|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
اليوم, 12:23 AM | رقم المشاركة : 277 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
﴿فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ 36﴾ ﴿وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ ﴾: ﴿ٱهۡبِطُواْ﴾: جملةٌ أمريةٌ في محلِّ نصبٍ بالفعلِ قبلها. ولما كان أمراً بالهبوط من الجنة إلى الأرض، وكان في ذلك انحطاط رتبة المأمور، لم يؤنسـه بالنداء، ولا أقبل عليه بتنويهه بذكر اسـمه. والضمير في الجملة الظاهرُ أنه لجماعةٍ، وقالوا فيها أقوال ضعيفة، لنا فيها رأي مخالف يوافق صريح القرآن، ومنطق اللسان العربي المبين. والهُبوط (بالضم): هو النزولُ. وقيلَ: الانتقال مطلقاً. وقيلَ: الخروجُ من البلد، وهو أيضاً الدخولُ فيها فهو من الأضداد. وفي مدلول الهبوط في الآية: من قال: إن جنّة آدم كانت في السماء فسّر الهبوط بالنزول من العُلُو إلى أسفل، ومن قال: إنها كانت في الأرض فسره بالتحوّل من مكان إلى آخر كقوله: ﴿ٱهْبِطُواْ مِصْراً﴾ البقرة 61. وقوله: ﴿بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ ﴾: جملةٌ من مبتدأٍ وخبرٍ، وهي على الأظهر في محلِّ نصبٍ على الحالِ. واشتقاقُ العدوّ من عَدا يعدُو: إذا ظَلَمَ. وقيل: من عَدَا يعدُو إذا جاوَزَ الحقَّ، وهما متقاربان. وقيل: من عُدْوَتَي الجبل وهما طرفاه فاعتَبروا بُعْدَ ما بينهما، ويقال: عُدْوَةَ، وقد يُجْمَعُ على: أَعْدَاء. وأفرد لفظ ﴿عَدُوّٞ﴾ اعتباراً بلفظِ "بعض" فإنه مفردٌ. على أن "عَدُوّ" وردت في الكتاب مفردة في سياق جمع باعتبار كونها مصدراً، نحو قوله تعالى: ﴿فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي﴾ الشعراء 77، وقولُه: ﴿هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ﴾ المنافقون 4. واللامُ في: ﴿لِبَعۡضٍ﴾ متعلقةٌ بـ ﴿عَدُوّٞ﴾ ومقوِّيةٌ له. والبعضُ في الأصل مصدرُ بَعَضَ الشيءَ يَبْعَضُه إذا قطعه فأُطْلِقَ على القطعةِ من الناسِ لأنها قطعةٌ منه، وهو يقابِلُ "كُلاًّ"، ويلزم - مثله - الإِضافةِ معنىً، والتعريف، فلا تَدْخُل عليه اللام، وينتصِبُ عنه الحال، تقول: "مررت ببعضٍ جالساً". وأفضل ما قيل في شأن تحديد ﴿بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ﴾ أنه جُعل المأمورون بالهبوط شيئاً واحداً وجزّؤوا أجزاء، فكل جزء منها جزء من الذين هبطوا، والجزء يطلق عليه البعض فيكون التقدير: كل جنس منكم معاد للجنس المباين له. |
|||
|
|