الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-2023, 12:30 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ميمون حرش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







ميمون حرش متصل الآن


افتراضي لا تمضِ إلى الغابة،ففي الغابة غابة

"الغابة النروجية" هي الرائعة الرابعة التي أقرأها لـ "هاروكي موراكامي" بعد "كافكا على الشاطئ"، و"سبوتنيك الحبيبة"، و "رقص، رقص، رقص"، انتهيتُ منها مستمتعاً للغاية، والخاطر الذي انتابني، مباشرة بعد الفروغ من الرواية، هو الاستعانة بيوتيوب، للاستماع لمعزوفة الخنافس les Beatls... هزتني المقطوعة، نعم، لكن أثر الرواية أعمق، الرّجات التي خلفتها، وكيف سرت أحداثها الغريبة في كياني كانت، بشكل من الأشكال، أشبه بدبيب نملة عملاقة تحمل زبالا وأنا وراءها أتعقبها ظناً مني -ومقتنعاً ربما- أنّ ما تحمله قطعة من لحمي، وعليّ استردادها، لهذا السبب، ربما، حين أجمع وقائع الرواية مع معزوفة "الغابة النرويجية" للمجموعة الموسيقية "الخنافس" les Beatls أحصل على خليط يجعلني شخصاً آخر يحزن بشكل أفضل...هل أعني ما أقول حين تحدثت عن نملة تجر قطعة لحم مني؟ لن أجزم بشيء، لكني، كغيري، وهم كثيرون، أحببت هاروكي، وغيره من الروائيين العظام، لأنه يقول) ويقولون )لنا أشياء مؤلمة باستخفاف يذهلنا... لحظة... إليكم هذه الأمثلة من رائعة "الغابة النروجية":
- "واتانابي" بطل رواية "الغابة" يعود، رفقة صديقته "ميدوري"، أباها المريض بسرطان الدماغ، وفي لحظات احتضاره يحدثه عن "يوربيدس"، يقول لِـ"واتانابي" وهو يأكل خيارة: "هل لديك فكرة عن يوربيدس؟ إنه يوناني قديم، أحد "الكبار الثلاثة" في المأساة اليونانية، بالإضافة إلى أسخيلوس، وسوفوكلس... إنه يتدخل لتقديم الحلول، وفي النهاية يجري كل شيء على ما يرام تماماً... يسمون هذا " إنزال الإله بآلة"... فكر في هذا الأمر، ماذا لو حدث "إنزال الالة بآلة" في الحياة الواقعية؟ سيكون كل شيء بمنتهى السهولة. إذا شعرت أنك في مأزق أو فخ، سيهبط الإله من عليائه ويحل جميع مشاكلك" ص 258 و259.
- تتصل "ميدوري" بصديقها "واتانابي" في السادسة والنصف صباحاً، لتخبره: "توفي أبي قبل دقائق"... يتأثر "وتانابي"، ويعرض خدماته في هذا الحدث الجلل، لكنها تطلب منه ألا يحضر المأتم، وبدلا من ذلك تسأله ما إذا كان سيأخذها إلى سينما إباحية. ص 267.
- تخبر ميدوري صديقها "واتانابي" وتقول له : " هل تعرف ما فعلته قبل فترة؟ تعريتُ تماماً أمام صورة أبي ( توفي منذ فترة قليلة بسرطان الدماغ)... نزعت كل قطعة ثياب على جسمي، وجعلته يلقي نظرة طويلة فاحصة عليّ. كأنما في وضع يوغا. وقلتُ له : "انظر يا أبي، هذه حلمتاي، وهذا فرجي" ص 312.
هذه بعض الأمثلة، وغيرها كثير ومثير في "الغابة النروجية"، ولا نعدم نظائر لها في الروايات الأخرى التي قرأتُ لهاروكي، بل وبشكل لافت، وصادم...
هاروكي، كغيره من الروائيين البارزين، يقول لنا، من خلال البطل "واتانابي" في "الغابة النروجية" أشياء مؤلمة وجدية عن الموت باستخفاف يذهلنا ، عبر لقطات سردية مثيرة عنه، لذلك نتأثر كثيراً بالمآل الذي آل إليه "واتانابي" ، الشاب الجامعي، الذي يفقد صديقه الحميم، فيعيش الموت كمفصل من مفاصل الحياة، وتتحول حياته إلى أخيلة جنسية ...و في كتب كثيرة لروائيين عالميين،غير هاروكي، نألف هذا الاستخفاف في قول أشياء كثيرة، ومثيرة عن الموت، والحب، والخيانة، والنجاح، والفشل، والفجائع، والمكاسب، والخسارة..."زوربا" ، مثلا، عندما كان عليه أن يبكي لموت ابنه، راح يرقص، وبطل " الغريب" لألبير كامو حكم عليه القاضي بالإعدام، لأنه لم يستطع أن يبرر عدم بكائه، عند دفن أمه، بل إنه يوم مأتمها، ذهب ليشاهد فيلماً، ويمارس الحب رفقة صديقة جديدة... وتشيكوف يبهرنا ،حقاً، من خلال البطل في قصة " كآبة" ، حين جرب" أيونا" / البطل أن يخبر الكثيرين عن موت ابنه، ولم يقابله هؤلاء سوى بالصد واللامبالاة، راح يحكي قصة موت ابنه "كوزما" لفرسه فارتاح (...).
إن أعظم الروايات - هكذا أحبُها على الأقل- هي تلك التي يسكن فيها الأبطال آلامهم عبر الاستخفاف به... لكن مع "الجنس" (أو ممارسة الحب كما يحلو لبعضهم أن يسميه) يختلف الأمر، فلا يجدي الاستخفاف به، لأنه مطلوب لإبطال ألم الجوع به، و بدل ذلك، يصبح الكشف عن "المكمن" في روايات كثيرة ، يفوق أفلام البورنو، إذ صار همُّ الشخصيات، في بعض الأعمال الروائية الرائجة، هو العري والكشف عن المكمن.
هل هي موضة الكتابة، اليوم، بحيث، لكي نكتب ما هو غريب، يجب أن نعري عن المكمن، ونبدأ في "الخضخضة"، حسب تعبير هاروكي موراكامي في "الغابة"، ثم نلملم الأحداث الغريبة (أحياناً تُقحم إقحاماً في" بعض" الأعمال الروائية)أعمال ردئية، وبعد أن تُمزج، مع أخرى تصبح لافتة؟ !
وهل هذه تخمة في الكتابة، وهل استوفينا قضايانا كافة، بحيث لم يعد لدينا ما نخوض فيه غير هذا النوع من "الخضخضة" في الأحداث، أم هذه "الخضخضة" مفيدة للحدث للتعبير عن قضايانا الشائكة؟..
وهل قارئ اليوم، مختلف فعلاً، وغارق في عالم الصيحة، والموضة، والأنترنيت بحيث لن يقبل إلا بما هو غريب وعجيب... هل هو قارئٌ عاشقٌ "للخضخضة"، وعن طريق الروايات؟!
روايات كثيرة تحدثت عن الحب، باحتشام، ولم تصل إلى درجة الحديث عن الاستمناء، أو لمستوى أن تطلب البطلة من صديقها -كما في غابة هاروكي -أن يفكر فيها حين يستمني؟
لكن ألا يحدث هذا فعلا؟ بل وأفظع مما يُنشر في مثل هذه الروايات، أو يُصور في أفلام سينمائية... ثم لماذا نقبل أحداثاً غريبة، وننتشي لها طالما هي بعيدة عن "العورة"، وإذا كُشفت هذه،و"تألق" البطل في " خضخضة" مكمنه مع الشريك، ملأنا الدنيا ضجيجاً وعجيجاً، وقلنا إن الحشمة مطلوبة لإبطال المنكر الذي ينخرنا؟.. إنها الغابة إذاً.. من يحسن "الخضخضة" لن يفترسه الأسد.
دعوني أعترف لكم: في الغابة، أنا ، لا " واتانابي" منْ غابَ ..
ولن أقول مثل الشاعر الألماني غونتر غراس :" لا تمضِ إلى الغابة، ففي الغابة غابة"..
بل امضوا إلى الغابة ،
فـفـي الـغـابـة .. غــابـــة ... لكنها غابة هاروكي موراكامي ..






التوقيع

لم تحولني الريح إلى ورقة في مهب الريح
لقد سقت الريح أمـــامــي..
ناظم حكمــت

 
رد مع اقتباس
قديم 19-08-2023, 09:22 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: لا تمضِ إلى الغابة،ففي الغابة غابة



شكرا على هذا المقال الأدبي الناقد لما يطرح في الساحة الأدبية من أمور دخيلة لكنها كادت أن تسود مؤخرا لأنها - كما تفضلت - تقحم إقحاما بداعي الصيحة والموضة الحديثة ..


لك التقدير والاحترام أستاذنا الأديب الناقد / ميمون حرش

امتناني أخي المكرم ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 10-09-2023, 01:00 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ميمون حرش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







ميمون حرش متصل الآن


افتراضي رد: لا تمضِ إلى الغابة،ففي الغابة غابة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر مشاهدة المشاركة


شكرا على هذا المقال الأدبي الناقد لما يطرح في الساحة الأدبية من أمور دخيلة لكنها كادت أن تسود مؤخرا لأنها - كما تفضلت - تقحم إقحاما بداعي الصيحة والموضة الحديثة ..


لك التقدير والاحترام أستاذنا الأديب الناقد / ميمون حرش

امتناني أخي المكرم ..
ألف شكر على ملاحظاتك القيمة ،
تحيات زكيات الأديبة والناقدة راحيل،يحفظها الله






التوقيع

لم تحولني الريح إلى ورقة في مهب الريح
لقد سقت الريح أمـــامــي..
ناظم حكمــت

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط