السلام عليكم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه "متفق عليه ....هذه الحديث يبين لنا أن الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يظل أصنافًا من الناس ويدفع عنهم العرق وحر الشمس...ويقيهم من كرب وهول الساعة, وكذلك شدة الحر إذ يقال أن الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يدني الشمس من الارض قدر ميل..وقد ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام :"تدنو الشمس من الارض فيعرق الناس,فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه,ومنهم من يبلغ الى نصف الساق,ومنهم من يبلغ الى ركبيته,ومنهم من يبلغ العجز,ومنهم من يبلغ الخاصرة,ومنهم من يبلغ منكبيه,ومنهم من يبلغ عنقه,ومنهم من يبلغ وسط فيه,ومنهم من يغطيه عرقه"...
ويفهم من الحديث أن كل إنسان يعرق بقدر ذنوبه وبقدر ذلك يبلغ عرقه...ففي تلك الظروف والأحوال نجد\ أصنافًا من الناس لا تعرق ولا تجد الشمس الى أجسادهم حرقًا فأولئك هم الأصناف السبعة...
وتحديد العدد بسبعة لشهرة الحديث" بسبعة يظلهم الله" ولأن هناك أحاديث آخرى تدل على أن عددهم أكثر من ذلك...ذكرهم الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري, ويبدو أن هؤلاء السبعة حددوا وعينوا بعددهم وذلك لعظيم ما يقومون به وتجلدهم وصبرهم على إتيانه...وقد جاء ترتيبتهم للأهمية ...فمثلاً اولهم هو صنف الإمام العادل...فهو الرأس وبصلاحه تصلح الأمة وتقام الشريعة وتطبق أخكام الله في الأرض...وثانيهم شاب يافع يعج حيوية وطاقة وكله ننشاط وحماس وهو يبذل هذا كله في عبادة وطاعة الله والسعي في نيل رضوانه...وثالثهم رجل يلازم المسجد ويداوم ويحافظ على صلواته في أوقاتها وفي بيوت الله....ورابعهم صنف من الناس يتحابون في الله ويجعلون موضع حبهم وألفتهم رضوان الله ومن أجل الله ..كما يحصل مع كثير من الناس وعبر النت فهم لا يرون بعضهم ولكنهم يحبون بعضهم في الله...وإن تفرقوا تفرقوا في الله ومن أجل الله....وخامسهم رجل لا يقرب الزنى ولا يقدم على إتيان هذه الفاحشة وإن دعوته أمرأة جميلة ذات حسب ونسب وذات مال وجاه وذات قوة وعزيمة...فهو يرفضها ويقول:إنــــي أخــــاف الله",وهذا من همم الأنبياء كما حدث مع نبي الله يوسف عليه السلام....وسادسهم إنسان يتصدق ويعطي من ماله الذي إستخلفه الله به ويسد رمق المحتاجين وكل ذلك في السر فهو لا يريد شكرًا ولا سمعة ولا صيتًا بل يريد وجه الله عز وجل....وسابعهم...إنسان يقرأ القرأن ويذكر الله في النهار وفي الليل فيقشعر بدنه عند ذكر الله وتتأصل في نفسه أحاسيس وشعور تجعله يدرك عظمة الخالق وشديد عذابه ونعيم رحمته فتتدفق الدموع من عينيه وتسيل على وجنتيه خائفًا وطامعًا ....وهؤلاء ينعمون بظل الله أي حكايته ووقايته لهم من عرق ولهيب شمس محرقة في يوم لا يبقى شئ له ظل يستظل به أحد....فاللهم إجعلنا في صنف من هذه الأضناف ونستظل بظل الله جيث لا ظل يومها إلا ظله.