الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-2023, 08:05 PM   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
عبد السلام الكردي
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية عبد السلام الكردي
 

 

 
إحصائية العضو







عبد السلام الكردي متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة مشاهدة المشاركة
(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)







بين بطلان عذاب القبر وإثباته:

اِحْتُجَ بهذه الآية على بطلان عذاب القَبْرِ، قالوا: لأنه - تعالى - بين أنه يحييهم مَرَّةً في الدنيا، وأخرى في الآخرة، ولم يذكر حياة القبر، ويؤيده قوله في سورة "المؤمنون": (ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ 15 ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ تُبۡعَثُونَ 16)، ولم يذكر حياةً فيما بين هاتين الحالتين، ولا يجوز الاسـتدلال بقوله تعالى: (قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ) غافر 11؛ لأنه قول الكفار، ولأنّ كثيراً من الناس أثبتوا حياة الذَّر في صُلب بني آدم حين استخرجهم وقال لهم: (أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ) الأعراف 172. وعلى هذا التقدير حصل حَيَاتان وموتتان من غير حَاجَةٍ إلى إثبات حَيَاةٍ في القبر.
أما من يثبتون عذاب القبر فيجيبون بأنه لم يلزم من عدم الفِكْرِ في هذه الآية ألا تكون حاصلة، وأيضاً فلقائل أن يقول: إن الله - تعالى - ذكر حَيَاة القبر في هذا الآية؛ لأن قوله: (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) ليس هو الحياة الدائمة، وإلا لما صح أن يقول: (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون)؛ لأن كلمة (ثُمَّ) تقتضي التَّراخِي، والرجوع إلى الله - تعالى - حاصل عقب الحَيَاةِ الدَّائمة من غير تَرَاخٍ، فلو جعلنا الآية من هذا الوجه دليلاً على حياة القبر كان قريباً.
لم يكن الامر محط جدل بين العلماء من ذي قبل،فقد كان مسلما به أن حياة القبر واقعة من دون أدنى شك..مجددا بدأنا نسمع عن عدم وجود دليل قاطع على حدوثها من الكتاب أو السنة
أنتم أهل العلم ومنكم نستفيد.
شكرا،لجهدك المبذول وجزاك الله عنا كل خير شيخنا الجليل






 
رد مع اقتباس
قديم 26-12-2023, 05:02 PM   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
لم يكن الامر محط جدل بين العلماء من ذي قبل،فقد كان مسلما به أن حياة القبر واقعة من دون أدنى شك..مجددا بدأنا نسمع عن عدم وجود دليل قاطع على حدوثها من الكتاب أو السنة
أنتم أهل العلم ومنكم نستفيد.

أولاً: أريد أن أقول جملة مهمة: إنَّ عملي هذا في تفسير القرآن ذو شقين: الشق الأول هو استعراض أهم أقوال مفسري القرآن عبر التاريخ، وقد أراجع لهذا الغرض أكثر من ثلاثين تفسيراً. والشق الثاني هو عرض رأيي الشخصي الذي قد يوافق بعض السابقين، وقد يأتي بفهم جديد، وهذا ما أستعرضه فيما أسميه: حول مضمون الآية (أو الآيتين، أو الآيات).
ثانياً: الخلاف حول "حساب القبر" قديم، وإن كان أكثر المفسرين على الجزم به، لكن هذه المسألة الخلافية توسع الكلام فيها في العقود الأخيرة لأنها إحدى الخلافات المهمة بين "التراثيين" و "المتدبرين المحدثين"، أو إن شئت قلت: بين المتمسكين بالنصوص الدينية وتغييب العقل، والمتمسكين بحجية القرآن لأنه النص اليقيني الوحيد، مع إعمال العقل فيما عداه من نصوص.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 27-12-2023, 12:25 PM   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





هل الملائكة قادرون على المعاصي والشرور؟:

اختلفوا في الملائكة: هل هم قادرون على المعاصي والشرور أم لا؟
- جمهور الفلاسفة وكثير من أهل الجبر قالوا: إنهم خيرات محض ولا قدرة لهم البتة على الشـرور والفساد.
- وقال جمهور المعتزلة وكثير من الفقهاء: إنهم قادرون على الأمرين واحتجوا على ذلك بوجوه:
1) أن قولهم: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا) إما أن يكون معصية أو ترك الأولى وعلى التقديرين فالمقصود حاصل.
2) قوله تعالى: (وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنّى إِلَـٰهٌ مّن دُونِهِ فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ) الأنبياء 29، وذلك يقتضي كونهم مزجورين ممنوعين. وقوله أيضاً: (لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ) الأعراف 206، والمدح بترك الاستكبار إنما يجوز له أن يكون قادراً على فعل الاستكبار.
3) أنهم لو لم يكونوا قادرين على ترك الخيرات لما كانوا ممدوحين بفعلها لأن الملجأ إلى الشيء ومن لا يقدر على ترك الشيء لا يكون ممدوحاً بفعل ذلك الشيء، ولقد استدل بهذا بعض المعتزلة.






 
رد مع اقتباس
قديم 28-12-2023, 05:10 PM   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما هي طبيعة كلام الله للملائكة؟:

إنَّ العرف في صفة كلام البشر أنه يحدث عندما يتدفق الهواء من الرئتين أعلى القصبة الهوائية وعبر الحنجرة؛ مما يؤدي إلى اهتزاز الأحبال الصوتية التي ينتج عنها الصوت. ويتشكل الصوت في هيئة كلمات بواسطة العضلات التي تتحكم في الحنك الرخو واللسان والشفاه. والله - تعالى - موصوفٌ بصفة الكلام، وبما أنها صفةٌ لله - تعالى - فهي ليست كصفات المخلوقين وليسَت كما يخطُر للبشر؛ فكلام الله واحِدٌ غير مُتعدِّد، وكلامنا مُتعدِّد. وكلام الله ليسَ ناتجاً عن آلة كالحنجرة والحلق واللسان، أو وسط كالهواء. وكلام الله ليسَ له بداية وليسَ له نهاية لأنه صفةٌ لله - تعالى - السرمدي الأزلي. وهذا ما استقر عليه جمهور العلماء. لكن هذا المبحث لما دخل سـرادقات علم الكلام أوقع الأمة في "محنة خلق القرآن" التي شغلت العصر العباسي منذ عصر الخليفة المأمون، وامتحن فيها خيرة علماء الأمة وقتها، واستمرت حتى أنهاها الخليفة المتوكل. هذا الفكر "الكلامي" أثارته فرقة المعتزلة حين قالوا: إن القرآن مخلوق، وكلام الله مخلوق، ولو لم يكن كذلك لصار لدينا أزليان: الله، وكلامه، وهذا مخالف للتوحيد. وأدى اقتناع المأمون بهذا الطرح إلى نشر هذا الفكر وعزل كلِّ قاضٍ لا يؤمن بهِ، مما لقي معارضة واستهجاناً من كثير من العلماء، كالإمام أحمد بن حنبل. ورأي المعتزلة من كون القرآن "مُحْدَث" ينفي عنه صفة الإعجاز.
واختلف الأباضية على رأيين: مخلوق، وقديم، لكن الرأي الذي غلب عندهم هو التوقف عن الحكم استنكاراً للمسألة برمتها، واتفقوا على الاكتفاء بما كان عليه السلف، وهو الكف عن التصريح بخلق القرآن أو عدمه.
وأما الشيعة فقد منعوا الخوض في تلك المسألة.
ومن ناحية أخرى، يرى جمهور العلماء من المذاهب الأربعة أن كلام الله غير مخلوق، لكنهم اختلفوا حول طبيعة هذا الكلام، وضرورته. ومثلما حكم المعتزلة بكفر من قال بِقِدَمِ القرآن، حكم الجمهور بتكفير من قال بخلقه، ومن توقفوا عن الانتصار لأي الرأيين.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 29-12-2023, 12:31 PM   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما هي طبيعة كلام الله للملائكة؟:

وقد يسأل سائِلٌ: القُرآن الذي نقرأه وهو الذي له بداية وله نهاية وهو حروفٌ ويُقرأ بصوتٍ وحرف وهو باللسان العربي، ماذا نقول عنه، وكيف نُوفِّق بين هذا الأمر وبين كلام الله الذي هو صفة الله؟
والرأي أنَّ كلام الله يُطلق ويُرادُ به معنيان:
- الأول يُطلَقُ ويُراد به صفة الكلام لله - تعالى - فإذًا، هو ليسَ حرفًا ولا صوتًا ولا لُغةً
ولا مُتقطّع ولا انتهاءَ له وغيرَ مُبتَدأ وليسَ بانسلال هواء وليس باستخدام أعضاء بدنية. وإِنَّ مِمَّا اسْتَدَلَّ بِهِ أَهْلُ الْحَقِّ عَلَى أَنَّ كَلامَ اللَّهِ - تَعَالَى - لَيْسَ حَرْفًا وَلا صَوْتًا آيَاتٍ مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: (ثُمَّ رُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۚ أَلَا لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ 62) الأَنْعَام. وقالوا: لو أن الحساب في الآخرة بالصوت، لاستغرق حساب الإنس والجن زمناً طويلاً، خاصة وأنه من المعروف طول أعمار الجان، ومن البشر من عُمِّرَ ألف سنة، ولا يعلم أعدادهم يوم الحشر إلا الله.
- والثاني يُطلَقُ ويُراد به اللفظُ المُنزَّلُ على رسول الله - عليه صلوات الله - وهو الذي بين الدّفتين، وهو حرفٌ وصوتٌ، فهذا اللفظ يدل على كلام الله الأزليّ الأبدي، بمعنى أنه عبارات عن كلام الله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا، وليس هو عين صفة الكلام لله.

كلام الله - جل وعلا - للملائكة من النوع الأول، وهو ما يطلق عليه: "الإلهـام"، أو هو الكلام النفسي، وإطلاق القول عليه بهذا المعنى حقيقة. وقد يندرج تحته كلام الله للرسل في قوله: (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ) البقرة 253، وقوله: (وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا 164) النساء.
وقد يكون أطلق على ما يفهمون منه إرادته، وإطلاق القول عليه مجاز. وقد ثبت بالكتاب أنَّ الله - مثلما كلم الملائكة وبعض الرسل - كلم غيرهم، كالسماء والأرض في قوله: (ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ 11) فصلت؛ فكلام الله هنا مجاز لإنفاذ أمر الله، وكلام السماء والأرض إنما هو تنفيذ ذلك الأمر على مراد الله.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 30-12-2023, 12:57 PM   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما قيل في المفاضلة بين الرسول والمَلَك:

من الناس من قال: الكلام في الملائكة ينبغي أن يكون مقدماً على الكلام في الأنبياء لوجهين:
1) الأول: أن الله - تعالى - قدم ذكر الإيمان بالملائكة على ذكر الإيمان بالرسل في قوله: (وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) المؤمنون 285. ولقد قال عليه السلام: "ابدأوا بما بدأ الله به".
2) الثاني: أن الملك واسطة بين الله وبين الرسول في تبليغ الوحي والشـريعة فكان مقدماً على الرسول،
ومن الناس من قال: الكلام في النبوات مقدم على الكلام في الملائكة لأنه لا طريق لنا إلى معرفة وجود الملائكة بالعقل بل بالسمع، فكان الكلام في النبوات أصلاً للكلام في الملائكة فلا جرم وجب تقديم الكلام في النبوات.
والأولى أن يقال الملك قبل النبي بالشرف والعلية وبعده في عقولنا وأذهاننا بحسب وصولنا إليها بأفكارنا. ولا خلاف بين العقلاء في أن شرف الرتبة للعالم العلوي هو وجود الملائكة فيه كما أن شرف الرتبة للعالم السفلى هو وجود الإنسان فيه.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 31-12-2023, 12:49 PM   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





أَيٌ مِنَ الملائكة قيل له: (إِنِّي جَاعِلٞ)؟:

اختلفوا في المَلاَئكة الَّذِين قال لهم: (إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ)، فقيل:
- ظاهر لفظ "الملائكة": العموم،
- هو عام المراد به الخصوص، وهم سكان الأرض من الملائكة.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 31-12-2023, 12:51 PM   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





هل يحتاج الله إلى المشورة؟:

إذا طرح هنا تساؤل: ما الفائدة في أن الله قال للملائكة: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً) مع أنه مُنَزّه عن الحاجة إلى المَشُورة؟. ويجاب على هذا التساؤل من وجوه:
1) أنه - تعالى - علم أنهم إذا اطَّلَعُوا على ذلك السّـر أوردوا عليه ذلك السُّـؤال، فكانت المَصْلَحَة تقتضي إحاطتهم بذلك الجَوَاب، فعرّفهم هذه الواقعة لكي يوردوا ذلك السُّؤال، ويسمعوا ذلك الجواب.
2) ولتنبيه الملائكة على ما دقَّ وخفي من حكمة استخلاف آدم.
3) وأنه - تعالى - علم عباده المَشُورة.






 
رد مع اقتباس
قديم 02-01-2024, 11:50 AM   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما مدلول "الخليفة"، وخليفة لمن؟:

الخليفة في الأصل: الذي يخلف غيره أو يكون بدلاً عنه في عمل يعمله، فهو "فعيل" بمعنى "فاعل" والتاء فيه للمبالغة في الوصف كالعَلاَّمة.
والمراد من الخليفة هنا:
- إما أن يراد من الخليفة معناه الحقيقي إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبلُ بمخلوقات، قالوا: كانوا يسمَّون الحِن والبِن، أو الطَّم والرَّم، وهذا من المزاعم أو الأساطير، وهو أثر من آثار الفرس أو اليونان.
وقد قيل: إنَّ كل هذا ينافيه سياق الآية لأن تعقيب ذكر خلق الأرض ثم السماوات بذكر إرادته - تعالى - جَعْلَ الخليفة دليل على أن جعْل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها؛ فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقِراً في المكان من قبل، فالخليفة آدم وخَلَفِيَّتُه قيامُه بتنفيذ مراد الله - تعالى - من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي وتلقينُ ذريته مراد الله - تعالى - من هذا العالم الأرضي، ومما يشمله هذا التصرف تصرف آدم بسَن النظام لأهله وأهاليهم على حسب وفرة عددهم واتساع تصرفاتهم، فكانت الآية من هذا الوجه إيماءً إلى حاجة البشر إلى إقامة خليفة لتنفيذ الفصل بين الناس في منازعاتهم إذ لا يستقيم نظام يجمع البشر بدون ذلك، وقد بعث الله الرسل وبين الشـرائع فربما اجتمعت الرسالة والخلافة وربما انفصلتا بحسب ما أراد الله من شـرائعه إلى أن جاء الإسلام فجمع الرسالة والخلافة لأن دين الإسلام غاية مراد الله - تعالى - من الشرائع وهو الشريعة الخاتمة ولأن امتزاج الدين والمُلْك هو أكمل مظاهر الخطتين.
- وإما المعنى المجازي، وهو الذي يتولى عملاً يريده المستخلِف مثل الوكيل والوصي، أي جاعل في الأرض مدبراً يعمل ما نريده في الأرض فهو اسـتعارة أو مجاز مرسـل وليس بحقيقة لأن الله - تعالى - لم يكن حَالاً في الأرض ولا عاملاً فيها العمل الذي أودعه في الإنسـان، وهو السـلطنة على موجودات الأرض، ولأن الله - تعالى - لم يترك عملاً كان يعمله فوكله إلى الإنسان، بل التدبير الأعظم لم يزل لله - تعالى - فالإنسان هو الموجود الوحيد الذي استطاع بما أودع الله في خلقته أن يتصرف في مخلوقات الأرض بوجوه عظيمة لا تنتهي خلافَ غيره من الكائنات.







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 03-01-2024, 12:07 PM   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

تنويه




الآيات التالية سنبحث فيها قصة بدء الخلق. وطريقة قراءتنا للآيات تستند إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: نعرض فيه ما قيل حول الآية لسانياً وموضوعياً، وربما نرجح رأياً دون رأي،
- القسم الثاني: هو ما نسميه "حول مضمون الآية" وفيه ما نفهمه منها، وقد يخالف التفاسير الموروثة، وقد يتفق مع بعضها،
- القسم الثالث: يكون في نهاية "الموجة" من الآيات التي تحمل موضوعاً واحداً متكاملاً، وموضوع هذه الموجة: الخلافة في الأرض، ويليها الكلام عن بني إسرائيل في ثلاث موجات: الإنعام، العصيان، الاستبدال، وهكذا حتى ننهي قراءة سورة البقرة، ثم نكمل ما بعدها - إن شاء الله - على المنهج ذاته.







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 03-01-2024, 12:20 PM   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض




أُثير تساؤل حول:


اقتباس:
مسألة الحقبة الزمنية بين الإنسانين (العاقل وغير العاقل)


على خلفية الكلام حول بدء الخلق في موضوع آخر.
وأجيب هنا - على قدر فهمي - على المسألة سريعاً قبل الخوض فيها في قراءة الآيات بالتفصيل:
- العلماء الذين درسوا الأحافير حول الإنسانين، قرروا أن هناك تداخل زمني ومكاني بين الإنسانين، وأنه حدث تزاوج بين إنسان المرحلة الأخيرة من الإنسان البدائي والإنسان العاقل. ولا يعلمون متى انقرض الإنسان البدائي.

- لما تكلمت عن الفجوة عنيت بها "طفرة معرفية" أي أن العلماء لا يستطيعون الإجابة عن: كيف حدثت "الطفرة" التي تغير فيها حجم المخ، وصار قادراً على التعلم والتطور.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 04-01-2024, 01:22 PM   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة متصل الآن


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





(قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ):

فُصل الجواب ولم يعطف بالفاء أو الواو جرياً به على طريقة متبعة في القرآن في حكاية المحاورات وهي طريقة عربية قال زهير:
قِيلَ لَهُمْ أَلَا ارْكَبُوا أَلَاتَا ..... قَالُوا جَمِيعًا كُلُّهُمْ آلَافَا
أي: فاركبوا، ولم يقل: فقالوا. وقال رؤية بن العجاج:
قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ يَا سَلْمَى وَإِنْ ..... كَانَ فَقِيرًا مُعْدَمًا قَالَتْ وَإِنْ
وإنما حذفوا العاطف في أمثاله كراهية تكرير العاطف بتكرير أفعال القول فإن المحاورة تقتضي الإعادة في الغالب، فحذفوا العاطف، وهو كثير في التنزيل. وربما عطفوا ذلك بالفاء الذي هو الظاهر والأصل، كقوله تعالى: (وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ 23 فَقَالَ ٱلۡمَلَؤُاْ) المؤمنون 24، وقد يعطف بالواو أيضاً كما في قوله: (فَأَرۡسَلۡنَا فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ 32 وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ) المؤمنون 33، وذلك إذا لم يكن المقصود حكاية التحاور بل قصد الإخبار عن أقوال جرت أو كانت الأقوال المحكية ممّا جرى في أوقات متفرّقة أو أمكنة متفرّقة، وهذا ظاهر في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡحَقِّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ ٱقۡتُلُوٓاْ أَبۡنَآءَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ) غافر 25، إلى قوله: (وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ) 26، ثم قال تعالى: (وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم) 27، ثم قال: (وَقَالَ رَجُلٞ مُّؤۡمِنٞ مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ) 28،
وقوله: (قَالُوٓاْ) عامل في: (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ).






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط