الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-2009, 04:51 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمود شاهين
عضوية مجمدة
 
إحصائية العضو







محمود شاهين غير متصل


افتراضي محمود شاهين يشكو أمه الدمشقية !!

تحت عنوان ( لماذا يا أمي ) كتب الروائي والفنان الفلسطيني محمود شاهين ، في صحيفة تشرين الصادرة هذا اليوم ( 6 أيار ) كلمة من قلب مفعم بالأسى يشكو فيها حزنه إلى دمشق المدينة التي أحبها وفضلها على عواصم العالم ، متطرقا إلى ما حدث معه
في نيسان الماضي حين أقدم أرعن على خلع محله وألقى بلوحاته وكتبه على الرصيف .
وفيما يلي نص الكلمة كما وردت في الصحيفة :


لماذا يا أمي؟


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الاربعاء 6 أيار 2009
محمود شاهين
لا يا أمي، لا يادمشق فأنا لن أصدق حتى ولو صدقت! فأنا أبدو وكأنني لست أنا وأنت تبدين وكأنك لست أنت!! لا ياحبيبتي فأنا وان تبدلت فلن أقبل أن تتبدلي مهما تبدلت! فأنتِ أنتِ دمشق! وستظلين دمشق، وان كان طرفك قد سها عني لحظة، فأي الأمهات لا يسهو طرفها!؟

فوجئت يا أمي بلوحاتي وكتبي بلغات مختلفة ومخطوطاتي مقذوفة على رصيفك الدمشقي العتيق، وكأنها أكياس قمامة، حين اعتقد أحدهم أنني وكل ما أبدعت لا أساوي قلامة ظفر؟ فكسر قفل مأواي الذي أعرض فيه لوحاتي وكتبي، وخلع الباب وألقى بكل شيء على الرصيف دون أن يدرك أنه يلقي بروح ابنك يا دمشق الى الخراب! مستغلاً فقرة لم أقرأها في عقد شراكة لايقل عن سبع صفحات، أطبقت بيدي على رأسي ورحت أصرخ وأصرخ، ودموعي تنهمر على رصيفك العتيق:



«أينك يا دمشق؟ أينك يا أمي تعالي وانظري الى ما حلّ بالفتى المقدسي تعالي وانظري ماحلّ بابنك، وهو يقف أمام أشلاء روحه ملقاة على أرصفتك!؟ ‏

وا أماه! وا دمشقاه! ابنك المقدسي الذي أرضعته حليبك حين لجأ إليك قبل أن يبلغ الفطام، مثخناً بجراح صهيون التي لا تندمل، وجراح أيلول المقيحة فأشرعت له صدرك وألقمته نهدك وأرضعته من صافي حليب ثديك ورعيته بكل حنانك وعطفك، إلى أن شب وكبر ونما ليبقى مخلصاً لحليب أمومتك ودفء حضنك وأبى أن يرحل الى أهم عواصم العالم لأن العيش بعيداً عن حضنك لايحتمله قلب الفتى المقدسي، فراح يعلن جهاراً وعلى صفحات صحافة العالم إذا كانت القدس أمي بالولادة فدمشق أمي بالرضاعة ولن أحيا إلا فيها». ‏

لماذا يا دمشق؟ لماذا تغضين الطرف ولا ترين إلى فتاك المقدسي ملقى في هذا الزمن على تراب أرصفتك القديمة؟! فهل تنكرت له؟ محال يادمشق بل مستحيل! فهو لا يصدق ولن يصدق لأنه عهدك تكفكفين دموع ابنك الهاطلة على أرصفتك، وتمدين له يديك لتضميه الى حضنك المترع بالأمومة.



حين عاد بعض بعضنا يا دمشق، الى أطراف حضن القدسي طلبوا إلي أن أعود قلت: إلى أين؟! قالوا: إلى طرف الحضن! تساءلت: نعم؟! وتابعت: هل أعود لأرنو الى حضن أمي بالولادة من خلف الأسوار العالية؟! أنا لن أعود إلا إلى كامل الحضن ثم هل تريدونني أن أستبدل حضن دمشق بأطراف حضن القدس؟! كلا ثم كلا! ماذا سأقول لدمشق حين تسألني: أتستبدل حضني الذي ضمك وحواك ورعاك بطرف طرف حضن خلف أسوار الحجب عن القدس؟! ‏

وسأقول: لا يا أمي لا يا دمشق أنت الأم وأنت الحضن وأنت الدفء وأنت الحنان وإذا كانت القدس قد أرضعتني ثلاثة وعشرين عاماً من حليبها فأنت أرضعتني أربعين عاماً وحتى لو عدت إلى كامل حضن القدس فسيبقى حضنك هو المآل لألقي رأسي عليه، كلما عصفت بي حلكة الأيام، وخالج نفسي الحزن وأبت دموعي إلا أن تنسكب على صدرك... ‏

فتاك المقدسي يا دمشق وبرعايتك أصبحت لوحاته معلقة على جدران أكثر من سبعة آلاف بيت في أكثر من سبعين دولة في العالم عدا ماهو معلق في المتاحف والمراكز الثقافية وكتبه المترجمة وغير المترجمة تحتل رفوف مكتبات عشرات الآلاف في العالم، وزائروك يبحثون عنه في أروقتك العتيقة بعد أن حملت كتب العالم السياحية عن سورية ولبنان اسمه ونبذة عن حياته وابداعه في طياتها ووثقت اسمه ومكانه على خرائطك القديمة وأنت ان سهوت عنه لحظة، فإن لك عذرك وأنا على ثقة من أنك لن تنسي ابنك الفتى المقدسي الذي أرضعته حليب ثدييك ولن تلبثي أن تمدي له يديك الحانيتين، وتشرعي له حضنك لتواسيه وتكفكفي دموعه. ‏







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط