من سـحر البيـان: الالتفـات

[عوني القرمة]

أهمية الالتفات في فهم القرآن الكريم

الفائدة الثالثة: التفنن في الأسلوب وإظهار الإعجاز اللغوي: خاصة إذا تواردت ضمائر غيبة ثم أعقبها ضمير التكلم فعندئذ تظهر عظمة الأسلوب وروعة البيان لمن فهم اللسان العربي وتفتحت له ينابيع الفهم والتأمل، كما في قوله تعالى: ﴿شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ 121 وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ 122﴾ النحل، فقد انتقل بعد ذكر ثلاث ضمائر غيبة هي على التوالي: ﴿شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ﴾ و ﴿اجْتَبَاهُ﴾ و ﴿هَدَاهُ﴾ والحديث عن إبراهيم - عليه صلوات الله - أي: إبراهيم شاكراً لأنعم الله واجتباه الله وهداه، ثم انتقل السياق إلى ضمير التكلم فقال: ﴿وَآتَيْنَاهُ﴾ ولم يقل: وآتاه، وفي هذا التحول من الغيبة إلى الحضور فيه اهتمام من الله بنبيه.

[راحيل الأيسر]

يثبت لعظيم الفائدة

مع الشكر الجزيل وعميق الامتنان لشيخي الجليل وماينثره من قيم الفوائد وجميل الفكر هنا وهناك ..

لا عدمناك سيدي المكرم..

[عوني القرمة]

يثبت لعظيم الفائدة
مع الشكر الجزيل وعميق الامتنان لشيخي الجليل وماينثره من قيم الفوائد وجميل الفكر هنا وهناك ..
لا عدمناك سيدي المكرم..

شكراً لكِ،
دايماً تحرجيني بأدبكِ الجَم.

[عوني القرمة]

أهمية الالتفات في فهم القرآن الكريم

الفائدة الرابعة: تعظيم وتشريف المذكور: من فوائد الالتفات من الغيبة إلى التكلم التشريف؛ فتخصيص ذكره عقب الغيبة فيه تشريف له - عليه صلوات الله - كما في قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ التغابن 12، فقد ذكر الله - عز وجل - الرسول بصيغة الغيبة فقال: ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ ثم أعقب الغيبة بإضافته إلى المتكلم فقال: ﴿فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا﴾ فالتعريف في قوله: ﴿رَسُولِنَا﴾ بالإضافة لقصد تعظيم شأنه بأنه رسول رب العالمين . وهذا الضمير التفات من الغيبة إلى التكلم يفيد تشريف الرسول بعز الإضافة إلى المتكلم.

[عوني القرمة]

ضرورة فهم الالتفات في كتاب الله

لابد لمتدبر القرآن الكريم من التعمق في البيان العربي لفهم القرآن. والالتفات من أهم أغراض البيان لكثرة وقوعه، خاصة في تحول الخطاب من الحاضر لضمير الغياب في حق المولى جل وعلا. والعجز على فهم هذه اللمحة البلاغية أوقع بعض المتدبرين في الشِرك، ومنهم أحدهم الذي قال بتعدد الآلهة. هذه ليست مبالغة مني، بل إن هناك من يقول على نفسه أنه أعلم أهل الأرض بكتاب الله، جاء بالتثليث في تأويله لكتاب الله. ولما رده متدبر آخر إلى "الالتفات" أنكر الالتفات وسَفَّهَ من رده.

[عوني القرمة]

أسلوب الالتفات في القرآن الكريم