الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى أدب الطفل

منتدى أدب الطفل هنا يسطر الأدب حروف البراءة والطهر والنقاء..طفلنا له نصيب من حرفنا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 5 تصويتات, المعدل 4.20. انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-2006, 11:54 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بهاء الدين الزهوري
أقلامي
 
إحصائية العضو







بهاء الدين الزهوري غير متصل


افتراضي استخدام الحيوان في حكايات الأطفال

بهاء الدين الزهوري*

الحكاية ـ مسموعة أو مقروءة ـ تحمل الطفل على اليقظة والانتباه، وفي هذا رياضة له على الصبر، وحصر الذهن، وضبط الفكر، وكل ذلك ضروري لتحصيل المعرفة والخبرة في حياته الدراسية وغيرها، وهي أيضاً معلم جذاب يأخذ عنه الأطفال كثيراً من ضروب الثقافة والأدب، ويكسبون منه خبرات حيوية طريفة.
وما من شك، في أن الحكاية أو القصة وسيلة تربوية ناجحة، لغرس ما يريده المجتمع من الطفل، ولتنمية قدراته ومواهبه، ولبناء شخصيته بناء متوازناً، فهي تنمي خياله، وتهذب وجدانه، وترهف حسه، وهي من أنجع الوسائل لتعليم اللغة، حيث تزود الطفل بالأفكار والمفردات والأساليب وتعوده حسن الاستماع، ودقة الفهم، وتدفعه إلى القراءة والاطلاع.
وتشمل حكايات الأطفال أنواعاً كثيرة، منها: قصص الخيال، وقصص الحيوان، وقصص الأساطير، والقصص الشعبية، وقصص الرأي والحيلة، وقصص البطولات الوطنية والعربية، والقصص التاريخية، وقصص المغامرات، وقصص البطل الخارق، والقصص (البوليسية) ورجال الشرطة، والقصص العلمية، وقصص المستقبل والقصص الواقعية، والقصص الفكاهية.
وأحاول في هذا الفصل أن أِشير إلى موضع : استخدام الحيوان في حكايات الأطفال، حيث تحدثت عن حكاية الحيوان التي تعد من أقدم الحكايات الشعبية العربية، وعن الحيوانات الأكثر استخداماً في قصص الأطفال، والقيمة التربوية لهذا اللون من الحكايات المحبب جداً لأطفالنا الصغار.

ـ حكاية الحيوان :
لقد رافق الحيوان الإنسان منذ بدء الخليقة، وفي جميع مراحل حياته، وحتى يومنا هذا، ومع مرور الأيام ازداد الاتصال وثوقاً بينهما، فسعى الإنسان في المجتمعات القديمة، إلى الاستفادة من الحيوان الذي يعيش معه، فسخره لأعماله وخدمته، ولازمه في البيت، وفي العمل.
وقد اتخذت الشعوب القديمة من الحيوانات رموزاً لها، في محاولة منها الربط بين ظواهر الحياة نفسها، ولا نكاد نبحث اليوم في أدب أمة أو قوم، إلا ونجدها قد ابتدعت الأساطير على لسان الحيوان، حتى نجد آلاف القصص، والحكايات الشعبية، والأساطير المنسوجة، على لسان الحيوان، وأحياناً نجد تشابهاً كبيراً بين بعض الأساطير عند مختلف الشعوب.
ويحتفي دارسو التراث الشعبي بحكايات الحيوان والطيور والنباتات والزواحف احتفاء خاصاً، هذا على الرغم من إيجازها الشديد، بل وواقعيتها الشارحة المحددة، وهناك من يرى: (أن حكايات الحيوان هي بداية الأساطير، وأنها أكثر قدماً وبدائية منها. إذ أنها كانت وعاء لشرح وتقديم الأفكار والمعتقدات، أي أن أكثر هذه المعتقدات كان يتجسد في شكل حيوانات وطيور.... كالنسر، والبومة، والبقرة، والثور، والذئب، وغيرذلك) (1)
ويذهب بعض الباحثين إلى أن حكايات الحيوان، من أقدم الحكايات، وأنها موجودة في كل بيت، وعند كل أمة، وبين مختلف الأجيال والطبقات، وقد احتلت مكاناً بارزاً بين الأشكال القصصية في الأدب الرفيع، يميل إليها الأطفال عامة، في جميع مراحلهم العمرية، إلا أنها تعد من أكثر الحكايات التي تشوق الأطفال الصغار.
(وحكاية الحيوان عبارة عن شكل قصصي يقوم الحيوان فيه بالدور الرئيسي، وهو امتداد للأسطورة بصفة عامة، ولأسطورة الحيوان بصفة خاصة، ويستوعب فيما يستوعب الخرافة وملحمة الوحوش) (1)
ويبدو أن حكاية الحيوان، تفرعت إلى نوعين يختلفان شكلاً ووظيفةً: النوع الأول (الخرافة)، والنوع الثاني هو الذي اصطلح على تسمية (ملحمة الوحوش).

أ ـ الخــرافة :
هي حكاية حيوان تستهدف غاية أخلاقية، وهي قصيرة، تقوم بأحداثها حيوانات تتحدث وتتصرف كالناس، وتحتفظ مع ذلك بسماتها الحيوانية، وتقصد إلى مغزى أخلاقي (2)
وللخرافة في العادة قسمان : أولهما : السرد القصصي الذي يجسم الغاية الأخلاقية، وثانيهما: تقرير هذه الغاية الأخلاقية في صيغة مركزة، تتخذ في الغالب الأعم، شكل المثل السائر الذي يتردد في يسر على ألسنة الناس، وكأنه الخلاصة الكاملة للحكاية بأسرها.

ب ـ ملحمة الوحوش :
وأشهر ملاحم الوحوش، تلك الحلقة الفرنسية المعروفة باسم (رومان دور ونار) (1) أو حكايات الثعلب، وهي مجموعة من الحكايات والمنظومات، ظهرت في أوروبا، حوالي القرن الحادي عشر الميلادي، وبلغ أوج شهرتها في غضون القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ولا يعرف مؤلفوها على التحقيق، وأغلب الظن أن الغرض منها، كان تسلية الطبقات الوسطى والدنيا، لأن الملاحم الرسمية إنما أنشئت لطبقات النبلاء والحكام، ومن هنا زخرت هذه الحلقة بالسخرية من أخلاق رجال الدين، والفرسان، والمشتغلين بالقانون.
ومهما يكن من شيء، فإن حكايات الحيوان قصيرة بالقياس إلى غيرها، وعناصرها قليلة يمكن أن يضم بعضها إلى بعض، فتظهر في صورة سلسلة متواصلة ذات حلقات، أي أنها تتسم بالتواصل واستقلال الجزئيات في وقت معاً.
ومن أشهر الكتب العربية المتداولة، التي أتت حكاياته على ألسنة الحيوان، كتاب (كليلة ودمنة)، وهو كتاب قصصي ممتع ومسلٍ، سواء كتب للكبار أم الصغار، وقد أبرز من خلالها مؤلفه، الطبائع الإنسانية، وكشف جوانبها الإيجابية والسلبية، الخيرة والشريرة، وجاءت القصص وفقاً للطبيعة الحيوانية التي انفرد بها الحيوان، من سلوك وتصرف، وحركة، وعنف، وقوة وضعف، ولم يفرض عليها السلوك البشري، من مسلم اجتماعي، وتصرف مهذب، ضمن أسس متعارف عليها، كما لم يفرض على الحيوان طبيعة الإنسان، وتلك خاصة تميزت بها (كليلة ودمنة)دون غيرها، مع عظم ما يكتب على لسان الحيوانات. والكتاب من تأليف بيدبا الفيلسوف الهندي، وترجمة: عبد الله بن المقفع، في بداية الدولة العباسية.
إضافة إلى الكتاب السابق، يزخر كتاب (ألف ليلة وليلة) بحكايات الحيوان، بحكايات الحيوان، وهناك نمطان من الحيوانات في (الليالي) :
الأول : حيوانات خرافية، من حيث تصورها، ومن حيث قدراتها الخارقة، منها ـ على سبيل المثال ـ الرخ العظيم، في حكاية (السندباد البحري)، والحصان الطائر، في حكاية (الحمال والبنات الثلاث)، وحكاية (فيروز شاه).
ويبدو أن هذا التصور الخرافي كان شائعاً بين طبقات المتعلمين وغير المتعلمين على السواء. فقد ورد ذكر أفعال هذه الحيونات الخرافية في المصنفات، التي تحدثت عن الظواهر العجيبة في الطبيعة والكون، مثل كتاب (عجائب المخلوقات) للقزويني، وهو كتاب مشهور.
والثاني : يبدو أنه لم يقصد لذاته، وأنه اتخذ رمزاً لصفة أو قدره (الثور الذي يحمل الأرض على قرنه، والطيور التي تغير مجرى الأحداث، كما في قصة قمر الزمان والملكة بدور) . (1)
وقد اتضح للباحثين في حكاية الحيوان، أن وظيفتها الأولى هي التفسير، وهي وظيفة ذات شعبتين :
الأولى : تفسير الظواهر المتعلقة بعالم الحيوان نفسه، كاختلاف أشكالها وأحجامها ألوانها وصفاتها.
الثانية : استغلال هذا العالم في تفسير ظواهر طبيعة واجتماعية لا علاقة للحيوان بها. أي أن الحيوان في هذه الحالة، يصبح وسيلة تفسر واقعاً بعيداً عنه (2)
ومن الشواهد على الطائفة الأولى، تلك الحكاية المشهورة التي تفسر في أن الدب غير مذنب، أن الحكاية تقول إنه أضاع ذنبه ! ومن الشواهد على الطائفة الثانية، عصفور الجنة الصغير المعروف في بعض البيئات باسم طائر النار، لأنه هو الذي جلب النار من السماء لخير البشرية، ومن الواضح أن لون صدره الأحمر هو الذي أثار الخيال البدائي القديم، وجعله يفسر بتلك الحكاية المشهورة (1).
وليس من شك أن من أن الحيوان، سواء أكان في أصله الأسطوري أم في الحكاية، قد اكتسب الكثير من الصفات الإنسانية، وعلى رأس هذه الصفات النطق أو اللغة، وهي محور أساسي كثير الدوران في (الفولكلور) والأساطير، في أوروبا وآسيا وإفريقيا، ومن هذا العالم القديم انتقل إلى سائر بقاع الأرض.

ـ الحيوانات المستخدمة في الحكايات :
تشكل الشخصيات العنصر الأساسي في بناء الحكاية، وهي لا تقل أهمية عن الحدث، والشخصية في حكايات الأطفال، تظهر بصورة مختلفة عن حكايات في قصص الكبار، محددة بصورة الإنسان، بينما الشخصية في قصص الأطفال متعددة، ومتنوعة الصورة، حيث تظهر في شكل إنسان، وفي هيئة حيوان، أو في تكوين جماد.
إن كل حكاية نسردها على الأطفال، تمثل لديهم قصة سعي والتماس وبحث، يرددون دائماً ما عمله أهم شخص فيها، أو يعقلون على مصيره، أو على مغامراته.
ومن طبيعة الطفل، أن يضفي الحياة على الكائنات الحية الأخرى، كالحيوان مثلاً، وأن يمنحها القدرة على التفكير، والقدرة على العمل، كما أن من طبيعة إضفاء الحياة على الأشياء الجامدة أيضاً، وعلى كل ما يحيط به، فهو يسبغ على كل شيء وكل حيوان استجابات عاطفية وجدانية، وهو ما يعرف بمفهوم (الأنسنة) (1) أي خلع صفات الإنسان على الحيوانات والجمادات.
وق شاعت الأنسنة شيوعاً كبيراً في أدب الأطفال، في النصف الأول من القرن العشرين، ففي جميع حكايات الحيوان المقدمة للأطفال، يتحدث الحيوان ويتألم ويفرح، ويقيم مع بني جنسه علاقات الإنسان بالإنسان.
ونورد فيما يلي تلخيصاً لشخصية الحيوانات الأكثر استخداماً في حكايات الأطفال (1) :
ـ الأرنب :
من القوارض التي تقرض الطعام، وتتغذى على الخضار، حواسه قوية، بخاصة السمع والشم. حيوان جبان، يخاف من أي شيء ذكاؤه قليل ويكاد ينعدم، ويصلح استخدامه القصصي في دور الأشخاص الأغرار وعديمي التجربة، وكذلك دور الصديق الجبان.
ـ الغزال :
حيوان رشيق وجميل، يخاف كثيراً، وهو مرهف الحواس، بخاصة حاستي السمع والشم، وسريع العدو، وحذر جداً، ويصلح في القصة شخصية وديعة، صداقته إيجابية مع نفسه، ومع بقية أصدقائه.
ـ الدب :
من الحيوانات التي تعيش في أعالي الجبال، سريع الجري، يستطيع تسلق الأشجار بسهولة، ويسبح بمهارة، ويستقر في مجاري المياه ليصطاد السمك. ويلقيه على الشاطئ، ثم يلتهمه فوراً، ويحب أكل العسل لذا فهو ماهر في اكتشاف النحل، ويعتبر من الشخصيات الرئيسة في حكايات الأطفال، ويوظف بصيغة تغاير صفاته، حيث يلعب دور الحيوان الغبي، علماً بأن الدب يمتلك من الصفات ما تؤهله لأن يكون حيواناً ذكياً، ماهراً.
ـ الكلب :
من الحيوانات المرافقة للإنسان منذ أقدم العصور، لهذا فإن أولى صفاته صداقته، وإخلاصه لصاحبه، ويمتاز بحاسة شم عجيبة، وسرعة فائقة في الجري، ويتحمل كل المتاعب، ويعيش في أي مكان، وينقض بمهارة على فريسته، ومطيع وذكي، ويمتاز بالنشاط والوفاء، وفي قصص الحيوان يلعب الصديق الإيجابي الذي يقدم المساعدة لأصدقائه، ويتعاون معهم في رد العدوان.

