الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-2009, 01:24 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ياسر سالم
أقلامي
 
إحصائية العضو







ياسر سالم غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ياسر سالم

افتراضي عيدكم سعيد!


ماذا يا أمي ؟
هل عرفتيني وهل تجرؤ عيناك اليوم على مغازلتي ؟
وهل لازلت ترغبين في شهامتي ونخوتي وبطولتي وتحلمين برجولتي وتنتظرين رؤيتي في الكوشة إلى جوار عروسي التي تختارينها بنفسك ؟
ماذا ؟
هل تذكرين يا أمي ما أحبه؟
هل لازلت تعدين أقراص الطعمية الكبيرة والجبنة القريش والعسل الأسود وخبزك المقرمش والحلاوة الطحينية ؟
عائد أنا من السجن إلى السجن.. من وجع سياط تلهب الظهر إلى ذل الحصار وقهر الجوع .
عائد يا أمي فماذا لديك لآكله !
وماذا لديك لترويه لي من حكايات ؟
عشر سنوات من الغياب يا أمي وأنا بين يدي جلادي.. وأنت هنا وحدك تصادقين الوحشة والمهانة والظمأ.
عشر سنوات تقف على ظهري.. خرجت لألقيها في حواري غزة وأزقتها.. ولأنثرها على رؤوس عذاريها وحواملها.. ولأحدث بأسرارها أبطالها ومقاوميها.
عشر سنوات خرجت لأتخلص منها ومن أسر عذاباتها ولأعود إلى الماضي .
هنا كنت أجلس دائما ً وعلى هذا الجدار كنت أسند ظهري.. أتأمل الأطفال يلعبون الكرة في الشارع أو الفتيات في العيد وهن يحملن على رؤوسهن صواني الكحك .
وهنا بجوار هذا البيت القديم.. رأيت من أحببت ورأتني عندما هبطت بيننا قذيفة.. فرأيت من بين الشظايا ابتسامتها المذعورة.. ويديها الخائفتين.. وعينيها الجميلتين التائهتين.. الباحثتين عن مرفأ أمان.. وشفتيها اللتين تحركتا ببطء تسألني عن اسمي ؟
وهنا في هذا الشارع غاب جسد أبى عندما فرمته مجنزرة.. فلم تبق منه قطرة دم ولا قطعة لحم .
وهنا خاض أخي معركته مع خمس صهاينة.. وهنا هزمهم وهنا قتلوه .
وهنا لازالت تجلس أمي تنتظرني !
ماذا يا أمي ؟
هل لازلت تنتظرين ؟
وماذا تنتظرين ؟
ابنك العائد من سجن الصهاينة إلى حصار الصهاينة.. ابنك المنهك المرهق الواهن المترع ذلا ً المشبع ضعفا ً.. ليشاركك جوعك وظمأك وفاقتك!
في العيد كنت ارتدي الجلابية البيضاء.. وأضع على رأسي الطاقية وأصلى إلى جوار أبى.. وأستمع إلى الخطيب يحدثنا عن مأساتنا.. وقلة الناصر وهواننا وخذلان إخواننا العرب.. وبعدها أركض وأتدحرج في الزحام وأمارس لذة المطاردة مع رفاقي في الشوارع والأزقة.
ارتدى البنطلون والجاكتة وأحمل الزيت والسكر والخبز والحلوى إلى بيت أرملة أخي الشهيد.
كان لي حلم ملون بالأحمر والأسود والأبيض فأنا أهلاوي حتى النخاع.. وعاشق لأبو تريكة وأستطيع فعل ما يفعله بالملعب .
ولكن من يلحقني بالأهلي.. ومن يكتشف لاعبا ً مثلى تخفيه إسرائيل وتخنقه بجحافل قطعانها وجيوش ذئابها ؟
من يطلق الفرس الجامح ليسقط في الميدان أقنعة الأبطال المزيفين ؟
ومن يحرر قدمي لتخبط بعزم وغل ذكريات الهوان والهزيمة ؟
من يشتريني بأبخس الأثمان ويتبناني ويدفعني لأنتصر وأحرز أهدافي في مرمى الوباء والغباء والفساد والخيانة والخزي؟
ماذا يا أمي ؟
ألا زلت تنتظرين؟
مجنونة تلك الشوارع عندما تقابلني بالحنين كأنها تنتظر هي الأخرى !
أقطعها في عجل حتى لا ترهقني بأشواقها .
مجروحة تلك المآذن التي ظنتني صلاح الدين.. كأنني قادم من رحم اليأس لتحريرها.
أعانقها في عجل حتى لا أرهقها بالأمنيات والوعود.
وأجلس إلى جوارك يا أمي.. نشاهد سويا على لحم بطننا مصطفى يونس وطاهر أبو زيد ومجدي عبد الغنى وأحمد شوبير بالبدل الزاهية والكرافيتات الثمينة وهم يشرحون لنا سبب إخفاقنا وهزيمتنا .
دعيني أرحل من هنا.
دعيني.
ولكن إلى أين؟
ولمن أترك شاطئ البحر وزرقة السماء.. ونداء عيني أمي الحانيتين؟
إلى أين ؟
إلى أين أمضى والرحيل بلا علامة ولا زواده والرحلة بلا حدود .
لمن أترك ذكرياتي وبقعة الأرض التي امتزجت بدم أبى ولحمه.. فصارا شيئا ً واحدا ً.
أدوس عليها بقدمي فأشعر بنبضه يهز كياني وأحس بدمه يسرى في شراييني.
لمن أترك ذكرياتي والربوة التي تحكى جهاد أخي.. وذلك البيت القديم الذي شهد اللقاء الوحيد بيني وبين حبيبتي.
هل تذكرينها يا أمي ؟
فتاة القذيفة!
تلك الفتاة الطويلة البريئة الرائعة ذات العينين الواسعتين كعيون الحور التي حدثتك عنها؟
أين هي الآن؟
هل استشهدت؟
هل تزوجت؟
أم أنها مثلى لا تسمح لها مآسيها بالتفكير في الزواج؟
ها أنا يا أمي .. فتاك الذي كنت تحلمين بعرسه.. ها قد عدت إليك.
عدت من جديد.. فماذا ترين ؟
هل لازلت بطلك ورجلك وفتاك الذي تحلمين برؤيته في الكوشة؟
ها قد عدت إليك في جوعك.. لأريك عيون جرحى.
وألمس بيدي المثقلة خط دمعك البارد.. ذي الملمس الحنون.
جئت إليك يا أمي لأضع وهني على وهنك.
لا تنتظري منى الثأر لأبى وأخي ولك ولى ولحبيبتي ولأهل غزة.
مجنونة تلك الجدران عندما تئن لرؤيتي كأنها تنتظر هي الأخرى.
أفارقها في عجل حتى لا ترهقني بالذكريات .
مجروحة فتيات غزة اللاتي يتغنين بسيرتي كأنني قادم من رحم الحزن لإسعادهن.
أهرب من عيونهن حتى لا تقتلني نظرات اللهفة والاستغاثة.
وأجلس إلى جوارك يا أمي في يوم العيد.
نشاهد على لحم فطرتنا مهرجانات إخواننا وأخواتنا.. ونتابع على لحم فرحتنا رقصهم واحتفالاتهم وصخبهم.
يا أهلنا الفرحين في مصر.
إليكم من هنا.. من جوار أمي بغزة.
برقية عبر الأنفاق.
عيدكم سعيد!
بقلم/ هشام النجار






 
رد مع اقتباس
قديم 28-09-2009, 07:19 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عائشة جراح
أقلامي
 
إحصائية العضو







عائشة جراح غير متصل


افتراضي رد: عيدكم سعيد!

عيدكم سعيد!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!! لا أجد ما بوحا أماثل فيه ما زفه عقلك الراجح وقلبك العربي الاصيل....................................... روعة ما رسمه فكرك الأخّاذ وجمال هو الذي خطّه حبر قلمك ....بوركت وبوركت فلسطين بهكذا موجود
ما رسمته كان حقيقة اليوم ....حقيقة الفكر العربي الذي فقد عروبيته ونشوته ومجده

شكرا على كلامك المثيل الراقي







 
رد مع اقتباس
قديم 26-11-2009, 03:00 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ياسر سالم
أقلامي
 
إحصائية العضو







ياسر سالم غير متصل


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ياسر سالم

افتراضي رد: عيدكم سعيد!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة جراح مشاهدة المشاركة
عيدكم سعيد!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!! لا أجد ما بوحا أماثل فيه ما زفه عقلك الراجح وقلبك العربي الاصيل....................................... روعة ما رسمه فكرك الأخّاذ وجمال هو الذي خطّه حبر قلمك ....بوركت وبوركت فلسطين بهكذا موجود
ما رسمته كان حقيقة اليوم ....حقيقة الفكر العربي الذي فقد عروبيته ونشوته ومجده

شكرا على كلامك المثيل الراقي

حفظك الله أختى عائشة وبارك فيك ونفع بك ....
هذه كلمات صديقي الأثير ورفيق دربي هشام
استأذنته في ادراجها هنا فأذن لى
فالشكر له علىولائه وانتمائه لتلك البقعة المباركة
وعلى سماحه لي بايراد كلماته هنا

كل عام انت بخير واعتذر عن تأخيرى الذي طاااااال
تقبلي مودتي






 
رد مع اقتباس
قديم 26-11-2009, 08:54 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
رانيا حاتم أبو النادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية رانيا حاتم أبو النادي
 

 

 
إحصائية العضو







رانيا حاتم أبو النادي غير متصل


افتراضي رد: عيدكم سعيد!

وكأنه الحزن حين يخترق الأفق
فلا يعلو عليه صوت ،
هم الشهداء الأبرار العيد الحقيقي لنا وللأمة جمعاء
هم الأسرى الأحرار البهجة و العزة في زمن تبدلت فيه المفاهيم
هم المجاهدون الصابرون الذين سيرسموا لوحة النصر ملونة باللون الأحمر
لتواصل النبض الدافق منذ الأزل وإلى يومنا هذا بإذن الله .
كلمات تستصرخ الوجدان
أو ما تبقى من وجدان

شكرا ً أستاذنا الفاضل لإدراجك هذا الموضوع
عيدا ً سعيد ً للجميع
وكل عام وأنتم بألف خير
رانيا حاتم ،







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط