الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى العلوم الإنسانية والصحة > منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي

منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي هنا تبحر في عالم الريشة والألوان، من خلال لوحة تشكيلية أو تصميم راق أو صورة فوتوغرافية معبرة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-2006, 09:05 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


بشار العيسى (فنان تشكيلي سوري عالمي يكتب لوحاته بالشعر واطياب شقائق النعمان ؟)

أطياب شقائق النعمان

أرسلت في الأحد 21 مايو 2006




بشار العيسى/ فرنسا



الملكة تودع للرحيل




بيني وبينك سيدتي المتوجة نهر من الحنين
بيني وبينك قمر بهي في ليل بيروت المدمى بأقمار مضيئة بالقنابل
بيني وبينك الحقول والبيادر والحرائق وحكايا الجن والساحرات ومنهوب المجرات وأحزان العاشقين
بيني وبينك بيروت ودمارها، والبغي في غير أوانه، والقنابل تهطل ثلجاً على قيظ الظهيرة
بيني وبينك صديقتي أشياء نرويها عن الضواحي، والجنازير، والحرائق البهية في الحقول والثقيلة في المدن



بيني وبينك ضحكاً مؤجلاً، وخزائن الأسرار التي لم ترو، ولم تتمرى متعتها البسيطة
بيني وبينك فقراء بيروت ودمارها، أهلها الطيبون والبسطاء، الروشة كأنها بيادر باب السلام
بيني وبينك خجل صامت، كأنني أخاف أن أخاف من ألا أودعك
فاعذريني إن غبت أكثر مما استأذنت منك ومن الأحبة والأصدقاء
اعذريني إن سهوت، إن أهملت ذاكرتي.. فالقصف يشتد سيدتي، والدمار من حولي كبير وأنا أحرس بيوت اللاجئين، وأشياء حميمة للأمهات.



"من رسالة "اعتذار" كتبت في الثامن عشر من تموز1982، إلى "جازية العبدي" في الدرباسية ـ سوريا."



لم أعد، وبقي الحلم، وتاهت الهجرة



منذ أن غادرت "جازية"، توقف انبعاث تلك الأطياب والأنفاس العطرة التي كانت تغلفني من وقت لآخر... تشل ذاكرتي بالتذكار وتسيح المكان بالزمان، تقطع المسافات إلى أيام خلت ومواقف وفصول ليس عندي مكانها ولا أزمانها، عبق أمكنة، براري وحواري ومساكن تترامى عليها أوراق "الكركور"، يفوح منهاعطر "البابونج"، تتعالى تنهيدة "المروند"، "الفريكة"، أنفاس ظروف السمن البلدي، أسرار صناديق الأعراس الخشبية الملونة، تتداخل ألوانها وتطريزات عمائم "الهفرميش"، وقزحيات البنفسجي لزهر"الخلخالوك"، و"الهيرو"، وتقصيبات "الحروانيات".



توقفت الأطياب، إلا لماما، منذ آخر مرة، يوم أحاطت بي وبها انتشيت، كأنها عاصفة مرت بخزائن "كروان"، مترع بأطايب الشرق كله، فوح مخازنه، عطر نسائه، ضجيج أعراسه، شلالات ألوانه، أثيابه المعطرة بأصباغ الحناء، شقائق النعمان، "النركز"، "عندكّو"، "المرّ"، والأصبار، "القرفة"، "الزنجفيل"، وأخذتني في تهويمة اللوحة، الملكة تودع للرحيل..!



رحلت الملكة، ولم أكن أعرف، يوم كنت أتيهُ في شلال ضياءات اللوحة.
كنت كمن يسابق الريح الى حتفه المؤجل بقوانين القدر، أتحايل على قلبي المحاصر بألف سؤال وسؤال، مستهديا بسراج خيمة في برية "عبدو سلامة" أقود خيولا حرون إلى مرابض مجهولة، أستهدي بفوح دخان المواقد الثكلى بجذور الخرنوب الطرية تزبد برغوة الطوفان الناري، في عتمة التيه المتألق بضوء القلب الوجل وجفلة الحجل الرمادي في لهاث الصيادين الزنخة. لم أكن طريد الدغل المهجور لكن لسعة الأفاعي تقض مضجع رأسي المزنًر بأكاليل من الأزهار البرية بفوحها المجنون الذي يبث الخدر المنعش وكأنه إغماءة السيجارة الصباحية.
كنت في تيهي إلى ضلالة منشودة بالابتهال إلى الله في وحدته وعزلته الجليلة،وأنا أقود القطيع الشفاف إلى شغاف القلب في كسرته التائبة ـ هيهات ـ إلى صلاة العائد إلى تربة مطمئنة بالرطوبة الفائحة برفوف القطا تتوجه جنوبا.
رحلت الملكة وبقي الضياء الذي يسقطه النيزك من علياء الفضاء إلى متعة اللهفة المشرقة بالوجد يتسلل خفية إلى تحت جلد المبتلين بلوعة الإيمان.

بقيت روحها العصية على النسيان، بعض عطرها، عطر منزلها، المنزل الأول، الذي ما أن غادرته حتى بدأ حلم العودة إليه يعتصرني كل غروب كالأنين، لم أعد، بقى الحلم، وتاهت الهجرة، لتترنح الذاكرة بهمس خفي، تعيد أحياءه، كلما تاهت بي الأقدار، واحتارت الروح في حيرتها.



جوكوندا



تواقت انتهائي من لوحة "جوكندا" في ربيع 1976، وزيارتها لنا، شمس وأنا، مزودة كعادتها بالبيض، والجبن، وخبز التنور، ما كادت تضع أحمالها حتى ضحكت وهي تقول:
" شو إبني، إنتقلت من رسم "قرشيفانا" حاملات القش، إلى إختلاس صورة أمك"
قطبت وهي تقول:
"بس أكيد ماراح تبيع صورة أمك لحدا، خليني آخذها معي للضيعة. بس هونيك مين راح يحكيها، والصور حتى الصور تحتاج من يتحدث إليها."



ليست اللوحة، رسماً، واقعياً "لجازية"، لكنه تركيب أليف لكائن بشري، وأشياء أخرى تتمرى قلقها في سكينة الآخر، كنت أريد بالمضاهاة، امتحان تيهي إلى إعجاز التحفة/ المرأة "La Joconde" التي أثارت إعجاب ومخيلة من رآها ومن لم يرها.
كنت أحلم يوما برؤيتها على غير احتمال كواحد من هذا الجمع الحالم في غبطة المباهاة بملكتي الأجمل والأكمل.



في باريس، في المرة الوحيدة التي زرت فيها متحف "Louvre" كانت لزيارة "لا جوكوند"، ومع ذلك لم يحدث بيني وبينها ذلك التواصل الذي كنت أظن بأنه سيتألق إلى متعة الحوار الصامت مع "جازية" بالنظر، في تغير درجة الحزن في الصوت، إذ على بساطة روحها وحكمة عقلها وسعة قلبها الوجل، كانت التعبير عن تألق الحزن النبيل، الذي تبثه أحياناً في مواويل بدوية، لا هي كردية، ولا هي عربية، ولا هي تركية، ولا هي غجرية، مواويل لا هي بالنواح، ولا هي بالهلهولة، هي حشرجة الأنين .. الأنين الباحث عن مثيله بالصوات الأقرب ما يكون إلى صوت الريح، ارتطام الطلقة بالأحزان، الأحزان القدرية المتناسلة في التاريخ، في هذا الفارق الفاحش ما بين سطوة الطبيعة ومحدودية الإنسان في مواجيد القهر البريئة على فتنة الرّقة، في كثافة العجز أمام جبروت صيغ "فعلوت".



"هوااااارييييي..."
لسعة ريح الشمال تنفذ للأعماق كالخرشوف، تترنح ذبالة القنديل، تهرف الكلاب، تموء القطط ، تتجلد الأرض بالزمهرير في غير أوانه، كأنها بحة الناي في صومعة مرفوعة الى شرفة الشفق البهي، كأنه منديل تطرزه ساحرات مملكة أرجوان شقائق النعمان، المترف في السواد، الخضرة المتناسلة في زهيرات النعناع البري، طرواة وبر "الكركور" المستحيي بفوحه المنداح خلسة في أثداء النعاج الولودة.

"هوااااااااااااريييييييييي..."
ترن المواقد النحاسية عويلاً وصخباً، فواجع لازوردية بطعم الملح، خواء ثغاء القطيع التائه في مجرتنا المتيمة بالأقمار الضالة.



لم تكن، راعية الوعول الجبلية، سليلة مستعمرات الخرنوب، متوجة سنابل القمح بهسيسه، شبح أغنية، ولا كانت وشم تعويذة، ولا انعكاسا لأطياف " الهفرميش" في سواقي الربيع. كانت، ببساطة الجمرة المتوقدة، أمّاً، أمّاً، ليس لأولادها ولا للجيران من البشر دون غيرهم، بل كائناً شمل بأمومته حب الأزهار، الأعشاب، الغيوم الماطرة، الكائنات الضعيفة في ملكوت الله المتناهي في الضعف المتباهي بالقوة.
حب ..كأنه تآليف النسيج في ترف الجسد، متعة الأصباغ في الأصواف والأنسجة، تنهيدة الروح على قلق الريح، نثار الطلع في هبوب نسائم أجنحة الفراشات، ، عيون الصيادين القلقة كوحشة الحصادين، ثكل الأرامل، همس الذات الالهية تتمرى السكينة في تجويد القرآن "واذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت" الفتيات الموؤودات بالزيجات العابرة للحدود عن أعمار تتقصف في مصائد الطفولة وأحلام الصبا.



لم تكن "جازية" غجرية ولا فلاحة، لم تتقبل أن تكون سيدة القبائل المتهالكة على مصائر مثخنة بجراحات الزنجار الصدىء، المتقرن على حوافي المواقد، لم تهبط من السماء ولا حملتها أمواج البحر داخل صدفة، لم تحضر في "كروان" الملح والتوابل سبية الغزوات.



كانت لهم خيام سوداء كبيرة، وأغنام كثيرة تقودهم في الشتاء حيث يذهبون الى جبل "عبد العزيز" هرباً من الثلوج، ويعودون إلى قراهم مع الربيع والصيف، إلى هضبة مترعة بالحشائش والأزاهير والأطياب.



الفضاءات التائهة



نبتة في براري "ميزوبوتاميا"، لذعة البطم البري في جبل "عبد العزيز" مرارة الطلع النافذ في رحيق أعسال البراري الموحشة أوان رحيل القطا الى مهاجره المواطن.



حارسة الحقول المترامية بشجيرات الخرنوب الذاهبة بجذورها الى أعماق الأرض المكتوية بقيظ الظهيرة حين تتثائب التربة، ثغاء كجمر القرميد، وهي تتطاول هيكلاً كتماثيل "جياكوميتي" في المشهد الوهمي بقوة "الليلان" المتنامي في أوان الإثمار البري، وتتواصل الظلال الوهمية "للخرنوب"، و"الكركور"، ومرايا أكوام القش.



في المسافة الفاصلة بين الحدود المرسومة على امتداد سكة قطار الشرق السريع، على أزيز الطائرات الفرنسية التي أغارت على "عامودة" و"ديكه" و"كر حبشة"، تدمّت قدما الطفلة "جازية" وهي تأخذ درب الهجرة غير المؤقتة، كتلك التي تقود القطيع والحاشية إلى المراعي ما بين ضفتي "جبل عبد العزيز"و "دشتا جار بكر".
لقد رُميت ظروف السمن، جزز الأصواف في الآبار العميقة حتى لا تنهبها الحكومة بعسكرها وطائراتها، وعلى تناوب صراخ "الجندرمة التركية" في مقابل اللكنة البليدة للعسكر الفرنسي، اختلطت الجهات، الجبهات، واللهجات في قرقعة القبعات العسكرية وأحذيتها .
كرهت الحكومات، كل الحكومات، والعسكر،كل العسكر، سيارات الجيب، أجنحة الطائرات، وخيول الدرك الهجينة بين الحمار والخيل الأصيلة.



ارتدّ الصدى المدمّى على إيقاع مواويل مترعة بالآلام التي تشفي الروح من لوثتها، حيث:
لا رجاء من غناء القبرات...
لا رجاء من شجرة لا تزهر...
لا رجاء من زواج قسري .
لا شفاء من جراح حب لا أمل منه.



لم تكن "جازية" أغنية بقدر ما كانت راهبة، راهبة في صومعة الفضاء المفتوح على الرحمة، والمجرة، وما وراء الآفاق المجهولة كالذاهبين إلى حتوف سفر بلّك.



كانت فضاء، موعداً مع القمر في اكتماله وبهائه ولحظة تواطىء المجرة في اختفائه لتنضج الحكاية بأسرارها، لتتزين المخيلة باللهفة في أوانها، كأنها الوتر الذي أَنشدَ الأوديسة في " الجزير" تحت شجرة الشوك بين" مم وزين" ،وهي السجادة القدرية التي نسجتها "بنيلوب" ل "سيامد" في حتفه القدري ما بين التألق والمعجزة.



فضاء من الحب لا حدود لحدوده،
حب كالآيات المعجزات، كمسارات الهجرات والترحال البدوي، إلتقاء نجمتي الحظ ، الحلم الأبدي للتائهين في تيه الله المأمول أبداً، فضاء تطاول كإمتداد الجبال وشسع البراري، يشمل الكائنات كلها، الأنواع كلها، كل الناس حتى الأعداء، النباتات، كل ذي عطر، ونفع، وملمس طري، "الحرمل" لتعاويذه، و"الخرنوب" لعناده، "الكركور" لكرمه ورقته وعطره، "الزميت" في تشكله البهي، "الخلخالوك" لمرآه الشبيه لصناديق الأعراس.



لم يعرف فضاء "جازية" الأبواب المغلقة،
ما أكثر ما كرهت غلق الناس الأبواب عليهم كالموتى..
لم يحدث أن أغلق بابنا بوجودها يوماً، لا ليلاً، ولا نهاراً، لا صيفاً، ولا شتاء، ـ ليس في القرية وحدها، بل ظلت هكذا حتى بعد انتقالها إلى المدينة ـ فالأبواب ابتكرت لتستقبل الضيوف واللاجئين وأصحاب الحاجات والأصدقاء المحتاجين إلى الألفة، الناس الخجولين المتعففين. هي الأبواب: إطلالات على عجائب الطبيعة،تناوب الأوقات، الطقوس، من شروق وغروب، غيوم وأمطار،عويل الريح واستغاثات الخطر.. وسلام العابرين بأمان.



ظل باب دارنا في القرية دون جميع البيوت بدون قفل، ولا مغلاق، كل ما كانت تفعله ليلاً أن توربه قليلاً، لئلا تدخل الكلاب أو السائمة، وتترك فسحة للضوء وللصوت ليمرا، حتى في الأيام التي كنا نغيب فيها جميعاً عن القرية، كانت تربط الدرفتين بحبل بسيط وتوصي الجيران:
" عينكم على البيت، وإذا احتجتم شيئاً تعرفون مكان كل شيء."



صدى الطمأنينة



لجازية، ابتهال البداة، عرب الشامية الملتجئين ببلاد الكرد، حين تصبح البادية نار جهنم على حيواتهم وقطعانهم حيث لا ماء ولا هشيم.
إلى فضاء حدودها تنزل أولى الخيام، عند أم حسين،"جازية" تولم لهم في أول نزولهم، ويوم مغادرتهم بالدعاء، أول الخريف.
لهم الدَور الأول في السقاية من الآبار التي تشح دوماً، ولهم الحدود المفتوحة إلى كل الحقول المحصودة، ومن يردهم يلحق به عار البخل والجيرة السيئة والخروج عن أيغاث الملهوف.
أما الإعتداء عليهم من الكرد، أو ما بينهم، هو إعتداء علينا، إعتداء على الدم والكرامة والشرف.
ومن يعترض عليه محاججة الحيوانات الكريمة الجائعة العطشى.



لها، التجأت " نوره" بحملها السفاح، هاربة، ليلاً، من القرى ومن البشر، كتلة من القنوط والدموع، فآوتها وشرعت لزواجها، وأعادتها إلى الحياة.
لها التجأ "أحمد القصاب" من ظلم الخاتون ، فآوته، أقتطعت له أرضاً، وهي لم تعتذر يوماً ـ بالتواطىء الدائم مع زوجها، المتمرد الأبدي، ـ من فلاح مطرود، إلا وأعادت إليه كرامته وإنسانيته، كانت تمنحه أرضاً وأماناً.



كانت تتلمس النباتات، وكأنها صفحات القرآن الكريم المتكىء على غلافه هناك، لا يفتح إلا مرة كل سنة، تجبر الزوج بالعناد الودود، على تلاوته كل يوم من أيام رمضان، قبل أن تتلمسه برفق وخشوع، ثم تعيده إلى النافذة العلوية حيث لا تصل أيدي الصغار.
كانت تحن على الحيوان والحشرات، كل من تجمع في قومه، النمل والنحل والفراشات والوعول والنعاج والأفراس والغزلان والحمام والسنونوات.



تفيض بذخيرة من القصص والتوريات البدائية، ترجع الأصول الأسطورية لكل الحيوانات، غير السامة ـ وتستثني الحية منها لنبل انسيابها وإشراقة جلدها البراق، والأثر الجميل لمسارها، والنفع الكامن في ثوبها المتغير، في شفاء أمراض العيون ـ والطيور والحشرات غير اللزجة.
كما تفننت في استخلاص الوصفات الطبية للأعشاب، وقدراتها الروحية، وعلاقة كل نوع بالمكان، بالمنزل وساكنيه، سمومه وشفاءاته، بلسمه وقروحه.



لم تتأخر يوماً عن تبخير المنزل بدخان "الحرمل" طرداً للأرواح الشريرة وتطهيراً من الأمراض والعلل الجسدية والروحية، لم تغسل غسيلاً يوم الأربعاء لطقوس خاصة في مفكرتها، لم تسكب يوماً ماء حاراً على الأرض دون أن تسبقه ببسلمة، كي لا تؤذي أطفال الجن اللاعبين بين أيدينا، لم تقبل بقتل حية تلتجيء لجحر في الدار قط، فقد تكون متناسخة عن روح كريمة، ولها في ذلك حكايات وأمثال، لم تسكت عن ضرب حيوان أليف ـ لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ولا لسان له ليصرخ به للدفاع عن نفسه ـ ولا الإعتداء على فرس أصيلة، ولا ضرب امرأة، من قبل زوجها أو أخيها أو أبيها، كأنها المدافع الأول عن حقوق كل هذه الكائنات الضعيفة، تنطق بحكمتها البسيطة:
"كل إنسان يمكن أن يتحول إلى وحش إذا توحش أو طغى والبغي معصية الله، ورحمته تشمل كل الكائنات، النمل قبل البشر فهم قطيعه وأغنامه المفضلة."



لمن يعرفها امرأة تشبه رائحة خبز التنور في كرمه، حجر البازلت في طراوة ملمسه وشدة عناده، "جازية" من رحيق الزهر ونسغ الأعشاب، شفاف الضوء وشغب المجرة الأبدي على الليل.
كانت تستمتع بالمشي على الأرض حافية، وتمرر برفق يديها على العشيبات وهي تنمو، تقدس التربة الحمراء، لإعتبارها خلاصة نقيض النجاسة والإسوداد والتلوث، تطهر بها الأوعية والجدران، ولها في ذلك طقوس، تدهن بها جدران البيت دون جميع الناس مفضلة التربة الحمراء الطرية على لذوعة الكلس.
لم تكن امرأة، بل أماً، لم تكن أماً، بل رب أسرة، لم تكن رب أسرة بل راعية لكل القرية بناسها ونباتها وحيوانها وجغرافيتها، ولم تكن هذه القرية وحدها، فهي حارسة الدروب والقرى المتصلة بها، بناسها، وأهلها، هي قلب للناس، ليس عن سطوة أو نزوة، كانت تقرر متى حان وقت حرق البراري، لتقضي على الأعشاب الضارة، وتطلب من مربي الأغنام إذا تأخر الربيع أن يبدأ بالرعي ليلاً، كانت تهبهم زرع أسرتها بما يسد أود الغنيم، تشرع بذلك الرعي في حقول القمح كلها للحفاظ على حياة القطيع، لذا كان بيتنا أول البيوت التي تستقبل حليب النعاج الولودة، الذي منه تصنع قشطة "فرو" اللذيذة، كما كان يستقبل آخر ألبان الحليب في كثافة دسامة أواخر مواسم الحلب كل صيف.



أراها، الآن.. هناك



كرهت مؤسسات الحكومة كلها، ما عدا واحدة: المدرسة، لم تكن تعرف القراءة، تخشى أن تلمس الكتب لأن فيها أحرف القرآن وأسماء الله، مع ذلك ذاكرت معنا جميعاً كل واجباتنا المدرسية، كانت تتأمل كتابتنا، توجهنا نحو انحراف الخط عن مساره، وهي تتنقل مابين غرفة الجلوس وحجيرة المطبخ المعزولة عن البيت، حيث موقد النار والمخبزة الصاجية تحمل إما خبزاً يتصاعد منه البخار المنعش أو حطب في طريقه إلى الإشتعال، وهي تتأمل رفاً من التلاميذ، كأننا داخل قاعة الدرس، أوامرها أن يعلم الكبير الصغير، والصغير من دونه وهكذا، ذهب بها الأمر تقديرا للتعلم، أن افتتحت مدرسة صيفية هي المديرة غير الرسمية، وأخي الكبير معلم الصف الوحيد، ونحن جميعاً مساعدوه، وبإلحاح منها إلتحق بالمدرسة الصيفية تلك، كل التلامذة الرعيان من القرى المجاورة، ليتعلموا القراءة والكتابة قبل أن يذهبوا إلى العسكرية، ليتسلى أولادها بهم ومعهم، فلا يملوا رتابة أيام الصيف القائظ.



كانت "جازية" قد قررت في إحدى الليالي التي كان الوالد يغيب فيها كثيراً إلى متع المدينة، قالتها بصوت واضح حاسم: "غداً تذهبون جميعاً إلى المدرسة."
ومنا من كان قد تركها من سنتين ومن لم يذهب لها قط، ومنا من دون عمر المدرسة، هي قررت ونطقت:
"أنت تذهب لترى كيف يتعلمون لتعلم الصغير بيننا، وأنت "بشارو"، صف أول، وأنت "حسين" صف ثاني.



كانت قد تيقنت بأن لا مستقبل للزراعة أو الرعي، فالحكومات تدخلت في حياة القبائل والعشائر ومصائر البشر، لذا لم يبق للبشر إلا أن يستوطنوا الحكومة ليتفادوا شرها، وهي شر الشرور، كان همها الأساسي بعد المدرسة والكتب والدفاتر، مؤنة السنة، من الأصواف، والسمن واللحم القديد، البرغل بمشتقاته، رب البندورة والسكر والشاي مرة واحدة لكل السنة، ولتنزل كل الثلوج.
أما الأدوية فتستخلصها من الأعشاب التي جمعتها في أوانها، تطهي كل أطايب الحساء المبهرة بكل أنواع البهار والفلفل والزنجبيل والقرفة.



كانت وهي تدير أمورنا، نحن أبناءها المتناثرين في أكثر من مدينة وقرية، بقدرة إلهية وبالتواصل الروحي الذي يلهمها. كانت تعصى على النوم والمرض والتعب، تظل ضاحكة، حيية، ممشوقة، أنيقة، وكأنها مهرجان ألوان، لم يقربها قنوط في أصعب الأوقات، ذخيرتها ورأسمالها حبها للناس، وترحيبها الدائم بهم، و بقدر ما كان والدي مشاكساً، مشاغباً، كانت هي كتلة من الطيب والدماثة، تعتذر بالمودة عن أخطائه فيرضى، فتحيل بهدوئها قساوته إلى طراوة ينتعش هو لها.



والآن.... كلما حكيت لهما عن روح "جازية" الشبح العابر هناك... يرسم "رودي" إبتسامة خبيثة، قائلاً: " ألم تنزل أرضك، وكوكب الكرد عن قرن الثور؟ فتتدخل "كًلبهار" برقة "جازية" ودلالها:" دعك منه تنقصه التجربة، أنني أحس مثلك بمرورها، وكأنني أعرفها كما أعرفك...." وأتحايل على حيرتي بفسحة خيال كلبهار.!



أراها، تمر بي روحاً، ترنيمة، لسعة لون، صدى جملة:
"قلم تراش، مه صبر، ته صبر ؟!".
كلما أحست بأن الألم بلغ مداه.
أراها هناك، تمر ناظرة إلي، تكاد قدماها تلامس شجيرات السفح المواجه لنافذة مرسمي، في "ارجنتوي"، تماماً، كما كانت ترينا شبح "خوجايي خدر" "مار الياس"، يسرع الخطى وكأنه يطير أوان الغروب على تخوم التلة الشمالية لقريتنا "خربة " باب السلام، وكلما نظرتُ إلى شخوص " شاغال" الطائرة، تملكتني رهبة طيران "خوجايي خدر"، كان مروره الذي كانت تعرف مواقيته من رطوبة الهواء، ودرجة تكاثف الغيم، لسعة البرودة في الجسد، في متاهتنا تلك ، مناسبة لإشعال نيران المواقد النورانية الزرادشتية، على سطح منزلنا تحية للقديس الذي كنا نحتفل به وجيراننا المسيحيون، أراها، الآن.. هناك.






---
مفاتيح

1 ـ "الكركور": شجيرة عشبية برية ذات ملمس وبري طري، لها ساق تقشر وتؤكل لذيذة الطعم، إذا رعتها الأغنام تبث نكهة لذيذة في الحليب أوانها أواخر الصيف.
2 ـ "المروند" : عشبة كثيفة الوريقات طرية الملمس، ذات تأثير مهضم، يقال أن القنفذ يتناولها بعد أكله الأفاعي، وإذا لم تتوفر النبتة هذه بعد أكل الأفعى يموت القنفذ لاستعصاء الهضم، وللنبتة رائحة مريحة للأعصاب ويتم تناولها طازجة.
3 ـ "الهفرميش": اللفظة الكردية للحرير، وتلفظ "حفرميش" وتلفظ الفاء مثلv اللاتينية.
4 ـ "خلخالوك": نبات شجيرة فصلية ربيعية لها أزهار بالونية بلون يتداخل البنفسجي مع الأبيض ولها طعم سكري.
5 ـ "هيرو": شجيرة فصيلية ربيعية ترتفع إلى متر تقريباً، تزهر أزهاراً خطمية ببتلات كبيرة، تستخدم أزهارها في وصفات الزهورات لمعالجة الرشح والزكام.
6 ـ "كروان": القافلة.
7 ـ "عندكّو": عشب عطر يفوح في البراري ربيعاً.
8 ـ "قلم تراش": مبضع الجراح ويرمز إلى تحمل الآلام بالصبر على الجراح.
9 ـ la Joconde جوكندا: اللوحة الشهيرة للرسام الإيطالي "ليوناردو دا فينشي"، صورة شخصية لموناليزا زوجة البنكي الفلورنسي، "فرانسيسكو أل جوكوندو".
10 ـ "هوااااريييي": صرخة لوعة واستغاثة واستنكار.
11 ـ "الخرنوب": شجيرة صيفية شوكية الاخضرار تمتد بجذورها في الأرض، تستخلص الرطوبة من التربة، تعطي ثمراً خرشوفي الطعم يسمى "حسحسوك"، تفاح الفقراء، يسلخ جلده على حجر البازلت ويفرك بالملح ليؤتى أكله.
12 ـ لا رجاء من غناء القبرات...... مقطع من أغنية كردية.
13 ـ "الجزير": مدينة في "كردستان" على ضفاف "دجلة" فيها تدور أحداث مم وزين.
14 ـ "مم وزين": بطلا الملحمة الكردية "مم وزين" في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، الشبيهة بقصة روميو وجولييت.
15 ـ "سيامد": شخصية أسطورية كردية، قاده "خوجاي خدر" إلى التألق، والأقدار إلى حتفه في مواجهة الوعول.
16 ـ"الحرمل": شجيرة ربيعية، بذورها تستخدم كبخور يتطهر بدخانه وفواح عطره، وتصاغ منه زينات قلائدية أوان خضرته على شكل سجاجيد لتزيين الجدران تيمنا وبركة وجمالية.






---
بشار العيسى كاتب سوري مقيم في فرنسا
http://www.jozoor.net/main/modules.p...rticle&sid=319



الى ابا (بهار )
(شقيقي
بشار العيسى

في باريس
كنت
من عمر البرتقال
وكان الخربوب الحسكاوي
وذكريات مونيه وسيزان
ومموزيين
وابتسامة افجر من (دادا )
تنير ذاكرتي
بمتاعب العين والنفس
وانا التقط
حيرتك بعيونك
وعبد الرحمن حلبي
يعزيك
بذكرى انبار النار والغبار
احبك
وانت
هناك
وارسل لك
سلامي
لك ولعائلتك
ولوحة وجميل قولك
ارسله
من قلبي
كطائرا حزينا في شواطى الغربة
الى
صحاري
صفير الريح والطوز
والربع الخالي
/
/
/
اخوك
ابو الفرات
عبود سلمان
وهنا الرياض
)






 
رد مع اقتباس
قديم 27-10-2006, 09:10 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


مشاركة: بشار العيسى (فنان تشكيلي سوري عالمي يكتب لوحاته بالشعر واطياب شقائق النعمان ؟)

اللون التشكيلي الكردي العالمي
من يسكن من ؟؟؟



ـــ اللونُ الكرديُّ في سماء أوروبا: عنوان الباب الثالث في هذا العدد، والخاص بالفن التشكيلي، الذي يتناول إبداعات ثلاثة من الفنانين التشكيليين الكُرد، وهم : الفنان عمر حمدي، الفنان بشار العيسى، والفنان بهرم حاجو، ويُفتتح الملف بعرض تاريخي/توثيقي، الفنان الكردي محمد سعيد الحسيني، تحت عنوان -رسومات"مم" و"زين" البسيطة-.
ــ دراسة مطولة تحت عنوان " جمراتٌ تلازمُ الألمَ: في منتهى اللونِ، في منتهبِ الضوءِ" بقلم الشاعرة البحرينية فوزية السندي -من أمانة التحرير-، تتناول فيه أعمال الفنانين الثلاثة، نقرأ فيها:" بشار العيس - (1950)، عمر حمدي، "مالفا"- (1951)، بهرم حاجو،-(1952) ثلاث تجارب كردية، إندلعت من الشمال:الغنّامية/ الدرباسية، أم حُجرا/الحسكة، وتربه سبي، إلتهبت لتنهمرَ في فضاءِ الغربةِ، وهواء المنفى، منتضيةً عنفَ الجذورِ القديرةِ على ردمِ اليأسِ... مواهبُ تفلتت من سطوة الحدود، من سلطة المكان الأول، لتحمل بياضها الجليل، وأصباغها الطريدة، وريشة واحدة، تكفي لهجرة الروح: لاذَ بشار بحريّة باريس، إحتمى"مالفا"ببياض فيينا، وراح "بهرم"لمهب"مونستر"، هكذا إنتهروا الخطى نحو رحمة المنفى، عندما أسياط الوطن بالغت في نفض جرئة الدم..."
ــ " تأملاتٌ في السيرة الذاتية لأعمال عمر حمدي/مالفا" بقلم مؤرخة الفن النمساوية سيلفيا رايسنجر.
ــ " الدفقُ الساخنُ" بشار العيسى.
ــ "المزيجُ النادرُ من الثقافاتِ" بقلم الصحفية السورية سلوى صبري.
ــ نصوص فنية" مالفا "، عمر حمدي.
ــ بورتريت تحت عنوان تخومُ جبل"عبد العزيز" المباركة/إعداد بشار العيسى، وحجلنامة.
ــ قراءات تحت عنوان" محطة الإخلاصِ للبيئةِ الأولى، صلاح الدين محمد
ــ قراءات تحت عنوان"الذاكرة الحضارية" الفنان والناقد السوري أسعد عرابي.
ــ قراءات شخصية بعنوان" الأكباشُ الملونةُ" بشار العيسى.
ــ نصوص فنية، بعنوان"فضاءاتٌ محترقةٌ نسغُها النسيمُ، ونحيبُها النايُ، بشار العيسى.
ــ دراسة عن الفنان بهرم حاجو تحت عنوان "عنادُ الغرائبي" للبرفسور كريستوف ميتينيك/ ناقد ألماني.
ــ قراءة عن الفنان بهرم حاجو بعنوان" داخِلُ المكانِ.. خارجُ المكانِ ، عمر حمدي.
ــ قراءة عن الفنان بهرم حاجو أيضاً بعنوان "الذاكرةُ المدبوغة" بشار العيسى.
تضمن العدد ثلاث لوحات مختارة من أعمال الفنانين الثلاثة. وجاءت التخطيطات الجميلة للعدد من بشار العيسى. صمم الغلاف محمد سعيد الحسيني. فوتوغراف الغلاف الأخير: سالم صلواني


http://www.amude.de/amude/erebi/ramyari/ramyari6/hecelname.html






 
رد مع اقتباس
قديم 27-10-2006, 09:13 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


مشاركة: بشار العيسى (فنان تشكيلي سوري عالمي يكتب لوحاته بالشعر واطياب شقائق النعمان ؟)

لوحات
بشار العيسى

(اغلفة للشعر )


مذكرات زهرة الأوكاليبتوس ...مجموعة شعرية جديدة للشاعرة الكردية خلات أحمد


الإصدارات
عبدالكريم الكيلاني


عن دار أزمنة للنشر في العاصمة الأردنية عمان صدرت المجموعة الشعرية الموسومة بـ (مذكرات زهرة الأوكاليبتوس ) للشاعرة الكوردية خلات أحمد. وقد زينت لوحة للفنان بشار العيسى غلاف المجموعة
http://www.fdaat.com/art/publish/cat_index_24.shtml






 
رد مع اقتباس
قديم 27-10-2006, 09:16 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


بشار العيسى وملتقى اعمارالدولي للفنون 2005م ؟؟؟

ملتقى إعمار الدولي للفنون
13/2/2005


بشار العيسى


أكد القائمون على ملتقى اعمار الدولي للفنون 2005 ان هذه التظاهرة الفنية ستعزز موقعها في الاجندة السنوية للفنانين العالميين وجاء ذلك في الحفل الختامي للملتقى الذي أقيم في موقع برج دبي في 6 فبراير تحت رعاية سعادة محمد المر رئيس مجلس دبي الثقافي. وتخلل الحفل توزيع جوائز بقيمة 90.000 دولار على 12 فنان بحضور أكثر من سبعين فنانا.
وتحدث أ. ج. جاغاناثن الرئيس التنفيذي في اعمار عن أهمية الحدث الذي ساهم في إغناء الحركة الفنية والإبداعية.
وتوجه إلى الفنانين قائلاً لقد اصبح الملتقى جزءاً من التزامنا في سبيل الترويج للحركة الثقافية والفنية. وفي هذا الإطار، فاننا نعبر عن افتخارنا بالأعمال الإبداعية التي عكسها هذا الحدث الفريد.
وأشار إلى ان الإنشاءات والمباني الكبيرة التي نقوم بتشيدها تعبر عن قوة الفن بكل معاييره وهو ما يجسده برج دبي. ان توجه اعمار إلى إنشاء أطول المباني في العالم لا يمثل فقط سعينا إلى خلق صورة جديدة للفن المعماري، بل يعبر عن هدفنا في خلق هوية متميزة لهذه الأعمال.
وأضاف بدوره ابراهيم الهاشمي المدير التنفيذي في اعمار ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى نؤكد على استمرارية هذا الحدث الفني الذي تشرف عليه اعمار خصوصاً اننا تلقينا تجاوباً كبيراً من الفنانين على المستويين الإقليمي والدولي. ونحن على ثقة بتطور ونمو هذا الحدث في المستقبل.
ويأتي الملتقى، الذي نظم برعاية طيران الإمارات، ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق الذي يحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقته. وشهد هذا الحدث الفني الجديد العديد من الأعمال الفنية الرائدة التي شملت الرسومات وغيرها من أعمال النحت.
وقد اشرفت لجنة فنية تتضمن ثلاثة فنانيين على اختيار الفنانين من ضمنهم د. نجاة مكي، أبي حاطوم، وأيوب البلوشي.
وقد قام سعادة محمد المر رئيس مجلس دبي الثقافي بتوزيع الجوائز على الفائزين. وكانت نتائج المسابقة كالتالي، في فئة الرسم: احتل كل من ابراهيم أبو سعد من البحرين ونزار يحيى من العراق المركز الاول، وحصد كل من كارلوس باراو من البرتغال و حسان بورقيه من المغرب المركز الثاني، أما بشار العيسى من فرنسا و محمد يونس من بنغلادش، فقد احتلا المركز الثالث.
في فئة النحت، حصد الجائزة الأولى كل من علي جبار من العراق وكارولين راميرسدورفر من النمسا، أما كمال طوفان من تركيا وأكثم عبد الحميد من سوريا فقد فازا بالمركز الثاني، بينما حصد كل من انطونيو ميروداس من اليونان وجو كلي من المانيا المركز الثالث.
يذكر ان الملتقى بدأ في 12 يناير وكانت أعمال النحت قد وضعت في موقع قريب من مركز دبي التجاري العالمي. كما بدأت مسابقة الرسم في 25 يناير في مرسى دبي وقد انتهت جميع الفعاليات المصاحبة للملتقى في 6 فبراير.
http://www.alqanat.com/news/shownews.asp?id=52757






 
رد مع اقتباس
قديم 27-10-2006, 09:19 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


بشار العيسى وروحية الخط العربي ؟؟

في "بيت الحكمة" بقرطاج أيام الخط العربي‏


معرض لكبار الخطاطين العرب وندوة فن الخط العربي بين العبارة التشكيلية والمنظومات التواصلية.


شهدت العاصمة التونسية في الفترة الفاصلة مابين 1 إلى 21 أيار –ماي-2006 وفي إطار احتفال تونس بالذكرى المائوية السادسة لرحيل العلامة ابن خلدون أيام الخط العربي في دورتها الثانية وتأتي بعد إقامة الدورة الأولى من هذه التظاهرة الفنية التراثية بمناسبة تونس عاصمة ثقافية 1997 وتنتظم هذه الدورة بمبادرة من المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة"، بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "ارسيكا، باستانبول واشتملت فقرات فعاليات أيام الخط العربي على معرض من روائع الخط العربي يضم عديد الأعمال كبار الخطاطين وأساتذة فن التذهيب والورق المجزع "الإبرو" وكضيوف لهذه الدورة المشاركين في هذا المعرض من تونس نجا المهداوي ومحمود عطية وعلي ناصف الطرابلسي ومن العربية السعودية، د.عبد الله بن عبده قتيني وناصر بن عبد العزيز الميمون وإبراهيم علي عبده العراقي إلى جانب معرض لتراث الخط بتونس من تراث المرحومين محمد صالح الخماسي والحبيب بن عياد وفتحي الزليطني، كما خصص المعرض بعرض اللوحات الفائزة في مسابقة الخط العربي للخطاطين المحترفين والهواة المنتسبين إلى المركز الوطني لفنون الخط في تونس إضافة إلى عرض فني متكامل من إنجاز الرسام نجا المهداوي ومصممة الأزياء السيدة آمال الصغير.‏

كما نظمت على هامش أيام الخط العربي ندوة علمية تحت عنوان: "فن الخط العربي بين العبارة التشكيلية والمنظومات التواصلية تضمنت على مداخلات ومحاضرات بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين والأخصائيين في مجال فن الخط العربي وكما توزعت محاضرات الندوة على أربعة محاور أساسية التالية:‏

-المحور الأول: المجال الجمالي والسياق التشكيلي (تاريخية فن الخط العربي ونظريته ومنزلته في الثقافة الفنية).‏

-الخط وجوامع الكلم عند ابن خلدون للأستاذ محمد بن حمودة (تونس).‏

-جمالية الخط العربي بين السطر والسياق للأستاذ شربل داغر (لبنان).‏

-تطور الكتابة والخط في تونس إلى القرن الخامس الهجري (الخط القيرواني نموذجاً) للأستاذ محمد الصادق عبد اللطيف (تونس).‏

-الحرف فكراً ولفظاً وخطاً (أصل وفصل ووصل) للأستاذ الحبيب بيدة. تونس.‏

-فن الخط العربي من جمالية الحقيقة الروحية إلى جمالية الشكل في إنشائيته المرئية للأستاذ محمد صالح العياري (تونس).‏

-المحور الثاني: بيداغوجية مادة فن الخط العربي (فن الخط العربي في المدارس ومعاهد الفنون، (المقومات البيداغوجية).‏

-الإجادة في الخط العربي علامة على ترقي العمران في النظرية الخلدونية للأستاذ محمد الهادي دحمان (تونس).‏

-أهمية تدريس الخط العربي في المنظومة التربوية الجزائرية للأستاذ عبد الحميد اسكندر (الجزائر).‏

-الوضعيات التعليمية لمادة الخط العربي للأستاذ عبد اللطيف الحشيشة (تونس).‏

-مدى حضور الخط العربي كمادة للتدريس في معاهد ومدارس الفنون والحرف اليوم؟.. للأستاذ محمد قيقة (تونس).‏

-الخط الكوفي القيرواني والخط المغربي بين طلبة الفنون (الاستثمارات التشكيلية) للأستاذ خليل قويعة.‏

-المقومات البيداغوجية لتعليمية فن الخط العربي للأستاذ مصطفى الكيلاني –تونس.‏

-المحور الثالث: فن الخط العربي في الفضاء الحي (فن الخط العربي والبعد الثالث/ فن الخط العربي بين خاماته التقليدية وثقافة الفن المعاصر...).‏

-قياس التركيبة المفتوحة في النظرية الخطية. للأستاذ الناصر بالشيخ (تونس).‏

-تطبيقات فن الخط العربي في الفضاء الحي من خلال تجربة مركز الخط العربي بالشارقة الأستاذ طلال معلا (سوريا).‏

-المنظور الرؤيوي لفن الخط العربي للأستاذ نزار شقرون (تونس).‏

-الخط العربي مابين الروحانية والمعاصرة للأستاذ بشار العيسى (سوريا).‏


-فن الخطاطة بين منظومة التقعيد الأكاديمي والرهانات الأٍسلوبية المعاصرة للأستاذ محمد مزيل (المغرب).‏

-الخطوط المغربية أسئلة القراءة التشكيلية للأستاذ علي الجليطي (تونس).‏

-في توظيف الخط العربي تشكيلياً وإشهارياً مابين الابتذال وخلق القيم الجمالية للأستاذ فاتح بن عامر (تونس).‏

المحور الرابع: فن الخط في المنظومات التواصلية البصرية (التواصل الرقمي، التصميم والإشهار والصناعات الحرفية).‏

وقد تناول هذا المحور من خلال ورشة تفكير (مائدة مستديرة) حول منزلة فن الخط العربي في المنظومات التواصلية البصرية بمشاركة ضيوف الندوة من الباحثين والفنانين والمهتمين والتقنيين ومهندسي التصميم والصور الرقمية...‏

كما انتظمت على امتداد أيام الخط العربي الثانية من 3 إلى 20 أيار-ماي-2006 ورشات لتعليم الخط بأنواعه وفن التذهيب والزخرفة والأبرو-الورق المجزع أشرف على تنشيطها إخصائيون أتراك وسعوديون وتونسيون.‏

وكما انتظمت ورشة لتقديم مبادئ فني طباعة الخط بتقنية السيريغرافيها وأخرى تتعلق بالتركيب الفني للوحة الخطية بالحاسوب وقد خصص التدريس في هذه الورشات للمبتدئين الهواة والمحترفين.‏

وفي إطار أيام الخط العربي صدر عن بيت الحكمة كاتلوج يوثق بالصورة والكلمة حول الخطاطين المشاركين في هذه الدورة من تونس وتركيا ومن العربية السعودية كضيوف شرف مع نشر لوحات من أعمالهم الخطية.‏

كما أصدرت "بيت الحكمة" بالمناسبة كتاباً يضم عدداً من اللوحات الفنية في الخط العربي التي قد تم عرضها على هامش الملتقى الدولي "ابن خلدون ومنابع الحداثة" في قصر المجمع من 13 إلى 18 آذار 2006 وتتضمن نصوص فحوى اللوحات أشهر مقولات عبد الرحمن ابن خلدون في التربية وعلم العمران البشري وعلم السياسة والاقتصاد والتاريخ مستمدة من آثار العلامة ابن خلدون كالمقدمة وتاريخ العبر وشفاء السائل والتي أعد إنجاز خطوطها خمسة من كبار الخطاطين بالمملكة العربية السعودية.‏

وذلك من خلال نوعيات من الخطوط كالديواني والثلث والفارسي والإجازة والنسخ، وكما يحوي هذا الكتاب إلى جانب اللوحات الفنية التي عرضت بالمعرض مع التعريف بهؤلاء الخطاطين الذين ساهموا في إنجازها والذي قد تم عرضها أيضاً في معرض هذه الدورة لأيام الخط العربي.‏


http://www.awu-dam.org/esbou1000/1027/isb1027-027.htm






 
رد مع اقتباس
قديم 27-10-2006, 09:22 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


بشار العيسى يزين ديوان طه خليل باللوحات ؟؟؟؟


مسعود عكو
17\8\06
طه خليل يعود بالكردية إلى "أثرها"
بعد سنوات من الكتابة والصحافة ، وإصدار العديد من الكتب باللغة العربية والألمانية يصدر الشاعر الكردي السوري طه خليل ديوانه " أثرها " باللغة الكردية عن دار هيرو للنشر بدمشق ، وبالتعاون مع مؤسسة سما الثقافية في دبي .
قدم الغلاف للديوان الفنان الكردي بشار العيسى ، وقام بالإخراج الداخلي المخرج والمصمم باسم صباغ .
تتميز اللغة الشعرية في ديوان طه خليل بلغة كردية سلسة ، بعيدة عن التكلف والخطابية التي تلف القصيدة الكردية منذ عقود ، يقول الشاعر خليل بهذا الصدد : " ليس مهمة الشعر تحرير الأوطان ، وإنما خلق ذائقة إنسانية جميلة ونقية ترفض القبح وتنحاز إلى الحياة والحب ، مقابل القتل اليومي الذي يتعرض له ، على مدى عقود حاول الجميع تخريب الإنسان الكردي من الداخل ، ودفعه باتجاه الصراخ وطلب المساعدة ، أو البحث عن استدرار الشفقة ، في قصائدي لا علاقة لي بهذه الأمور ، اكتب ببساطة متناهية عن الإنسان الكردي في يومه وحميمياته التي يعيشها تستمر الحياة ، هناك خلل ما ، قد تساعد القصيدة بتصحيحه . "

من أجواء الديوان :
لم تمض سنوات كثيرة
فقط عشرون سنة
النافذة هي نفسها..
الشارع هو نفسه
والدالية تلك لا تزال تتسلق ، لتصل إليك ..
لم تمض سنوات كثيرة
فقط عشرون سنة
لكنها الشمس غيّرت طلاء النافذة
وقشّره تتالي الفصول..
لم تمض سنوات كثيرة
كم هي قليلة .. فماذا تساوي : عشرون سنة ؟



http://www.mengos.net/articles/06-2/august/17ekko.htm






 
رد مع اقتباس
قديم 27-10-2006, 09:38 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


بشار العيسى (فنان تشكيلي سوري عالمي يكتب لوحاته بالالوان الريفية السورية الجزراوية ا

http://www.hajalnama.com/beshaarisa.htm






 
رد مع اقتباس
قديم 27-10-2006, 09:44 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


بشار العيسى (فنان تشكيلي سوري عالمي يكتب لوحاته بالفكر السياسي) وهذا سر بعلو الهمة؟

العربي التائه*
والتيه والعتاب


حين يخلي المثقف اليساري المترف

الموقع التأريخي للنشيد المدرسي


بشار العيسى


عندما انتخب السيد جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق المحتل، كنت أردّ على مكالمات الأصدقاء العرب مهنئين بأول كردي لرئاسة العراق بالانتخاب وليس بالتعيين، على علاته. كنت أقول: الأجدر بالتهنئة هم العرب لأنها المرة الوحيدة تستقيم المجتمعات العربية على حقيقة الاعتراف بالآخر الوطني. أي أنها تدخل التاريخ من باب الوطنية والمواطنة الحقة بعدما غابت كثيرا في عزلة القطيع والقطيعية، التي كسفت نهضتها وأجهضت مشروعيتها التاريخية.

لا نأتي بجديد اذا قلنا ان اخفاقات الشعوب ونجاحات الأمم تتوضع في طريقة أداء نخبها السياسية والثقافية لدورها على مسرح التاريخ. سواء في علاقة هذه النخب بعقائدها ونمط تفكيرها وصواب رؤيتها، أم في علاقتها وفكرها بعصرها ومجتمعاتها، ودرجة الواقعية التي توضعت هذه العلاقة. للأسف ان الكثير الكثير من الانحطاط الذي تعيشه المجتمعات العربية في انكفائها النهضوي كأمة أو اقطاعيات محلية مملوكة للدولة وليس العكس، تعود لسيادة انظمة الاستبداد عقودا، وحصة النخب الثقافية العربية في تشكل وتنامي نظم الاستبداد هذه هي الأكبر، لما تقزمت عليه عقائدها وهيجاناتها من شاعرية لفظية وانتهازية عملانية. روّجت للاستبداد برومانسية التغني يسارا بالثورات الانقلابية، في حين كانت العسكريتاريا اليسراوية تشد الخناق على الشعوب والحياة المدنية. ولنا في تجارب عديدة أمثلة وبراهين.

جوزيف سماحة مثقف وصحافي يساري لبناني لامع بامتياز، وقوموي عروبي بشكل مترف. سطر قلمه على قماشة الجاكيت وبطانته أكثر من مرة، وكان دائما أمينا لقيمه العقائدية وفيا لمرجعياته القومية سواء، أكانت هذه المرجعية: ياسين الحافظ أم محسن ابراهيم أم محسن دلول أم عرفات أم عزمي بشارة أم طلال سلمان وجريدة السفير.

واذا كانت اليسارية والعروبة ميزة سنوات سماحة الباريسية، فانه لم يوفر حركة أمل والشيعة أيام حرب المخيمات من تخوين قومي وطائفي في آن، كما أنه ساط لاذعا النظام السوري وحافظ الأسد شخصيا، في معركة كسر العظم بين عرفات والأسد، طيلة الثمانينات مثلما ساط لاذعا الشيوعية الرسمية قبلها ايام منظمة العمل الشيوعي. الا أن الرجل على دماثته وصدق نياته لم يوح يوما أن عقيدته القومية العربية ستتسامح مع الكرد، أصدقاءه الأعداء. ضحايا كانوا أم أحلام شاعرية، في اعتدائهم على الأرض العربية ومستقبل أمتها. حدث هذا في لقاء قمت بترتيبه مع الصديق فواز الطرالبلسي بين قيادات كردية عراقية ومثقفين عرب، منهم السيد سماحة في باريس. وكان الرجل صريح الانتماء الى أنفال صدام حسين منه الى الأسف على الضحايا الكرد. يومها كان سماحة يبدو منسجما مع قناعاته وهو حرّ بها، نحترمها وان كنا نستهجنها.

لكن جديد سماحة(*) يبرز جليا كما برز تاريخيا لدى الكثير من أهل اليسار الهجين، بالتمادي في المسائل القومية الى درجة تقزز النفس للمركّب النفاقي الذي يتلطّى وراء الشعارات المترفة في لعب دور العراب التي تليق بالكهنة أكثر مما تليق بالمثقفين ورجال الفكر ومهنة الصحافة المقدسة وممن كان بمؤهلات جوزيف سماحة.

من المعروف أن جماعات الهامش أو الأطراف العروبيين ممن لا يقترنون اسلاميتهم السنية بعروبتهم القومية، يؤدون في غالب الأحيان ادوارا ليست بالضرورة في صالح قوميتهم الهجينة، ولكنهم يقفزون ببهلوانية ما بين النفاق الأقلـّوي واستجداء مساواة يشكـّون هم شخصيا في احتمالها. الا أننا في حالة جوزيف سماحة نحتار في التمادي بدور وجه المقابحة في غير مكانه ولغير زمانه مثل المقال الذي اتحف به قراء السفير 09/08/2005 الصحيفة المتشيّعة بجدارة السيد رئيس التحرير، والقوموية بامتيازات متعددة التعويل ليبية تارة وسورية اخرى، والله أعلم مما يمتاز به لبنان من تداخل بين الوطنية والطوائفية حسب الذوق العام في تداخل الموازين والمقاييس والمعايير وليس أدلّ على ذلك من التحالفات والاستقطابات التي أفرزتها الانتخابات اللبنانية مؤخرا حينما أصبحت الحريرية رمزا لقيامة لبنان المستقل من الهيمنة السورية، بالتحالف مع نبيه بري، وحزب الله، والقوات اللبنانية حليفة اسرائيل في مرحلة ما. وفي المقابل كان الجنرال عون يحشد حشوده الاستقلالية الى جانب سليمان طوني فرنجية زلمة سوريا بفخر، وميشيل المر، وبمباركة من افتتاحيات جوزيف سماحة في حين كانت ستريدا جعجع مع جورج عدوان تحشد من خلف وحدة وطنية والحكيم جعجع معتقل على ذمة التعامل مع اسرائيل.

في مقاله الاتهامي هذا، يتمنى السيد جوزيف سماحة -من بعد ادعاء أسف مأسوف عليه، كون الكرد، الشعب الكردي/الأمة الكردية/ القومية الكردية /العشيرة الكردية. قد عانوا من الحرمان التاريخي بوطن- لو أن السيد جلال الطلباني أصبح رئيسا للعراق في سياق تطور طبيعي وديمقراطي للعراق وللفكر القومي العربي. دون أن يتكلف عناء استذكار أن العراق منذ نشوئه سنة 1921الى اليوم لم يحظ بملك ولا برئيس في سياق أكثر تطورا طبيعيا من السياق الذي أتى به السيد طلباني لرئاسة العراق.

من الملك فيصل الحجازي الذي حكم منتقلا بالبندقية الانكليزية من عاصمة لأخرى وخلفائه جميعا، الى الجمهوريات الانقلابية الدموية لعبد الكريم قاسم، وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف، وأحمد حسن البكر، الى المهيب صدام حسين التكريتي. هذا دون أن ندخل متاهة تطور الفكر القومي العربي ودرجة هذا التطور، الذي أقل ما يقال فيه وفي أصحابه من بعض المثقفين العرب أمثال السيد سماحة، أنهم ضيّعوا على العرب مما وهبهم لورنس الانكليزي: الكثير الكثير، لأن أوهامهم المثالية وهيجاناتهم غير الواقعية استطاعت انجاز شيء واحد وحيد ، وهو تعبيد الطريق لارساء نظم الاستبداد الانقلابية العسكرية القوموية اليسارية. و نذكره بأن ولا دولة عربية واحدة من تلك التي صاغها لورنس وخرائط سايكس - بيكو، جاءت برؤساء في ظروف طبيعية في سياق تطور طبيعي وديمقراطي بدءا بخالد الذكر على سوئه جمال عبد الناصر، الى استخلاف بشارالأسد. من موريتانيا الى سوريا يا حبيبتي بالاعتذار من محمد سلمان ونجاح سلام. وفي حين أن علم اسرائيل يرفرف في أكثر من عاصمة عربية سرا وجهارا، ومكاتبها التجارية تصيغ اكثر العقود جهنمية في مدن دول بلاد العرب. لا يفتئ المثقفون العرب وديماغوجييهم يرمون الآخرين بتهمة احتمال احتمالات التعاون مع اسرائيل.

نجهل الذي اثار السيد جوزيف سماحة، اليساري، واستفزه حتى يكيل في عصماءته القوموية للكرد من بعد ما كال لهم الدهر مكاييل؟ ليرى في رئاسة الطالباني على قلة أهميتها اعتداء صليبيا كرديا على العرب؟ ولا نعرف لماذا لم تستفزّ مشاعره القومية، رئاسة الشمري، غازي الياور، ولا رئاسة العميل الأمريكي، أياد علاوي، ولا رئيس الوزراء الحالي الشيعي التابع لايران، الجعفري. وجميعهم أتوا بالتعيين من المندوب الأمريكي في حين ان طالباني على الاقل، اتت به تسوية انتخابية مهضومة لمجمل القوى التي افرزتها الانتخابات الوحيدة في تاريخ العراق من أيام الحجاج بن يوسف الثقفي الى يومنا هذا. وفي أسوأ الأحوال كانت هذه الانتخابات أكثر صدقية للواقع العراقي من كل الاستفتاءات العربية وأكثر طبيعية من ذوات الـ 99 بالمئة.

يفلسف السيد سماحة غضبه هذا، لأن رئاسة الطالباني حسب رأيه نتاج: ثأر غربي من العرب وكأن الغرب وأمريكا خاصة بحاجة الى الطربوش الكردي للثأر من العرب وأي عرب يقصد؟ أأصدقاءه، أم حلفاءه، أم الحكومات العربية وشعوبها؟ التي تعاونت جميعها على تسهيل الاحتلال الامريكي للعراق كرها في صدام ونظامه وبعثه وانتقاما منه، وارضاء لأمريكا وكل من والاها وأولهم اسرائيل.

ويذهب السيد سماحة الى أن الكرد -معاتبا-، استحصلوا من العرب نصا -نعم نصا- أفضل مما أعطاهم غيرهم، كنص طبعا، يقصد اتفاق 11 آذار1970 بين مصطفى البرزاني وصدام والتي على اثرها اجتاحت دبابات الأخوة العربية/ الكردية الشمال الكردستاني تزرع الدمار بعدما تكفلت اتفاقية الجزائر واقعا، لا نصا، باهداء شاه أيران الحليف الامبريالي أرضا وبحرا من رموز ونخوة العرب - أكيد ان السيد الصحافي يجهل - نصوص - اتفاقيتي سيواس وارضروم بين مصطفى كمال والكرد .1919 وهو يتجاهل ما عدا النص الذي جلبته العروبة البعثية لكردستان العراق كما لعربه ، من الدمار وللكرد من المجازر المخزية بحق الانسانية والتي يندى لها الجبين. يريد السيد سماحة بطيبة استفزازية بليدة، مقايضة نص كتابي، أرواح البشر أطفالا ونساء وكيمياويات وأنفال هذا دون أن نذكر السياسات العنصرية للبعث السوري بحق الكرد حتى لا نحرج السيد سماحة ووسائطه الى العفو السوري عن هفوات سنوات جمر خدمة عرفات.

والأغرب حينما يضاعف السيد سماحة الدوز العروبي بالقول: أن في قلب كل اقليـّة، وكل وعي أقلـّوي، شيئا من الرغبة في محاكاة النموذج الصهيوني بصفته المثال الأعلى على نجاح حفنة قليلة العدد في امتهان(1) عشرات الملايين، ومصادرة حقوقهم واذلالهم والتنكيل بهم أو اعتراض طريقهم المشروع نحو التحرر والنهضة. حقيقة انا شخصيا لست خبيرا في هكذا محاججة للسيد، في النتيجة أعلاه واستطيع الجزم، أن لا كرديا واحدا مؤهل على مناكـفة أحد من أهل البيت من الاقلـّويات، من نوع السيد سماحة الذي احتاج الى خوارق عقائدية واجتراحات فكرية، ليقتنع بالخروج من أقليته الى رحاب سيادة الأكثرية.

أن حارتنا ضيقة بما فيه الكفاية واسرائيل حضرت الى بيروت سنة 1982 بجنودها ودباباتها وعملائها، وأقامت على مبعدة امتار من أمثال السيد سماحة وعقيدته التحزبية ومؤسسته -جريدة السفير- الوحيدة التي لم تتعرض للنهب الاسرائيلي، والوحيدة التي طردت فلسطينيا، من نوع فنان الكاريكاتير اللامع والنقي، ناجي العلي صاحب حنظلة، من العمل بحجة أنه لا يحمل موافقة الأمن العام الكتائبي/ الاسرائيلي، آنذاك. يومها غادر ناجي العلي مطار بيروت وفي وداعه فقط، سيدة لبنانية واحدة من غير أهل اليسار والعروبية مع باقة زهور معتذرة عن الجميع، وزميل واحد، وناجي الذي أمضى سنين يجتاز خط النار بين صيدا حيث سكنه وبيروت حيث مقر السفير يتحفها بروائعه، هو الوحيد الذي لم يستحصل تعويضاته المالية من السفير بحجة أنه ليس لغير اللبنانيين الحق بالتعويض، حرفيا بلسان رئيس تحرير السفير، السيد طلال سلمان في باريس قبل اغتيال ناجي العلي بشهور في لقائهما بالشانزيليزيه. ولم نسمع ولا من واحد من المتشدقين بفلسطين وبالحرية والعروبة وأولهم جوزيف سماحة، تعاطفا ولو خجولا مع ناجي العلي الذي مثـّل مع حنظلة رمز تراجيديا امتهان واذلال الآلاف من الفلسطينيين الذين اعتاش على أرزاقهم المئات من الأصدقاء الكذبة.

لقد أصبحت نكتة بايخة ومملة المزايدة بفلسطين والفلسطينيين والاعتياش عليهم وعلى شهدائهم وتاريخهم.

أن الرمي بتهمة محاكاة الصهيونية قد ينطبق على كثيرين في الدائرة المحيطة بالسيد سماحة، بيئيا وفكريا وحتى عقائديا -من اليسار السهل المزاود وقت الرخاء تحت مسمى الحركة الوطنية اللبنانية بأموال ومصادر التمويل الليبية والمنكفئ الى طوائفه وأزقته أيام الشدائد وحصار بيروت 82 وما تلاها بالهجرة من خلف مصادر التمويل تلك وغيرها-، في حين أن مثل هذه التهمة في استهداف الكرد في المقام العراقي، تستهدف العرب أكثر مما تستهدف الكرد على اختلاف عقائدهم وغنى مجتمعهم. فالمجتمع الكردي في العمق يقوم خارج الخيام المقامة في فوضى التاريخ، مجتمع تعددي على أرضه وفي تاريخه، ولا يخفى ذلك حتى على الجاهل فكيف على من كان بذكاء وألمعية السيد سماحة . فهو مجتمع سوراني/كرمانجي/ آشوري، نسطوري/ ايزدي، علي الهي/ صابئي/ شيعي/ سني/علوي/ نقشبندي /كيلاني/ خزنوي / مسيحي/ ويهودي، أرمني و درزي/ زرادشتي منذ الاف السنين. سيد أرضه وحدوده وعشائره وخلافاته وحتى تخلفه لكنه ليس بأقـلـّوي، خائف منغلق على عقد نقص وثارات وضغائن واحقاد، والذي يرميه بالاقلية جاهل بالكردستانية الكردية لأنها ببساطة فضاء شرق أوسطي غني بغنى ثقافة ما بين النهرين وطريق الحرير في تمازج حضاراته وتداخلها. وليس نتاج الهجرات والانزياحات والغزو المستوطنات الكولونيالية من التخشيبات العصرية. والكرد، سواء في علاقتهم بالعرب الضيوف في ارضهم والشركاء في دينهم أو بالترك الذين استوطنوا على حدودهم أو بالصليبيين الذين غزوا المسلمين في ديارهم الجديدة في زمن الحكام التركمان بالقوة التي لم يعدها الى توازنها العادل بمرور الزمن الا الدولة الأيوبية الكردية والتي رأت في الشرق الأوسط ككل البلاد، فسحة يتواصل فيه البشر، لا حظائر ومزارع تخصى فيه البغال و العقائد والأفكار.

يريد منا السيد سماحة، كمن يريد القبض على الريح بالغربال، القبض على الأرنب باعتباره دليل الذئب الى الغابة، وبلاد العرب والكرد في مهبّ الفوضى بالاحتلال والارهاب والنهب الاستبدادي السقوط الى متاهة المجادلة المترفة من حول الدستور العراقي الذي تريده القوى كلها: الشيعية المعتدلة والمتطرفة والعربية السنية الوطنية وتلك الارهابية والكردية سواء البرزانية او تلك الطالبانية. وما بينهم من المحرومين من التركمان والفيلية والآشوريين والصابئة والايزدية، أن يأتي من نوع السهل الممتنع لصياغة عراق جديد. جديد، قد يستقيم والقديم الذي كان. وقد ينسف ذلك القديم كله وشرط هذين الاحتمالين ليس نيات الناس الخبيثة أو الطيبة بل موازين القوى وشكل تفاعل الاستقطابات الاقليمية والدولية في مصائر القوى الجنينية الخارجة من فلتات الاحتلال المدمر، ومن الاثم الاستبدادي الاقلوي العربي السني التكريتي العشائري العائلي. تزيدها الهيحانات العقائدوية القوماتية لافكار وضغائن من تلك التي يتحفنا بها السيد سماحة مزيدا من التفتت والانكفاء على استيلادات هجينة وموءودة.

يحشد السيد سماحة ضد الكرد براهينه وعتابه الملوث بالحسرة لأنهم حسب رأيه: يريد الكرد اختيار اسم للجمهورية الجديدة ينص على الفدرالية ويريدون التحكم بموقع الشريعة في ألهام القوانين ويريدون النص على قوميتهم التكوينية ويريدون لغتهم لغة رسمية لا لغة وطنية فحسب ويرفضون اي نص على الانتماء العربي ويصرون على تعديل حدود الاقليم لتشمل كركوك وبعض الموصل -والموصل مكرمة اضافية من لدن السيد سماحة- ينتهي الى أن الكرد: ينطلقون من الاستعداد لتقديم خدمات الى الغزوة الكولونيالية.

يعلم السيد سماحة جيدا أن الكيانات العربية القائمة ان هي الا وكالات، محلية لغزوات كولونيالية وغير كولونيالية. ويكفيه أن يتفكر في شكل وتكون كل كيان على حدة ويقول لنا رأيه وله ان يستخدم خزائنه المعرفية اليسارية والقوموية ويتفضل علينا بالنتيجة مشكورا سلفا، لكنه لن يقع في التاريخ الكردي على أسامة بن منقذ واحد ولا على جماعة كردية واحدة تعيد تاريخ أمراء شيزر، في حين على مقربة من بصره يستطيع أن يرى ويرى جيدا من هذا واولئك.

وليعذرنا أن نلقي عليه ببعض الأسئلة هو وصحيفته الغراء السفير: هل يقبل السيد جوزيف سماحة أن يصبح اسم الجمهورية اللبنانية، في صيغة الجمهورية العربية اللبنانية؟ وهل يرفض أم يقبل بأن يكون الاسلام دين الدولة اللبنانية ومصادر التشريع فيها؟ وأي اسلام الشيعي أم السني؟ أم يرتئي غير ذلك ويقترح المارونية بديلا للاسلام أو العلمانية؟ وهل يستطيع السيد سماحة ويقبل باجراء احصاء سكاني للبنان يدخل معايير جديدة الى الحسابات الديموغرافية لطوائفه تنال من موازين الميثاق الكولونيالي لصياغة لبنان؟

وعليه أن يفسر لنا ولغيرنا -دون متاهة اللعب بالكلمات- لماذا كان يشد الطرف بخجل الى الحيف الذي يتأتى من القانون 2000 الانتخابي الذي جرت على أساسه الانتخابات اللبنانية مؤخرا؟ واي قانون انتخابي يفضل وهل يقبل بلبنان دائرة انتخابية واحدة ويدافع عن ذلك؟

ولماذا؟ ولنا ان نسأله هل يوافق على تجنيس الفلسطينيين المقيمين في لبنان؟.

سؤال أخير لماذا لم نلحظ من الصحافي اليساري والمفكر الحر، جوزيف سماحة، لكرد لبنان حقوقا ولو بنسبة واحد الى الالف مما للأرمن والاثنين مهاجرين من الطغيان العثماني، أم يسري عليهم ما سرى على ناجي العلي؟

الى أن يتحفنا السيد سماحة بردوده نقول هل يتعلم الأخوة مثقفو العرب من جيرانهم وخصومهم وأعدائهم شيئا يستثمرونه لأجيالهم القادمة تتجاوز أنانياتهم القطيعية وعصبياتهم القبلية، استفادة ترتقي بالفكر والوعي والمصلحة الوطنية الى المستوى الذي تصارح به رئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان، في المراجعة النقدية الوطنية امام الكرد في ديار بكر وبحضور أركان دولته وهو في موقع القوة التي ولا كيان عربيا واحد عليها حينما قال:

أن المشكلة الكردية ليست حصرا على الكرد بل هي مشكلة تركيا بالكامل متعهدا بحل جميع المشاكل على أسس ديمقراطية وقانونية. و بأن تركيا ارتكبت أخطاء في الماضي وعاشت أياما صعبة مثلها مثل أي دولة أخرى في العالم وبأنها تدرك جيدا أن إنكار هذه الأخطاء لا يليق بها بقوله :"الشعب والدولة العظمى هما اللذان يواجهان أخطاءهم ويحاسبان أنفسهم من أجل المضي بثقة قدما.. ونحن وسط إدراكنا ووعينا لهذه الحقيقة فإنا أقف هنا أمامكم كرئيس وزراء مؤمن بالوعي التاريخي لهذه الدولة"

نعم كان أردوغان بهذا الموقف يرتفع الى مستوى المسؤولية التاريخية التي وقفتها القيادات الكردستانية في العراق عندما رفضت الاستقواء بالحصار على العراق، باهانة العراقيين جميعا ونهبهم، وبالاحتلال استقواء بالأمريكان مثلما فعل بعض العرب بل لقد تكرم القادة الكرد -وأنا شخصيا أخطئهم- عندما تنازلوا عن حق الدولة المستقلة لمصلحة عراق فدرالي ديمقراطي. وعندما جعلوا من كردستانهم مأوى لضحايا صدام.

(*) رداً على جوزف سماحة: في أن تهشيم المجتمع أقصر السبل لتسليمه للغزاة - 14 شباط 2005 - يثابر الصديق جوزف سماحة منذ فترة، من موقعه الجديد كمرجعية صحافية وفكرية لقوى الأجهزة والموالاة، وكعالم نفس يشرّح وعي (ولا وعي) السياسيين "البريستوليين"، على تلقين قوى اليسار المعارضة دروساً في العلوم السياسية، مبنية بعضها على اكتشافات ثاقبة وقع عليها مؤخراً، ومفادها أن ثمة عدواناً إسرائيلياً وأميركياً على المنطقة؛ ومبنية بعضها الآخر على اعتناق لثقافة التخوين وما تقتضيه من توجيه "لأمر اليوم" الحامل تهم الغباء والنفاق والعمالة للخصوم، أو قل لخصوم من يدافع عنهم!

وإذا كانت مناقشة هكذا اتهامات لا تستقيم عادة لتهافت منطقها وتقادمه تقادم الانظمة السياسية العربية القامعة شعوبها والمهزومة على الدوام أو المستسلمة أمام "أعدائها الخارجيين"، فإن الرد عليها يصبح ضرورياً حين يكون مطلقها هو نفسه الصحافي السابق في "اليوم السابع" الذي كتب منذ عقدين، خلال "إقامته" الباريسية، عيون المقالات في نقد "مآثر" النظام السوري وإبداعات أهله بحق سوريا ولبنان وفلسطين.

إنه العجب! أن يكتشف سماحة بديهية أن ثمة عدواناً على المنطقة. النفاق اليساري بحسب سماحة، هو في شتم العدوانية الاميركية والاسرائيلية في سياق الخطاب المعارض، وهو شتم يراه لرفع العتب، أو لتغطية التورط في تحالف مع قوى مراهنة على العدو...

طبعاً يمكن أن نجيب سماحة أن هناك في اليسار الديموقراطي من أمضى عمراً على جبهات المواجهة العسكرية مع إسرائيل، وأن هناك من يعمل ضمن شبكات عالمية للتضامن مع فلسطين هي حتماً أكثر فاعلية في تعبئة الرأي العام الدولي لدعم قضاياها من "أنظمة العروبة" التي يرافع دفاعاً عنها، أو من التيارات السياسية القومية والدينية التي يعجب بها.

لكن الطريف في التهمة عينها، أن مطلقها ليس لعلمنا (ولا أكثر أصدقائه وحلفائه) من المرابطين على أسوار القدس، ولا المتأهبين أبداً على جبهة الجولان، ولا حتى من مجاهدي الفلوجة الأبرار.

زياد ماجد نائب رئيس حركة اليسار الديموقراطي.

(1) رأينا جميعا كيف أن حفنة من المستقوين بالاحتلال السوري وبغازي كنعان ورستم غزالة أهانوا على مدى سنين ، وأذلوا الشرفاء والوطنيين اللبنانيين والسيادة اللبنانية دون أن نرى ولو عتابا رقيقا مما تجود به القرائح لا من السيد سماحة ولا لصحيفته الغراء السفير. وللعلم أن السفير هذه تتعاون وعبر البوابة السورية، منذ سنوات مع الكردي الوحيد الشيوعي العراقي المتعاون مع الاحتلال الأمريكي والسلطة السورية معا، فخري كريم مؤسس دار المدى، في اصدار مشترك، كتاب الشهر.
سلسلة مطبوعات دار سردم للطباعة والنشر
http://www.sardam.info/Sardam%20Al%20Arabi/10/02.htm






 
رد مع اقتباس
قديم 27-10-2006, 10:52 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


افتراضي بشار العيسى ( تشكيلي سوري عالمي لاتعرفه بلده وهو يقد ر بشهرة عالمية ويمنع عرضها )

عندما ينتعش الفكر الشوفيني ذو الطابع العنصري في ذهنية أفراد معينين نتيجة تربية خاصة تم تلقينها لهم منذ الصغر , فإن هذا الفكر يأخذ بتأثيره على مجمل سلوكية و ممارسات ذلك الشخص طيلة حياته , معتبراً في قرارة نفسه بأن ما يمارسه هو الحقيقة ذاتها . و على هذا الأساس فهو مستعد نفسيا و سلوكيا على القيام بأي عمل و ممارسة , و مهما كانت مسيئة للآخرين في سبيل الدفاع عن تلك القناعات , و لقد ابتليت شعوب كثيرة على مر التاريخ بتلك الأفكار الهدامة التي لا ترى الحقيقة إلا فيها , و دفعت بشعوبها من أجل ذلك إلى الوقع في مستنقع العنصرية , مما سبب لهم الكثير من الويلات و للآخرين أيضا , و كانت النتيجة الحتمية لمثل هذه الأفكار الفشل , لكن بعد فوات الأوان و ضياع جيل كامل و وطن منهك اقتصاديا , مقابل أوهام خيالية لا يجنون من ورائها سوى الركض وراء السراب .

إن ما دفعنا إلى هذا القول هو وقوع العديد من الكتاب و الصحفيين العرب تحت تأثير مثل هذه الأفكار العنصرية , و ذلك من خلال نظرتهم و تعاطيهم مع القضية الكردية و الشعب الكردي بشكل عام , حيث لا يزال البعض يجترون أفكار عنصرية تجاوزها الزمن منذ فترة طويلة . خاصة و نحن الآن نعيش زمناً طال التغيير فيه كل شيء و أضحى طمس الحقائق أو الالتفاف عليها من الأمور التي تقابل بالاستياء و الاستهجان , و مع ذلك بقي هؤلاء أسرى تلك الأفكار التي تربوا عليها من خلال إنكار هم لحقيقة و جود الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية أباً عن جد , و قسم وطنه كردستان بين أربع دول في المنطقة نتيجة اتفاقية سايكس بيكو و ملحقاتها السيئة الصيت , و من بين هذه الدول سوريا , و التعامل معهم على أنهم عرب لا أكثر , و يجب أن يكونوا عرباً , أو أن يصبحوا عرباً رغماً عنهم على الرغم من فشل هذه السياسة الصهرية منذ زمن بقي البعض يمارسها و بأشكال مختلفة . و حتى لا يكون حديثنا تجنيا على أحد فإننا نورد مثالين حقيقيين تم التعبير عنهما في الصحافة الرسمية للدولة ( جريدة تشرين ) هذا الشهر .

المثال الأول : ورد في العدد /7768/تاريخ 2/8/2000 مقال للكاتب د. محمود شاهين عن الفنان بشار العيسى . و لدى تعريفه بالقراء قال ( إنه فنان عربي سوري من الحسكة , و إن لوحاته تعبر عن واقع بيئته ) . و لسنا هنا بصدد تقييم لوحاته و فنه , لأن مثل هذا التقييم يدخل في صلب المجال التخصصي , لكن ما نود توضيحه للقراء هو أن الفنان بشار العيسى فنان كردي من سوريا ولد في قرية كردية وادعة تقع جنوب بلدة الدرباسية الكردية و تبعد عنها مسافة /5/ كيلو مترات لأبوين كرديين لا يعرفان التحدث بالعربية . و يوجد في قريته أكثر من /150/ بيتا لا يوجد بينهم عائلة عربية واحدة , و الكثير منهم لا يجيدون التحدث بالعربية , كما أن لوحاته تعبر بدقة عن بيئته الكردية , و لوحة و الدته بزيها الكردي التقليدي تعتبر قمة إبداعه الفني , كما أن الفنان لم يغادر سوريا طوعاً كما يفهم , بل اضطر إلى تركها قسرا و هربا من الملاحقات الأمنية , و لم يسمح له بالعودة و تقديم معرضه في صالات سوريا إلا بعد أن أصبح فنانا يحظى بالاحترام الكبير على المستوى العالمي . و لو لم يبدع بشار العيسى , و لو لم يصل إلى ما هو عليه الآن لبقي في نظر البعض كرديا « تافهاً » يستحق كل المذمات الموجودة في القاموس العربي : أسوة بالكثيرين من أبناء جلدته , لكنه عندما أبدع تحول إلى مواطن عربي « محترم » يستحق كل التقدير و الثناء شرط أن يكون عربي التعبير و التعريف.

و هنا نجد من الصعوبة البالغة على الكاتب و أمثاله , و نتيجة للتربية الأنفة الذكر قول هذه الحقيقة المرة بالنسبة لهم بحق هذا الفنان الكبير .

و مثل هذه المواقف تجعل صوت الشاعر الفلسطيني معين بسيسو يرن في آذاننا منبها و مذكرا :

ألعن من علمني أول درس في التاريخ

كرديا كان صلاح الدين

انتصر فأصبح عربياً

ماذا لو انهزم ؟

لكان جاسوساً كردياً ! !
http://209.85.135.104/search?q=cache...&ct=clnk&cd=54






 
رد مع اقتباس
قديم 15-07-2009, 01:54 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مؤيد منيف
أقلامي
 
الصورة الرمزية مؤيد منيف
 

 

 
إحصائية العضو







مؤيد منيف غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى مؤيد منيف إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مؤيد منيف

افتراضي رد: بشار العيسى (فنان تشكيلي سوري عالمي يكتب لوحاته بالشعر واطياب شقائق النعمان ؟)


صورة للفنان التشكيلي السوري المعروف بشار العيسى
واحدى لوحاته







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط