|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-11-2008, 04:27 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مسرحية (روميو وجولييت) بقلم النقاد الروس
روميو وجولييت بقلم النقاد الروس (1) Romeo and Juliet By Shakespeare ترجمة عبد الله راضي إعداد وطباعة وليد محمد الشبيبي بغداد – 25/11/2008 يجعل روميو في ظهوره الأول على خشبة المسرح حزيناً ، ولكن هذا الحزن مترف وسطحي وفي ظل رداء الكآبة يخفي متعة الحياة ذاتها ، والتي يخبر صديقه المرح (ميركيشيو) عنها . ويهتف روميو : (وآحسرتاه ، ان نجد الحب معصوب العينين محجوب البصر ، يبصر مسالكه إلى غاياته ، دروبه إلى مشيئته ، أين سنتناول غذائنا اليوم ؟ يا ويلتي) (الفصل الأول/المشهد الأول). ان هذا السؤال المتناقض : (أين سنتناول غذائنا اليوم ؟) ، يفشي (طبيعة) روميو بشكل عام ، روميو ذلك الذي رأيناه في بداية المسرحية ، وفي ذلك الزمان كان سائداً بأن يقع شباب الطبقات الأجتماعية العليا في حب الجمال (الوحشي) ، وكانت – روزالين – (محبوبة) من هذا النوع . لذلك من النادر أن نستغرب من تعبير روميو عن كآبته السائدة بين أبناء طبقته ، وبذلك الشكل الخطابي البلاغي السائد أيضاً. ولكن كل ما يميّزه هو ان دوافع عميقة وهامة تسبر أعماق هذا الأسلوب الخطابي البلاغي : (آه ، أيها الحب المستعر الصاخب ! آه أيها الكره المحبب) يتأوه روميو دون أن يعرف أنه يتكلّم عن موضوع رئيسي لمسرحية مرتقبة يلعب هو فيها دوراً رئيسياً ، موضوع الكره والحب . أن الظهور الثاني لروميو على المسرح أضاف شيئاً قليلاً لما قيل مسبقاً . ويطرح موضوع الكآبة فجأة ، وبفترات ذات نغمة متميزة جداً : (محتبس في سجين ، متروك بلا طعام ، مضروب بالسياط ، معذب ، ذليل مسكين) (الفصل الأول/المشهد الثاني) وفي نفس الوقت يكتسب الموضوع المأسوي شكلاً نذير الشؤم . ومرة ثانية ، أنه لمن النموذجي أن يكون كلام روميو – المملوء بالأنذارات الخطيرة – منتهياً بسمة مميزة من البهجة : (هلموا بنا ايها الرفاق) (الفصل الأول/المشهد الثاني) وكجواب لهذه العبارة يضرب الطبل بمرح . كل هذا مفعم بحيوية الشباب . ويلتقي روميو بجولييت ، هنا تبدأ المحفزات العاطفية ، وأول حماس عاطفي : (يا الهي ، انها تعلّم المشاعل كيف تزداد ضياء ! كأنها على خد الليل أشبه بدرّة ثمينة ، على قرط في اذن زنجية حسناء) (الفصل الأول/ المشهد الثاني) . ثم يبدأ القصيدة (السونيتية) العذبة في أول لقاء (الفصل الأول/المشهد الخامس) . ومنذ تلك اللحظة نبدأ بالنظر إلى روميو آخر ، مختلف كلياً ، موجهاً كل كيانه نحو هدف مختلف أيضاً . وأصبحت عواطفه الأولى شيئاً من الماضي . في بداية الفصل الثاني يقارن روميو (جولييت) بالشمس ، وبمركز دوران الأرض (الفصل الثاني – المشهد الأول ، المشهد الثاني) ، وكأن جولييت مملوءة بقوّة جذب نحو المركز : (ان الجدران الشواهق لا تحول دون الحب) هذا ما قاله روميو لجولييت عندما أعلنت : (أن جدران البستان شاهقة ، ومن الصعب تسلقها) (الفصل الثاني/ المشهد الثاني) . أن الفرح الذي غمر قلب روميو يتلألأ في عباراته الجذلة التي يتبادلها مع مركيشيو (الفصل الثاني/ المشهد الرابع) . لكن ، فجأة ، نرى أن سوء الحظ يغلب روميو على أمره ، (تيبولت) يقتل (مركيشيو) ، و(روميو) يقتل (تيبولت) . (يا ويحي ... ما أتعسني) (الفصل الثالث/ المشهد الأول) . هذا ما نادى به روميو ، وبخيبة أمل . أما المشهد الذي جرى في صومعة (فرايز لورنسر) فيتخلله اليأس أيضاً ، والذي أنتهى بجيشان الفرح في قلب روميو . ولقد حظى المشهد المشهور – مشهد اللقاء الأخير – بين روميو وجولييت بأهتمام خاص من لدن القراء ورواد المسرح ، أن ما قاله روميو في هذا المشهد يختلف كلياً عمّا تناوله في المشاهد السابقة ، أن منولوجه الذي يبدأ بالكلمات : (انها القنبرة ، الايذان بأن النهار قد لاح) (الفصل الثالث/ المشهد الأول) . هو منولوج مملوء بالدف والحيوية . وبدلاً من البلاغة الموجودة في المشاهد الأولى ، نواجه شعراً حياً ، إذ ان كلام روميو يكون جاداً نسبياً ، والنغمة العامة للمشهد جادة أيضاً وبعمق ، ومن خلال الضوء الخافت في بداية الفجر يستغرب أحدهما من شحوب وجه الآخر ، وتتخيل جولييت صورة سريعة لروميو وكأنه ميت في جوف قبر دفين . ويغيب عنا روميو لمدة طويلة . ومن ثم نعثر عليه ثانية في مدينة (مانتوا) مبتهجاً جذلاناً . وثانية ، يعصف به القدر مثل صاعقة في سماء صافية ، يجلب له (بلتازار) نبأ وفاة جولييت أما رد فعل روميو لهذا النبأ فلم يكن بلاغياً ولا شعرياً ، بل أنه تكلم بلغة نثرية عادية مبعثرة في بساطتها : (أكذا جل الخطب وفدح الأمر ؟ ايتها السموات اني لا أصدقك ! ) ويخاطب (بلتازار) : (انك تعرف مأواي – أجلب لي حبراً وورقاً ، واستأجر لي أحسن الجياد ، فاني منذ هذه الليلة على سفر) (الفصل الخامس/ المشهد الأول) . وبأسلوب كهذا ، بسيط وطبيعي ، يتكلّم انسان في وقت يغلبه فيه غم مفاجيء . ومما يثير الغرابة أن أكثر محققي الكتاب الإنكَليز – والذائعي الصيت منهم – لم يتمكنوا من تقييم (عمق الحقيقة في هذه الكلمات ، وانهم لجأوا إلى تغيير (اني لا أصدقك) إلى كلمات أكثر بلاغة : (مع ذلك ، انني متحديك) . ومع ذلك ، اننا فقط في طبعة (كوارتو) الأولى – المشكوك فيها – كما يقال ، نجد كلمة (تحدي) . وفي كافة الطبعات القديمة والتي تعتبر من أولى المصادر (ومن ضمنها طبعة "فوليو" الأولى) نجد عبارة (لا أصدق) . وبذلك تبدو المسألة واضحة إلى حد ما . ولكن الاشكال كالآتي : في القرن الثامن عشر تحمل كلمة (لا أصدق) نكهة إلحادية . وإلى جانب ذلك ، ليس بعيداً أن يكون (بوب) قد وقع أسير الكلمة الحماسية البلاغية لكلمة (تحدي) وكنتيجة لذلك ، نرى ان المحررين – الموثوق بهم – والتابعين لـ(بوب) يستخدمون (ايتها السموات ، اني متحديك) . وفي نفس الوقت ، لقد كان العوز في الحساسية يشوب هؤلاء النقاد الذين يرون شيئاً غير طبيعي في تلك اللحظة التي يتذكر فيها روميو (وبأسلوب) ظهور الصيدلي ، والمواد المتنوعة في حانوته ... الخ .. هل انه من غير الطبيعي لطبيعة الإنسان أن يتذكر تفاصيل ليس لها علاقة في لحظة الصدمة ؟ ان حدة استعدادات روميو الطبيعية قادته إلى ذلك الانعكاس اللا ارادي عن الحياة بشكل عام . وهذا ما نجده في أكثر تصريحات (روميو) عمقاً . أنه يدعو الذهب سمّاً ، وبالأحرى أشد سُمّاً من السم ذاته والذي حصل عليه من الصيدلي ! (الفصل الخامس/ المشهد الأول) . في المقبرة يلتقي (روميو) بـ (الكونت دي باريس) . وينصح (باريس) : (لا تحاول ايها الفتى الطيب الكريم أن تهيج غضب رجل يائس من الحياة) . ويعود روميو ثانية ويدعو (باريس) بـ (الفتى) وحتى بـ (الصبي) . وقد يكون روميو أصغر سناً من (باريس) أو بنفس السن ، ولكن نتيجة لكل ما مرّ به ، يكون أكبر سناً منه . أن باريس (فتياً) (صبياً) وروميو (رجلاً) . أسبوعان مضت (لكن أي زمن يشكلان هذان الأسبوعان) ويصبح الفتى روميو رجلاً ، وأنه ينمو ويكبر أمام أنظارنا . ويثير نمو جولييت أهتمامنا بشكل متزايد . ففي بداية المسرحية لا تزال جولييت فتاة صغيرة . وتدعوها مرضعتها (حمل وديع) ، (عصفورة) (الفصل الأول/ المشهد الثالث) . وكانت مطيعة بخنوع لوالدتها ، وتقول انها لن تتصرّف ، وحتى لن تشعر ، بشيء الا ان يرضي والدتها . ولكن بعد ذلك تلتقي بروميو ، وتقع في حبه حالاً : (ان فراش عرسي سيروح فراش نعشي) (الفصل الأول/ المشهد الخامس) . ومن الطبيعي انها في تلك اللحظة كانت تبالغ : قد تنساب هذه الكلمات على شفتيها بشكل لا ارادي . انها لمن (سخرية القدر) المعتمة بأن تلفظ هذه الكلمات من قبل فتاة صغيرة في لحظة اتقاد المشاعر لكي تبرهن على نبوءة : أن يكون فراش عرس جولييت حقاً هو فراش نعشها . أن الشعور العميق والقوي يبعث عادة على قوة التفكير ، فتاة صغيرة كانت تدعى بالأمس القريب (حملاً وديعاً) و(عصفورة) ، والآن تعكس لنا معنى الحياة . ويعطينا شكسبير الفرصة أن نرى جولييت تفكر ، وتناقش جولييت أفكارها لوحدها قائلة : (ليس فيك يا روميو عدواً لي غير أسمك ، فيا ليتك لم تكن من آل مونتاغو ... لكن ، ليت شعري ، ماذا يهم من مونتاغو والنسبة إليهما ؟ فهي ليست يداً ولا قدماً ولا ذراعاً ولا طلعة ، ولا شيء من فضل المرء وصنعته ... أواه ليت لك أسماً غير أسمك ، إذ ماذا في الأسم وأي معنى هو مؤديه ؟ لو سمينا الوردة بغير ما سميناها به ، لما كانت أقل أنغماً ، ولما نقصت عطراً وعبيراً فواحاً) (الفصل الثاني/ المشهد الثاني) . وبذلك نرى أن جولييت تؤكد أسبقية الواقع على الأسم وهذا يلغي ما يدعوه الفيلسوف (بيكون) بـ (وثن الأسم) . وتستمر جولييت بقولها لروميو : (روميو ! تخل عن أسمك ، أهبك نفسي جميعاً ، وتملك قلبي كله) (الفصل الثاني/ المشهد الثاني) . وهنا تدخل جولييت في معارضة مع وجهات النظر السائدة في دائرتها الاجتماعية والتي يتمتع فيها (مغزى) الأسم الارستقراطي للعشيرة بأهمية رئيسية ، وتشعر جولييت بانها بحاجة إلى قوة في هذا الصراع وتناجي نفسها بأستغراب (من أين لي بصوت باز) (الفصل الثاني/ المشهد الثاني) – (وتقصد هنا صوتاً عالياً وقوياً – المترجم) وتبدأ تشعر ان وضعها أشبه بحالة أستعباد التي تجردها من صوتها المستقل الخاص بها فتقول : (أن الاستعباد خشن فلا يصح له أن يرفع الصوت) (الفصل الثاني/ المشهد الثاني) . أن جولييت سعيدة بكل تأكيد ، لكن خجلها جعل منها أكثر تواضعاً أو أكثر تحفظاً (في لقاءهما في صومعة الراهب لورنس – المترجم) ، إذ انها تعلن : (اني لا أستطيع بيان مبلغ فرحي لأنه في الواقع أغنى من الكلمات ، وأننا في غنى كبير ويسر شاسع ، وكنوزنا لا تعد ولا تفنى ، وليس سوى الشحاذين الذين يتكلمون من عد ثروتهم ، لقد بلغت من سعادتي مبلغاً لا أستطيع التعبير عنه ولا عن بعضه) (الفصل الثاني/ المشهد السادس) . ومن ثم نأتي على جولييت ثانية في بداية المشهد الثاني من الفصل الثالث ، وهي تناجي نفسها بشكل رائع : (دع جيادك النارية الخطى تسرع في عدوها متجهة إلى ملجأ "فيبوس")... ان سائقاً لعربة كهذه سينطلق بك إلى أقصى الغرب) (الفصل الثالث/ المشهد الثاني) . وعندما تناجي (جولييت) تلك (الجياد النارية) انها لم تلتمس شيئاً بل تأمر . لقد أمتلكت قوة هائلة . وبالطبع ، هذا لا يعني انها فقدت رقتها ، والتي تبدو جلية في نفس المناجاة : (ايها الليل الرفيق أقبل هلم يا ليل المحبين ، في ردائك الأسود الغامر) (الفصل الثالث/ المشهد الثاني) . وفي نفس المناجاة ، أيضاً ، هنالك لا تزال آثار لطفولتها : (ان هذا النهار لمضجر حقاً ، إذ انه أشبه بالليلة السابقة للعيد بالنسبة لطفلة تواقة إلى ملابسها الجديدة وخائفة أن لا ترتديها) (الفصل الثالث/ المشهد الثاني) . مع ذلك ربما تفكر جولييت بهذه الطفلة بأبتسامة الشخص الناضج . وأهم شيء هنا هو أن خصالاً جديدة ظهرت لدى جولييت : الذكاء ، القوة ، والشجاعة . وهنا تأتي الضربة القاصمة : روميو يقتل تيبالت . للوهلة الأولى جولييت يمتلكها الغضب : (رباه ... ايها القلب الذي يشبه الأفعى في وجه يشبه الزهرة اليانعة ، هل يتصور الخاطر أن يكمن ثعبان خبيث كهذا في شق جميل) أن جولييت في هذا المشهد مرتعدة وملتهبة الشعور . (الفصل الثالث/ المشهد الثاني) . لكن عندما قالت المرضعة : (العار عليك يا روميو) أجابتها جولييت بغضبٍ شديد : (قطع الله لسانك) . وفي مكان آخر تقول : (رباه ... ما أظلمني حين أنحيت باللائمة عليه) (الفصل الثالث/ المشهد الثاني) . أن كل ذلك لا يمت بصلة إلى تلك الصبية الخنوعة الصغيرة التي كانت مستعدة لكي تستجيب بإذعان لأوامر والدتها . لقد حل بجولييت ، في ذلك الوقت ، محنة عصبية . بعد أن ترتب السيدة (كابوليت) لقاءاً مع روميو ، تأتي إلى أبنتها (جولييت) وتخبرها . بخطتها لقتل روميو بالسم . ولأول مرة ، تتظاهر جولييت أمام والدتها . ومن ناحية أخرى ، تأتي صفعة أخرى لجولييت : يرغب أبواها تزويجها من (كونت باريس) ، ويكون رد فعل جولييت أن تعبّر عن غضبها الدفين بقولها : أقسم بكنيسة القديس (بيتر) ، وبيتر نفسه ، أنه لن يجعل مني عروساً سعيدة (الفصل الثالث/ المشهد الخامس) . لقد أصبحت جولييت نحيلة الجسم شاحبة الوجه نتيجة لما تمر به : ويدعوها أبوها – الحاد الطبع – (فتاة هزيلة) ، (صفراء الوجه) ، لكنها تكتسب قوة داخلية هائلة . وكانت خيبة أملها عظيمة أيضاً : رباه ! أليست في السماء رحمة تطل من عليائها ، فتشرف على ما في أعماق نفسي من حزن ؟ (الفصل الثالث/ المشهد الخامس) . لكن قوتها كانت عظيمة في نفس الوقت ، وعندما تنصحها المرضعة بالزواج من (كونت دي باريس) ، وفي الوقت الذي تترك فيه وحيدة تماماً وبلا أي سند في البيت ، نشعر بأنها تمتلك قسوة جبّارة من خلال وابل اللعنات الذي تمطر مرضعتها به : اللعنة عليك أيتها المرأة الخبيثة الرأي الموحشة الخاطر (الفصل الثالث/ المشهد الخامس) . وتختم جولييت هذا النقد الساخر العنيف للمرضعة بالكلمات التالية : لو فشلت كل المحاولات ، لديَّ القوة أن أموت (الفصل الثالث/ المشهد الخامس) . ولا يساورنا أدنى شك في ذلك . انها مستعدة أن تقاتل حتى الموت . وعندما تذهب جولييت إلى صومعة القس (لورنس) نراها تتكلم بنفس المزاج حيث تطلق العنان لخيبة أملها : لقد ذهب الأمل وعز العلاج ، وتناهى الشفاء ، وأعوزني النصير ، وفقد المعين (الفصل الرابع/ المشهد الأول) . وتقول أن أهون عليها أن ترمي بنفسها من فوق برجٍ شاهق من أن ترضى الزواج بباريس . أنه لكفاح شاق وجب عليها خوضه ، وبصعوبة شاقة تسيطر على حنقها ضد كونت باريس ، وتتظاهر أمام والديها (وبصعوبة كبيرة أيضاً) انها مستعدة لتنفيذ طلبهم . وأن اللحظة التي يبلغ فيها هذا الصراع ذروته هي المشهد الذي تتناول فيه جولييت جرعة السم التي أعدها لها القس لورنس . وعلى الرغم منها ، في أول الأمر ، تقدم جولييت على هذه الخطوة بلا تردد ، وتمسك بزجاجة السائل كما يتمسك الغريق بقشة ، وتطلب من القس لورنس : (لا تحدثني يا أبتِ عن الخوف) (الفصل الرابع/ المشهد الأول) ، والآن ليس أمامها غير أن تقاتل ضد الخوف الذي أستحوذ على كامل كيانها : ربما أعطاها الراهب سمّاً حقيقياً قاتلاً ؟ أو ماذا يكون الحال لو انها أفاقت من غشيتها في القبو قبل قدوم روميو ، وحيدة بين الأموات ؟ لكن حبها لروميو جعلها تتغلّب على كل مخاوفها : روميو ، هأنذا قادمة إليك ! ومن اجلك هأنذي أشرب (الفصل الرابع/ المشهد الثالث) . وتستفيق جولييت من غشيتها مكتملة الهيئة ، جادة ، تامة النمو جسماً وعقلاً ، وتتذكر جيداً أين هي ولماذا ؟ وعندما يحاول القس لورنس اقناعها بالهرب من ذلك القبو المظلم تجيبه ببساطة : (أذهب أنت ودعني فلن أبرح هذا المكان) . وتتحدث إلى روميو الميت بلا صراخ أو دموع ، بل بعاطفة رقيقة هادئة كما يتكلّم المرء إلى طفل محبوب ، وبدون أية شكوى أو تردد تطعن نفسها بخنجر روميو لأنه لم يكن هنالك أي مخرج آخر . لقد شاهدنا كيفية نمو شخصية روميو من خلال مجرى الحدث . لكن جولييت ، مع ذلك ، فاقته نمواً . وبعد أن يسمي شكسبير تراجيديته (روميو وجولييت) ، لم يكن بلا مغزى أختياره بأن يختتم مسرحيته بهذه الكلمات : (لم تكن هناك أبداً قصة أكثر بلاءاً من قصة جولييت وروميو) إذ انه يقدّم أسم (جولييت) على (روميو) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ (1) هذا المقال منقول من الكتاب (دراسات اشتراكية في مسرح شكسبير) ترجمة وتقديم عبد الله راضي ، القسم الأول ، بغداد: مطبعة دار الساعة – تموز 1977 . (الصفحات 41 – 54) ، وأسم الكتاب الأصلي هو : (شكسبير في الاتحاد السوفياتي) Shakespeare in the Soviet Union – Progress Press, Moscow تأليف : مجموعة من النقاد السوفيات ، بمناسبة مرور أربعمائة عام على ميلاد شكسبير . و(يتناول هذا المقال دراسة ديناميكية الشخصيات في مسرحية "روميو وجولييت"). شكسبير في موقع ويكيبيديا الشهير http://en.wikipedia.org/wiki/William_Shakespeare مسرحية (روميو وجولييت) في موقع ويكيبيديا الشهير http://en.wikipedia.org/wiki/Romeo_and_Juliet كليبات من مسرحية (روميو وجولييت) بالصوت والصورة من موقع يو تيوب الشهير http://www.youtube.com/results?searc...ype=&aq=-1&oq= كليبات بالصوت والصورة من فيلم انتاج عام 1968 الاغنية الشهيرة والجميلة بالفيلم نفسه واسمها (ما هو الشباب) What is a youth مشهد لقاء روميو مع جولييت في شرفتها موضوع عن مسرحية (روميو وجولييت) في هذا المنتدى (اقلام) التراجيديا الرومانتيكية الشكسبيرية (روميو وجولييت) http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=21422 |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|