معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
الناقد والمبدع (في الفن واشكالية العلاقة ) كما في الفنون الاخرى والحياة ؟؟
|
|
|
|
إشكالية العلاقة بين الناقد والمبدع القـــــــــول أم الفـــــــــن؟ |
|
|
|
|
|
|
|
|
الملحق الثقافي
26/9/2006م
ممدوح عزام |
|
|
|
|
|
|
|
|
يشكو معظم المبدعين من غياب النقد، وإلى حدّ تبدو صورة الأداء النقدي، في سورية خاصة، غائمة وناحلة وغير ذات قيمة في قراءة المنجز الإبداعي السوري، بأجناسه المختلفة. وعلى الرغم من أهمية الأصوات النقدية السورية، القليلة نسبياً، التي تجاوزت الفضاء القطريّ إلى الفضاء العربيّ،
فإنّ ثمة ما يشبه الإجماع على أنّ تلك الأصوات لا تنهض بأداء أيّ دور في تشكيل حركة نقدية سورية لها ملامحها المميّزة، وتأثيرها في حراك الإبداع السوري. يهدف هذا الملفّ، عبر عدد من شهادات بعض المبدعين، إلى مساءلة النقد والنقّاد في سورية، رغبة في تحرير تلك الحركة من حال العطالة التي تستبدّ بها في رأي هؤلاء المبدعين . يذكر لاسل أبر كرمبي في كتابه قواعد النقد الأدبي عن سقراط أنه اجتمع بعدد من الشعراء, وكان في الجلسة عدد آخر من المعجبين بشعرهم, وحين دار الحديث حول الشعر, اكتشف سقراط أن الشعراء كانوا أقل الحاضرين قدرة على الكلام عن شعرهم, ولقد سأل كلا منهم عما عناه بشعره,فلم يكن منهم من استطاع الإجابة عن هذا السؤال. ما كان يهم سقراط الفيلسوف قطعا سوى المعنى, أو القول, أو الخطاب في الشعر, ولكن الشعر, والفن عامة ليس قولا,أو ليس قولا فقط, كي نسأل الشاعر عنه, وإذا ما استطاع الفيلسوف أو غيره تفسير العمل الأدبي, أو كشف القول فيه, فليس في الأمر الكثير من المزايا, إذ لا يقول الشاعر أو الروائي, أو القاص, أو المسرحي أحاجي, ولا يقدم معضلات. أو هو في الحقيقة لا يقول قولا واحدا, وللتوضيح أسال : ماذا قال شكسبير في مسرحية" هملت"؟. بل ماذا قال سرفانتس في رواية" دون كيخوته"؟. أو ماذا قال نجيب محفوظ في رواية" أولاد حارتنا"؟. ويعرف القراء بتجربتهم أنهم لا يحتاجون للكاتب كي يفسر لهم ما عناه في روايته, كما أن من الممكن للكاتب أن يدعي قولا ما, تنقضه قراءة مخالفة للنص الأدبي. ولعل النقد الأدبي في سوريا كان الأكثر وفاء للنهج السقراطي, فقد انخرط منذ بداياته, التي رافقت بدايات الرواية, في مهام التفسير, والبحث عن المعنى. بحيث بدت الأعمال النقدية قولا على قول,وفي ظني أن هذا التوجه لم يمنح التاريخ الأدبي ميراثا هاما يمكن الاعتداد به, بل سرعان ما بنى هذا الاتجاه مجموعة من الأوامر, والنواهي الصريحة أو المضمرة. بحيث بات الاقتراب من الموضوع , أو الابتعاد عنه مصدر إشادة, أو تنديد, دون النظر في القيمة الأدبية للرواية, أو ِأي عمل أدبي آخر. ولم يخل الأمر من المفارقة, إذ يؤنب الروائي لأنه يحاول إعادة رواية التاريخ السوري الحديث, أو يحاسب لأنه يتجاهله, ويعنف, أو يمدح إذا تجاهل الصراع الطبقي, ويمنع, أو يلاحق إذا قارب الدين, أو الجنس. وفي ظني أن انشغال النقد في تفسير النص الأدبي, أو في توضيحه, أو في اكتشاف مضمونه, أفضى إلى تضليل القارئ, فالناقد المهموم بالخطاب السياسي, أو الفكري, لا يحفل غالبا بأدبية الرواية, أو بقيمتها الفنية,وبهذا النهج تتساوى الأعمال الأدبية, ويغدو من الصعب معرفة الروائي من غير الروائي, أو معرفة الفن من التفكير, وثمة احتمال أن يتمكن كاتب متوسط القيمة, من احتلال مقعد في الصدارة بفضل خطاب سياسي مباشر. أذكر أنني قرأت كتابا عن الريف في الرواية العربية, وفيه مسرد لعشرات الروايات التي كان الريف موضوعا لها, وبعض هذه الروايات ليس فيها من الرواية أي شيء, سوى موضوع الريف. ولعلني لا أظلم الكثيرين إذا قلت أن عددا من الكتاب السوريين, في النصف الأول من القرن العشرين, حازوا على شهرة, وحضور, وسلطة أدبية, بسبب احتفاء النقد بكتاباتهم, لأسباب ايدولوجية, أو سياسية, بينما غابت عن القارئ القيمة الأدبية لهم, وثمة من لا يجرؤ اليوم على القول أن هذا الكاتب, أو ذاك, لا أهمية له بسبب هذه السلطة التي منحها له نقد رأى فيه مفكرا كبيرا. غابت المعاييراذن, وليس لدينا تراث أظهر لنا أين تكمن قيمة كاتب رائد مثل حنا مينه, أو ما هي العناصر الإبداعية الجديدة التي قدمها الروائي هاني الراهب, وأين تكمن أهمية حيدر حيدر, وما أشكال التمايز بين الأصوات الروائية التي يمثلها كل واحد من هؤلاء, وما هي الإضافات الفنية التي قدمها روائيون مثل وليد إخلاصي, أو نبيل سليمان, أو خيري الذهبي, وماذا قدم فواز حداد, وفيصل خرتش,وخليل الرز, ونهاد سيريس, ومحمد أبو معتوق, ليس للرواية السورية, وحسب, بل للرواية عامة, بل إن على النقد أن يقول العكس أيضا, أي أن يتحدث عن التكرار, أو العجز عن إنجاز معطيات فنية تتجاوز المنجز الروائي السابق. لا ينكر الكلام السالف ما يحققه ناقد هنا, أو ناقد هناك. ويمكن الإشارة إلى عدد من الأعمال المميزة,ولكنني أتحدث عن السائد في النقد, كما لا ينكر الكلام أهمية الموضوع, أو المضمون في الرواية,ولكن تطور الرواية, وتقدمها مرهونان بالقيم الفنية التي يحققها الروائيون. يذكر لاسل أبر كرمبي في كتابه قواعد النقد الأدبي عن سقراط أنه اجتمع بعدد من الشعراء, وكان في الجلسة عدد آخر من المعجبين بشعرهم, وحين دار الحديث حول الشعر, اكتشف سقراط أن الشعراء كانوا أقل الحاضرين قدرة على الكلام عن شعرهم, ولقد سأل كلا منهم عما عناه بشعره,فلم يكن منهم من استطاع الإجابة عن هذا السؤال. ما كان يهم سقراط الفيلسوف قطعا سوى المعنى, أو القول, أو الخطاب في الشعر, ولكن الشعر, والفن عامة ليس قولا,أو ليس قولا فقط, كي نسأل الشاعر عنه, وإذا ما استطاع الفيلسوف أو غيره تفسير العمل الأدبي, أو كشف القول فيه, فليس في الأمر الكثير من المزايا, إذ لا يقول الشاعر أو الروائي, أو القاص, أو المسرحي أحاجي, ولا يقدم معضلات. أو هو في الحقيقة لا يقول قولا واحدا, وللتوضيح أسال : ماذا قال شكسبير في مسرحية" هملت"؟. بل ماذا قال سرفانتس في رواية" دون كيخوته"؟. أو ماذا قال نجيب محفوظ في رواية" أولاد حارتنا"؟. ويعرف القراء بتجربتهم أنهم لا يحتاجون للكاتب كي يفسر لهم ما عناه في روايته, كما أن من الممكن للكاتب أن يدعي قولا ما, تنقضه قراءة مخالفة للنص الأدبي. والنقّاد، وأن نكشف، قبل ذلك، عن أسباب تلك العلاقة التاريخية الملتبسة بين هؤلاء وأولئك، لعلّنا نسهم في تجسير تلك العلاقة بدلاً من حال القطيعة التي نأمل أن تنتهي إلى مصالحة، يأخذ الإبداع، من خلالها، حقّه من القراءة النقدية المخلصة والجادة، ويتخلّى النقد، من خلالها أيضاً، عن بعض الاختلاطات التي تكاد تحدق به من كل جانب.
http://thawra.alwehda.gov.sy/_thakaf...20060927103958 |
|
|
|
|
|
|
|
|
مع اطيب التمنيات لكم اخوكم عبود سلمان هنا الرياض |
|
|
|
|
|