|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-04-2006, 09:13 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه أما بعد -{مقدمة في أصل تخصيص يوم المولد بفعل الطاعات}- أن نحتفل بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعني أن نُظهر الفرح والسرور وأن نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة نعمة بروز سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا. كيف لا وهو صلى الله عليه وسلم أصل النعمة وسبب الرحمة فقد أنقذنا الله به من الجهالة وظلمتها إلى الإيمان ونوره الذي به سعادة الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}. من هنا، درج المسلمون على الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يشكرون الله على هذه النعمة العظيمة الجليلة ويُظهرون الفرح والاستبشار بمولده عليه الصلاة والسلام. ولهذا الفعل أصل ثابت في السنة النبوية الشريفة فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن سبب صيامه يوم الاثنين؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "ذاك يوم ولدت فيه". وقد وجد –كما سنبيّن فيما يلي- علماءُ أهل السنة والجماعة في هذا الحديث أصلا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وهذا رأي العلماء المعتبرين الذين نأخذ بقولهم، فالفقيه العالِم هو الذي يفتي الناس ويعلمهم أحكام الدين وليس أي عاميّ قرأ حديثا أو ءاية ثم لم يدرك المعنى ويريد أن يتنطع للفتوى بغير علم ولا هدى. فإن قال قائل إن الحديث يفيد بتخصيص أسبوعي للاحتفال وليس سنويا فالجواب أن العبرة بتجدد الذكرى هذا ما رآه العلماء فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم صيام عاشوراء فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هو اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أَوْلى بموسى.. وأمر بصومه صوم استحباب.. أخرجه البخاري ومسلم. فيستفاد من هذا الحديث فعل الشكر لله تعالى على ما تفضّل به في يوم معيّن من حصول نعمة أو رفع نقمة.. ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة. كل هذا يؤكد صحة ما ذهب إليه علماء أهل السنة والجماعة من أن في هذا الحديث إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده. ومن أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي إظهاره صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله إلينا كما مرّ معنا في قوله تعالى: {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم} أليس هذا تصريحا أن الله أنعم علينا بهذه النعمة العظيمة الرحمة المهداة! والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام.. والصدقة والتلاوة.. وأيّ نعمة أعظم من نعمة بروز النبي.. نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.. فكيف لا نحتفل بمولده ونحن نعرف أن مولده نور وبركة.. -{شبهة الجاهلين في تحريم المولد والرد عليهم}- لذلك ينبغي على كل واحد فينا أن لا يُسرع إلى فتوى بغير علم ما لم يقل بها عالم معتبَر من علماء أهل السنة والجماعة وإلا فإن في تحريم عمل المولد تفسيقا وتبديعا لمئات الملايين من المسلمين في كل البلاد والأمصار وقبل أن يفعل أحد منكم هذا فليأت لنا بفتوى واحدة من عالم معتبَر من علماء أهل السنة والجماعة يقول بتحريم عمل المولد ولن يجد، فكفانا رميا للأمة بالكفر والشرك والفسق والتبديع بلا دليل ولا برهان فهذا مما ستحاسبون عليه يوم القيامة إن فعلتموه فمن فعل فليسرع إلى ترك هذا الأمر. وقبل الخوض في شبهات الجاهلين كان لا بد من التنبّه إلى أن هذا العلم دين فينبغي على كل واحد فينا أن ينظر عمّن يأخذ دينه، لذلك فالحذر الحذر من كثير من الفتاوى التي تنتشر في الإنترنت فهذه الفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان تحرم على المسلمين أن يُظهروا الفرح والاستبشار بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل السنة والجماعة لا يوافقون على هذا التحريم الذي لا يقول به من كان له حظٌّ من علم الدين وفهمٌ لأحكام الشرع الحنيف وتلقٍّ من أفواه العلماء لما كان عليه فقهاء المذاهب السنية الأربعة المشهورة والمعتبرة عند عموم أهل السنة والجماعة. لذلك كان من الأسلم في الوصول إلى المعرفة الشرعية النظر فيما ثبت عن علماء أهل السنة المعتبرين عند عموم أهل السنة والجماعة وليس على ما تشيعه بعض الجماعات الشاذة عن أهل السنة بأفكار ومعتقدات تساهم الثروات النفطية في دعمها ماليا لتقوم بطباعة ءالاف الكتيّبات التي عبثا تحاول عبرها نشر فكرها الهدّام فرفضه أهل السنة والجماعة في سائر الأمصار ولله الحمد وله المنّة سبحانه وتعالى. هذا وكان أولئك الجاهلون قد انطلقوا في تحريمهم لعمل المولد الشريف من قاعدة "ابتدعوها بأنفسهم" بلا أصل صحيح لها حيث قالوا فيها: "إن كل ما لم يعمله النبي حرام علينا أن نعمله ولو لم ينهنا عنه رسول الله"!!. وقولهم هذا مخالف للأصول التي عليها أهل السنة والجماعة الذين قالوا إن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم ينهنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبما أن اولئك الجاهلين لم يبلغوا منزلة الاجتهاد في العلم الشرعي فليس لهم أن يطلقوا أحكاما ما سبقهم إليها أحد من علماء المسلمين ليس لهم أن يأخذوا وظيفة الأئمة الكرام فيُحللون ويحرّمون دون الرجوع إلى كلام الأئمة المجتهدين، فالذي حرّم ذكر الله عز وجل وذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده عليه السلام بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعله فنقول له: هل تحرّم المحاريب التي في المساجد وتعتقد أنها بدعة ضلالة؟! وهل تحرّم جمع القرءان في المصحف ونقطه بدعوى أن النبي لم يفعله؟! فإن كنتَ تُحرّم ذلك فقد ضيقتَ ما وسّع الله على عباده من استحداث أعمال خير لم تكن على عهد الرسول، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن سنّ في الإسلام سُنة حسنة فلَهُ أجرُها وأجْرُ مَن عَملَ بها بعده من غير أنْ ينقُصَ من أُجورهم شىء" رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح: "نِعْمَ البدعة هذه" رواه الإمام البخاري في صحيحه. كل هذا يؤكد أن لا مدخل للجاهلين إلى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فهم أخذوا بظاهر حديث "كل بدعة ضلالة" وحملوه على تفسير فاسد وإنما معنى قول النبي "كل بدعة ضلالة" أي أغلب البدع تكون بدع ضلال وليس الكل على وجه الإطلاق بلا استثناء وهذا من اللغة العربية يعرفه أهل الخبرة وهو عبارة عن إطلاق "الكل" على "البعض" إذا غلب، ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى عن الرياح التي أرسلها الله لتدمر بعض الكافرين: {تدمر كل شىء}. وهي لم تدمر كل شىء على وجه الإطلاق فلا زالت الأمصار والأقطار والنواح عامرة وإنما هي دمرت الكثير الكثير من الأشياء فأطلق "الكل" على "البعض" لأنه غلب عليه. وكذلك حديث: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) فمعناه ضد ما ذهب إليه الجاهلون الذين يريدون تحريم الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ووجه الدليل ضدهم قوله في الحديث: ((عمل عملا ليس عليه أمرنا))، فيكون معنى الحديث إن من عمل عملا عليه أمرنا فليس بمردود وهكذا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لأنه لا يخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. ومما يؤكد فهمنا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة ما ثبت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه حيث يقول: "المُحدثـات من الأمور ضربان أحدهما: ما أُحدث مما يُخالفُ كتابـا أو سُنة أو أثرا أو إجماعا، فهذه البدعة الضـلالة، والثانيـة: ما أُحدثَ من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه مُحدثةٌ غير مذمومة". رواه الحافظ البيهقي في كتاب "مناقب الشافعي" ج 1 ص 469. فها هو الإمام الشافعي واحد من أكابر علماء وأئمة السلف الصالح يوافق فهمُنا فهمَه للحديث وأحكام الدين، ويؤيد هذا الأمر الكثيرُ من علماء أهل السنة والجماعة ومنهم صاحب الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله حيث يقول: "إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعةٌ حسنة" فلا تصحُ فتوى من أفتى بأن الاحتفالَ بذكرى المولد بدعةٌ محرمةٌ لما تقدم من الأدلة ومثل ذلك ذكرَ العلماء الذين تُعْتَمَدُ فتواهم كالحافظ ابن دحية والحافظ العراقي والحافظ السخاوي والحافظ السيوطي والشيخ ابن حجر الهيتمي والإمام النووي والإمام أبي بكر بن العربي المالكي والإمام عز الدين بن عبد السلام والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق والشيخ مصطفى نجا مفتى بيروت الأسبق، ولا عبرة بكلام من أفتى بخلاف قولهم لأنه ليس كلام مجتهد، والعبرة إنما هي بما وافق كلام العلماء المعتبرين، والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد التحريم. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري ما نصه: ((قوله قال عمر: "نعم البدعة" في بعض الروايات "نعمت البدعة" بزيادة التاء، والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة)) ا.هـ. ومراده بالأحكام الخمسة: الفرض والمندوب والمباح والمكروه والحرام. هذا ما قاله الإمام ابن حجر العسقلاني، وهذا ما ورد وثبت عن علماء أهل السنة والجماعة، أما الجاهلون الذين يريدون أن يحرموا عملا مستحسَنا في الشرع الحنيف فلا يجدون قولا واحدا لعالم وفقيه معتبَر عند جمهور الامة المحمدية قال بقولهم. وقال النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات ما نصه: "البدعة بكسر الباء في الشرع هي: إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلّى الله عليه وءاله وسلم، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. قال الإمام الشيخ المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم وبراعته أبو محمد عبد العزيز ابن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في ءاخر كتاب القواعد: البدعة منقسمة إلى: واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة. قال: والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فمحرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة" ا.هـ. كلام النووي. وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار ما نصه: "فقد تكون البدعة واجبة، كنصب الأدلة للرد على أهل الفرق الضالة، وتعلم النحو المفهم للكتاب والسنة، ومندوبة كإحداث نحو رباط ومدرسة، وكل إحسان لم يكن في الصدر الأول، ومكروهة كزخرفة المساجد، ومباحة كالتوسع بلذيذ المآكل والمشارب والثياب" ا.هـ. وقال النووي في روضة الطالبين في دعاء القنوت ما نصه: "هذا هو المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد العلماء فيه: "ولا يَعِزُّ من عاديت" قبل: "تباركت وتعاليت" وبعده: "فلك الحمد على ما قضيت أستغفرك وأتوب إليك". قلت: قال أصحابنا: "لا بأس بهذه الزيادة". وقال أبو حامد والبَنْدَنِيجيُّ وءاخرون: "مستحبة" ا.هـ. كلام النووي. وروى الحافظ البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي رضي الله عنه قال: "المحدَثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة" اهـ. هذا ما ذهب إليه علماؤنا الأبرار الأفاضل في تقسيم البدعة ولكن البعض يصر على ترك كل ما قاله كل أولئك العلماء علماء المذاهب الأربعة ليلتحقوا بفتاوى وشبهات لأشخاص معاصرين ما فهموا دين الله بل اختلطت عليهم المسائل فضلوا وأضلوا والعياذ بالله تعالى، فكيف نجد بعد كل هذا البيان من يحرّم الاحتفال بالمولد النبوي زاعما أنه بدعة ضلالة! بل الجاهل هو من يخالف أقوال علماء أهل السنة إذ كان محروما من الفهم والتفقه وتلقي علم الدين من أفواه العلماء، ولو كان علم الدين يؤخذ من الكتب ما كان منها معتمدا من العلماء وما لم يكن كذلك لما كان ثمة فرق بين عالم وعامي بين فقيه متبحر وبين من لم يوفّقه الله إلى فهم الشريعة والدين. ولكن الجاهلين لا يأخذون بكل ما ثبت عن علماء المذاهب الأربعة بل ويعترض أن لا نوافق على ما شذّ عن مذاهبنا السنية، وفي هذه الحالة فعليه أن لا يدّعي أنه سنيّ ثم يقول بما يخالف ما كان عليه فقهاء المذاهب السنية الأربعة وليعترف أنه يتبع مذهبا خامسا غير معروف لدينا وغير مقرر عندنا وليلحق بطائفته فلا ينتسب بالزور إلى أهل السنة والجماعة. ولو أن أولئك الجاهلين فهموا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص من أجورهم شىء ومن أحدث في الإسلام سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شىء) لو فهموا معنى الحديث كما فهمه علماء أهل السنة والجماعة لهان عليهم أن يسلّموا بما قاله علماء أهل السنة ولكن على قلوب أقفالها. يتبع |
|||
13-04-2006, 09:20 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
|
|||
13-04-2006, 09:22 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
-{الإجماع على مشروعية عمل المولد وعلى أن البدعة تنقسم إلى أنواع}- وقد قال الإمام السيوطي في الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ص 12 أو ص27 (تحقيق عبد القادر عطا) ما نصه: ((فالبدعة الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها رجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشىء، ولا يلزم من فعله محظور شرعي)). انتهى. واليكم من السيرة الحلبية نقلا عن ابن حجر الهيتمي وفيه: وقد قال ابن حجر الهيتمي: والحاصل أن البدعة الحسنة متفق على ندبها، وعمل المولد واجتماع الناس له كذلك أي بدعة حسنة. انتهى فهو بدعة حسنة مجمع على جواز فعلها. والإمام النووي يقول: - قوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ) هذا عامٌّ مخصوص، والمراد: غالب البدع. قال أهل اللُّغة: هي كلّ شيء عمل عَلَى غير مثال سابق. قال العلماء: البدعة خمسة أقسام: واجبة، ومندوبة، ومحرَّمة، ومكروهة، ومباحة. فمن الواجبة: نظم أدلَّة المتكلّمين للرَّدّ عَلَى الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك. ومن المندوبة: تصنيف كتب العلم وبناء المدارس والرّبط وغير ذلك. ومن المباح: التّبسط في ألوان الأطعمة وغير ذلك. والحرام والمكروه ظاهران، وقد أوضحت المسألة بأدلَّتها المبسوطة في (تهذيب الأسماء واللُّغات) فإذا عرف ما ذكرته علم أنَّ الحديث من العامّ المخصوص، وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة، ويؤيِّد ما قلناه قول عمر بن الخطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في التَّراويح: نعمت البدعة، ولا يمنع من كون الحديث عامّا مخصوصا. قوله: (كُلُّ بِدْعَةٍ) مؤكّداً بكلّ بل يدخله التَّخصيص مع ذلك كقوله تعالى: {تُدَمّرُ كُلَّ شَىْءٍ}. وهنا انتهى كلام الامام النووي في تفصيل البدعة. ********** وقد استحضرت حوارا سريعا بين رجل من أهل السنة والجماعة وءاخر من الطائفة الوهابية يتناول موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أحببت أن تشاركوني في قراءته لما يحتويه من فوائد: يقول السني: أنتم الوهابية تحرمون الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من اجورهم شىء) وصاحب إربل الملك المظفر كان أول من احتفل بالمولد فلم ينكر عليه العلماء، بل مدحوه ومدحوا فعله هذا. الوهابي: لا، العلماء لم يمدحوه على ذلك، بل هو رجل مذموم. السني: أتأخذ بكلام الذهبي؟ الوهابي: نعم ءاخذ بكلامه. السني: الذهبي مدح الملك المظفر في كتابه ((سير أعلام النبلاء)) فقال عنه: (كان محبا للصدقة.. وبنى أربع خوانك للزُمنى والأضراء.. وبنى دارا للنساء، ودار للأيتام ودارا للقطاء، ورتب بها المراضع، وكان يدور على مرضى البيمارستان.. وبنى مدرسة للشافعية والحنفية.. وكان يمنع من دخول منكر بلده.. وأما احتفاله بالمولد النبوي الشريف فيقصر التعبير عنه، كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة وتُنصب قباب خشب له ولأمرائه وتُزين.. ويعمل ذلك أياما، ويخرج البقر والإبل والغنم شيئا كثيرا فتنحر وتطبخ الألوان.. ويتكلم الوعاظ في الميدان، فينفق أموالاً جزيلة، وقد جمع له ابن دحية ((كتاب المولد)) فأعطاه الف دينار، وكان متواضعا، خيرا، سُنيًا، يحب الفقهاء والمحدثين، وربما اعطى الشعراء، وما نقل أنه انهزم في حرب، وقد ذكر هذا وأمثاله ابن خلكان واعتذر من التقصير)). الوهابي: كيف تفتري على الذهبي هذا الإفتراء وهو لم يقل ذلك؟ السني: بلى، هو قال ذلك، هاك كتابه الذي طبعته مؤسسة الرسالة فهو يذكر ذلك في الصحيفتين 335 و336 في الجزء الثاني والعشرين، انظر واقرأ. الوهابي:.. (ينظر ويقرأ وينصدم). السني: وماذا تقول في ابن كثير؟ الوهابي: ابن كثير ءاخذ بكلامه. السني: هو ايضا يمدح الملك المظفر في ((البداية والنهاية)) فقال: (الملك المظفر أبو سعيد كوكبري أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك والأمجاد، له ءاثار حسنة.. وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطلاً عاقلاً عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه. وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدا في المولد النبويّ سماه ((التنوير في مولد البشير النذير)) فأجازه على ذلك بألف دينار.. محمود السيرة والسريرة.. وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء". الوهابي: ابن كثير لا يقول ذلك، هذا افتراء على ابن كثير. السني: خذ وانظر الى الجزء الثالث عشر من كتابه الذي طبع سنة 1966 على نفقة مكتبة المعارف ببيروت ومكتبة النصر بالرياض، في الصحيفتين 136 و137. الوهابي: أرني الكتاب.. (ينظر إلى الكتاب دون أن يتفوه بكلمة). السني: ماذا حصل؟ الوهابي: أنا لا ءاخذ بكلام ابن كثير. السني: كيف هذا؟! قبل قليل قلت أنك تأخذ بكلامه، ما هذا التذبذب!؟ الوهابي: (سكوت مطبق.. واحمرار في العينين). السني: إن كنت تصر على تحكمك ومذهبك هذا الذي هو من فساد محمد بن عبد الوهاب فهل تعلم ماذا قال ابن تيمية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟ الوهابي: وصلنا، أنا ءاخذ بكلام ابن تيمية. السني: هكذا؟! ابن تيمية قال: فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم. الوهابي: لا.. لا.. ابن تيمية لا يقول ذلك وإلا لتعارض كلام ابن تيمية مع كلام محمد بن عبد الوهاب ولكفر الواحد منهما الآخر. السني: خذ وانظر الى كتاب ابن تيمية المسمى ((اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)) بتحقيق محمد حامد الفقى المسمى رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، الناشر دار المعرفة للطباعة والنشر-بيروت-لبنان-، صحيفة 297. الوهابي: ماذا؟! أرني.. أرني (ينظر الى الكتاب ويتمتم بكلام فيه سب مع احمرار شديد في الوجه فضلاً عن العينين). السني: إياك والكلام البذيء. الوهابي: (يمضي منهزما وهو يقول) أنا لا أسبك وإنما أقول لعنة الله على ابن تيمية.. لعنة الله على ابن تيمية. |
|||
13-04-2006, 09:28 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
انتهى الحوار، وحسبنا الله ونعم الوكيل، أليس الأفضل للكل أن يتعلموا ما ثبت عن علماء أهل السنة والجماعة في هذه المسالة ليُصار إلى الالتزام بأقوالهم وهم نجوم الهدى ومصابيح العلم وخدّام الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؟ خاتمة: هذا ما تمكنت اليوم من جمعه ومراجعته مرة قبل إضافته في هذا الموضوع وإن شاء الله تعالى لي عودة مع فوائد أخرى كثيرة ومتنوعة تتعلق كلها بأمر المولد النبوي الشريف والبدعة وأقسامها واما المواضيع الأخرى كمواضيع التبرك والتوسل فتحتاج إلى مواضيع مستقلة عن هذا الموضوع لكي لا تختلط المسائل في ذهن الزملاء القراء. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وءاخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين. |
|||
14-04-2006, 12:10 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
|
|||||
14-04-2006, 12:13 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||||||||||||
|
الاحتفال بالمولد النبويّ
ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
|
||||||||||||||
14-04-2006, 08:13 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين وبعد الأخ ياسر كتبت ما كتبت دفاعا عن شريعتنا العظيمة ودحضا لفتاوى الجاهلين الذين أصدروا تلك الفتاوى التي ما نزل الله بها من سلطان ولم أكن أرد عليك أنت لأنني أظن أنك ضحية تلك الفتاوى ولست مصدرها، واعلم يا ياسر أن مئات الملايين من المسلمين الذين يحتفلون بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ القرن السابع الهجري إلى يومنا هذا ليسوا فسقة ولا مبتدعين ضالين بل الضال هو من يضلل السواد الأعظم من المسلمين ويتّبع غير سبيل أهل العلم من المؤمنين.. ولو أنك تنظر في ردّي فقد جاء مسلّحا بأقوال علماء أهل السنة والجماعة كالإمام ابن حجر العسقلاني والحافظ السخاوي والإمام السيوطي الذي هو من أعلم أهل زمانه كذلك كلام الإمام النووي بالإضافة إلى الكثير الكثير من أقوال علماء أهل السنة والجماعة بينما لم تجد أنت قولا واحدا لعالم معتبَر واحد من علماء المسلمين لتستشهد بكلامه فمن الذي يتبع أهل العلم؟ ومن الذي يحكم على مئات ملايين المسلمين الطائعين بالضلال والعياذ بالله من تضليل المسلمين.. فالكلام الإنشائي يا ياسر لا يغني عن الدليل الشرعي والدليل ينبغي أن يستند إلى أقوال علماء أهل السنة والجماعة فهم الذين نقبل فتاويهم وهو المقبول عندنا نحن أهل السنة والجماعة فكل أولئك رأوا أن الاحتفال بالمولد بدعة حسنة مستحسنة في شرعنا الكريم بينما أنت تسميها بدعة مقيتة! فما المقيت في أن نظهر الفرح والسرور بمولد سيد الكائنات وما المقيت في أن نشكر الله على هذه النعمة العظيمة نعمة بروز رسول الله إلى الدنيا!؟ أما قولك عنا إننا نتبع الرجال فصحيح نحن متبعون لرجال هم قدوة الرجال علماء أمة محمد فقهاء الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية ولا نريد أن نغيّر هذه المذاهب أو أن نستبدلها بمذهب لم يكن لينتشر في جزيرة العرب لولا دعم الإنكليز له في وجه الدولة العثمانية العلية نحن سنيّون ويكفينا ما لدينا من مذاهب أربعة كلها على جواز ومشروعية عمل المولد الشريف ولم يخالف في هذا عالم واحد من العلماء المعتبرين عندنا نحن أهل السنة والجماعة ولو أنك تجد فأتحداك أن تضع بين أيدينا قولا ثابتا لعالم من علماء المذاهب السنية الأربعة يقول بخلاف ما أنسبه لهم.. لذا أعود فأنصحك "تعلّم قبل أن تتكلّم" يا ياسر واعمل في البحث إن شئت ولكن لا تخالف ما ثبت عن علماء أهل السنة والجماعة، فأنت قاصر عن إدارك حقائق المعاني من النصوص الشرعية لأن ذلك يحتاج إلى مؤهَّلٍ يفهم اللغة ويتقن النحو وغير ذلك كثير بينما نجد أن أخطاءك الاملائية كثيرة حتى فيما لا يحتاج إلى خبرة في النحو ولن أضع الأمثلة حتى لا تتهمني بالتهكم بك، وغاية ما أريد بيانه في هذا المبحث أن أبيّن لك كم اننا بحاجة إلى تحرّي ما ثبت عن علمائنا الأفاضل.. ثم أجدك تقرّ تقسيم العلماء البدعة إلى خمسة أقسام لكنك تزعم أن هذا التقسيم ليس في الدين بل في الأمور الدنيوية وهنا تسقط حجتك لأن كلامك لم يستند إلى بيان بينما استند كلامي إلى ما ثبت عن العلماء ولنأخذ -على سبيل المثال- كلام الإمام النووي حيث يقول عن البدعة ما يلي: "والتحقيق إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة)) ا.هـ. ومراده بالأحكام الخمسة: الفرض والمندوب والمباح والمكروه والحرام، فهل أوضح من أن هذا التقسيم كان بحسب أحكام الشرع؟ بالتأكيد لا، إذا وافق كلامي كلام العلماء بينما أنتم تخالفهم بلا سبب إلا أنك تتعصب لرأيك الذي أخذته من فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان وكان عليك –إذ بلغتك- أن تتقي الله ولا تأخذ دين الله من غير العلماءالثقات فارجع عن تلك التخريفات ولا تأخذ إلا بما ثبت عن علماء أهل السنة. ولنأخذ مثالا من كلام الإمام النووي حيث يقول عن البدعة ما نصه: " وقال النووي في كتاب تهذيب الأسماء واللغات ما نصه: "البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلّى الله عليه وءاله وسلم، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة". فانظر هداك الله إلى تعريفه "البدعة في الشرع" ولم يقل "البدعة في الأمور الدنيوية فيما سوى الشرع"! فهل تبيّن لك الحق يا سياسر؟ وهل ستفي بما وعدت به من أنك تتراجع عن الباطل إن تبيّن لك بطلانه؟ ولننظر في كلام الإمام المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم أبو محمد عبد العزيز ابن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه في ءاخر كتاب القواعد حيث يقول: "البدعة منقسمة إلى: واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة. والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فمحرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة" ا.هـ ما نقله النووي عن العز بن عبد السلام. فهل اتضح لك الحكم في جميل بيانه لما قال: "والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة" أليس هؤلاء هم علماء أهل السنة والجماعة؟ بلى، فلماذا لا نتبعهم؟ لماذا تريدنا أن نتبع فتاوى في النكير الشديد على من احتفل بالمولد وهو ليس من رأي العلماء في شيء!؟ ومن الذي يفتري على العلماء يا ياسر بعد هذا البيان؟ ثم أجدك تغرف مما لا تعرف عن حديث: "من سن في الإسلام سنة حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شىء ومن سن في الإسلام سنة سيئه فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شىء" وتدّعي أنهم شرحوه على غير ما شرحته أنا وإليك البيان والحكم للزملاء القراء: الحديث يؤخذ على عموم لفظه لا على خصوصية سببه، وهذا هو المقرر عند علماء أهل السنة والجماعة، كما قال الحافظ ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري: ((مطابقة الجواب للسؤال غير لازم، بل إذا كان السبب خاصا والجواب عاما جاز، وحمل الحكم على عموم اللفظ لا على خصوص السبب لأنه جواب وزيادة فائدة)) فهذا كلام واضح بيّن لا يترك لك مجالا للخطأ في فهم معناه، إذا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ومن عاند فهو مكابر يردّ ما ثبت عن علماء الأمة ويتبع تلك الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان. واما قولك: أقرّه الرسول عليها، فليس حجة لك بل إن الصحابي الجليل خبيبا رضي الله عنه لما قدّمه مشركو قريش إلى القتل قال لهم: ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطوّلتها اللهم أحصهم عددا ما أبالي حين أُقتَلُ مسلما على أي جنب كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزّعِ. ثم قتله ابن الحارث. وهذه الرواية كما تعلم في البخاري فماذا قال البخاري بعد ذلك؟ قال: "فكان خبيب هو سنَّ الركعتين لكل امرئ مسلم قُتل صبرا" وصدق البخاري وكذب من كذّبه فهو سنّ شيئا في الدين ولم يكن قد حظي بإقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يؤكد كذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا على ما نحن عليه نحن أهل السنة والجماعة ولله الفضل وله المنة سبحانه وتعالى. علم الدين يا ياسر لا يحصل عليه متكاسل عن طلب العلم من أفواه العلماء، من انتظر العلم أن يأتيه فهو مغرور لا يحصل إلا على الشبهات العقيمة فالعلم لا يأتي إلى الواحد منا بل الواحد منا عليه أن يتحرى بل وفي مثل هذه المسائل الشائكة نتيجة انتشار الفتاوى الباطلة ينبغي على الواحد منا أن يتعلم قبل أن يتكلم وأن يتعب في تحصيل العلم الصحيح ولو بالمشقة والصبر على التعب. وهذا الكلام ليس موجها لك وحدك يا ياسر بل إلى الجميع، أنا وأنت وبقية الزملاء، ولتكن حواراتنا علمية ترجع إلى تحديد ما ثبت عن علماء أهل السنة لنؤكد عليه ثم نتبعه كلنا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وءاخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين. آخر تعديل عمر الشادي يوم 14-04-2006 في 11:14 AM.
|
|||
14-04-2006, 10:39 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
|
|||
14-04-2006, 12:04 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||||
|
عمر الشادي اقتباس:
أخي أرى تناقض واضح هنا فقد سُئل عليه الصلاة والسلام عن صيام يوم الإثنين فقال : " ذاك يوم ولدت فيه " فكيف نستدل به على جواز الإحتفال بالمولد النبوي ؟! لو أنه سُئل عن الإحتفال بيوم الإثنين أو بالمولد النبوي فقال : " ذاك يوم ولدت فيه " لاعتمدناه دليلاً قاطعاً ولاحتفلنا . فكما نرى نص الحديث كاملاً يتحدث عن الصوم فقط ولم يتطرق لأي احتفال . إقرأ معي أنار الله بصيرتي وبصيرتك . حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير. سمع عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه ؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر رضي الله عنه: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وببيعتنا بيعة. قال: فسئل عن صيام الدهر ؟ فقال: "لا صام ولا أفطر (أو ما صام وما أفطر) " قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم ؟ قال " ومن يطيق ذلك ؟ " قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين ؟ قال: "ليت أن الله قوانا لذلك" قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم ؟ قال "ذاك صوم أخي داود (عليه السلام)" قال: وسئل عن صوم الاثنين ؟ قال "ذاك يوم ولدت فيه. ويوم بعثت (أو أنزل علي فيه)" قال: فقال "صوم ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، صوم الدهر" قال: وسئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال "يكفر السنة الماضية والباقية" قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال "يكفر السنة الماضية" وهذه دعوة لنفسي ولك ولجميع إخوتنا المسلمين بالتقرب إلى الله وصيام يوم الإثنين من كل أسبوع إحياءاً للسنة و شكراً لله أن بعث إلينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين . وتقول : اقتباس:
فأرجو منك مشكوراً مأجوراً أن تدلني على مصدره هو في أي كتاب من كتب أهل العلم ؟ الأسئلة في رأسي كثيرة .. فهلا استمعتموها بصدر رحب .. لو كان الإسلام يهتم بالإحتفالات بالموالد لم لم يحتفل عليه الصلاة والسلام بمولده ؟! لم لم يحتفل ويحثنا على الإحتفال بميلاد الأنبياء السابقين ؟! لم اهتم بيوم عاشوراء الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون .. ولم يهتم بيوم مولد موسى عليه السلام ؟! ورغم اهتمامه بيوم عاشوراء .. لم لم يجعله يوم للإحتفال ؟! بل جعله يوم للصوم المستحب ( وليس الواجب ) شكراً لله على نجاة موسى عليه السلام . لا ننكر أهمية اليوم الذي ولد فيه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ولكن ما الأجدر بنا أن نحتفل بهذا اليوم أم نصومه صوم استحباب شكراً لله تعالى ؟!!! اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه . شكراً لك .
|
|||||||
14-04-2006, 05:35 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه الأخت هند هداك الله سأبدأ مداخلتي هذه بنصيحة سريعة أوجهها لك وهي مشتملة في أبيات ناظمها صاحب البحر المحيط أبو حيان الأندلسي يقول فيها: يظنّ الغمر أن الكتْب تهدي .. أخا جهل لإدراك العلومِ وما يدري الجهول بأن فيها .. غوامضَ حيّرتْ عقل الفهيمِ إذا رمتَ العلوم بغير شيخٍ .. ضللتَ عن الصراط المستقيمِ هذه النصيحة فيها الحث على طلب العلم من أفواه العلماء الثقاة وليس بالاقتصار على قراءة الكتب والمطبوعات، وأبو حيان، كما تعلمين يا هند، كان من أهل القرن السابع أي يفصل بيننا وبينه قرون عديدة مئات من السنين والمطبوعات في زمانه نسبتها أقل من واحد من المليون مما هي عليه الآن في زماننا هذا ومع ذلك حذّر من تلقي العلم من الكتب فما بالك بما يتطلب واقعنا من الحذر في هذا الزمان الذي انتشر فيه الإفتاء بغير علم وكثرت الفتن والمفتون بدون أهلية بل وصار الكثير يتبعون شيخهم الذي ما هو إلا عبارة عن CD قرص الكتروني يستفتونه فيصدقونه دون ان يعودوا إلى ما ثبت عمن نقلوا لنا هذا الدين الحنيف عنيت بهم علماءنا الأفاضل الأخيار نجوم الهدى وشموس الحق. وقد وجدتُ لك الكثير من الفتاوى التي تخالف الإسلام لا سيما في مسائل التبرك التي سأفرز لها موضوعا خاصا لكي لا نؤثر سلبا على الزملاء القراء الذين يتابعوننا هنا لذلك ارتأيت أن أنصحك هذهالنصيحة في مقدمة مداخلتي السريعة هذه والله المستعان على الخير. وفي عودة إلى مداخلتك فيا ليتك لم تتسرعي بادعاء وجود التناقض في كوننا قلنا إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف له أصل في الحديث الذي أوردناه ويا ليتك تقرأين بتركيز كي لا تفوتك الفائدة فقد كتبنا ذلك تحت عنوان هو التالي: ((مقدمة في أصل تخصيص يوم المولد بفعل الطاعات)) وأثبتنا ذلك من الحديث النبوي الشريف وأنت وافقتِ على ذلك فلما صح تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم يوم المولد بفعل طاعة صح أن نخص نحن هذا اليوم بفعل طاعة كذلك. وهنا وقفة، اتفقنا على جواز تخصيص يوم المولد بفعل طاعة فلماذا حرمت فعل أي طاعة سوى الصيام؟ من أين تأتين بالتحريم؟ فتعالي إلى ما قاله علماء الأمة ليحكموا بيننا فماذا قالوا: - قال الإمام السيوطي: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".اهـ. فهل انتبهت إلى قوله: "هو من البدع الحسنة"، ثم إلى قوله: "لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف"، كل هذا يؤكد ثبوت جواز تخصيص يوم المولد بفعل طاعة كما فعل رسولنا عليه الصلاة والسلام، أما ما هي هذه الطاعة؟ فرسولنا الكريم صام وما حرّم قراءة القرءان، لذلك نقول: كما صح في الشرع استحسان الصيام في يوم ولد النبي صح كذلك أن نمدحه صلى الله عليه وسلم وأن نطعم الطعام للمسلمين إظهارا للفرحة والاستبشار بمولد خير خلق الله وسيد ولد ءادم أجمعين. وانظري معي إلى ما يؤيد ما ذهب إليه علماء أهل السنة والجماعة، من سورة يونس، يقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} فإذا وطالما أنك تقرين بفضل مولد رسول الله بدليل قولك: ((لا ننكر أهمية اليوم الذي ولد فيه نبي الرحمة)) فكان مما لا يضر المسلمين شرعا أن يظهروا الفرحة في هذا اليوم الذي شهد ولادة الرحمة المهداة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. أنار الله بصيرتك وألهمك اتباع علماء أهل السنة والجماعة. أما ما تسألين عنه من كلام ابن حجر فقد نقله عنه الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوي للإمام السيوطي الجزء الأول الفتاوى الفقهية [فتاوى المعاملات] كتاب النكاح باب الوليمة حسن المقصد في عمل المولد. وفيه يقول السيوطي: "وقد استخرج له -أي المولد- إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانيًا وسيأتي ذكرها بعد هذا". وقال: "إن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص وتارة يكون بالقياس وهذا وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما". وقال: "البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه بل قد تكون أيضا مباحة ومندوبة وواجبة قال النووي في التهذيب الأسماء واللغات البدعة في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله علبه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة قال والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة أو في قواعد التحريم فهي محرمة أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة أو المباح فمباحة، وذكر لكل قسم من هذه الخمسة أمثلة إلى أن قال وللبدع المندوبة أمثلة: منها إحداث الربط والمدارس وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول ومنها التراويح والكلام في دقائق التصوف وفي الجدل، ومنها جمع المحافل للاستدلال في المسائل إن قصد بذلك وجه الله تعالى، وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى - هذا آخر كلام الشافعي". وقال: "لأن هذا القسم مما أحدث وليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع فهي غير مذمومة كما في عبارة الشافعي وهو من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول فان إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام". وقال: "وكذلك نقول أصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربة". وقال: "والشريعة حثت على إظهار شكر النعم والصبر والسلوان والكتم عند المصائب وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته وقد قال ابن رجب في كتاب اللطائف في ذم الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل قتل الحسين لم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف ممن هو دونهم". وقال: "أشار عليه السلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين (ذاك يوم ولدت فيه) فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه فينبغي أن نحترمه حق الاحترام ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة وهذا منها لقوله عليه السلام (أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم فمن دونه تحت لوائي) وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خصها الله به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تشرف لذاتها وإنما يحصل لها التشريف بما خصت به من المعاني فانظر إلى ما خص الله به هذا الشهر الشريف ويوم الاثنين ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم لأنه صلى الله عليه وسلم ولد فيه فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به اتباعا له صلى الله عليه وسلم في كونه كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات ألا ترى إلى قول ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان فنمتثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله على قدر استطاعتنا". وقال: "فان قال قائل قد التزم عليه الصلاة والسلام في الأوقات الفاضلة ما ألتزمه مما قد علم ولم يلتزم في هذا الشهر ما ألتزمه في غيره فالجواب أن ذلك لما علم من عادته الكريمة انه يريد التخفيف عن أمته سيما فيما كان يخصه ألا ترى إلى أنه عليه السلام حرم المدينة مثل ما حرم إبراهيم مكة ومع ذلك لم يشرع في قتل صيده ولا شجره الجزاء تخفيفا على أمته ورحمة بهم فكان ينظر إلى ما هو من جهته وان كان فاضلا في نفسه فيتركه للتخفيف عنهم فعلى هذا تعظيم هذا الشهر الشريف إنما يكون بزيادة الأعمال الزاكيات فيه والصدقات إلى غير ذلك من القربات فمن عجز عن ذلك فأقل أحواله أن يجتنب ما يحرم عليه ويسكن له تعظيما لهذا الشهر الشريف وإن كان ذلك مطلوبا في غيره إلا أنه في هذا الشهر أكثر احتراما كما يتأكد في شهر رمضان". وقال: "عمل المولد الذي استحسناه فانه ليس فيه شيء سوى قراءة القرآن وإطعام الطعام وذلك خير وبر وقربة". إلى أن قال السيوطي: "وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا قال وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه - فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به وما كان حراما أو مكروها فيمنع وكذا ما كان خلاف الأولى انتهى. قلت وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته والعقيقة لا تعاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات". فقولوا معي: الحمد لله الذي نصر هذه الأمة باولئك العلماء الثقاة. أما لو قال لك إنسان إنه يريد أن يتبع النبي ولا يريد أن يتبع علماء أهل السنة فاعلمي أنه مخادع مغرور وإلا فعلماؤنا سبقونا بالاتباع وقياسهم حجة على الجاهلين ممن لم يكن لهم حظ من علم الدين الصحيح، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح". تسألين لماذا لم يحتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيوم مولده؟ يكفينا أنه خصصه بفعل طاعة ويكفينا أن علماءنا الأفاضل استخرجوا من ذلك أنه يجوز ان نخصصه بفعل طاعة أخرى وقول العلماء حجة علينا وعليكم فلا سبيل إلى الطعن بما قاله علماء أهل السنة. تسألين لمَ لمْ يحتفل ويحثنا على الاحتفال بميلاد الأنبياء السابقين؟ ولمَ اهتم بيوم عاشوراء ولم يهتم بميلاد موسى عليه السلام؟ والجواب أنه صلى الله عليه وسلم خصص يوم مولده بفعل طاعة ولم يردنا أنه خصص مولد غيره من الأنبياء بذلك، ونحن نشكر الله على نعمة مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله أرسله ليكون سببا في هدايتنا، وللفائدة فأهل السنة لم يوجبوا عمل المولد إنما استحسنوه لموافقته الشرع وحسب، والذين ينصون على ذلك هم علماؤنا الذين يحفظون ويفهمون النصوص وليس كما هي حالة الكثير من أهل هذا الزمان من المتنطعين للفتوى بغير علم ولا هدى، حتى لو أنك تراجعين هذه الردود القليلة الني نكتبها هنا لعلك تجدين الكثير من الأخطاء الإملائية كما فعلت أنت مثلا لما حوّلت المفعول به إلى فاعل في قولك: ((لمَ لم يجعله يوم للاحتفال)) وكان عليك أن تكتبي ((لمَ لم يجعله يوما للاحتفال)) فهذا الامر النحوي البسيط كثير منا لا يتقنه –ولا أستثني نفسي فحالي من حالكم في هذا الباب ربما- إنما غايتي أن أبيّن لكم أن لا استغناء لنا عن أقوال علماء أهل السنة والجماعة مهما حصل المرء من أقراص الكترونية ليستعملها على الحاسوب –الكومبيوتر- والافضل هو اتباع الطريق الشرعي في تلقي علم الدين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه" فليحرص المرء على تلقي علم الدين ولينظر عمن يأخذ دينه. أما إن كانت الشبهة التي تدور في وهمك يا هند في أننا نعمل عملا ما عمله الصحابة على النحو الذي نعمله في الموالد من اجتماع الناس لسماع قراءة القرءان ومدح النبي صلى الله عليه وسلم وإطعام الطعام للمسلمين حبا برسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمي أن المسلم إذا فعل بابا من أبواب الخير لم يكن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا لا يعني أنه ليس عمل خير ولا يعني أنه مردود بل نقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام اشتغل بالأولى من المستحسنات. إن الاجتهاد ليست وظيفتك ولا وظيفة العوام وإنما هو اختصاص العلماء والأئمة أما العامة فلا يمتلكون الميزان والمؤهلات الكافية لاستنباط الأحكام الشرعية وإلا فلو أنك تريدين تحريم أن يأتي المسلم في زماننا هذا بابا من أبواب الخير بسبب أن النبي لم يفعله فهل تعتقدين أن كل المسلمين الذين يكتبون (صلى الله عليه وسلم) عند كتابة اسم النبي واقعون في بدعة الضلالة لمجرد أن النبي ما كتبها ولا أمر بكتابتها بل كان صلى الله عليه وسلم في رسائله التي أرسل بها إلى الملوك والرؤساء يكتب من محمد رسول الله إلى فلان!؟. وهل تعتقدين أن خبيبا رضي الله عنه مات عاصيا لأنه طلب أن يصلي ركعتين قبل الموت ما كان رسول الله فعلهما ولا أمر بهما ولا علمه إياهما ولا حثّه عليهما؟ أم أنك تعتقدين -كما سائر أهل السنة والجماعة- أن خبيبا سنّ سنة حسنة بل وكما قال البخاري كان أول من سنّ صلاة ركعتين قبل أن يُقدم إلى القتل. وهل تعتقدين أن الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه كان واقعا في بدعة ضلالة لأنه زاد أذانا ثانيا يوم الجمعة لصلاة الجمعة وأن كل الصحابة في زمانه واقعون مثله في بدعة ضلالة لأنهم فعلوا ما لم يأمر به النبي ولا فعله ولا حثّ عليه؟ وللفائدة أقول: في صحيح البخاري ما نصه: "حدثنا ءادم قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال:"كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداءَ الثالث على الزَّوراء". قال الحافظ ابن حجر في الفتح ما نصه: "وله في رواية وكيع عن ابن أبي ذئب: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر أذانين يوم الجمعة، قال ابن خزيمة: قوله: "أذانين" يريد الأذان والإقامة، يعني تغليبًا، أو لاشتراكهما في الإعلام كما تقدم في أبواب الأذان" اهـ. ثم يقول: "قوله "زاد النداء الثالث" في رواية وكيع عن ابن أبي ذئب فأمر عثمانُ بالأذان الأول، ونحوه للشافعي من هذا الوجه، ولا منافاة بينهما لأنه باعتبار كونه مزيدًا يسمى ثالثًا وباعتبار كونه جُعل مقدمًا على الأذان والإقامة يسمى أولاً، ولفظ رواية عقيل الآتية بعد بابين: "أن التأذين بالثاني أمر به عثمان". وتسميته ثانيًا أيضًا متوجه بالنظر إلى الأذان الحقيقي لا الإقامة. اهـ. وهل تعتقدين أن يحيى بن يعمر التابعي الجليل كان وقع في بدعة ضلالة -والعياذ بالله- لما سنّ نقط المصاحف؟ وأن كل من قلّده في هذا مبتدع ضال مثله لأنهم يفعلون شيئا في المصاحف ما فعله رسول الله ولا أمر به!؟ وهل تعتقدين أن كل المسلمين من زمان يحيى بن يعمر إلى زماننا عصاة ضالون لأنهم رضوا بما فعله يحيى بن يعمر من نقط المصاحف لأن رسول الله ما أمر بذلك بل كان الصحابة الذين كتبوا الوحي الذي أملاه عليهم الرسول يكتبون الباء والتاء ونحوهما بلا نقط، وكذا عثمان بن عفان لما كتب ستة مصاحف وأرسل ببعضها إلى الآفاق إلى البصرة ومكة وغيرهما استبقى عنده نسخة من غير نقط. وهل تعتقدين أن كل المؤذنين الذين يصلون على النبي بصوت الأذان بعد الأذان منذ القرن السابع حتى يومنا هذا واقعون في بدعة ضلالة لمجرد ذلك؟ بالرغم من أن علماء أهل السنة لم ينكروا عليهم ما يصنعون؟ وهل إن من يبني المحراب المجوف في المسجد يقع في بدعة ضلالة وبالتالي فكل من بنى مسجدا منذ زمان عمر بن عبد العزيز إلى زماننا هذا واقع في بدعة ضلالة لمجرد أنه بنى داخل المسجد محرابا مجوّفا لم يأمر به رسول الله ولم يحثّ عليه؟ حسنا كل هذا يبيّن لك ويوضح حقيقة المسألة وحكمها في الشرع وانه موافق لما ذهب إليه أكابرنا العلماء وهم المستأمنون على نقل الدين لنا -كابرا عن كابر- ولله الحمد وله الفضل والمنة سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. |
|||
17-04-2006, 10:08 AM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
|
|||||
17-04-2006, 10:10 AM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
قصة معاذ بن جبل رضي الله عنه حينما جاء إلى الشام وهي يومئذ من بلاد الروم بلاد النصارى يعبدون القسيسين والرهبان بقى في الشام ما بقى لتجارة فيما يبدو ولما عاد إلى المدينة فكان لما وقع بصره على النبي صلى الله عليه وسلم هم ليسجد لمن؟ لسيد الناس فقال له عليه الصلاة والسلام "مه يا معاذ - قال يا رسول الله إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم وعظمائهم فرأيتك أنت أحق بالسجود منهم فقال عليه الصلاة والسلام "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها" وهذا الحديث جاء في مناسبات كثيرة لا أريد أن أستطرد إليها وحسبنا هنا أن نلفت النظر إلى ما أراد معاذ بن جبل أن يفعل من السجود للنبي صلى الله عليه وسلم ما الذي دفعه على هذا السجود ؟ هل هو بغضه للرسول عليه السلام؟ بطبيعة الحال لا إنما هو العكس تماما هو حبه للنبي صلى الله عليه وسلم الذي أنقذه من النار لولا، هنا يقال الواسطة لا تنكر لولا الرسول عليه السلام أرسله الله إلى الناس هداية لجميع العالم لكان الناس اليوم يعيشون في الجاهلية السابقة وأضعاف مضاعفة عليها فلذلك ليس غريبا أبداً لاسيما والتشريع بعد لم يكن قد كمل وتم ليس غريبا أبدا أن يهم معاذ بن جبل بالسجود للنبي صلى الله عليه وسلم كإظهار لتبجيله واحترامه وتعظيمه لكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان قرر في عقولهم وطبعهم على ذلك يريد أن يثبت عمليا بأنه بشر وأن هذا السجود لا يصلح إلا لرب البشر ويقول لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها، في بعض روايات الحديث "ولكن لا يصلح السجود إلا لله عز وجل" إذا نحن لو استسلمنا لعواطفنا لسجدنا لنبينا صلى الله عليه وسلم سواء كان حياً أو ميتا لماذا؟ تعظيما له لأن القصد تعظيمه وليس القصد عبادته عليه السلام ولكن إذا كنا صادقين في حبه عليه الصلاة والسلام فيجب أن تأتمر بأمره وأن ننتهي بنهيه وألا نضرب بالأمر والنهي عرض الحائط بزعم أنه نحن نفعل ذلك حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف هذا؟ هذا أولاً عكس للنص القرآني ثم عكس للمنطق العقلي السليم ربنا عز وجل يقول (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فإذا اتباع الرسول عليه السلام هو الدليل الحق الصادق الذي لا دليل سواه على أن هذا المتبع للرسول عليه السلام هو المحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا قال الشاعر قوله المشهور:
|
|||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عن الصوفية أقول | د.أيمن الجندي | المنتدى الإسلامي | 50 | 16-03-2009 02:35 PM |
في ذكرى المولد النبوي الشريف | د. محمد الجاغوب | منتــدى الشــعر الفصيح الموزون | 14 | 20-04-2006 12:16 AM |
عيد الحب قصته وشعائره وحكمه... | هاجر الشهيد | المنتدى الإسلامي | 2 | 17-02-2006 10:29 PM |