ـ الديك :
يضرب به المثل للذكورة، والخصب، وهو صلب، وصلف في طبيعته، غير أن له طبيعة جميلة، هي إيقاظ النائمين بصياحه في آناء الليل، والتبشير بإقبال الصباح وطلوع الشمس، ويوقظ الفلاحين لعملهم، والصناع لصناعتهم وأعمالهم.
ـ العصفور الدوري :
أكثر الطيور انتشاراً في العالم، قوي، ونشيط، ومنقاره مخروطي قصير، يحب الهجرة، سريع الطيران، ذكي، وله صوت جميل معروف. وفصيلة العصافير بكل أنواعها مسالمة بطبعها، لا تعادي، ولا تعتدي، تمتاز بجمال صوتها، وغنائها الدائم، وجمال منظرها، تعتمد على نفسها دون مساعدة من أحد، سواء في جلب الطعام، أو بناء البيوت والأعشاش، وتعشق الحرية والطيران، وتكره القيود. وشخصية الطيور (والعصافير بخاصة) تستخدم للتعبير عن الإنسان المسالم في قصص الحيوان، وأعشاشها للتعبير عن الأرض والوطن، ودفاعها عن أعشاشها وبيوتها، هو دفاع الإنسان عن أرضه ووطنه.
ـ الثعلب والذئب :
من فصيلة واحدة، هي آكلة اللحوم، الذئب يعتمد على القنص في اصطياد فريسته، ذكي، ماكر، غدار، بينما الثعلب على شاكلة الذئب، لولا أنه يتصف بالذكاء، والخبث، والمقدرة على استخدام الحيلة، الأمر الذي جعل منه شخصية أسطورية أكثر من بقية الحيوانات، وشخصيته في قصص الأطفال، ذكية، وخبيثة، وماكرة، وكثيرة الحيل.
ـ النمل والصرصور :
النمل يعيش في جماعات كبيرة جداً، وتتعاون أفراده في كسب رزقهم، ويمتاز النمل بالصبر الطويل، والعمل الدؤوب، وعدم التعب أو الكلل أو الملل، ويعيش حتى موته وهو يعمل، وأنواعه كثيرة، والنمل بعكس الصرصور تماماً، من ناحية العمل والحياة، لذلك فإن هناك الكير من الحكايات التي توظف النملة والصرصور في قصة أو مثل.
وأكتفي بذكر هذه النماذج من الحيوانات المستخدمة في حكايات الأطفال، ويمكن استخدام حيوانات أخرى غيرها، ترد كثيراً في الحكايات، كالأسد، والنمر، والحصان، والقطط، والنمس، والحوت، والتمساح، والأسماك، والدلفين، والحرادين، والحمار، والقرود، والطاووس، والحمام، والضفدعة، والأفعى، والقنفذ، والحفار (الخلد) والخفاش، وغيرها.

ـ القيمة التربوية لحكاية الحيوان :
تسمح الحكاية للطفل أن ينمو وأن ينمي أفضل ما عنده، فهي تغذي مخيلته وتثيره باستمرار. وقد أظهرت الدراسات النفسية والتربوية، أن الأطفال يسهل عليهم تقمص شخصية الحيوان، أكثر من شخصية الإنسان، وإن نسبة عالية من القصص التي تميل إليها الأطفال، والصغار منهم بخاصة، هي تلك التي تلعب فيها الحيوانات دور البطولة.
وذلك عائد في رأينا، إلى أن الطفل يتفاعل مع الحدث الذي يلامس وجدانه، ويداعب خياله، والحيوان كشخصية لها دور البطولة، وكشخصية قريبة منه (كالأرنب، والقط، والكلب)، فهو يتفاعل معها بما تقوم به، الأمر الذي يفسر ميول الطفل، إلى التأثر بهذا النوع من السرد القصصي، ومن الثابت أن الطفل، الذي وهب القدرة على المحاكاة، قادر على تقليد شخصيات أبطاله، وشخصيات من ينالون إعجابه.
وجرت العادة، في كثير من حكايات الأطفال، أن يقدم الكاتب الشخصيات من النموذج المثالي، الذي لا يعتريه أي نقص، سواء الإنسانية أم الحيوانية، وقد عارض النقاد هذا الاتجاه، واعتبروه خطأ لا يمكن قبوله، لأنه يغاير الواقع، فضلاً عن أنه يؤدي إلى نتيجة تربوية سيئة، من ناحية فهم لهذا النموذج، حيث يجد الطفل عندما يكبر نماذج مغايرة لما قرأ وشاهد، فيؤدي إلى إصابته بمشاعر الخيبة، ويداخله اليأس، وسوء الظن، لذلك ينبغي تقديم صورة واقعية للشخصية، سواء أكانت حيوانية أم إنسانية.
لهذا كان اختيار الحكاية أمراً هاماً جداً، وسوف يكون لهذا كان اختيار الحكاية أمراً هاماً جداً، وسوف يكون الطفل مستعداً للإعجاب باللص، أو بالقديس، أو بالنجم السينمائي، أو بالبطل الرياضي، أو غيره، وما على الكاتب إلا أن يعرف أياً من هؤلاء، يجب أن يقدمه إلى هذا الطفل أو يعرضه عليه.
والحيوان كشخصية رئيسية في صلب البناء الفني للحكاية، يمثل القاسم المشترك الأعظم في حكايات الأطفال، وتقدم تلك الحكايات نماذج متعددة من حياة الحيوان، وطبيعة العلاقات فيما بينها وبين أنواعها، ومحاولات التكيف بين بعضها وبعضها الآخر، وبينها وبين البيئة المشتركة التي تتعايش فيها، وسلوك ضعاف الحيوانات من سلامة سادة الغابة، وكبارها، ومحاولات الحيوانات الكبيرة لقنص صغار الحيوانات الضعيفة.
والغاية من توظيف الحيوان، إقامة حوار مفيد بين الكبار والصغار، هدفه الأخذ بين الأطفال نحو الطريق الصحيح، وإعانتهم على اجتياز طفولة سعيدة، والإخلال في شخية الحيوان يزود الأطفال بمعلومات خاطئة، يصعب تغييرها فيما بعد، لأنها تؤثر فيه وتربك عملية البناء، وتجعل عملية المعرفة عنده تسير باتجاه غير متطابق، ومخالف لما نحن نريد، ولما هو مألوف ومعروف.
فمثلاً ما عرف عن الكلب، بالوفاء والصداقة، وما عرف عن القط بالدماثة والخفة، وما عرف عن القرد بالتقليد والتمثيل والاستئناس وما عرف عن الدلفين بالذكاء الخارق، وما عرف عن الثعلب بالذكاء والخبث.. .. لا يمكن تغييرها عن أصحابها، أو تجريد أصحابها منها، لأن في ذلك تقديماً مغلوطاً لعملية المعرفة، خصوصاً وأن الدراسات التربوية، أظهرت سهولة نقل المعلومات التي يقوم ببطولتها الحيوانات، المعروفة لدى الأطفال، وهذا يتطلب منّاً تقديم صورة واقعية للشخصيات في حكايات الأطفال.
وينبغي أن يكون الحوار بين الشخصيات طبيعياً لا تناقض فيه، وأن يكون مما يقبله العقل، وألا تنقلب الحكاية إلى وعظ وإرشاد، فتصاغ فيها الحكم والأمثال، وتحول إلى درس في الأخلاق، فإن هذا يفقد الحكاية قيمتها، وينبغي أن يكون الهدف الخلقي في الحكاية أمراً ضمنياً، يدركه الطفل القارئ، أو المستمع بنفسه، من غير تصريح به.
وفي الواقع، أن استخدام الحيوان في حكايات الأطفال، يعد أسلوباً رائعاً، وسيبقى العالم مبهوراً وهو يستخدمه ـ خاصة في مخاطبة الأطفال الصغار ـ لا بهدف ترميزي، بل بهدف الإدهاش المباشر، وهل ثمة ما يدهش الطفل أكثر من أن يتكلم العصفور، ويتزوج الحمار، ويعيش الثورة كما يعيش الإنسان.
وقد تفننت الوسائط الناقلة لثقافة الطفل، في إبراز ظاهرة خلع صفة الإنسان على الحيوانات في حكايات الأطفال، ولم تبق هذه الظاهرة لصيقة بالعرض الشفهي، أو المقروء فقط، بل أشركت الرسم والتصوير في ذلك، وقد نشرت قصص مرسومة، أبطالها حيوانات تتصرف كالبشر. وفي السينما والتلفاز قدمت للأطفال الأرانب والفئران وغيرها، كأنها أناس يفكرون ويغضبون ويفرحون ويتكلمون.
ولقد استسهل استعمال هذا الأسلوب، حتى غدا التجريب لا يتم إلا به، مما ترك في الساحة العربية رصيداً هائلاً من النتاج المكرس للأطفال، الخاطئ لاستخدام هذا الأسلوب، الذي يخلط أحياناً بين طبائع الحيوانات وصفات الأشياء في الطبيعة.
عضو مركز التطوير التربوي بمدارس الأنجال الأهلية بجدة






 
رد مع اقتباس
قديم 19-04-2006, 04:07 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د.أسد محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو






د.أسد محمد غير متصل


افتراضي تحية

ويتكلمون.
ولقد استسهل استعمال هذا الأسلوب، حتى غدا التجريب لا يتم إلا به، مما ترك في الساحة العربية رصيداً هائلاً من النتاج المكرس للأطفال، الخاطئ لاستخدام هذا الأسلوب، الذي يخلط أحياناً بين طبائع الحيوانات وصفات الأشياء في الطبيعة.
عضو مركز التطوير التربوي بمدارس الأنجال الأهلية بجدة


أستاذ بهاء هذه الدراسة المعمقة
مادة مرجعية سأستعين بها لاحقا
شكرا جزيلا







التوقيع

د.أسد ممد
كاتب روائي سوري
assad2005@maktoob.com
أهلا بكم في مدونتي الخاصة :
www.maktoobblog.com/assad2005

 
رد مع اقتباس
قديم 28-04-2006, 10:37 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جمال علوش
أقلامي
 
الصورة الرمزية جمال علوش
 

 

 
إحصائية العضو







جمال علوش غير متصل


افتراضي

شكراً دكتور أسد على ماعرضته من دافىء القول ومفيده .. لك محبتي .. جمال علوش







 
رد مع اقتباس
قديم 13-09-2007, 06:20 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
بهاء الدين الزهوري
أقلامي
 
إحصائية العضو







بهاء الدين الزهوري غير متصل


افتراضي مشاركة: استخدام الحيوان في حكايات الأطفال

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهاء الدين الزهوري مشاهدة المشاركة
بهاء الدين الزهوري*

الحكاية ـ مسموعة أو مقروءة ـ تحمل الطفل على اليقظة والانتباه، وفي هذا رياضة له على الصبر، وحصر الذهن، وضبط الفكر، وكل ذلك ضروري لتحصيل المعرفة والخبرة في حياته الدراسية وغيرها، وهي أيضاً معلم جذاب يأخذ عنه الأطفال كثيراً من ضروب الثقافة والأدب، ويكسبون منه خبرات حيوية طريفة.
وما من شك، في أن الحكاية أو القصة وسيلة تربوية ناجحة، لغرس ما يريده المجتمع من الطفل، ولتنمية قدراته ومواهبه، ولبناء شخصيته بناء متوازناً، فهي تنمي خياله، وتهذب وجدانه، وترهف حسه، وهي من أنجع الوسائل لتعليم اللغة، حيث تزود الطفل بالأفكار والمفردات والأساليب وتعوده حسن الاستماع، ودقة الفهم، وتدفعه إلى القراءة والاطلاع.
وتشمل حكايات الأطفال أنواعاً كثيرة، منها: قصص الخيال، وقصص الحيوان، وقصص الأساطير، والقصص الشعبية، وقصص الرأي والحيلة، وقصص البطولات الوطنية والعربية، والقصص التاريخية، وقصص المغامرات، وقصص البطل الخارق، والقصص (البوليسية) ورجال الشرطة، والقصص العلمية، وقصص المستقبل والقصص الواقعية، والقصص الفكاهية.
وأحاول في هذا الفصل أن أِشير إلى موضع : استخدام الحيوان في حكايات الأطفال، حيث تحدثت عن حكاية الحيوان التي تعد من أقدم الحكايات الشعبية العربية، وعن الحيوانات الأكثر استخداماً في قصص الأطفال، والقيمة التربوية لهذا اللون من الحكايات المحبب جداً لأطفالنا الصغار.

ـ حكاية الحيوان :
لقد رافق الحيوان الإنسان منذ بدء الخليقة، وفي جميع مراحل حياته، وحتى يومنا هذا، ومع مرور الأيام ازداد الاتصال وثوقاً بينهما، فسعى الإنسان في المجتمعات القديمة، إلى الاستفادة من الحيوان الذي يعيش معه، فسخره لأعماله وخدمته، ولازمه في البيت، وفي العمل.
وقد اتخذت الشعوب القديمة من الحيوانات رموزاً لها، في محاولة منها الربط بين ظواهر الحياة نفسها، ولا نكاد نبحث اليوم في أدب أمة أو قوم، إلا ونجدها قد ابتدعت الأساطير على لسان الحيوان، حتى نجد آلاف القصص، والحكايات الشعبية، والأساطير المنسوجة، على لسان الحيوان، وأحياناً نجد تشابهاً كبيراً بين بعض الأساطير عند مختلف الشعوب.
ويحتفي دارسو التراث الشعبي بحكايات الحيوان والطيور والنباتات والزواحف احتفاء خاصاً، هذا على الرغم من إيجازها الشديد، بل وواقعيتها الشارحة المحددة، وهناك من يرى: (أن حكايات الحيوان هي بداية الأساطير، وأنها أكثر قدماً وبدائية منها. إذ أنها كانت وعاء لشرح وتقديم الأفكار والمعتقدات، أي أن أكثر هذه المعتقدات كان يتجسد في شكل حيوانات وطيور.... كالنسر، والبومة، والبقرة، والثور، والذئب، وغيرذلك) (1)
ويذهب بعض الباحثين إلى أن حكايات الحيوان، من أقدم الحكايات، وأنها موجودة في كل بيت، وعند كل أمة، وبين مختلف الأجيال والطبقات، وقد احتلت مكاناً بارزاً بين الأشكال القصصية في الأدب الرفيع، يميل إليها الأطفال عامة، في جميع مراحلهم العمرية، إلا أنها تعد من أكثر الحكايات التي تشوق الأطفال الصغار.
(وحكاية الحيوان عبارة عن شكل قصصي يقوم الحيوان فيه بالدور الرئيسي، وهو امتداد للأسطورة بصفة عامة، ولأسطورة الحيوان بصفة خاصة، ويستوعب فيما يستوعب الخرافة وملحمة الوحوش) (1)
ويبدو أن حكاية الحيوان، تفرعت إلى نوعين يختلفان شكلاً ووظيفةً: النوع الأول (الخرافة)، والنوع الثاني هو الذي اصطلح على تسمية (ملحمة الوحوش).

أ ـ الخــرافة :
هي حكاية حيوان تستهدف غاية أخلاقية، وهي قصيرة، تقوم بأحداثها حيوانات تتحدث وتتصرف كالناس، وتحتفظ مع ذلك بسماتها الحيوانية، وتقصد إلى مغزى أخلاقي (2)
وللخرافة في العادة قسمان : أولهما : السرد القصصي الذي يجسم الغاية الأخلاقية، وثانيهما: تقرير هذه الغاية الأخلاقية في صيغة مركزة، تتخذ في الغالب الأعم، شكل المثل السائر الذي يتردد في يسر على ألسنة الناس، وكأنه الخلاصة الكاملة للحكاية بأسرها.

ب ـ ملحمة الوحوش :
وأشهر ملاحم الوحوش، تلك الحلقة الفرنسية المعروفة باسم (رومان دور ونار) (1) أو حكايات الثعلب، وهي مجموعة من الحكايات والمنظومات، ظهرت في أوروبا، حوالي القرن الحادي عشر الميلادي، وبلغ أوج شهرتها في غضون القرنين الرابع عشر والخامس عشر، ولا يعرف مؤلفوها على التحقيق، وأغلب الظن أن الغرض منها، كان تسلية الطبقات الوسطى والدنيا، لأن الملاحم الرسمية إنما أنشئت لطبقات النبلاء والحكام، ومن هنا زخرت هذه الحلقة بالسخرية من أخلاق رجال الدين، والفرسان، والمشتغلين بالقانون.
ومهما يكن من شيء، فإن حكايات الحيوان قصيرة بالقياس إلى غيرها، وعناصرها قليلة يمكن أن يضم بعضها إلى بعض، فتظهر في صورة سلسلة متواصلة ذات حلقات، أي أنها تتسم بالتواصل واستقلال الجزئيات في وقت معاً.
ومن أشهر الكتب العربية المتداولة، التي أتت حكاياته على ألسنة الحيوان، كتاب (كليلة ودمنة)، وهو كتاب قصصي ممتع ومسلٍ، سواء كتب للكبار أم الصغار، وقد أبرز من خلالها مؤلفه، الطبائع الإنسانية، وكشف جوانبها الإيجابية والسلبية، الخيرة والشريرة، وجاءت القصص وفقاً للطبيعة الحيوانية التي انفرد بها الحيوان، من سلوك وتصرف، وحركة، وعنف، وقوة وضعف، ولم يفرض عليها السلوك البشري، من مسلم اجتماعي، وتصرف مهذب، ضمن أسس متعارف عليها، كما لم يفرض على الحيوان طبيعة الإنسان، وتلك خاصة تميزت بها (كليلة ودمنة)دون غيرها، مع عظم ما يكتب على لسان الحيوانات. والكتاب من تأليف بيدبا الفيلسوف الهندي، وترجمة: عبد الله بن المقفع، في بداية الدولة العباسية.
إضافة إلى الكتاب السابق، يزخر كتاب (ألف ليلة وليلة) بحكايات الحيوان، بحكايات الحيوان، وهناك نمطان من الحيوانات في (الليالي) :
الأول : حيوانات خرافية، من حيث تصورها، ومن حيث قدراتها الخارقة، منها ـ على سبيل المثال ـ الرخ العظيم، في حكاية (السندباد البحري)، والحصان الطائر، في حكاية (الحمال والبنات الثلاث)، وحكاية (فيروز شاه).
ويبدو أن هذا التصور الخرافي كان شائعاً بين طبقات المتعلمين وغير المتعلمين على السواء. فقد ورد ذكر أفعال هذه الحيونات الخرافية في المصنفات، التي تحدثت عن الظواهر العجيبة في الطبيعة والكون، مثل كتاب (عجائب المخلوقات) للقزويني، وهو كتاب مشهور.
والثاني : يبدو أنه لم يقصد لذاته، وأنه اتخذ رمزاً لصفة أو قدره (الثور الذي يحمل الأرض على قرنه، والطيور التي تغير مجرى الأحداث، كما في قصة قمر الزمان والملكة بدور) . (1)
وقد اتضح للباحثين في حكاية الحيوان، أن وظيفتها الأولى هي التفسير، وهي وظيفة ذات شعبتين :
الأولى : تفسير الظواهر المتعلقة بعالم الحيوان نفسه، كاختلاف أشكالها وأحجامها ألوانها وصفاتها.
الثانية : استغلال هذا العالم في تفسير ظواهر طبيعة واجتماعية لا علاقة للحيوان بها. أي أن الحيوان في هذه الحالة، يصبح وسيلة تفسر واقعاً بعيداً عنه (2)
ومن الشواهد على الطائفة الأولى، تلك الحكاية المشهورة التي تفسر في أن الدب غير مذنب، أن الحكاية تقول إنه أضاع ذنبه ! ومن الشواهد على الطائفة الثانية، عصفور الجنة الصغير المعروف في بعض البيئات باسم طائر النار، لأنه هو الذي جلب النار من السماء لخير البشرية، ومن الواضح أن لون صدره الأحمر هو الذي أثار الخيال البدائي القديم، وجعله يفسر بتلك الحكاية المشهورة (1).
وليس من شك أن من أن الحيوان، سواء أكان في أصله الأسطوري أم في الحكاية، قد اكتسب الكثير من الصفات الإنسانية، وعلى رأس هذه الصفات النطق أو اللغة، وهي محور أساسي كثير الدوران في (الفولكلور) والأساطير، في أوروبا وآسيا وإفريقيا، ومن هذا العالم القديم انتقل إلى سائر بقاع الأرض.

ـ الحيوانات المستخدمة في الحكايات :
تشكل الشخصيات العنصر الأساسي في بناء الحكاية، وهي لا تقل أهمية عن الحدث، والشخصية في حكايات الأطفال، تظهر بصورة مختلفة عن حكايات في قصص الكبار، محددة بصورة الإنسان، بينما الشخصية في قصص الأطفال متعددة، ومتنوعة الصورة، حيث تظهر في شكل إنسان، وفي هيئة حيوان، أو في تكوين جماد.
إن كل حكاية نسردها على الأطفال، تمثل لديهم قصة سعي والتماس وبحث، يرددون دائماً ما عمله أهم شخص فيها، أو يعقلون على مصيره، أو على مغامراته.
ومن طبيعة الطفل، أن يضفي الحياة على الكائنات الحية الأخرى، كالحيوان مثلاً، وأن يمنحها القدرة على التفكير، والقدرة على العمل، كما أن من طبيعة إضفاء الحياة على الأشياء الجامدة أيضاً، وعلى كل ما يحيط به، فهو يسبغ على كل شيء وكل حيوان استجابات عاطفية وجدانية، وهو ما يعرف بمفهوم (الأنسنة) (1) أي خلع صفات الإنسان على الحيوانات والجمادات.
وق شاعت الأنسنة شيوعاً كبيراً في أدب الأطفال، في النصف الأول من القرن العشرين، ففي جميع حكايات الحيوان المقدمة للأطفال، يتحدث الحيوان ويتألم ويفرح، ويقيم مع بني جنسه علاقات الإنسان بالإنسان.
ونورد فيما يلي تلخيصاً لشخصية الحيوانات الأكثر استخداماً في حكايات الأطفال (1) :
ـ الأرنب :
من القوارض التي تقرض الطعام، وتتغذى على الخضار، حواسه قوية، بخاصة السمع والشم. حيوان جبان، يخاف من أي شيء ذكاؤه قليل ويكاد ينعدم، ويصلح استخدامه القصصي في دور الأشخاص الأغرار وعديمي التجربة، وكذلك دور الصديق الجبان.
ـ الغزال :
حيوان رشيق وجميل، يخاف كثيراً، وهو مرهف الحواس، بخاصة حاستي السمع والشم، وسريع العدو، وحذر جداً، ويصلح في القصة شخصية وديعة، صداقته إيجابية مع نفسه، ومع بقية أصدقائه.
ـ الدب :
من الحيوانات التي تعيش في أعالي الجبال، سريع الجري، يستطيع تسلق الأشجار بسهولة، ويسبح بمهارة، ويستقر في مجاري المياه ليصطاد السمك. ويلقيه على الشاطئ، ثم يلتهمه فوراً، ويحب أكل العسل لذا فهو ماهر في اكتشاف النحل، ويعتبر من الشخصيات الرئيسة في حكايات الأطفال، ويوظف بصيغة تغاير صفاته، حيث يلعب دور الحيوان الغبي، علماً بأن الدب يمتلك من الصفات ما تؤهله لأن يكون حيواناً ذكياً، ماهراً.
ـ الكلب :
من الحيوانات المرافقة للإنسان منذ أقدم العصور، لهذا فإن أولى صفاته صداقته، وإخلاصه لصاحبه، ويمتاز بحاسة شم عجيبة، وسرعة فائقة في الجري، ويتحمل كل المتاعب، ويعيش في أي مكان، وينقض بمهارة على فريسته، ومطيع وذكي، ويمتاز بالنشاط والوفاء، وفي قصص الحيوان يلعب الصديق الإيجابي الذي يقدم المساعدة لأصدقائه، ويتعاون معهم في رد العدوان.

ـ الديك :
يضرب به المثل للذكورة، والخصب، وهو صلب، وصلف في طبيعته، غير أن له طبيعة جميلة، هي إيقاظ النائمين بصياحه في آناء الليل، والتبشير بإقبال الصباح وطلوع الشمس، ويوقظ الفلاحين لعملهم، والصناع لصناعتهم وأعمالهم.
ـ العصفور الدوري :
أكثر الطيور انتشاراً في العالم، قوي، ونشيط، ومنقاره مخروطي قصير، يحب الهجرة، سريع الطيران، ذكي، وله صوت جميل معروف. وفصيلة العصافير بكل أنواعها مسالمة بطبعها، لا تعادي، ولا تعتدي، تمتاز بجمال صوتها، وغنائها الدائم، وجمال منظرها، تعتمد على نفسها دون مساعدة من أحد، سواء في جلب الطعام، أو بناء البيوت والأعشاش، وتعشق الحرية والطيران، وتكره القيود. وشخصية الطيور (والعصافير بخاصة) تستخدم للتعبير عن الإنسان المسالم في قصص الحيوان، وأعشاشها للتعبير عن الأرض والوطن، ودفاعها عن أعشاشها وبيوتها، هو دفاع الإنسان عن أرضه ووطنه.
ـ الثعلب والذئب :
من فصيلة واحدة، هي آكلة اللحوم، الذئب يعتمد على القنص في اصطياد فريسته، ذكي، ماكر، غدار، بينما الثعلب على شاكلة الذئب، لولا أنه يتصف بالذكاء، والخبث، والمقدرة على استخدام الحيلة، الأمر الذي جعل منه شخصية أسطورية أكثر من بقية الحيوانات، وشخصيته في قصص الأطفال، ذكية، وخبيثة، وماكرة، وكثيرة الحيل.
ـ النمل والصرصور :
النمل يعيش في جماعات كبيرة جداً، وتتعاون أفراده في كسب رزقهم، ويمتاز النمل بالصبر الطويل، والعمل الدؤوب، وعدم التعب أو الكلل أو الملل، ويعيش حتى موته وهو يعمل، وأنواعه كثيرة، والنمل بعكس الصرصور تماماً، من ناحية العمل والحياة، لذلك فإن هناك الكير من الحكايات التي توظف النملة والصرصور في قصة أو مثل.
وأكتفي بذكر هذه النماذج من الحيوانات المستخدمة في حكايات الأطفال، ويمكن استخدام حيوانات أخرى غيرها، ترد كثيراً في الحكايات، كالأسد، والنمر، والحصان، والقطط، والنمس، والحوت، والتمساح، والأسماك، والدلفين، والحرادين، والحمار، والقرود، والطاووس، والحمام، والضفدعة، والأفعى، والقنفذ، والحفار (الخلد) والخفاش، وغيرها.

ـ القيمة التربوية لحكاية الحيوان :
تسمح الحكاية للطفل أن ينمو وأن ينمي أفضل ما عنده، فهي تغذي مخيلته وتثيره باستمرار. وقد أظهرت الدراسات النفسية والتربوية، أن الأطفال يسهل عليهم تقمص شخصية الحيوان، أكثر من شخصية الإنسان، وإن نسبة عالية من القصص التي تميل إليها الأطفال، والصغار منهم بخاصة، هي تلك التي تلعب فيها الحيوانات دور البطولة.
وذلك عائد في رأينا، إلى أن الطفل يتفاعل مع الحدث الذي يلامس وجدانه، ويداعب خياله، والحيوان كشخصية لها دور البطولة، وكشخصية قريبة منه (كالأرنب، والقط، والكلب)، فهو يتفاعل معها بما تقوم به، الأمر الذي يفسر ميول الطفل، إلى التأثر بهذا النوع من السرد القصصي، ومن الثابت أن الطفل، الذي وهب القدرة على المحاكاة، قادر على تقليد شخصيات أبطاله، وشخصيات من ينالون إعجابه.
وجرت العادة، في كثير من حكايات الأطفال، أن يقدم الكاتب الشخصيات من النموذج المثالي، الذي لا يعتريه أي نقص، سواء الإنسانية أم الحيوانية، وقد عارض النقاد هذا الاتجاه، واعتبروه خطأ لا يمكن قبوله، لأنه يغاير الواقع، فضلاً عن أنه يؤدي إلى نتيجة تربوية سيئة، من ناحية فهم لهذا النموذج، حيث يجد الطفل عندما يكبر نماذج مغايرة لما قرأ وشاهد، فيؤدي إلى إصابته بمشاعر الخيبة، ويداخله اليأس، وسوء الظن، لذلك ينبغي تقديم صورة واقعية للشخصية، سواء أكانت حيوانية أم إنسانية.
لهذا كان اختيار الحكاية أمراً هاماً جداً، وسوف يكون لهذا كان اختيار الحكاية أمراً هاماً جداً، وسوف يكون الطفل مستعداً للإعجاب باللص، أو بالقديس، أو بالنجم السينمائي، أو بالبطل الرياضي، أو غيره، وما على الكاتب إلا أن يعرف أياً من هؤلاء، يجب أن يقدمه إلى هذا الطفل أو يعرضه عليه.
والحيوان كشخصية رئيسية في صلب البناء الفني للحكاية، يمثل القاسم المشترك الأعظم في حكايات الأطفال، وتقدم تلك الحكايات نماذج متعددة من حياة الحيوان، وطبيعة العلاقات فيما بينها وبين أنواعها، ومحاولات التكيف بين بعضها وبعضها الآخر، وبينها وبين البيئة المشتركة التي تتعايش فيها، وسلوك ضعاف الحيوانات من سلامة سادة الغابة، وكبارها، ومحاولات الحيوانات الكبيرة لقنص صغار الحيوانات الضعيفة.
والغاية من توظيف الحيوان، إقامة حوار مفيد بين الكبار والصغار، هدفه الأخذ بين الأطفال نحو الطريق الصحيح، وإعانتهم على اجتياز طفولة سعيدة، والإخلال في شخية الحيوان يزود الأطفال بمعلومات خاطئة، يصعب تغييرها فيما بعد، لأنها تؤثر فيه وتربك عملية البناء، وتجعل عملية المعرفة عنده تسير باتجاه غير متطابق، ومخالف لما نحن نريد، ولما هو مألوف ومعروف.
فمثلاً ما عرف عن الكلب، بالوفاء والصداقة، وما عرف عن القط بالدماثة والخفة، وما عرف عن القرد بالتقليد والتمثيل والاستئناس وما عرف عن الدلفين بالذكاء الخارق، وما عرف عن الثعلب بالذكاء والخبث.. .. لا يمكن تغييرها عن أصحابها، أو تجريد أصحابها منها، لأن في ذلك تقديماً مغلوطاً لعملية المعرفة، خصوصاً وأن الدراسات التربوية، أظهرت سهولة نقل المعلومات التي يقوم ببطولتها الحيوانات، المعروفة لدى الأطفال، وهذا يتطلب منّاً تقديم صورة واقعية للشخصيات في حكايات الأطفال.
وينبغي أن يكون الحوار بين الشخصيات طبيعياً لا تناقض فيه، وأن يكون مما يقبله العقل، وألا تنقلب الحكاية إلى وعظ وإرشاد، فتصاغ فيها الحكم والأمثال، وتحول إلى درس في الأخلاق، فإن هذا يفقد الحكاية قيمتها، وينبغي أن يكون الهدف الخلقي في الحكاية أمراً ضمنياً، يدركه الطفل القارئ، أو المستمع بنفسه، من غير تصريح به.
وفي الواقع، أن استخدام الحيوان في حكايات الأطفال، يعد أسلوباً رائعاً، وسيبقى العالم مبهوراً وهو يستخدمه ـ خاصة في مخاطبة الأطفال الصغار ـ لا بهدف ترميزي، بل بهدف الإدهاش المباشر، وهل ثمة ما يدهش الطفل أكثر من أن يتكلم العصفور، ويتزوج الحمار، ويعيش الثورة كما يعيش الإنسان.
وقد تفننت الوسائط الناقلة لثقافة الطفل، في إبراز ظاهرة خلع صفة الإنسان على الحيوانات في حكايات الأطفال، ولم تبق هذه الظاهرة لصيقة بالعرض الشفهي، أو المقروء فقط، بل أشركت الرسم والتصوير في ذلك، وقد نشرت قصص مرسومة، أبطالها حيوانات تتصرف كالبشر. وفي السينما والتلفاز قدمت للأطفال الأرانب والفئران وغيرها، كأنها أناس يفكرون ويغضبون ويفرحون ويتكلمون.
ولقد استسهل استعمال هذا الأسلوب، حتى غدا التجريب لا يتم إلا به، مما ترك في الساحة العربية رصيداً هائلاً من النتاج المكرس للأطفال، الخاطئ لاستخدام هذا الأسلوب، الذي يخلط أحياناً بين طبائع الحيوانات وصفات الأشياء في الطبيعة.
عضو مركز التطوير التربوي بمدارس الأنجال الأهلية بجدة
(1) شوقي عبد الحكيم: الحكاية الشعبية العربية، ص105.
(1) د. عبد الحميد يونس : الحكاية الشعبية، ص30 .
(2) المرجع السابق ، ص33 .
(1) د. عبد الرزاق جعفر: الحكاية الساحرة، ص53 .
(1) المرجع السابق ، ص57 .
(2) د. عبد الحميد يونس. الحكاية الشعبية، ص31.
(1) المرجع السابق ، ص31 .
(1) سمر روحي الفيصل : ثقافة الطفل العربي، ص132 .
(1) عربي عاصي : الحيوان في قصص الأطفال، ص162-181 .






 
رد مع اقتباس
قديم 13-09-2007, 06:27 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
بهاء الدين الزهوري
أقلامي
 
إحصائية العضو







بهاء الدين الزهوري غير متصل


افتراضي مشاركة: استخدام الحيوان في حكايات الأطفال

أعتذر من الذين قرؤوا البحث ولم يجدوا حواشي الترقيمات الواردة فيه ، وهذه هي الحواشي و المراجع :
(1) شوقي عبد الحكيم: الحكاية الشعبية العربية، ص105.
(1) د. عبد الحميد يونس : الحكاية الشعبية، ص30 .
(2) المرجع السابق ، ص33 .
(1) د. عبد الرزاق جعفر: الحكاية الساحرة، ص53 .
(1) المرجع السابق ، ص57 .
(2) د. عبد الحميد يونس. الحكاية الشعبية، ص31.
(1) المرجع السابق ، ص31 .
(1) سمر روحي الفيصل : ثقافة الطفل العربي، ص132 .
(1) عربي عاصي : الحيوان في قصص الأطفال، ص162-181 .







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأطفال والقصص الخرافية ـ م د . حقي إسماعيل منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 3 15-12-2007 11:39 PM
الموهبة الثقافية عند الأطفال بهاء الدين الزهوري منتدى أدب الطفل 1 02-04-2006 08:01 PM
علاج اكتئاب الأم يمنع اكئتاب الأطفال روان الأحمد منتدى العلوم الإنسانية والصحة 0 23-03-2006 03:02 PM
تكوين ثقافة الطفل د.أسد محمد منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 2 08-03-2006 11:27 PM
أدب الأطفال والتربية الإبداعية د. رافع يحيى منتدى أدب الطفل 3 01-02-2006 03:06 PM

الساعة الآن 10:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط