** أريحونا من حمى التنبوءات **

[عوني القرمة]

ما من مشكلة قومية يمر بها العرب إلا وفتحت عليهم بالوعة النبوءؤات، وهي على أنواع:
- نبوءات المنجمين المعاصرين، هؤلاء الذين يظهرون في نهاية كل عام ويلقون بعشرات النبوءات، حتى إذا تحقق أحدها أو بعضها، أظهر لنا أنه يعلم الغيب، وصفق له الجاهلون وهللوا، وانتظروه للعام المقبل ليرسم لهم المستقبل.
- ونبوءات الأموات من منجمي الشرق والغرب، وعلى رأسهم نوسترداموس الذي كتب طلاسم، يفسرها كل عصر على هواه، وتلك العرافة البلغارية العمياء بابا فانغا، التي توفيت قبل ربع قرن، وأحيا الناس تخرسها، ومنها أنها حذرت من انفجار كبير في محطة للطاقة النووية في عام 2023 من شأنه أن يتسبب في استقرار السحب السامة فوق آسيا!

- ونبوءات التراث الديني، ومنها ما نسب للرسول - عليه صلوات الله - وهذا أخطرها، لأن من الناس من يعتبرونها موافقة لواقعنا، مع أنها لم تحدد زمناً، ولم ترتبط بتوقيت محدد، بل إن ناشريها يسقطونها - ظنياً - على أحداث محددة في عصرنا. وممن ينشرها أناس كنا نرى فيهم خيراً، لكنهم يصرون على أننا في آخر الزمان، ولم يبق إلا القليل لظهور المهدي، وعودة المسيح وخروج الدجال! ...

[عبد السلام الكردي]

أثلجت صدرنا يا شيخنا الحليل
لقد قرفنا التصفح على الشبكة العنكبوتية لكثرة وجود هؤلاء الباحثين عن الشهرة بطريقة غبية منقطعة النظير
والمشكلة في أن هناك من العقلاء من يصدقهم وينشر ثرهاتهم بشكل مقرف وسلبي للغاية
نعم يحب تسليط الضوء وبطريقة مدروس،لمواجهة تلك النشاطات السيئة
شكرا لك أستاذتا.

[هشام يوسف]

تلك مسألة هينة وتأثيرها محدود على شريحة ضيقة من أصحاب الجهالة وأصحاب الهوس.
أما المسألة التي باتت تصيبني بالأرق والقرف في هذه الأيام؛ هي كثرة المحللين السياسيين والعسكريين في عالمنا العربي حول العدوان على غزة.

[عوني القرمة]

لقد قرفنا التصفح على الشبكة العنكبوتية لكثرة وجود هؤلاء الباحثين عن الشهرة بطريقة غبية منقطعة النظير
والمشكلة في أن هناك من العقلاء من يصدقهم وينشر ثرهاتهم بشكل مقرف وسلبي للغاية
نعم يحب تسليط الضوء وبطريقة مدروس،لمواجهة تلك النشاطات السيئة

أحسنت سيدي،
الحقيقة أن الإعلام توسع لدرجة مخيفة، وصار كل إنسان قادراً على إسماع صوته للعالم عن طريق وسائط الاتصال الجماعي، ولهذه الظاهرة فوائد ومضار، وأظهر مضارها انتشار الغثاء، حتى إن أكثر المؤثرين متابعة هم أكثرهم سطحية وتفاهة. إضافة إلى ذلك درجت القنوات الفضائية في نهاية كل عام على استضافة العرافين (هم يقولون عنهم: خبراء الأبراج) وإذا كنت أنت وأنا نحول القنوات عنهم، إلا أن لديهم ملايين المتابعين الذين يصدقونهم. وبجانب هؤلاء يأتي الأخطر منهم، وهم أولئك الذين يسقطون "أحاديث الفتن" وتنبوءات أهل الكتاب، على واقعنا المعاصر. وربما نتحدث عن مقدار الضرر الذي يوقعونه، وخطورتهم أنهم يستندون إلى الدين ويوظفونه لتثبيت "حديث ظني" ومنهم "شيوخ" وحملة دكتوراة في "العلوم الشرعية".

[عوني القرمة]

تلك مسألة هينة وتأثيرها محدود على شريحة ضيقة من أصحاب الجهالة وأصحاب الهوس.
أما المسألة التي باتت تصيبني بالأرق والقرف في هذه الأيام؛ هي كثرة المحللين السياسيين والعسكريين في عالمنا العربي حول العدوان على غزة.

أنا أرى أن كثرة التحليلات السياسية علامة صحة إذا قام بها المتخصصون. أنا أتابع ما تصل إليه يدي من التحليلات في "القنوات غير المغرضة"، ومن الصحي أن يستمع المهتم لآراء متعددة حول موضوع حيوي ليتبنى وجهة نظر واعية. وأظن أن متابعي التحليلات السياسية والعسكرية ليسوا كثيرين؛ لأن أكثر الناس تركض وراء البساطة والسهولة.

[هشام يوسف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

أنا أرى أن كثرة التحليلات السياسية علامة صحة إذا قام بها المتخصصون. أنا أتابع ما تصل إليه يدي من التحليلات في "القنوات غير المغرضة"، ومن الصحي أن يستمع المهتم لآراء متعددة حول موضوع حيوي ليتبنى وجهة نظر واعية. وأظن أن متابعي التحليلات السياسية والعسكرية ليسوا كثيرين؛ لأن أكثر الناس تركض وراء البساطة والسهولة.

تحياتي أستاذ عوني .
أنا لا أعيب التحليل السياسي والعسكري بحد ذاته.. الذي أعيبه هنا هو الكثرة في موضوع الملحمة في غزة.. أعيب كثرة التحليل والمحللين لأنهم :
لا يلحقون التحليل بما هو واجب على الأمة كي توقف تلك المجزرة الرهيبة.
- لأن أكثر التحليلات توحي للمتلقي أن الأمور طيبة ولا حاجة للفزعة والأنتفاض لايقاف مجزرة القرن.
- لأن أكثر التحليلات يتغافلون ويتناسون مخازي وتآمر حكام وأنظمة دول عربية، بل ومشاركتها الكيان في المجزرة بصور مختلفة.
- باتوا يتكلمون عن الشهداء والصائب اليومية بصورة باهتة ولا تظهر عليهم أي كن مشاعر الحزن والغضب لما يجري.
- يشعرون المتلقي أن خسارة فرد للكيان الصهوني تعادل خسارة مئة بل مئات من الفلسطينيين أو العرب.... وهناك الكثير من الهرف والقرف.

[عوني القرمة]

أنا لا أعيب التحليل السياسي والعسكري بحد ذاته.. الذي أعيبه هنا هو الكثرة في موضوع الملحمة في غزة.. أعيب كثرة التحليل والمحللين لأنهم :
لا يلحقون التحليل بما هو واجب على الأمة كي توقف تلك المجزرة الرهيبة.
- لأن أكثر التحليلات توحي للمتلقي أن الأمور طيبة ولا حاجة للفزعة والأنتفاض لايقاف مجزرة القرن.
- لأن أكثر التحليلات يتغافلون ويتناسون مخازي وتآمر حكام وأنظمة دول عربية، بل ومشاركتها الكيان في المجزرة بصور مختلفة.
- باتوا يتكلمون عن الشهداء والمصائب اليومية بصورة باهتة ولا تظهر عليهم أي كن مشاعر الحزن والغضب لما يجري.
- يشعرون المتلقي أن خسارة فرد للكيان الصهوني تعادل خسارة مئة بل مئات من الفلسطينيين أو العرب.... وهناك الكثير من الهرف والقرف.

أوافقك على ملاحظة القصور في نقل الصورة. هو قصور مُرَكَّب فيه ما ذكرت حضرتك. والمؤسف أننا صرنا نستقبل عن الضحايا إحصاءات، فصار الإنسان مجرد رقم. والسخونة التي كنا نشعر بها في بداية العدوان على المدنيين خفت، ودخلنا في حالة "التعود". وما يزيد الأمر سخرية أن من الفضائيات العربية من يسمي الضحايا: شهداء، وأخرى يسمونهم قتلى.

[عبد السلام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

أوافقك على ملاحظة القصور في نقل الصورة. هو قصور مُرَكَّب فيه ما ذكرت حضرتك. والمؤسف أننا صرنا نستقبل عن الضحايا إحصاءات، فصار الإنسان مجرد رقم. والسخونة التي كنا نشعر بها في بداية العدوان على المدنيين خفت، ودخلنا في حالة "التعود". وما يزيد الأمر سخرية أن من الفضائيات العربية من يسمي الضحايا: شهداء، وأخرى يسمونهم قتلى.

لقد نوه الإعلامي السوري احمد فاخوري إلى هذه النقطة وحذر من الوقوع في فخ الأرقام فيتحول سهداؤنا إلى مجرد ارقام..فيصبح الاختلاف بين الصهاينة والعالم على الأرقام لا أكثر..ما من شأنه تسخيف القضية وإهمال مضمونها المقدس
أقترح نشر أسماء الشهداء لا أعدادهم في كل يوم وعند كل مقتلة
ومساهمة ذويهم ممن يستطيعون نشر قصص عنهم وذكرياتهم الجميلة
ذلك لكي تبقى للشهيد هيبته عند سقوطه

[عوني القرمة]

لقد نوه الإعلامي السوري احمد فاخوري إلى هذه النقطة وحذر من الوقوع في فخ الأرقام فيتحول سهداؤنا إلى مجرد ارقام..فيصبح الاختلاف بين الصهاينة والعالم على الأرقام لا أكثر..ما من شأنه تسخيف القضية وإهمال مضمونها المقدس
أقترح نشر أسماء الشهداء لا أعدادهم في كل يوم وعند كل مقتلة
ومساهمة ذويهم ممن يستطيعون نشر قصص عنهم وذكرياتهم الجميلة
ذلك لكي تبقى للشهيد هيبته عند سقوطه

أحسنت.
أنا أرى أن الإعلام صار يحارب مثله مثل المقاتلين على الأرض. وهي لعبة العدو منذ سنوات طوال، انتصر علينا فيها، واستغل فيها الرأي العام الغربي، لما يقدمه لهم من أكاذيب، تلعب على مشاعر الناس. آن الأوان لنرد له الصاع صاعين، خاصة وقد فضحته فظاعة جرائمه حتى بدأ يخسر تعاطف الغرب معه.

[عوني القرمة]

وجهة نظر:

إمام الأقصى يركز منذ فترة، حتى من قبل طوفان الأقصى على النبوءات، ويعتبرها من البشارة. ولي تحفظ على مثل هذا النشاط، لأن إيراد النبوءات بكل أنواعها، يُضْعِفُ الإرادة، ويزيد الوهن، ويُجَيِّرُ "الفعل" للسماء. علاوة على أنه يُطَبِّقُ ما روي من أحداث الساعة على زماننا، وهذا يضع علامات استفهام كثيرة.