الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-2006, 12:24 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد النوباني
أقلامي
 
الصورة الرمزية احمد النوباني
 

 

 
إحصائية العضو







احمد النوباني غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى احمد النوباني إرسال رسالة عبر Yahoo إلى احمد النوباني

افتراضي سارة ونافذة الآخر

اصدقائي .............. تحية مساء

هي رواية انهيتها قبل شهر
وهي في الطباعة الان

احب ان انشر منها هنا ................... ارجو ان تعجبكم .


كنت في الليل, ودخان التبغ يحوم كهالات رمادية فوق سهري. تابعتها بعيني وهي تهاجر كسحب صغيرة باهتة, خارج تلك النافذة المطلة على فضاء داكن وبلا ملامح.
أوراقي أمامي على الطاولة كانت بيضاء وبلا حروف, والقلم يغفو فوقها ويتابع الصمت معي بكل اهتمام. حتى كأننا كنا نغفل عن دقات الساعة ببعض الصمت, وبصوت يأتي من بعيد لحفيف أشجار يداعبها النسيم. وبدون أن أدري تباعدت الجدران من حولي, وتلاشت ملامح الأشياء. فشعرت ببعض البرد كرعشة الليل على الطرقات الترابية بين الأشجار, أفقت من غفلتي على رطوبة عشب ندي وكذلك كان كل ما حولي,أين أنا؟, وكيف هنا وما هذا الدرب معتماً وصامتاً؟, تصطف أشجاره على جانبيه كالمراسم المسائية. كنت أغفو على ذاك المفترق الترابي ولأي درب يرسم توجهي؟. أين كنت ومجلسي ذاك والسحب الصغيرة الباهتة ونافذتي؟.
لم اصدق ملكتني الدهشة, وسرت مع ذاك الدرب المؤدي إلى أنوار بعيدة خافته, لعلي أتبين أين أنا وكيف أتيت إلى هنا, أكان حلماً؟ أم أنني الآن أحلم. بدأت أسير وتقترب الأضواء مني, وتخرج من ذاك الصمت حولي كلمات بعيدة وضحكات خافتة, وكأنها تأتي من رجع ذكرى. بدأت أتذكر الآن, فأنا على أعتاب تلك القرية الجبلية حيث يعيش ذلك المدرس, وحيث ستبدأ القصة بسرد وقائعها المرسومة على جدران الذاكرة الأزلية.
صرت عند تلك الساحة الدائرية ورأيت نافذة مضاءة, فقد كان يجلس هناك مطرقاً برأسه بين كتب وأوراق, يلتفت نحو النافذة ويراقب بعض الحركات العفوية لذاك الليل الهادئ. لم يكن هناك أحد سوى أولئك الجالسين بذلك المقهى. ضحكات وبعض الهمسات التي لا تعني سوى التسامر في ذاك الركن الوحيد من تلك القرية, حيث يكون ملتقى الأصدقاء للخروج من حاجز الصمت والسكون القابع خلف جدران البيوت المتلاصقة على جوانب الدروب.
اقتربت من المكان أكثر. وكنت بين الحين والآخر أختبئ خلف الأشجار خوفاً من أن يراني أحد. لم أكن أريد أن أدخل أكثر وأتلاعب في سير القصة وأحداثها, وفجأة لاحظ وجودي أحد الكلاب على باب بيت وابتدأ بالنباح, فسارعت بالتراجع. وفجأة تعثرت قدمي بأحجار على الدرب, فسقطت على الأرض. وعاودتني تلك الغفلة, لولا ذلك النباح الذي أخذ يزداد. أفقت من جديد, فوجدت جسدي على الأريكة أنظر حولي, لا زلت ومكاني وتلك الساعة ونافذتي. سيجارتي على أرض الغرفة, والأوراق أمامي مبعثرة. فهي لم تعد بيضاء و بلا حروف. نظرت ملياً فوجدت كل ما كنت به حلم من كلمات. قرأت القرية والدرب, وتلك الأشجار والمقهى. ثم درت برأسي أنظر حولي, فلم أجد أية إجابة. أقفلت النافذة وتركت الضوء, لعلي أتبين أمري ومن أين أبدأ سطوري عن ذلك المكان.
كان الصباح يولد من ربيع مزهر وعبق. كم هي ساحرة تلك القرية حين تستفيق ذابلة العيون يملؤها الضوء ويتسلل إليها الانتعاش, وتنسحب تلك الظلال كسلا. بدأ البريق يتلألأ على الأغصان الندية مع تفتح الزهور وأصوات طيور يطربها الشروق, بدأ الناس على الطرقات يسرعون نحو أشغالهم وكأنهم يخرجون من زمن لآخر يحيط بأماكن ودروب تحلق فيها ابتسامات وتحيات صباح.
كان عزيز يرتب المقاعد والطاولات الصغيرة أمام المقهى, يغني كعادته ويقطع غناءه بغناء آخر حين يلقي التحية أو يردها على المارين من أمامه. فتحت تلك النافذة الصغيرة, ونظر أحمد إلى الساحة, يلتفت هنا وهناك مشيراً بيده لعزيز ويقول:
صباح الخير, كيف حالك يا عزيز؟, أراك في غاية النشاط والسرور.
صباح النور أستاذ أحمد, هل تريد أن أحضر لك شيئاً من السوق؟
لا شكراً, اليوم سأعفيك من هذه المهمة فلقد تأخرت عن المدرسة قليلاًً.
عاد يلتفت من جديد نحو المارة. ثم نظر إلى السماء الصافية, أحس بالارتياح وغادر النافذة, حين سمع صوت والدته من الداخل وهي تقول:
هيا يا أحمد أعددت لك الفطور, لم يبق هناك وقت.
صباح الخير يا أجمل أم في الدنيا, ها أنا قادم.
خرج إلى الحديقة الخلفية للمنزل, وجلس مع والدته ثم تناول فنجان القهوة وأشعل سيجاره.
لماذا ابتدأت بالسيجارة؟, ألن تتناول شيئاً قبل ذهابك؟ .
مستعجل يا أمي, لا أستطيع الآن أكملي أنت إفطارك.
أنت لن تتغير تأخذني بابتسامتك, كم أتمنى أن أزوجك عندها لن تقول لها لا أستطيع, متى يأتي ذلك اليوم وأراك وزوجتك, وأحفادي الصغار يملأون البيت؟
لا تقلقي يا أمي, سيأتي ذاك اليوم فلست في عجلة من الأمر, أمامي وقت طويل.
كيف يا بني؟ أصبحت الآن فوق الثلاثين, ولم أرك تفكر بذلك أبداً, كنت أتمنى أن يهدأ بالي وأطمئن عليك قبل أن أموت.
بعد عمر طويل يا أمي.
اقترب وقبل يدها وابتسم وهو يغادر. والتفت إلى تلك الياسمينة بجانب الباب ولامس أزهارها البيضاء, كانت تتبعه بنظراتها وهي لا تصدق نفسها, فهو وحيدها وليس لها غيره.
كانت الطريق التي تؤدي إلى المدرسة ككل الطرق المؤدية إلى الطفولة, تختلف في بعض الملامح, ولكنها الدرب التي تؤدي إلى الملعب والدراسة والأصدقاء, حتى المدرسون يملكون الشعور نفسه مع اختلاف في الوعي, فالمعلم قد أعاد المشهد آلاف المرات وأصبح الأمر روتينا, وإعادة لمشاهدات يومية ووجوه صغيرة ومقاعد خشبية أرهقها المكان والزمان.
غادر أحمد البيت يعبر تلك الساحة الدائرية, ويبتسم لمن يصادفهم في الطريق يحاول أن يستحضر في ذاكرته واجبات اليوم, ويعد النفس لروتين يأخذ جزءاً من النهار الذي يمضيه بين تلك الوجوه الصغيرة حتى ينتهي الدوام ليفارق ذاك الجزء المعتاد من النهار و كأنه يخبئه بين تلك الشجيرات الصغيرة على جانب المنعطف الذي يؤدي إلى خارج القرية حيث حقول القمح الخضراء وذلك المبنى القديم المطل من بعيد فوق التلال الهادئة بأسواره العالية وبابه الحديدي الضخم والذي يحمل ملامح المدرسة.
في الداخل كان كل شيء متهرئاً وهرماً, حتى ذلك المدير الجالس على مكتبه المغطى بأوراق وكتب وأقلام من كل نوع, بعض المعلمين يتحدثون في أمور يومية, وآخر هناك يراجع الأوراق لامتحان شهري.
دخل أحمد وألقى التحية وتراجع إلى الغرفة الأخرى, جلس ينتظر صديقه حمدي لكي يتناول معه فنجان القهوة المعتاد, قبل أن يقرع ذاك الجرس المعلق على الحائط الخارجي, وكأنه معلق هناك من قبل أن تبنى تلك الجدران والأبواب.
وصل حمدي وقال:
صباح الخير يا صديقي أين القهوة ؟ ليرحمنا الله من هذا العمل ومن هذه البلدة, لولاك يا عزيزي لغادرت منذ زمن طويل, فأحلامي تبدأ هنا ولكنها ستسافر معي إلى العاصمة حيث الفرص الجيدة, مدارس أفضل ودروس خصوصية, أتعلم ما تعنيه الدروس الخصوصية ؟ تعني دخلاً أفضل وانطلاقة نحو مستقبل يرحمنا من وجع الفقر والحاجة, فنحن هنا نسير بأحلام تضيع في آخر النهار تحت خطى الغد, ولا ندري؟.
ضحك أحمد وقال:
كنت أعلم بأنك ستقول هذا, كم أصاب بالملل من شكواك المتكررة, فلماذا لا تصبر يا صديقي؟ ما كتب لك سيأتي, ولكن خبئ أحلامك وكن واقعياً, نحن هنا, وهذا هو المكتوب. ألا تستطيع أن ترى أشياء أخرى أجمل من قصيدة الصباح البائسة التي تحملها معك طوال الطريق إلى هنا؟. اشرب قهوتك ولنسارع إلى قاعة الدرس, ألم تسمع الجرس؟
أجل اسمعها تلك الأجراس فهي تثير أعصابي, و كأنها تهزأ بي في نهاية الأمر, ومن كل ما أقوله وأحلم به.
لم يكن أحمد بلا طموح, بل كان يتعامل مع الأمور ببعض البرود, فهو دائم المتابعة لما حوله بصمت, وكأنه زائر يمارس الحياة بما تتطلبه أمورها البسيطة, يحمل آمالاً اكبر ولكن ما يشغله الآن هو حبه للتعليم و لوالدته التي أمضت حياتها وهي تعمل بكل جد في تلك الأرض التي تركها لهم والده. كانت امرأة نشيطة علمتها الحياة أن الكفاح مهمتها لتقدر على تكاليف معيشتها وولدها الوحيـــــد, راقبته وهو يكبر علمته كل القيم التي تحملها, ونشأته بأخلاق حسنة وأغرقته بكل حنانها وحبها, ربما هذا ما جعله يحمل القناعة والتمهل, صارعت الحياة كثيرا لتؤمن دراسته الجامعية في العاصمة وها هو الآن بجانبها عوضها الله به عن كل ذاك التعب.
يأتي من المدرسة ثم يذهب إلى الأرض, لكي يساعدها في أعمال الزراعة هناك, ويعود إلى البيت عند الغروب ليجلس في غرفته كي يستريح من عناء اليوم, كان يحب القراءة كثيرا ويحب الذهاب في الليل إلى ذلك المقهى ليتحدث مع أصدقائه, يعود بعد ذلك إلى غرفته التي هي جزء من أعماقه, يحضر واجبات اليوم التالي. وكثيرا ما كان يجلس ليكتب خواطره وأشعاره, فهو ينقل ما يحمله في داخله من مشاهدات و أفكار على أوراق أصبحت كثيرة ومبعثرة هنا وهناك.
كان في كل يوم يخرج من ضوء الشمس, ومن الوجوه العابرة على الطرقات, ومن الأحاديث والتناقضات ومن جماليات المكان وأنغام الموسيقا التي تتنوع حسب الأماكن والأشخاص والزمان. يخرج من كل ذلك ليدخل في آخر الليل إلى عالمه الخاص, وتدور بفكره كل ملامح التواجد ومؤثراتها, يبدأ من جديد بمداعبة الكلمات بأحرفها , وينثر على الأوراق تراتيل وأفكاراً تخرج من وعي آخر, يتملكه بعد رحيل الصوت , صمت وتراكيب ظلمة, ونسيم هادئ وعبق ليل, و يصير الكون ملكا له وحده يرتقي فيه حتى يمتزج الحلم بالمشاهدة في آن واحد.
هكذا تسير الأيام كعربات قطار لا ينتهي, عربات متشابهة تسير إلى ما لانهاية, ليس في تلك القرية فقط بل في كل القرى والمدن وفي كل تقاسيم العمر, يتخللها بعض المحطات التي تجعلنا نخرج من العربات ولو قليلاً لندخل في عوالم أخرى, لا تأسرها السكك الطويلة الممتدة على طول سنين العمر.
كان عزيز مليئاً بالحركة لا يستريح, يتنقل من مكان لآخر ويضحك لهذا وذاك, ويلقي بالنكات التي تجعله يضحك قبل أن يقولها. كان باعثاً للحيوية في تلك الجلسات المملة, بعضهم على طاولة النرد والبعض الآخر يلعب الورق ونظرات ريبة مع بساطتها تضفي بعض الغموض على تلك الجلسة, وآخر يستلقي على مقعده يعانق الدرب لا يلتفت إلا لذلك الرصيف ولا يرى سوى أحذية تمر سوداء وبنية وبيضاء, وأحيانا أقدام القطط حين تقف لتبحث عن شيء بين القمامة ثم تولي مسرعة نحو لاشيء. في الزاوية المطلة على ساحة القرية يجلس أحمد وصديقه حمدي يتحدثان عن مباراة الغد في المدرسة وبعض الأمور الأخرى المتعلقة بالتحضير لتلك المناسبة. في تلك اللحظة يبتسم حمدي لشخص يعبر الطريق باتجاه المقهى ويقول:
أهلاً أستاذ فارس تفضل هنا, أريد أن أعرفك على صديقي أحمد.
التفت أحمد فعرف أنه المدرس الجديد القادم من مدينة أخرى, والذي انتقل إلى المدرسة حديثا. وقف وألقى التحية. ابتسم فارس وأخذ كرسياً من طاولة أخرى ليجلس معهم, ثم نادى حمدي عزيزاً فجاء مسرعاً وقال:
أهلا بالمدرسة ومعلميها ماذا أقدم لكم ؟
فقال أحمد:
اسأل ضيفنا ماذا يشرب.
أجاب فارس:
فنجان قهوة وسط إذا سمحت.
استمر الجميع يتحدثون, ولم تكن الأحاديث تأخذ أية خصوصية أو تركيزاً على موضوع معين, مجرد أحاديث لا تتطرق لشيء يبتعد عن مشاهدات يومية, وأحوال عادية. فكما قلت كان هذا المكان ركناً يمزق حاجز الصمت الذي يسكن الدروب المؤدية إلى المساكن المتلاصقة في القرية.
سكن الليل وسكتت معه الأحاديث وعاد الكل إلى بيوتهم يسلكون الدروب نفسها المؤدية إلى سواقي التواجد اليومي
يدخل أحمد إلى البيت, كانت والدته تعد العشاء قال:
مساء الخير يا أمي.
أهلاً يا بني, كيف صديقك حمدي ألا يزال وذلك الجنون و الشكوى ؟
حمدي بخير وكما هو لا يتغير أبداً, كما كل الأمور الأخرى في هذا المكان. آه نسيت أن أقول لك لقد دعوت حمدي وزميلاً جديداً في المدرسة للغداء عندنا يوم غد, هو شخص لطيف وأحببت أن أقدم له واجب الضيافة.
كما تريد يا بني ولكن عليك أن تصحو مبكراً في الغد لتحضر لي بعض الأغراض اللازمة.
حاضر يا أمي, أعلم أني أتعبك أحياناً ولكن...
لا يا بني فهذا واجب, هيا الآن تعال إلى العشاء.
حسن يا أمي, ولكن سأغير ثيابي وأعود حالاً.
بعد العشاء عاد أحمد إلى غرفته وأخذ يرتب أشياءه المبعثرة, ثم استلقى على السرير ينظر إلى السقف فهو يبحث عن معنى التواصل مع تلك الأمور اليومية. يفكر بحمدي وفارس وعزيز, ثم يغمض عينيه. يريد أن يقول أشياء كثيرة ولكن لمن سيقول. أشعل سيجارة وذهب إلى المكتب قرب النافذة, تناول القلم وبدأ ينساب على الورق بكل ما عنده في تلك الليلة, فهو دائم التساؤل عن معنى الحياة واختلاف أشكال البقاء فكتب:
طائرة ورقية
تحلق في فضاء واسع
تحسدها الطيور على ألوانها
وعلى وجهها الكبير
تحلق
ترقص للريح
تتمايل زهواً
ولكنها مربوطة بخيط رفيع
ويد طفل صغير
لا تقدر أن تحلق أكثر
ولا في الأفق تطير
كانت طائرة ورقية
إن بللها المطر تذوب
ولا يبقى منها سوى الخيط
ويد الطفل الصغير
فما الأقدار وما المصير.
ألقى القلم على الأوراق ثم اقترب من النافذة ليستنشق بعض الهواء النقي, بعد ذلك تراجع دون أن يطفئ النور واستلقى على السرير, وترك عيونه تدور وهي تبحث عن قرار أو مصير. كان السقف أبيض وبلا ملامح, أيجد في الحلم شيئاً؟, لم يكن يدري ولم يملك سوى أن يغمض عينيه.
في اليوم التالي عاد الجميع من المدرسة إلى بيت أحمد, وأمضوا فترة بعد الظهر هناك, تعرف خلالها فارس على والدة أحمد وابتدأت في ذلك اليوم صداقة من نوع آخر, بين أحمد وفارس فقد كانت هناك أمور كثيرة تجمع بينهم في طرق التفكير وتلك النظرة المتقاربة للأمور.
كان أحمد يحمل أفكاراً تلقى تقبلاً من فارس وتجيب على كثير من تساؤلاته, كان فارس محباً للمعرفة وقد قال بأن نقله إلى هنا أثار فيه الفضول, خصوصا أنها أماكن جديدة وأناس آخرون ومشاهدات تحمل طابعاً يختلف عما يجده في مدينته الساحلية. كلا الطرفين له اهتمام مغاير لما تتطلبه الحياة اليومية العادية من بساطة واقتناع. غادر الجميع المنزل قبل غروب الشمس, وابتدأ السير وأخذتهم الطريق والأحاديث إلى خارج القرية حيث الطبيعة الخلابة والحقول المترامية على امتداد البصر. وتراءت لهم خلف التلال المحيطة بالقرية تلك الغابة الكثيفة, كانت داكنة وغامضة خصوصاً بعد غياب الشمس خلف التلال.
سأل فارس:
هل من الممكن أن نذهب إلى تلك الغابة ؟ كم أحب أن أرى ما بداخلها هل هناك غزلان وحيوانات بريه؟
ضحك أحمد وقال:
ليست كما تتصور يا صديقي, يوجد بها حيوانات برية ولكنها أرانب وثعالب صغيرة وأنواع عديدة من الطيور. جميل أن نمضي هناك يوماً من أيام العطلة الأسبوعية سنذهب برحلة طوال اليوم وسترى العديد من الصيادين والحطابين الذين يقصدونها بعضهم للهواية وبعضهم لطلب الرزق. سأعرفك هناك على ذلك الرجل العجوز فهو يسكن في ذلك الكوخ الصغير, أترى هناك الضوء بين الأشجار على المرتفع, هناك يسكن فهو يتكفل بحماية تلك الغابة ممن يقطعون أشجارها الخضراء وممن يغالون بالصيد, ليس موظفا تابعاً لجهة ما لها علاقة بالبيئة, ولكنه اختار هذا العمل لكي يحافظ على الطبيعة وليجد مكاناً يسكن فيه ولا أجمل من تلك البقعة التي يقطن فيها.
تابع أحمد يقول:
هيا بنا بدأ الظلام يحل على المكان, وأمامنا درب طويل للعودة إلى القرية.
عاد الجميع ولم يعـد هناك حديث. يسيرون بصمت ولم يبق سوى أصوات صغيرة تأتي من هنا وهناك, بدأ السكون يرخي بظلاله على الأشياء وكأن الطبيعة تغفو بنوم هادئ وجميل.
في اليوم التالي كان أحمد في طريقه إلى السوق لشراء بعض الأغراض اللازمة للأرض, فقد أوصته والدته على بعض البذور وبعض العدد الضرورية كان يفعل كل الأمور المطلوبة وبكل الرضا, ليس بآلية التعامل مع الأمور ولكن لإحساسه الدائم بأن هناك ما يجب أن يكتمل حتى تأتي أمور أخرى تكون أكثر إثارة. كان يجد في مسير الحــياة اليومية إحساساً وكأنه المخدر, فلسنا بحاجة إلى الوعي الكامل حتى نستلقي على أريكة أو نتناول فنجان قهوة, فكل الأمور الاعتيادية أصبحت أموراً عفوية ومتكررة لا تحتاج إلى أي انفعال زائد أو أية يقظة حسية. كان دائم الانتظار لمنعطف حاد يصادفه في مسيره على درب الأيام, ولكن وحتى الآن يتراءى له الدرب وكأنه يمتد على مد الأفق نحو أبعاد غير مرئية, وخوفه الدائم من أن يتعدى الأمر تلك الأبعاد نحو قادم مجهول. بينما هو في تلك الهالة من الأفكار, أحس بيد تلامس كتفه نظر إلى الخلف وابتسم, فلقد كان فارس.
اعذرني بالفعل لم أنتبه, ما هذه الصدفة, وإلي أين أنت ذاهب؟
ليس لمكان محدد لقد مللت الجلوس في البيت فأخذت أسير في الطرقات قليلا, كنت أقصد المقهى علّي أجدك هناك.
جيد أني التقيتك, هيا تعال معي أريد شراء بعض الحاجات ثم نعود سوية إلى البيت لترى غرفتي وتجلس عند النافذة وكأنك في المقهى.
عند المساء وصل الاثنان إلى البيت, لم تكن والدة أحمد هناك كانت تقوم بزيارة لبعض الأقارب منذ يومين في قرية أخرى, فهي تريد أن تبحث لأحمد عن عروس مناسبة علها توفق هذه المرة في جعله يفكر بالزواج. فتح باب الغرفة واقترب من النافذة, ثم وضع كرسياً آخر هناك وطلب من فارس الجلوس ريثما يحضر القهوة.
بدأ فارس يجول بنظره في أرجاء المكان, فهناك يرى سريراً من الخشب مرتباً وجميلاً وخزانة لا تحمل فوقها أية حقيبة سفر. شاهد تلك اللوحة المعلقة على الجدار المقابل, فقد كانت لبحر هادئ معتـــم, ومركب تمتد سار يته نحو السماء وبلا شراع وكأنه مهجور في المكان منذ آلاف السنين, جبال بعيدة سوداء فارقها ضياء الشمس, ومرفأ صغير بلا حراك. كانت لوحة لمكان بلا زمن محدد وكأنها ذكرى البحر والإبحار كئيبة بعض الشيء ولكنها تحمل معنى للحياة يأتي به الصمت والسكون, وكأنها توحي بإشراقة جديدة ليوم جديد ولزمن آخر. أعجبته تلك الساعة على المنضدة الصغيرة, قديمة كانت ويلازمها الوقت حين يلتزم بالحضور دون ملل. وفي الزاوية القريبة من الباب تمتد أرفف متعددة تحوي العديد من الكتب وتتراكم بلا ترتيب. نظر أمامه فرأى أيضا طاولة المكتب مليئة بأوراق مبعثرة وأقلام, وكراسة كتب على غلافها * أيام وكلمات* وحتى على السجادة أوراق هنا وهناك ملقاة لم تعبث بها الريح ولا الزمن راكدة بلا حراك. نظر من النافذة وأخذ يراقب المنظر, أخذته الدهشة حين رأى المقهى والساحة والمارة, لا يفصله عنهم سوى الشجيرات في الحديقة الأمامية للبيت, ورأى بدايات الدروب المؤدية إلى الأحياء وكأن ذاك المكان هو انطلاقة الحركة والحياة.
أحس بأنه بين عالمين, عالم خارج النافذة يتكرر في كل الأزمان وفي كل القرى والمدن, وعالم آخر يبدأ من داخل تلك الغرفة ليمتد حتى أعماق ساكنها, وكأنها ذاكرة النافذة تخبئ ما يحدث في الخارج. أخذ يبتسم حين رأى عزيزاً يتراقص بين الجالسين في المقهى.
مع كل محدودية المكان ومحدودية الجسد, إلا أن الدرب الذي يأخذنا داخل أعماقنا, هو درب بلا نهاية لعوالم أخرى لا تعترف بالأحجار ولا بالأسوار, ولا يحكمها البوح ولا الصمت.
دخل أحمد وهو يحمل القهوة وقال:
أهلاً بك أستاذ فارس, أنا آسف على ما تراه حولك من فوضى, لم أكن أسمح لوالدتي أن تلمس أوراقي لأني أعرفها حيث وضعتها وأتوه عنها عندما تأخذ شكلاً آخر أكثر تنظيماً. أحس بأنها تحاكي أعماقي المبعثرة بين الشك وبين اليقين وبين الماضي وما سيأتي.
بالعكس لم يزعجني شيء, فهي غرفة جميلة ومطلة على عالم أكثر اندماجاً مع واقعنا. أعجبتني تلك اللوحة كثيرا. أرى بأنك تحتاج إلى امرأة تغير ملامح هذا الوضع و إلى أمور أكثر إثارة من جلوسك وحيداً هنا, وأظن أن والدتك تؤيد كلامي فهي بحاجة إلى من يؤنسها طوال النهار ولمن يساعدها في أعمال البيت.
ضحك أحمد وقال:
لا يا صديقي أمي تمضي معظم يومها في الأرض وتعود إلى البيت لتكمل أعمال البيت, منتهى السعادة عندها حين تتحرك لتعمل وتنظف فهي تمارس ذروة الحياة من خلال نشاطها الزائد ولا تقدر على الجلوس لحظة واحدة دون عمل.وهي تتمنى ما تقوله أنت كباقي الأمهات وقد ذهبت بزيارة لتبحث لي عن فتاة, صدقني يا عزيزي لا أملك في داخلي أي تخيل بأني سأتزوج من هنا, ودائما كنت أشعر بأني سأصادف فتاة أحلامي في مكان آخر مجرد هاجس دائم, لذلك فأنا لا أهتم بأي فتاة وكأني موعود بأمور أخرى لا أعلم ما هي, أحس بأن العالم مليء بأمور لا نفهمها ولا ندري متى ستأتي كالمنعطف الحاد لتغير مسيرة الدرب التائه فينا. اشرب القهوة قبل أن تبرد فلقد نسينا أمرها.
أخذ فارس يرتشف القهوة وهو يتأمل تلك الساحة الحجرية الواسعة وتلك البقايا لأعمدة تحيط بها, والتي تنتهي لذلك الطريق المحاط بالأشجار العالية على جانبيه والذي يمتد إلى خارج القرية, كان بمثابة المدخل لهذا المكان الواقع بين تلك الجبال الخضراء. نظر إلى أحمد وكأنه ينظر من خلاله لعله يجد الإجابة دون أن يسأل.
ماذا هناك يا فارس بماذا تفكر ؟
آسف ولكني أستغرب أمراً وأريد أن أسألك عنه منذ أن وصلت هنا إلى هذا المكان, لم أستطع أن أجد أي ارتباط بين تلك الساحة المرصوفة بشكل متقن وتلك البقايا لأعمدة وكأنها كانت تحيط بكل تلك الساحة. أراه نظام بناء مختلفا تماما عن باقي المباني هنا, وتلك الأشجار العالية منظمة بطريقة مختلفة أيضا, فلأول وهلة تشعر بأنك تدخل إلى مكان من زمن آخر وحضارة أخرى بالطبع ليست آثارا قديمة ولكنها...
ضحك أحمد وقال:
بالفعل يا صديقي, فهمت الآن معنى أنك أحببت نقلك إلى مكان آخر, فهو لأنك تحب أن تعرف أكثر. قصة هذه الساحة الطويلة والقديمة بعض الشيء, وكأني سأبدأ أحدثك عن تاريخ قريتنا, ومع أني أستاذ تاريخ إلا أني ولأول مرة أحس بأني سأسرد تاريخا مقيماً حولي لم أعره أي انتباه من قبل, ربما لأني اعتدت على هذه الأمور وعايشتها منذ الصغر.
أترى يا صديقي ذلك المكان بجانب المقهى؟, هناك كان في الماضي مبنى ضخما أشبه بالقصر مع اختلاف في الملامح الخارجية فقط فلقد كان مقرا لتلك الحامية التي بقيت تعسكر هنا في هذه المنطقة, والمقهى وما خلفه من مخازن للحبوب, كان في الماضي إسطبلات للخيول.
ذاك المقر كان يتكون من ثلاثة طوابق, في الأعلى يقيم قائد الحامية ومكتب القيادة, وفي الثاني مكان إقامة الضباط والجنود والطابق الأرضي كان عبارة عن معتقل ومخزن للذخيرة والتموين. أما هذه الساحة فكانت الجزء الأمامي للمقر حيث العربات والخيول, لم تكن بيوت القرية ملاصقة لهذا المكان, فلقد كانت بيوتاً طينية قديمة أقرب إلى الحقول منها لهذا المكان. كانت تلك الأيام حسب ما قرأت وسمعت من الحكايا هي أسوأ فترات منطقتنا. حيث بني هذا المقر هنا لأن قريتنا تتوسط قرى كثيرة ومناطق زراعية خصبة وكان الفلاحون عبيداً, مجرد عبيد يعملون بالسخرة حتى في أراضيهم تثقل كاهلهم الضرائب الكبيرة ومطالب قاسية لتموين هؤلاء القادمين من مكان آخر جنس مختلف ولغة مختلفة, حتى الشباب في مناطقنا كانوا دائماً يعملون في البناء والطرق وأيضا يجندون لمعارك وحروب في أماكن أخرى كانوا يأخذون كل شيء جميل ولا يبقى لنا سوى البؤس والشقاء.
في الغد سآخذك معي إلى نبع الماء غرب القرية, هناك بنيت أحواض كبيرة لسقاية الخيول ولتأمين الماء للمقر ومن فيه, ينقلها الفلاحون على الدواب كل يوم, فكثيرون من أهل القرية كانوا يعملون خدماً في هذا المقر. على كل حال تلك كانت فترة بائسة تتخللها خطايا وظلم وتضحيات وشقاء, ولم يكن هناك في ذلك الزمن مكان للأحلام ولا للحب ولا معنى للفرح. كان جدي من الذين ذهبوا إلى إحدى الحروب القديمة ولم يعد, ولا أحد يعرف عنه أي شيء, المهم زالت تلك الأيام وخسرنا الكثير من شباب المنطقة وهكذا حصل في باقي المناطق الأخرى, وعندما خرج آخر جندي من ذلك المقر أشعل الأهالي النار في المبنى وبقي مشتعلاً عدة أيام حتى تهدم وأصبح ركاماً, وأصبحت ذكرياته البغيضة رماداً سرعان ما تناثر مع الريح في فضاء النسيان. أزيلت تلك الأنقاض ولم يبق لذالك المبنى أي أثر, ولم يبق سوى الإسطبل والساحة وذاك الدرب, وأيضا تلك الأحواض عند نبع الماء بقيت منذ ذاك الوقت لتستخدم كمشارب للدواب والمواشي.
كانت تلك الأبنية والساحة والأشجار بدون خطايا, لذلك بقيت لكي تكفر عما حصل, أما المقر وكل الظلم فقد توارى خلف الزمن ولم تستخدم تلك الأرض لأي شيء, فهي الآن مجرد ملعب لأطفال القرية حيث الضحكات البريئة والعيون التي تحمل أملاً ورؤيا جديدة لعالم أفضل. للعلم يا صديقي بعد تلك الفترة عم الكساد والفقر وأصبحت البطالة داء يعم كل المناطق, كنت صغيراً عندما سافر والدي ليعمل في بلد أخرى فقد تركني ووالدتي وللآن لم يعد, مضت خمس وعشرون سنة ولا نعلم عنه شيئا. ولكن الحياة تستمر ولا تزال الأشجار تثمر وتعبق الزهور حين بدأت تشرق شمس أخرى وبقينا نملك مع الاستمرار الأمل.
.
احمد النوباني .............. يتبع






التوقيع




في العشق تضيع تضاريس الانسان
يصبح مجهول الفكرة
وخارج انظمة المضمون

سيد الكلمات
 
رد مع اقتباس
قديم 19-06-2007, 11:57 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فاطمة عزالدين
أقلامي
 
إحصائية العضو







فاطمة عزالدين غير متصل


افتراضي مشاركة: سارة ونافذة الآخر

ننتظر البقية

وننتظر غزل الحلم على اجفان مترقبة حانية على الشوق ووجع المفردة في القلب

تحيتي


\
\







 
رد مع اقتباس
قديم 20-06-2007, 09:07 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
احمد النوباني
أقلامي
 
الصورة الرمزية احمد النوباني
 

 

 
إحصائية العضو







احمد النوباني غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى احمد النوباني إرسال رسالة عبر Yahoo إلى احمد النوباني

افتراضي مشاركة: سارة ونافذة الآخر

لم اكن انا حين قلت

بل كان احتراق الغربة فوق اجنحة الجنون

اعذريني كي اكون

بعض ماء الورد

حين تخضر اغصان تلك الشجرة الام


فارس الازل







التوقيع




في العشق تضيع تضاريس الانسان
يصبح مجهول الفكرة
وخارج انظمة المضمون

سيد الكلمات
 
رد مع اقتباس
قديم 01-03-2008, 09:04 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة عزالدين
أقلامي
 
إحصائية العضو







فاطمة عزالدين غير متصل


افتراضي مشاركة: سارة ونافذة الآخر

يسعدني

وليدة صفحات هذه الأوراق
سارة والآخر....

طفلة شوق صغير ة ناءت خلف عيون صمتها في الحب

كانت هنا
خرجت مع الطفل الى أزقة الحلم الى وعد يهذو
اشتقت طريقها من النبض الازرق
قرب فانوس لمساء واغنية خرجت من جرح في مطر الفؤاد تحبو على حنين الاعماق الصاخبة بالصمت
وهطلت الى الاوراق تائهة تبحث عن وعدها في المدد الصادق

تاهت خلف عيون حنان وصدفة

اشتقت جزئيتات انفاسها من نطفة شوق و من ذاكرة أزلية وافق شرع للقلب ساريات مداه عند غيمة تقترف عشقها على موج اليمام
اسيتقظت قرب الشاطىء الموروث
وناءت في حورية الحكاية
صارت اسماك البحر المسحور

هي الآن خلف شطان أخرى


كبرت
وصارت حكاية مسافة
مبروك لقصتك احمد
===
الف تحية
صارت حورية المساء النائمة على ضفاف امل يحبو







 
رد مع اقتباس
قديم 02-03-2008, 12:26 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمود ابو اسعد
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمود ابو اسعد
 

 

 
إحصائية العضو







محمود ابو اسعد غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى محمود ابو اسعد

افتراضي مشاركة: سارة ونافذة الآخر

سرد جميل
وممتع
ولغة ممتازة
انتظر الباقي
لك تحياتي







 
رد مع اقتباس
قديم 02-03-2008, 05:13 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
احمد النوباني
أقلامي
 
الصورة الرمزية احمد النوباني
 

 

 
إحصائية العضو







احمد النوباني غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى احمد النوباني إرسال رسالة عبر Yahoo إلى احمد النوباني

افتراضي مشاركة: سارة ونافذة الآخر

اشكرك اخي محمود على مرورك ومتابعتك

ستكون الرواية كاملة

كل يوم فصل ..........

تحيتي
احمد







التوقيع




في العشق تضيع تضاريس الانسان
يصبح مجهول الفكرة
وخارج انظمة المضمون

سيد الكلمات
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نعـــــم ... أنا أعتذر نغــــــــــم أحمد منتدى الأسرة والمرأة والطفل 6 11-12-2006 03:49 AM
الجهاز الآخر ـ قصة ـ عبدالسلام المودني منتدى القصة القصيرة 5 17-11-2006 02:48 AM
سارة و العقاد أحمد الشناوى منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 0 10-09-2006 12:18 AM
الغرب: ثقافة الصّراع وإبادة الآخر نايف ذوابه منتدى الحوار الفكري العام 3 14-04-2006 09:54 PM
قصص وعبر (فاعتبروا يا أولي الألباب) هشام حمودة المنتدى الإسلامي 61 05-10-2005 12:39 PM

الساعة الآن 03:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط