*** هلموا بنا نتفق ***

[عبدالرحمن ا لخطيب]

أجاد الأستاذ ميمون حرش في وصف نفسية المهاجمين من المعلقين أو الناقدين، وكيف تنتقل بهم مرتبة مرتبة إلى أن يصبح الشتم واجب عند أعلى مرتبة نفسية

أريد أن ألفت النظر حتى لا نقع في غير الإنصاف إلى أن هناك كثيرا من الناس تقرأ وتحاول أن تترك تعقيبا طيبا بناءا، فعلينا أن نركز على هؤلاء أيضا فهم يستحقون التركيز، وليس كل معلق أو ناقد عربي سلبي بل إن منهم من يقطر فهما وحلاوة، وأظن أن النقد الجاهل ليس فاشيا عندنا فحسب، فالجهال ليسوا في العرب وحدهم، وإنما نجد التهجم على شخص الكاتب واتهامه ولو لم يتهم بالكفر مثلا وإنما بتلاعبه بالأفكار لصالح جهة معينة، أقول نجد هذا فاشيا في كل مكان، وهي عادة تحبها النفس منذ القدم فهي أسهل بكثير من تتبع الأفكار ونقدها حين تكون هذه الأفكار لا تتماشى مع قناعتنا أو لا تخدم مصالحنا الخاصة حتى.

أزعم أن الجد هو المطلوب في هذه المسألة أكثر من العدل، لأن الكسل هو ما يدفع المنتقد للانتهاء من الأمر سريعا بنعت صاحب النص بأحد النعوت القبيحة، والكسل في البداية أيضا لم يسمح للمنتقد هذا أن يدرس أفكاره ويتمكن منها فيدحض أضدادها متى عرضت، لذلك يستسهل بالسب، إذن هذه الفئة التي تنتقد الشخص لا الفكرة لا يمكن إلا تصنيفها بأنها ثلة من الجهال الكسالى الذين لا يمدون العلم والفهم والفكر إلا بأسباب تعويقها، وكما أن واحدهم يريد أن يختصر البحث في الفكرة بشتم صاحبها فنحن أيضا علينا أن نختصره اختصارا أنكى من اختصاره، فيتعلم يوما بنفسه كيف يحترم الكاتب والقراء وآداب الجدل التي هي تؤتي الثمار، فما رأي الأحبة؟

[عبد السلام الكردي]

السلام عليكم
الأخوة الأساتذة الأعزاء
أنا ألزم نفسي بالتعليق ومناقشة مشاركاتكم الكريمة..بمشاركة الأخ الأستاذ عوني القرمة صاحب الطرح الحيوي..إلا أن أمرا ما قد منعني من ءلك في الوقت الحالي..أرجو التماس العذر لبعض الوقت..وكلي امتنان لتلبيتكم الدعوة
تحياتي للحميع أساتذتي الأفاضل.

[عبد السلام الكردي]

لا أنسى أن أذكر أن لله المثل الأعلى..فقد كان حواره جل وعلا مع ابليس مثالا إلهيا يحتذى به.

[عوني القرمة]

ضاع العقل الإسلامي بين تطرفين؛ قسم تطرف في قيمة العقل فجعله إلها (( كالمعتزلة))، وقسم تطرف في اقصاء العقل (( كالسلفية)).

هذا ظلم بيّن للمعتزلة. إنَّهم لم يوجدوا مشكلة "خلق القرآن"، بل استُغلوا فيها كما استُغِلَ فيها معارضوهم، ولعبت السياسة دورها في تغليب رأيهم على حساب خصومهم. للمعتزلة أيادٍ بيضاء كثيرة على الفكر الإسلامي، ليس من العدل أن ننكرها.

[عوني القرمة]

على فرض أن المتحدث عميل حقا أو أي مما يتهم به الناس في غضون نقاش، وأفكاره تخدم مصالح شريرة، ما الفائدة في القول بعمالته مقارنة بالفائدة في دحض الفكرة كلها التي انبثقت من العمالة، أو دحض العمالة نفسها، ...

بالفعل. ثم إنَّ إثبات وجود غرض خبيث خلف طرح أي فكرة غير متوفر في أغلب الأحيان، فكيف نعامل الناس بالظن؟! الأفضل - كما تفضلت - أن نناقش الفكرة ونردها بالأدلة.

[عوني القرمة]

سابداُ من حيث انتهيتَ، رأي سديد ، ذاك الذي ختمتَ به هذا النص، ويتعلق الأمر برمي الآخرين، حين نختلف معهم، بالخيانة والقصور، والجهل ، و...
ساشارك بمقالة نشرتها عام 2011، وهي تخص هذه الفكرة :

قرأت المقال بتمعن، وللحقيقة إنَّ فيه أفكار كثيرة تستحق الوقوف عندها، لعل أبرزها:
- الكلام عن دور الأدب والفن في التغيير، وهو مختلف عليه، ولابد أن نفرق بين الصنفين، ولكل صنف منهما فروعه.
- والنقد الفني والأدبي: وهو يختلف عن نقد الطروحات الفكرية من العلوم الإنسانية. ذاك يتعلق بالذائقة، وهذا قوامه الأدلة والبراهين.

[عوني القرمة]

وإنما نجد التهجم على شخص الكاتب واتهامه ولو لم يتهم بالكفر مثلا وإنما بتلاعبه بالأفكار لصالح جهة معينة،

هذه ملاحظة مهمة؛ فالتمذهب سمة منتشرة في الفكر العربي والإسلامي منذ عقود طويلة. والتمذهب لا ينحصر في تقسيم الأمة إلى سنة وشيعة، بل إنَّ السنة صارت إلى عشرات الفرق، وكذا الشيعة. رغم ذلك إن أخطر ما يواجهنا هو التمذهب السياسي، وهو السبب الأول - في تقديري - في تأخر الأمة وانحرافها منذ أكثر من ألف عام إلى اليوم.

[عوني القرمة]

لا أنسى أن أذكر أن لله المثل الأعلى..فقد كان حواره جل وعلا مع ابليس مثالا إلهيا يحتذى به.

صدقت.
وفي القرآن الكريم عدة نماذج للحوارات الإيجابية، في مقدمتها ما نقله عن محاورة المولى - جل وعلا - مع رأس الضلال، وحوارات الأنبياء مع أقوامهم، خاصة محاورات إبي الأنبياء إبراهيم - عليه صلوات الله - مع أبيه آزر، ومع الملك المتأله، والحوارات المطولة لموسى - عليه صلوات الله - مع فرعون. ولا يجب أن ننسى توجيه الله لمحمد - عليه صلوات الله - في ضرورة مجادلة المشركين وأهل الكتاب بالتي هي أحسن.

[هشام يوسف]

ضاع العقل الإسلامي بين تطرفين؛ قسم تطرف في قيمة العقل فجعله إلها (( كالمعتزلة))، وقسم تطرف في اقصاء العقل (( كالسلفية)).

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

هذا ظلم بيّن للمعتزلة. إنَّهم لم يوجدوا مشكلة "خلق القرآن"، بل استُغلوا فيها كما استُغِلَ فيها معارضوهم، ولعبت السياسة دورها في تغليب رأيهم على حساب خصومهم. للمعتزلة أيادٍ بيضاء كثيرة على الفكر الإسلامي، ليس من العدل أن ننكرها.

ولماذا لم تدافع وتعترض على ما قيل في الطرف الآخر أيضا (السلفية)؟؟؟
هههههههه

على كل حال.. قول الدكتور محمد عمارة - رحمه الله- هو في التطرف من الجانبين.
ولا أحد ينكر على الطرفين عموم فضلهم.

[عبد السلام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن ا لخطيب

على فرض أن المتحدث عميل حقا أو أي مما يتهم به الناس في غضون نقاش، وأفكاره تخدم مصالح شريرة، ما الفائدة في القول بعمالته مقارنة بالفائدة في دحض الفكرة كلها التي انبثقت من العمالة، أو دحض العمالة نفسها، وقد ورد في التنزيل العزيز آيات كثيرة تشرح وتبين وتفند أفكار الكفر، من بعضها الآيات التي تتكلم عن عدم إمكانية تعدد الآلهة في العالم، فالآيات لم تقل للكفار أنتم الكفار فأين المؤمنون حتى أحدثهم، بل إن أي خطاب سابغ الحجة عليه أن يناقش كل الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم ومصالحهم في أفكارهم، ذلك لأن المقام مقام مناظرة وليس مقام تنفيذ أحكام.

الأستاذ عبد الرحمن حفظه الله ورعاه
إن الأفكار التي تناقش المبادئ
سواء الأخلاقية أو الدينية أو حتى السياسية ذات اللون الأحمر
أي تتخطى الخطوط الحمر للمتلقين..يجب أن يعلم كاتبها بانه سوف يتلقى ردودا توجعه لأنه لابد يعرف مدى حساسية تلك الأفكار وعليه أن يكون جاهزا لذلك..حتى من كان يجيد الحوار وفنونه إن تجاوز أحدهم خطوطه الحمراء قد يغضب..ويخرج عن المألوف.هذا الموضوع يدعو لحسن التحاور مع الفكرة لا السهص..لكنه ليس دعوة لكارحي الأفكار بأن يتجاوزوا خطوطا حمراء قد تخرج المتلقي عن موضوعيته.
أنا أتفق معك بأن دحض الفكرة أجدى بكثير من توصيف المفكر.
تحياتي لك.

[عوني القرمة]

ضاع العقل الإسلامي بين تطرفين؛ قسم تطرف في قيمة العقل فجعله إلها (( كالمعتزلة))، وقسم تطرف في اقصاء العقل (( كالسلفية)). اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة

اقتباس:
هذا ظلم بيّن للمعتزلة. إنَّهم لم يوجدوا مشكلة "خلق القرآن"، بل استُغلوا فيها كما استُغِلَ فيها معارضوهم، ولعبت السياسة دورها في تغليب رأيهم على حساب خصومهم. للمعتزلة أيادٍ بيضاء كثيرة على الفكر الإسلامي، ليس من العدل أن ننكرها.

اقتباس:
ولماذا لم تدافع وتعترض على ما قيل في الطرف الآخر أيضا (السلفية)؟؟؟

مع كامل الاحترام للدكتور عمارة، إلا أني لا أوافقه على طرفي الحكم. وقد اكتفيت بذكر المعتزلة لأنهم هم الذين يُهاجمون لليوم، بينما الطرف الآخر هو المتصدر للساحة، والطرف الآخر ليس "السلفية" وحدهم، وهذا هو السبب الآخر لسكوتي عنه، إذ من الواضح أن الدكتور يعني بـ "السلفية" فرقة معينة التصق بها المصطلح.

[عوني القرمة]

هذا الموضوع يدعو لحسن التحاور مع الفكرة لا الشخص..لكنه ليس دعوة لطارحي الأفكار بأن يتجاوزوا خطوطاً حمراء قد تخرج المتلقي عن موضوعيته.

هل ينبغي علينا أن نتفق على "خطوطٍ حمراء"؟