الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-2009, 05:55 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مينا البغدادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية مينا البغدادي
 

 

 
إحصائية العضو







مينا البغدادي غير متصل


Post وفاء عبد الرزاق ـ سلسلة مبدعات عراقيات معاصرات/ 4

مبدعات عراقيات معاصرات



وفاء عبد الرزاق
شاعرة




ألعراق البصرة
دبلوم محاسبة
أقيم حاليا في لندن

•· سفيرة نادي ثقافة أطفال العراق الأيتام - لندن م ( النخلة البيضاء) .
•· المديرة الدولية للمشاريع الخيرية والإنسانية لمؤسسة النخلة البيضاء.
•· المديرة التنفيذية ومسؤولة المتابعات الخارجية لمهرجان العنقاء الدولي الرحال.

•· حازت على جائزة المتروﭙوليت نقولاَّوس نعمان للفضائل الإنسانيَّة لعام 2008 عن مخطوطها المعنون (من مذكرات طفل الحرب) لبنان
•· حازت على جائزة ( قلادة العنقاء الذهبية للإبداع) التي يمنحها ( مهرجان العنقاء الذهبية الدولي ) لعام 2008.
•· حازت عل وسام الوفاء ( نادي ثقافة الأطفال الأيتام) م (النخلة البيضاء) .
ـ حازت على جائزة نجيب محفوظ للقصة القصيرة

•· شاركت في تأسيس ( كالري النخلة البيضاء) و ( دار النخلة البيضاء لرعاية وتأهيل أطفال الشوارع) العراق .

العضوية :
عضو في حركة شعراء حول العالم ، شيلي .
عضومؤسس في مؤسسة رسول الأمل ، لندن .
عضو في منظمة كتاب بلا حدود المانيا .
عضو في رابطة الأدباء العرب. مصر
عضو في منتدى الكتاب المغتربين لندن.
عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .
عضو إداري في المنتدى العراقي لندن ، و مسؤولة اللجنة الثقافية ( سابقا ) .
( تحرير جريدة المنتدى ) لندن سابقا .
عضو في الملتقى الثقافي البحرين.
عضو في الملتقى الثقافي العراقي سوريا .
عضو في منظمة كتاب بلا حدود المانيا .
عضو في رابطة اديبات الامارات.
عضو في جمعية الشعرا ء الشعبيين العراق .
عضو في منتدى القصة السورية سوريا.
عضو في اتحاد كتاب الانترنيت العرب .

1 - نشرت في العديد من الصحف والمجلات العربية
2 - تُرجمتْ بعض الأعمال الى اللغة الانجليزية والفارسية والفرنسية والايطالية والتركية .
3 - ساهمت في العديد من المهرجانات الشعرية والأمسيات الثقافية عربياً وعالمياً .
4 - شاركت في مهرجان السلام العالمي للشعر ، فرنسا .
5- ترجمت بعض الاعمال الشعرية الى اللغة الفرنسية في موسوعة السلام العالمي للابداع .
6 - ترجمت اشعار ( من مذكرات طفل الحرب ) الى اللغة التركية ضمن موسوعة السلام للطفل .
7 - تمت ترجمة ديوان (من مذكرات طفل الحرب ) الى اللغة الانكليزية والفرنسية والايطالية ،، ضمن مشروع فلم يدعو الى السلام العالمي باسم الطفل العراقي وستصاحب عرض الفلم بعد انجازه تظاهرة فنية ادبية وذلك بجهود فنانين وكتاب وشعراء آمنوا برسالته وتطوعوا للعمل في هذا المشروع .

أعمال إبداعية
في الشعر الفصيح :
1- هذا المساء لا يعرفني
2 - حين يكون المفتاح أعمى
3 - للمرايا شمسٌ مبلولة الاهداب
4 - نافذة فلتت من جدران البيت
5- من مذكرات طفل الحرب إصدار باللغة الفرنسية لعام 2008
( من القارات الخمس ) فرنسا - بالعربية ( دار نعمان ) لبنان
6- أمنحُني نفسي والخارطة ( قيد الطبع ) العراق
7- حكاية ٌ منغولية ، كتاب الكتروني
8- البيتُ يمشي حافيا ، مخطوطة

في الشعر الشعبي :
1 - مزامير الجنوب
2 - آنه وشويّة مطر
3 - وقوّسَت ظهر البحر
4- بالگلب غصّة
5 - مركب تايه
6 - عبد الله نبتة لم تــُُقرأ في حقل الله( مخطوطة)
7 - ( عدد 6 ) c dشعر شعبي (القاء وموسيقى )

المجاميع القصصية :
1 - إذن الليل بخير
2 - بعضٌ من لياليها (مخطوطة )

الكتابات الروائية :
1 - تفاصيل لا تسعف الذاكرة ( رواية شعرية )
2 - بيتٌ في مدينة الانتظار
3 - اقصى الجنون الفراغُ يهذي ( قيد الطبع )
4 - السماء تعود الى أهلها ( قيد الطبع )






 
رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 06:01 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مينا البغدادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية مينا البغدادي
 

 

 
إحصائية العضو







مينا البغدادي غير متصل


افتراضي رد: وفاء عبد الرزاق ـ سلسلة مبدعات عراقيات معاصرات

وفاء عبدالرزاق تكتب لطفل الحرب مذكراته



حسين أبو سعود:
إن الكثير من الأعمال الأدبية تحوي مفاهيم مختلفة تبدو متراصة بإحكام من دون أن يتعمد الكاتب ذلك. فالأعمال التلقائية تفوق في جمالها وبنائها الأعمال المفتعلة أو تلك التي يخطط لها الكاتب مسبقا واضعا في ذهنه خطوطاً عريضة للعمل لا يتجاوزها. وديوان مذكرات طفل الحرب هو أحد هذه الأعمال التلقائية التي لا تكلف فيها ولا تصنع وهي تزدحم بمنعطفات الدهشة، والاسترسال في قراءة النصوص تجعل القارئ على طريق حصاتها مزيجا من معرفة واكتشاف ومعاناة وألم.
الهواء، الهواء /من قال إن الهواء متعة اليتيم؟/ هذا الطموح المكابر/ لمخلوق مثلي/ يحمل الدخان ويشد أزري/ بالقرب من شجرة صافنة/ الأصفاد لها أشكال أخرى/ لربما واجهات منازل/ تحلم بأقدار تعيدها إلى هيئتها السابقة.
وأنا حينما أقرأ لم أتعود أن انظر إلى صاحب النص رجلا هو أم امرأة ولا أميل كثيراً إلى التصنيف الرجالي والنسائي في الشعر وإنما أنظر إلى النص مباشرة، وأتحسس ما يثيره من المكامن الخفية وقد وجدت أن نصوص وفاء عبدالرزاق تتقن الدخول المباشر إلى النفس وقادرة على إيجاد التأثيرات المطلوبة فيها.
الطفولة نهر عذب لا يتوقف عند الصخور أو الانحناءات، والطفولة أحياناً من فرط طيبتها وبساطتها لا تفرق بين الحزن والفرح، إذاً من يؤرخ للطفولة، من يكتب مذكراتها لاسيما مذكرات ذلك الطفل الذي يلهث بحثا عن ملجأ يحمي فيه جسده الصغير من شظايا القنابل وسطوة الصواريخ، ثم من يفكر بالطفل في أهوال الحرب؟ فالحرب لها جلال ولها آثار ولها طقوس ومن أهم طقوسها الانشغال بالنفس ليس من باب الأنانية بل إنها طبيعة وغريزة.
لقد تصدت الشاعرة وفاء عبدالرزاق لهذا العمل وكتبت نيابة عن الطفل، مذكراته في الحرب، وكأني بها تجلس على الأرض مع الطفل الخارج من الحرب تمسح عن جبينه آثار اليتم وأتربة البيوت المهدمة والفزع الساكن في عينيه تجهز له طعاماً من حنان ودفء وتستنطقه لتكتب له مذكراته، ومن هنا ننجر إلى الجانب الإنساني لدى هذه الشاعرة الإنسانة ولنعلم كم تحمل في قلبها من نكران للذات ومحبة للآخرين لاسيما للأطفال كشريحة تحتاج إلى الحنان ولمن لا يعرف وفاء عبدالرزاق أقول إن فيها من الطفولة صفاءها ونقاءها وعفويتها وبساطتها، ثم هي على أرض الواقع سفيرة لثقافة الطفل اليتيم، وعلاقتها بالطفولة بدأت ولم تنته.
هي في هذه المجموعة تعود طفلة تتذكر جدتها وأمها وقصصهما لتعيد حكايتها للأطفال، والطفل لا ينسى ولن ينسى أهوال الحرب ومشكلات الأسرة وصور الحرمان وهو في أحسن حالاته وإن عاش في المدن المرفهة يخاف النوم وحيداً.
لأني أخاف النوم وحيدا /تذكرت قصص جدتي /التي علمتني أن أنسج قلبي أجنحة/ نفسي سكنى، وصدري نافذة/ وأخبرتني أن الضوء ليس له مزلاج.
إن الحرب عندما تخلف جراحا وإعاقات فإنها عند وفاء تخلف شعرا يمتد إلى مسافات زمنية أكثر من أثر الجراح وترسم هنا صورة تكاد تكون ناطقة، صورة كأنها تمثل على مسرح منير لا ياسمين في شرايين النهر/ لا نهر في جيوب أولاد الحارة/ خرجت أغيض براعم تلعب الغميضة/ إنه اللعب، إنه اللعب يا أطفال/ شقاوة ملطخة بدشاديشكم.
فهي عندما تقول (اجلس بأدب يا ولد وامش مرفوع الرأس) تختزل كل ما تريده الأم من الولد مقابل تضحياتها، تريده أن يكون شيئاً، رقماً مضاعفاً وليس مجرد هامش تتخطاه الأحداث، تريده حياة وتفكيرا وتطلعا وحب اكتشاف ولا تريده أن يكبر وتكبر معه القسوة فيفجر ويدمر دون أن يوخزه ضمير، يفعل كل ذلك مرة باسم الطائفية ومرة باسم القومية والحزبية ووو.
تلك الرصاصة التي/ ستصبح أسرتي المقبلة/ حقاً لست بحاجة / إلا لمزاج الدوي.
هي تخاف من هذه النهاية، تريد أن توقف المسير نحو هكذا نهاية لأنها مقلقة، فهذا الكائن الصغير سيتحول غداً إلى كائن كبير يؤثر ويتأثر ويغير العالم نحو الأفضل أو نحو الأسوأ.
سيقرؤون في كتب التراب/ عن أطفال وعن أغلفة الرصاص/ ابتنوا لهم بيوتا.
والشاعرة في قصيدة (امرأة واحدة لا تكفي ) تختلق صورا مدهشة وتغرقها في اللامعقول فتنبثق منها لوحات يقطر منها اللون والطعم والرائحة، وتصور هاجس الرجل عندما يبحث عن المرأة وهاجس المرأة عندما تبحث عن رجل ولا غنى لأحدهما عن الآخر.
من دون قلم يشاكس أوراقي/ أو استئذان حائط مغفل/ تحت شجرة لا فصول لها/ جلست على فؤاد التراب/ اكتب بأصابعي عن مدرسة تعرت للهواء/ وأنتقي من النجوم امرأة واحدة/ تتسع لمناخ استهزائي ببطاقة رعناء.
وإذا التقى الرجل والمرأة تبدأ بينهما المد والجزر وكأنهما نقيضان فتظل علاقتهما متوترة، أحاول أن ارسم فيه/ إوزة تهرب من ذكر يلاحقها/ أو حمامة يجلس الشباك بحضنها/ أحاول أن أثقب الريح/ لأرسم لمدرستي بابا.
إنه اللجام الذي يعيق الفرس الجموح من الانطلاق، يعيق الإنسان الطموح، فعالم هذا الطفل الذي يكتب المذكرات مغلق يحتاج إلى باب وذكرياته بلا أذرع:
أيكفي أن أقول/ باقة الورد تغري الألوان/ أم الرغيف يعري الدنيا من ملابسها.
فالشاعرة هنا تضع مؤشراً دقيقاً على سبب بلاءات الدنيا وهو الرغيف والطعام.
ولعل من مهمات الشاعر الرئيسية اجترار الذكريات وتصويرها بطريقة تستجلب الدموع حتى تتحول تلك الجماليات الطفولية إلى عذابات لاسعة، إذ إن كل ما في حياتنا ورق حتى القارب الذي نسير فيه ورق.
قاربي الورقي يجدف بالموت/ غيمات بلعن أرياقهن/ قاربي الورقي لم يرفع رأسه عاليا/ لأن الطير بلا أجنحة/ والنخيل أعقاب سجائر.
وهل مصير أعقاب السجائر إلا الرمي، وتجار الحروب قد اقتلعوا النخيل من مدينة النخيل من دون أن يعرفوا لها قدرا، ولقد قاموا باقتلاع النخيل أمام أعين الشعراء من دون رحمة.
والشاعرة تبلغ قمة حزنها عندما تقول بنبرة أشبه بالنشيج: يا ناقلات البارود/ خذن صوتي لمن لا ابن يأتيه ليلاً
وهي أم وتعرف ما معنى إن يتأخر الابن في العودة وما معنى أن لا يعود أصلا وتمارس الجدلية الموضوعية في الكثير من مقاطع الديوان عكس الإنسان الذي ينتقل من الموضوعية إلى الحالة الجدلية العبثية المضرة والجدل طبع والمشاكسة جزء من الجدل: لماذا نصر على أن تكون/ للبيوت سقوف/ وللطرقات جسور/ لماذا نعشق؟/ نضاعف صفير الحراس/ ونقفز من النوافذ للمشاكسة.
والروح التي تسكنها لا تقبل بالضيق والزنزانات الانفرادية، تنشد الانعتاق حتى أن الفضاء لا تكفيها وبساتينها أطرقت برؤوسها وأشجارها نسيت الكلام ويا لبقايا الحرب:
ضيق ولئيم هذا الذي يدعى الفضاء/ الفضل للبساتين/ المطرقة الرؤوس/ وللأشجار التي نسيت الكلام/ بعيداً براءتي كطفل بلا أذرع.
وقد وجدت أن عبارة (بلا أذرع ) و(أوجه المستحيل) تتكرر عندها وهي كناية واضحة عن الإحباط في عدم تطويع العالم فتحتاج والديها لتلقي الحكمة منهما وهي ضالتها، فرصة ضئيلة أن أرى بخزانة أبي بعض الكلمات/ ثلاثة كتب مندسة بين ملابسه/ فرصة ضئيلة أن أحصل على شيء من أبي/ بين ورق له شكل تراب
فهي إذاً تعيش أحياناً حالة الفزع الأكبر: لماذا الرجال هواء/ والتناسل نار/ ما معنى الإصغاء لطنين؟
إذاً أين الأشياء الجميلة أمام هذا الإغراق في القتامة: (الموت وحده اليقظ) وهو المصير المحتوم الذي ينتظر الجميع (موت) والذي هو نهاية الجمال واليفاعة:
سلمى جذع/ مريم زمان/ كلتاهما جثتان/ عالقتان في المكان.
وإذا كان الموت هو النهاية وهو المصير وهو القدر فلماذا نخافه، لماذا لا نجمله ببعض الألوان، نخفف وطأته. وها هي تخصص قصيدة كاملة لهذا الهدف عنوانه (تجميل الموت) وهو عمل مستحيل لأن الموت فظيع، فهي من أجل ذلك تقوم بوشوشة الصور للذين يلتفون بحبال الموت ويبتهجون في صدر المعنى وفي مصابيح الشارع.
ويحدث أن يقال إن القصيدة الحديثة هي مؤامرة على قصيدة القريض ولكني عندما أقرأ مثل هذا النص أتراجع تماماً، لأن مثل هذه الدهشة لا نجدها في القصيدة العمودية:
مصابيح الشارع/ تجاعيد تقتفي خطى الأعمدة/ أرتب حجرة الساعة/ أعلق عليها جسدي الطافح بي/ أين الشرايين؟/ قلبي لم يتكتك/ لأن غبار المصابيح حائط وبيت.
وفاء عبدالرزاق لا تنسى الحصار وهو وجه آخر من وجوه الحرب وأحد آثارها، والحصار أمر مفزع والأكثر فزعاً أن يكون ثياب الإنسان فوق جسم الحقيقة وينفتح ليعد عظام صدره:
ثيابي فوق جسم الحقيقة/ إزار بلا أقمشة/ أتفتح أعد عظام صدري.
وفي قصيدة زجاج السر، والزجاج يفضح السر إلا إذا أعلن عنه سلفاً بأنه قاتم وكثيف ومظلل وإلا فإن الزجاج بلا صفة يعني الشفافية التامة، فيها دق على باب الرغبات بإثارة قريبة جداً من الحقيقة.
ليست للدود ضحية غيري/ أيها النهر، ألك رغبة انتهاكي؟/ النخاس يرفع يده/ ليصفع المدينة.
ولكنها في إحدى صورها لم تكن موفقة حسب قناعاتي إذ ليس كل المومسات غير مهذبات ولا كل العفيفات مهذبات فالعملية نسبية وما طرحته ليس مستحيلا:
نصف آخر/ بتهذيب شيء يتلاشى/ من يهذب مومساً/ عالقة في وسخ مقاهي الحارة.
على أن استخدام مفردة النخاس عمل ذكي لما في الكلمة من إيحاءات ودلالات إذ ماذا يفعل النخاس سوى الاتجار بمن لا حول لها ولا قوة والإناث صنف إذا انتهكت انتهكت المدينة بل وانتهك العالم.
الوطن، لم تبتعد عنه الشاعرة إذ إن كل غنائها وبكائها للوطن ولكن عندما يبلغ الإحباط بالشاعر مبلغه ويتمادى الوطن في غيه بلفظه أبناءه خارج الحدود ينفجر هكذا في وجه الوطن ويصرخ:/ قبيح وجهك يا وطن.
وكما قال آخر: لم نمت ليحيا الوطن، لنحيا نحن ويموت الوطن
والشاعرة تدعي بأنها أخت للوطن جاءت بهما أمها من رحم واحد والإخوة تبقى رغم العقوق أنجبت توأمين سمراء الحق/ أمي/ أنا والوطن. ولأن الموت آخر الأشياء فإنها جعلت (صلاة الموت) آخر القصائد في المجموعة فالموت نهاية النهايات حيث يفنى كل شيء والموت نفسه يبقى يمارس هواياته يوميا:
لا يمكن أن يموت ورد/ لقد أخطأ القبر/ لا تحمله وزر توريتك
إنه مجرد تمني وإلا فإن مليون وردة تموت كل يوم ومليون وجنة استعارت حمرتها من الورود تودع ظلمات الأرض يومياً: اخرجوا/ قاعة الدنيا تحطمت/ رقبتي عن جسدي انفصلت
هذه آخر كلمات الديوان وهي اختزال لقيامة الفرد الانفرادية.
فهل هذه هي كل مذكرات طفل الحرب؟ كلا فلكل حرب مذكرات والحروب كالمطر لا تنتهي ويظل الطفل يعاني وتظل لغة وفاء عبدالرزاق بسيطة تقطر تعقيداً أو معقدة تقطر بساطة، لا أدري أيهما أختار غير أن رصيدها هو بحر من الكلمات وقدرة على مزج الألوان، وأن خيط الطفولة يوحد نصوصها، وديوانها هذا هو سفر دافئ مع نهر عذب اسمه الطفولة، والشاعرة استفادت من تجاربها السابقة في إخراج هذا العمل الذي نال جائزة الميتروبوليت نقولاوس نعمان للفضائل الإنسانية.
والطفل الذي لا يحتمل صفعة وينكسر لحرمانه من لعبة صغيرة توجه إلى صدره الطلقات وتحرق عليه داره ويواجه أحياناً بالسلاح النووي، إنها سخرية القدر.


المصدر : جريدة الوقت







 
رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 06:02 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مينا البغدادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية مينا البغدادي
 

 

 
إحصائية العضو







مينا البغدادي غير متصل


افتراضي رد: وفاء عبد الرزاق ـ سلسلة مبدعات عراقيات معاصرات

الشاعرة العراقية المغتربة وفاء عبد الرزاق .. ومكابدات الانسان في النص الشعري



ـ خالد شويش القطان ـ مركز النور





تنتمي الشاعرة وفاء عبد الرزاق الى جيل شعري عراقي ذاق مرارة الديكتاتورية في بلد كان يحكمه طاغية وفق اهوائه وسياساته الحمقاء، التي جرّت على العراق وشعبه ويلات الحروب والحرمان من ابسط الحقوق الانسانية، فجاءت قصائدها محملة بالهم الانساني اليومي والتوق الى حياة متحررة من كل اصناف العبودية .
وفاء عبد الرزاق شاعرة تمتلك ادواتها الكتابية الشعرية ولها اسلوبها وبصمتها الواضحة على خارطتي الشعر العراقي والعربي، فنجد مفرداتها الثرّة تنبض بالوفاء والحنين الى وطنها الذي غادرته منذ عقود من السنين، وتفيض نصوصها الشاعرية شجنا ولوعة انسانية تعبران عن عمقها الانساني التواق الى عراق معافى، وتختزن قصائدها جذوة عشق صوفية لا تنطفىء موسومة بمخيالية واسعة ولغة عالية نابضة بالحياة . وهمّ الشاعرة الانساني الكوني هو ما يميّز كتاباتها ويطبعها بالسمة العالمية، كما ان نصوصها تحمل ابعادا دلالية وصورا شاعرية فذّة تسحب القارىء الى مناطق روحية يجد من خلالها ذاته، وما تكتبه يمثل الاغلبية العظمى من العراقيين الذين عانوا ومازالوا يعانون ألم ومرارة الغربة في اي مكان يرتحلون اليه، والكثير من قصائدها تنطوي على تعابير انسانية تتغلغل بين المفردات . وتمتلك الشاعرة وفاء تكنيك شعري مبهر في ما تقوله من خلال كلماتها وما تريد ان توصله الى المتلقي، كما انها تضمّن في عدد من قصائدها الميثولوجيا الدينية، التي تاتي موفقة في مواضع عدة من القصيدة، نابضة بانفعالات رؤيوية تمنح النص الشعري ديناميكية تفاعلية مع القارىء، ونصوصها عميقة في افكارها ومدلولاتها المحمّلة بالمعاناة التي تحفر في ذاكرة الشاعرة .
الشاعرة وفاء عبد الرزاق، تكتب نصوصا ذات بناء شعري رصين وتحافظ على فكرة النص من بدايته حتى نهايته من دون ان تترهل القصيدة او تفلت من يدها الفكرة، او تنحى مناحي زائدة لا تخدم فكرة النص او بنائه اللغوي، وهنالك خيط سرّي يمتد من بداية النص الى نهايته، يشعر القارىء انه يقرأ نصا لشاعرة متمكنة ومتمرسة في الكتابة . فالشاعرة وفاء مجدّدة ومتألقة وفي اية لهجة تكتب بها نصها الشعري، سواء بالفصحى او باللهجة الشعبية العراقية الدارجة، فكلماتها الشفافة والرقيقة تدخل الى الذات الانسانية من دون استئذان ومن اوسع الابواب، والشاعرة تتمتع بخيال خصب وخزينا لغويا غنيا بالمفردات الشاعرية الرائعة، كما انها تكتب قصائدها بلوعة مختزنة في دواخلها .
قرأت للشاعرة وفاء عددا من النصوص الشعرية، وارى انها قد كوّنت لها خصوصية في كتابة النص الشعري الذي ينطوي على دلالات ورؤى كونية انسانية يصوّر المأساة الانسانية وعذاباتها على وجه المعمورة، وهي تحمل همّا انسانيا عالميا، لا يقتصر فقط على معاناة شعبها في العراق الذي كان محاصرا بآلة الارهاب السلطوية الديكتاتورية المقيتة، واليوم محاصرا بآلة الارهاب الاعمى الذي يحصد الارواح البريئة من المدنيين المسالمين العزّل .
والشاعرة تعي ما تقوله من خلال نصوصها، ولها حضور ثقافي واسع في اماكن عديدة، فهي تكتب معاناة الانسانية وتستصرخ الضمير الانساني من اجل انقاذ الانسان من عذاباته ومكابداته اليومية، وتحمل في حلّها وترحالها تصورات ورؤى واضحة عن واقع الانسان المهمّش والمسحوق تحت عجلات الديكتاتورية، لا سيما الانسان العربي الذي يكابد ضغط الانظمة السلطوية الشمولية العربية، التي لا تحسب اي حسابات لشعوبها المقهورة، وطموحاتها للعيش بحرية وكرامة يتوق اليها الانسان العربي ويتطلع اليها كل يوم .
فجاءت نصوص الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق محمّلة بدلالات رمزية غاية في الروعة والاتقان والبناء الشعري الرصين






 
رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 06:05 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مينا البغدادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية مينا البغدادي
 

 

 
إحصائية العضو







مينا البغدادي غير متصل


افتراضي رد: وفاء عبد الرزاق ـ سلسلة مبدعات عراقيات معاصرات

وفاء عبد الرزاق لغة جديدة في الشعر الشعبي

محمد علي محيي الدين



abu.zahid1@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 2788 - 2009 / 10 / 3
المحور: الادب والفن
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

وفاء عبد الرزاق شاعرة بصرية لها امتدادها الشعري في الخارطة العراقية و لها حضورها المتألق في نوادي الشعر ومنتدياته بما قدمت من قصائد رائعة حازت الإعجاب والتقدير،وشاركت في الحياة الثقافية من خلال اهتماماتها المتنوعة التي لم تقتصر على الشعر الشعبي ،بل كانت لها قصائدها الفصيحة ومشاركتها الجادة في الإنتاج الثقافي في مجال القصة والرواية وكتابة الخاطرة،ولغرض الإلمام بما قدمت هذه الأديبة الشاعرة رأيت تقديم نبذة بسيطة عن نشاطها الإبداعي قبل الولوج في عالمها الشعري ودراسته،فهي من مواليد البصرة الفيحاء،درست في مدارسها وحصلت على دبلوم المحاسبة ،وهاجرت إلى بلاد الغربة لتسكن مدينة الضباب وتمارس نشاطها الإبداعي من خلال منابرها الثقافية فكان لها حضورها المتميز في منتديات العاصمة ،والمشاركة الفاعلة في الأنشطة الثقافية فيها مما أهلها أن تأخذ مكانها بين الجالية العراقية هناك،فهي:
سفيرة نادي ثقافة أطفال العراق الأيتام - لندن م ( النخلة البيضاء) و المديرة الدولية للمشاريع الخيرية والإنسانية لمؤسسة النخلة البيضاء و المديرة التنفيذية ومسئولة المتابعات الخارجية لمهرجان العنقاء الدولي الرحال ،وقد حازت على جائزة المتروﭙوليت نقولاَّوس نعمان للفضائل الإنسانيَّة لعام 2008 عن مخطوطها المعنون (من مذكرات طفل الحرب) لبنان،و جائزة ( قلادة العنقاء الذهبية للإبداع) التي يمنحها ( مهرجان العنقاء الذهبية الدولي ) لعام 2008، وعلى وسام الوفاء ( نادي ثقافة الأطفال الأيتام) و شاركت في تأسيس ( كالري النخلة البيضاء) و ( دار النخلة البيضاء لرعاية وتأهيل أطفال الشوارع) العراق،وهي عضو في حركة شعراء حول العالم ، شيلي،و عضو مؤسس في مؤسسة رسول الأمل ، لندن،و عضو في منظمة كتاب بلا حدود ألمانيا،و عضو في رابطة الأدباء العرب. مصر،وعضو في منتدى الكتاب المغتربين لندن،و عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق،و عضو إداري في المنتدى العراقي لندن، وعضو في الملتقى الثقافي البحرين،وعضو في الملتقى الثقافي العراقي سوريا،وعضو في منظمة كتاب بلا حدود ألمانيا وعضو في رابطة أديبات الإمارات.وعضو في جمعية الشعراء الشعبيين العراق .وعضو في منتدى القصة السورية سوريا.وعضو في اتحاد كتاب الانترنيت العرب،وقد نشرت في العديد من الصحف والمجلات العربية و تُرجمتْ بعض أعمالها إلى اللغة الانجليزية والفارسية والفرنسية والايطالية والتركية،و ساهمت في العديد من المهرجانات الشعرية والأمسيات الثقافية عربياً وعالمياً،و شاركت في مهرجان السلام العالمي للشعر ، فرنسا،وقد ترجمت بعض الأعمال الشعرية إلى اللغة الفرنسية في موسوعة السلام العالمي للإبداع،و ترجمت إشعار ( من مذكرات طفل الحرب ) إلى اللغة التركية ضمن موسوعة السلام للطفل، وترجمة ديوان (من مذكرات طفل الحرب ) إلى اللغة الانكليزية والفرنسية والايطالية ،، ضمن مشروع فلم يدعو إلى السلام العالمي باسم الطفل العراقي وستصاحب عرض الفلم بعد انجازه تظاهرة فنية أدبية وذلك بجهود فنانين وكتاب وشعراء آمنوا برسالته وتطوعوا للعمل في هذا المشروع.
ومن دواوينها المطبوعة،هذا المساء لا يعرفني /حين يكون المفتاح أعمى / للمرايا شمسٌ مبلولة الأهداب / نافذة فلتت من جدران البيت / من مذكرات طفل الحرب إصدار باللغة الفرنسية لعام 2008 / من القارات الخمس / فرنسا - بالعربية ( دار نعمان ) لبنان/ أمنحُني نفسي والخارطة ( قيد الطبع ) العراق/ حكاية ٌ منغولية كتاب الكتروني/ البيتُ يمشي حافيا ، مخطوط، وفي الشعر الشعبي :مزامير الجنوب / أنه وشويّة مطر/ قوّسَت ظهر البحر/ بالگلب غصّة / مركب تايه،ولها المجاميع القصصية والروائية : إذن الليل بخير/ بعضٌ من لياليها (مخطوطة )/ تفاصيل لا تسعف الذاكرة ( رواية شعرية ) / بيتٌ في مدينة الانتظار/ أقصى الجنون الفراغُ يهذي ( قيد الطبع )/ السماء تعود إلى أهلها ( قيد الطبع )وربما هناك آثار أخرى فاتنا الإشارة إليها.
تميز شعرها الشعبي بخصائص متميزة فقد استطاعت توليف المفردة الشعبية بما يتوافق والمتلقي من الجالية العربية التي اتخذت من المنافي سكنا لها،ولحاجتها في إيصال ما تريد اضطرت للابتعاد عن غريب اللغة واللهجة الشعبية باختيارها لمفردات يمكن تفهمها من قبل الآخرين،في محاولة لجعل الشعر الشعبي العراقي مقبولا من المستمع الذي يجهل طبيعة المفردة الشعبية ومعناها،لذلك لجأت لاختيار لغة وسطية بين الشعبي واللغة المحكية المتداولة في الأوساط العربية،فليس من الصعوبة بمكان على العربي تفهم ألمفردة الشعبية العراقية لقربها الشديد من الفصحى عند إعادة الحروف المهجنة الى طبيعتها الأصلية ،وتحت يدنا آلاف المفردات الشعبية التي هي فصيحة ولكن تناسها الكتاب لاعتقادهم بعاميتها.
وتميز شعرها بالدفق والحيوية والصورة الموحية المجترة من الواقع الملموس فلا غرابة أو تعقيد وإنما هي صور تلونت بألوان قزحية تأخذ من مخيلة القارئ مكانها لما فيها من واقعية ممزوجة بخيال شفاف أعطاها بعدا جماليا يأخذ بالألباب ويجعل المتذوق غارقا في دوامة من الترقب والتلهف لاجترار الصورة الآتية التي تأتي دائما في مكانها فكأنك تشاهد لوحة خطتها يد فنان ماهر فلا تعقيد أو نشوز في المتخيل ولا ابتعاد عن واقع وإنما هي تجليات تجدها غائرة في داخلك آن لها أن تظهر من خلال دفق الكلمة الشاعرة ورقة المفردة الموحية ورهافة الحس وانسيابية القافية وروعة الإلقاء بتلك الرقة والغنج الأخاذ،وتتراكم أمامك الصور بتجليات تجعلك تطوف في عالم سحري خلاق:
علـّمتني شلون أحبك ..هسّه جاي تريد أنسى ؟
علـمتني حدودي تتلاشى وتذوب
وبحدودك صافية تغفى الذنوب
وعلّمتني شلون أحط شفتي على وردة وعنها أنوب
عطبّت گلبي بجمرتك گتله توب
علــّمتني شلون أضم جمري بحسرتي وبيها ألوب
علــّمتني تبعد بروحي أعتنيك
وعلـّمتها الوحشة تذبل من تجيك
وشاورتني تعافي بيـّه وشاورتها
جروحي تتعافى بحزنها
وعلّمتها تصير عين تلملمك لفة جفنها
وتغفى بسوادة حضنها
وطاوعيت دموع عيني بيدك تمسّح تعبها
ومن تسافر سِچّـة چتافك لعبها
وأنتَ غفران السوالف يدفن سنينه بذنبها
هسّه جاي تريد أنسى وعندي لك گعدة فياي
وعندي لك شكبان ماي؟يعطش بساحل حنيني
ينشد حروف الرسايل بيا حرف ترضى تجيني
بالنفس أعلـگ شمعتك وأضوي بدموع الشموع
هسّه جاي تريد أموع
نيّمت آخي بحلمها
هسّه جاي تريد المها
تريد اصّحيها وأعيد
واطلع بمودة عذابي ..عيد لابسني جديد ؟
شلون اشيل النزِف بيدي ..شلون اهيد
انت ﮔتلي النهر يفرح من يفيض
وفيّضيت سماي عيني وأنت گيظ
وإشتراني الليل وبأيدك بعتني
مشـّطتها الـﮔذلة ﭽرغد ..بيها يتلولح جبيني
صَبّغت گـصتي بسوادك ..ولسّه أحسّك ماي عيني
علّمت روحي تحبك ..لا الوكت خلاّني أنسى
ولاني منّه تعوّديت
عوَّدت سَچّـين ظهري تنحني
لا هي ملـّت ..ولاني ملـّيت وحنيت
هسّه بصدودك حنيت
علـّمتني بيك أحبك
شلون..بيك..تريد..أنسه؟ .



ـ المصدر : الحوار المتمدن







 
رد مع اقتباس
قديم 03-12-2009, 06:12 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مينا البغدادي
أقلامي
 
الصورة الرمزية مينا البغدادي
 

 

 
إحصائية العضو







مينا البغدادي غير متصل


افتراضي رد: وفاء عبد الرزاق ـ سلسلة مبدعات عراقيات معاصرات


الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق :
لا مكان للحب في أزمنة الحرب

أجرى الحوار - أكرم التميمي:


شاعرة يرتعش النهر بين عينيها فتتفجر الينابيع شعرا تملأ لغتها الشعرية الخاصة بها وتتوالد صورا غنية ببعدها الإنساني وبابتكارها الذي يغمر القاريء حين تسمع قصيدتها الشعبية تشعر إن السطوح تلتصق بك رغم البعد وتنقلك إلي المواقد التي تترجم سلالة الضوء.
جنوبية الهوي بصرية التربة عراقية الانتماء، لم تساوم علي وطنيتها وانتمائها لأرضها ربما لان المياه لا تضطرب إن أعاقتها الصخور، أو ربما ان كل الشجر الغريب بنظرها مجرد وهم، وقد ترجمت هذا في إحدي قصائدها الشعبية حيث أن اتساع الأخضر في الحدائق العامة صحراء ان لم يتشبع بهواء العراق. وهي التي تنادي الوطن بهذا المقطع مصورةإن كل العواصم غريبة عنها إن لم تأخذ شكل الوطن.
صور لم يتناولها شاعر من قبل وأسلوب حداثي أضاف للقصيدة الشعبية العراقية إضافة الضماد علي الجراح، أما قصيدتها الفصحي، فتستدعي الانتباه إليها كحالة نقدية، والالتزام بالصمت كحالة قرائية. لا يسعنا إلا أن نقرأ وفاء بصمت لندخل معها عالمها الشعري.
وبكل فخر نقولها شاعرة عراقية بل عربية بطاقتها الشعرية المتواصلة العطاء وبحضورها المتميز في الساحة الأدبية استطاعت أن تتبوأ مكانتها المرموقة بين المبدعين عراقياً وعربياًً، ربما إني لا أغالي لو قلت من يقترب منها كإنسانة يشعر انه أمام البصرة كلها. حيث تمكنت من تحديد عملها الإبداعي في ديوان يترجم الإبداع الأدبي بحقوق الإنسان في طفل الحرب .
طفل الحرب واحد من الأعمال والدواوين التي تعكس متابعتها للأحداث ومجريات التغيير.
ولتسليط الضوء أكثر علي وفاءعبدالرزاق ننطلق الي حوارنا معها…
في الإبداع المتنوع بين الشعر الفصيح والعامي والقصة والرواية؛ ألا تبعدك هذه الهواجس عن وفاءعبدالرزاق الإنسانة؟
- أجمل حصار تعيشه وفاء الإنسانة كما تفضلت، هو حصار الإبداع، والدفاع عنه وبه ومن خلاله لتصل الي الآخرين، إلي الاشمل والأعمق من الأنا.
الإبداع ليس بعابر سبيل بل هو السبيل بعينه شرط ان يتوحد بذاته الإبداعية وبهمه الجمعي لخلق نص باحث عن الحياة، وأن ينظر بعين المكتشف الخلاّق لما هو واقع ليجعل منه حالة شعرية تكون مصدر الهامه لايكتب بها بل من خلالها يعبر إلي جسر الحقيقة ليأخذ بيد كل من يبحث عما يعطيه حقه في الإنسانية.
ألا يرهقكِ هذا التنوع؟ وفي أي فن نجدك أكثر من سواه؟
- أبداً.. الإرهاق بالنسبة للمبدع يعني البحث عن مصدر الهدوء، والكتابة ليست استراحة هادئة، بل هي مخاض صعب وولادة عسيرة بتضادها، ثورتها ورقتها وعذوبتها، والمبدع الذي أتعبه الخريف لينتظر خريفا آخر يحتمي به، لكن الذي أنجز مشروعا إنسانيا يتخذ من إرهاقه شمعة يستضيء بها مشروعه المستقبلي.
أما الرد علي سؤالك في أي فن تجدني فإني أقول: أنا شاعرة حتي النخاع، شاعرة في نصي الروائي والقصصي، وفي اليومي العادي، كذلك انا قاصة في بعض أعمالي الشعرية، طبعا دون قصد أو تخطيط مسبق وإلا أصبحت قصيدة فكر وعقل ومن وجهة نظري هذا النوع من القصائد يخرج ميتاً من رحم الكلمة، إنما كتبت الرواية بروح الشاعرة وحس الروائية ، كما دخلت الروائية بوعيها وفطرتها وحسها في صلصال الخلق الأول والماء الأول وأنتجتا معاً نصاً بعالمين شعري وروائي وأصبغتا بسِمتهما قصيدتي لتأخذ خصوصيتها.
هل تفكرين بالمتلقي حين تكتبين؟
- الشاعر الذي يفكر مسبقاً سواء في المتلقي أو ما يريد أن يكتب به أو عنه ليس بشاعر ، لأن الحالة الشعرية هي التجرد من كل الحواس الملموسة والإبحار في عالم له و ليس للآخرين ويعيش في روض له وحده، يشمه، يتنفس به، يذوب بمائه ليسيل عشقاً في سماء وجدانية تخيفه زرقتها لشدة نقائها، يقطف من روضه ما يحب ان يهبه للمتلقي ساعة عودته الي العالم المحسوس. وقتها يبدا السيد العقل والسيدة التجربة بوضع اللمسات الأخيرة. أما من ينتظر تصفيقاً ويخطط له كي يسمع الدويّ ، فهذا شاعر ينتهي بانتهاء رنين التصفيق ولا يستطيع أن يأخذ الجمهور ويشده إلي مساحته هو ليجد كل متلق في قصيدته ذاته ويشعر أن الشعر له وينطق بلسانه.
المبدع الوطني، هل هو الذي يكتب عن الوطن أم الوضع السياسي أم عن كليهما معاً؟
- لا يستطيع المبدع أن يضع نفسه في فضاء خارجي منعزل عن الواقع ، لأنه ينتمي إلي أرض ووطن وشعب ومسيرة حياتية، ونتاجه الإنساني يكون علي قدر معرفته ووعيه لمعايشة هذا الواقع. لكن عليه ان يكتب عن الإنسان الذي لا يعرفه السياسي، وعن سياسة الوطني في صون وحماية وطنيته من أي خدش سياسي. ثم من هو المبدع الوطني؟ هل هو من كتب عشرات القصائد هاتفا باسم الوطن راثيا كان أو محفزاً شاكياً؟ لا؛ الشاعر الوطني من انتمي إلي الشعب، وكتب بروح الشعب والأرض والماء البكر لخلق النطفة الأولي. لا أن يكتب عن اليتم او الفقر والعوز، بل بكلماته يبحث عن أبوّة لهذا اليتم.
يا طفليَ البحر
لأسميكَ طائراً
كي يطيرَ الأزرقُ بين نبوءتين
فأطلق جَناحيكَ واسمع رجعَ الشدو
عينايَ شرقٌ وقلبيَ غرب
فخذ ما تشاءَ من اتجاه
أبحر بانتشائيَ
أي طفليَ البحر
قيدني بدائرتكَ
ولتكن ماكرةً
أعشقُ مكرَ أفلاك ٍ
تمشي لترابٍ صامتٍ
يخلقُ انتماءه ويتشهّدُ.
تنزّه
أي بحريَ الطفل
علي الاّ يكون سواكَ
غطاءُ السرّ
ياحيّ أستغفركَ
ترشيحك سفيرة لأيتام العراق في لندن هل سيؤثر علي ابداعك الجديد؟
- بل أضاف لي مسؤولية جديدة تجاه أطفال بلدي والذين لم انسهم أبدا في كل ما كتبت شعرا أم نثراً، أطفال العراق أمانة في أعناق المسؤولين والسياسيين والضمير العربي قبل الغربي، والأمة العربية قبل الشارع الأمريكي والأوروبي،
والأمة الإسلامية قبل المسيحية، والوضع المأساوي الذي يعيشه أطفال الرافدين جعلني أتساءل: هل حقا نحن خير أمة أُخرجَت للناس؟ بصراحة، كلهم تواطئوا علي طفولة كل ذنبها أنها تنتمي للعراق. فليرحلوا عن طفولتنا وليبقَ الضمير الآخر، ضمير المبدع الوطني، وخير دليل علي ذلك مشروع النخلة البيضاء الذي يجاهد لانتشال الأطفال من جور الشارع والتيه والبحث عن الأكل في النفايات، والأخذ بيده ليصبح عضواً فعالاً في الحياة هنا الوطنية التي تحدثنا عنها قبل قليل .
ما هو مشروعك المستقبلي؟
- جاء سؤالك هذا إضافة لموضوع الطفولة ومسؤوليتي تجاهها. أقول: نعم، لي مشروع ضخم عملت جاهدة لأصل به إلي قلب البشرية جمعاء وسأستمر في العمل عليه حتي يتحقق مشروعي هو فيم عن ديواني من مذكرات طفل الحرب .
بهذه المجموعة صرخ الطفل العراقي ضد الحروب ودعا للسلام العالمي موجها رسالته إلي كل من يعرف الإنسان الذي بداخله محفزا له حاملا طفولته علي الكتف العالمي ليكون رمزاً لسلام أبدي. وأعلمك أن كل من ساهم معي في هذا العمل كان متطوعاً مؤمناً برسالتي معتبرا أن الطفل العراقي ابنه مناشدا معي ضمير الشعوب وليس الحكومات لأن الحكومات كلهم سماسرة حرب باعوا واشتروا بطفلنا كي لا تهتز عروشهم. تطوع معي مترجم الديوان إلي الانكليزية الشاعر السوري يوسف شغري وإلي الفرنسية الشاعر محمد رفرافي وزوجته السيدة فادية التي كانت تبكي دما وهي تقرأ المذكرات، وهما تونسيان يعيشان في فرنسا، كذلك المبدع والصحفي والناقد أحمد التميمي الذي يعيش في ايطاليا والذي ترجم العمل أيضا إلي اللغة الإيطالية، وكاتب السيناريو المخرج المسرحي عصام حسين وهو يعيش في لندن، إضافة إلي مساهمات من رسامين سيواكبون رحلتنا برسوماتهم من وحي الديوان. بعد انجاز الفلم سنقوم كلنا كتظاهرة تطوف العالم، وسنعرض الفلم في الساحات العامة أني توجهنا وليس في دور السينما أو أماكن مغلقة لأننا مؤمنون به أي الطفل العراقي ومتيقنون أن أرواح الأطفال التي حُرمت من طفولتها ستحلق فوق رؤوسنا وتبتسم في وجوهنا كوننا انتصرنا لها بالكلمة وليس بالدبابة او القذيفة. واسمح لي أن أوجه دعوتي لكل من يرغب بالمساهمة وله روح وطنية تؤمن بحرية الإنسان ان ينضم الينا سواء بإبداعه أو بتمويله ليتسني لنا عرضه قبل أن يطال الطفل رماد الحياة.
سؤالي الأخير، من هي وفاء؟
- أبعد كل هذا مازلت تسأل من هي؟ دعني إذا أتحدث عنها بشكل آخر: هي إنسانة إن عرقت نضحت عراقاً، وإن ابتسمت سال نهراها، وإن تحدثت نطق الشعب بلسانها، وإن أنت فهو أنينها. ببساطة جداً، هي عراقية الانتماء، بصْرية الهوي، جنوبية الترحاب، عراق صدرها يضم كل من ينتمي لعراق الكون ولكون العراق. و اسمح لي أن أنهي حديثي بقولي: أي شعبي العراقي.. أنت هويتي، بك انتميت لوطني وبك عشقته.
ـــــــــــــــــــــــــــ







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط