الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-04-2024, 12:23 AM   رقم المشاركة : 277
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








﴿وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ :

﴿ٱهۡبِطُواْ: جملةٌ أمريةٌ في محلِّ نصبٍ بالفعلِ قبلها.
ولما كان أمراً بالهبوط من الجنة إلى الأرض، وكان في ذلك انحطاط رتبة المأمور، لم يؤنسـه بالنداء، ولا أقبل عليه بتنويهه بذكر اسـمه.
والضمير في الجملة الظاهرُ أنه لجماعةٍ، وقالوا فيها أقوال ضعيفة، لنا فيها رأي مخالف يوافق صريح القرآن، ومنطق اللسان العربي المبين.
والهُبوط (بالضم): هو النزولُ. وقيلَ: الانتقال مطلقاً. وقيلَ: الخروجُ من البلد، وهو أيضاً الدخولُ فيها فهو من الأضداد.
وفي مدلول الهبوط في الآية: من قال: إن جنّة آدم كانت في السماء فسّر الهبوط بالنزول من العُلُو إلى أسفل، ومن قال: إنها كانت في الأرض فسره بالتحوّل من مكان إلى آخر كقوله: ﴿ٱهْبِطُواْ مِصْراً﴾ البقرة 61.
وقوله: ﴿بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ : جملةٌ من مبتدأٍ وخبرٍ، وهي على الأظهر في محلِّ نصبٍ على الحالِ.
واشتقاقُ العدوّ من عَدا يعدُو: إذا ظَلَمَ. وقيل: من عَدَا يعدُو إذا جاوَزَ الحقَّ، وهما متقاربان. وقيل: من عُدْوَتَي الجبل وهما طرفاه فاعتَبروا بُعْدَ ما بينهما، ويقال: عُدْوَةَ، وقد يُجْمَعُ على: أَعْدَاء.
وأفرد لفظ ﴿عَدُوّٞ﴾ اعتباراً بلفظِ "بعض" فإنه مفردٌ. على أن "عَدُوّ" وردت في الكتاب مفردة في سياق جمع باعتبار كونها مصدراً، نحو قوله تعالى: ﴿فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي﴾ الشعراء 77، وقولُه: ﴿هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ﴾ المنافقون 4.
واللامُ في: ﴿لِبَعۡضٍ متعلقةٌ بـ ﴿عَدُوّٞ﴾ ومقوِّيةٌ له.
والبعضُ في الأصل مصدرُ بَعَضَ الشيءَ يَبْعَضُه إذا قطعه فأُطْلِقَ على القطعةِ من الناسِ لأنها قطعةٌ منه، وهو يقابِلُ "كُلاًّ"، ويلزم - مثله - الإِضافةِ معنىً، والتعريف، فلا تَدْخُل عليه اللام، وينتصِبُ عنه الحال، تقول: "مررت ببعضٍ جالساً".
وأفضل ما قيل في شأن تحديد ﴿بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ﴾ أنه جُعل المأمورون بالهبوط شيئاً واحداً وجزّؤوا أجزاء، فكل جزء منها جزء من الذين هبطوا، والجزء يطلق عليه البعض فيكون التقدير: كل جنس منكم معاد للجنس المباين له.







 
رد مع اقتباس
قديم 30-04-2024, 02:59 PM   رقم المشاركة : 278
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36








مدلول الهبوط:

المعنى المحوري للهبوط: غئور أو نَقْصٌ في جِرمِ الشيء عن معتاد الحال لضغط عليه أو انتقاص منه؛ فالهَبْطة: ما تَطَامَن من الأرض. والهَبُوط من الأرض: الحَدُور، والهَبِيطُ من النوق: الضَامِرَةُ. ورجل مَهْبُوط: نَقَصَتْ حالُه وكذا هَبِيطٌ. هَبَطَ المرضُ لحمَه: نَقَصَه وأَحْدَرَه وهَزَلَه. وهَبَط اللحمُ نَفْسُه والشَحْمُ: تَنَقَّصَ أو اتَّضَع وقَلّ. وهَبَطَ الزَمان: إذا كان كثيرَ المال والمعروف فذهبَ مالُه ومعروفه. ومنه: الهُبُوط بمعنى النزول لأن فيه انخفاض وغئور.
وهَبَط: نزل، وهَبَطْتُه وأَهْبَطْته، ومنه: ﴿قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ﴾ هود 48، ولا خلاف في معنى الهبوط هنا، وهو النزول من الفُلْك.
وكذا قوله في الحجارة: ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ البقرة 74.
أما قوله: ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ﴾ ففيه خلاف يعتمد في الأساس على موقع جنة آدم، أهو السماء فيكون الهبوط بمعنى النزول، أم الأرض فيكون الهبوط بمعنى الانتقال من بقعة إلى بقعة كما في ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ البقرة 61، ومنه: "هَبَطَ الرجل من بَلَد إلى بَلَد "أي انتقل، كما يقال: نَزلَ بالمكان.
وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى النزول.







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 01-05-2024, 12:03 AM   رقم المشاركة : 279
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36





ما وجه جمع الضمير في: ﴿ٱهۡبِطُواْ؟:

قيل:
- لآدَمَ وحوَّاءَ وإبليسَ، وهو وإن أُهبط عند إبايته السـجود كما أفاده قوله - تعالى - في سورة الأعراف: ﴿قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ 12 قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ 13﴾ إلى قوله: ﴿قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومٗا مَّدۡحُورٗاۖ﴾ 18، إلى قوله: ﴿وَيَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ﴾ 18، فهذا إهباط ثان فيه تحجير دخول الجنة عليه والإهباطُ الأول كان إهباطَ مَنع من الكرامة مع تمكينه من الدخول للوسوسة.
- لهما وللجِنة،
- لبني آدمَ وبني إبليس،
- إنه يعودُ لآدمَ وحواء، والمرادُ هما وذريتُهما، على اعتبار ما سيكون، لأنهما لمَّا كانا أصلَ الإِنسِ ومتشَعَّبَهم جُعِلاَ كأنهما الإِنسُ كلُّهم؛ إذ لم يخالف أحد من القول بأنهما لم يُوْلَدْ لهما في الجنة.
- لأن هبوط آدم وحواءَ اقتضى ألا يوجد نسلهما في الجنة فكان إهباطهما إهباطاً لنسلهما.
- جمع الضمير مراد به التثنية لكراهية توالي المثنيات بالإظهار والإضمار من قوله: ﴿وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا﴾ البقرة 35، والعرب يستثقلون ذلك، قال امرؤ القيس:
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم ..... يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
وإنما له صاحبان لقوله في مطلع المعلقة: قفا نبك ...
وقال تعالى: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ التحريم 4، بجمع القلوب مع أن المذكورَين ثنتان.






 
رد مع اقتباس
قديم 01-05-2024, 01:46 PM   رقم المشاركة : 280
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36





الخرافة في قصص الهبوط:

رووا أن آدم أهبط بـ "سـرنديب" في الهند بجبل يقال له "نود"- وسمى آخرون الجبل: "واسم" - ومعه ريح الجنة فعلق بشجرها، وأوديتها، فامتلأ ما هنالك طيباً، فمن ثم يؤتى بالطّيب من ريح آدم. وكان السَّـحَابُ يمسح رَأْسَهُ فأصلع، فأورث ولده الصّلع. وعلق صاحب البحر المحيط على هذه الجزئية بقوله: "وهذا لا يصح إذ لو كان كذلك لكان أولاده كلهم صلعاً."!!!
وأهبطت حواء بـ " جدّة " وإبليس بـ " الأبلّة " و " الأبلة" موضع من "البصرة" على أميال، والحية بـ "بيسان"، وقيل: بـ "أصفهان"، وقيل: بـ "نصيبين"، وقيل: بـ "سجستان" ، ولولا أن العِرْبدَّ (وهو جنس من الثعابين السامة) يأكلها ويغنى كثيراً منها لخلت "سجستان" من أجل الحيات!!!.









 
رد مع اقتباس
قديم 01-05-2024, 11:22 PM   رقم المشاركة : 281
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36




﴿ٱهْبِطُواْ هل هو أمر أو إباحة؟:


اختلفـوا في أن قوله: ﴿ٱهْبِطُواْ﴾ أمـر أو إباحة، والأشـبه أنه أمر لأن فيه مشـقة شديدة لأن مفارقة ما كانا فيه من الجنة إلى موضع لا تحصل المعيشـة فيه إلا بالمشـقة والكد من أشـق التكاليف، وإذا ثبت هذا بطل ما يظن أن ذلك عقـوبة، لأن التشـديد في التكليف سـبب للثواب، فكيف يكون عقاباً مع ما فيه من النفع العظيم؟ فإن قيل: ألستم تقولون في الحدود وكثير من الكفارات إنها عقوبات وإن كانت من باب التكاليف، قلنا: أما الحدود فهي واقعة بالمحدود من فعل الغير، فيجوز أن تكون عقاباً إذا كان الرجل مصراً، وأما الكفارات فإنما يقال في بعضها إنه يجري مجرى العقوبات لأنها لا تثبت إلا مع المأثم. فأما أن تكون عقوبة مع كونها تعريضات للثواب العظيم فلا .








 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2024, 12:46 PM   رقم المشاركة : 282
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36




هل قوله: ﴿ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّأمر بالهبوط أم أمر بالعداوة؟:

إنَّ قوله تعالى: ﴿ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ أمر بالهبـوط وليس أمـراً بالعـداوة، لأنَّ عداوة إبليس لآدم وزوجه بسبب الحَسَد والاسْتِكْبار عن السُّجود واختداعه إياهما حتى أخرجهما من الجنة، وعداوته لذريتهما بإلقاء الوسوسة والدعوة إلى الكفر والمعصية، وشيء من ذلك لا يجوز أن يكون مأموراً به. فأما عداوة آدم لإبليس فإنها مأمور بها لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً﴾ فاطر 6، وقال تعالى: ﴿يَـٰبَنِى آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مّنَ ٱلْجَنَّةِ﴾ الأعراف 27. إذا ثبت هذا ظهر أن المراد من الآية: اهبطوا وأنتم بعضكم لبعض عدو.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 02-05-2024, 10:44 PM   رقم المشاركة : 283
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36




﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ:

يجوز في جملة: ﴿وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾: الحاليةِ والاستئنافِ، كأنه قيل: اهبِطوا مُتَعادِينَ ومسـتحقِّينَ الاستقرارَ. والضمير في: ﴿وَلَكُمۡراجع إلى ما رجع إليه ضمير: ﴿ٱهْبِطُواْ﴾.
و "لكم" خبرٌ مقدمٌ. و ﴿فِي ٱلۡأَرۡضِمتعلقٌ بما تعَلَّقَ به الخبرُ من الاستقرار.
ويجوزُ أن يكونَ: ﴿فِي ٱلأَرْضِ﴾ هو الخبرَ، و "لكم" متعلقٌ بما تَعَلَّقَ به الخبر، وهو من الاستقرارِ.
والظاهر في قوله: ﴿إِلَىٰ حِينٖ أنه متعلقٌ بـ "مَتَٰعٌ"، و ﴿إِلَىٰ حِينٖ﴾ تكون للمستقر، وللمتاع معاً.

و ﴿مُسْتَقَرٌّ يجوز أن يكونَ اسمَ مكانٍ وأن يكونَ اسم مصدرٍ، مُسْتَفْعَل من القَرار وهو اللُّبْثُ، ولذلك سُمِّيَتِ الأرضُ قَرارَةٌ، قال الشاعر:
فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ
ويقال: استقرَّ وقرَّ بمعنًى.
والمَتاعُ: البُلْغَةُ مأخوذةٌ من مَتَع النهار أي: ارتفع، فينطلق على ما يتحصل للإنسان من عرض الدنيا، ويطلق على الزاد وعلى الانتفاع بالنساء، ومنه: ﴿فَمَا ٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهِۦ مِنۡهُنَّ فَ‍َٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ﴾ النساء 24، وعلى الإعاشـة: ﴿وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ﴾ البقرة 236، وعلى التعمير: ﴿يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى﴾ هود 3.
قالوا: ومنه أمتع الله بك، أي: أطال الله الإيناس بك، وكله راجع لمعنى البلغة.
والحينُ: القطعةُ من الزمان طويلةً كانت أو قصيرةً، وهذا هو المشهورُ، وقيل: الوقتُ البعيدُ. ويُقال: عامَلَتْهُ محايَنَةً، وَأَحْيَنْتُ بالمكانِ أقمت به حِيناً، وحانَ حينُ كذا: قَرُبَ، قالت بثينة:
وإنَّ سُلُوِّي عن جميلٍ لَساعةٌ ..... من الدهرِ ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها
والمراد بالحين في الآية: وقت انقـراض النوع بانقـراض العالم. وإنما كان ذلك متاعاً لأن الحياة أمر مرغوب لسائر البشر على أن الحياة لا تخلو من لذات وتمتع بما وَهَبَنا الله من الملائمات. هذا إن أريد بالخبر المجموع أي لجميعكم وإن أريد به التوزيع فالحين هو وقت موت كل فرد.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2024, 01:27 PM   رقم المشاركة : 284
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36




مدلول: ﴿ٱلۡمُسۡتَقَرّ في كتاب الله:

المستقر قد يكون بمعنى الاستقرار كقوله تعالى: ﴿إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ 12القيامة، وقد يكون بمعنى المكان الذي يُستقر فيه كقوله تعالى: ﴿أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً﴾ الفرقان 24، وقال تعالى: ﴿فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ الأنعام 98. أما عن الآية؛ فالأكثرون حملوا قوله - تعالى - هنا: ﴿وَلَكُمْ فِى ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾ على المكان، والمعنى أنها مستقركم حالتي الحياة والموت، ويوضح هذا ما ورد في سورة الأعراف: ﴿قَالَ ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 24 قَالَ فِيهَا تَحۡيَوۡنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنۡهَا تُخۡرَجُونَ 25﴾، فيكون ﴿فِيهَا تَحۡيَوۡنَ﴾ إلى آخر الكلام بياناً لقوله: ﴿وَلَكُمْ فِى ٱلارْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ﴾.









 
رد مع اقتباس
قديم 03-05-2024, 11:23 PM   رقم المشاركة : 285
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36




ما قيل في فوائد مستفادة من هذه الآيات:

- فضيلة العلم؛ فإن الملائكة لما تبين لهم فضل آدم بعلمه عـرفوا بذلك قدره، وأنه يستحق الإجلال والتوقير.

- على مَنْ يمنُّ الله عليه بالعلم أن يعترف بنعمة الله عليه، وأن يقول كما قالت الملائكة والرسـل: ﴿سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ 32﴾، وأن يتوقى التكلم بما لا يعلم، فإن العلم أعظم المنن، وشـكر هذه النعمة الاعتراف لله بها، والثناء عليه بتعليمها، وتعليم الجهال، والوقوف على ما علمه العبد، والسـكوت عما لم يعلمه.

- التحذير عن الاسْـتِكْبار والحَسَـد والحِرْص، فإبليس اللعين ﴿أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ﴾ البقرة 34، حَسَـدَاً لآدم على الكرامة التي حباه الله بها، وقال: ﴿أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ 76ص، ثم ألقى الحرص في قلب آدم حتى حمله على ارتكاب المنهي عنه، ثم ألقى الحسد في قلب أحد ابني آدم حتى قتل أخاه.

- في هذه الآيات تحذير عظيم عن كل الذنوب، وألَّا يتساهل في المعاصي.

- وينبغي للعبد إذا وقع في ذنب أن يبادر إلى التوبة والاعتراف، مثلما ندم آدم وزوجه على ارتكاب الذنب، وتاب وأناب.

- أنه - سبحانه وتعالى - بَيَّنَ العداوة الشديدة بين ذرية آدم وإبليس، في قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ﴾ فاطر 6، فأشار إلى عداوة الشـيطان للإنسان، وحث الإنسان على مبادلة الشـيطان العداوة، لتكون عداوة مشـتركة، وإلا لسـقط الإنسان في ولاية الشـيطان وهلك معه. وهذا تنبيه عظيم على وجوب الحذر من الشـيطان ومكائده.






 
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2024, 11:48 AM   رقم المشاركة : 286
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36




حول مضمون الآية:

إنّ الله - تبارك وتعالى - أمر آدم وزوجه بسـكنى الجنة والتمتّع بها، ونهاهما عن الأكل من شـجرة مخصوصة، وأخبرهما أنّ قربها ظلم. وأنّ الشـيطان أزلّهما عنها فأخرجهما ممّا كانا فيه من النعيم إلى ضدّه. ثمّ إنّ آدم تاب إلى الله من معصيته فقبله. ثمّ جعل سعادة هذا النوع باتّباع هدى الله وشـقاءه بتركه.
والآيات كلّها - كما بينَّا - قد سـيقت للاعتبار ببيان الفطرة الإلهية التي فطر عليها الملائكة والبشـر، وبيان أنّ المعصية ضعف بشـري، وأن مهمة الشـيطان أن يدخل للإنسـان من هذا الباب، فيوقعه في الخطأ والخطيئة، ولا ينجو منه إلا من تقوى إرادته على ضعفه، ويضع عداوة الشـيطان نُصب عينيه. وقلنا إن الإهباط من الجنة كان قدراً محتوماً لا عقوبة على الذنب، فإن عاقبة الذنب ظهرت فور اقترافه: ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾ طه 121، وأما الإهباط إلى دار الخلافة فكان لانتهاء فترة الاختبار، وبعد أن عُلِّم آدم وزوجه حقيقة الصراع بين الحق والباطل.
وقلنا: إن الهبوط كان إنزالاً من رتبة لرتبة أدنى منها، فبعد أن كانا مستغنين عن العمل، متنعمين بالأكل والشرب واللباس والراحة: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعۡرَىٰ 118 وَأَنَّكَ لَا تَظۡمَؤُاْ فِيهَا وَلَا تَضۡحَىٰ 119طه، صارا مضطرين للسعي لتأمين ضرورات الحياة التي كانت متاحة لهما في جنة الاختبار. أما الكلام عن جنة السماء، فهو عارٍ عما نراه صحيحاً، وهو أنه لا توجد في السماء جنة. إن جنة الخلد في الأرض، وهي في بعد آخر، لذلك لا تُرى للأحياء. وقد كانت إحدى آيات الله الكبرى التي كشفها - تبارك اسمه - لمحمد - عليه صلوات الله - في رحلة الإسراء: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ 13 عِندَ سِـدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ 14 عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ 15 إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّـدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ 16 مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ 17 لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ 18النجم. ومع ذلك، فإن جنة الاختبار لم تكن جنة الخلد، بل كانت حديقة غنّاء وفَّر الله - جل وعلا - فيها كل وسائل الراحة التي ذكرت في آيتي سورة طه.









 
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2024, 11:17 PM   رقم المشاركة : 287
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36




حول مضمون الآية:

ورداً على كل ما قيل حول: (ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ) وأن ضمير الجمع في ﴿ٱهۡبِطُواْ﴾ يعود على:
- آدَمَ وزوجه وإبليس، أو:
- هما وجنس الجن، أو:
- هما وذريتهما التي كانت في علم الغيب.
لا نرى ضرورة لكل هذا التكلف؛ فإنهم - ببساطة - كانوا جمعاً من الذكور والإناث، لكل آدمي منهم زوجه من جنسه. ولتوضيح الصورة لنخرج منها أولاً من ليسوا فيها. أما إبليس فقد أُخرج بالفعل من رحمة الله يوم رفض الانصياع لأمر الله، فقال له جل وعلا: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ 12 قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ 13الأعراف، والآية تستعمل لفظي: الهبوط والخروج، وفيهما دلالة واضحة على أنه لا يمكن أن يكون طرفاً في أمر الإهباط الذي وجه لآدم وزوجه. ولا مسوغ - بالتالي - لإقحام الجن في الصورة، وهم تبع لإمامهم.







 
رد مع اقتباس
قديم 05-05-2024, 01:35 PM   رقم المشاركة : 288
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36




حول مضمون الآية:

وأما القول بأن الجمع لآدم وزوجه وذريته التي يفترض أنْ تُخلق بعد الهبوط، فواضح فيه الفساد، لأن الهبوط لا يشـمل العدم، وهم كانوا عدماً يوم أهبط آدم وزوجه من الجنة. إنَّ ضمير الجمع وارد في أكثر من موضع في الكتاب، ثم إن السياق في مواضع ذكر القصة يوافق ما نذهب إليه:
- ﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ 38 وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ 39البقرة،
- ﴿قَالَ ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 24 قَالَ فِيهَا تَحۡيَوۡنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنۡهَا تُخۡرَجُونَ 25الأعراف،
- ﴿قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ 16 ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ 17الأعراف.
وكما أنه من الواضح أن أمر الإهباط كان لجمع، ولنلحظ تأكيد الجمع في قوله: ﴿جَمِيعٗا﴾، فكذلك الإشارة إلى الجمع وقت الإهباط في قوله: ﴿يَأۡتِيَنَّكُم﴾ ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ﴾، وفي ضمائر الجمع في كلام إبليس مع ربه: ﴿لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ﴾ ﴿ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم﴾ ولا نقبل تأويل المفسـرين القائلين بأن إبليس اطلع على اللوح المحفوظ فعلم قدراً من الغيب مكنه من معرفة مستقبل آدم وذريته! وكأن الملائكة ليسوا أمينين على ما كلفهم الله به من مهام الحفظ في الملكوت، أو أن الله - حاشاه - غفل عن تلصص إبليس. ولأنه لا شك لدينا من جهل إبليس بالغيب، فإنه عني بالإغواء ذلك النفر من جنس آدم، ذكوراً ونساءً.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط