|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-01-2024, 01:31 PM | رقم المشاركة : 109 | |||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) ما هو التسبيح في اللسان العربي؟: وسبح الرجل: قال سبحان الله، وفي التنزيل: (كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُ) النور 41، ومن صفات الله عز وجل: السبوح القدوس، قيل: "السبوح" الذي ينزه عن كل سوء، و"القدوس": المبارك، وقيل: الطاهر، وقيل: "سبوح قدوس" من صفة الله عز وجل، لأنه يسبح ويقدس. و "سُبُحات وجه الله": أنواره وجلاله وعظمته، وقيل: محاسنه. ويقال: السبحات مواضع السجود. والسبحة: الخرزات التي يعد المسبح بها تسبيحه، وهي كلمة مولدة. والمسبحة: الإصبع التي تلي الإبهام، سميت بذلك لأنها يشار بها عند التسبيح. وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذكر، تقول: قضيت سبحتي. قال الأعشى: وَسَبِّحْ عَلَى حِينِ العَشِيَّاتِ والضُّحَى، ..... وَلَا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا والسبحة: الدعاء وصلاة التطوع والنافلة، وسميت الصلاة تسبيحاً لأن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كل سوء. وإنما خصت النافلة بالسبحة، وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح، لأن التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة. وقد يطلق التسبيح على غيره من أنواع الذكر مجازا كالتحميد والتمجيد وغيرهما. وسبحة الله: جلاله. وقالوا في قوله تعالى: (فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ) الواقعة 74، 96، الحاقة 52، أي: سبحه بأسمائه ونزهه عن التسمية بغير ما سمى به نفسه، ومن سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه، فهو ملحد في أسمائه، وكل من دعاه بأسمائه فمسبح له بها إذ كانت أسماؤه مدائح له وأوصافاً.
|
|||||
11-01-2024, 07:59 PM | رقم المشاركة : 110 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
مفهومي للتسبيح هو الشهادة لله تعالى بالكمال. |
|||
12-01-2024, 12:33 AM | رقم المشاركة : 111 | ||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
اقتباس:
فلماذا كانت بعد ذلك قصة الشحرة التي قربها آدم عليه السلام وهبط من بعدها وبسببها إلى الأرض..هل كان المقصود بالخليفة أحد غير آدم؟..وبعد أن قرب الشجرة نزل هو الأرض ..أم ان للأمر تفسير آخر أستاذنا الكريم؟ |
||||
12-01-2024, 02:46 AM | رقم المشاركة : 112 | ||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
اقتباس:
هذه الأمور طالما كنت أفكر فيها، وطالما بحثت عن إجابات مقنعة توقف سيل التساؤلات في ذهني، ويستقر عليها قلبي. الحقيقة أنني توصلت إلى تصور وجدت فيه ضالتي.. وتصوري ببساطة أن الله تعالى قد خلق آدم عليه السلام من الطين ثم نفخ فيه الروح.. فالإنسان يتكون من الطين ومن الروح.. والروح مكون نوراني .. كالمكون الذي خلقت منه الملائكة..والشجرة التي نهى الله تعالى أبوينا ( آدم وحواء) من الإقتراب منها.. في نظري هي التي تجعل جانب الطين يطغى على جانب النور(الروح ).. وبمجرد أن آكلا منها جرى الذي نصت عليه الآيات. حسنا.. إقرأ الآيات ضمن هذا التصور وأخبرني كيف وجدت الأمر في قلبك؟ |
||||
13-01-2024, 11:08 AM | رقم المشاركة : 114 | |||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) ما قيل في أهمية تسبيح الله: من اللطائف قول القائل: إن أردت الفرج من البلاء فسبح: (لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ 87) الأنبياء 87. وإن أردت رضا الحق فسبح: (وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ 130) طه. وإن أردت الخلاص من النار فسبح: (سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ 191) آل عمران. أيها العبد واظب على تسبيح ربك: (فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ 17) الروم، (فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ 98) الحجر، (وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا 42) الأحزاب. فإن لم تفعل فالضرر عائد إليك، لأن لله من يسبحه، ومنهم حملة العرش: (ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ) غافر 7. ومنهم المقربون: (سُبْحَـٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا) سبأ 41. ومنهم سائر الملائكة: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) الأنبياء 20. ومنهم الأنبياء كما قال ذو النون: (لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَك) الأنبياء 87، وقال موسى: (سُبْحَـٰنَكَ إِنّى تُبْتُ إِلَيْكَ) الأعراف 143. وكل الملائكة والجن والإنس: (يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ) النور 41، وكل المخلوقات: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ) الحديد 1، وكل شيء: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الإسراء 44. أيها العبد: الله غني عن تسبيح كل أحد وكل شيء. وهذه الأشياء من غير الأحياء كالجبال والسحاب والرعد والشجر والمدر لا حاجة بها إلى ثواب هذا التسبيح، ولكن تسبيحها التسخيري، يدعونا إلى التسبيح الاختياري، لينسجم وجودنا مع سائر مخلوقات الله، ولننعم بذكر الله لنا: (فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ) البقرة 152.
|
|||||
14-01-2024, 01:22 PM | رقم المشاركة : 116 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) ما هو التقديس؟: القُدْسُ: تنزيه اللَّه-عز وجل-وهو المتَقَدَّس القُدُّوس المُقَدَّس ويقال: "القُدُّوس": فَعُّول من القُدْس، وهو الطهارة. و "القُدس"- بضم الدال وسكونها - اسم ومصدر، ومنه قيل للجنَّة: حَضِيرة القُدْس. و "التَّقْدِيسُ": التَّطْهِير والتَّبْريك وتَقَدَّس أَي: تطهَّر. وفي الآية: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ) قيل إنمعنى نُقدس لك أَي: نُطهِّر أَنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أَطاعك: نُقَدِّسه أَي: نطهِّره. ومن هذا قيل للسَّطْل: القَدَس، لأَنه يُتَقدَّس منه أَي: يُتَطَّهر. والقَدَس - بالتحريك - السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه، ومن هذا "بيت المَقْدِس" أَي: البيت المُطَّهَّر، أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب. والقُدُّوس هو اللَّه - عز وجل - وهذا اسمه - تعالى - الذي يفيد تفرده بتحقيق القداسة وإضفاءها على من يشاء وما يشاء من خلقه. ولا تصحُّ نسبةُ الطُّهْر إلى الله فلا يقال: المُطَهَّر، بل هو القدوس الذي به يتحقق التطهير. وهو عندما يغفر ذنوب المذنبين، يطهرهم من دنس الذنب فيتقدسون، فإذا عادوا إلى اقتراف الذنوب انتفت عنهم القداسة، فيعود الله عليهم بالغفران والتطهير، فيتجدد التقديس من القدوس سبحانه. والنصارى يسمون صلاتهم: "قُدّاساً" لأن المغفرة تحصل -بزعمهم - لمن يشارك في هذه الطقوس الكنسية. كذلك يسمون الوليَّ أو العالم الرباني قدِّيساً لافتراضهم امتناعه عن إتيان الذنب وطهارته عن النقائص. والقُدْسُ: البركة والأَرض المُقَدَّسة. والنسبة إِلى القُدْسُ: مَقْدِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ. قال امرؤ القيس: فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا ..... كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِي ورُوحُ القُدُس: جبريل - عليه السلام - وهو المعني في قوله تعالى: (وأَيَّدْناه بِرُوحِ القُدُسِ) البقرة87، وهو رُوحُ القُدُس لأنه خُلِق من طهارة. |
|||
14-01-2024, 08:52 PM | رقم المشاركة : 117 | |||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) هل التسبيح مرادف للتقديس؟: قال بعض المفسرين: التقديس من الذهاب والبعد في الأرض، وبهذا معناه قريب من معنى التسبيح؛ فهما يرجعان ـ في الأصل ـ إلى معنى واحد، وهو تبعيد الله - جل وعلا - عماً لا يليق بجلاله وكماله. والتبعيد معناه: التنزيه. وقيل: التسـبيح والتقديس تطهير وتنزيه، وقد يسـتعمل كل منهما في معنى الآخر فهمـا كالفقراء والمساكين إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا. وقال آخرون: بل التقديس أعم من التسبيح؛ إذ كل مقدس مسبح، وليس كل مسبح مقدس؛ وذلك لأن التسبيح من سـبح في الماء، والتقديس من قدس في الأرض، إذا ذهب فيهما، وأبعد والذهاب والإبعاد في الأرض أكثر من الذهاب والإبعاد في الماء. وقيل :التسـبيح عبـارة عن تنـزيه الله - تعالى - عما لا ينبغي - وهو إشـارة إلى كـونه - تعالى - كاملاً في ذاته. والتقديس عبارة عن تنزيه أفعاله - تعالى - عن صفة الذم، ونعت السفه. ومن الفروق بينهما: - أن التسبيح لا يسـتعمل إلا في حق الله - تعالى - بخلاف التقديس، فإنه يستعمل في حق الآدميين، فيقال: فلان رجل مُقَدَّس إذا أريد تبعيده عن مسـقطات العدالة، ووصفه بالخير، ولا يقال: رجل مُسَبَّح. - وقد يستعمل التقديس في غير ذوي العقول أيضاً، ومن ذلك قوله تعالى: (ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ) المائدة 21. والمقدسة، قيل: المطهرة. وقيل: المباركة، ومن ذلك: بيت المقدس. - التسبيح تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدوث، والتقديس عبارة عن تبعيد الرب عما لا يليق بالألوهية، وفي اللغة: التطهير، وفي الاصطلاح: تنزيه الحق عن كل ما لا يليق بجنابه، وعن النقائص الكونية مطلقاً، وعن جميع ما يعد كمالاً بالنسبة إلى غيره من الموجودات، مجردة كانت، أو غير مجردة.
|
|||||
15-01-2024, 12:15 PM | رقم المشاركة : 118 | |||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) ما قيل في مدلول تقديس الله في الآية: اختلفوا على وجوه: - نطهرك أي: نَصِفُكَ بما يليق بك من العلو والعزّة. - نطهر أنفسنا من ذنوبنا ابتغاءً لمرضاتك. - نطهر أفعالنا من ذنوبنا حتى تكون خالصةً لك. - نطهر قلوبنا عن الالتفات إلى غيرك حتى تصير مستغرقةً في أنوار معرفتك.
|
|||||
16-01-2024, 12:20 PM | رقم المشاركة : 119 | |||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) ما مدلول قول الملائكة: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ)؟: قيل: يَحتَمِلُ معنيين: 1) أن يكون الغرض منه تفويض الأمر إلى الله - تعالى - واتهامَ عِلمهم فيما أشـاروا به كما يفعل المستشار مع من يعلم أنه أسَدُّ منه رأياً وأرجح عقلاً، فيشير ثم يفوّض كما قال أهل مشورة ملكة سبأ إذ قالت: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ 32 قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ 33) النمل. أو هو إعلان بالتنزيه للخالق عن أن يخفى عليه ما بدا لهم من مانع استخلاف آدم، وبراءةٌ من شائبة الاعتراض. والله - تعالى - وإن كان يعلم براءَتهم من ذلك إلا أن كلامهم جرى على طريقة التعبير عما في الضمير من غير قصد إعلام الغير، أو لأنَّ في نفس هذا التصريح تبركاً وعبادة. 2) أن يكون الغرض من قولهم: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ) التعريض بأنهم أولى بالاستخلاف لأن الجملة الاسمية دلت على الدوام، وجملة: (مَن يُفۡسِدُ فِيهَا) دلت على توقع الفساد والسـفك فكان المراد أن استخلافه يقع منه صلاح وفساد، والذين لا يصدر منهم عصيان مراد الله هم أولى بالاستخلاف ممن يتوقع منه الفساد فتكون حالاً مقررة لمدلول جملة: (أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ) تكملة للاستغراب، وعاملها هو "تَجۡعَلُ". |
|||
17-01-2024, 11:49 AM | رقم المشاركة : 120 | |||||
|
رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30) (قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ): الجملة في محلِّ نصبٍ بالقولِ، وجاءتجواباً لكلامهم فهو جار على أسلوب المقاولة في المحاورات، أي أعلم ما في البشر من صفات الصلاح ومن صفات الفساد. وأصلُ "إنِّي": "إنني" فاجتمع ثلاثةُ أمثال، فَحُذِفَت أحدُها، وهي - على الأرجح - النونُ الوسطى. وهذا شبيهٌ بما تقدَّم في (إِنَّا مَعَكُمْ) البقرة 14. وقيل: إنَّ "أعلمُ" اسمٌ بمعنى "عالم" كقوله: لَعَمْرُكَ ما أدري واني لأوْجَلُ .....على أيِّنا تَعْدُو المنيَّةُ أَوَّلُ
|
|||||
|
|