الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة > شرفة الروائع

شرفة الروائع نصوص خالدة ، خطتها أقلام عربية ، فاستحقت أن تخلد في هذه الشرفة .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-2015, 09:48 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر متصل الآن


افتراضي م و ن و ب و ل ي .. للقاص / عدي بلال .

( هناك أشخاص لا تتجاوز أحلامهم حدود اللعبة .. ولعبة الحياة أكبر من احلامهم )



مونوبولي


إنما النرد أرقامٌ وأمنيةٌ ، تمناها – هو - مع كل رميةٍ عشوائيةٍ ، يحاول جاهداً ان يصبغها بنكهة المنطق ، حين يُلقي به على رقعةٍ كرتونيةٍ ، رُسم على حدودها مربعات ٌ، وأسماء ٌ لمدنٍ تمنى زيارتها كثيراً ، وسجنٌ له بداخله ذكريات مريرة ، و صناديق حظٍ تشبه اليانصيب إلا قليلا ، ونقود مزيفةٌ وزِعت بالتساوي بينه وصاحبه ، ونقطة بدايةٍ تقف عليها قطعة ٌ بلاستيكية ، وأخرى تشبهها بلون ٍ مختلف .

وبينـّـا هو شارد الذهن ِ ، إذ يُشير له صاحبه : أن الق ِ بنردك ، إني أراك من المترددين ..!
فيلقى بنرده بعد أن طبع عليه قبلة الحظِ ، والأرقام تتقلب ذات اليمين وذات الشمال ، حتى استقرت على الرقم ( 6 ) .. فيبتسم وهو يقفز بقطعته إلى حيث أشار النرد .

( باريس ) يا مدينة الجن والملائكة ، كان مستمتعاً وهو يدفع بنصف نقوده المزيفة ، ويستلم صك ملكيتها أمام صاحبه ، وللحظات كان يشعر ببرودة الطقس كأنه يقف على شرفة برجها الشهير ..!
قال له صاحبه وهو يحاوره " أرأيت لو أنك َ استثمرت نقودك في غيرها ، لكان لك حظ عظيم " ، فهز رأسه في رفض ٍ كما لو أنه يعلم غيب النرد ِ ..!
التنقل بين المدن من خلال النرد يشعره بتلاشي الحدود ، وبانتصاره الوهمي على جميع السفارات التي رفضت أن تمنحه تأشيرة الدخول إلى بلادها .
كان يضحك على صاحبه كلما ألقى بنرده وحرك قطعته إلى مربع جديد ، ومدينة جديدة ، فيشتريها بأثمان قليلة ، ويقول له " إنك تضيع نقودك في مدنٍ لا تسمن ولا تغني من جوع.
فيجيبه صاحبه في ثقةٍ " سنرى من يكون له الغلبة في النهاية ، إني لأراك - عما قريب – من المفلسين .. " ، فيصمت صاحبه ويبتسم .

أمّـا هو .. فيلقى بنرده ، فيطأ مدينة ًجديدة ، ويرفض شرائها ، وعيناه لا تحيدان عن مدينة روما المجاورة لباريس ٍ التي امتلكها .. يحلم ببناء فنادق تُفلسِ نازليها ، وبنقوده التي سيستردها ولو بعد حين .

وإذ تراه فرحاً حين أعلن النرد استقرار قطعته على صندوق الحظ ، فيقول لصاحبه " آلآن سترى كيف سأقفز على كل المحطات وأتوجه إلى روما مباشرةً فأشتريها، وستعلم يا صاحبي من منـّا حظه اليوم عظيم "

( اذهب إلى نقطة البداية ، ولك من النقود مائتين )

يقرأ تلك البطاقة ويستبشر خيراً ، ويحرك قطعته إلى حيث أشار له النرد في استعداد منه لرميته القادمة ، ولا زال صاحبه يمشي الهوينة ويشتري المدن في تأنٍ وحكمةٍ .

يتمعن في قلقٍ أملاكه بعد الدورة الأولى ، والتي كان له من الحظ فيها ، ثلث النقود وصك ملكية باريس ، ولا يزال في تمعنه حتى يستفيق على كلمة صاحبه ( العب ) .

فيتمتم في أذن النرد وهو يلقيه ، ينشده التوقف عند الرقم ( 5 ) ، والنرد كمن يضع أصابعه في أذنه ويستغشي ثيابه ، فتارةً يستقر على مدينةٍ أخرى فيرفض شراءها ، وتارةً يلقي به إلى الصندوق مرةً اخرى .
وصاحبه يتداول النقود والشراء والبناء ، فيبني البيت تلو البيت والفندق تلو الفندق ، ويرنو إلى موعد سقوط قطعة غريمه على أراضيه ، فيسلب منه ثلث نقوده المتبقي .

( اذهب إلى مدينة روما )

يقفز ضاحكاً ويصفق في ابتهاجٍ حين يقرأ تلك العبارة ، ويقول لصاحبه في ظفر
" آلآن سأشتريها "
يشعر بالحظ يبتسم له ، ويعكف على عد نقوده التي لم تكن كافيةً لشرائها ، فيدفع بما لديه ويرهن صك ملكية باريسٍ ، فتصبح روما – ولو لوهلةٍ – ملكاً له ، حتى وإن أفلس .

رهن مدينة باريس كان يؤرقه ، ودقات قلبه تتزايد مع كل رميةٍ للنرد ، والنرد يقفز بين المدن ، فيطأ بيتاً لصاحبه تارةً ، وتارةً اخرى يعلق في شرك إحدى فنادقه ، فيطالبه صاحبه بالسداد ويعجز على تلبية طلبه ..

يتهاوى برج باريس ٍ أمامه ، ويسقط حق ملكيته لها لبنك اللعبة ، وبرج بيزا يزداد ميلاً مع كل رمية نرد له حتى كاد ان يهوي على رأسه ..!
صوت من حولهم يخفت رويداً رويداً ، والظلام ينتشر بسرعة كما النار في الهشيم ، يرافقه صوت السجان آمراً ( ناموا ولا تستيقظوا ) ..

يفرح هو بقدوم السجان ، ويهمس في أذن صاحبه السجين ( غداً ستكون باريس وروما ملكي ، ولسوف تراني أقف على برج بيزا ، ولن أقع على أرض الزنزانة مرة ً أخرى )
يبتسم له صاحبه ، ويستسلمان لنوم عميق .

تمت






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط