|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-01-2024, 08:15 PM | رقم المشاركة : 121 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) ما مدلول قوله: (إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ)؟: أي: أعلم ما في البشر من صفات الصلاح ومن صفات الفساد. واعلم أن صلاحه يحصل منه المقصد من تعمير الأرض وأن فساده لا يأتي على المقصد بالإبطال وأن في ذلك كله مصالح عظيمة ومظاهر لتفاوت البشر في المراتب واطلاعاً على نموذج من غايات علم الله - تعالى - وإرادته وقدرته بما يظهره البشر من مبالغ نتائج العقول والعلوم والصنائع والفضائل والشرائع وغير ذلك. كيف ومن أبدع ذلك أن تركب الصفتين الذميمتين يأتي بصفات الفضائل كحدوث الشجاعة من بين طرفي التهور والجبن؟!. وهذا إجمال في التذكير بأن علم الله - تعالى - أوسع مما علموه فهم يوقنون إجمالاً أن لذلك حكمة. وقد كان قول الله - تعالى - هذا تنهية للمحاورة وإجمالاً للحجة على الملائكة بأن سعة علم الله تحيط بما لم يحط به علمهم، وأنه حين أراد أن يجعل آدم خليفة كانت إرادته عن علم بأنه أهل للخلافة، وتأكيد الجملة بـ "إنَّ" لتنزيل الملائكة في مراجعتهم وغفلتهم عن الحكمة منزلة المترددين. |
|||
18-01-2024, 02:28 PM | رقم المشاركة : 122 | |||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) ما وجه جواب: (إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ)على استفسارهم؟: إِنْ قيل: قوله: (إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) كيف يصلح أن يكون جواباً عن السؤال الذي ذكروه؟ فقد ذكر المفسرون الجواب على وجوه: 1) لَمَّا قالت الْملائكةُ (أَتَجْعَلُ فِيها) وقَد عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ فيمنْ يَسْتَخْلِفُ في الْأَرْضِ أنبياءَ وفُضَلَاءَ وأهلَ طَاعَةٍ قال لهم: لا تتعجبوا من أن يكون فيهم من يفسد ويقتل فإني أعلم مع هذا بأن فيهم جمعاً من الصالحين والمتقين وأنتم لا تعلمون. 2) أنه للغـم فيكون الجـواب: (إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) المصلحة فيه، فلا تغتمـوا بسـبب وجود المفسدين فإني أعلم أيضاً أن فيهم من يذنب ويتوب فأغفر له، وأن فيهم جمعاً من المتقين، ومن أقسم علي لأبره. 3) أنه طلب الحكمة، فجوابه أن مصلحتكم فيه أن تعرفوا وجه الحكمة فيه على الإجمال دون التفصيل. بل ربما كان ذلك التفصيل مفسـدة لكم. 4) يُحْتَمَلُ أنْ يكونَ المعنى: (إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) مِمَّا كَانَ وَمِمَّا يَكُونُ وَمِمَّا هُوَ كائن، فهو عام. 5) أنه التماس لأن يتركهم في الأرض، وجوابه إني أعلم أن مصلحتكم أن تكونوا في السماء لا في الأرض. 6) لما قالوا: (نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدّسُ لَكَ) قال تعالى: (إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) وأعلم عواقب الأمور، فأنا أبتلي من تظنون أنه مطيع، فيؤديه الابتلاء إلى المعصية كإبليس، ومن تظنون به المعصية فيطيع. 7) أني أعلم ما لا تعلمون فإنكم لما وصفتم أنفسكم بهذه المدائح فقد استعظمتم أنفسكم فكأنكم أنتم بهذا الكلام في تسبيح أنفسكم لا في تسبيحي ولكن اصبروا حتى يظهر البشر فيتضرعون إلى الله بقولهم: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا) الأعراف 44، وبقوله: (وَٱلَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى) الشعراء 82، وبقوله: (وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِينَ) النمل 19.
|
|||||
19-01-2024, 03:30 PM | رقم المشاركة : 123 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) حول مضمون الآية: إن هذا الحوار: بين الله - تعالى - وملائكته: (وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ...) جاء في قول العلماء لعدة فوائد: - أحدها: إنّ الله - تعالى - في عظمته وجلاله يرضى لعبيده أن يسألوه عن حكمته في صنعه، وما يخفى عليهم من أسـراره في خلقه، ولا سيّما عند الحيرة. والسؤال يكون بالمقال، ويكون بالحال والتوجّه إلى الله - تعالى - في استفاضة العلم بالمطلوب من ينابيعه التي جرت سنّته - تعالى - بأن يفيض منها، كالبحث العمليّ والاستدلال العقليّ والإلهام الإلهيّ. وربّما كان للملائكة طريق آخر لاستفاضة العلم غير معروفة لأحد من البشر فيمكننا أن نحمل سؤال الملائكة على ذلك. - وثانيها: إذا كان من أسرار الله - تعالى - وحكمه ما يخفى على الملائكة، فنحن أولى بأن يخفى علينا، فلا مطمع للإنسان في معرفة جميع أسرار الخليقة وحكمها؛ لأنّه لم يؤتَ من العلم إلاّ قليلاً. - وثالثها: إنّ الله - تعالى - هدى الملائكة في حيرتهم، وأجابهم عن سؤالهم لإقامة الدليل، بعد الإرشاد إلى الخضوع والتسليم، وذلك أنّه بعد أن أخبرهم بأنّه يعلم ما لا يعلمون، علّم آدم الأسماء، ثمّ عرضهم على الملائكة. - ورابعها: تسلية النبي - عليه صلوات الله - عن تكذيب الناس له؛ ومحاجّتهم في النبوّة بغير برهان على إنكار ما أنكروا وبطلان ما جحدوا، فإذا كان الملأ الأعلى قد مثّلوا على أنّهم يختصمون، ويطلبون البيان والبرهان فيما لا يعلمون، فأجدر بالناس أن يكونوا معذورين، وبالأنبياء أن يعاملوهم كما عامل الله الملائكة المقرّبين، أي فعليك أيّها الرسول أن تصبر على هؤلاء المكذّبين، وترشد المسترشدين، وتأتي أهل الدعوة بسلطان مبين. وهذا الوجه هو الذي يبيّن اتّصال هذه الآيات بما قبلها، وكون الكلام لا يزال في موضوع الكتاب وكونه لا ريب فيه، وفي الرسول وكونه يبلّغ وحي الله - تعالى - ويهدي به عباده، وفي اختلاف الناس فيهما. ومن خواصّ القرآن الحكيم الانتقال من مسألة إلى أخرى مباينة لها أو قريبة منها مع كون الجميع في سياق موضوع واحد. |
|||
20-01-2024, 01:28 PM | رقم المشاركة : 124 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) حول مضمون الآية: وقد قصّ الله علينا في هذه الآيات المعاني في صور محسوسة، وأبرز لنا الحكم والأسرار بأسـلوب المناظرة والحوار، كما هي سنّته في مخاطبة الخلق، وبيان الحقّ. غير أن من الأصول الشرعية - عندنا - أنَّ الفِطَرَ السليمة تؤمن بأنّ الله - تعالى - منزّه عن مشابهة المخلوقات. وقد قامت البراهين النقليّة والعقليّة على هذه العقيدة، فكانت هي الأصل المحكم في الاعتقاد الذي يجب أن يردّ إليه غيره، وهو التنزيه، فإذا جاء في نصوص الكتاب شيء ينافي ظاهره التنزيه، فللمسلمين فيه طريقتان: إحداهما: التنزيه الذي أيّد العقل فيه النقل، كقوله عز وجل: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) الشورى 11، وقوله: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) الصافات 180، وتفويض الأمر إلى الله - تعالى - في فهم حقيقة ذلك، مع العلم بأنّ الله يعلمنا بمضمون كلامه ما نستفيد به في أخلاقنا وأعمالنا وأحوالنا، ويأتينا في ذلك بما يقرب المعاني من عقولنا ويصورها لمخيّلاتنا. والأخرى: التأويل. وهذه الطريقة تبين أنّ قواعد الدين الإسلاميّ وضعت على أساس العقل، فلا يخرج شيء منها عن المعقول، فإذا جزم العقل بشيء وورد في النقل خلافه، يكون الحكم العقليّ القاطع قرينة على أنّ النقل لا يراد به ظاهره، ولا بدّ له من معنىً موافق يحمل عليه، فينبغي طلبه بالتأويل. ولا نرى بأساً من الجمع بين الطريقتين؛ لأنّ الله - عزّ وجل - لم يخاطبنا بما لا نستفيد منه معنىً، مع وجوب التسليم والتفويض فيما يتعلّق بالله - تعالى - وصفاته. إننا نتوسط بين من يلغي دور العقل في فهم النصوص الشرعية، ومن يقدم العقل على الدليل السمعي القطعي. على أننا لا نتفق مع القول بأنه إذا تعارض ظنّيّان أحدهما سمعي والآخر عقلي، وجب ترجيح المنقول على المعقول. |
|||
21-01-2024, 01:03 PM | رقم المشاركة : 125 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) حول مضمون الآية: وقول العلماء في قول الملائكة: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ) إنه "إشارة إلى أنهم مخلوقات طهرها الله - عز وجل - ونزهها عن الذنوب والآثام طهارة تكوينية، بمعنى أن الله - تعالى - قدسها، فلا ينبغي لها العصيان أو الرذل من الأفعال، أو ترك العبادة ونبذها، وهذا يرد قول من ألصقوا بالملائكة الحسد أو الغيرة لأن الله ميز بمرتبة الخلافة غيرهم. إن القداسة حلت عليهم من "القُدّوس" هذا القول يحتاج إلى المناقشة؛ فالذي نراه أن الملائكة: - عقول مجردة، لا شهوة فيها ولا هوىً، - ذوو إرادة، - يعرفون الله معرفة تجعلهم يحسنون عبادته، ولكنها ليست عبادة قهر وإلزام، - يتمتعون بهيئات ليست كالبشر، كالأجنحة، - لهم قدرات عالية لا يتمتع بمثلها البشر، كالقدرة على التشكل، - يتواجدون في بعد آخر لا نراه، لذلك هم يرونا ولا نراهم، - يكلفون بأعمال ووظائف يجتهدون في أدائها على مراد الله. هذه بعض خواصهم، وهي - على ما نرى - خواص مشتركة مع الجن، الذين هم فئة من الملائكة، انسلخت عنهم حين أبوا خدمة "آدم"، فطردهم الله من رحمته، ليمارسوا دور الشر في حياة البشر. |
|||
22-01-2024, 12:48 PM | رقم المشاركة : 126 | |||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) حول مضمون الآية: وما يجعلنا نعتقد أن الملائكة والجن جنس واحد، منقسم إلى فئتين: أخيار وأشرار، عدة دلائل: 1) لفظة "الجن" في اللسان العربي تعني: الستر والتغطية والمواراة، وبهذا المعنى قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً) المنافقون 2، يغطّون أنفسهم بالحلف اللفظي حتّى يكونوا محفوظين في ظلّ ذلك، ويجعلونه مجنّة. والجَنَّةُ ما يصير إليه المسلمون في الآخرة، وهو ثواب مستور عنهم اليوم. والجَنَّةُ البستان، وهو ذاك لأنّ الشجر بورقه يستر، يقول تعالى: (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) الكهف 35، وبمناسبة هذا المفهوم استعملت في مساكن المؤمنين المتّقين، منه: (أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) الفرقان 15. والجنين: الولد في بطن أمّه، سمّي بذلك لاستتاره. يقول تعالى: (إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) النجم 32، أي كنتم مغطّاة في البطون. والجنين: المقبور. والجَنَانُ: القلب، باعتبار كون القلب متوارياً ومغطّى في بدن الإنسان. والمِجَنُّ: الترس. وكلّ ما استتر به من السلاح فهو جُنَّةٌ. وجنان الليل: سواده وستره الأشياء. وأجنّه الليل وجنّ عليه: ستره، يقول تعالى: (فَلَمَّا جَنَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً) الأنعام 76، أي: غطّى الليل ظلمته وآثاره عليه، أو غطّى الليل نفسه عليه. والجِنَّة: الجنون، وذلك أنّه يغطّي العقل، وأَجَنَّهُ اللّهُ فَجُنَ بالبناء للمفعول، فهو مجنون. يقول تعالى: (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ) المؤمنون 25، أي نوع جنون ومواراة. والجِنّ والجِنّة خلاف الإنس، والواحد منها: الْجَانُ، وسمّوا بذلك لأنّهم متستّرون عن أعين الناس، فأمّا الحيّة الّذي يسمّى الجَانَّ فهو تشبيه له بالواحد من الجانّ. وهم مكلّفون وذوو عقول، موحّدون وكافرون، لقوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَۖ كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَدٗا 11) الجن. وقالوا الجنّة هم الملائكة عند قوم من العرب.
|
|||||
22-01-2024, 03:01 PM | رقم المشاركة : 127 | ||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
اقتباس:
هل القول هنا لك؟؟ أم أنت تنقل عن أقوال العلماء؟ وهل أنت تتبنى القول أن الجن هم من الملائكة ؟ |
||||
23-01-2024, 11:51 AM | رقم المشاركة : 128 | ||||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
اقتباس:
حياك الله أستاذ هشام، وأشكرك مرة أخرى على المتابعة والتعليق. سبق أن ذكرت أني التزمت في: "قراءات في الكتاب" أن آتي في قراءة كل آية بقسمين: القسم الأول أعرض فيه أهم ما قيل في الآية من معاني الألفاظ، وإعراب الجمل التي فيها وجوه إعرابية تؤثر على المعنى، والدلالة المعنوية لمجمل الآية. أما القسم الثاني فأسميته: "حول مضمون الآية" وأقدم فيه ما أرجحه من آراء، وما يعن لي من رؤية.
|
||||||
23-01-2024, 12:56 PM | رقم المشاركة : 129 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) حول مضمون الآية: وما يجعلنا نعتقد أن الملائكة والجن جنس واحد، منقسم إلى فئتين: أخيار وأشرار، عدة دلائل: 2) أما عن طبيعة خلق الجن، فهو من نار، لقوله تعالى: (وَخَلَقَ ٱلۡجَآنَّ مِن مَّارِجٖ مِّن نَّارٖ 15) الرحمن. لكن لم يرد في الكتاب مادة خلق الملائكة. وفي تقديرنا أنهم لو كان خلقهم مختلفاً عن الجن لذكر صراحة في التنزيل. وهي طاقة في مقابل المادة التي هي التراب، الذي منه خلق الإنس. والنار - كما هو معروف - يتفرّع منها التوقّد والحرارة والنور والإضاءة. 3) وثمة آيات تشير إلى الأصل الملائكي لإبليس، نحو قوله تعالى: (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ 34) البقرة، وقوله: (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ) الكهف 50، فيكون استثناء إبليس من الملائكة استثناءً حقيقياً متصلاً، لا منقطعاً كما قال أكثر النحاة. وقوله: (كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ) نظير قوله: (وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ) أي صار بعصيان أمر الله من الجن، وكأن الله - تعالى - جعل عصيان إبليس بداية لتقسيم ذلك الجنس إلى أخيار هم الملائكة، وجن هم العصاة، كما كان - أي العصيان - بداية لتسمية إبليس بالشيطان، وهو اسم رافقه منذ بدأ في إغواء بني آدم للأكل من الشجرة. ..... |
|||
23-01-2024, 05:19 PM | رقم المشاركة : 130 | ||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
اقتباس:
أما بخصوص هذه المسألة حبذا أن نتوقف عندها كي يكون هناك حوار حولها. فإما أن نناقشها هنا.. أو تفرد لها موضوعا خاصا. تحياتي. |
||||
24-01-2024, 01:36 PM | رقم المشاركة : 132 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) حول مضمون الآية: وما يجعلنا نعتقد أن الملائكة والجن جنس واحد، منقسم إلى فئتين: أخيار وأشرار، عدة دلائل: 4) أما مسألة العصمة للملائكة، فاستند العلماء على قوله تعالى في خزنة النار: (لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ 6) التحريم، وهذا لا يدل على أنهم مجبرون على الطاعة، بل لِمَ لا تكون طاعتهم لله خياراً لهم لعلمهم بقدرة الله وتقديسهم له تقديس عبادة وخضوع؟ 5) في التنزيل آيات توافق قولنا في الملائكة، بأنهم ليسوا آلات مجبولة على الطاعة بلا خيار، من ذلك مناقشتهم لله - تعالى - في خلافة آدم: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا) ولو كانوا آلات تنفذ دون وعي أو تفكير، لما ناقشوا الله في أمره. 6) وقوله تعالى: (وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنّى إِلَـٰهٌ مّن دُونِهِ فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ) الأنبياء 29، يشير - دون شك - إلى أن منهم من يفترض أن يخالف توحيد الله؛ وإلا لو كانوا معصومين لانتفى عنهم بالكلية افتراض مخالفة الله. والآية لم تضع صيغة الامتناع، فلم يقل نحو: ولو قال أحد منهم: إني إله. كذلك قوله: (فَذٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ) يبين أن الإلقاء في جهنم ممكن لجنسهم، وهي حاضرة للإنس والجن كما نعلم. 7) وقوله أيضاً: (لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ) الأعراف 206، مدح بترك الاستكبار. وهم مدحوا لاختيار ترك الاستكبار. ومن يترك الاستكبار قادر على الأخذ به. وإذا كانوا مزجورين ممنوعين عن الاستكبار، فلا يستحقون المدح حينئذ. ........ |
|||
|
|