الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2024, 01:31 PM   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما هو التسبيح في اللسان العربي؟:

وسبح الرجل: قال سبحان الله، وفي التنزيل: (كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُ) النور 41، ومن صفات الله عز وجل: السبوح القدوس، قيل: "السبوح" الذي ينزه عن كل سوء، و"القدوس": المبارك، وقيل: الطاهر، وقيل: "سبوح قدوس" من صفة الله عز وجل، لأنه يسبح ويقدس.
و "سُبُحات وجه الله": أنواره وجلاله وعظمته، وقيل: محاسنه.
ويقال: السبحات مواضع السجود. والسبحة: الخرزات التي يعد المسبح بها تسبيحه، وهي كلمة مولدة. والمسبحة: الإصبع التي تلي الإبهام، سميت بذلك لأنها يشار بها عند التسبيح.
وقد يكون التسبيح بمعنى الصلاة والذكر، تقول: قضيت سبحتي. قال الأعشى:
وَسَبِّحْ عَلَى حِينِ العَشِيَّاتِ والضُّحَى، ..... وَلَا تَعْبُدِ الشيطانَ، واللهَ فاعْبُدا
يعني الصلاة بالصباح والمساء، وعليه فسر قوله: (فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ 17) الروم، يأمرهم بالصلاة في هذين الوقتين. وقوله: (قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ 28) الروم، أي: تستثنون، وفي الاستثناء تعظيم الله والإقرار بأنه لا يشاء أحد إلا أن يشاء الله، فوضع تنزيه الله موضع الاستثناء.
والسبحة: الدعاء وصلاة التطوع والنافلة، وسميت الصلاة تسبيحاً لأن التسبيح تعظيم الله وتنزيهه من كل سوء. وإنما خصت النافلة بالسبحة، وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح، لأن التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة.
وقد يطلق التسبيح على غيره من أنواع الذكر مجازا كالتحميد والتمجيد وغيرهما.
وسبحة الله: جلاله.
وقالوا في قوله تعالى: (فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ) الواقعة 74، 96، الحاقة 52، أي: سبحه بأسمائه ونزهه عن التسمية بغير ما سمى به نفسه، ومن سمى الله تعالى بغير ما سمى به نفسه، فهو ملحد في أسمائه، وكل من دعاه بأسمائه فمسبح له بها إذ كانت أسماؤه مدائح له وأوصافاً.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2024, 07:59 PM   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
هشام يوسف
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية هشام يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







هشام يوسف غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

مفهومي للتسبيح هو الشهادة لله تعالى بالكمال.







 
رد مع اقتباس
قديم 12-01-2024, 12:33 AM   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
عبد السلام الكردي
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية عبد السلام الكردي
 

 

 
إحصائية العضو







عبد السلام الكردي غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة مشاهدة المشاركة
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما دلالة قولهم: (أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ)؟:

هذا القول دليل على أنهم علموا أن مراد الله - سـبحانه - من خلق الأرض هو صلاحهـا وانتظام أمرها، وإلا لما كان للاستفهام المشـوب بالتعجب موقع. وهم علموا مراد الله ذلك من تلقيهم عنه - سبحانه - أو من مقتضى حقيقة الخلافة أو من قرائن أحوال الاعتناء بخلق الأرض وما عليها على نظم تقتضي إرادة بقائها إلى أمد. وقد دلت آيات كثيرة على أن إصلاح العالم مقصد للشارع، قال تعالى: (فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ 22 أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ 23) محمد، وقال: (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ 205) البقرة.

بما أن الله سبحانه أراد استخلاف خليفة في الأرض وقد دار الحوار بينه وبين الملايكة حول هذا الأمر وانتهى بان لا علم لنا إلا ما علمتنا
فلماذا كانت بعد ذلك قصة الشحرة التي قربها آدم عليه السلام وهبط من بعدها وبسببها إلى الأرض..هل كان المقصود بالخليفة أحد غير آدم؟..وبعد أن قرب الشجرة نزل هو الأرض ..أم ان للأمر تفسير آخر أستاذنا الكريم؟






 
رد مع اقتباس
قديم 12-01-2024, 02:46 AM   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
هشام يوسف
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية هشام يوسف
 

 

 
إحصائية العضو







هشام يوسف غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام الكردي مشاهدة المشاركة
بما أن الله سبحانه أراد استخلاف خليفة في الأرض وقد دار الحوار بينه وبين الملايكة حول هذا الأمر وانتهى بان لا علم لنا إلا ما علمتنا
فلماذا كانت بعد ذلك قصة الشحرة التي قربها آدم عليه السلام وهبط من بعدها وبسببها إلى الأرض..هل كان المقصود بالخليفة أحد غير آدم؟..وبعد أن قرب الشجرة نزل هو الأرض ..أم ان للأمر تفسير آخر أستاذنا الكريم؟
تحياتي أخي عبد السلام.
هذه الأمور طالما كنت أفكر فيها، وطالما بحثت عن إجابات مقنعة توقف سيل التساؤلات في ذهني، ويستقر عليها قلبي.
الحقيقة أنني توصلت إلى تصور وجدت فيه ضالتي.. وتصوري ببساطة أن الله تعالى قد خلق آدم عليه السلام من الطين ثم نفخ فيه الروح.. فالإنسان يتكون من الطين ومن الروح.. والروح مكون نوراني .. كالمكون الذي خلقت منه الملائكة..والشجرة التي نهى الله تعالى أبوينا ( آدم وحواء) من الإقتراب منها.. في نظري هي التي تجعل جانب الطين يطغى على جانب النور(الروح ).. وبمجرد أن آكلا منها جرى الذي نصت عليه الآيات.
حسنا.. إقرأ الآيات ضمن هذا التصور وأخبرني كيف وجدت الأمر في قلبك؟






 
رد مع اقتباس
قديم 13-01-2024, 10:37 AM   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

اقتباس:
مفهومي للتسبيح هو الشهادة لله تعالى بالكمال.
أحسنت؛ فالتسبيح: تنزيه لله - جل وعلا - والتقديس: إجلال وإكبار.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 13-01-2024, 11:08 AM   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما قيل في أهمية تسبيح الله:

من اللطائف قول القائل:
إن أردت الفرج من البلاء فسبح: (لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ 87) الأنبياء 87. وإن أردت رضا الحق فسبح: (وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَآيِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ 130) طه.
وإن أردت الخلاص من النار فسبح: (سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ 191) آل عمران.
أيها العبد واظب على تسبيح ربك: (فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ 17) الروم، (فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ 98) الحجر، (وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا 42) الأحزاب. فإن لم تفعل فالضرر عائد إليك، لأن لله من يسبحه، ومنهم حملة العرش: (ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ) غافر 7. ومنهم المقربون: (سُبْحَـٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا) سبأ 41. ومنهم سائر الملائكة: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) الأنبياء 20. ومنهم الأنبياء كما قال ذو النون: (لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَـٰنَك) الأنبياء 87، وقال موسى: (سُبْحَـٰنَكَ إِنّى تُبْتُ إِلَيْكَ) الأعراف 143. وكل الملائكة والجن والإنس: (يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ) النور 41، وكل المخلوقات: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ) الحديد 1، وكل شيء: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الإسراء 44.

أيها العبد: الله غني عن تسبيح كل أحد وكل شيء. وهذه الأشياء من غير الأحياء كالجبال والسحاب والرعد والشجر والمدر لا حاجة بها إلى ثواب هذا التسبيح، ولكن تسبيحها التسخيري، يدعونا إلى التسبيح الاختياري، لينسجم وجودنا مع سائر مخلوقات الله، ولننعم بذكر الله لنا: (فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ) البقرة 152.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 14-01-2024, 01:18 PM   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض





يسعدني وجود التفاعل هنا،
وهذا مؤشر صحي،
يشجعني على الاستمرار في تنزيل قراءتي للآيات.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 14-01-2024, 01:22 PM   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)






ما هو التقديس؟:

القُدْسُ: تنزيه اللَّه-عز وجل-وهو المتَقَدَّس القُدُّوس المُقَدَّس ويقال: "القُدُّوس": فَعُّول من القُدْس، وهو الطهارة.
و "القُدس"- بضم الدال وسكونها - اسم ومصدر، ومنه قيل للجنَّة: حَضِيرة القُدْس.
و "التَّقْدِيسُ": التَّطْهِير والتَّبْريك وتَقَدَّس أَي: تطهَّر. وفي الآية: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ) قيل إنمعنى نُقدس لك أَي: نُطهِّر أَنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أَطاعك: نُقَدِّسه أَي: نطهِّره. ومن هذا قيل للسَّطْل: القَدَس، لأَنه يُتَقدَّس منه أَي: يُتَطَّهر. والقَدَس - بالتحريك - السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه، ومن هذا "بيت المَقْدِس" أَي: البيت المُطَّهَّر، أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب.
والقُدُّوس هو اللَّه - عز وجل - وهذا اسمه - تعالى - الذي يفيد تفرده بتحقيق القداسة وإضفاءها على من يشاء وما يشاء من خلقه. ولا تصحُّ نسبةُ الطُّهْر إلى الله فلا يقال: المُطَهَّر، بل هو القدوس الذي به يتحقق التطهير. وهو عندما يغفر ذنوب المذنبين، يطهرهم من دنس الذنب فيتقدسون، فإذا عادوا إلى اقتراف الذنوب انتفت عنهم القداسة، فيعود الله عليهم بالغفران والتطهير، فيتجدد التقديس من القدوس سبحانه. والنصارى يسمون صلاتهم: "قُدّاساً" لأن المغفرة تحصل -بزعمهم - لمن يشارك في هذه الطقوس الكنسية. كذلك يسمون الوليَّ أو العالم الرباني قدِّيساً لافتراضهم امتناعه عن إتيان الذنب وطهارته عن النقائص.
والقُدْسُ: البركة والأَرض المُقَدَّسة. والنسبة إِلى القُدْسُ: مَقْدِسِيّ ومُقَدَّسِيٌّ. قال امرؤ القيس:
فأَدْرَكْنَه يأْخُذْنَ بالسَّاق والنَّسا ..... كما شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثَوْبَ المُقَدِّسِي
والهاء في أَدْرَكْنَه ضميرُ الثَّور الوَحْشِيّ والنون في أَدركنه ضمير الكلاب أَي أَدركتِ الكلاب الثورَ فأَخذن بساقه ونَساه وقَطَّعن جلده كما قَطَّع وِلْدان النَّصارى ثوبَ الرَّاهب المُقَدِّسِي تبرُّكاً بها. و "المُقَدِّس": الحَبْرُ.
ورُوحُ القُدُس: جبريل - عليه السلام - وهو المعني في قوله تعالى: (وأَيَّدْناه بِرُوحِ القُدُسِ) البقرة87، وهو رُوحُ القُدُس لأنه خُلِق من طهارة.







 
رد مع اقتباس
قديم 14-01-2024, 08:52 PM   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)






هل التسبيح مرادف للتقديس؟:

قال بعض المفسرين: التقديس من الذهاب والبعد في الأرض، وبهذا معناه قريب من معنى التسبيح؛ فهما يرجعان ـ في الأصل ـ إلى معنى واحد، وهو تبعيد الله - جل وعلا - عماً لا يليق بجلاله وكماله. والتبعيد معناه: التنزيه.
وقيل: التسـبيح والتقديس تطهير وتنزيه، وقد يسـتعمل كل منهما في معنى الآخر فهمـا كالفقراء والمساكين إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا.
وقال آخرون: بل التقديس أعم من التسبيح؛ إذ كل مقدس مسبح، وليس كل مسبح مقدس؛ وذلك لأن التسبيح من سـبح في الماء، والتقديس من قدس في الأرض، إذا ذهب فيهما، وأبعد والذهاب والإبعاد في الأرض أكثر من الذهاب والإبعاد في الماء.
وقيل :التسـبيح عبـارة عن تنـزيه الله - تعالى - عما لا ينبغي - وهو إشـارة إلى كـونه - تعالى - كاملاً في ذاته. والتقديس عبارة عن تنزيه أفعاله - تعالى - عن صفة الذم، ونعت السفه.
ومن الفروق بينهما:
- أن التسبيح لا يسـتعمل إلا في حق الله - تعالى - بخلاف التقديس، فإنه يستعمل في حق الآدميين، فيقال: فلان رجل مُقَدَّس إذا أريد تبعيده عن مسـقطات العدالة، ووصفه بالخير، ولا يقال: رجل مُسَبَّح.
- وقد يستعمل التقديس في غير ذوي العقول أيضاً، ومن ذلك قوله تعالى: (ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ) المائدة 21. والمقدسة، قيل: المطهرة. وقيل: المباركة، ومن ذلك: بيت المقدس.
- التسبيح تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدوث، والتقديس عبارة عن تبعيد الرب عما لا يليق بالألوهية، وفي اللغة: التطهير، وفي الاصطلاح: تنزيه الحق عن كل ما لا يليق بجنابه، وعن النقائص الكونية مطلقاً، وعن جميع ما يعد كمالاً بالنسبة إلى غيره من الموجودات، مجردة كانت، أو غير مجردة.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 15-01-2024, 12:15 PM   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما قيل في مدلول تقديس الله في الآية:

اختلفوا على وجوه:
- نطهرك أي: نَصِفُكَ بما يليق بك من العلو والعزّة.
- نطهر أنفسنا من ذنوبنا ابتغاءً لمرضاتك.
- نطهر أفعالنا من ذنوبنا حتى تكون خالصةً لك.
- نطهر قلوبنا عن الالتفات إلى غيرك حتى تصير مستغرقةً في أنوار معرفتك.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 16-01-2024, 12:20 PM   رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





ما مدلول قول الملائكة: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ)؟:

قيل: يَحتَمِلُ معنيين:
1) أن يكون الغرض منه تفويض الأمر إلى الله - تعالى - واتهامَ عِلمهم فيما أشـاروا به كما يفعل المستشار مع من يعلم أنه أسَدُّ منه رأياً وأرجح عقلاً، فيشير ثم يفوّض كما قال أهل مشورة ملكة سبأ إذ قالت: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ 32 قَالُواْ نَحۡنُ أُوْلُواْ قُوَّةٖ وَأُوْلُواْ بَأۡسٖ شَدِيدٖ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَيۡكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأۡمُرِينَ 33) النمل. أو هو إعلان بالتنزيه للخالق عن أن يخفى عليه ما بدا لهم من مانع استخلاف آدم، وبراءةٌ من شائبة الاعتراض. والله - تعالى - وإن كان يعلم براءَتهم من ذلك إلا أن كلامهم جرى على طريقة التعبير عما في الضمير من غير قصد إعلام الغير، أو لأنَّ في نفس هذا التصريح تبركاً وعبادة.
2) أن يكون الغرض من قولهم: (وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ) التعريض بأنهم أولى بالاستخلاف لأن الجملة الاسمية دلت على الدوام، وجملة: (مَن يُفۡسِدُ فِيهَا) دلت على توقع الفساد والسـفك فكان المراد أن استخلافه يقع منه صلاح وفساد، والذين لا يصدر منهم عصيان مراد الله هم أولى بالاستخلاف ممن يتوقع منه الفساد فتكون حالاً مقررة لمدلول جملة: (أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ) تكملة للاستغراب، وعاملها هو "تَجۡعَلُ".









 
رد مع اقتباس
قديم 17-01-2024, 11:49 AM   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ
قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ
وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ
قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ 30)





(قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ):

الجملة في محلِّ نصبٍ بالقولِ، وجاءتجواباً لكلامهم فهو جار على أسلوب المقاولة في المحاورات، أي أعلم ما في البشر من صفات الصلاح ومن صفات الفساد.
وأصلُ "إنِّي": "إنني" فاجتمع ثلاثةُ أمثال، فَحُذِفَت أحدُها، وهي - على الأرجح - النونُ الوسطى. وهذا شبيهٌ بما تقدَّم في (إِنَّا مَعَكُمْ) البقرة 14.
وقيل: إنَّ "أعلمُ" اسمٌ بمعنى "عالم" كقوله:
لَعَمْرُكَ ما أدري واني لأوْجَلُ .....على أيِّنا تَعْدُو المنيَّةُ أَوَّلُ
وقيل: "أعلمُ" على بابها من كونِها للتفضيلِ، والمفضَّلُ عليه محذوفٌ، أي: أعلمُ منكم.








التوقيع

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط