الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

موضوع مغلق

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-2006, 09:13 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمر الشادي
أقلامي
 
إحصائية العضو






عمر الشادي غير متصل


Lightbulb الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه
أما بعد

-{مقدمة في أصل تخصيص يوم المولد بفعل الطاعات}-

أن نحتفل بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعني أن نُظهر الفرح والسرور وأن نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة نعمة بروز سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا.
كيف لا وهو صلى الله عليه وسلم أصل النعمة وسبب الرحمة فقد أنقذنا الله به من الجهالة وظلمتها إلى الإيمان ونوره الذي به سعادة الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.
من هنا، درج المسلمون على الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يشكرون الله على هذه النعمة العظيمة الجليلة ويُظهرون الفرح والاستبشار بمولده عليه الصلاة والسلام.
ولهذا الفعل أصل ثابت في السنة النبوية الشريفة فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن سبب صيامه يوم الاثنين؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ذاك يوم ولدت فيه".
وقد وجد –كما سنبيّن فيما يلي- علماءُ أهل السنة والجماعة في هذا الحديث أصلا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وهذا رأي العلماء المعتبرين الذين نأخذ بقولهم، فالفقيه العالِم هو الذي يفتي الناس ويعلمهم أحكام الدين وليس أي عاميّ قرأ حديثا أو ءاية ثم لم يدرك المعنى ويريد أن يتنطع للفتوى بغير علم ولا هدى.
فإن قال قائل إن الحديث يفيد بتخصيص أسبوعي للاحتفال وليس سنويا فالجواب أن العبرة بتجدد الذكرى هذا ما رآه العلماء فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم صيام عاشوراء فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هو اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أَوْلى بموسى.. وأمر بصومه صوم استحباب.. أخرجه البخاري ومسلم. فيستفاد من هذا الحديث فعل الشكر لله تعالى على ما تفضّل به في يوم معيّن من حصول نعمة أو رفع نقمة.. ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة.
كل هذا يؤكد صحة ما ذهب إليه علماء أهل السنة والجماعة من أن في هذا الحديث إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده. ومن أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي إظهاره صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله إلينا كما مرّ معنا في قوله تعالى: {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم} أليس هذا تصريحا أن الله أنعم علينا بهذه النعمة العظيمة الرحمة المهداة!
والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام.. والصدقة والتلاوة.. وأيّ نعمة أعظم من نعمة بروز النبي.. نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.. فكيف لا نحتفل بمولده ونحن نعرف أن مولده نور وبركة..

-{شبهة الجاهلين في تحريم المولد والرد عليهم}-

لذلك ينبغي على كل واحد فينا أن لا يُسرع إلى فتوى بغير علم ما لم يقل بها عالم معتبَر من علماء أهل السنة والجماعة وإلا فإن في تحريم عمل المولد تفسيقا وتبديعا لمئات الملايين من المسلمين في كل البلاد والأمصار وقبل أن يفعل أحد منكم هذا فليأت لنا بفتوى واحدة من عالم معتبَر من علماء أهل السنة والجماعة يقول بتحريم عمل المولد ولن يجد، فكفانا رميا للأمة بالكفر والشرك والفسق والتبديع بلا دليل ولا برهان فهذا مما ستحاسبون عليه يوم القيامة إن فعلتموه فمن فعل فليسرع إلى ترك هذا الأمر.

وقبل الخوض في شبهات الجاهلين كان لا بد من التنبّه إلى أن هذا العلم دين فينبغي على كل واحد فينا أن ينظر عمّن يأخذ دينه، لذلك فالحذر الحذر من كثير من الفتاوى التي تنتشر في الإنترنت فهذه الفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان تحرم على المسلمين أن يُظهروا الفرح والاستبشار بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل السنة والجماعة لا يوافقون على هذا التحريم الذي لا يقول به من كان له حظٌّ من علم الدين وفهمٌ لأحكام الشرع الحنيف وتلقٍّ من أفواه العلماء لما كان عليه فقهاء المذاهب السنية الأربعة المشهورة والمعتبرة عند عموم أهل السنة والجماعة.
لذلك كان من الأسلم في الوصول إلى المعرفة الشرعية النظر فيما ثبت عن علماء أهل السنة المعتبرين عند عموم أهل السنة والجماعة وليس على ما تشيعه بعض الجماعات الشاذة عن أهل السنة بأفكار ومعتقدات تساهم الثروات النفطية في دعمها ماليا لتقوم بطباعة ءالاف الكتيّبات التي عبثا تحاول عبرها نشر فكرها الهدّام فرفضه أهل السنة والجماعة في سائر الأمصار ولله الحمد وله المنّة سبحانه وتعالى.

هذا وكان أولئك الجاهلون قد انطلقوا في تحريمهم لعمل المولد الشريف من قاعدة "ابتدعوها بأنفسهم" بلا أصل صحيح لها حيث قالوا فيها: "إن كل ما لم يعمله النبي حرام علينا أن نعمله ولو لم ينهنا عنه رسول الله"!!.
وقولهم هذا مخالف للأصول التي عليها أهل السنة والجماعة الذين قالوا إن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم ينهنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبما أن اولئك الجاهلين لم يبلغوا منزلة الاجتهاد في العلم الشرعي فليس لهم أن يطلقوا أحكاما ما سبقهم إليها أحد من علماء المسلمين ليس لهم أن يأخذوا وظيفة الأئمة الكرام فيُحللون ويحرّمون دون الرجوع إلى كلام الأئمة المجتهدين، فالذي حرّم ذكر الله عز وجل وذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده عليه السلام بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعله فنقول له: هل تحرّم المحاريب التي في المساجد وتعتقد أنها بدعة ضلالة؟! وهل تحرّم جمع القرءان في المصحف ونقطه بدعوى أن النبي لم يفعله؟! فإن كنتَ تُحرّم ذلك فقد ضيقتَ ما وسّع الله على عباده من استحداث أعمال خير لم تكن على عهد الرسول، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن سنّ في الإسلام سُنة حسنة فلَهُ أجرُها وأجْرُ مَن عَملَ بها بعده من غير أنْ ينقُصَ من أُجورهم شىء" رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح: "نِعْمَ البدعة هذه" رواه الإمام البخاري في صحيحه.

كل هذا يؤكد أن لا مدخل للجاهلين إلى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فهم أخذوا بظاهر حديث "كل بدعة ضلالة" وحملوه على تفسير فاسد وإنما معنى قول النبي "كل بدعة ضلالة" أي أغلب البدع تكون بدع ضلال وليس الكل على وجه الإطلاق بلا استثناء وهذا من اللغة العربية يعرفه أهل الخبرة وهو عبارة عن إطلاق "الكل" على "البعض" إذا غلب، ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى عن الرياح التي أرسلها الله لتدمر بعض الكافرين: {تدمر كل شىء}. وهي لم تدمر كل شىء على وجه الإطلاق فلا زالت الأمصار والأقطار والنواح عامرة وإنما هي دمرت الكثير الكثير من الأشياء فأطلق "الكل" على "البعض" لأنه غلب عليه.
وكذلك حديث: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) فمعناه ضد ما ذهب إليه الجاهلون الذين يريدون تحريم الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ووجه الدليل ضدهم قوله في الحديث: ((عمل عملا ليس عليه أمرنا))، فيكون معنى الحديث إن من عمل عملا عليه أمرنا فليس بمردود وهكذا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لأنه لا يخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ومما يؤكد فهمنا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة ما ثبت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه حيث يقول: "المُحدثـات من الأمور ضربان أحدهما: ما أُحدث مما يُخالفُ كتابـا أو سُنة أو أثرا أو إجماعا، فهذه البدعة الضـلالة، والثانيـة: ما أُحدثَ من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومة". رواه الحافظ البيهقي في كتاب "مناقب الشافعي" ج 1 ص 469.

فها هو الإمام الشافعي واحد من أكابر علماء وأئمة السلف الصالح يوافق فهمُنا فهمَه للحديث وأحكام الدين، ويؤيد هذا الأمر الكثيرُ من علماء أهل السنة والجماعة ومنهم صاحب الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله حيث يقول: "إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعةٌ حسنة" فلا تصحُ فتوى من أفتى بأن الاحتفالَ بذكرى المولد بدعةٌ محرمةٌ لما تقدم من الأدلة ومثل ذلك ذكرَ العلماء الذين تُعْتَمَدُ فتواهم كالحافظ ابن دحية والحافظ العراقي والحافظ السخاوي والحافظ السيوطي والشيخ ابن حجر الهيتمي والإمام النووي والإمام أبي بكر بن العربي المالكي والإمام عز الدين بن عبد السلام والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق والشيخ مصطفى نجا مفتى بيروت الأسبق، ولا عبرة بكلام من أفتى بخلاف قولهم لأنه ليس كلام مجتهد، والعبرة إنما هي بما وافق كلام العلماء المعتبرين، والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد التحريم.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري ما نصه: ((قوله قال عمر: "نعم البدعة" في بعض الروايات "نعمت البدعة" بزيادة التاء، والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة)) ا.هـ. ومراده بالأحكام الخمسة: الفرض والمندوب والمباح والمكروه والحرام.

هذا ما قاله الإمام ابن حجر العسقلاني، وهذا ما ورد وثبت عن علماء أهل السنة والجماعة، أما الجاهلون الذين يريدون أن يحرموا عملا مستحسَنا في الشرع الحنيف فلا يجدون قولا واحدا لعالم وفقيه معتبَر عند جمهور الامة المحمدية قال بقولهم.

وقال النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات ما نصه: "البدعة بكسر الباء في الشرع هي: إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلّى الله عليه وءاله وسلم، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. قال الإمام الشيخ المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم وبراعته أبو محمد عبد العزيز ابن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في ءاخر كتاب القواعد: البدعة منقسمة إلى: واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة. قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فمحرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة" ا.هـ. كلام النووي.

وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار ما نصه: "فقد تكون البدعة واجبة، كنصب الأدلة للرد على أهل الفرق الضالة، وتعلم النحو المفهم للكتاب والسنة، ومندوبة كإحداث نحو رباط ومدرسة، وكل إحسان لم يكن في الصدر الأول، ومكروهة كزخرفة المساجد، ومباحة كالتوسع بلذيذ المآكل والمشارب والثياب" ا.هـ.

وقال النووي في روضة الطالبين في دعاء القنوت ما نصه: "هذا هو المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد العلماء فيه: "ولا يَعِزُّ من عاديت" قبل: "تباركت وتعاليت" وبعده: "فلك الحمد على ما قضيت أستغفرك وأتوب إليك". قلت: قال أصحابنا: "لا بأس بهذه الزيادة". وقال أبو حامد والبَنْدَنِيجيُّ وءاخرون: "مستحبة" ا.هـ. كلام النووي.

وروى الحافظ البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي رضي الله عنه قال: "المحدَثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة" اهـ.

هذا ما ذهب إليه علماؤنا الأبرار الأفاضل في تقسيم البدعة ولكن البعض يصر على ترك كل ما قاله كل أولئك العلماء علماء المذاهب الأربعة ليلتحقوا بفتاوى وشبهات لأشخاص معاصرين ما فهموا دين الله بل اختلطت عليهم المسائل فضلوا وأضلوا والعياذ بالله تعالى، فكيف نجد بعد كل هذا البيان من يحرّم الاحتفال بالمولد النبوي زاعما أنه بدعة ضلالة! بل الجاهل هو من يخالف أقوال علماء أهل السنة إذ كان محروما من الفهم والتفقه وتلقي علم الدين من أفواه العلماء، ولو كان علم الدين يؤخذ من الكتب ما كان منها معتمدا من العلماء وما لم يكن كذلك لما كان ثمة فرق بين عالم وعامي بين فقيه متبحر وبين من لم يوفّقه الله إلى فهم الشريعة والدين.

ولكن الجاهلين لا يأخذون بكل ما ثبت عن علماء المذاهب الأربعة بل ويعترض أن لا نوافق على ما شذّ عن مذاهبنا السنية، وفي هذه الحالة فعليه أن لا يدّعي أنه سنيّ ثم يقول بما يخالف ما كان عليه فقهاء المذاهب السنية الأربعة وليعترف أنه يتبع مذهبا خامسا غير معروف لدينا وغير مقرر عندنا وليلحق بطائفته فلا ينتسب بالزور إلى أهل السنة والجماعة.

ولو أن أولئك الجاهلين فهموا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص من أجورهم شىء ومن أحدث في الإسلام سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شىء) لو فهموا معنى الحديث كما فهمه علماء أهل السنة والجماعة لهان عليهم أن يسلّموا بما قاله علماء أهل السنة ولكن على قلوب أقفالها.

يتبع






 
قديم 13-04-2006, 09:20 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عمر الشادي
أقلامي
 
إحصائية العضو






عمر الشادي غير متصل


افتراضي

-{ابتداء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف}-


ولنراجع معا زملائي الأعزاء أن ننظر فيما لا يرضى الجاهلون أن ينظروا إليه عن ابتداء الاحتفال بالمولد الشريف وما كان رأي علماء المسلمين من علماء الفقه وحفّاظ الحديث النبوي وءاخرين.

فأول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو ملك إربل وكان عالما تقيا شجاعا يقال له المظفر، وذلك في أوائل القرن السابع للهجرة. جمع لهذا كثيرا من العلماء فيهم من أهل الحديث فاستحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض ومغاربها. حتى إن الحافظ ابن دحية قدم من المغرب فدخل الشام والعراق واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها يعتني بالمولد فعمل له كتاب: ((التنوير في مولد البشير النذير)).
وتوالى الحفاظ على التأليف في قصة المولد فألف شيخ الحفاظ العراقي كتابا في المولد سماه ((المورد الهني في مولد النبي)).
فالعلماء والفقهاء والمحدثون والصوفية الصادقون كالحافظ العسقلاني والحافظ السخاوي والحافظ السيوطي وغيرهم كثير، حتى علماء الأزهر كمفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي، حتى علماء لبنان كمفتي بيروت السابق الشيخ مصطفى نجا رحمه الله استحسنوا هذا الأمر واعتبروه من البدع الحسنة فلا وجه لإنكاره بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص من أجورهم شىء)) رواه مسلم.

إذا كما رأينا فقد استحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض ومغاربها، منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، وتلميذه الحافظ السخاوي، وكذلك الحافظ السيوطي وغيرهم.

وذكر الحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

وللحافظ السيوطي رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، قال: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".ا.هـ.

قال ابن كثير في تاريخه: "كان يعمل المولد الشريف -يعني الملك المظفر- في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه "التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في المُلك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة".ا.هـ.

ويذكر سبط ابن الجوزي في مرءاة الزمان أنه كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية.

وقال ابن خلكان في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب "التنوير في مولد البشير النذير"، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار".ا.هـ.

قال الحافظ السيوطي: "وقد استخرج له -أي المولد- إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانيًا.."ا.هـ.

فتبين من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" وإن كان الحديث واردًا في سبب معين وهو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاءوا إلى رسول الله وهم يلبسون النِّمار مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثير فسرّ رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام.." الحديث.
وذلك لأن العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر عند علماء الأصول، ومن أنكر ذلك فهو مكابر.

حتى ابن تيمية الذي خالف المذاهب الأربعة قال في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم" وصرح بجواز الاحتفال بالمولد الشريف.






 
قديم 13-04-2006, 09:22 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عمر الشادي
أقلامي
 
إحصائية العضو






عمر الشادي غير متصل


افتراضي

-{الإجماع على مشروعية عمل المولد وعلى أن البدعة تنقسم إلى أنواع}-



وقد قال الإمام السيوطي في الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ص 12 أو ص27 (تحقيق عبد القادر عطا) ما نصه: ((فالبدعة الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها رجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشىء، ولا يلزم من فعله محظور شرعي)). انتهى.

واليكم من السيرة الحلبية نقلا عن ابن حجر الهيتمي وفيه: وقد قال ابن حجر الهيتمي: والحاصل أن البدعة الحسنة متفق على ندبها، وعمل المولد واجتماع الناس له كذلك أي بدعة حسنة. انتهى فهو بدعة حسنة مجمع على جواز فعلها.

والإمام النووي يقول:
- قوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ) هذا عامٌّ مخصوص، والمراد: غالب البدع.
قال أهل اللُّغة: هي كلّ شيء عمل عَلَى غير مثال سابق.
قال العلماء: البدعة خمسة أقسام: واجبة، ومندوبة، ومحرَّمة، ومكروهة، ومباحة.
فمن الواجبة: نظم أدلَّة المتكلّمين للرَّدّ عَلَى الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك.
ومن المندوبة: تصنيف كتب العلم وبناء المدارس والرّبط وغير ذلك.
ومن المباح: التّبسط في ألوان الأطعمة وغير ذلك.
والحرام والمكروه ظاهران، وقد أوضحت المسألة بأدلَّتها المبسوطة في (تهذيب الأسماء واللُّغات) فإذا عرف ما ذكرته علم أنَّ الحديث من العامّ المخصوص، وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة، ويؤيِّد ما قلناه قول عمر بن الخطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في التَّراويح: نعمت البدعة، ولا يمنع من كون الحديث عامّا مخصوصا.
قوله: (كُلُّ بِدْعَةٍ) مؤكّداً بكلّ بل يدخله التَّخصيص مع ذلك كقوله تعالى: {تُدَمّرُ كُلَّ شَىْءٍ}.
وهنا انتهى كلام الامام النووي في تفصيل البدعة.

**********

وقد استحضرت حوارا سريعا بين رجل من أهل السنة والجماعة وءاخر من الطائفة الوهابية يتناول موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أحببت أن تشاركوني في قراءته لما يحتويه من فوائد:

يقول السني: أنتم الوهابية تحرمون الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من اجورهم شىء) وصاحب إربل الملك المظفر كان أول من احتفل بالمولد فلم ينكر عليه العلماء، بل مدحوه ومدحوا فعله هذا.

الوهابي: لا، العلماء لم يمدحوه على ذلك، بل هو رجل مذموم.

السني: أتأخذ بكلام الذهبي؟

الوهابي: نعم ءاخذ بكلامه.

السني: الذهبي مدح الملك المظفر في كتابه ((سير أعلام النبلاء)) فقال عنه: (كان محبا للصدقة.. وبنى أربع خوانك للزُمنى والأضراء.. وبنى دارا للنساء، ودار للأيتام ودارا للقطاء، ورتب بها المراضع، وكان يدور على مرضى البيمارستان.. وبنى مدرسة للشافعية والحنفية.. وكان يمنع من دخول منكر بلده.. وأما احتفاله بالمولد النبوي الشريف فيقصر التعبير عنه، كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة وتُنصب قباب خشب له ولأمرائه وتُزين.. ويعمل ذلك أياما، ويخرج البقر والإبل والغنم شيئا كثيرا فتنحر وتطبخ الألوان.. ويتكلم الوعاظ في الميدان، فينفق أموالاً جزيلة، وقد جمع له ابن دحية ((كتاب المولد)) فأعطاه الف دينار، وكان متواضعا، خيرا، سُنيًا، يحب الفقهاء والمحدثين، وربما اعطى الشعراء، وما نقل أنه انهزم في حرب، وقد ذكر هذا وأمثاله ابن خلكان واعتذر من التقصير)).

الوهابي: كيف تفتري على الذهبي هذا الإفتراء وهو لم يقل ذلك؟

السني: بلى، هو قال ذلك، هاك كتابه الذي طبعته مؤسسة الرسالة فهو يذكر ذلك في الصحيفتين 335 و336 في الجزء الثاني والعشرين، انظر واقرأ.

الوهابي:.. (ينظر ويقرأ وينصدم).

السني: وماذا تقول في ابن كثير؟

الوهابي: ابن كثير ءاخذ بكلامه.

السني: هو ايضا يمدح الملك المظفر في ((البداية والنهاية)) فقال: (الملك المظفر أبو سعيد كوكبري أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك والأمجاد، له ءاثار حسنة.. وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطلاً عاقلاً عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه. وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدا في المولد النبويّ سماه ((التنوير في مولد البشير النذير)) فأجازه على ذلك بألف دينار.. محمود السيرة والسريرة.. وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء".

الوهابي: ابن كثير لا يقول ذلك، هذا افتراء على ابن كثير.

السني: خذ وانظر الى الجزء الثالث عشر من كتابه الذي طبع سنة 1966 على نفقة مكتبة المعارف ببيروت ومكتبة النصر بالرياض، في الصحيفتين 136 و137.

الوهابي: أرني الكتاب.. (ينظر إلى الكتاب دون أن يتفوه بكلمة).

السني: ماذا حصل؟

الوهابي: أنا لا ءاخذ بكلام ابن كثير.

السني: كيف هذا؟! قبل قليل قلت أنك تأخذ بكلامه، ما هذا التذبذب!؟

الوهابي: (سكوت مطبق.. واحمرار في العينين).

السني: إن كنت تصر على تحكمك ومذهبك هذا الذي هو من فساد محمد بن عبد الوهاب فهل تعلم ماذا قال ابن تيمية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

الوهابي: وصلنا، أنا ءاخذ بكلام ابن تيمية.

السني: هكذا؟! ابن تيمية قال: فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم.

الوهابي: لا.. لا.. ابن تيمية لا يقول ذلك وإلا لتعارض كلام ابن تيمية مع كلام محمد بن عبد الوهاب ولكفر الواحد منهما الآخر.

السني: خذ وانظر الى كتاب ابن تيمية المسمى ((اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)) بتحقيق محمد حامد الفقى المسمى رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، الناشر دار المعرفة للطباعة والنشر-بيروت-لبنان-، صحيفة 297.

الوهابي: ماذا؟! أرني.. أرني (ينظر الى الكتاب ويتمتم بكلام فيه سب مع احمرار شديد في الوجه فضلاً عن العينين).

السني: إياك والكلام البذيء.

الوهابي: (يمضي منهزما وهو يقول) أنا لا أسبك وإنما أقول لعنة الله على ابن تيمية.. لعنة الله على ابن تيمية.






 
قديم 13-04-2006, 09:28 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عمر الشادي
أقلامي
 
إحصائية العضو






عمر الشادي غير متصل


افتراضي

انتهى الحوار، وحسبنا الله ونعم الوكيل، أليس الأفضل للكل أن يتعلموا ما ثبت عن علماء أهل السنة والجماعة في هذه المسالة ليُصار إلى الالتزام بأقوالهم وهم نجوم الهدى ومصابيح العلم وخدّام الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؟


خاتمة: هذا ما تمكنت اليوم من جمعه ومراجعته مرة قبل إضافته في هذا الموضوع وإن شاء الله تعالى لي عودة مع فوائد أخرى كثيرة ومتنوعة تتعلق كلها بأمر المولد النبوي الشريف والبدعة وأقسامها واما المواضيع الأخرى كمواضيع التبرك والتوسل فتحتاج إلى مواضيع مستقلة عن هذا الموضوع لكي لا تختلط المسائل في ذهن الزملاء القراء.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وءاخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.






 
قديم 14-04-2006, 12:10 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ياسر أبو هدى
أقلامي
 
الصورة الرمزية ياسر أبو هدى
 

 

 
إحصائية العضو







ياسر أبو هدى غير متصل


Lightbulb







التوقيع



nawras_68@yahoo.com
 
قديم 14-04-2006, 12:13 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

الاحتفال بالمولد النبويّ

ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

قال الله تعالى:﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾
وقال: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾
وقال:﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾
وقال مخاطباً رسوله :﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى﴾.
قال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾.

المتتبع لما جاء في كتاب الله يجد أن ما اختص به محمد هو هذا الدين وهذه الرسالة التي حملها للناس كافة. والغريب فيما عليه المسلمون أنهم يحتفلون كل عام بمولده ويقيمون له الموالد في كثير من المناسبات، وينذرون النذور لإقامة الموالد، ووضعت لهذه المناسبة الكتب، ونظمت لها الأهازيج، وفرض لها الشعر، ولم يتذكر أحد منهم
يوم بعثته
يوم أن منّ الله عليه وعلى الناس
ويوم أكرمه وأكرم من آمن به بهذا الدين
يوم نزل عليه الوحي وبلغه أنه نبي مرسَل. يوم نزلت عليه سورة المدثر وخاطبه ربه بها ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * ولاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾
ولئن جاز التقليد، واتباع سنن من كان قبلنا شبراً بشبر وذراعاً بذراع، تصديقاً لقول المصطفى : «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا من يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال فمن».
فإن النصارى حين يحتفلون بمولد عيسى عليه السلام إنما يحتفلون بالمعجزة الخارقة، والحجة الدامغة على الناس ليؤمنوا به، فكان مثله عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فكان. فالاحتفال بالمعجزة، الاحتفال بالحجة البالغة. فهل كان مولد رسول الله حجة على الناس وهل كان مولده معجزة، أم انه ولد كأي طفل في الحجاز، فأبوه عبد الله بن عبد المطلب، وأمه آمنة بنت وهب، وحملت به في شهر رجب كما يقال ووضعته في ربيع الأول، كأي امرأة أخرى، وكأي مولود آخر، وبلغ في قومه عمراً من قبل أن ينزل عليه الوحي، وهو كأي قرشي، يرعى الغنم، ويحمل الأحجار على كتفه في بناء الكعبة كما يفعل أقرانه، ويريش السهام إلى قومه في حرب الفجار، ويتاجر لخديجة بنت خويلد بمالها، ولم تبد منه في مولده وطيلة حياته حتى سن الأربعين أية بادرة إعجاز، أو حجة في بلاغ. إذن فلا وجه للمقارنة والمفاضلة بين احتفال النصارى بمولد عيسى عليه السلام واحتفال المسلمين بمولد رسول الله ، إلا التقليد الأعمى وليس تقليد الوعي والمفاضلة.
ولنسألْ: لماذا يحتفل المسلمون بهذه المناسبة؟
أهي عبادة؟
أهي اتباع لسنة سنها الصحابة الكرام؟
أم هي كما قلنا تقليد أعمى لما يقوم به النصارى؟
أم ماذا؟
فإذا قلتم إنها عبادة، فالعبادات قد وردت بها أدلة من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة، فلا يزاد عليها ولا ينقص منها. والاحتفال بهذه المناسبة لم يرد به دليل فهي ليست من الفروض العينية، ولا فرض كفاية. وليست من المندوبات ـ السنن ـ المستحبات. حيث أن هذه كذلك لا بد وأن يكون قد ورد بها دليل يبين أنها مندوبة أو سنة، أو مستحبة. فكيف يمكن أن تكون من المندوبات ما دام أنه لم يرد بها دليل؟ والرسول يقول: «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد» ولا يقال إنها بدعة حسنة، إذ البدعة الحسنة هي القيام بأمر شرعه الله على وجه يستحث به الآخرين للقيام به، أي هي إبداع في أسلوب لتأدية حكم شرعي أمر الله بالقيام به دون أن يحدد له كيفية معينة. ولما كانت هذه الذكرى ليست حكماً شرعياً، ولم يأمرنا الله بالقيام بها، وليست هي أسلوباً في تنفيذ حكم شرعي قد أمر الله به، إذن فلا يصح أن تسمى بدعة حسنة.
وإن كان القيام بهذه الاحتفالات تعبيراً عما نكنه من محبة واحترام وتقدير لمقام رسول الله ، واعتاد المسلمون التعبير عن هذا الاحترام والتقدير بمثل هذه الأفعال فإن اشد الناس وأكثرهم حباً لرسول الله هم صحابته ثم التابعون ثم تابعوهم، ولم يرد في كتب الحديث أو كتب السير والتاريخ أن هؤلاء الناس ـ وهم خيرة الخلق بعد الأنبياء ـ أنهم احتفلوا بهذه المناسبة، أو ورد لها ذكر على ألسنتهم. سواء في عهد الخلفاء الراشدين أم في عهد الأمويين أم العباسيين. فلا يصح أن يقال تيمناً بالصحابة، أو اقتداء بالسلف الصالح.

أما أنها ذكرى، فالذكرى بعد نسيان، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإنه يقول: «تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي» فكتاب الله بين أيدينا. والرسول به يشكونا إلى ربه فيقول: ﴿يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾فلو كانت الاحتفالات لدعوة الناس ليتذكروا ما ترك فيهم رسول الله ـ كتاب الله وسنّة نبيه ـ فالأولى بالقائمين على هذه الأمور أن يتذكروا قول نبيهم: «من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرمات الله ناكثاً لعهود الله عاملاً في عباد الله بالإثم والعدوان ولم يغير عليه بقول أو فعل كان على الله أن يدخله مدخله» أو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، أم أن ما يقومون به كما وصفهم لينين: (الدين أفيون الشعوب) يريدون صرف الناس عن إدراك واقعهم المرير والتغني أو التباكي في مولد المصطفى؟!
أما إن كان المقصود تذكرة عزة المسلمين وأمجادهم حين كانوا سادة الدنيا فلنا في كل يوم من أيام السنة ذكريات، ابتداءً من ليلة القدر تلك الليلة التي نزل فيها القرآن وفيها يُفْرَقُ كل أمر حكيم، إلى بدء الوحي إلى الإنذار، ثم الصدع بما أُمِر به رسول الله، أي المجاهرة والتحدي بالدعوة والدعاة بعد أن كان بالدعوة فقط، ثم النفر الذين بايعوا على قتل الأشراف وسبي الذراري والأموال في بيعة العقبة الثانية، ثم الهجرة وهي تأسيس أول دار إسلامية، بناء على أول كيان للإسلام، ثم ما تلا ذلك من غزوات كبدر وأُحُد وفتح مكة والطائف، وبدء الغزو لبلاد الشام في مؤتة والعقبة. من تخوم الأردن. وتتابعت الذكريات والأحداث كاليرموك والقادسية وفتح الأندلس والقسطنطينية مما لا تتسع له أيام السنة، وكلها تشير إلى أيام مجد المسلمين وعزتهم، فتحرك مشاعر العزة في نفوس المسلمين خصوصاً وهم يرون أنفسهم الآن، وقد زالت دولتهم، وذاب كيانهم، وتفرقوا أيدي سبأ، فأصبحوا كيانات هزيلة ودولاً كرتونية تحكم بغير ما أنزل الله. فلم يبق للإسلام وجود في الحياة إلا في نفوس المسلمين المؤمنين من أبنائه. إنا الله وإنا إليه راجعون.
أما أنها تقليد، بل تقليد أعمى فيبدو أنها فعلاً مصداقاً لقول رسول الله: «لتتبعن سنن من كان قبلكم...» الحديث. فما أشبههم بقوم موسى حين مرّوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، ولما يجف الماء عن أقدامهم. تقليد في كل شيء: بالاحتفال بالمولد، بعطلة الأحد، باللباس، في طراز العيش، حتى أصبح الكفار هم المثل الأعلى الذي نقتفي أثره ونقلده في كل شيء.
أم ماذا؟ إن المسلم حين يقرأ قوله تعالى﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ إن هذا الإنذار يوجب على الفرد أن يتذكر في كل لحظة، فهو محاسب على كل عمل يكسبه أو يكتسبه، فلا بد له من البحث عن الحكم الشرعي المسيّر لأفعاله، لأن الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي، ولذلك فإنه يحرص على أن لا يتخلى عن ميزانه، ولا يترك مقياسه وهو الحلال والحرام. كيف لا هو يسمع قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْفَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ﴾ولكي يميز بين الحق والباطل، بين الخير والشر، ليصرف عمله تبعاً لذلك فهو دائم الذكرى لما ترك فينا رسول الله الكتاب والسنة.


أبو دجانة
منتدى العقاب







التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
قديم 14-04-2006, 08:13 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عمر الشادي
أقلامي
 
إحصائية العضو






عمر الشادي غير متصل


Smile


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين وبعد

الأخ ياسر
كتبت ما كتبت دفاعا عن شريعتنا العظيمة ودحضا لفتاوى الجاهلين الذين أصدروا تلك الفتاوى التي ما نزل الله بها من سلطان ولم أكن أرد عليك أنت لأنني أظن أنك ضحية تلك الفتاوى ولست مصدرها، واعلم يا ياسر أن مئات الملايين من المسلمين الذين يحتفلون بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ القرن السابع الهجري إلى يومنا هذا ليسوا فسقة ولا مبتدعين ضالين بل الضال هو من يضلل السواد الأعظم من المسلمين ويتّبع غير سبيل أهل العلم من المؤمنين..

ولو أنك تنظر في ردّي فقد جاء مسلّحا بأقوال علماء أهل السنة والجماعة كالإمام ابن حجر العسقلاني والحافظ السخاوي والإمام السيوطي الذي هو من أعلم أهل زمانه كذلك كلام الإمام النووي بالإضافة إلى الكثير الكثير من أقوال علماء أهل السنة والجماعة بينما لم تجد أنت قولا واحدا لعالم معتبَر واحد من علماء المسلمين لتستشهد بكلامه فمن الذي يتبع أهل العلم؟ ومن الذي يحكم على مئات ملايين المسلمين الطائعين بالضلال والعياذ بالله من تضليل المسلمين..

فالكلام الإنشائي يا ياسر لا يغني عن الدليل الشرعي والدليل ينبغي أن يستند إلى أقوال علماء أهل السنة والجماعة فهم الذين نقبل فتاويهم وهو المقبول عندنا نحن أهل السنة والجماعة فكل أولئك رأوا أن الاحتفال بالمولد بدعة حسنة مستحسنة في شرعنا الكريم بينما أنت تسميها بدعة مقيتة! فما المقيت في أن نظهر الفرح والسرور بمولد سيد الكائنات وما المقيت في أن نشكر الله على هذه النعمة العظيمة نعمة بروز رسول الله إلى الدنيا!؟

أما قولك عنا إننا نتبع الرجال فصحيح نحن متبعون لرجال هم قدوة الرجال علماء أمة محمد فقهاء الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية ولا نريد أن نغيّر هذه المذاهب أو أن نستبدلها بمذهب لم يكن لينتشر في جزيرة العرب لولا دعم الإنكليز له في وجه الدولة العثمانية العلية نحن سنيّون ويكفينا ما لدينا من مذاهب أربعة كلها على جواز ومشروعية عمل المولد الشريف ولم يخالف في هذا عالم واحد من العلماء المعتبرين عندنا نحن أهل السنة والجماعة ولو أنك تجد فأتحداك أن تضع بين أيدينا قولا ثابتا لعالم من علماء المذاهب السنية الأربعة يقول بخلاف ما أنسبه لهم..

لذا أعود فأنصحك "تعلّم قبل أن تتكلّم" يا ياسر واعمل في البحث إن شئت ولكن لا تخالف ما ثبت عن علماء أهل السنة والجماعة، فأنت قاصر عن إدارك حقائق المعاني من النصوص الشرعية لأن ذلك يحتاج إلى مؤهَّلٍ يفهم اللغة ويتقن النحو وغير ذلك كثير بينما نجد أن أخطاءك الاملائية كثيرة حتى فيما لا يحتاج إلى خبرة في النحو ولن أضع الأمثلة حتى لا تتهمني بالتهكم بك، وغاية ما أريد بيانه في هذا المبحث أن أبيّن لك كم اننا بحاجة إلى تحرّي ما ثبت عن علمائنا الأفاضل..

ثم أجدك تقرّ تقسيم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام لكنك تزعم أن هذا التقسيم ليس في الدين بل في الأمور الدنيوية وهنا تسقط حجتك لأن كلامك لم يستند إلى بيان بينما استند كلامي إلى ما ثبت عن العلماء ولنأخذ -على سبيل المثال- كلام الإمام النووي حيث يقول عن البدعة ما يلي: "والتحقيق إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة)) ا.هـ.
ومراده بالأحكام الخمسة: الفرض والمندوب والمباح والمكروه والحرام، فهل أوضح من أن هذا التقسيم كان بحسب أحكام الشرع؟ بالتأكيد لا، إذا وافق كلامي كلام العلماء بينما أنتم تخالفهم بلا سبب إلا أنك تتعصب لرأيك الذي أخذته من فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان وكان عليك –إذ بلغتك- أن تتقي الله ولا تأخذ دين الله من غير العلماءالثقات فارجع عن تلك التخريفات ولا تأخذ إلا بما ثبت عن علماء أهل السنة.

ولنأخذ مثالا من كلام الإمام النووي حيث يقول عن البدعة ما نصه: " وقال النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات ما نصه: "البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلّى الله عليه وءاله وسلم، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة".

فانظر هداك الله إلى تعريفه "البدعة في الشرع" ولم يقل "البدعة في الأمور الدنيوية فيما سوى الشرع"! فهل تبيّن لك الحق يا سياسر؟ وهل ستفي بما وعدت به من أنك تتراجع عن الباطل إن تبيّن لك بطلانه؟

ولننظر في كلام الإمام المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم أبو محمد عبد العزيز ابن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في ءاخر كتاب القواعد حيث يقول: "البدعة منقسمة إلى: واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة.
والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فمحرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة" ا.هـ ما نقله النووي عن العز بن عبد السلام.

فهل اتضح لك الحكم في جميل بيانه لما قال: "والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة" أليس هؤلاء هم علماء أهل السنة والجماعة؟ بلى، فلماذا لا نتبعهم؟ لماذا تريدنا أن نتبع فتاوى في النكير الشديد على من احتفل بالمولد وهو ليس من رأي العلماء في شيء!؟ ومن الذي يفتري على العلماء يا ياسر بعد هذا البيان؟

ثم أجدك تغرف مما لا تعرف عن حديث: "من سن في الإسلام سنة حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شىء ومن سن في الإسلام سنة سيئه فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شىء" وتدّعي أنهم شرحوه على غير ما شرحته أنا وإليك البيان والحكم للزملاء القراء:

الحديث يؤخذ على عموم لفظه لا على خصوصية سببه، وهذا هو المقرر عند علماء أهل السنة والجماعة، كما قال الحافظ ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري: ((مطابقة الجواب للسؤال غير لازم، بل إذا كان السبب خاصا والجواب عاما جاز، وحمل الحكم على عموم اللفظ لا على خصوص السبب لأنه جواب وزيادة فائدة)) فهذا كلام واضح بيّن لا يترك لك مجالا للخطأ في فهم معناه، إذا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ومن عاند فهو مكابر يردّ ما ثبت عن علماء الأمة ويتبع تلك الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان.

واما قولك: أقرّه الرسول عليها، فليس حجة لك بل إن الصحابي الجليل خبيبا رضي الله عنه لما قدّمه مشركو قريش إلى القتل قال لهم: ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطوّلتها اللهم أحصهم عددا ما أبالي حين أُقتَلُ مسلما على أي جنب كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزّعِ. ثم قتله ابن الحارث.

وهذه الرواية كما تعلم في البخاري فماذا قال البخاري بعد ذلك؟ قال: "فكان خبيب هو سنَّ الركعتين لكل امرئ مسلم قُتل صبرا" وصدق البخاري وكذب من كذّبه فهو سنّ شيئا في الدين ولم يكن قد حظي بإقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يؤكد كذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا على ما نحن عليه نحن أهل السنة والجماعة ولله الفضل وله المنة سبحانه وتعالى.

علم الدين يا ياسر لا يحصل عليه متكاسل عن طلب العلم من أفواه العلماء، من انتظر العلم أن يأتيه فهو مغرور لا يحصل إلا على الشبهات العقيمة فالعلم لا يأتي إلى الواحد منا بل الواحد منا عليه أن يتحرى بل وفي مثل هذه المسائل الشائكة نتيجة انتشار الفتاوى الباطلة ينبغي على الواحد منا أن يتعلم قبل أن يتكلم وأن يتعب في تحصيل العلم الصحيح ولو بالمشقة والصبر على التعب.

وهذا الكلام ليس موجها لك وحدك يا ياسر بل إلى الجميع، أنا وأنت وبقية الزملاء، ولتكن حواراتنا علمية ترجع إلى تحديد ما ثبت عن علماء أهل السنة لنؤكد عليه ثم نتبعه كلنا.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وءاخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.






 
آخر تعديل عمر الشادي يوم 14-04-2006 في 11:14 AM.
قديم 14-04-2006, 10:39 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عمر الشادي
أقلامي
 
إحصائية العضو






عمر الشادي غير متصل


Smile


إن علم الدين يا أخ نايف لا يؤخذ برأيك، فلو كان الدين بالرأي كما تعلم لكان المسح على الخف من أسفل، والحقيقة أنك اخذت بشبهات لا يقع فيها إلا العامي الذي لم يكن له حظ من الاطلاع على ما ثبت عن علماء أهل السنة والجماعة كما ترى في المداخلات السابقة التي كنت أتمنى لو أنك قرأتها بتمعّن قبل أن تضع ردك هذا الذي احتوى على أخطاء عديدة..

فرغم معرفتك بموافقة العلماء على إقامة احتفالات المولد وعمل السواد الأعظم من المسلمين بذلك: ترفض الأخذ بفتاويهم وتنتصر لرأيك وكأنك أفقه من ابن حجر أو أوسع علما من السيوطي أو أعلى درجة علمية من النووي والحوار العلمي لا يبتنى على وجهات النظر الشخصية لا سيما في أمور الدين الحنيف وإنما لا بدّ فيه من اتباع أهل العلم من أئمتنا الكرام نجوم الهدى وشموس المعرفة..

تسألنا فتقول: "فهل كان مولد رسول الله حجة على الناس" ثم تنكر هذا بل وتزعم أن ليس في ذلك فضل من الله على هذه الأمة بمولده صلى الله عليه وسلم، فما هذا التحكّم العجيب وما هذا الكلام الغريب حتى الوهابية الجفاة الغلاظ لم أسمعهم يقولون بمثله بل يقرّون بفضل الله على الأمة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، بل وأنت تزعم أن الفضل محصور بالبعثة وهل كانت البعثة لتكون لولا المولد يا نايف!

إن ترك تعلم علم الدين من أفواه العلماء الثقاة يوصل بالمرء إلى مثل هذا الكلام العجيب الذي يخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، وليس أدلّ على ذلك من تخصيص رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مولده بالصيام يوم الاثنين من كل أسبوع فيما رواه مسلم في صحيحه ورواه غيره كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سُئل عن سبب صومه الاثنين ما نصه: ((يوم ولدت فيه)). فهل نأخذ بكلامك الذي تزعم فيه أن ليس لمولد النبي فضل أم نأخذ بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

يا نايف والله إني ناصح ولست بفاضح ولست أبالي ان أكسر حجتك أو مائة من أمثالك ولست بطالب شهرة وظهور وإلا لكنت في هذه الدقائق أعمل في غير هذا، فإياك إياك أن تقول إنه لم تبد من النبي أية حجة في بلاغ قبل البعثة وإلا فهو من قبل البعثة الصادق المصدوق الطاهر المطهر وقد ظهرت فيه البشائر قبل البعثة أنه نبي ءاخر الزمان وهو دعوة أبيه إبراهيم، وبشرى عيسى ابن مريم، ورأت أمه أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام عند ولادته وهو الذي اختاره الله واصطفاه من بني هاشم الذين اصطفاهم من قريش التي اصطفاها من كنانة التي اصطفاها من من ولد إسمعيل الذي اصطفاه من ولد إبراهيم كما روى الترمذي.

أما قوله عليه الصلاة والسلام: "دعوة أبي ابراهيم" فهو أن إبراهيم عليه السلام لما بنى البيت دعا ربه فقال: {رب اجعل هذا بلدًا ءامنًا وارزق أهله من الثمرات من ءامن منهم بالله واليوم الآخر} [سورة البقرة]، ثم قال: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءاياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم} [سورة البقرة] فاستجاب الله تعالى دعاءه في نبينا صلى الله عليه وسلم وجعله الذي سأله إبراهيم عليه السلام.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: "وبشرى عيسى ابن مريم" فهو أن سيدنا عيسى عليه السلام بشّر قومه بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما أخبر القرءان الكريم حكاية عن عيسى عليه السلام: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يديَّ من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} [سورة الصف].
والمقصود أن ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة شريفة عظيمة مباركة، ظاهرة الأنوار، جليلة المقدار، أبرز الله تعالى فيها سيدنا محمدًا إلى الوجود، فولدته ءامنة في هذه الليلة الشريفة من نكاح لا من سفاح، فظهر له من الفضل والخير والبركة ما بهر العقول والأبصار، كما شهدت بذلك الأحاديث والأخبار.

وقد ظهرت لمولد النبي صلى الله عليه وسلم ءايات كثيرة، منها ما رواه البيهقي وابن عساكر وغيرهما بإسنادهم إلى هانىء المخزومي قال: "لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى، وسقط منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار الفرس، ولم تَخمُد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة سَاوة.
وفي سقوط أربع عشرة شرفة إشارة إلى أنه لم يبق من ملوك الفرس إلا أربعة عشرة ملكًا وكان ءاخرهم في خلافة عثمان رضي الله عنه.
وأما نار فارس التي كانوا يعبدونها من دون الله والتي كانت توقد وتضرم ليلاً ونهارًا فانطفأت.
وأما بحيرة ساوة التي كانت تسير فيها السفن فقد جف ماؤها.
ومن الآيات التي ظهرت لمولده صلى الله عليه وسلم أن الشياطين رميت وقذفت بالشهب من السماء، وحُجب عنها خبر السماء كما ذكر بعض العلماء، لكن المشهور والمحفوظ أن قَذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه وسلم.
ومنها أن إبليس حُجب عن خبر السماء فصاح ورنَّ رَنَّةً عظيمةً كما رنَّ حين لُعن، وحين أخرج من الجنة، وحين وُلد النبي صلى الله عليه وسلم، وحين نزلت الفاتحة.
ذكر ذلك الحافظ العراقي في المورد الهني عن بقي بن مَخْلَد.
ومنها ما سُمع من أجواف الأصنام ومن أصوات الهواتف بالبشارة بظهور الحق في وقت الزوال.
وهو الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم كما قال مما رواه البيهقي.
ولا يخفى عليكم زملائي القراء ما ظهر من البشائر التي رافقت رحلته مع مرضعته حليمة السعدية وكان عم السعد دارها حتى إنها كانت تقول: فنشرب ما شئنا من اللَّبن وما في الحاضر أحد يحلب قطرة ولا يجدها فيقولون لرعائهم: ويلكم ألا تُسَرّحُون حيث يُسرح راعي حليمة؟".
وما تبع ذلك من شق الملائكة لصدره الشريف صلى الله عليه وسلم، واستخراجهم لقلبه الشريف واستخراج علقة منه قيل فيها إنها حظ الشيطان ثم غسلوا القلب في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأموه، قال أنس: "وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره".
ولست بمعرض استعراض كا ما يروى عن بشائر ظهوره التي سبقت البعثة ولكني أختم بهذه الفائدة:
قد أقسم الله بعمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال عزّ وجلّ: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} [سورة الحجر]. فهو عمر مبارك من بدايته معظّم عند الله تبارك وتعالى فكيف لا يكون كذلك عندنا!؟

اما استخدامك لحديث: "كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد" فيدل على كونك لم تقرأ ما سبق من مداخلتي بل سارعت إلى المشاركة بدون اتباع منهجية علمية صحيحة ولذلك اسمح لي أن أضع بين يديك والزملاء القراء هذا الباب الخاص في تحقيق معنى البدعة وحكمها.

اعلم أن البدعة لغة ما أحدث على غير مثال سابق يقال: جئت بأمر بديع أي محدث عجيب لم يعرف قبل ذلك. وفي الشرع المحدَثُ الذي لم ينص عليه القرءان ولا جاء في السنة، قال ابن العربي: "ليست البدعة والمحدَث مذمومين للفظ بدعة ومحدث ولا معنييهما، وإنما يذم من البدعة ما يخالف السنة، ويذم من المحدثات ما دعا إلى الضلالة" اهـ.

أقسام البدعة:

والبدعة تنقسم إلى قسمين:
بدعة ضلالة: وهي المحدَثة المخالفة للقرءان والسنة.
وبدعة هدى: وهي المحدَثة الموافقة للقرءان والسنة.

وهذا التقسيم مفهوم من حديث البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". ورواه مسلم بلفظ ءاخر وهو: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فأفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:"ما ليس منه" أن المحدَث إنما يكون ردًّا أي مردودا إذا كان على خلاف الشريعة، وأن المحدَث الموافق للشريعة ليس مردودًا.

وهو مفهوم أيضًا مما رواه مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شىء".

وفي صحيح البخاري في كتاب صلاة التراويح ما نصه: "قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس على ذلك"، قال الحافظ ابن حجر: "أي على ترك الجماعة في التراويح". ثم قال ابن شهاب في تتمة كلامه: "ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر رضي الله عنه".

وفيه أيضًا تتميمًا لهذه الحادثة عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريّ أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبيّ بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر: "نعم البدعة هذه".ا.هـ. وفي الموطأ بلفظ: "نِعمت البدعة هذه".

قال الحافظ ابن حجر: "قوله قال عمر: "نعم البدعة" في بعض الروايات "نعمت البدعة" بزيادة التاء، والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة"ا.هـ.
ومراده بالأحكام الخمسة: الفرض والمندوب والمباح والمكروه والحرام.

وأخرج البخاري في صحيحه عن رِفاعة بن رافع الزَّرقي قال: كنا يومًا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال: "سمع الله لمن حمده"، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيراً طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال: "من المتكلم" قال: أنا، قال: "رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول".

قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث: "واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور" اهـ.

وروى أبو داود عن عبد الله بن عمر أنه كان يزيد في التشهد: "وحده لا شريك له"، ويقول: "أنا زدتها" اهـ.

وقال النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات ما نصه: "البدعة بكسر الباء في الشرع هي: إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلّى الله عليه وءاله وسلم، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. قال الإمام الشيخ المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم وبراعته أبو محمد عبد العزيز ابن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في ءاخر كتاب القواعد: البدعة منقسمة إلى: واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة. قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فمحرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة" ا.هـ. كلام النووي.

وقال ابن عابدين في رد المحتار ما نصه: "فقد تكون البدعة واجبة، كنصب الأدلة للرد على أهل الفرق الضالة، وتعلم النحو المفهم للكتاب والسنة، ومندوبة كإحداث نحو رباط ومدرسة، وكل إحسان لم يكن في الصدر الأول، ومكروهة كزخرفة المساجد، ومباحة كالتوسع بلذيذ المآكل والمشارب والثياب" اهـ.

وقال النووي في روضة الطالبين في دعاء القنوت ما نصه: "هذا هو المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد العلماء فيه: "ولا يَعِزُّ من عاديت" قبل: "تباركت وتعاليت" وبعده: "فلك الحمد على ما قضيت أستغفرك وأتوب إليك". قلت: قال أصحابنا: "لا بأس بهذه الزيادة". وقال أبو حامد والبَنْدَنِيجيُّ وءاخرون: "مستحبة" اهـ كلام النووي.

وروى الحافظ البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي رضي الله عنه قال: "المحدَثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة" اهـ.

من البدع المستحبة:

* الرهبانية التي ابتدعها أتباع المسيح عليه السلام:
قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفةً ورحمةً ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله} [سورة الحديد] فهذه الآية يستدل بها على البدعة الحسنة، لأن معناها مدح الذين كانوا من أمة عيسى المسلمين المؤمنين المتبعين له عليه السلام بالإيمان والتوحيد، فالله تعالى مدحهم لأنهم كانوا أهل رأفة ورحمة ولأنهم ابتدعوا رهبانية، والرهبانية هي الانقطاع عن الشهوات حتى إنهم انقطعوا عن الزواج رغبة في تجردهم للعبادة.
فمعنى قوله تعالى: {ما كتبناها عليهم} أي نحن ما فرضناها عليهم إنما هم أرادوا التقرب إلى الله، فالله تعالى مدحهم على ما ابتدعوا مما لم ينصَّ لهم عليه في الإنجيل ولا قال لهم المسيح بنص منه، إنما هم أرادوا المبالغة في طاعة الله تعالى والتجرد بترك الانشغال بالزواج ونفقة الزوجة والأهل، فكانوا يبنون الصوامع أي بيوتًا خفيفة من طين أو من غير ذلك على المواضع المنعزلة عن البلد ليتجردوا للعبادة.

* سن خبيب ركعتين عند القتل:
ومنها: إحداث خبيب بن عدي ركعتين عندما قُدّم للقتل، كما روى ذلك البخاري في صحيحه قال ما نصه: "حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عينًا وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عُسفان ومكة ذُكروا لحيّ من هُذيل يقال لهم بنو لحيان فتبعوهم بقريب من مائة رام فاقتصوا ءاثارهم حتى أتوا منزلا نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزوّدوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب، فتبعوا ءاثارهم حتى لحقوهم، فلما انتهى عاصم وأصحابه لجأوا إلى فَدْفَد، وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً. فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللّهم أخبر عنّا نبيك، فقاتلوهم حتى قتلوا عاصمًا في سبعة نفر بالنبل وبقي خبيب وزيد ورجل ءاخر فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلّوا أوتار قسيّهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل، فقتلوه وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبًا بنو الحرث بن عامر ابن نوفل، وكان خبيب هو قتل الحرث يوم بدر، فمكث عندهم أسيرًا حتى إذا أجمعوا قتله استعار موسى من بعض بنات الحرث ليستحد بها فأعارته، قالت: فغفلت عن صبي لي فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذاك مني وفي يده الموسى فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذاك إن شاء الله، وكانت تقول: ما رأيت أسيرًا قط خيرًا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقًا رزقه الله، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم فقال: لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت، فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو، ثم قال: اللَّهم احصهم عددًا ثم قال:

فلستُ أُبَالِي حينَ أُقْتَلُ مسلمًا على أي شقّ كَانَ لله مصرعي
وذلك في ذاتِ الإله وإن يشأْ يُبارك على أوصالِ شِلوٍ ممزّعِ

ثم قام إليه عقبة بن الحرث فقتله وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشىء من جسده يعرفونه، وكان عاصم قتل عظيمًا من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلَّة من الدَّبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شىء" اهـ.

* نقط يحيى بن يعمر المصاحف:
ومنها: نقط المصاحف وقد كان الصحابة الذين كتبوا الوحي الذي أملاه عليهم الرسول يكتبون الباء والتاء ونحوهما بلا نقط، وكذا عثمان بن عفان لما كتب ستة مصاحف وأرسل ببعضها إلى الآفاق إلى البصرة ومكة وغيرهما واستبقى عنده نسخة كان غير منقوط. وإنما أول من نقط المصاحف رجل من التابعين من أهل العلم والفضل والتقوى يقال له يحيى بن يعمر. روى ابن أبي داود السجستاني في كتابه المصاحف قال: "حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عبد الله المخزوميُّ، حدثنا أحمد بن نصر بن مالك، حدثنا الحسين بن الوليد، عن هارون بن موسى قال: "أول من نقط المصاحف يحيى بن يعمر" اهـ. وكان قبل ذلك يكتب بلا نقط. فلما فعل هذا لم ينكر العلماء عليه ذلك، مع أن الرسول ما أمر بنقط المصحف.

* زيادة عثمان رضي الله عنه أذانًا ثانيًا يوم الجمعة:
وهذه بدعة أحدثها عثمان رضي الله عنه ففي صحيح البخاري ما نصه: "حدثنا ءادم قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال:"كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداءَ الثالث على الزَّوراء".

قال الحافظ في الفتح ما نصه: "وله في رواية وكيع عن ابن أبي ذئب: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر أذانين يوم الجمعة، قال ابن خزيمة: قوله: "أذانين" يريد الأذان والإقامة، يعني تغليبًا، أو لاشتراكهما في الإعلام كما تقدم في أبواب الأذان" اهـ.

ثم يقول: "قوله "زاد النداء الثالث" في رواية وكيع عن ابن أبي ذئب فأمر عثمانُ بالأذان الأول، ونحوه للشافعي من هذا الوجه، ولا منافاة بينهما لأنه باعتبار كونه مزيدًا يسمى ثالثًا وباعتبار كونه جُعل مقدمًا على الأذان والإقامة يسمى أولاً، ولفظ رواية عقيل الآتية بعد بابين: "أن التأذين بالثاني أمر به عثمان".
وتسميته ثانيًا أيضًا متوجه بالنظر إلى الأذان الحقيقي لا الإقامة. اهـ.

* الجهر بالصلاة على النبي بعد الأذان:
ومنها: الجهر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، وحدث هذا بعد سنة سبعمائة، وكانوا قبل ذلك لا يجهرون بها.

* كتابة (صلى الله عليه وسلم) عند كتابة اسم النبي:
ومنها: كتابة صلى الله عليه وسلم عند كتابة اسمه، ولم يكتب النبي ذلك في رسائله التي أرسل بها إلى الملوك والرؤساء وإنما كان يكتب من محمد رسول الله إلى فلان.

* الطرق التي أحدثها بعض الصالحين:
ومنها: الطرق التي أحدثها بعض أهل الله كالرفاعية والقادرية وغيرهما وهي نحو أربعين طريقة، فهذه الطرق أصلها بدع حسنة، ولكن شذ بعض المنتسبين إليها وهذا لا يقدح في أصلها.



بدعة الضلالة

وهي على نوعين:
بدعة تتعلق بأصول الدين، وبدعة تتعلق بفروعه.

فأما البدعة التي تتعلق بأصول الدين: فهي التي حدثت في العقائد وهي مخالفة لما كان عليه الصحابة في المعتقد، وأمثلتها كثيرة منها:

* بدعة إنكار القدر: وأول من أظهرها معبد الجهني بالبصرة، كما في صحيح مسلم عن يحيى بن يعمر ويسمى هؤلاء القدرية، فيزعمون أن الله لم يقدّر أفعال العباد الاختيارية ولم يخلقها وإنما هي بخلق العباد بزعمهم، ومنهم من يزعم أن الله قدَّر الخير ولم يقدّر الشرَّ، ويزعمون أن المرتكب للكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر بل هو في منزلة بين المنزلتين، وينكرون الشفاعة في العصاة، ورؤية الله تعالى في الجنَّة.

* بدعة الجهمية: ويسمون الجبرية أتباع جهم بن صفوان يقولون: إن العبد مجبور في أفعاله لا اختيار له وإنما هو كالريشة المعلقة في الهواء يأخذها الهواء يمنة ويسرة.

* بدعة الخوارج: الذين خرجوا على سيدنا علي رضي الله عنه، ويكفّرون مرتكب الكبيرة.

* بدعة القول بحوادث لا أول لها، وهي مخالفة لصريح العقل والنقل.


وأما البدعة التي تتعلق بالفروع فهي المنقسمة التقسيم المذكور ءانفًا.

ومن البدع السيئة العملية:

* كتابة (ص) عند كتابة اسم النبي صلى الله عليه وسلم، وأسوأ منه وأقبح (صلعم).

* ومنها تيمم بعض الناس على السجاد والوسائد التي ليس عليها غبار التراب.

* ومنها تحريف اسم الله كما يحصل من كثير من المنتسبين إلى الطرق، فإن بعضهم يبدءون بـ "الله" ثم إما أن يحذفوا الألف التي بين اللام والهاء فينطقون بها بلا مدّ، وإما أن يحذفوا الهاء نفسها فيقولون "اللاَّ"، ومنهم من يقول "ءاه" وهو لفظ موضوع للتوجع والشكاية بإجماع أهل اللغة، قال الخليل بن أحمد: لا يجوز حذف ألف المد من كلمة الله.

فإن قيل: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود عن العرباض بن سارية: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

فالجواب: أن هذا الحديث لفظه عام ومعناه مخصوص بدليل الأحاديث السابق ذكرها فيقال: إن مراد النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث على خلاف الكتاب أو السنة أو الإجماع أو الأثر.

قال النووي في شرح صحيح مسلم ما نصه: "قوله صلى الله عليه وسلم: "وكل بدعة ضلالة" هذا عام مخصوص والمراد به غالب البدع". اهـ. ثم قسم البدعة إلى خمسة أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة. وقال: "فإذا عُرِف ما ذكرته عُلم أن الحديث من العام المخصوص، وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة، ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التراويح: "نعمت البدعة"، ولا يمنع من كون الحديث عاما مخصوصًا قوله: "كل بدعة" مؤكدًا بكل، بل يدخله التخصيص مع ذلك كقوله تعالى: {تدمر كل شىء} [سورة الأحقاف]" اهـ.

وهذا التقسيم ذكره الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام في ءاخر كتاب القواعد مع شىء من التفصيل، ونقله عنه الحافظ في الفتح.

فما بقي لكم إلا اتباع علماء أهل السنة والجماعة فيما ثبت عنهم من تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة وجواز عمل المولد النبوي الشريف، فلا تأخذكم نفوسكم بالكبر والرياء والتعنت فالحق أحق أن يتّبع، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.






 
قديم 14-04-2006, 12:04 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
هند الكثيري
أقلامي
 
إحصائية العضو






هند الكثيري غير متصل


افتراضي

عمر الشادي

تقول:

اقتباس:
ولهذا الفعل أصل ثابت في السنة النبوية الشريفة فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن سبب صيامه يوم الاثنين؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ذاك يوم ولدت فيه".

أخي أرى تناقض واضح هنا فقد سُئل عليه الصلاة والسلام

عن صيام يوم الإثنين فقال : " ذاك يوم ولدت فيه "

فكيف نستدل به على جواز الإحتفال بالمولد النبوي ؟!

لو أنه سُئل عن الإحتفال بيوم الإثنين أو بالمولد النبوي

فقال : " ذاك يوم ولدت فيه " لاعتمدناه دليلاً قاطعاً ولاحتفلنا .

فكما نرى نص الحديث كاملاً يتحدث عن الصوم فقط ولم يتطرق

لأي احتفال .

إقرأ معي أنار الله بصيرتي وبصيرتك .



حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ‏(‏واللفظ لابن المثنى‏)‏ قالا‏:‏ حدثنا محمد بن جعفر‏.‏ حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير‏.‏ سمع عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه ‏؟‏ قال‏:‏ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وببيعتنا بيعة‏.‏

قال‏:‏ فسئل عن صيام الدهر ‏؟‏ فقال‏:‏

‏"‏لا صام ولا أفطر ‏(‏أو ما صام وما أفطر‏)‏ ‏"‏ قال‏:‏ فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم ‏؟‏ قال ‏"‏ ومن يطيق ذلك ‏؟‏ ‏"‏ قال‏:‏ وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين ‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ليت أن الله قوانا لذلك‏"‏ قال‏:‏ وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم ‏؟‏ قال ‏"‏ذاك صوم أخي داود ‏(‏عليه السلام‏)‏‏"‏ قال‏:‏ وسئل عن صوم الاثنين ‏؟‏ قال ‏"‏ذاك يوم ولدت فيه‏.‏ ويوم بعثت ‏(‏أو أنزل علي فيه‏)‏‏"‏ قال‏:‏ فقال ‏"‏صوم ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، صوم الدهر‏"‏ قال‏:‏ وسئل عن صوم يوم عرفة ‏؟‏ فقال ‏"‏يكفر السنة الماضية والباقية‏"‏ قال‏:‏ وسئل عن صوم يوم عاشوراء ‏؟‏ فقال ‏"‏يكفر السنة الماضية‏"‏‏


وهذه دعوة لنفسي ولك ولجميع إخوتنا المسلمين

بالتقرب إلى الله وصيام يوم الإثنين من كل أسبوع إحياءاً للسنة

و شكراً لله أن بعث إلينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين .


وتقول :

اقتباس:
الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله حيث يقول: "إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعةٌ حسنة"
أخي هذا القول لابن حجر لم أجده فيما اطلعت عليه

فأرجو منك مشكوراً مأجوراً أن تدلني على مصدره

هو في أي كتاب من كتب أهل العلم ؟



الأسئلة في رأسي كثيرة .. فهلا استمعتموها بصدر رحب ..

لو كان الإسلام يهتم بالإحتفالات بالموالد

لم لم يحتفل عليه الصلاة والسلام بمولده ؟!

لم لم يحتفل ويحثنا على الإحتفال بميلاد الأنبياء السابقين ؟!

لم اهتم بيوم عاشوراء الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام

وقومه من فرعون .. ولم يهتم بيوم مولد موسى عليه السلام ؟!

ورغم اهتمامه بيوم عاشوراء .. لم لم يجعله يوم للإحتفال ؟!

بل جعله يوم للصوم المستحب ( وليس الواجب )

شكراً لله على نجاة موسى عليه السلام .



لا ننكر أهمية اليوم الذي ولد فيه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم

ولكن ما الأجدر بنا أن نحتفل بهذا اليوم أم نصومه صوم استحباب

شكراً لله تعالى ؟!!!


اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .


شكراً لك .






التوقيع

إذا لم نمتلك شجاعة المحاولة فلن نكون
 
قديم 14-04-2006, 05:35 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عمر الشادي
أقلامي
 
إحصائية العضو






عمر الشادي غير متصل


Smile


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه

الأخت هند هداك الله
سأبدأ مداخلتي هذه بنصيحة سريعة أوجهها لك وهي مشتملة في أبيات ناظمها صاحب البحر المحيط أبو حيان الأندلسي يقول فيها:

يظنّ الغمر أن الكتْب تهدي .. أخا جهل لإدراك العلومِ
وما يدري الجهول بأن فيها .. غوامضَ حيّرتْ عقل الفهيمِ
إذا رمتَ العلوم بغير شيخٍ .. ضللتَ عن الصراط المستقيمِ

هذه النصيحة فيها الحث على طلب العلم من أفواه العلماء الثقاة وليس بالاقتصار على قراءة الكتب والمطبوعات، وأبو حيان، كما تعلمين يا هند، كان من أهل القرن السابع أي يفصل بيننا وبينه قرون عديدة مئات من السنين والمطبوعات في زمانه نسبتها أقل من واحد من المليون مما هي عليه الآن في زماننا هذا ومع ذلك حذّر من تلقي العلم من الكتب فما بالك بما يتطلب واقعنا من الحذر في هذا الزمان الذي انتشر فيه الإفتاء بغير علم وكثرت الفتن والمفتون بدون أهلية بل وصار الكثير يتبعون شيخهم الذي ما هو إلا عبارة عن CD قرص الكتروني يستفتونه فيصدقونه دون ان يعودوا إلى ما ثبت عمن نقلوا لنا هذا الدين الحنيف عنيت بهم علماءنا الأفاضل الأخيار نجوم الهدى وشموس الحق.

وقد وجدتُ لك الكثير من الفتاوى التي تخالف الإسلام لا سيما في مسائل التبرك التي سأفرز لها موضوعا خاصا لكي لا نؤثر سلبا على الزملاء القراء الذين يتابعوننا هنا لذلك ارتأيت أن أنصحك هذهالنصيحة في مقدمة مداخلتي السريعة هذه والله المستعان على الخير.

وفي عودة إلى مداخلتك فيا ليتك لم تتسرعي بادعاء وجود التناقض في كوننا قلنا إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف له أصل في الحديث الذي أوردناه ويا ليتك تقرأين بتركيز كي لا تفوتك الفائدة فقد كتبنا ذلك تحت عنوان هو التالي: ((مقدمة في أصل تخصيص يوم المولد بفعل الطاعات)) وأثبتنا ذلك من الحديث النبوي الشريف وأنت وافقتِ على ذلك فلما صح تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم يوم المولد بفعل طاعة صح أن نخص نحن هذا اليوم بفعل طاعة كذلك.
وهنا وقفة، اتفقنا على جواز تخصيص يوم المولد بفعل طاعة فلماذا حرمت فعل أي طاعة سوى الصيام؟ من أين تأتين بالتحريم؟ فتعالي إلى ما قاله علماء الأمة ليحكموا بيننا فماذا قالوا:

- قال الإمام السيوطي: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".اهـ.

فهل انتبهت إلى قوله: "هو من البدع الحسنة"، ثم إلى قوله: "لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف"، كل هذا يؤكد ثبوت جواز تخصيص يوم المولد بفعل طاعة كما فعل رسولنا عليه الصلاة والسلام، أما ما هي هذه الطاعة؟ فرسولنا الكريم صام وما حرّم قراءة القرءان، لذلك نقول: كما صح في الشرع استحسان الصيام في يوم ولد النبي صح كذلك أن نمدحه صلى الله عليه وسلم وأن نطعم الطعام للمسلمين إظهارا للفرحة والاستبشار بمولد خير خلق الله وسيد ولد ءادم أجمعين.

وانظري معي إلى ما يؤيد ما ذهب إليه علماء أهل السنة والجماعة، من سورة يونس، يقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} فإذا وطالما أنك تقرين بفضل مولد رسول الله بدليل قولك: ((لا ننكر أهمية اليوم الذي ولد فيه نبي الرحمة)) فكان مما لا يضر المسلمين شرعا أن يظهروا الفرحة في هذا اليوم الذي شهد ولادة الرحمة المهداة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.

أنار الله بصيرتك وألهمك اتباع علماء أهل السنة والجماعة.

أما ما تسألين عنه من كلام ابن حجر فقد نقله عنه الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوي للإمام السيوطي الجزء الأول الفتاوى الفقهية [فتاوى المعاملات] كتاب النكاح باب الوليمة حسن المقصد في عمل المولد.
وفيه يقول السيوطي: "وقد استخرج له -أي المولد- إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانيًا وسيأتي ذكرها بعد هذا".

وقال: "إن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص وتارة يكون بالقياس وهذا وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما".

وقال: "البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه بل قد تكون أيضا مباحة ومندوبة وواجبة قال النووي في التهذيب الأسماء واللغات البدعة في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله علبه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة قال والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فهي محرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة، وذكر لكل قسم من هذه الخمسة أمثلة إلى أن قال وللبدع المندوبة أمثلة: منها إحداث الربط والمدارس وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول ومنها التراويح والكلام في دقائق التصوف وفي الجدل، ومنها جمع المحافل للاستدلال في المسائل إن قصد بذلك وجه الله تعالى، وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى - هذا آخر كلام الشافعي".

وقال: "لأن هذا القسم مما أحدث وليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول فان إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام".

وقال: "وكذلك نقول أصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة".

وقال: "والشريعة حثت على إظهار شكر النعم والصبر والسلوان والكتم عند المصائب وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته وقد قال ابن رجب في كتاب اللطائف في ذم الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل قتل الحسين لم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف ممن هو دونهم".

وقال: "أشار عليه السلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين (ذاك يوم ولدت فيه) فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه فينبغي أن نحترمه حق الاحترام ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة وهذا منها لقوله عليه السلام (أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم فمن دونه تحت لوائي) وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خصها الله به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تشرف لذاتها وإنما يحصل لها التشريف بما خصت به من المعاني فانظر إلى ما خص الله به هذا الشهر الشريف ويوم الاثنين ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم لأنه صلى الله عليه وسلم ولد فيه فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به اتباعا له صلى الله عليه وسلم في كونه كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات ألا ترى إلى قول ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان فنمتثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله على قدر استطاعتنا".

وقال: "فان قال قائل قد التزم عليه الصلاة والسلام في الأوقات الفاضلة ما ألتزمه مما قد علم ولم يلتزم في هذا الشهر ما ألتزمه في غيره فالجواب أن ذلك لما علم من عادته الكريمة انه يريد التخفيف عن أمته سيما فيما كان يخصه ألا ترى إلى أنه عليه السلام حرم المدينة مثل ما حرم إبراهيم مكة ومع ذلك لم يشرع في قتل صيده ولا شجره الجزاء تخفيفا على أمته ورحمة بهم فكان ينظر إلى ما هو من جهته وان كان فاضلا في نفسه فيتركه للتخفيف عنهم فعلى هذا تعظيم هذا الشهر الشريف إنما يكون بزيادة الأعمال الزاكيات فيه والصدقات إلى غير ذلك من القربات فمن عجز عن ذلك فأقل أحواله أن يجتنب ما يحرم عليه ويسكن له تعظيما لهذا الشهر الشريف وإن كان ذلك مطلوبا في غيره إلا أنه في هذا الشهر أكثر احتراما كما يتأكد في شهر رمضان".

وقال: "عمل المولد الذي استحسناه فانه ليس فيه شيء سوى قراءة القرآن وإطعام الطعام وذلك خير وبر وقربة".

إلى أن قال السيوطي: "وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا قال وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه - فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به وما كان حراما أو مكروها فيمنع وكذا ما كان خلاف الأولى انتهى. قلت وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته والعقيقة لا تعاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات".

فقولوا معي: الحمد لله الذي نصر هذه الأمة باولئك العلماء الثقاة.

أما لو قال لك إنسان إنه يريد أن يتبع النبي ولا يريد أن يتبع علماء أهل السنة فاعلمي أنه مخادع مغرور وإلا فعلماؤنا سبقونا بالاتباع وقياسهم حجة على الجاهلين ممن لم يكن لهم حظ من علم الدين الصحيح، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح".

تسألين لماذا لم يحتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيوم مولده؟
يكفينا أنه خصصه بفعل طاعة ويكفينا أن علماءنا الأفاضل استخرجوا من ذلك أنه يجوز ان نخصصه بفعل طاعة أخرى وقول العلماء حجة علينا وعليكم فلا سبيل إلى الطعن بما قاله علماء أهل السنة.

تسألين لمَ لمْ يحتفل ويحثنا على الاحتفال بميلاد الأنبياء السابقين؟ ولمَ اهتم بيوم عاشوراء ولم يهتم بميلاد موسى عليه السلام؟
والجواب أنه صلى الله عليه وسلم خصص يوم مولده بفعل طاعة ولم يردنا أنه خصص مولد غيره من الأنبياء بذلك، ونحن نشكر الله على نعمة مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله أرسله ليكون سببا في هدايتنا، وللفائدة فأهل السنة لم يوجبوا عمل المولد إنما استحسنوه لموافقته الشرع وحسب، والذين ينصون على ذلك هم علماؤنا الذين يحفظون ويفهمون النصوص وليس كما هي حالة الكثير من أهل هذا الزمان من المتنطعين للفتوى بغير علم ولا هدى، حتى لو أنك تراجعين هذه الردود القليلة الني نكتبها هنا لعلك تجدين الكثير من الأخطاء الإملائية كما فعلت أنت مثلا لما حوّلت المفعول به إلى فاعل في قولك: ((لمَ لم يجعله يوم للاحتفال)) وكان عليك أن تكتبي ((لمَ لم يجعله يوما للاحتفال)) فهذا الامر النحوي البسيط كثير منا لا يتقنه –ولا أستثني نفسي فحالي من حالكم في هذا الباب ربما- إنما غايتي أن أبيّن لكم أن لا استغناء لنا عن أقوال علماء أهل السنة والجماعة مهما حصل المرء من أقراص الكترونية ليستعملها على الحاسوب –الكومبيوتر- والافضل هو اتباع الطريق الشرعي في تلقي علم الدين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه" فليحرص المرء على تلقي علم الدين ولينظر عمن يأخذ دينه.

أما إن كانت الشبهة التي تدور في وهمك يا هند في أننا نعمل عملا ما عمله الصحابة على النحو الذي نعمله في الموالد من اجتماع الناس لسماع قراءة القرءان ومدح النبي صلى الله عليه وسلم وإطعام الطعام للمسلمين حبا برسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمي أن المسلم إذا فعل بابا من أبواب الخير لم يكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا لا يعني أنه ليس عمل خير ولا يعني أنه مردود بل نقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام اشتغل بالأولى من المستحسنات.

إن الاجتهاد ليست وظيفتك ولا وظيفة العوام وإنما هو اختصاص العلماء والأئمة أما العامة فلا يمتلكون الميزان والمؤهلات الكافية لاستنباط الأحكام الشرعية وإلا فلو أنك تريدين تحريم أن يأتي المسلم في زماننا هذا بابا من أبواب الخير بسبب أن النبي لم يفعله فهل تعتقدين أن كل المسلمين الذين يكتبون (صلى الله عليه وسلم) عند كتابة اسم النبي واقعون في بدعة الضلالة لمجرد أن النبي ما كتبها ولا أمر بكتابتها بل كان صلى الله عليه وسلم في رسائله التي أرسل بها إلى الملوك والرؤساء يكتب من محمد رسول الله إلى فلان!؟.

وهل تعتقدين أن خبيبا رضي الله عنه مات عاصيا لأنه طلب أن يصلي ركعتين قبل الموت ما كان رسول الله فعلهما ولا أمر بهما ولا علمه إياهما ولا حثّه عليهما؟ أم أنك تعتقدين -كما سائر أهل السنة والجماعة- أن خبيبا سنّ سنة حسنة بل وكما قال البخاري كان أول من سنّ صلاة ركعتين قبل أن يُقدم إلى القتل.

وهل تعتقدين أن الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه كان واقعا في بدعة ضلالة لأنه زاد أذانا ثانيا يوم الجمعة لصلاة الجمعة وأن كل الصحابة في زمانه واقعون مثله في بدعة ضلالة لأنهم فعلوا ما لم يأمر به النبي ولا فعله ولا حثّ عليه؟

وللفائدة أقول: في صحيح البخاري ما نصه: "حدثنا ءادم قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال:"كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداءَ الثالث على الزَّوراء".
قال الحافظ ابن حجر في الفتح ما نصه: "وله في رواية وكيع عن ابن أبي ذئب: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر أذانين يوم الجمعة، قال ابن خزيمة: قوله: "أذانين" يريد الأذان والإقامة، يعني تغليبًا، أو لاشتراكهما في الإعلام كما تقدم في أبواب الأذان" اهـ.
ثم يقول: "قوله "زاد النداء الثالث" في رواية وكيع عن ابن أبي ذئب فأمر عثمانُ بالأذان الأول، ونحوه للشافعي من هذا الوجه، ولا منافاة بينهما لأنه باعتبار كونه مزيدًا يسمى ثالثًا وباعتبار كونه جُعل مقدمًا على الأذان والإقامة يسمى أولاً، ولفظ رواية عقيل الآتية بعد بابين: "أن التأذين بالثاني أمر به عثمان".
وتسميته ثانيًا أيضًا متوجه بالنظر إلى الأذان الحقيقي لا الإقامة. اهـ.

وهل تعتقدين أن يحيى بن يعمر التابعي الجليل كان وقع في بدعة ضلالة -والعياذ بالله- لما سنّ نقط المصاحف؟ وأن كل من قلّده في هذا مبتدع ضال مثله لأنهم يفعلون شيئا في المصاحف ما فعله رسول الله ولا أمر به!؟ وهل تعتقدين أن كل المسلمين من زمان يحيى بن يعمر إلى زماننا عصاة ضالون لأنهم رضوا بما فعله يحيى بن يعمر من نقط المصاحف لأن رسول الله ما أمر بذلك بل كان الصحابة الذين كتبوا الوحي الذي أملاه عليهم الرسول يكتبون الباء والتاء ونحوهما بلا نقط، وكذا عثمان بن عفان لما كتب ستة مصاحف وأرسل ببعضها إلى الآفاق إلى البصرة ومكة وغيرهما استبقى عنده نسخة من غير نقط.

وهل تعتقدين أن كل المؤذنين الذين يصلون على النبي بصوت الأذان بعد الأذان منذ القرن السابع حتى يومنا هذا واقعون في بدعة ضلالة لمجرد ذلك؟ بالرغم من أن علماء أهل السنة لم ينكروا عليهم ما يصنعون؟

وهل إن من يبني المحراب المجوف في المسجد يقع في بدعة ضلالة وبالتالي فكل من بنى مسجدا منذ زمان عمر بن عبد العزيز إلى زماننا هذا واقع في بدعة ضلالة لمجرد أنه بنى داخل المسجد محرابا مجوّفا لم يأمر به رسول الله ولم يحثّ عليه؟

حسنا كل هذا يبيّن لك ويوضح حقيقة المسألة وحكمها في الشرع وانه موافق لما ذهب إليه أكابرنا العلماء وهم المستأمنون على نقل الدين لنا -كابرا عن كابر- ولله الحمد وله الفضل والمنة سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.






 
قديم 17-04-2006, 10:08 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
هند الكثيري
أقلامي
 
إحصائية العضو






هند الكثيري غير متصل


افتراضي

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

للشيخ محمد ناصر الدين الألباني

إن الحمد لله نحمده ونستعينة ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد فقد بدا لي أن أجعل كلمتي في هذه الليلة بديل الدرس النظامي حول موضوع احتفال كثير المسلمين بالمولد النبوي و ذلك قياما بواجب التذكير وتقديم النصح لعامة المسلمين فإنه واجب من الواجبات كما هو معلوم عند الجميع، جرى عرف المسلمين من بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية على الاحتفال بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبدأ الاحتفال بطريقة وانتهى اليوم إلى طريقة وليس يهمني في هذه الكلمة الناحية التاريخية من المولد وما جرى عليه من تطورات إنما المهم من كلمتي هذه أن نعرف موقفنا الشرعي من هذه الاحتفالات قديمها وحديثها فنحن معشر أهل السنة لا نحتفل احتفال الناس هؤلاء بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكننا نحتفل احتفالاً من نوع آخر ومن البدهي أنني لا أريد الدندنة حول احتفالنا نحن معشر أهل السنة وإنما ستكون كلمتي هذه حول احتفال الآخرين لأبين أن هذا الاحتفال وإن كان يأخذ بقلوب جماهير المسلمين لأنهم يستسلمون لعواطفهم التي لا تعرف قيداً شرعياً مطلقا وإنما هي عواطف جانحة فنحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بالدين كاملا وافيا تاما والدين هو كل شئ يتدين به المسلم وأن يتقرب به إلى الله عز وجل ليس ثمة دين إلا هذا، الدين هو كل ما يتدين به ويتقرب به المسلم إلى الله عز وجل ولا يمكن أن يكون شئ ما من الدين في شئ ما إلا إذا جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه أما ما أحدثه الناس بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فلا سيما بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية فهي لاشك ولا ريب من محدثات الأمور وقد علمتم جميعا حكم هذه المحدثات من افتتاحية دروسنا كلها حيث نقول فيها كما سمعتم آنفا "خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" ونحن وإياهم مجمعون على أن هذا الاحتفال أمر حادث لم يكن ليس فقط في عهده صلى الله عليه وسلم بل ولا في عهد القرون الثلاثة كما ذكرنا آنفا ومن البدهي أن النبي صلى الله عليه وسلم في حياته لم يكن ليحتفل بولادته ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الإسلام مطلقا في القرون المذكورة آنفا فمن باب أولى ألا يعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأن عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدعون إتباعه عيسى نفسه لم يحتفل بولادته مع أنها ولادة خارقة للعادة وإنما الاحتفال بولادة عيسى عليه السلام هو من البدع التي ابتدعها النصارى في دينهم وهي كما قال عز وجل {ابتدعوها ما كتبناها عليهم} ربنا عز وجل هذه البدع التي اتخذها النصارى ومنها الاحتفال بميلاد عيسى ما شرعها الله عز وجل وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده ومحمد صلى الله عليه وسلم أيضا كذلك لم يحتفل بميلاده والله عز وجل يقول {وبهداهم اقتده} فهذا من جملة الإقتداء نبينا بعيسى عليه الصلاة والسلام وهو نبينا أيضا ولكن نبوته نسخت ورفعت بنبوة خاتم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهما ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة إنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فإذاً محمد صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بميلاده وهنا يقول بعض المبتلين بالاحتفال غير المشروع الذي نحن في صدد الكلام عليه يقولون محمد صلى الله عليه وسلم ما راح يحتفل بولادته طيب سنقول لم يحتفل بولادته عليه السلام بعد وفاته أحب الخلق من الرجال إليه وأحب الخلق من النساء إليه ذالكما أبو بكر وابنته عائشة رضي الله عنهما ما احتفلا بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك الصحابة جميعا كذلك التابعون كذلك أتباعهم وهكذا إذا لا يصح لإنسان يخشى الله ويقف عند حدود الله ويتعظ بقول الله عز وجل، {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} فلا يقولن أحد الناس الرسول ما احتفل لأنه هذا يتعلق بشخصه لأنه يأتي بالجواب لا أحد من أصحابه جميعا احتفل به عليه السلام فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال ولا أفضل من بعدهم أبدا ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقا من هؤلاء الذين يستطيعون بعد مضي هذه السنين الطويلة ثلاثمائة سنة يمضون لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشير إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفا فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضية عاطفة جانحة لا تعرف الحدود المشروعة وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله عز وجل ومن ذلك { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } فرسول الله ما احتفل إذا نحن لا نحتفل إن قالوا ما احتفل لشخصه نقول ما احتفل أصحابه أيضا بشخصه من بعده فأين تذهبون؟ كل الطرق مسدودة أمام الحجة البينة الواضحة التي لا تفسح مجالاً مطلقا للقول بحسن هذه البدعة وإن مما يبشر بالخير أن بعض الخطباء والوعاظ بدأوا يضطرون ليعترفوا بهذه الحقيقة وهي أن الاحتفال هذا بالمولد بدعة وليس من السنة ولكن يعودهم ويحتاجون إلى شئ من الشجاعة العلمية التي تتطلب الوقوف أمام عواطف الناس الذين عاشوا هذه القرون الطويلة وهم يحتفلون فهؤلاء كأنهم يجبنون أو يضعفون أن يصدعوا بالحق الذي اقتنعوا به ولذلك لا تجد يروق ولا أريد أن أقول يسدد ويقارب فيقول صحيح أن هذا الاحتفال ليس من السنة ما احتفل الرسول ولا الصحابة ولا السلف الصالح ولكن الناس اعتادوا أن يحتفلوا ويبدو أن الخلاف فقري، هكذا يبرر القضية ويقول الخلاف شكلي لكن الحقيقة أنهم انتبهوا أخيرا إلى أن هذا المولد خرج عن موضوع الاحتفال بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحيان حيث يتطرف الخطباء أمورا ليس لها علاقة بالاحتفال بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم أريد ألا أطيل في هذا ولكني أذكر لأمر هام جدا طالما غفل عنه جماهير المسلمين حتى بعض إخواننا الذين يمشون معنا على الصراط المستقيم وعلى الابتعاد من التعبد إلى الله عز وجل بأي بدعة، قد يخفى عليهم أن أي بدعة يتعبد المسلم بها ربه عز وجل هي ليست من صغائر الأمور ومن هنا نعتقد أن تقسيم البدعة إلى محرمة وإلى مكروهة يعني كراهه تنزيهيه هذا التقسيم لا أصل له في الشريعة الإسلامية كيف وهو مصادم مصادمة جلية للحديث الذي تسمعونه دائما وأبدا (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) فليس هناك بدعة لا يستحق صاحبها النار ولو صح ذلك التقسيم لكان الجواب ليس كل بدعة يستحق صاحبها دخول النار لم؟ لأن ذاك التقسيم يجعل بدعة محرمة فهي التي تؤهل صاحبها النار وبدعة مكروهة تنزيها لا تؤهل صاحبها للنار وإنما الأولى تركها والإعراض عنها والسر وهنا الشاهد من إشارتي السابقة التي لا ينتبه لها الكثير، والسر في أن كل بدعة كما قال عليه الصلاة والسلام بحق ضلالة هو أنه من باب التشريع في الشرع الذي ليس له حق التشريع إلا رب العالمين تبارك وتعالى فإذا انتبهتم لهذه النقطة عرفتم حينذاك لماذا أطلق عليه الصلاة والسلام على كل بدعة أنها في النار أي صاحبها ذلك لأن المبتدع حينما يشرع شيئا من نفسه فكأنه جعل نفسه شريكا مع ربه تبارك وتعالى والله عز وجل يأمرنا أن نوحده في عبادته وفي تشريعه فيقول مثلاً في كتابه (ولا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) أندادا في كل شئ من ذلك في التشريع ومن هنا يظهر معشر الشباب المسلم الواعي المثقف الذي انفتح له الطريق إلى التعرف على الإسلام الصحيح من المفتاح لا إله إلا الله وهذا التوحيد الذي يستلزم كما بين ذلك بعض العلماء قديما وشرحوا ذلك شرحا بينا ثم تبعهم بعض الكتاب المعاصرين أن هذا التوحيد يستلزم إفراد الله عز وجل بالتشريع يستلزم ألا يشرع أحد مع الله عز وجل أمرا ما سواء كان صغيرا أم كبيرا جليلا أم حقيراً لأن القضية ليست بالنظر إلى الحكم هو صغير أم كبير وإنما إلى الدافع إلى هذا التشريع فإن كان هذا التشريع صدر من الله تقربنا به إلى الله وإن كان صدر من غير الله عز وجل نبذناه وشرعته نبذ النواة ولم يجز للمسلم أن يتقرب إلى الله عز وجل بشيء من ذلك وأولى وأولى ألا يجوز للذي شرع ذلك أن يشرعه وأن يستمر على ذلك وأن يستحسنه، هذا النوع من إفراد الله عز وجل بالتشريع هو الذي اصطلح عليه اليوم بعض الكتاب الإسلاميين بتسمية بأن الحاكمية لله عز وجل وحده لكن مع الأسف الشديد أخذ شبابنا هذه الكلمة كلمة ليست مبينة مفصلة لا تشتمل كل شرعة أو كل أمر أدخل في الإسلام وليس من الإسلام في شئ أن هذا الذي أدخل قد شارك الله عز وجل في هذه الخصوصية ولم يوحد الله عز وجل في تشريعه، ذلك لأن السبب فيما أعتقد في عدم وضوح هذا المعنى الواسع لجملة أن الحاكمية لله عز وجل هو أن الذين كتبوا حول هذا الموضوع أقولها مع الأسف الشديد ما كتبوا ذلك إلا وهم قد نبهوا بالضغوط الكافرة التي ترد بهذه التشريعات وهذه القوانين من بلاد الكفر وبلاد الضلال ولذلك فهم حينما دعوا المسلمين وحاضروا وكتبوا دائما وأبدا حول هذه الكلمة الحقة وهي أن الحاكمية لله عز وجل وحده كان كلامهم دائما ينصب ويدور حول رفض هذه القوانين الأجنبية التي ترد إلينا من بلاد الكفر كما قلنا لأن ذلك إدخال في الشرع ما لم يشرعه الله عز وجل هذا كلام حق لاشك ولا ريب ولكن قصدي أن ألفت نظركم أن هذه القاعدة الهامة وهي أن الحاكمية لله عز وجل لا تنحصر فقط برفض هذه القوانين التي ترد إلينا من بلاد الكفر بل تشمل هذه الجملة هذه الكلمة الحق كل شئ دخل في الإسلام سواء كان وافدا إلينا أو نابعا منا مادام أنه ليس من الإسلام في شئ، هذه النقطة بالذات هي التي يجب أن نتنبه لها وأن لا نتحمس فقط لجانب هو هذه القوانين الأجنبية فقط وكفرها واضح جدا نتنبه لهذا فقط بينما دخل الكفر في المسلمين منذ قرون طويلة وعديدة جدا والناس في غفلة من هذه الحقيقة فضلاً عن هذه المسائل التي يعتبرونها طفيفة لذلك فهذا الاحتفال يكفي أن تعرفوا أنه محدث ليس من الإسلام في شئ ولكن يجب أن تتذكروا مع ذلك أن الإصرار على استحسان هذه البدعة مع إجمال جميل كما ذكرت آنفا أنها محدثة فالإصرار على ذلك أخشى ما أخشاه أن يدخل المصر على ذلك في جملة {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} وأنتم تعلمون أن هذه الآية لما نزلت وتلاها النبي صلى الله عليه وسلم كان في المجلس عدي بن حاتم الطائي وكان من العرب القليلين الذين قرأوا وكتبوا وبالتالي تنصروا فكان نصرانيا فلما نزلت هذه الآية لم يتبين له المقصد منها فقال يا رسول الله كيف يعني ربنا يقول عنا نحن النصارى سابقا (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) ما اتخذناهم أحبارنا أربابا من دون الله عز وجل كأنه فهم أنهم اعتقدوا بأحبارهم ورهبانهم أنهم يخلقون مع الله يرزقون مع الله وإلى غير ذلك من الصفات التي تفرد الله بها عز وجل دون سائر الخلق فبين له الرسول عليه السلام بأن هذا المعنى الذي خطر في بالك ليس هو المقصود بهذه الآية وإن كان هو معنى حق يعني لا يجوز للمسلم أن يعتقد أن إنسانا ما يخلق ويرزق لكن المعنى هنا أدق من ذلك فقال له (ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالاً حرمتموه؟ وإذا حللوا لكم حراما حللتموه؟ قال أما هذا فقد كان فقال عليه السلام، فذاك اتخاذكم إياهم أربابا من دون الله " لذلك فالأمر خطير جدا استحسان بدعة المستحسن وهو يعلم أنه لم يكن من عمل السلف الصالح ولو كان خيرا لسبقونا إليه، قد حشر نفسه في زمرة الأحبار والرهبان الذين اتخذوا أربابا من دون الله عز وجل والذين أيضا يقلدونهم فهم الذين نزل في صددهم هذه الآية أو في أمثالهم { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } غرضي من هذا أنه لا يجوز للمسلم كما نسمع دائما وكما سمعنا قريبا معليش الخلاف شكلي، [COLOR="Red"]الخلاف جذري وعميق جدا لأننا نحن ننظر إلى أن هذه البدعة وغيرها داخلة أولاً في عموم الحديث السابق "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" وثانيا ننظر إلى أن موضوع البدعة مربوط بالتشريع الذي لم يأذن به الله عز وجل كما قال تعالى { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } [/COLOR] وهذا يقال كله إذا وقف الأمر فقط عند ما يسمى بالاحتفال، بولادته عليه السلام بمعنى قراءة قصة المولد أما إذا انضم إلى هذه القراءة أشياء وأشياء كثيرة جدا منها أنهم يقرءون من قصته عليه الصلاة والسلام قصة المولد أولا مالا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وثانيا يذكرون من صفاته عليه السلام فيما يتعلق بولادته ما يشترك معه عامة البشر بينما لو كان هناك يجب الاحتفال أو يجوز على الأقل بالرسول صلى الله عليه وسلم كان الواجب أن تذكر مناقبه عليه الصلاة والسلام وأخلاقه وجهاده في سبيل الله وقلبه لجزيرة العرب من الإشراك بالله عز وجل إلى التوحيد من الأخلاق الجاهلية الطالحة الفاسدة إلى الأخلاق الإسلامية كان هذا هو الواجب أن يفعله لكنهم جروا على نمط من قراءة الموارد لا سيما إلى عهد قريب عبارة عن أناشيد وعبارة عن كلمات مسجعة ويقال في ذلك من جملة ما يقال مثلا مما بقى في ذاكرتي والعهد القديم "حملت به أمه تسعة أشهر قمرية" ما الفائدة من ذكر هذا الخبر؟ وكل إنسان منا تحمل به أمه تسعة أشهر قمرية، القصد هل أفضل البشر وسيد البشر عليه الصلاة والسلام يذكر منه هذه الخصلة التي يشترك فيها حتى الكافر إذا خرج القصد من المولد خرج عن هدفه بمثل هذا الكلام الساقط الواهي، بعضهم مثلا يذكرون بأنه ولد مختونا مشروع وهذا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة فهكذا يمدح الرسول عليه السلام؟ يعني نقول أن الاحتفال في أصله لو كان ليس فيه مخالفة سوى أنه محدث لكفى وجوبا الابتعاد عنه للأمرين السابقين لأنه محدث ولأنه تشريع والله عز رجل لا يرضى من إنسان أن يشرع للخلق ما يشاء فكيف وقد انضم إلى المولد على مر السنين أشياء وأشياء مما ذكرنا ومما يطول الحديث فيما لو استعرضنا الكلام على ذلك فحسب المسلم إذا التذكير هنا والنصيحة أن يعلم أن أي شئ لم يكن في عهد الرسول عليه السلام وفي عهد السلف الصالح فمهما زخرفه الناس ومهما زينوه ومهما قالوا هذا في حب الرسول وأكثرهم كاذبون فلا يحبون الرسول إلا باللفظ وإلا بالغناء والتطريب ونحو ذلك مهما زخرفوا هذه البدع فعلينا نحن أن نظل متمسكين بما عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين وتذكروا معنا بأن من طبيعة الإنسان المغالاة في تقدير الشخص الذي يحبه لاسيما إذا كان هذا الشخص لا مثل له في الدنيا كلها ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن طبيعة الناس الغلو في تعظيم هذا الإنسان إلا الناس الذين يأتمرون بأوامر الله عز وجل ولا يعتدون فهم يتذكرون دائما وأبدا مثل قوله تبارك وتعالى { وتلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } فإذا كان الله عز وجل قد اتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا فهو قبل ذلك جعله بشرا سويا لم يجعله ملكا خلق من نور مثلا كما يزعمون وإنما هو بشر وهو نفسه تأكيداً للقرآن الكريم { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي... الخ الآية} هو نفسه أكد ذلك في غير ما مناسبة فقال "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني" وقال لهم مرة "لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها وإنما ضعوني حيث وضعني ربي عز وجل عبداً رسولاً" لذلك في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" هذا الحديث تفسير للحديث السابق "لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله بها" فهو يقول لا تمدحوني كما فعلت النصارى في عيسى بن مريم كأن قائلا يقول كيف نقول يا رسول الله كيف نمدحك؟ قال "إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله" ونحن حينما نقول في رسولنا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله فقد رفعناه ووضعناه في المرتبة التي وضعه الله عز وجل فيها لن ننزل به عنها ولم نصعد به فوقها هذا الذي يريده رسول الله صلى الله عليه وسلم منا ثم نجد النبي صلوات الله وسلامه عليه يطبق هذه القواعد ويجعلها حياة يمشي عليها أصحابه صلوات الله وسلامه معه فقد ذكرت لكم غير ما مرة







التوقيع

إذا لم نمتلك شجاعة المحاولة فلن نكون
 
قديم 17-04-2006, 10:10 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
هند الكثيري
أقلامي
 
إحصائية العضو






هند الكثيري غير متصل


افتراضي

قصة معاذ بن جبل رضي الله عنه حينما جاء إلى الشام وهي يومئذ من بلاد الروم بلاد النصارى يعبدون القسيسين والرهبان بقى في الشام ما بقى لتجارة فيما يبدو ولما عاد إلى المدينة فكان لما وقع بصره على النبي صلى الله عليه وسلم هم ليسجد لمن؟ لسيد الناس فقال له عليه الصلاة والسلام "مه يا معاذ - قال يا رسول الله إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم وعظمائهم فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم فقال عليه الصلاة والسلام "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها" وهذا الحديث جاء في مناسبات كثيرة لا أريد أن أستطرد إليها وحسبنا هنا أن نلفت النظر إلى ما أراد معاذ بن جبل أن يفعل من السجود للنبي صلى الله عليه وسلم ما الذي دفعه على هذا السجود ؟ هل هو بغضه للرسول عليه السلام؟ بطبيعة الحال لا إنما هو العكس تماما هو حبه للنبي صلى الله عليه وسلم الذي أنقذه من النار لولا، هنا يقال الواسطة لا تنكر لولا الرسول عليه السلام أرسله الله إلى الناس هداية لجميع العالم لكان الناس اليوم يعيشون في الجاهلية السابقة وأضعاف مضاعفة عليها فلذلك ليس غريبا أبداً لاسيما والتشريع بعد لم يكن قد كمل وتم ليس غريبا أبدا أن يهم معاذ بن جبل بالسجود للنبي صلى الله عليه وسلم كإظهار لتبجيله واحترامه وتعظيمه لكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان قرر في عقولهم وطبعهم على ذلك يريد أن يثبت عمليا بأنه بشر وأن هذا السجود لا يصلح إلا لرب البشر ويقول لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها، في بعض روايات الحديث "ولكن لا يصلح السجود إلا لله عز وجل" إذا نحن لو استسلمنا لعواطفنا لسجدنا لنبينا صلى الله عليه وسلم سواء كان حياً أو ميتا لماذا؟ تعظيما له لأن القصد تعظيمه وليس القصد عبادته عليه السلام ولكن إذا كنا صادقين في حبه عليه الصلاة والسلام فيجب أن تأتمر بأمره وأن ننتهي بنهيه وألا نضرب بالأمر والنهي عرض الحائط بزعم أنه نحن نفعل ذلك حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف هذا؟ هذا أولاً عكس للنص القرآني ثم عكس للمنطق العقلي السليم ربنا عز وجل يقول (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فإذا اتباع الرسول عليه السلام هو الدليل الحق الصادق الذي لا دليل سواه على أن هذا المتبع للرسول عليه السلام هو المحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا قال الشاعر قوله المشهور:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمرك في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لاطعته إن المحب لمن يحب مطـيع
هناك مثال دون هذا ومع ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم ربى أصحابه عليه ذلك أن الناس في الجاهلية كانوا يعيشون على عادات جاهلية وزيادة أخرى عادات فارسية أعجمية ومن ذلك أنه يقوم بعضهم لبعض كما نحن نفعل اليوم تماما لأننا لا نتبع الرسول عليه السلام ولا نصدق أنفسنا بأعمالنا أننا نحبه عليه الصلاة والسلام وإنما بأقوالنا فقط ذلك أن الناس كان يقوم بعضهم لبعض أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان أصحابه معه كما لو كان فرداً منهم لا أحد يظهر له من ذلك التبجيل الوثني الفارسي الأعجمي شيئا إطلاقا وهذا نفهمه صراحة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم و كانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك" أنظروا هذا الصحابي الجليل الذي تفضل الله عليه فأولاه خدمة نبيه عشرة سنين أنس بن مالك كيف يجمع في هذا الحديث بين الحقيقة الواقعة بينه عليه السلام وبين أصحابه من حبهم إياه وبين هذا الذي يدندن حوله أن هذا الحب يجب أن يقيد بالإتباع وأن لا ينصاع وأن لا يخضع صاحبه من هوى وحبك الشيء يعمي ويصم فهو يقول حقا ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حقيقة لا جدال فيها لكنه يعطف على ذلك فيقول وكانوا لا يقومون لما يعلمون من كراهيته لذلك إذا لماذا كان أصحاب الرسول عليه السلام لا يقومون له؟ إتباعا له تحقيقا للآية السابقة (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) فاتباع الرسول هو دليل حب الله حبا صحيحاً ما استسلموا لعواطفهم كما وقع من الخلف الطالح نحن نقرأ في بعض الرسائل التي ألفت حول هذا المولد الذي نحن في صدد بيان أنه محدث جرت مناقشات كثيرة مع الأسف والأمر كالصبح أبلج واضح جداً فناس ألفوا في بيان ما نحن في صدده أن هذا ليس من عمل السلف الصالح وليس عبادة وليس طاعة وناس تحمسوا واستسلموا لعواطفهم وأخذوا يتكلمون كلاماً لا يقوله إلا إنسان ممكن أن يقال في مثله إن الله عز وجل إذا أخذ ما وهب أسقط ما أوجب لماذا؟ لأن في المولد حتى الطريقة القديمة ما أدري الآن لعلهم نسخوها أو عدلوها كانوا يجلسون على الأرض فكانوا إذا جاء القارئ لقصة ولادة الرسول عليه السلام ووضع أمه إياه قاموا جميعاً قياماً وكانوا يبطشون بالإنسان إذا لم يتحرك وظل جالساً فجرت مناقشات حول هذا الموضوع فألف بعضهم رسالة فقال هذا الإنسان الأحمق قال لو استطعت أن أقوم لولادة الرسول عليه السلام على برأسي لفعلت، هذا يدري ما يقول الحق ما قال الشاعر:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
ترى إذا عملنا مقابلة بين هذا الإنسان الأحمق وبين صحابة الرسول الكرام حسبنا واحد منهم مش الصحابة حتى ما نظلمهم ترى من الذي يحترم ويوقر الرسول عليه السلام أكثر أذاك الصحابي الذي إذا دخل الرسول عليه السلام لا يقوم له أم هذا الخلف الأحمق يقول لو تمكنت لقمت على رأسي؟ هذا كلام إنسان مثل ما قلنا آنفاً يعني هايم ما يدري ما يخرج من فمه وإلا إذا كان يتذكر سيرة الرسول عليه السلام وأخلاقه وتواضعه وأمره للناس بأنه ما يرفعوه إلى آخر ما ذكرنا آنفاً لما تجرأ أن يقول هذه الكلمة لاسيما وهو يقول ذلك بعد وفاته عليه السلام حيث الشيطان يتخذ طريقا واسعا جدا لإضلال الناس وإشكال الناس لنبيهم بعد وفاته أكثر منه في حياته عليه السلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حي يرى فينصح ويذكر ولمعلم وهو سيد المعلمين فلا يستطيع الشيطان أن يتقرب إلى أحد بمثل هذا التعظيم الذي هو من باب الشرك أما بعد وفاته عليه السلام فهنا ممكن أن الشيطان يتوغل إلى قلوب الناس وإخراجهم عن الطريق الذي تركهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ما يقوم له أحد وهو أحق الناس بالقيام لو كان سائغاً فنحن نعلم من هذا الحديث حديث أنس أن الصحابة كانوا يحبون الرسول عليه السلام حبا حقيقياً وأنهم لو تركوا لأنفسهم لقاموا له دائما وأبداً ولكنهم هم المجاهدون حقاً تركوا أهواءهم إتباعاً للرسول عليه السلام ورجاء مغفرة الله عز وجل ليحفظوا بحب الله عز رجل لهم فيغفر الله لهم هكذا يكون الإسلام فالإسلام هو الاستسلام هذه الحقيقة هي التي يجب دائما نستحضرها وأن نبتعد دائماً وأبداً عن العواطف التي تفق الناس كثيراً وكثيراً جداً فتخرجهم عن سواء السبيل لم يبق الآن من تعظيم الرسول عليه السلام في المجتمعات الإسلامية إلا قضايا شكلية أما التعظيم من حق كما ذكرنا وهو إتباعه فهذا أصبح محصوراً و محدوداً في أشخاص قليلين جداً وماذا يقول الإنسان في الاحتفالات اليوم رفع الصوت والتطريب وغناء لو رفع صوته هذا المغني واضطرب وحرك رأسه ونحو ذلك أمام الرسول صلى الله عليه وسلم لكان ذلك لا أقول هو الكفر وإنما هو إهانة للرسول عليه السلام لكان ذلك لا أقول هل هو الكفر وإنما هو إهانة للرسول عليه السلام وليس تعظيما له وليس حبا له لأنه حينما ترونه يرفع صوته ويمد ويطلع وينزل في أساليب موسيقية ما أعرفها وهو يقول يفعل ذلك حبا في رسول الله أنه كذاب ليس هذا هو الحب، الحب في اتباعه ولذلك الآن تجد الناس فريقين فريق يقنعون لا ثبات أنهم محبون للرسول عليه السلام على النص على الصمت وهو العمل في أنفسهم في أزواجهم في ذرياتهم وناس آخرون يدعون هذا المجال فارغا في بيوتهم في أزواجهم في بناتهم في أولادهم لا يعلمونهم السنة ولا يربونهم عليها كيف وفاقد الشيء لا يعطيه؟ وإنما لم يبق عندهم إلا هذه المظاهر إلا الاحتفال بولادة الرسول عليه السلام ثم جاء الظغث على إبالة كما يقال فصار عندنا أعياد واحتفالات كثيرة كما جاء الاحتفال بسيد البشر تقليداً للنصارى كذلك جرينا نحن حتى في احتفالنا بمواليد أولادنا أيضاً على طريقة النصارى وإن تعجب فعجب من بعض هؤلاء المنحرفين عن الجادة يقولون النصارى يحتفلوا بعيساهم بنبيهم نحن ما نحتفل بميلاد نبينا عليه الصلاة والسلام؟ أقول هذا يذكرنا بما حينما كان في طريق في سفر فمروا بشجرة حنخمة للمشركين كانوا يعلقون عليها اسلحتهم فقالوا كلمة بريئة جداً ولكنها في مشابهة لفظية قالوا "يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال عليه السلام الله أكبر هذه السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى أجعل لنا إلها لما لهم آلهة" قد يستغرب الإنسان كيف الرسول عليه السلام يقتبس من هذه الآية حجة على هؤلاء الذين ما قالوا أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة وإنما قالوا اجعل لنا شجرة نعلق عليها أسلحتنا كما لهم شجرة فقال له هذه السنن -يعني بدأتهم تسلكون سنن من قبلكم كما في الأحاديث الصحيحة- قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة فكيف بمن يقول اليوم صراحة النصارى يحتفلوا بعيساهم نحن ما نحتفل بنبينا عليه السلام؟ الله أكبر هذه السنن وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال "لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعا بذراع حتى دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى هم قال فمن الناس؟ " أخيرا أقول إن الشيطان قاعد للإنسان في المرصاد فهو دائماً وأبداً يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ولا يصرفهم معلنا"







التوقيع

إذا لم نمتلك شجاعة المحاولة فلن نكون
 
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن الصوفية أقول د.أيمن الجندي المنتدى الإسلامي 50 16-03-2009 02:35 PM
في ذكرى المولد النبوي الشريف د. محمد الجاغوب منتــدى الشــعر الفصيح الموزون 14 20-04-2006 12:16 AM
عيد الحب قصته وشعائره وحكمه... هاجر الشهيد المنتدى الإسلامي 2 17-02-2006 10:29 PM

الساعة الآن 02:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط