العصفور النونو

[د.أيمن الجندي]

العصافير تلعب ولا تستمع لنصائح ماما ولا يوجد عندي شك في ذلك.
أتصور حواراً كهذا وقع بين العصفورة الأم وابنها العصفور الصغير :
- لقد كبرت الآن ويمكنك الاعتماد على نفسك في جلب الطعام لنفسك ..عهد الدلع انتهي ..حكاية أن أدوخ أنا سبع دوخات لأحصل على نصيب اثنين من الحبوب والأرز ..وكنت تأكل طعامي كله وتتركني على لحم بطني ..وغد كأبيك النذل الذي تركني وراح يتصرمح مع العصفورات الصايعات .
المهم أن تعرف أننا - جنس العصافير- نحتاج إلى الطعام باستمرار فمعدل الهدم عندنا عالي جداً، ذلك أننا نطير باستمرار وبسرعة خاطفة ولذلك فلا وقت لدينا للهو ..أفهمت ؟ عهد الزقزقة انتهى ..عهد الروقان خلاص.
مفهوم؟
لقد علّمتك الطيران في الأسبوع الماضي ولكن تذكر ، لست بارعاً إلى الحد الذي تظنه ..فليكن طيرانك بالقرب من الأشجار ولا داعي للطيران في مساحة مكشوفة طويلة ..
تمام؟
حينما تحلق في السماء ستفتنك زرقة السماء وطهر السحاب، مع ذلك لا تغامر بالصعود فهناك طيور جارحة طعامها العصافير الصغيرة التي لا تسمع نصائح ماما .. لا تقترب أيضا من الأرض فهناك كائنات مزعجة يسمونها الصبيان، أصواتهم عالية جدا ، ويضربون بعضهم البعض دون سبب ثم يتصافحون بعد ذلك في ود ، ويأكلون كثيرا ويخربون كل شئ ، ويحملون أشياء مؤذية جداً. إذا رأيت ماسورة طويلة وصبي ينظر نحوك من خلالها بعين واحدة فلتهرب بجلدك وكأن الجحيم يطاردك ، لا تحاول التظاهر بالوقار ..فاهم؟ انسحب بطريقة مهينة وإلا ستجد في مؤخرتك شيئا في حجم حبة الأرز ولكنها مؤلمة وقاتلة..
...................
والآن يا عزيزي العصفور اذهب إلى حال سبيلك والسماء تحرسك..
هكذا كان وداع العصفورة ماما لأبنها مؤثرا كما ترون ، تعانقا وصوصوا ورفرفا بأجنحتهما ثم طار العصفور الصغير مبتعدا ...
الحقيقة أن العصفور الصغير لم يستمع لكلمة واحدة من وصايا ماما ، لقد كان يفكر في المرح المقبل، قال لنفسه : ماما خوافة جداً، الطيران لذيذ ولا أتعب منه أبدا ، واللهو ممتع والأرز بالهبل.
أنا فرحان لأني صرت أطير كالعصافير الكبار والحمد لله لا توجد عندنا مدرسة، والكل يحبني جداً خصوصاً هؤلاء الفتيان الصغار الذي يغمزون له بعين واحدة ويلوحون له بماسورة طويلة يبدو أنها مليئة بالأرز الجميل.
يا سلام ...لا بد أنهم معجبون بي جدا وإلا يصوبون نحوي تلك الماسورة الطويلة المليئة بالأرز..
حقاً يالي من محظوظ.

------------------

[يافا احمد]

صباح الخير دكتور ايمن
قصة جميلة بكل بساطتها وبكل ما وراءها
لن ازيد الا ربنا يحمي العصفور الصغير
واسعدتني هالقصة وشكر لك

[د.أيمن الجندي]

نقلت أمنياتك للعصفور النونو فقال لك لا تقلقي يا يافا فعمر الشقي بقي