــون كخيول من مطلع الشمس همـت بوثوب أو باقتحام الحصـــون رب سـهم بنظرة منك يغــزو جيش فتح الإسكندر المقدونــي فتعالي ومزقي وجه حزنـــي وأقلقي هدأتي وفكي سجونــي أيقظيني مللت في الصحو نومي إن قلبي يموت عند السكـــون وأطلقيني في عالم ليس فيـــه من سبيل إلا طريق الجنـــون أبعدتني شواطئ عنك كانـــت أرهقتني وحطمت لي سفينــي ضيعتني وتاه عني طريقـــي شردتني ممزقا في ظنونـــي جئت طوعا أسلمتك اليوم أمري تستحيل الحياة إن لم تصونــي متعب الخطو أستميحك عــذرا لجناحيك لاجئ ظلليـنــــي أنت أمر مقدر لوجـــــودي كيفما شئت بعد هذا فكونـــي

(عمر الفرا)

[عبد السلام الكردي]

الكآبة الخرساء

أنتم أيها الناس تذكرون فجر الشبيبة فرحين باسترجاع رسومه،متأسفين على انقضائه، أما أنا فأذكره مثلما يذكر الحر المعتوق جدران سجنه وثقلقيوده. أنتم تدعون تلك السنين التي تجيء بين الطفولة والشباب عهداً ذهبياً يهزأبمتاعب الدهر وهواجسه ويطير مرفرفاً فوق رؤوس المشاعل والهموم مثلما تجتاز النحلةفوق المستنقعات الخبيثة، سائرة نحو البساتين المزهرة، أما أنا فلا أستطيع أن أدعوسني الصبا سوى عهد آلام خفية خرساء كانت تقطن قلبي وتثور كالعواصف في جوانبه،وتتكاثر نامية بنموه ولم تجد منفذاً تنصرف منه إلى عالم المعرفة حتى دخل إليه الحبوفتح أبوابه وأنار زواياه، فالحب قد عتق لساني فتكلمت ومزق أجفاني فبكيت وفتححنجرتي فتنهدت وشكوت.

جبران خليل جبران