لغة الشعر ولغة النثر

[عبدالله باسودان]

لغة الشعر ولغة النثر

كما أكدّنا في أكثر من د راسة عن الشعر، كان شعراً عربياً أو غير عربي، قديماً أوحديثاً أن هناك ما يشبه الإتفاق عليه بين الشعراء والنقاد خاصة الشعراء الحدبثين غيرالشعراء التقليدين على أن للشعر لغة خاصة يه تمتاز بسمات دلالية تختلف كثيراً عن لغة النثر،حيث أن لغة الشعر هي في الواقع لغة النفس أي ما يصدرعن النفس بما يحيط بها من توترومعاناة وقلق وتمزق وتفاؤل وتشاؤم وأنفعال تحيط بعوالم الشاعر. و هي في أبسط مفاهيمها طريقة في الأداء الأدبي تعتمد على الإيحاء بالرموز وإثارتها بدلاً من تقريرها أو تسميتها أو وصفها.
وقد عبر عن ذلك سان جون بيرس بقوله أن الشاعر هوابن الدهشة التي تنبثق من
أعماق النفس. في حين أن لغة النثركما عبرعنها الكثيرون من دارسي ونقاد الشعر بأنها لغة
العقل، أي لغة المنطق والأفكار والدراسات، وما شابه ذلك، وسيان بين لغة العقل ولغة النفس.وتأكيداً لما نطرحه في هذا البحث نقول أن الشعر والنثر هما جناحا الأدب، ومن المستحيل أن توضع الجناحان في موضع واحد، إذ لابد أن يكون كل جناح في موضع مستقل عن الموضع الأخر. لذلك نضرب مثلا بإحدى القصائد التقليدية للشاعر العراقي معروف الرصافي الذي يقول فيها :

من أين يرجى للعراق تقدم
وسبيل ممتلكيه غير سبيله

نرى التساؤل في هذا البيت منعدماً كلياً من أي قرب نفسي، حيث أن النفس لا تتلقى أي معادل منطقية، أو فكرية، وإنما المعادلات المنطقية والفكرية يتلقاها العقل، حيث إنها من اختصاصه، العقل وحده هو الذي يتفاعل معها.

[سمر محمد عيد]

جميل ورائع....
هناك من يؤيد الشعر لحناً وموسيقى عذبة تداعب الروح..
وهناك من يحتاج النثر أسلوباً مباشراً لطرح الأفكار من خلال القصة والرواية والمسرحية وغيرها..
فأنا مثلاً-وأعوذ بالله من كلمة أنا-
أحب الشعر جملة وتفصيلاً..
استمتع بقراءته وسماعه في معظم الأوقات..
أما النثر -فيما عدا الخواطر إن كانت نثرا- فتحتاج إلى وقت محدد وتركيز معين وتأهب تام من العقل وهو رجل الأعمال الدؤوب في حياتنا...
خطوة رائعة أستاذنا القدير...
سأعود ان شاء الله ونرى اضاءات مشرقة ومشرفة
من تاريخ أدبنا العربي القديم والحديث،
في الشعر والنثر بمعيتك أخي الفاضل عبد الله..

[عبدالله باسودان]

شكراً أديبتنا الرائعة سمر عيد

نسأل الله أن تهل الأعياد قريباً على سوريتنا الحبيبة يا سمر.
إن شاء الله سنتناول قريباً قراءات من عبق تراثنا الأدبي

دمتِ مع كامل ودي وأطيب أمنياتي.

[سلمى رشيد]

كما قلت أستاذنا عبد الله الشعر والنثر جناحا الأدب ولا تفضيل لاحدهما على الآخر ،، لكل طرف خصوصيته وقدراته وتركيبه وقد يكون الشعر بخصوصيته من حيث الوزن والقافية تجعله اكثر حفظا في تاريخ الادب إلا ان النثر لعب دوره واخذ دوره الفاعل في التعبير عن الكثير مما مر .
الشكر والتقدير دائما لأستاذنا عبد الله
دمت بخير

[عبدالله باسودان]

أستاذتنا الأديبة الرائعة سلمى

مساؤك نور على نو ر.

شكراً جزيلاً على هذا المرور والإثراء الأدبي الرائع.

دمتِ بخير.

[يافا احمد]

شكرا للأستاذ عبد الله هذا الملخص الجميل والوافي ..
تطورت اللغتان واصبح النثر لغة للنفس والعقل بما ينسجه الكاتب من ادب نثري يتعدى تلك الحدود .

[عبدالرحمن ا لخطيب]

أظن أن الكاتب عفا الله عنه انتقى بيتا من الشعر العربي لا يجد مثله كثيرا في الشعر العربي وأحب بذلك أن يلمح أن الشعر العربي كله على هذا المنوال وإنه خال من الرمزية التي يعتبرها الكاتب كل الشعر وهي ليست إلا من بعض جمالياته، وهذا البيت الذي اختار ومثله نجد في القصائد يعتمد على فن معين في الشعر يستخدم فيه الشاعر البرهان ويعتمد المنطق لإبراز عاطفته بفنية رهيبة، فحين أقرأ مثل هذا البيت أبكي بكاء شديدا لأنه يلمح بشكل غير لطيف وموجع ونافذ إلى أن ممتلك العراق الذي لا يرجو له خير ربما ساقه إلى حتفه رأسا ويجعلك تشعر بالعار كما لو أن شرفك أهين وبالندم والحسرة كما لو أنك دخلت جهنم ولم تعمل صالحا وبالتحفز كما لو أنك شربت دن قهوة