محبة البرية

[عبدالرحمن ا لخطيب]

سمحتِ بأيِّ صبحٍ للحسانِ
وأيُّ ندًى تركتِ لغصنِ بانِ

فتلكَ حرمتِها من كلِّ حسنٍ
وذلكَ لم يَعُد مَثَلَ اللَّيانِ

أرى قمرًا فأخشعُ في سكونٍ
ويذهلُ صاحبي مما دهاني

فكيفَ وما يُكِفُّ عن التجلِّي
أَكُفُ القلبَ عن قلبِ المَعاني

وعن هيفاءَ تخطِرُ في دلالٍ
تكادُ ترِنُّ في يديِ المكانِ

لنا من بعدها قمرانَ نهوى
الأخيرَ ونفرتانِ ومشرقانِ

كلا المَرأينِ يُمتِعُ عاشقيهِ
وخيرهما المضيءُ بكلِّ آنِ

لوَ انكِ لستِ عاشقةً لداوت
شحوبَكِ حبةٌ أو حبتانِ

وما في أيِّ ما تبدينَ عيبٌ
ولكن في المشاهِدِ والزمانِ

لزالت أكبرُ الأرزاءِ قدرًا
لوَ انا قادرونَ على البيانِ

أرى غيري بقلبي قبلَ عيني
وأسمعُ ساكنَ الفمِ واللسانِ

يبينُ بمرهفِ الإحساسِ ما لا
يبينُ بالاستماعِ وبالعِيانِ

وما تُلفَى على البُسُطِ الغوالي
وتُلتَمسُ الثمائنُ في المثاني

وما في معجَبٍ من كبرياءٍ
سوى مما تجشَّمَ من هَوانِ

إذا طمأنتَهُ استدعى نشيجًا
ودمعًا لا يُكفكَفُ بالبَنانِ

لإنَّ الحُبَّ أوسعُ من مُيولٍ
وإغراءٍ ولثمٍ واحتضانِ

ولولا أنَّ هذا النوعَ فيهِ
منافعُ ما تزيَّنَ للأناني

يُحِبُّ العاشقون لكي يُحَبُّوا
وكي يَقَعَوا على ردِّ افتتانِ

يُحبُّ المرءُ أن يُثنى عليهِ
وما يَثني رطيبَ الخيزرانِ

ترى العُشَّاقَ في جدلٍ غريبٍ
إذا سخِطوا وفي حربٍ عَوانِ

تعودنا الولوعَ بأمهاتٍ
وتُقنا بعدهنَّ إلى الأمانِ

يدايَ لكلِّ حيٍّ بعدَ قلبي
بما بهما أُلَبّي من دعاني

وإن نضَبت يداي ففي فؤادي
أيادٍ للمحبةِ والحنانِ

وعاطفةٌ لها سببٌ نزيهٌ
مشرِّفةٌ وتكسبُ في الرهانِ

وما وهبَ الصديقُ سوى عناقٍ
ولكن ساعِداهُ ساعداني

أَكِبّي فوقَ فاكهةِ التمنِّي
ولا تجدي على قالي الخُوانِ

ولا تجِلي فما ظَفَرٌ بقلبي
لقادحةٍ بنارٍ أو دُخَانِ

وغني يا ابنةَ العشرينَ إنَّا
نودِّعُ في الثلاثينَ الأغاني

نرى العُمُرَ الذي ولَّى فنبكي
وما تبكي لنا عينُ التواني

ونشربُ بعد طيبِ الشُّربِ ممَّا
تلبَّدَ في قراراتِ الدِّنانِ

شَغلنَ قلوبَنا عن كل شيءٍ
خلاخِلُ كُنَّ في سوقِ الغواني

[راحيل الأيسر]

مرحبا بشاعرنا المكرم / عبد الرحمن الخطيب

وبقصيده البهي المنعش كزخات المطر
اللافت كألوان الطيف على زجاج بلوري

وغني يا ابنةَ العشرينَ إنَّا
نودِّعُ في الثلاثينَ الأغاني

هنا كأني سمعت الحروف تغني ، تصعد على سلم موسيقي حتى حدود الشمس تغزل من مراسم الشروق وأجنحة النوارس قصيدها وتصدح ..

شَغلنَ قلوبَنا عن كل شيءٍ
خلاخِلُ كُنَّ في سوقِ الغواني

هنا كانت للكلمات هزة الخلخال
تحدث زلزالا في قلب المتيم
كل ضربة منها بنبضة

وهكذا حتى فاح عطرهن من قلب القوافي ..

جميل جدا ما قرأت
أخي / عبد الرحمن الخطيب المكرم ..



القصيدة للثبيت..

[عبدالرحمن ا لخطيب]

أشكرك يا أصيلة
ليس هناك أجمل من الصبا وأحلام الشباب وأغراضهم المتواضعة، كان الهم لا يعرف طريقا إلينا، كانت الحياة حلوة كما يقولون

[عبدالستارالنعيمي]

أبا عوف أليس على الزمانِ ** يسمي الحبّ مفتاحَ الجنانِ

------
لم أقع على معنى :
نفرتانِ

[عبدالرحمن ا لخطيب]

أهلا أستاذ عبدالستار
ظننت أن الناس تنفر مع الشروق إلى أعمالها، فلتأكيد التشابه بين نورها ونور الشمس قلت أننا ننفر عند شروقها كما ننفر عند شروق الشمس

[عبدالستارالنعيمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن ا لخطيب

أهلا أستاذ عبدالستار
ظننت أن الناس تنفر مع الشروق إلى أعمالها، فلتأكيد التشابه بين نورها ونور الشمس قلت أننا ننفر عند شروقها كما ننفر عند شروق الشمس

أشكر لك التوضيح أخانا أ عبدالرحمن

[ماجد غالب]

قصيدة نديَّة مفعمة بمعاني الجمال. تستجيش بعاطفة صادقة،
ومحبَّة بتفاعل كوني بدييع.

تمنّياتي الغالية.