الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-2023, 12:42 PM   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)





حول مضمون الآية:

وقوله عز من قائل: (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ) ذكر فيه الموت قبل الحياة. ولعل تعريف الحياة يوصلنا - بالتالي - لمعنى الموت. وقد تعسر تعريف الحياة أو تعريف دوامها على الفلاسفة المتقدمين والمتأخرين تعريفاً حقيقياً بالحد. وأوضح تعاريفها بالرسم أنها: قوة ينشأ عنها الحس والحركة، وأنها مشـروطة بدوام نشاط القلب والمخ؛ فإذا تعطل القلب عن النبض، ثم توقف وصول الدم للمخ لعدد من الدقائق، دخل الكائن الحي مرحلة الموت. إنَّ الموت في الكائنات الحية، إنما هو انتفاء الحياة. أما إطلاق اسم الميت على غير ذوات النفوس، كالتربة والنار والريح، فمجاز، لأن الموت على الحقيقة لا بد أن يكون بصفة من يجوز أن يكون حياً في العادة. والموت الذي يهمنا ذكره هنا هو مفارقة الحياة للإنسان والحيوان، ولا فرق فيه بين الإنسان والحيوان من جهة الحياة والموت البدني المادّي، إلا من جهة الروح الانساني الروحانيّ الّذى ينفخ من روح اللّٰه، كرامة منه - تعالى - للإنسان، ليستعدّ به للكمال والقرب واللقاء والبعث.







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 16-09-2023, 06:46 AM   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)





حول مضمون الآية:

وقوله تعالى: (وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا) نرى أنه يعني أن بداية الخلق كانت من مواد ميتة، هي الغذاء الذي يتغذى عليه الإنسان، ومنه تنشأ الحياة في ماء الذكر، وبويضة الأنثى، ثم بالتقائهما تتكون النطفة، فالعلقة، فالمضغة، فالعظام، فتكسى العظام لحماً، وهذه كلها مراحل حياة تتم ببث النَفْسِ في الجنين حتى يخرج إلى الوجود. ولا يلزم أن يفسر الموت الأول بغير ذلك من تفسيرات يظهر ضعفها، فالنطف ليست ميتاً، كما كان يظن الأولون. ولا نرى ما رآه أكثر المفسرين في آية الأعراف: (وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ 172)، فالآية تذكر إخراج النطف من ظهور البشر، فإذا تكون الإنسان في رحم أمه، جاء نفخ النَفْس ومعه الإشهاد بالتوحيد. ولا مجال - عندنا - لما يخالف هذا من القول بأن الله أخرج من "آدم" أرواح كل ذريته - هذا إن جاريناهم بادعاء أن آدم كان فرداً واحداً - وأشهدها وهي في عالم الذَّرِّ. والله - تعالى - لم يقل "من آدم" بل قال: (مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ) بينما يصر المفسرون على ما يخالف نص الآية بادعاء إخراج الذرية من ظهر آدم! ولا نلتفت لتفسير الموت الأول بالمجاز بالشرك، أو الخمول، أو الجهل، أو نحوها.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 16-09-2023, 03:03 PM   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)





حول مضمون الآية:

والإماتة الثانية: (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) هي المعهودة، بقبض النفس الحيّة التي بها نظام حياتكم هذه، فتنحلّ أبدانكم بمفارقتها إيّاها وتعود إلى أصلها الميّت وتنبثّ في طبقات الأرض وتدغم في عوالمها، حتّى ينعدم هذا الوجود الخاصّ بها.
والإحياء في: (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) هو البعث بعد الموت، في حياة ثانية، كما أحياكم بعد الموتة الأولى بلا فرق، إلاّ ما تكون به الحياة الثانية أرقى في مرتبة الوجود وأكمل لمن يزكون أنفسهم في تلك، وأدنى منها وأسفل فيمن يدسّونها ويفسدون فطرتها: (قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا 9 وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا 10) الشمس، (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فينبّئكم بما عملتم، ويحاسبكم على ما قدّمتم، ويجازيكم به؛ فالرجوع للحساب ثواباً أو عقاباً.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 17-09-2023, 11:55 AM   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)





حول مضمون الآية:

وإن المراحل جرت على التراخي بعد الإحياء الأول، مما يعني أن الإماتة بعد الوجود تكون بعد حين يقدره الله - تعالى - لكل حي؛ يقول تعالى: (وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ ثُمَّ يَتَوَفَّىٰكُمۡۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡ لَا يَعۡلَمَ بَعۡدَ عِلۡمٖ شَيۡ‍ًٔاۚ) النحل 70، وبعدها: (ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ) بعد مكوث في القبور لزمن لا يعلمه إلا الله، (ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ) بعد البعث للحساب، والتراخي فيه يدل على طول زمن الحشر والوقوف والانتظار. فإذا كان هذا شأنكم معه وهذا فضله عليكم، وهذا مبدأكم وذلك منتهاكم، فكيف تكفرون به وتنكرون عليه أن يضرب لكم مثلاً تهتدون به، ويبعث فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياته ويزكّيكم ويعلّمكم الكتاب والحكمة، ويعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون، من قيام مصالحكم في حياتكم الأولى، وسعادتكم في حياتكم الأخرى؟.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 17-09-2023, 09:58 PM   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ
وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28)





حول مضمون الآية:

على أنه لا ينبغي أن ننسى أن الكلام مسوق لإبطال شبه منكري المثل في قوله تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ) البقرة 26، والقرآن الذي جاء به، لا لإبطال شبه منكري البعث. ثمّ أنّ تمثيل إحدى الحياتين بعد الموت بالأخرى داحض لحجّة من يزعم عدم إمكان الثانية؛ لأنّ ما جاز في أحد المثلين جاز في الآخر، والكلام في إثبات الوحي الإلهيّ للنبيّ المرسل من البشر، والإيمان بالبعث تابع له.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 18-09-2023, 11:53 AM   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا):

الحق أنَّ الآية مجملة قصد منها التنبيه على قدرة الخالق بخلق ما في الأرض وأنه خلق لأجلنا. إلا أن خلقه لأجلنا لا يستلزم إباحة استعماله في كل ما يقصد منه، بل خلق لنا في الجملة. على أن الامتنان يصدق إذا كان لكلٍ من الناس بعض مما في العالم، بمعنى أنَّ الآية ذكرت أن المجموع للمجموع لا كل واحد لكل واحد، لا سيما وقد خاطب الله بها قوماً كافرين منكراً عليهم كفرهم فكيف يعلمون إباحة أو منعاً، وإنما محل الموعظة هو ما خلقه الله من الأشياء التي لم يزل الناس ينتفعون بها من وجوه متعددة.






 
رد مع اقتباس
قديم 19-09-2023, 12:02 PM   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا):

وهذه الجملة:(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا) تحتمل وجهين:
- إما أنها استدلال ثانٍ على شـناعة كفرهم بالله - تعالى - وعلى أنه مما يقضي منه العجب.
- وإما هي امتنان عليهم بالنعم لتسجيل أن إشراكهم كفران بالنعمة، أدمج فيه الاستدلال على أنه خالق لما في الأرض من حيوان ونبات ومعادن استدلالاً بما هو نعمة مشاهدة.
وإنَّ (هُوَ) في قوله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ): مبتدأٌ، وهو ضميرٌ مرفوعٌ منفصلٌ للغائبِ المذكر، والمشهورُ تخفيفُ واوِهِ وفتحُها، وقد تُشَدَّد كقوله:
وإنَّ لِساني شُهْدَةٌ يُشْتَفَى بها ..... وَهُوَّ على مَنْ صَبَّهُ اللهُ عَلْقَمُ
وقد تُسَكَّنُ، وقد تُحْذَفُ كقوله:
فبَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَه قال قائلٌ ..... لِمَن جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نَجِيبُ
"فبَيْنَاهُ" حذف الواو من"هُوَ"، والأصل: "فبينا هو".
وللمنسوبين إلى التصوف - حول "هُوَ" كلام غريب بالنسبة لمعقولنا.
والاسم الموصولُ (ٱلَّذِي) بعد (هُوَ): خَبَرٌ عنه. و (لَكُم) متعلقٌ بـ (خَلَقَ)، ومعناه السببيةُ، أي: لأجلِكم، وقيل: للمِلْك والإِباحةِ فيكونُ تمليكاً خاصَّاً بما يُنْتَفَعُ منه، وقيلَ: للاختصاص، و (مَّا): موصولةٌ و (فِي ٱلۡأَرۡضِ): صلُتها، وهي في محلِّ نصبٍ مفعولٌ بها، و (جَمِيعٗا): حالٌ من المفعول بمعنى "كل"، ولا دلالة لها على الاجتماع في الزمانِ، وهذا هو الفارقُ بين قولِك: "جاؤوا جميعاً" و "جاؤوا معاً"، فإنَّ "مع" تقتضي المصاحبةَ في الزمانِ بخلافِ جميع. قيل: وهي هنا حالٌ مؤكِّدةٌ لأنَّ قولَه: (مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ) عامٌّ.
وقد تقدّم تفسير الخلق، وتقدير الآية كأنه - سُبْحانه وتعالى - قال: كيف تكفرون بالله، وكنتم أمواتاً فأحياكم؟ وكيف تكفرون بالله، وقد خلق لكم ما في الأرض جميعاً؟
أو يقال: كيف تكفرون بقدرة الله على الإعادة، وقد أحياكم بعد موتكم، وقد خلق لكم كلما في الأرض، فكيف يعجز عن إعادتكم؟
.






 
رد مع اقتباس
قديم 20-09-2023, 11:38 AM   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





مناسبة هذه الآية لما قبلها:

مناسبة هذه الآية لما قبلها ظاهرة، وهو أنه لما ذكر أن من كان منشئاً لكم بعد العدم ومفنياً لكم بعد الوجود وموجداً لكم ثانية، إما في جنة، وإما إلى نار، كان جديراً أن يعبد ولا يجحد، ويشكر ولا يكفر. ثم أخذ يذكرهم عظيم إحسانه وجزيل امتنانه من خلق جميع ما في الأرض لهم، وعظيم قدرته وتصرفه في العالم العلوي، وأن العالم العلوي والعالم السفلي بالنسبة إلى قدرته على السواء، وأنه عليم بكل شيء.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 20-09-2023, 09:29 PM   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





أقوال الصوفية حول اسم "هُوَ":

قالوا: أسماء الله تعالى على ثلاثة أقسام: مظهرات، ومضمرات، ومستترات. فالمظهرات: أسماء ذات، وأسماء صفات، وهذه كلها مشتقة، وأسماء الذات مشتقة، وهي كثيرة، وغير المشـتق واحد وهو الله. وقد قيل: إنه مشتق، والذي ينبغي اعتقاده أنه غير مشتق، بل اسم مرتجل دال على الذات. وأما المضمرات فأربعة:
1) أنا في مثل: (لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠) طه 14،
2) وأنت في مثل: (لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ) الأنبياء 87،
3) وهو في مثل: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) الرعد 12،
4) ونحن في مثل: (نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ) يوسف 3.
قالوا: "فإذا تقرر هذا فالله أعظم أسمائه المظهرات الدالة على الذات، ولفظة "هُوَ" من أعظم أسمائه المظهرات والمضمرات للدلالة على ذاته، لأن أسـماءه المشـتقة كلها لفظها متضمن جواز الاشتراك لاجتماعهما في الوصف الخاص، ولا يمنع أن يكون أحد الوصفين حقيقة والآخر مجازاً من الاشـتراك، و "هُوَ" اسم من أسماء الله تعالى ينبيء عن كنه حقيقته المخصوصة المبرأة عن جميع جهات الكثرة من حيث هو "هُوَ". فلفظة "هُوَ" توصلك إلى الحق وتقطعك عما سـواه، فإنك لا بد أن تشـرك مع النظر في معرفة ما يدل عليه الاسـم المشـتق النظر في معرفة المعنى الذي يشـتق منه، وهذا الاسـم لأجل دلالته على الذات ينقطع معه النظر إلى ما سـواه، اختاره الجلة من المقربين مداراً لذكرهم ومناراً لكل أمرهم فقالوا: يا هو، لأن لفظة "هُوَ" إشارة بعين المشار إليه بشرط ألا يحضر هناك شيء سوى ذلك الواحد. والمقربون لا يخطر في عقولهم وأرواحهم موجود آخر سوى الذي دلت عليه إشـارته، وهو اسم مركب من حرفين وهمـا: الهاء والواو، والهاء أصل والواو زائدة بدليل ســقوطها في التثنية، والجمع في هما وهم، والأصل حرف واحد يدل على الواحد الفرد".
ولهم في لفظة: "أنا وأنت وهو" كلام غريب جداً بعيد عما تكلم عليها به أهل اللغة والعربية.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 21-09-2023, 12:51 PM   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





ما قيل في الاستدلال بـ (خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ):

استدلّ الفُقَهَاء بهذه الآيةِ على أنّ الأصل في المَنَافع الإباحة. أما من رأى أن اللام في: (لَكُم) غير التمليك والإباحة، لم يكن في ذلك دليل على ما ذهبوا إليه. وقد ذهب قوم إلى أن الأشياء قبل ورود الشرع على الحظر، فلا يقدم على شيء إلا بإذن. وذهب قوم إلى الوقف لما تعارض عندهم دليل القائلين بالإباحة، ودليل القائلين بالحظر.
وإذا جعلنا اللام للسـبب، فليس المعنى أن الله فعل شـيئاً لسـبب، لكنه لما فعل ما لو فعله غيره لفعله لسبب أطلق عليه لفظ السبب واندرج تحت قوله: (مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا)، جميع ما كانت الأرض مستقراً له من الحيوان والنبات والمعدن والجبال، وجميع ما كان بواسطة من الحرف والأمور المستنبطة.
واستدل بعضهم بذلك على تحريم أكل الطِّين، قال: لأنه خلق لنا ما في الأرض دون نفس الأرض، وفيه نظر؛ لأن تخصيص الشيء بالذِّكر لا يدلّ على نفي الحكم عما عَدَاه، وأيضاً فالمعادن داخلة في ذلك، وكذلك عروق الأرض، وما يجري مجرى البعض لها.






 
رد مع اقتباس
قديم 22-09-2023, 12:01 PM   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





ما مدلول إقحام: (لَكُم) في الخلق؟:

المقصود من الكلام التذكير بأن الله هو خالق الأرض وما عليها وما في داخلها، وأن ذلك كله خلقه بقدر انتفاعنا بها وبما فيها في مختلف الأزمان والأحوال، فأُوجز الكلامُ إيجازاً بديعاً بإقحام قوله: (لَكُم)، فأَغْنَى عن جملة كاملة، فالكلام مسوق مساق إظهار:
- عظيم القدرة،
- وعظيم المنة على البشر،
- وعظيم منزلة الإنسان عند الله تعالى،
وكل أولئك يقتضي اقتلاع الكفر من نفوسهم.






 
رد مع اقتباس
قديم 22-09-2023, 09:53 PM   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ
فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29)





(ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ):

انتقال من الاستدلال بخلق الأرض وما فيها وهو مما علمه ضروري للناس، إلى الاستدلال بخلق ما هو أعظم من خلق الأرض، وهو أيضاً قد يُغفل عن النظر في الاستدلال به على وجود الله، وذلك خلق السماوات، ويشبه أن يكون هذا الانتقال استطراداً لإكمال تنبيه الناس إلى عظيم القدرة.
وعَطَفَتْ (ثُمَّ) جملةَ: (ٱسۡتَوَىٰٓ) على جملة: (خَلَقَ لَكُم)، وقيل إنَّ أصل (ثُمَّ) أن تقتضيَ تراخياً زمانياً، ولا زمانَ هنا، وقيل: التراخي هنا بين رتبتي خَلْقِ الأرضِ والسماءِ. وقيل: لَمَّا كان بين خَلْقِ الأرضِ والسماءِ أعمالٌ أُخَرُ مِنْ جَعْلِ الجبالِ والبركةِ وتقديرِ الأقواتِ ـ كما أشار إليه في الآيةِ الأخرى عَطَفَ بـ (ثُمَّ) إذ بين خَلْقِ الأرضِ والاستواءِ إلى السماءِ تراخٍ.
و (ٱسۡتَوَىٰٓ): معناه لغةً: استقامَ واعتدلَ، مِن استوىٰ العُود. وقيل: عَلاَ وارتفع قال الشاعر:
فَأَوْرَدْتُهُمْ مَاءً بفَيْفاءَ قَفْرَةٍ ..... وقد حَلَّقَ النجمُ اليمانيُّ فاسْتَوَى
وقال تعالى: (فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ) المؤمنون 28، ومعناه هنا: قَصَد وعَمَدَ.
وفاعل (ٱسۡتَوَىٰٓ) ضميرٌ يعودُ على الله، و (إِلَى) حرفُ انتهاءٍ على بابها، وقيل فيها سبعة أقوال نستعرضها.
وقيل: ثَمَّ مضافٌ محذوفٌ، ضميرُه هو الفاعلُ أي استوى أمرُهُ، و (إِلَى ٱلسَّمَآءِ): متعلِّقٌ بـ (ٱسۡتَوَىٰٓ)، والضميرُفي: فَسَوَّىٰهُنَّ): يعودُ على السماءِ: إمَّا لأنها جَمْعُ سَماوَة، وإمَّا لأنَّها اسمُ جنسٍ يُطْلَقُ على الجَمْعِ.
ومعنى التسـوية: تعديل خلقهـن وتقويمه وإخلاؤه من العـوج والفطـور، أو إتمـام خلقهن وتكميله، أو جعلهن ســواء مـن قولـه: (إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ 98) الشعراء، أو تسـوية سـطوحها بالإملاس.
وقيل: "السماء" تكون جمعاً لـ "سماوة"، أو: " سماءة "، وجمع الجمع "سَمَاوات" و "سماءات"، فجاء "سَوَّاهُنَّ" إما على أن "السّماء" جمع، وإما على أنها مفرد اسم جنس، وقد تقدّم الكلام على "السَّماء" في قوله: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ) البقرة 19.
وفي نصب: (سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ) خمسةُ أوجه، أحسنُها: أنه بدلٌ من الضميرِ في (فَسَوَّاهُنَّ) العائدِ على السماءِ.






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط