الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى العلوم الإنسانية والصحة > منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي

منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي هنا تبحر في عالم الريشة والألوان، من خلال لوحة تشكيلية أو تصميم راق أو صورة فوتوغرافية معبرة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-2006, 06:00 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


صوت فيروز (زهرة المدائن ) وردني إلى بلادي ؟؟

صوت فيروز




ظاهرة .. لا تظاهرة..!
إبراهيم بن عبدالرحمن التركي
* (وإذا ضاع الوطن ما في وطن غيره.. !)
* * قالها المسرحُ الرحبانيُّ فأنصت الجميع، وتأمل الجميع، ولولا الحياء لهاجهم الاستعبار، فلن يبكي جرير أمام رحيل امرأة، وتتبلد الأمة أمام وفاة وطن.. !
* * لم نغادر الزمن لنرافق المعتمد والمعتضد، فقد عشنا (ملوك الطوائف) حضوراً في واقعٍ لا روايةً لوقائع، وتمثّل لنا أولئك بمسار المسالك وبجمال الممالك، وأيقنا أن ليس فينا إلا هالك وابن هالك.. !
* * كذا شاء لنا المسرحُ الرحباني أن نواجه الموت بإيقاع الحياة، وأن نشهد المَدْفن ونتفحّص الوجوه؛ فإذا الأقنعة تحجب الاقتناعات، وإذا الابتسامةُ تُكثِّف الوجع، وإذا الجمهور يتحسس في جوانحه خفقاتِ وطنٍ يئن، وزفرات العربي (ما بعد الأخيرة) تردّد له:
يا صوتي ضَلّك طاير
زوبع بها الضماير
خبّرهم عا اللي صاير
بلكي بيوعى الضمير
* * الرحابنة مدرسةٌ استوعبت فصول التميّز في الشِّعر والمسرح والموسيقى، ومنها عزفنا ألحان الشجى، واستعدنا الموشحات والمقطعات، وتذكرنا:
ردني إلى بلادي- غنيتُ مكة - نسمت من صوب سوريا الجنوبُ - شام يا ذا السيف - بالغار كُلِّلت أم بالنار يا شام - يا جبل الشيخ - زهرة المدائن - جادك الغيث - سنرجع يوماً إلى حيّنا..
* * ومع (فيروز) والرحابنة كانت كلمات جبران والأخطل الصغير وسعيد عقل وأنسي الحاج، وإبداعات عاصي ومنصور وزياد، وأدركنا الفرق بين السمو والدنو، وبين الذرى والثرى، وبين الرسالة والتهريج.. !
* الرحابنة: شكراً.. !
culture@al-jazirah.com.sa




شهادات وصوت فيروز



((رحلتي مع صوت فيروز..من بغداد إلى بيروت))
سحر طه
الأثنين 7 ,جمادى الثانية 1427العدد : 160 جريدة الجزيرة السعودية (المجلة الثقافية )
http://www.al-jazirah.com.sa/culture.../speshal13.htm


صوت فيروز كان يسري عبر أثير إذاعة بغداد كل صباح. لا أدري منذ متى، لكني منذ وعيت كان ينتظرني هناك، ينساب من الراديو في مطبخ بيتنا، وهو ما برح رفيق العائلة والطفولة.
نفيق في الصباح، نشرب صوتها مع الشاي المخدّر بطعم الهال قبل أن ننطلق إلى المدرسة. لا أدري ما السر، لكن صوتها يبقى طوال النهار يهمس في داخلي، يسري في شراييني، في أوردتي، يختلط بدمي، يخدرني، أسرح بخيالي، يسرقني من الدرس، أشرد معه في الفيافي والساحات والتّلات، أردّده وفجأة أصحو على صوت الجرس يعلن نهاية الحصة، والنتيجة لا درس ولا من يفهمون.
درس واحد كنت أدخله بشغف وانتظار ورغبة هو درس (النشيد)، لا لكي أغني فحسب، بل لكي أتعلم أناشيد فيروز وأغنياتها الوطنية التي كانت تُقرر ضمن منهج تعليمنا في هذه الحصة.
أذكر أنني في سنوات طفولتي الأولى، في الابتدائية، سمعت فيروز وهي تغني لفلسطين فاعتقدتها فلسطينية تغني أرضها المسلوبة، تدق أجراس العودة وتبث حنينها إلى مدينة القدس، زهرة المدائن، فكنا نقف في الاصطفاف أو الطوابير الصباحية في الساحة وقبل دخولنا إلى الصفوف ننشد (سيف فليشهر... الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع..) أو (شوارع القدس العتيقة)، فكانت هذه البذرة الأولى التي ولدت لدي الشعور أو الوعي بما يسمى (قضية فلسطين) وصراعنا نحن العرب مع إسرائيل. إذن تعرفت إلى القضية أولاً من فيروز، لا من كتب التاريخ، ولا أصغيت للكبار أو فهمت عن ماذا يتحدثون، ولا من الأخبار، وفيما بعد كانت تأتينا نحن الأطفال المعلومات تباعاً، ورويداً. فكانت أغنيات فيروز السبب الذي دفعني، وأثار لدي الحماسة، وأنا بعد في العاشرة للنزول إلى الشارع وترك المدرسة لأشارك للمرة الأولى في حياتي في مظاهرة في شوارع منطقتنا، وهي بالمناسبة اسمها (شارع فلسطين) وذلك في يوم الذكرى المشؤومة لوعد بلفور. وما زلت أذكر الحماس الشديد وأنا وزميلاتي نردد الهتافات ضد بريطانيا وإسرائيل ونغني (سيف فليشهر). ربما لم يكن اعتقادي هذا بعيداً كثيراً عن الواقع، ففيروز بالفعل، والأخوان رحباني، أكثر الفنانين الذين قدموا أعمالاً لفلسطين، وربما أكثر مما فعل فنانون فلسطينيون، حسب الشاعر محمود درويش. أعمال عديدة لا تزال المعين الأساسي والمرجع وإليها العودة في كل مناسبة، فطالما القضية مستمرة، لن نجد أكمل وأبدع وأكثر مناسبة من أغنيات ومن صوت كصوت فيروز يعبر عن حالة الحنين الدائمة إلى الأرض المسلوبة.
ينقل إلينا الباحث والكاتب فواز طرابلسي مقتطفات من مقالة للشاعر درويش بعنوان (تلك الأغنية وهذه الأغنية) يقول فيها: (... لقد أشهر الفلسطيني هويته الجمالية بالأغنية الرحبانية العربية.. حتى صارت هي إطار قلوبنا المرجعي، هي الوطن المستعاد، وحافز السير على طريق القوافل الطويل).
ولعل الأمثلة كثيرة على مثل هذه الأعمال: (راجعون)، (خذوني إلى بيسان)، (غاب نهار آخر)، (زهرة المدائن)، (شوارع القدس العتيقة)، (جسر العودة)، (يا جسراً خشبياً)، و(أجراس العودة). عاشت فلسطين في ذاكرة كل طفل عربي، لا عراقي، أو لبناني أو سوري فحسب، ولا في أذهان الكبار قضية فقط، ترسخت أكثر من خلال ذكر تفاصيل الحياة هناك، والحلم، حلم العودة المضمخ لا بالدم بل أيضاً بالأمل. (سنرجع يوماً إلى حينا)، ما زالت الأغنية حتى اليوم، بل أكثر من أي وقت مضى، أكثر أغنية أرددها لا شعورياً. أجمل أغنيات فيروز الفلسطينية وأروعها على الإطلاق، تنساب من بين شفاهي في غفوتي ويقظتي، في حلمي ومنامي، أصحو لأجدني أدندنها، أنام فأجدني أتمتم بها، لا أدري كيف ولماذا تأتي على لساني دوماً وفي غفلة مني.
وفي سذاجة الطفولة كنت أعتقد أن فلسطين قاب قوسين أو أدنى من أهلها، أو أنها على مرمى حجر، وما على الفلسطينيين سوى العودة إلى ديارهم، وسيجدون الأبواب مفتوحة أمامهم وما عليهم سوى الأمل والإصرار والتعالي على الجراح وغناء أغاني فيروز وستفتح السماء أبوابها تلبية لدعواتهم.
في إحدى المناسبات في السنة الماضية، كانت لدي حفلة، فقررت أن أغني هذه الأغنية بعد أن أتعبتني. أتعبني رنينها في رأسي وتردادها الدائم في حنجرتي وأكثر من ذلك دموعي الحارقة التي ترافق كل جملة ومشهد من مشاهدها المبدعة، قلت ربما أرتاح منها بعد أن أؤديها على المسرح، لكن.. لم ينجح الأمر. لا تزال الأغنية باقية، معشعشة في وجداني.
هل السر في ذلك الكم التعبيري الهائل الذي وضعه الأخوان رحباني في صياغتها كلمات ولحنا؟ أم هو صوت فيروز الذي غلفها بتلك الهالة الإلهية البراقة وذلك الحنين السافر إلى مكان الطفولة، إلى الأرض (... هنالك عند التلال تلال تنام وتصحو على عهدنا..). تعالوا نستعيد معاً أغنية طفولية مثل: (طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان، بدي إرجع بنت صغيره على سطح الجيران، وينساني الزمان على سطح الجيران).
يصور تماماً الطفولة العربية، وبالأخص هو يحاكي بيئتنا العراقية بالذات. كنا أطفالاً نصنع طائراتنا الورقية البسيطة بأيدينا، كنا نجلب ورقاً عادياً نقصه على شكل مربع أو شكل (معين) بقياسات مختلفة كبيرة أو صغيرة، ونأتي بقضيب من سعفة نخلة، نقص منه بضعة قضبان رفيعة، نشذبها بالسكين حتى يصبح كل منها رفيعاً بسماكة مليمترات، نضع في كل طيارة قضيبين على شكل صليب، نقوّس أحدهما في شكل نصف دائرة ونثبتهما بالخيطان، ونأتي ببكرة خيطان سميكة ومتينة ونربط طرف خيطها بوسط الطائرة فتصبح جاهزة للتحليق في السماء. ثم يبدأ السباق، نتسلق سلالم البيت، إلى السطح، كل منا على سطح بيته، يبدأ كلّ منا برفع طيارته الخاصة حتى يأخذها الهواء، ونتحدى من الذي (ينجّمها)، يعلّيها أكثر من غيره، تبتعد فتبدو مثل نجمة صغيرة في السماء أو طائر يلوح بجناحيه من البعيد، متعة كبيرة لعل الأخوان رحباني عرفاها في طفولتهما ليكتبا رائعة مشهدية كهذه الأغنية.
هكذا كنت أسير في الشوارع فتقبض علي صديقاتي متلبسة وأنا أردد أغنيات فيروز، وفي المخيمات الكشفية والرحلات الطلابية، كانت مدرستي الفنية حيث الاسكتشات وتقليد الحركات والوقفة ما بين ضحك وجد ولعب ومرح كانت حياة كاملة بكل تفاصيلها. صوتها، كان يحرسنا، يهدهدنا، ولا يزال في كل الأوقات، نتنشقه مثل الهواء كل لحظة، بلا توقف، بلا كلل، مثل الماء كلما عطشنا شربنا ولا نرتوي أبداً.
هذا هو صوت فيروز لا يزال رفيق طفولتنا وأحداثنا، الكبيرة منها والصغيرة، في لحظات الفرح والسعادة، وفي لحظات الحزن والحنين والذكرى، والألم والقسوة والأنين. يغذي الشرايين فتستمر حياتنا. يملس على جراحنا، يبلسمها، يطيبها مهما نزفت.
فيروز مهما كبرت تبقى في نظرنا تلك الصبية التي تكتب رسائل الغرام إلى الحبيب الغائب، تلك التي تحن إلى أرض السلام، بغداد والشعراء والصور. فتاة بخفرها وهدوئها انسلّت إلى أيامنا، كتبت ذكرياتنا، (طفلة الدهشة) كما وصفها بيان لبنان المطالب بجعل يوم ميلادها في 22 تشرين الثاني من كل عام عيداً وطنياً، وهذا أقل ما يمكن أن يقدم لرمز لبنان.
فيروز نبض الحياة، نبض القصائد نبض الألحان، نبض الذاكرة، والتاريخ والوجدان وستبقى ما مر من زمان. استعاد الرحانبة في عبقرية لافتة، مدهشة، من خلال توزيع موسيقي مبدع ومتفرد للموشحات واستحضروا ذاكرة الأندلس بكل إبداعاتها وأبعادها، وعناصرها وأشعارها، وزعوا موسيقى القديم منها أو كتبوا الشعر والقصائد ولحنوها على الروحية ذاتها، فما تلبث أن تعيدنا أجواؤها إلى تلك الحقبة الغنية الخلابة من تاريخنا الموسيقي العربي المشرف، فلا بد من فضل للأخوين المبدعَين ومعهما صوت فيروز الذي حول الغناء العربي عن مساره الذي ساد طويلاً قبلها، ومعها بدأت حقبة جديدة في تقنيات الصوت العربي المشرقي. مع صوت فيروز بات الطرب مختلف المعنى والمقاييس.
الطرب أصبح لا يعني (العُرب) فقط أو القفلات (نهايات الجمل اللحنية) استعراضية مسرحية، أو قوة الصوت، جهارته وعرضه.
مع صوت فيروز أصبح الطرب يعني حالة تعبيرية، صوفية، تأملية. حالة روحانية، إنسانية، شفافة تمثل صوت الإنسان الذي يعبر بكل صدق عن مختلف مكنوناته وتناقضات حالاته من فرح، ألم، حزن، وجع... صوت يقنع السامع بمضمون ما يغنيه، صوت الطفولة حين الضرورة وصوت الحق حين القناعة، صوت الهزل حين يتطلبه مشهد مسرحي أو صوت الجد والحماس والقوة وووغيره. والأهم من ذلك كله نتساءل: هل من صوت وحّد شعب كما وحد اللبنانيين صوت فيروز. أيام الحرب كانت بيروت منقسمة على نفسها شرقية غربية. طرفان مختلفان متقابلان يتقاتلان، يتراشقان، يتقاصفان بشتى أنواع الأسلحة، وحده صوت فيروز كان ينطلق من الطرفين، اختلف اللبنانيون على كل شيء إلا صوت فيروز. بقي رفيقهم في المتراس، ورفيقنا في الملاجئ وفي دروب الهروب من جحيم المعارك. لا ندري كيف كان من الممكن أن تمر الأيام علينا بلياليها ونهاراتها من دون صوت فيروز؟
أيضاً فيروز غيرت مقاييس الشكل الذي كانت تظهر به المطربة من قبل على المسرح، فكما عهدناها طوال مسيرتها الطويلة ومنذ انطلاقتها الأولى، كما الفيروز لم تغير لونها، فيروز هي هي. مذ بدأت خطوتها المسرحية الأولى كان لها إطلالتها الخاصة. وقفة ثابتة، هيبة، جدية، فخر، شموخ، ثقة بالغة، احترمت نفسها، لا مياعة، ولا إغراء، صورة لمطربة لا تشبهها صورة مطربة أخرى في عالمنا العربي وفي أي زمان.
وجه صارم، ملامح لا تنساق بسهولة إلى أي نوع من المؤثرات، لا جمهور بالآلاف يلوح لها، ولا أضواء، ليس سوى ما يجذر صورتها أكثر فأكثر في أعماقنا. عينان واسعتان لامعتان أبداً، محدقتان في نقطة واحدة، لا التفاتة ناقصة أو زائدة. ثغر يكاد لا يفتر إلا عن الغناء، لا ابتسامة إلا نادراً. جسد ناحل لا يهزه إيقاع ولا يستدرجه نغم. لا خطوات إلا ما يتطلبه المشهد المسرحي وما رسمه لها المخرج. صحيح أن هناك إجماعا حول فنها المبدع، لكن أيضاً بضعة آراء متطرفة سطحية تتناول أحياناً الشكل الثابت الذي تحدثنا عنه، إذ يعتبره البعض قاسياً، وملامح الوجه جامدة لا حياة أو تعابير فيها حتى في التمثيل المسرحي. البعض يقول لا نجد تعابير فرح أو حزن. لا ثورة، لا خضوع، بمعنى أن ملامحها محايدة لا تظهر تعاطفاً مع المضمون كما يظهره صوتها. فيما ترى الغالبية العظمى، ونحن من ضمنها، في ذلك الوجه وتلك الملامح قوة سحرية، سرية، غامضة، تجذب الناظر إليها بل وتجعله يطيل النظر من دون ملل، فربما السحر والجاذبية في اعتقادنا يتجليان في عينيها، في أحداقها الواسعة، وسع البحر، بحر لبنان، فالناظر إليهما يغوص في الأعماق محاولا اكتشاف الأسرار التي تحملها المرأة في حناياها وبين ضلوعها وفي فؤادها وفكرها، وليس من جواب شاف يأتينا عن هذه التساؤلات، وإلا لما بقينا حتى اليوم نبحر مع صوتها، ووجهها الأيقوني وجسدها الناحل يكاد يذوب ولا يأخذ حيزا من الخشبة يذكر.
لكن في غرابة الأساطير، حين تطل على الخشبة تتراقص الأخيرة تحت قدميها، فرحاً وخشوعاً من رهبة دعسات ناعمة، ثم تنتفض المدرجات وتصطخب الأصوات وتهلل الحناجر وتشتعل الأيدي وتضاء الولاعات والشموع نذورٌ بالآلاف. فما السرّ؟؟؟ كائن ضئيل، إطلالته تعادل إطلالة مارد. كائن نود أن نلمسه، لكنه يبدو خرافياً أكثر منه حقيقياً. كائن بقدر حضوره وطغيانه وسلطته، رمزي، لا يلمس.
نفكر: لا شك أن إرادة حديدية وذكاء وراء هذا الشكل الثابت والشخصية الواحدة طوال عقود، وإرادة كبيرة في نبذ إغراءات الأضواء والشهرة، والغنى والقدرة على رفض الظهور في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء إلا ما ندر.
عندما انتقلت إلى بيروت عام 1980، أغاظني بل أحزنني أنني لم أر فيروز في أي مكان عام، أو وجهاً لوجه. اعتقدت إنني ذاهبة إلى بلد فيروز إذن سأراها في كل ساعة وفي كل شارع أو زاوية. كنت سأعرب لها عن مدى حبي منذ الطفولة، عن حب شعبي وصديقاتي وأهلي وعشق بلدي لها.
سأخبرها كم نعشق أغانيها، ونغنيها منذ الصباح وحتى المساء، في المدرسة وفي الجامعة، أود أن أخبرها أول ما غنيت على المسرح في أول حفلة لي على الإطلاق، ضمن الجامعة برفقة فرقة غربية (لا تخت شرقي): أغنيات (كان الزمان وكان)، (كان عنا طاحون) وغيرها، وبالطبع عشرات المغنيات فعلن مثلي.
وحين التقيت زميلي في الجامعة، الذي أصبح زوجي فيما بعد، سألته عن فيروز، وحين أصابنا كيوبيد بسهمه، رحت أحفظ أغنيات فيروز وأرددها على مسامعه ليصحح لي اللفظ، وأحياناً كنت أكثر إصراراً فأسجل بصوتي كاسيتات كاملة وأطلب منه سماعها وتصحيح الأخطاء وتفسير ما أعجز عن فهمه، وهكذا تعلمت اللهجة اللبنانية بسرعة. وأحياناً كنا نتراسل كعاشقين بكلمات أو مقتطفات فيروزية. منذ سنوات بدأت أراها عن قرب في المهرجانات، حين بدأتُ تغطية النشاط الموسيقي في لبنان كصحافية، والحقيقة احترمت موقفها هذا من الظهور الإعلامي، لأنه جنبها المهاترات، والقيل والقال ولَوك الألسن والأقلام لحياتها الخاصة، وأبقاها رمزاً للصفاء، وأيقونة ناصعة، لا خدش فيها، تزداد قيمتها كلما عتقت، لكن أيضاً بقيت مادة طازجة ولا تزال للبحث والكتابة والتحليل. عشرات المقالات والكتب في الوطن العربي، تتناول فنها الأسطوري وقليلاً شخصها كإنسانة.
أي سر في هذه المخلوقة، المعشوقة، المنذورة، المأسورة، المرموقة، الساحرة، المسحورة، الأسطورة التي لن يأتي الزمان بمثلها إلى حين، تلك التي اسمها فيروز؟.






 
رد مع اقتباس
قديم 04-07-2006, 06:05 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


محمد علي شمس الدين وصوت فيروز ؟؟

شعرية الأخوين رحباني ..بين المسرح والموسيقا
محمد علي شمس الدين

تم الاصطلاح على تسمية الشاعرين والمسرحيين اللبنانيين عاصي الرحباني ومنصور الرحباني بالأخوين رحباني، وللفنانين المذكورين إخوة آخرون، من بينهم موسيقي مشهور هو إلياس الرحباني، إلا أن التصنيف الإبداعي المشهور شعبياً وفنياً أخرج إلياس من دائرة العقد الرحباني الثنائي الفريد، لأسباب صحيحة أولها ندرة أو عدم تشاركه مع أخويه في أعمال شعرية ومسرحية، وثانيها الفارق القيمي الإبداعي الملحوظ بين إلياس وأخويه، والأهم هو استئثار الأخوين رحباني بجوهرة الغناء العربي الفريدة، فيروز.. وبعد وفاة عاصي انفصل منصور عن فيروز، وأكمل مسيرته المسرحية والشعرية بمفرده، ولم يخلُ ذلك من أسئلة وملاحظات.. فخلال تشارك الأخوين معاً في الكتابة والمسرح، كان يتبادر للذهن سؤال: أين يبدأ هذا ويبدأ ذاك؟ وكيف في الإمكان التشارك في كتابة قصيدة، أو نص مسرحي؟ وذلك لأن في الشعر وفي التأليف الإبداعي على العموم فرديّة وخصوصية وأسرار يخفي بعضُها حتى على أصحابها.
إن علاقة الشاعر بقصيدته شبيهة بعلاقة العاشق بالمعشوق، تتصف بالاستئثار والفردانية..
فكيف إذن يتشارك اثنان أو أكثر في كتابة نص شعري أو ورائي أو نص مسرحي واحد؟ إن هذه الكتابة المشتركة، عرفت في أوربا (فرنسا على وجه الخصوص) من خلال تجريبية إبداعية وضعها السرياليون في التداول، إنما بصفة محدودة.. فتمّ تأليف قصائد جماعية، وتمت كتابة جمل شعرية من خلال كلمات يقترحها عدد من الشعراء في جلسة ما، يتم إلصاقها الواحدة إلى الأخرى من دون تدبّر سابق، أو عقل سابق لها، وكيفما اتفق، ألف السرياليون الفرنسيون أول جملة شعرية جماعية أوتوماتيكية بحضور وإشراف مؤسس السريالية وبطريركها الأول: أندريه بريتون.
حدثت بعد ذلك تجارب أخرى شعرية وروائية مشتركة.. إلا أنها قليلاً ما حفرت في الحقل التجريبي للكتابة.. فهي على كل حال، قليلة ومتباعدة وحين انتقلت الحساسية السريالية والتجريب السريالي إلى الثقافة العربية مع هبوب رياح الحداثة الغربية على العرب، في أواسط خمسينيات القرن الفائت وما بعده، تحققت ألاعيب وتجاريب شعرية قليلة احتضنتها مجلة شعر اللبنانية التي أسسها يوسف الخال العام 1953.
وكتب البعض، وربما بأسماء مستعارة، ترّهات شعريّة مثل (مقامة الضمعباد) كنص تسفيهي للبلاغة العربية القديمة.. إلا أن هذه المحاولات لم تترك بصمات لها في تجربة الحداثة الإبداعية العربية.
تشارك روائيان عربيان معروفان وكلاهما اليوم في ذمة الموت، وهما عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا في كتابة رواية واحدة هي (عالم بلا خرائط).. وإذاكان الشاعر أو الكاتب هو الأسلوب كما يقول الفرنسيون (Le style c'est l'hnu ué) فما هو الأسلوب بالنسبة لاثنين أو أكثر؟ من خلال قراءتي للرواية المذكورة، ومعرفتي الشخصية بالروائي والشاعر الراحل جبرا إبراهيم جبرا، وسؤاله مباشرة عن أصل التشارك في كتابة رواية وأصوله وتقنياته، تبيّن لي أن هذا التشارك لم يستطع أن يطمس ملامح أسلوبين في فصول الرواية، فعبد الرحمن منيف سردي نثري في أسلوبه، أما جبرا فشعري فنتازي، وقال لي يومها جبرا أن الاتفاق تم بين الاثنين على أن يبدأ هو كتابة الفصل الأول من الرواية من دون أي اتفاق مسبق على الخط أو الخطة أو الهدف.، هكذا إذن: كتب جبرا فصلاً أول من رواية ما، قام بتسليمه إلى منيف، وقرأه وتابع بدوره كتابة الفصل الثاني، وهكذا حتى تمت كتابة فصول الرواية بالتناوب.
في النهاية اجتمع الروائيان في جلسة مشتركة أخيرة، وطلعت الرواية على هذه الصورة.
ليس لديَّ أية معلومات خاصة تتعلق بكيفية وتقنية كتابة الأخوين رحباني لنصوصهما الشعرية والمسرحية المشتركة، وكان هناك من يغمز خفيةً من قناة منصور معتبراً أن عاصي هو الأساس.. إلا أن هذا الادعاء لم يُثبت ببينة.. فقد تابع منصور بعد وفاة عاصي كتابة الشعر والمسرحيات.. ولم يظهر كبير فرق بين العصرين.
كما أن ثمة شهادةً ثمينة قالتها فيروز وهي واسطة العقد الرحباني الفريد وأكثر الناس قرباً من الأخوين ومعرفةً بأحوالهما، فإنها حين سُئلت عن العلاقة والفرق بين عاصي ومنصور قالت: (إنهما متشابهان كحبتي المطر).
والعقد الرحباني الفريد الذي أعنيه تشكّل وانتظم هنا على الأرض اللبنانية في مطلع عشرينيات القرن الفائت، وقد تألف من اثنين رحبانيين في الأساس هما عاصي ومنصور وفي الوسط فيروز.. ثم جاء بعد ذلك زياد الرحباني ابن عاصي وفيروز، وهو من السلالة العبقرية نفسها إنما بنكهة أخرى تخصّه وتميزه، فالرحابنة إذن هم هؤلاء من دون أية إضافة أو نقدية.. إن حبّات هذا العقد مشغولة كما أراها، بعناصر من طبيعة وخيال ومشحونة بدم بشري خاص، حالم عند الأخوين، ساخر واقعي عند زياد.
وأراها منشورة على ساحةٍ تمتد من انطلياس في الضاحية الشمالية لبيروت، قرب الفوّار والغابة صعوداً إلى (المنيبيع) الجبلية في الشوير (الجبل) فما فوق حتى ذروات الجبال والنسور الموصولة بالسماء، نزولاً إلى البحر وقيعانه العميقة، وثمة بعض من هذه الجواهر مخبأ في كهوف لا تكشف أسرارها بسهولة، لسيرة هؤلاء الرحابنة وأشعارهم ومسرحياتهم وألحانهم مسالك ومفاتيح وناطورة لهذه المفاتيح، لكل هذه الناطورة ساحرة قاعدة في مكان ما في القيم وجدائلها تنساب إلى الأرض. سماوية وإن كانت من لحمٍ ودم وتراب.
امرأة خاصة مقدودة من ضوء وظلمة معاً واسمها (فيروز)،. ليس في الإمكان فهم أشعار الرحابنة ومسرحياتهم وألحانهم والإحساس بها بلا صوت فيروز.
إنّ صوت فيروز جزء من شعرية هذه الأشعار، والدليل على ذلك هو أنه لو حصل (وقد حصل بالفعل) وغنيت أشعارهم بأصوات أخرى غير صوت فيرو لما كانت هي هي.
والمفارقة الموضوعية والتاريخية النادرة هنا هي التالية:
أن القصيدة الأغنية الرحبانية مؤلفة من اثنين فثلاثة.. تجلس في وسطهم رابعة، فلو حركت عنصراً في هذا الهيكل يتصدع الهيكل، والعقد الرحباني- فيروز يطرح على المتأمل فيه أسئلةً ومفارقات.. من بينها ما سبقت الإشارة إليه من تشارك اثنين في نص واحد يضاف لذلك إضافة الصوت للكتابة، والشراكة إذن شعرية مسرحية صوتية.. وهذه هي المفارقة.. الصوت هنا جزء من داخل الأغنية القصيدة، أو الأغنية - المسرحية وليس من خارج.
هناك إذن أقانيم وواحد.
أعتقد أن فيروز هي قوس قزح الغيم الرحباني، هذا القوس الذي انثلم بموت عاصي ولم يلتئم مع منصور وحده بعد ذلك، لعله التأم بصورة أخرى مع زياد.. الذي جدد أمه.. ولد أمه من جديد.
ما معنى شعر الأخوين رحباني؟ أين هو؟ وكيف؟
أن ما ترك موقعاً بهذا الاسم المزدوج مجموعة من الأغاني والقصائد بالعامية اللبنانية في غالبيتها، وبالفصحى العربية في القليل منها، فضلاً عن المسرحيات الرحبانية المعروفة التي تنتمي إلى المسرح الغنائي (Le théatre lurique) وعدد هذه المسرحيات المكتوبة بالمحكية اللبنانية 22 مسرحية. والظاهر أن القصيد الرحباني في جوهره، وفي ما هو نسق في الكلمات والرؤية والتأليف، يؤلف مناخاً خاصاً رحبانياً إنه طقس شعري يندرج فيه كل ما يشبهه أو يتفرع منه.
فإنني كنت أعتقد أن قصيدة (دقت على صدري وقالت لي افتحوا تا شوف قلبي أن كان آعد مطرحو) هي للأخوين رحباني من حيث هذا المناخ أو الطقس الشعري الذي عنيته.. في حين أنها في واقع الأمر للشاعر الراحل عبد الله غانم، لقد اختار الرحبانيان نصاً يشبههما في الأسلوب، كذلك، وبعد موت عاصي الرحباني في 21 حزيران (يونيو) 1984، حيث امتنع مادياً توقيع الأعمال الشعرية والمسرحية باسم هذا الثنائي المجيد.. فإن مسرحية صيف 860 لمنصور وحده، يمكن فنياً توقيعها باسمهما معاً.. أعني لجهة المناخ وجوهر القول الشعري والتقنية المسرحية.. والفضاء المسرحي.. فضلاً عن تقنيات الكلام الشعري والمسرحي معاً.
نعود إلى طرح السؤال: ما هي عناصر الشعرية الرحبانية هذه؟
ونجيب: كتب الرحبانيان معاً من العشرينيات للقرن الفائت حتى وفاة عاصي شعراً (كمقطعات غنائية) - عامية وفصحى- لا تتجاوز الواحدة منها في الأداء الغنائي أربع أو خمس دقائق، وعدد هذه المقطعات كبير، لم يجمع منه وينشر سوى قصائد من عامية وفصحى وبعض المترجمات جمعت في ديوان صغير من 144 صفحة سمياه (سمراء مها) باسم إحدى القصائد التي غنتها فيروز، وصدر العام 1925 عن دار الرواد في دمشق.. مع رسوم بريشة أدهم إسماعيل، ويشتمل على 77 قصيدة وأغنية.
كما كتبا مسرحيات طويلة بالعامية 22 مسرحية تمتد في الزمان من عشرينيات القرن الفائت حتى منتصف ثمانيناته.. وفي المكان تمتد من عروق الريف اللبناني وأحلامه الأولى الطفولية (موسم العز، جسر القمر، الليل والقنديل، بياع الخواتم، دواليب الهوا).. وتتمدد أحياناً في سراديب التاريخ (بترا) أو تصعد لقمم الجبال العالية (جبال الصوان) وتمجد البطولة أو تنتظرها (أيام فخر الدين).. ثم تعود إلى المدينة لتعيش فيها من حيث هي واقع يومي للإنسان في توزعه بين همومه المعيشية اليومية، وصدامه مع السلطة السياسية والاجتماعية، وتوقه الشغوف للحرية.. حيث الحب هو وحده المحرر، وحيث البغض هو القيد والسلاسل.
بالطبع ثمة تسريبات هنا وهناك أحياناً، هي وجودية أحياناً أو عبثية (كما في مسرحية الشخص) أو (المحطة) حيث يطول الانتظار ولا أحد يأتي (على غرار في انتظار غودو) وحيث يتم التأهب للسفر ولا سفر على غرار نهاية اللعبة حيث يردد البطل عشرات المرات أنا ذاهب.. أنا ذاهب ولا يذهب مع انه في ثياب السفر. وهي جزء من اللعبة الذهنية والثقافية في المسرح الرحباني.. وهو ما يحتاجه تفصيل لخصائص المسرح الرحباني.
أما الشعرية الرحبانية فشعريتان: واحدة للنصوص المغناة أو الأغاني والأصوات على غرار ما صنعه أبو الفرج الأصبهاني في كتابه الشهير (الأغاني) حيث أورد قصائد تحت عنوان أصوات وقرن الشعر بالصوت في حنجرة وأداء المغنين في أيامه.. وواحدة للنصوص المسرحية فمسرح الرحبانيين مسرح غنائي، وربما لم يكن في بعض فصوله سوى أغانٍ وأناشيد طويلة أو حوارات غنائية مركبة على أشخاص ومواقف.. (أدوار فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين) حيث الأبطال المسرحيون سواء كانوا من الماضي أو الحاضر أو المخيلة هم مغنون أو مؤدون غنائيون. ويلاحظ في الأغاني المفردة، أن شعر الشاعرين مؤسس على الغناء والنغم، فالموسيقى في هذه القصائد (وهي عامية بمعظمها) أصل الكلام، والغناء أصل القصيد.
لذا لا بد هنا من التأكيد على أن صوت فيروز جزء تكويني عضوي من داخل القصيدة الرحبانية. إنه ليس مجرد أداة للإنشاد، أو لقول الشعر، بل لعله هو هو القصيدة والشعر بصورة ما.. وشعر الرحبانيين هنا يأتي من أصل الأشياء والعناصر.
من مقلع الحياة الطبيعية، فالإنسان كما يقول فقهاء اللغة (الشيخ عبد الله العلايلي) (غنى قبل أن يتكلم).
هذا من جهة.. ومن جهة ثانية فإن هذه الأغنيات من كلمات ومعان وصور طالعة من قاع الطفولة (الولدنة) كما تسميها الأغاني الرحبانية. وطلوعها من (هناك) شبيه بطلوع البخار من الغابة.
إنها تنفس الطفولة، والطفولة هنا هي الطفولة الرحبانية بالذات (أي سيرة ذاتية طفولية لأخوين ولدا معاً وعاشا معاً.. إلا أنها قادرة على استثارة أية طفولة أخرى) إنها مربوطة بذكريات النشأة الأولى للوالدين في غابات أنطلياس حيث تمتزج عناصر الطبيعة بحكايات الجدة وقدرتها الخرافية على إثارة المخيلة.
يقول منصور الرحباني في مقابلة شخصية أجراها معه نبيل أبو مراد وأثبت جزءًا منها في كتابه (الأخوان رحباني- حياة ومسرح) عن دار أمجاد للنشر والتوزيع ط1-1990: (هناك في الليالي الحالكة، غالباً ما كنا نسمع عواء الذئاب التي كانت تكثر في الأحراج المجاورة، يخالطها نباح الكلاب وعواء الثعالب وهدير العناصر الطبيعة).
ويروي عن جدته لأمه في المقابلة المذكورة نفسها أنها (كانت امرأة أميّة من بلدة عينطورة - المتن - وكانت تحفظ في ذاكرتها حكايات القبضايات والمكارية والجن والرصد وكانت تنظم الزجل والفراديات).
هذا المناخ الأول للطفولة الرحبانية (في تلك الطبيعة بظرفها التاريخي الموصوف بالذات) شكّل حضن الأغاني والأناشيد التي أبدعها الشقيقان.
تضاف إليها مناقبية ما آتية إليهما من جهة الأب (حنا الرحباني).. الذي كان من قبضايات انطلياس وكان فاراً من الدولة العثمانية، إنما كان رجلاً أخلاقياً، وله عصب في العزف على البزق، الآلة الموسيقية التي كان يعشقها.
تجميع هذه العناصر على بعضها، يشكل حضن النص الشعري الرحباني الأول، وهذا الأصل له صلة بسخرية الأشياء والكلمات.. والاعتقاد بأن الكلمات تصنع الأشياء.
نحس من حيث الأصل الغنائي للكلمات أن معظم قصائد الرحبانيين، تغني بذاتها لذاتها، لما في تركيبها من عناصر موسيقية للحروف والكلمات، نأخذ مثلاً: (هيلا يا واسع):
(هيلا يا واسع - مركبك راجع - بسمتك لالا - عبستك ليله - هيلا هيلا)
نحن هنا إزاء أصوات أو نداءات صوتية أكثر مما نحن أمام كلمات.
كذلك أغنية (طلعلي البكي) حيث يتردد فيها (يبا لالا) في حوار صوتي يجعل من الكلمة لحناً. نلاحظ هنا نسباً بين الأغنية الرحبانية والموشح.. كما هو معروف في نشأته الأندلسية، من حيث تأسيس الأشعار والأوزان على الأصوات والألحان واستكمال الكلمات بإضافات نغمية وصوتية ذات قيمة إيقاعية محضة ولا معنى لها من حيث هي لغة، فالموشح نوع من الشعر ونوع من الغناء في آن.
استطراداً في الإمكان ملاحظة اللعب بعناصر الكلمات والقوافي والحروف، ومطابقتها وأنساقها في النصوص الغنائية الرحبانية.
هناك تنويع أو ترجيع لبعض الحروف، حروف الزاي والراء والعين مثلاً: (راحت علمزارع والمزارع - فيها الزرع والع بالمزارع) الرصد العددي يشير إلى المتوالية التالية للحروف:
ز = 4 مرات
ر - 5 مرات
ع = 6 مرات
وهي حروف الجذر (زرع) للمقطع.
القاف والفاء (وهما أصل قف في موقف)
(وقفت علمفارق والمفارق - فيها الهوى مارق علمفارق)
ق (وتلفظ أ) = 5 مرات
ف = 4 مرات
ونجد في النص الرحباني حوار الزمان والمكان حيث نجد عناصر طفولة وخوف ودوران، حيث الصراع مع الموت والضغينة يأخذ شكل الحيلة الشعرية ويتم الانتصار بالطفولة والحب.
(الموت + الضغينة + التآكل التغيرات ضدها الطفولة، الحب، الشعر)
والطفولة مطروحة دائماً ضد الموت على شكل دوران، إنها دويخة ضد الوحش حيث يتم مغالبة الموت أو التآكل والهرم بالنسيان (وينسانا الزمان - عسطح الجيران).
(وان سألو وين كنتو - وليش ما كبرتو إنتو - بنقلهن نسينا..) رائعة هي هذه الحيلة الطفولية حيث الشعر بشهر الطفولة (ببراءتها) ضد مخلب اسمه الوقت.
مثل طفل يشهر إصبعه في وجه الوحش:
(يا دارة دوري فينا
وظلّي دوري فينا
تا ينسو أساميهن
وننسى أسامينا)
إنها جميلة.. هذه الحيلة، ولكنها مضحكة.
ونسأل: لماذا الدوران والنسيان في الأغنية الرحبانية؟
ونجيب: الدوران والنسيان هما العودة إلى البداية، فالدائرة هندسياً أولها آخرها. أجمل الحركات وأكملها الدوران. الدوران هو اتصال الموت بالحياة والحياة بالموت.. الدوران إحياء. أما النسيان فإلغاء.. رغبة في العودة إلى الرحم إلى البداية الأولى، النسيان محو من أجل الابتداء من جديد.
وهذا المعنى كان يراود الأخوين رحباني.. على ما يبدو، من الصغر، فقد روى نبيل مراد في كتابه آنف الذكر (الأخوين رحباني-حياة ومسرح) من حديث شخصي له مع منصور أنه في العام 1937 أصدر عاصي مجلة مكتوبة جميعها بيده، يؤلف بنودها ويوقعها بأسماء مستعارة.. بالفصحى والعامية.. ومن طرائفها النص التالي الذي بالإمكان اعتباره النواة الأولى المتقدمة للطرافة الشعرية لدى عاصي حيث تظهر باكراً لديه مسألة الدوران أو (البرم) كما في النص:
(قد جاء الليل وظلماته
غمرت أشجار الساحات
لا بيت يضوي بقنديل
خوفاً من ضرب الغارات
وبصرت بنومي حبيبة قلبي
قد ضربت لي سلامات
ولقد جاءت تخطر مشياً
وهي من أحلى الستات
فضربتها كفاً شقلبها
طحبشها مثل البيضات
برمت برمت برمت برمت
شبقت خلف الكنبايات)
وهذه المخيلة المنفتحة على الغرابة، كان يتمتع بها الأخوان رحباني من الصغر. يروي منصور أيضا (في المرجع المذكور نفسه) أن عاصي كان يداعبه أحياناً بمثل قوله (هاجمت طائرات البرغش الطرّاد منصور الراسي في ميناء التخت، وأمطرته بوابل من قنابل الملاريا).
وفي النص الرحباني أيضا حوار بين عناصر سريعة وعناصر ديمومة.
فالحوار العتيق فعلاً (ثابت)، ورمل الطريق (رخو) الفصول متحركة (حبيتك بالصيف- حبيتك بالشتي - وعيونك الصيف وعيوني الشتي) إنما خلف المتحول ما هو ثابت (الحب) فالبغض = الموت. والحب = التحرر من الموت.
في مسرحيته (جسر القمر) البغض يسجن الصبية ولا يفك أسرها سوى الحب:
(وسمعتهن عم يبغضو بعضن
وتفرقو بهلكون
هوني حبسني علجسر بغضن
ورح ظل وحدي هون
تلحب يجمعهن)
شعرية النص المسرحي الرحباني شعرية مركبة، تبدأ رومانسية ريفية في (موسم السفر) ورفيقاتها، وتنتهي ملحمية تاريخية أو نقدية أو عبثية في مسرحيات أخرى.
من السهر على أدراج الورد والأغاني في المسرحيات ذات (الدم الزراعي) إلى الفرد الشاعر الذي يكتب ويمحو الحكم:
(سيف المراجل حكم
ضبوا الدوا والعلم
فردك بإيدك شاعر
يمحي ويكتب حكم)
وكأنه استعادة إبداعية لأبي تمام:
(السيف أصدق أنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب)
في (موسم العز) ورفيقاتها من المسرح الرحباني الأول يلاحظ أصل ريفي رعوي وزراعي لجوهر القصيد، وللحركة المسرحية أيضاً، الذات الأولية بسيطة (ضيعة) وربما هي مشتقة من الضياع.. ذات ساحة وأشخاص فولكلوريين ثمة قمر وضوء وحكاية صراع ولاّدية (طفولية) في الغالب بين عائلتين أو شخصين حول شيء ما.. امرأة... قطعة أرض.. وهم من الأوهام.. ثم ينتصر الحب والقيم الأخلاقية في النهاية (على غرار جوهر الأفلام المصرية القديمة).
في هذا المسرح ذي الدم الزراعي قيم خاصة به من فروسية وأزجال وثنائيات: حب -بغض - خير-شر - عدل-ظلم - براءة-كيد.. الخ ومن خلال صراعية هذه الثنائيات تكرج أغانٍ وصور ذات إبداع خاص وجذاب.. تقول (وردة) للحرامي في مسرحية المحطة:
(طيب بدك الترين يظل ضايع بهلسهل
وتنقودو العصافير؟)
لكن النص المسرحي الشعري للأخوين رحباني ليس ساذجاً أو سهلاً.. كما قد يتراءى للذهن.. إنه مشغول بشفافية لا بسذاجة. بسيط لكنه غير سهل.
لذا هو ممتنع، قد يظن أحد ما أنه يستطيع تقليدهم، لكن المسألة أصعب من هذا الظن.. فالضيعة مثلاً، وهي بطلة المكان في معظم المسرحيات الريفية، هذه (الضيعة) ليست قائمة على أرض محددة، في مكان محدد، بأناس محددين، حتى وإن لاحت المسألة بخلاف ذلك.
إنها ضيعة قائمة هنا (في الرأس) والناس مقيمون هناك (في الخيال). المكان إذن وهم مكان، والأشخاص وهم أشخاص (قصقص ورق ساويهن ناس).
في (بياع الخواتم) تبدأ القصة على النحو التالي:
(رح نحكي قصة ضيعة - لا القصة صحيحة - ولا الضيعة موجودة)
واللافت أن كل شيء يأتي وليد الضجر. الشعر والفن وتجديد الحياة:
(بس بليله
وهوي ضجران
خرتش إنسان
عورقه
صارت القصة
وعمرت الضيعة)
تتناسل وتتساحب عناصر الضيعة في المسرحية الرحبانية عنصراً بعد آخر: الضيعة، الساحة، الجرن، الناس، العيد (في دواليب الهوا) يأتي:
(ما بيسوا ضيعه بلا عيد)
هذه الضيعة تظل بلا كهرباء، حتى ولو ضوأت الكهرباء الجبال والقرى اللبنانية بكاملها.
إنها ضيعة في البال..
وكم هي وحشية وكاسرة أحياناً كالجبل في (الليل والقنديل) حيث الوعر سيد والصيد للصياد (شريعة الغاب) عنف وعنفوان (كمشة نسورا والنسر أدي).
وعلى سيرة النسر، نرى أنه مأخوذ كرمز للبطولة العالية في مسرحية (فخر الدين) حيث يقول فخر الدين في لحظة حرجة الجملة الملحمية التالية:
(النسر لازم يتقوص قواص
ومش لازم يختير
ويموت بوكرو علعش)
هناك عناصر إحيائية وبذور انبعاث في المسرح الشعري الرحباني، مثل دور (غربة) في (جبال الصوان) التي تنحل مع عناصر الطبيعة وتعود مع الفصول.
الشخصيات تظهر أحياناً آتية من الماضي إنما هي ذاهبة للمستقبل، في المرحلة الواقعية في (صح النوم) هذا الحوار المعبّر:
(يوسف: أنا بدي أزرع خوخ
زيدون: خوخ.. الدولة بتحبو بوريحة)
مختصر الشعرية الغنائية والمسرحية المركبة للأخوين رحباني، تمجيد الحب والحرية والعناصر الأولى في الطبيعة والطفولة ومقاومة الموت والظلم والبشاعة بسحر الكلمات، بقي أن نسأل: كيف انثلم الإناء الرحباني واندلق ماؤه الفيروزي؟
ليس هو الموت، على ما نعتقد، وراء ما حصل. ثمة شيء ما أصعب منه، لعله شيء رمبوي (نسبة للشاعر الفرنسي رامبو) حيث قال: (أخذت الجمال. وضعته على ركبتي، وجدته جميلاً فهشمته) ولعله أيضا البغض أو أشياء أخرى غامضة.. والله أعلم.






 
رد مع اقتباس
قديم 04-07-2006, 06:09 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


خليل صويلح وصوت فيروز ؟؟

شجن الناي وجنون الجاز
خليل صويلح

لم يشتغل نص غنائي عربي على المشاعر وحدها، مثلما فعل النص الرحباني، فقد ذهبت هذه الورشة الخلاّقة (عاصي ومنصور وفيروز)، إلى مناطق بكر في ترشيد الأحاسيس ومخاطبة الجذور النائمة وإيقاظ العشب في حقول بعيدة ومهملة. والغريب حقاً أن هذا النص عصي على النسيان أو الموضة، فهو عابر للأزمنة، مثل راية يسلمها جيل إلى جيل آخر، كي لا تقع هزيمة محققة في الأرواح. كانت أم كلثوم مثلاً، رمزاً لمرحلة، لا تخلو من استبداد عاطفي وذكوري أحياناً، فهي (كوكب الشرق) وإمبراطورة الغناء والطرب، فيما تسللت حنجرة فيروز إلى الصباحات الجماعية كي ترافق صخب النهار، ليمتزج صوتها برائحة هال القهوة، ثم في الحافلات العامة، وكأنها طمأنينة مؤقتة لكل البشر،قبل أن يضيعوا في زحام العمل والرغبات. كنت أتساءل أحياناً، بعد هجوم قطيع من المغنين والمغنيات الجدد: ماذا لو لم تكن فيروز جزءاً من حياتنا، أو لو لم يخترع الرحابنة هذه المعجزة، منذ ذلك الوقت المبكر، هل ستذهب حياتنا إلى نفس الجهات، وكأن شيئاً لم يكن؟ لا شك سوف تكون الخسارة فادحة.
للصوت أشكال لا تحصى من الرنين، لكن رنين صوت فيروز وحده المختلف في صداقته وغرابته وعاديته أيضاً، فهو يشبهنا جميعاً، حين نتنشق رائحة عطر ما، ليرتبط إلى الأبد بحادثة محددة، تخاطب الحواس كلها. عطر صنعه أقدم الكحالة العرب بوصفة سرية، لم يكتشف أحد إلى اليوم بدقة، مما تتشكل عناصرها وخلائطها البرية. صوت فيروز قادم من البرية حتماً،من طراوة ملمس العشب، وعبق زهر البابونج، وخرنوب منسي قرب صخور الجبال العالية.
لا أريد أن أتوغل في الرومانسية، لكن فيروز تشتغل على هذه المنطقة باستمرار ودأب، لأنها تصنع حياة موازية، تخفف عبء ماهو معيش.
صوت مبلل بالمطر ورائحة الثلج لحظة سقوطه وذهب أيلول تحت الشبابيك، ومفردات أخرى تحتاج إلى معجم سري لفك رموزها، فهي لفرط بساطتها ويوميتها واعتياديتها، يصعب اختبارها جمالياً،إذ تحتاج إلى تفكيك معرفي وبلاغي يوازي ذلك العالم السري للصوت والشعر (العامي؟). أرغب أن أضع أغاني فيروز في سياق مقترح، قصيدة النثر في أبهى نماذجها، وهي فكرة لا تخلو من طيش لدى البعض، فهذه القصيدة أو الأغنية، تتخفف في نبرتها ومقاصدها من البذخ البلاغي، نحو الهواء الطلق، لتقول ما تشاء بأبسط الأدوات، ولعل الفكرة التي تؤكد أن مهارة البساطة أصعب من مهارة التعقيد، صائبة تماماً فيما يخص النص الرحباني على وجه العموم،فهذه البساطة المتروكة جانباً لدى الآخرين، تأخذ شكلها وحيويتها بأصابع هؤلاء الخزّافين المهرة، وبحنجرة فيروز، الحنجرة الزرقاء التي تشبه سماء صافية،بغيوم تسبح بعيداً. على أن فيروز ليست أيقونة، غير إنها تشبه الرسوم الشعبية المطرزة على مخدات النوم، تدعونا إلى أحلام سعيدة، إذ تتجاور عناصر متنافرة ظاهرياً، لكنها حين تجتمع معاً، تشكّل جدارية ضخمة محبوكة بخيوط من حرير طبيعي. هكذا ظلت فيروز مخلصة في صوتها وصورتها لذلك الزمن البهي للأحاسيس المشرقة، بعيداً من الغرائز، من دون أن تتردد بدخول مغامرات حقيقية،خصوصاً عندما تمكن زياد الرحباني إلى سحبها نحو بساطه الشعبي لتغادر سجادة العائلة، ولتدخل بثقة إلى الأزقة الخلفية للحياة اليومية بقاموس غرائبي يحمل بصمة الابن العبقري والمجنون، ففيروز الأمس هي بكل الأحوال غير فيروز (هدير البوسطة)، و(معرفتي فيك)، و(كيفك أنت)، هكذا تدخل تعابير جديدة إلى أغنيتها مثل الخس والزيتون وملا أنت، من دون أن نحتج على هذا التحول، إنما العكس تماماً، وكأن زياد وهو يختبر حنجرة فيروز في هذه المنطقة الملتبسة، يسعى إلى خلخلة التاريخ الرحباني لها بتاريخ مضاد، يشبه اللحظة الراهنة بكل تشظياتها، بعيداً عن الرومانسية الريفية التي لم تعد موجودة إلا في بطون الكتب، ليؤكد قولاً آخر، وهو أن فيروز تصلح لكل الأزمنة وكل الأدوار، سواء في شجن الناي أم جنون الجاز.






 
رد مع اقتباس
قديم 04-07-2006, 06:11 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


رحبانو غرافيا وصوت فيروز ؟؟

رحبانو غرافيا

قدمت عن الأعمال الرحبانية الأطروحات العديدة والدراسات المتنوعة، مسرحاً وشعراً ولحناً وتجدداً في أكبر جامعات العالم مثل السوربون وهارفرد وإكسفورد والجامعات العربية واللبنانية، وامتدت التجربة الرحبانية إلى السينما فأعطت ثلاثة أفلام هي: (بياع الخواتم، وسفر برلك و بنت الحارس) وإثر رحيل عاصي -رحمه الله - قدَّم منصور الرحباني أعمالاً مسرحية كبيرة (صيف 840) و (الوصية) و(آخر أيام سقراط) و(قام في اليوم الثالث) (القداس الماروني) و(أبو الطيب المتنبي) و(ملوك الطوائف) و(آخر يوم) و(حكم الرعيان) و(جبران والنبي) عن كتاب النبي لجبران خليل جبران وطور التحضير عدد من المسرحيات الجديدة.
وفيما يلي بيوغرافية لأبرز ما قدَّمه الأخوان رحباني:
أعمال (الأخوين رحباني) عاصي ومنصور قبل غياب عاصي
المسرح:
1957: أيام الحصاد - بعلبك
1959: محاكمة - بعلبك
1960: موسم العز - بعلبك
1961: البعلبكية - بعلبك
1962: جسر القمر - بعلبك
1963: عودة المعسكر - مسرح سينما كابيتول
1963: الليل والقنديل - كازينو لبنان -دمشق
1964: بياع الخواتم - الأرز دمشق
1965: دواليب الهوا - بعلبك
1966: أيام فخر الدين - بعلبك
1967: هالة والملك - البيكاديلي - الأرز - دمشق
1968: الشخص- البيكاديلي -دمشق
1969: جبال الصوان - بعلبك
1970: يعيش يعيش - البيكاديلي
1971: صح النوم - البيكاديلي - دمشق
1972: ناطورة المفاتيح - بعلبك - دمشق
1972: ناس من ورق - البيكاديلي - جولة في الولايات المتحدة
1973: المحطة - البيكاديلي
1973: قصيدة حب - بعلبك
1974: لولو - البيكاديلي - دمشق
1975: ميس الريم - البيكاديلي - دمشق
1976: منوعات- دمشق - عمان - بغداد - القاهرة
1977: بترا - عمان - دمشق
1978: بترا - البيكاديلي-- كازينو لبنان
1980: المؤامرة مستمرة - كازينو لبنان
1984: الربيع السابع - مسرح جورج الخامس - أبيدجان--لاغوس
لوحات مسرحيات منوعة:
خلال رحلات خارج لبنان على مسارح العالم السينما:
1965: بياع الخواتم
1966:سفربرلك
1967: بنت الحارس
ومئات الحلقات التلفزيونية والإذاعية من برامج ومسلسلات ومنوعات وتمثيليات وسكتشات وآلاف الأغاني موزعة في لبنان والدول العربية بأصوات عشرات المطربين والمطربات.
أعمال منصور الرحباني منفرداً بعد غياب عاصي.
المسرح:
1988: صيف 840 - كازينو لبنان - البيكاديلي- طرابلس- بيت الدين- زحله - دمشق --مهرجان جرش عمان - تونس قرطاج - حمامات
1994: الوصية - مسرح جورج الخامس -البيكاديلي - اميون - دمشق - مهرجان جرش - الإمارات العربية المتحدة دبي
1998: آخر أيام سقراط - كازينو لبنان -دار الأوبرا القاهرة -أبو ظبي
1998: انطولوجيا رحبانيه - بعلبك -إعادة لثلاث مسرحيات للأخوين رحباني مع فيروز- (جسر القمر- جبال الصوان- ناطورة المفاتيح)
2000: وقام في اليوم الثالث - كازينو لبنان
2001: أبو الطيب المتنبي - دبي -بعلبك -دمشق -فورم دو بيروت -عمان
2001: ملوك الطوائف - كازينو لبنان
2004: آخر يوم - كازينو لبنان (عن روميو وجولييت)
2004: حكم الرعيان - مهرجانات بيت الدين ودار الأوبرا دمشق -حلب - الفوروم دو بيروت -قطر
2005: جبران والنبي - مهرجان بيبلوس.
الموسيقى:
2000: القداس - كنيسة مار الياس -انطلياس عدد كبير من الأغاني والألحان والمؤلفات الموسيقية.
التلفزيون:
1988: منصور الرحباني يقرأ- 31 حلقة من أبرز الشعراء العرب بإلقاء منصور الرحباني
1997: محطات.. 13 حلقة منوعات غنائية.
الشعر:
أنا الغريب الآخر (ديوان شعر).
أسافر وحدي ملكاً (ديوان شعر).
وعدد كبير من المحاضرات عن الفن والشعر والموسيقى في دول عربية ومقالات فنية عن تجربة الرحابنة، ودواوين قيد التحضير والطبع.
بحار الشنى
القصور المائية
ديوان للأخوين رحباني: قصائد مغناة
وطور التحضير في الموسيقى عمل من الليتورجيا البيزنطية بعنوان القيامة. وعمل موسيقي من التراث الإسلامي.






 
رد مع اقتباس
قديم 04-07-2006, 06:17 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


محمد عادل بدر الأحمد وصوت فيروز ؟؟

فيروز في أغاني البعد والهجران
محمد عادل بدر الأحمد
أغاني فيروز بمعظمها تشعرنا بالفرح، وتدخل السعادة إلى قلوبنا، والحبور إلى روحنا؛ مما يجعلنا نغرق في بحار من البهجة، وهذا ما يجعلنا من دون قصد لا ننتبه أو نغفل ونحن في حالة اللاشعور عن الحزن الهادئ الذي يسري في نسغ وردة الأغنية الفيروزية فيزيدها جمالاً، أو نسهو عن الكآبة التي توشي سجادة الغناء الفيروزية بلمسات غير بارزة، ولكنها هي التي أعطت للزينة رونقها.
من هذه الزاوية التي نادراً ما يلتفت إليها أحد، مع عنايتنا في الآن ذاته بالتحليل النفسي لبطلة الأغنية، وإصرارنا على تناول بطلة تلك الأغاني ناتج عن تكرار سماتها في معظم أغانيها التي تدور في المجال الذي اخترناه.
* * *
تكثر أغاني الفراق لدى (فيروز)، ومنها أغنية (بعدو الحبايب)؛ حيث تخاطب الفتاة ذاك الجبل البعيد لتقول له إن خلفه يسكن حبيبها بعدما رحل عن منزله الذي كان قريباً منها، دون أن نعرف السبب من وراء هذا الرحيل المحزن. أيضاً في أغنية (دوارة ع الدوارة) ثمة فتاة تتحدث بلوعة عن الحبيب الذي رحل بعيداً، ولكن المختلف في هذه الأغنية أن البطلة تسأل نفسها عن سبب البكاء الذي لم يعد يجدي نفعاً بعدما صارت الجبال تفرق بين الحبيبين. بينما أغنية (يا مرسال المراسيل) لا تتحدث عن الهجران، فالحبيب يبدو أنه كان يقيم في مكان بعيد، ولكنه ليس بعيداً ليكون ثمة جبل يسكن خلفه، بل هو في قرية مجاورة، ومع ذلك فهو غير قريب؛ لأنه لا يأتي لزيارة الفتاة التي تقضي أيامها في تطريز منديل أصفر -كما أوراق شجر الخريف- لترسله إلى حبيبها مع عابر سبيل، لعله يأتيها من الحبيب بتذكار ما. المرسال يحضر في أغنية (دخلك يا طير الوروار)، وهو هنا طائر يستطيع أن يحلق فوق الجبل البعيد كي يصل إلى الحبيب البعيد. والفتاة هنا لا ترسل منديلاً أصفر؛ فهي تعرف أن الطائر لا يستطيع حمل الهدايا، لهذا تكتفي بأن تحمِّله سلامها، وأن يستقصي أخبار الحبيب.
ورق الخريف الأصفر له حضوره الكبير في الأغاني الفيروزية، ومنها أغنية (آخر أيام الصيفية)؛ حيث نجد الفتاة تبوح (وحدي منسية بساحة رمادية)، ثم تتذكر الحبيب البعيد (أنا لوفيي بزورك بعينيي)، ولكن الأحباء لا يتزاورون في هذه الأغاني، لتبقى الحبيبة تعيش على ذكريات حب عبر حياتها كخريف لا يخلف وراءه غير الورق الأصفر.
والرمز الخريفي للحب المنقضي يتكرر في أغنية (بيقولوا الحب)؛ حيث نجد الفتاة تقول: (بأول شتي حبوا بعضن)، وهنا يكاد يتقوض الرأي الذي بنينا عليه هذه الدراسة، فيبدو للوهلة الأولى أن الخريف هو فصل الحب، ولكن سرعان ما يتضح لنا الأمر بجلاء حين نكمل سماع الأغنية: (وخلصت القصة بتاني شتي.. وتحت الشتي.. تركوا بعضن)، إذاً فصل الخريف هو فصل الفراق حتماً، ولم تبدأ قصة الحب فيه إلا لأنه قد كتب على هذا الحب أن ينتهي سريعاً كجميع قصص الحب في المجموعة التي تشملها دراستنا.
وقصص الحب هذه تمر سريعاً كفصل خريفي سرعان ما ينساه الجميع، ولكنه يظلُّ راسخاً في قلب الحبيبة لا غيرها، وهذا ما يتضح جلياً في أغنية (بكتب اسمك يا حبيبي)؛ حيث تتحدث الفتاة عن وفائها لحبيبها الذي يقابلها باللامبالاة، فعندما أهداها وردة حفظتها بكتابها، وعرضتها على صديقاتها، في حين أن الحبيب قد أضاع المزهرية التي أهدتها له. وبالطبع فالوردة ستيبس كما تيبس كل الأزهار في فصل الخريف، لهذا ستظل الوردة رمزاً للحب الضائع، كما المزهرية التي لن يعثر عليها الحبيب، وبذلك لن توضع الزهور في المزهرية، ولن يلتقي الحبيبان أبداً.
وهكذا يظل الحب عابر سبيل تودعه الفتاة في أغنية (الله معاك يا هوانا)؛ حيث ترثي هواها الذي رحل دون عودة، وهي لن تنتظر حباً جديداً، بل ستكتفي بأن ترجو ألا ينسى أهل الحب قصتها، وأن يذكروها دوماً.
* * *
دراستنا هذه كانت عبارة عن جولة قصيرة في رياض الأغنية الفيروزية، وهي بلا شك مفيدة؛ لأنها أشارت إلى جوانب خفية في الغناء الفيروزي، ولكنها بالتأكيد لن تغنينا عن سماع هذه الأغنيات بصوت فيروز الذي تعجز الكلمات عن وصف جماله.






 
رد مع اقتباس
قديم 27-07-2006, 07:41 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


يا صوت فيروز (زهرة المدائن ) وردني إلى بلادي ؟؟ انت زهرة التحرير والانتصار


فيروز
غني
غني
غني
فالغناء سر الوجود
والانتصار
عبود
انت مداد العافية






 
رد مع اقتباس
قديم 04-08-2006, 05:06 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبود سلمان
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبود سلمان غير متصل


مشاركة: صوت فيروز (زهرة المدائن ) وردني إلى بلادي ؟؟

مع : المقاومة اللبنانية الباسلة التي أعادت للعربي الحرِّ كرامته: تبقى فيروز تغني (بحبك يالبنان )






 
رد مع اقتباس
قديم 04-08-2006, 07:22 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
مؤيد منيف
أقلامي
 
الصورة الرمزية مؤيد منيف
 

 

 
إحصائية العضو







مؤيد منيف غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى مؤيد منيف إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مؤيد منيف

افتراضي وتبقى زهرة المدائن ....

ابو الفرات الجميل ....

مدائننا يباب
تشكو موت
أهلها
وحناجرنا مبحوحة \ مخنوقة ...
بدخان ركام
جدران الخيبة

و(بنت الحارس)
كانت تحمل بندقيتها
لتحرس ... حينا

(النعسان)

تحت أنقاض
سوادنا \ (المبلل ) ...


عفوا ...
يا ( نجمة )
يا ( جارة القمر )
سامحي
قبحنا
فحينا مظلم
لا يجيد
لغة الكواكب

وعراف التاريخ
كاذب

سامحينا ...
يا بيروت ... سامحينا ....


ف ( حنا )
لايزال سكرانا ... رغم ذلك




مؤيد منيف
الجوف







 
آخر تعديل مؤيد منيف يوم 05-08-2006 في 04:30 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيروز (الصباحات العذبة ) اين انت ؟؟؟ الآن عبود سلمان منتـــدى الخـواطــر و النثـــــر 0 07-05-2006 02:15 AM

الساعة الآن 03:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط