الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء

منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء لتطوير قدراتنا اللغوية في مجال النحو والصرف والإملاء وعلم الأصوات وغيرها كان هذا المنتدى..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 3.00. انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-2008, 10:54 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم
هذا مشروع كتيب عزمت على كتابته وتوكلت على الله في جمعه وتنقيحه راجيًا من العلي القدير أن يغفر لي به ...ويتضمن الكتيب هذا:
1[center].
.المقدمة.
1.مكانة اللغة العربية:
ا. "أصل اللغة العربية"
ب. مكانة اللغة العربية:
1.العصر الجاهلي وما قبل الإسلام
2. العصر الإسلامي
ا.مميزات اللغة العربية
ب.أثر اللغة العربية في باقي اللغات
ج.مسألة اللحن في اللغة العربية
د.عداوة اللغة العربية
3.العصر العباسي
4.في الأندلس:
ا.نبذة عن فتح الأندلس
ب.أبرز أعلام الأدب في الأندلس
5.عصر بني أيوب والمماليك:
ا.أبرز أعلام الأدب في العصر المملوكي
6.العصر العثماني:
ا.نبذة تاريخية
ب.تأسيس الدولة العثمانية
ج.فتح القسطنطينية
د.صور من اهتمام السلاطين بالعربية والشريعة
هـ.الأدباء والعلماء في العصر العثماني
*العلامة طاش كبرى زاده
*سيرة بعض الأدباء والعلماء
7.تدهور اللسان العربي وظهور الحركات القومية والوطنية :
ا.ظهور الحركات القومية والوطنية
ب.فصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية
ج.أثر القومية ولوطنية في تدهور اللسان العربي
*في مصر
*في بلاد الشام
*في المغرب العربي
8.خطة أعداء اللغة العربية في القضاء عليها.
ا.الإستشراق:الهجوم على العقيدة والشريعة الإسلامية,والهجوم على اللغة العربية,لغة القرآن.
ب.اللهجات العربية قديمًا وحديثًا ,
ج.الخطوات العملية للنهوض بالفصحى
د.التعريب
9. أشهر أعداء اللغة العربية:
ا.من العرب
ب.من الغرب
10.الخاتمة
اللغة العربية,لغة حية ولن تموت!

المقدمة
الإنسان يصبح عدوًا لإنسان آخر أو لشئ لسبيين:
1.جهله به وعدم معرفته على حقيقته ,وعدم معرفة قوته أو ضعفه
2.معرفته به جيدًا ومعرفة مدى قوته وسر منعته
واللغة العربية قد جمعت بين هذين الصنفين من الأعداء, وشر البلية أن جل أعداء اللغة العربية لجهلهم بها وعدم معرفتهم لها على حقيقتها وعدم معرفة قوتها هم العرب أنفسهم, والقسم الآخر من غير العرب ومن غير المسلمين, وهم القسم القليل,وجل أعداء اللغة العربية والذين هم على معرفة بها وحقيقتها ومدى قوتها وسر منعتها هم غير العرب وغير المسلمين, ولكل منهم شأنه وغرضه من البغض والكراهية....ولا يخفى عليكم شأن وغرض غير العرب وغيرالمسلمين من بغضهم للغة العربية!!
مكانة اللغة العربية:
كل لغة لها مكانتها عند أهلها وناطقيها,وكل قوم يفخربلغته حتى ولوكانت بدائية,فكل إنسان يبدع في لغته فتتدفق المشاعر وتتداعى الأفكار وتنساب الألفاظ,والذي يزيد ويرفع من مكانة اللغة أي لغة هو إتساع رقعة نفوذها وكثرة عدد متكلميها وإرتفاع الإقبال على أستعمال ألفاظها,وهذه الأمور تعود الى سببين:
1.القوة المادية
2.القوة المعنوية.
أما القوة المادية فهي تتمثل في القوة العسكرية والإحتلال وبسط السيطرة والنفوذ على البلدان وجعل لغة البلد هي لغة المنتصر,بل وإجبار السكان الأصليين على التخاطب بلغة المحتل,كما حصل في الماضي مع الإمبراطورية الرومانية,وكذلك المستعمرات البريطانية في إفريقيا واسيا,وكما حدث في أمريكا مع الهنود السكان الأصليين للبلاد.
وأما القوة المعنوية فهي تتمثل في قوة اللغة نفسها وبلاغتها ورقتها وجمال ألفاظها وتفوقها أدبيًا أو علميًا أو دينيًا, أو كلها مجتمعة...فمثلًا اللغة الفرنسية تفوقت على غيرها من لغات أهل الغرب في أدبها حتى كادت أن تصبح لغة الغرب الأدبية لغزارة مفكريها وأدبائها,واللغة الإنكليزية قد تفوقت على أقرانها علميًا فأصبحت لغة العالم العلمية,واللغة اللاتينية والتي أصبحت أشبة ما تكون اللغة الدينية للنصارى ...
وأما اللغة التي أجتمعت فيها كل هذه الأمور هي اللغة العربية فقد تفوقت على غيرها من اللغات في البلاغة والأدب وكانت حتى عهد ليس ببيعد لغة العالم العلمية وكانت وما زالت لغة الدين لكل المسلمين على إختلاف جنسياتهم وتباين لغاتهم الأصلية,فتجد العربي القح الضارب في البداوة يتكلم العربية ويستعملها في القيام بالفرائض والواجبات الإسلاميةووكذلك تجد المسلم الأدونيسي والإيراني والباكستاني والهندي والإفريقي,والدين كونه يمس شفاف القلوب ويسمو بصاحبه روحيًا جعل منه الدافع والوازع في تعلم اللغة العربية والإقبال عليها بل والإبداع فيها,وتاريخ الأمة الإسلامية يحفل بعلماء اللغة العربية من أصل غير عربي ,وجعل من المسلمين على إختلاف لغاتهم يتألقون في دراسة اللغة العربية وبلاغتها والتفاني في صونها وحمايتها وحمل لوائها في كل الأمصار.
يمكننا أن نقسم مكانة اللغة العربية الى قسمين:
1.مكانتها في العصر الجاهلي وما قبل الإسلام
2.مكانتها في العصر الإسلامي,وفي شقي العالم(الشرق والغرب(الأندلس).
مكانة اللغة العربية في العصر الجاهلي:
لم تكن للغة العربية قبل الإسلام أي مكانة عالمية أو أثر ذي بال ,إلا أنها كانت بين أهلها أوسع وأكبر وسيلة إتصال وكانت لها مكانة في نفوسهم حتى أنهم أقاموا أسواقًا للشعر يتفاخرون ويتبارون فيها ويتبادلون فيها الخبرات وكل ما هو جديد من شعر او نثر او خطابة, وكان لهم حكام يفصلون بين المتنافسين، من أشهرهم النابغة الذبياني الذي كانت تضرب له قبة حمراء من أدَم فيحكم بين الشعراء. ومن الحكام أيضًا أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة والأقرع بن حابس وعامر بن الظَّرِب وعبد المطلب وأبو طالب وصفوان بن أمية وغيرهم.
أشهر أسواق العرب في الجاهلية حتى ظهور الإسلام سوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وسوق مَجنَّة، والمربد.
مكانة اللغة العربية في العصر الإسلامي:
بعد أن انتشر الإسلام وجاءت الفتوحات الإسلامية تترى ودخل غير العرب في الإسلام إتسع إستعمال اللغة العربية بين أفراد الأمة الواحدة,وأصبحت هي اللغة الوحيدة والمفضلة للتخاطب,وبفعل العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية تربعت اللغة العربية على عرش اللغات وتوجّت عليها ملكًا,ثم أصبحت لها مكانتها في نفوس الأمة وتقلدت الصدر في العلم والأدب والسياسة وكل مرافق الحياة أكثر من عشرة قرون من الزمن دون منازع ,وهذا ما لم يحصل للغة من قبل.
اللغة العربية لها مميزات لا توجد في باقي اللغات فإستأثرها الله سبحانه وتعالى في تنزيل القرآن,فأنزل القرآن بلسان عربي مبين,يقول الله تعالى:" بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ",ويقول رب العزة:" قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ",ويقول سبحانه وتعالى:" وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً".






 
آخر تعديل سليم إسحق يوم 08-09-2008 في 11:14 PM.
رد مع اقتباس
قديم 22-05-2008, 08:42 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم

مميزات اللغة العربية:
.1المميزات النطقية(الصوتية):فحروف اللغة العربية لها مخارج محددة معينة وتتدرج من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين , مما أدى إلى انسجام صوتي مع توازن و ثبات بالاضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها , و لكل صوت من اللغة العربية صفة و مخرج و إيحاء و دلالة و معنى داخل و إشعاع و صدى و إيقاع ووقع موسيقي على ألآذن البشرية_هذا ما شهد به المستشرق ماسينون عام 1949 عندما تحدث عن تركيب اللغات المختلفة .والحروف في اللغة العربية لا تكرار فيها كما هو واضح وظاهر في باقي اللغات ,ومع خبرتي في اللغة الرومانية يُلاحظ ان حرف العلة الالف يتكرر ثلاث مرات مما يجبر على التكلف في النطق وكذلك وجود حروف _هي بالواقع مؤلفة من حرفين اواكثر مثل حرف (تسي) في اللغة الرومانية.
وارتباط الحروف مع بعضها البعض مكونةالكلام ليس له نظير في اللغات الاخرى حيث ان هذا الارتباط والاجتماع يُبعد الوحشية والشذوذ والغرابة في اللفظ والنطق على السواء.
فمثلاً لا تجتمع الزاي مع الظاء والسين والضاد والذال. ولا تجتمع الجيم مع القاف والظاء والطاء والغين والصاد، ولا الحاء مع الهاء، ولا الهاء قبل العين، ولا الخاء قبل الهاء ، ولا النون قبل الراء ، ولا اللام قبل الشين .
وكذلك اجتماع الحروف له درب منطقي ومنحنى رفيع الذوق,فمثلاً اجتماع حرف السين والراء يدل على الخفاء والستر_كلمة سر_ ولو اُضيف حرف الفاء الدال على الافصاح والتشهير _لفظة فسر_ يصبح اللفظ كاشفاً مبيناً.
كما وانه من الناحية التركيبية فإن كلام العرب وُضع على المبدأ الثلاثي_أي ثلاثة حروف_و قليل منها أصله رباعي أو خماسي لكيلا يطول النطق و يعسر , فلم يكثروا من الألفاظ الثنائية خشية تتابع عدة كلمات في العبارة الواحدة فيضعف متن الكلام و يحدث فيه ما يشبه التقطع لتوالي الألفاظ المكونة من حرفين ,كما هوحاصل في غير اللغة العربية .
وقد شهد المستشرق رينان في كتابه ( تاريخ اللغات السامية ) للغة العربية قائلاً:" تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ورقة معانيها و حسن نظامها , ظهرت كاملة من غير تدرج ".
وهناك امر آخر في الغة العربية لم اقرأه في كتاب من كتب اللغة وهو ان اللغة العربية لها استعمالات رفيعة القنا في الحروف المفردة , والتي لم اجد له مثيل في غيرها من اللغات ,فمثلاً حرف الباء_ويستعمل للإستعانة فتقول_ كتبت بالقلم_,وحرف اللام المستعملة للإختصاص والتاء للقسم.
واللغة العربية لغة موسيقية ولها وقع مميز على الآذان ومن موسيقاها ان العرب اكثر ما أبدعوا في الشعر الموزون المقفى وكانت اسواق ادبية يتبارزون فيها وكان الشعر اسمى ما يتكلم به العربي الخلص,حتى قيل :"الشعر ديوان العرب"...اي ان الشعر مرجع وقياس للغة العربية.
.2المميزات النحوية والصرفية:
النحو:من نحوت نحوًا اي قصدت قصدًا,وهو انتحاء سمت كلام العرب، في تصرفه من إعراب وغيره، كالتثنية، والجمع، والتحقير، والتكسير والإضافة، والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة، فينطق بها وإن لم يكن منهم، وإن شد بعضهم عنها رد به إليها.
وقيل هو:علم بأحوال الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء، وتأثير السياق فيها.
بينما الصرف:علم تعرف به بنية الكلمة بعيدة عن السياق.
واما الاعراب:هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ، فمثلاً عند قولما يحترمُ احمدٌ أباه,وشكر سعيداً أبوه,علمت برفع أحدهما ونصب الآخر الفاعل من المفعول، ولو كان الكلام شرجاً واحداً لاستبهم أحدهما من صاحبه.
قال إبن جني في الخصائص:"وأصل هذا كله قولهم "العرب" وذلك لما يعزى إليها من الفصاحة، والإعراب، والبيان. ومنه قوله في الحديث "الثيب تعرب عن نفسها" والمعرب: صاحب الخيل العراب، وعليه قول الشاعر:
يصهل في مثل جوف الطوى= صهيلاً يبين لـلـمـعـرب
أي إذا سمع صاحب الخيل العراب صوته علم أنه عربي. ومنه عندي عروبة والعروبة للجمعة، وذلك أن يوم الجمعة أظهر أمراً من بقية أيام الأسبوع، لما فيه من التأهب لها، والتوجه إليها، وقوة الإشعار بها، قال:
بوائم رهطاً للعروبة صيماً ".اهـ
وبفضل الإعراب نستطيع التقديم والتأخير في الجملة وفق ما يناسب المعنى ويعطيه دلالات أعمق، مع المحافظة على مراتب الكلمات، فالفاعل يبقى فاعلا وإن أخرناه، والمفعول يبقى مفعولا وإن قدمناه ، لكنا نكون قد حظينا بمعان جديدة .
وإن تأملنا فيما تقدم ظهر لنا أن الإعراب نفسه هو ضرب من ضروب الإيجاز في اللغة لأننا بالحركات نكتسب معاني جديدة دون أن نضطر لزيادة حجم الكلمة أو رفدها بمقاطع أخرى أو بأفعال مساعدة .
ومن أهم المميزات ايضًا الإيجاز، وقولهم ( البلاغة الإيجاز) مشهور جدا، فكأنهم قصروا البلاغة عليها، والإيجاز المقصود هو بالطبع ليس ما ينشأ عنه الخلل في الفهم، لكنه ما يستغني عن زوائد الكلام، ويحتفظ بالمعنى المراد .
وخاصية الإيجاز واضحة في أمور كثيرة، في اللفظ وفي الكتابة، فمن مظاهر ذلك أن الحرف المتحرك تكتب حركته فوقه أو تحته، ولا تكتب منفصلة عنه، فلا تأخذ حيزا في الكتابة، وهذه الحركة لا تكتب إلا في المواضع التي قد يضطرب فيها الفهم، فترسم لمنع اللبس.
كما سبق وذكرتُ أن اللغة العربية ليست توقيفية ,فهي من وضع العرب,والعرب كغيرهم من الامم وضعوا الفاظًا واتفقوا واصطلحوا عليها فيما بينهم واصبحت لغتهم التي يتسامرون ويتحادثون بها,فهي من اصطلاح العرب وليست توقيفًا من عند الله تعالى,ولكن لكونها لغة سامية (بمعنى راقية) في التعبير والايجاز وذات الفاظ دقيقة رقيقة اختارها الله تعالى على ما سواها من لغات وجعلها لغة كلامه(القرآن).
الالفاظ وضعت أبتداءًا للدلالة على معاني معينة,وقد وصلت الينا هذه الالفاظ عن طريق الرواية الصحيحة وقد اشتهر بعض الرجال بالرواية منهم خلف الاحمر وحماد الراوية ,فكل لفظ كي يكون عربيًا لا بد وان يروى عن العرب بالرواية الصحيحة,والمقصود بالرواية الصحيحة هو النقل المتواتر وخبر الآحاد.
هذه الالفاظ _كما يسميها اهل العلم الحقيقة_تشمل ثلاثة حقائق:
1.الحقيقة اللغوية:هي اللفظ المستعمل فيما وضع له اولا في اللغة.
2.الحقيقة الشرعية:هي اللفظ الذي نُقل عن مسماه اللغوي الى الشرع لإستعماله له.
3.الحقيقة العرفية:هي اللفظ الذي نُقل عن مسماه اللغوي الى غيره للإستعمال العام في اللغة ,مثل اصطلاح علماء اللغة والنحو على استعمال الفاعل والمفعول به وغيره.
والذي يهمنا هنا هي الحقيقة الشرعية لأنها هي التي لها اكبر الاثر على المسلمين من عرب وعجم,فكل مسلم عليه ان يعرف الاحكام الشرعية واستنباطها من ادلتها الشرعية ,وهي القرآن الكريم والسنة النبوية, فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين, يقول الله تعالى:" بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ "(195)/الشعراء,وغيرها من الايات.
ومع توسع الفتوحات الاسلامية ودخول شعوب غير عربيه الى الاسلام مثل الفرس والتتار والترك وامتداد الرقعة الاسلاميه مروراً بدولة الفرس والاتراك ودول البلقان وجنوب الجزيرة وشمال افريقيا بدأ يظهر أثر العربيه على كل تلك اللغات,وتقلدت موقعها بينها اي الصدر ,وقد أجاد المسلمون غير العرب في اللغة فتعلموها وأتقنوها ونطقوا بها خير منطق,فمن فطاحل اللغة العربية إبتداءًا بسيبوية وإبن نفطوية ومرورًا بأبي علي الفارسي وإبن جني والزركشي وحتى سعيد الافغاني_رغم ان مولده كان في دمشق_ فوالده جاء من كشمير,كل هؤلاء قد برعوا وبرزوا وتقلدوا اسمى المراتب لمعرفتهم باللغةالعربية.
وأما أثر اللغة العربية في باقي اللغات
:






 
رد مع اقتباس
قديم 23-05-2008, 02:56 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم
أكثر اللغات التي تأثرت باللغة العربية هي الفارسية والتركية والأوردية والمالاوية والسواحلية,والكلمات العربية في الإسبانية والبرتغالية ثم في الألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية ليست قليلة أيضاً .والذي اريد أن الفت النظر اليه ان اللغة العبرية ايضًا تأثرت باللغة العربية وخاصة القواعد حيث أن اللغةالعبرية لم تقعد لها القواعد إلا في القرن الجادي عشر الميلادي وعلى يد عالم يهودي له باع في العربية وهو موسى بن ميمون وطبق قواعد العربية على اللغة العبرية وأصبحت بعد ذلك لغة مستقلة ولكن لا آداب لها حتى ظهور دولة اسرائيل وتبنيها ادباء على غرار العربية.
ومن تاثير اللغة العربية على تلك اللغات أصبحت الحروف العربية هي المعتمدة في الكتابة وما زالت الى أيامنا هذه بعضها تكتب بالحروف العربية, حتى أندونيسيا كانت تكتب بالحروف العربية.
القرآن الكريم كونه متعبد بتلاوته ,فقد وجب على كل المسلمين ان يقرأوه بلغته التي أُنزل بها وأن يتخاطبوا بها خارج هذا ,ومع امتدادا الرقعةالاسلامية في بقاع الارض والدولة الاسلامية كانت الاولى في العالم وأثرها مشاهد والمسلمون قادوا العالم وكانوا هم الاقوى فكانت لغتهم هي المتداولة حتى في تلك الاصقاع, والنهضة الفكرية والانجازات العلمية آنذاك على أيدي المسلمين جعلت منها اللغة الدارجة علميًا تمامًا كما هي اللغة الانكليزية آلان.
قال (جورج سارتون) في كتابه (تاريخ العلم والإنسانية الجديدة) : "منذ منتصف القرن الثامن وحتى أواخر القرن الحادي عشر كانت الشعوب التي تتكلم العربية تتقدم موكب الإنسانية وبفضلهم لم تكن العربية لغة القرآن المقدسة وحسب بل أصبحت لغة العلم العالمية وحاملة لواء التقدم البشري. وكما أن اقصر طريق يسلكه شرقي الآن إلى المعرفة أن يلم بلغة من لغات الغرب الرئيسية ،كذلك كانت العربية خلال تلك القرون الأربعة مفتاحاً وأن شئت فقل "المفتاح الوحيد" الى الثقافة التي ملكت ناصية الفكر".
لا نغالي إذا قلنا أن لغات الامة الاسلامية على إختلاف أعراقها تحتوي في ثناياها على نسبة ما يقارب 50-80% من المفردات العربية. و لدينا منها لغات تمثل ثقافات واسعة الانتشار كالإسبانية التي ترد كلمة عربية من كل خمس كلمات فيها أي 20% ، وتشمل تجمعات اللغات الفارسية والتركية والهندية والأفريقية والبلقانية . فنجدها مثلا في لغات وسط آسيا القازانية والتترية والقرمية والكاراسية والأذرية والداغستانية والجركسية والقرغيزية والجغتائية والتكية والأوزبكية والكشغيرية.
أما في اللغات الهندية فنجدها في الهندستانية والأوردية والدكنية والكشميرية والسندهية والجادكية والملقية ولسان الجاوأو البيجون. وفي اللغات الفارسية نجدها بالفارسية الحديثة و الأفغانية أو البنبتوية(البشتون) والكردية بلهجاتها البادنانية والسورانية والفيلية وكذلك في البلوشية. أما في اللغات الأفريقية فنجدها في البربرية بلهجاتها الشلحية والقبائلية(الصغرى والكبرى) وكذلك النوبية والحوسية (الهاوسا) والسواحلية (خليط بين الباذبو الافريقية والعربية تشكل 70% منها)وكذلك في الملكاشية. و انتشرت العربية واثرت في اللغات واللهجات الإندونيسية ، التي تشكل ثقلاً ثقافياً عالميا كبيراً، وأثرت العربية في لغات أهل البلقان بمجموعها السلافية واللاتينية واليونانية والألبانية.







 
رد مع اقتباس
قديم 23-05-2008, 10:25 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم
عداء اللغة العربية:في الوقت الذي نزل الروح الأمين ومعه القرآن كان العرب على عاداتهم وتقاليدهم ,واللغة العربية هي لغة التخاطب والتحادث والتسامر,وفي زمن كانت اللغة العربية في أوجها والبلاغة قد سمت, والفصاحة قد علت,والشعر قد أخذ من ألباب العرب وقلوبهم أي مأخذ,والرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان عربي اللسان فصيح المنطق بليغ الكلام,وكان قد بدأ دعوته بين أهله وربعه من العرب ممتثلًا لأمر الله تعالى:" وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ",وخاطبهم بلغتهم التي يعرفونها ويتقنونها خير إتقان,وبلسان عربي مبين لا عوج فيه, فقد كان عليه الصلاة والسلام من أفصح العرب ,فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:" أنا أفصح العرب بيد أني من قريش, ورضعت في بني سعد بن بكر", , وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال للرسول:"ما بالك أفصحنا, ولم تخرج من أظهرنا",بمعنى أنك لم تخرج من بيننا, ومع ذلك فأنت الأفصح.
ولم يفند أحدهم عربية لسان النبي عليه الصلاة والسلام ولم يشكك أحدهم بذلك رغم كثرة أعدائه وشدة وطأتهم عليه,كما ولم يدّع أحدهم أعجمية القرآن أو رطانة لسان النبي عليه الصلاة والسلام,بل كل ما لازموه من وصف لم يخرج عن الشعر والجنون,وحين إدعوا أن راهبًا نصرانيًا أعجميًا يعلمه القرآن من ضعف حجتهم وضيق حيلتهم,دحض الله سبحانه وتعالى قولهم الساذج هذا بحجة عقلية لا تقبل الرد حيث قال الله تعالى:" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ",قال الرازي في تفسير هذه الآية:" إن العرب تسمي كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بلسانهم أعجم وأعجمياً. قال الفراء وأحمد بن يحيـى: الأعجم الذي في لسانه عجمة وإن كان من العرب، والأعجمي والعجمي الذي أصله من العجم قال أبو علي الفارسي: الأعجم الذي لا يفصح سواء كان من العرب أو من العجم، ألا ترى أنهم قالوا: زيادة الأعجم لأنه كانت في لسانه عجمة مع أنه كان عربياً" اهـ
وقال ايضًا:" وأما تقرير ووجه الجواب فاعلم أنه إنما يظهر إذا قلنا: القرآن إنما كان معجزاً لما فيه من الفصاحة العائدة إلى اللفظ وكأنه قيل: هب أنه يتعلم المعاني من ذلك الأعجمي إلا أن القرآن إنما كان معجزاً لما في ألفاظه من الفصاحة فبتقدير أن تكونوا صادقين في أن محمداً صلى الله عليه وسلم يتعلم تلك المعاني من ذلك الرجل إلا أنه لا يقدح ذلك في المقصود إذ القرآن إنما كان معجزاً لفصاحته وما ذكرتموه لا يقدح في ذلك المقصود.
واعلم أن الطعن في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمثال هذه الكلمات الركيكة يدل على أن الحجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة باهرة، فإن الخصوم كانوا عاجزين عن الطعن فيها، ولأجل غاية عجزهم عدلوا إلى هذه الكلمات الركيكية.اهـ
في مثل هذه الظروف نزل القرآن الكريم وبلّغ الرسول الأمين محمد علية الصلاة والسلام ما تنزّل عليه بلغة أشد ما يفهمونها ,فلم يقدر أحدهم على الطعن بلغة القرآن ولم يستطع أحدهم أن يعادي لغة الدين الجديد,بل وحتى أشد الناس عداوة وبغضًا وأحملهم على سيدنا محمد ,كان كلام الله يمس شفاف قلوبهم ويحرك فيهم سليقتهم اللغوية فيبهرهم ويأسر أسماعهم, فقد جاء في كتب السيرة أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا . فجمعهم الطريق فتلاوموا ، وقال بعضهم لبعض لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ، ثم انصرفوا ، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا . فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد فقال يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها ، وأعرف ما يراد بها ، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها ، قال الأخنس وأنا والذي حلفت به . قال ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال ماذا سمعت ، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه والله لا نؤمن به أبدا ، ولا نصدقه . قال فقام عنه الأخنس وتركه"اهـ
وها هو الوليد بن المغيرة يشير ببداهة العربي وسليقته على عظمة القرآن وعلو كعبه اللغوي: " إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه يعلو وما يعلى عليه".اهـ
فهذه شهادات على بلاغة القرآن وسمو لغته وحسن أسلوبه,مما سبق يتبين لنا أن اللغة العربية لم يقدح فيها أحد ولم تعان من بغض أو كره أو إضطهاد وذلك للأسباب التالية:
1.اللغة العربية كانت لغتهم كما كانت لغة القرآن ولغة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام,فالطعن فيها طعن في أعز ما كانوا يملكون,وكرهم لها وإضطهادهم لها هو كره لأنفسهم وإضطهاد ذاتهم.
2.معرفتهم بلغتهم جعلتهم يميزون الحسن من القبيح من الكلام,فلو وجدوا ما يطعنون فيه من لغة القرآن لما تخلف أحدهم عن ذلك وفيهم الشعراء والخطباء, وهم واضعوا الألفاظ لتلك المعاني, فأنى لهم الطعن والنكير.
3.جاء القرآن بأسلوب رفيع في عرض الأحكام والأحداث ,واستعمل ألفاظًا هم أعلم بها فلو كانت على غير طريقتهم في البلاغة لأستنكروها وما عنّوا,ثم إن بلاغة القرآن فاقت بلاغة الرسول عليه الصلاة والسلام وإختلفا الأسلوبان,فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يحدّث بما أتاه الله من بلاغة كما كان يبلّغ ما يوحى إليه من القرآن,وكان طعنهم كما جاء سابقًا في تعليم الراهب النصراني وقد فنّدها القرآن.
وكان هذا الحال في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ,فقد بقيت اللغة العربية الملك المتوج على اللغات والمنهل الذي منه يعب الدارسون والعلماء ,ولم تعرف العربية كرهًا أو ذمًا.







 
آخر تعديل سليم إسحق يوم 24-05-2008 في 04:52 AM.
رد مع اقتباس
قديم 25-05-2008, 08:46 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم
واللغة العربية لم تعرف الإنحراف أو اللحن إلا في العصر العباسي,حيث أنه في العصر الأموي كانت العرب على عصبيتها ,ورقعة الأرض ما زالت صغيرة رغم وجود طبقة الموالي ,ولكن العرب كانوا يبتعدون عنهم ولا يخالطونهم خوفًا على ألسنتهم من اللحن والعجمة,وكانوا يسمونهم بالحمراء أي الأعاجم ولم يكنوهم لأن الكنية في نظرهم تشريف, وهؤلاء الموالي خوفًا من الوقوع في اللحن فقد أقبلوا على تعلم النحو والصرف وأولعوا فيهما وأبدعوا ,وتخرج منهم علماء وفقهاء .
وأما مسألة اللحن, فاللحن المقصود به الزيغ عن الإعراب,أي رفع المنصوب ونصب المرفوع وخفض ما لا يخفض,وهذه لم تكن في الجاهلية لأن العرب كما سبق وذكرت كانت في حدود ضيقة ولم يكن لهم أي أثر عالمي...فإقتصرت اللغة عليهم دون غيرهم من الناس وكانوا على سليقتهم في الكلام والتعبير.
وأما وبعد أن جاء الإسلام وخرج العرب من أرضهم ودخول غير العرب في الإسلام ومخالطة بعضهم بعضًا,فقد بدأت مرحلة اللحن في البزوغ, وقد ظهرت بين العرب كما كانت أصلًا في العجم,واللحن كان زمن الرسول عليه الصلاة والسلام فقد ورد أن لحن رجل في حضرته عليه الصلاة والسلام فقال:" أرشدوا أخاكم فقد ضل", فاعتبر اللحن ضلالًا لأن في اللحن صرف اللفظ عن معناه ,وبهذا يصرف الحكم الشرعي عن مبتغاه, كما حصل مع أبي الأسود الدؤلي وإبنته , فيروى بأن حديثاً دار بينه وبين ابنته هو ما جعله يهم بتأسيس علم النحو وذلك عندما خاطبته ابنته بقولها ما أجملُ السماء ( بضم اللام لا بفتحها ) فأجابها بقوله (نجومها) فردت عليه بأنها لم تقصد السؤال بل عنت التعجب من جمال السماء, فأدرك حينها مدى انتشار اللحن في الكلام وحينئذ وضع النحو.وقال لقد لحنت العرب.
وكذلك عندما سمع أحدهم يقرأ:" إن الله بريء من المشركين ورسوله) كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي انها معطوفة على (المشركين) هذا يغير المعنى ،لأن (رسولُه) مرفوعة إي انها معطوفة على الله ، فقال: ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا.
الصحابة رضي الله عنهم قد عرفوا حق المعرفة أهمية اللغة العربية والحفاظ عليها وصونها من اللحن والعجمية ,فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:" تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم",وهذا أبو موسى الأشعري يقول:" أما بعد فتفقهوا في السنة ،وتفقهوا في العربية ، وأعربوا القرآن فإنه عربي", وقال الشافعي :"اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب، فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم: ولهذا نقول : ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها ؛ لأنه اللسان الأولى بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بأعجمية",وقال الشيخ إبن تيمية:" إن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي ، وجعل رسوله مبلغا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي ، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به : لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان ، وصارت معرفته من الدين ، وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله ، وأقرب إلى إقامة شعائر الدين ، وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين ، من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم",فهؤلاء كانوا على علم بقدر العربية وضبط اللسان العربي في فهم الإسلام وأحكامه ولم يتوانوا في تعلمها وتعليمها خوفًا من اللحن وورعًا من أن يقعوا في الضلال مصداقًا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام:" أرشدوا أخاكم فقد ضل".
والمسلمون على مر الزمان وتوالي الأيام جاهدوا بكل ما أوتوا من عزم وعلم في الخفاظ على اللغة العربية نقية خالية من الشوائب واللحن , فهي عنوان تقدمها ورمز عزتهم, وقد كان الكاتب الأديب الشاعر مصطفى صادق الرافعي الذي يعود نسبه الى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد من حمل على أعداء اللغة العربية من بني جلدتنا, وكان فيه حرص على اللغة كما يقول: " من جهة الحرص على الدين إذ لا يزال منهما شيء قائم كالأساس والبناء لا منفعة بأحدهما إلا بقيامهما معاً ", وقال :" وما ذلت لغة شعب إلا ذل ، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضا على الأمة المستعمرة ويركبهم بها ، ويشعرهم عظمته فيها ، ويستلحقهم من ناحيته ، فعليهم أحكاما ثلاثة في عمل واحد ، أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجنا مؤبدا ، وأما الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محوا ونسيانا ، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها فأمرهم لأمره تبع .
إن الأمة الحريصة على لغتها ، الناهضة بها المعتزة بها المكبرة لشأنها هي الأمة التي لديها نزعة المقاومة والغلبة والاعتزاز بتراثها وفكرها ",وقد أدرك أن معاول الهدم من الداخل أخطر وأشد أثرًا ,فأنشد قصيدة قال فيها:

أمٌّ يكيدُ لها من نَسْلِها العَقِبُ = ولا نقيصةَ إلاَّ ما جنَى النَّسَبُ
كانتْ لهم سببًا في كلِّ مكرمةٍ = وهمْ لنكبتها من دهرِها سببُ
لا عيبَ في العَربِ العَرْباء إنْ نَطَقوا = بين الأعاجمِ إلاَّ أَنَّهُم عَرَبُ
والطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما =عند الغراب يُزَكَّى البُلبلُ الطَّرِبُ*
أتى عليها طَوال الدهرِ ناصعةً = كطلعةِ الشمس لم تَعْلَقْ بها الرِّيَبُ
ثم استفاضتْ دَياجٍ في جَوانِبِها = كالبدرِ قد طَمَسَتْ مِن نورِهِ السحبُ
ثم استضاءَتْ، فقالوا: الفجرُ يَعْقِبُهُ = صبحٌ، فكانَ ولكنْ فجرُها كَذِبُ
ثم اختفتْ وعلينا الشمسً شاهدةٌ = كأنَّها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُ
سَلُوا الكواكبَ كم جيلٍ تَدَاولَها = ولم تَزَلْ نَيِّراتٍ هذه الشهبُ
وسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ = قديمةٍ جدَّدت من زهوها الحِقَبُ؟
ونحنُ في عَجَبٍٍ يلهُو الزمانُ بنا = لم نَعْتَبِرْ ولَبِئْسَ الشيمةُ العَجَبُ!
إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها = فكيف تبقى إذا طلاَّبُها العَجَبُ!
إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها = فكيف تبقى إذا طلاَّبُها ذَهبوا؟
كانَ الزمانُ لنا واللِّسْنُ جامعةٌ = فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلِبُ
وكانَ مَن قَبْلَنا يرجوننا خَلَفًا = فاليومَ لو نَظَرُوا من بعدهمْ نَدَبُوا
أَنتركُ الغربَ يُلْهِينَا بزُخْرُفِهِ = ومَشْرِقُ الشمسِ يَبْكِينا ويَنْتَحِبُ؟
وعندنا نهَرٌ عذْبٌ لشاربهِ = فكيفَ نتركهُ في البحرِ ينسربُ؟
وأَيُّما لغةٍ تُنْسِي أمرأً لغةً = فإنها نكبة من فيهِ تنسكبُ
لكَم بكَى القولُ في ظلِّ القصورِ على = أيامَ كانتْ خيامُ البيدِ، والطُّنُبُ
والشمسُ تلفحُهُ والريحُ تنفخُه = والظلُّ يعوزهُ والماءُ والعشُبُ
أرى نفوسَ الورى شتى، وقيمتُها = عندي، تأثُّرها لا العزُّ والرُّتبُ
ألم ترَ الحَطَب استعلى فصارَ لظًى = لمَّا تأثَّر مِن مَسِّ اللظى الحَطَبُ؟
فهل نُضَيِّعُ ما أبقى الزمانُ لنا = ونَنْفضُ الكفَّ لا مجدٌ ولا حَسَبُ؟
إنَّا إذًا سُبَّةٌ في الشرقِ فاضحةٌ = والشرقُ منا، وإنْ كنا به، خَرِبُ
هيهاتَ ينفعُنا هذا الصياحُ، فما = يُجدي الجبانَ، إذا روَّعْتَه، الصَّخَبُ؟
ومنْ يكنْ عاجزًا عن دفعِ نائبةٍ = فقصرُ ذلك أن تلقاهُ، يَحْتَسِبُ
إذا اللغاتُ ازدهت يومًا فقد ضَمِنَتْ = للعُرْب أيَّ فخارٍ بينها الكتبُ
وفي المعادنِ ما تمضي برونقِهِ = يدُ الصدا، غيرَ أنْ لا يَصْدأ الذهبُ






 
رد مع اقتباس
قديم 30-05-2008, 03:10 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم
ولما صارالأمر الى العباسيين, والأعاجم قد تسلمت مناصبًا وأصبح لهم مكانًا ومقامًا فتفشى اللحن وشاع فساد اللسان,إلا أن هذا الأمر لم يصل الى حد الكراهية والبغض للعربية, فهم وعلى لحنهم وفساد ألسنتهم كانوا يحبون العربية ويجتهدون في تعلمها لأنها لغة قرآنهم وسبيل معرفتهم لدينهم وسبب محبتهم لرسولهم عليه الصلاة والسلام, وقد صدق الثعالبي عندما قال في كتابه "فقه اللغة وأسرار العربية":"من أحب الله تعالى أحب رسوله ومن أحب رسوله العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية ومن أحب العربية عني بها,وثابر عليها,وصرف همته إليها".
وفي هذا العصر أشتد ساعد الحركات الشعوبية, والتي هي في الأساس قامت على كره العرب وإمتداد سلطانهم وتمييز اللغة العربية وتفوقها على اللغات المحلية للشعوب والأقوام التي دخلت الإسلام إما حربًا أو سلمًا,وأصل كلمة الشعوبية مشتقة من كلمة شعب, وجمعها شعوب وهو الجيل من الناس وهو أوسع من كلمة القبيلة.
وجاء في القاموس المحيط :"والشعوبي بالضم محتقر أمر العرب وهم الشعوب", قال عنها القرطبي هي حركة "تبغض العرب وتفضل العجم" وقال الزمخشري في أساس البلاغة: "وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم".
هذه الحركات الشعوبية وإن قامت فقد قامت بين فئيتن من الناس :
1.فئة أظهرت الإسلام وأبطنت الكفر,وهذا حدث ايضًا في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وسموا بالمنافقين, والسبب في ظهورها هو الحقد على الإسلام كدين جديد ونمط عيش متميز,وكون الإسلام قد قوّض دولهم, وهدم عقيدتهم,فالكراهية والعداء كان منبعه العرق والجنس والعقيدة وليس اللغة,وهؤلاء كان شأنهم أحقر من أن يؤثروا في اللغة العربية أو أن يدعوا لهدمها أو حتى إظهار العداء لها,وهم علاوة على هذا قلة حقيرة لا شأن لها في الحياة الأدبية أو العملية.
وقد أعياني البحث عن حدث مسند يظهر فيه عداء هؤلاء للغة العربية أو التخفيف من شأنها, وللأمانة وجدت بعض الأمور التي قد توحي بذلك, ولكن بعد النظر يتضح أن العداء كان من أصله للدين والعقيدة وقد يلفه شئ من العزة و حب العرق,ومن هذه الحوادث ما ذكرأن السلطان محمود الغزنوي احد أمراء الحركة الشعوبية عندما حاول إن يؤجج مشاعر العداء الفارسي ضد الإسلام والعرب كلف الشاعر الشعوبي أبو القاسم الفردوسي(411-329هـ) بكتابة قصائد شعرية يمجد فيها تاريخ فارس وحضارتها ويشتم فيها العرب وحضارتهم الإسلامية ويحط من شأنهم وقد تعهد له بأن يعطيه وزن ما يكتبه ذهبا انه هو فعل ذلك .
ومن شعره في ملحمته"الشاهنامة":
زشير شتر خور دن وسو سمار
عرب را بجايي ر سيده است كار
كه تاج كيانرا كند آرزو
تفو باد بر جرخ كردون تفو
وتعني ترجمتها :
من شرب لبن الإبل وأكل الضب بلغ الأمر بالعرب مبلغا أن يطمحــــوا فـي تــاج الملك فتبا لك أيها الزمان وسحقا.
وكذلك الشاعر يعقوب ليث الصفارين وهو احد أمراء الشعوبية ومن المتمردين على الدولة العباسية أنشد أبياتاً مشابهة أرسلها للخليفة المعتمد العباسي يقول فيها :

أنا ابنُ الاكارمِ من نَسلِ جَم‘=وحائزٌ اِرثِ مُلوكِ العَجمِ
َومُحي الَـذي باد من عِزَهَـم=وكَفى عَليَه طُوالُ القِدَم
فَقل لِـبنَي هـاشِم أجمعين=هَلُموا إلى الخَلع قبل الندَمِ
فَعُودوا إلى أرضِكُم بالحِجاِز=لأكلِ الضٌبِ ورعي الغِنَمِ
فالملاحظ من خلال هذه الأبيات أن الحقد والكراهية كان إما للعرب كعرق أو للإسلام كدين,فالذي قال الشعر هذا بالعربية يدل على معرفة باللغة العربية والبحور والعروض وغيرها من علوم اللغة...وقد ذكر الباحث الإيراني ناصر بوربيرار أن الذي دفع الفردوسي لكتابة ملحمته هذه المصلحة الشخصية وحفنة من الدنانير والدراهم.
وهناك ايضًا مسألة معارضة القرآن من قبل إبن المقفع حتى قيل أن كتابه"الدرة اليتيمة" جاء معارضًا للقرآن, الأمر الذي لم يبن من خلال كتابه, ويبدو أن المسألة طعنًا في أديب عُرف بالعلم وسعة الأدب,وغيره من الأدباء والشعراء وإن حاولوا,فكلها لا تعد عداءًا أو كرهًا للغة العربية بقدر ما فيها من إعتزار وفخر وقوة بلاغة القرآن الكريم الذي كان وما يزال محط أنظار العلماء والأدباء والشعراء على إختلاف مشاربهم اللغوية والعرقية والعقائدية,فهي شهادة أن القرآن مثال البلاغة والفصاحة وقوة الأسلوب وحسن النظم .
وأما قصة أبي العلاء المعري وإلحاده وشعره الذي يعارض فيه القرآن قد فندها وبيّن زيفها ووقف على صدق نيته وسلامة عقيدته الصاحب كمال الدين ابن العديم المتوفي سنة 660 هـ وأحد أعلام عصره، فقد ألّف كتابا أسماه العدل والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري وفيه يقول عن حساد أبي العلاء " فمنهم من وضع على لسانه أقوال الملحدة، ومنهم من حمل كلامه على غير المعنى الذي قصده ، فجعلوا محاسنه عيوبا وحسناته ذنوبا وعقله حمقا وزهده فسقا، ورشقوه بأليم السهام وأخرجوه عن الدين والإسلام، وحرفوا كلامه عن مواضعه وأوقعوه في غير مواقعه . و كان يحرم ايلام الحيوان ولذلك لم ياكل اللحم خمساً و اربعين سنة."اهـ
وأما ما وقع من مسيلمة الكذاب ومضاهاة القرآن فهي لا تعدو سخافات عديمة المعنى وإن تمنقت لفظًا جزلًا,وهو عربي حاول أن يقلد القرآن بلغته الممجوجة فما بلغ ,ورغم عربية لسانه وفصاحة حرفه فما إستطاع أن يوفي غرضه في المضاهاة ,فتعس في الدنيا والآخرة.
2.فئة أسلمت وأخلصت لله ولرسوله وللمؤمنين وأصبحت جزءًا من الأمة الإسلامية ,وتعلموا العربية ومنهم من أبدع ,بل ومنهم من دافع عن العربية ولسانها أمثال الجاحظ ووقف بالمرصاد لكل متعنت بائس,وقسم من هذه الفئة بقيت في نفوسهم آثار العصبية والأنفة لقومهم وبني جلدتهم,إلا أن أمرهم كان يسيرًا ولم يصل الى حد العداء والكراهية للغة العربية,وبغض النظرعن طبيعة نشأة هذه الحركات الشعوبية فإنه لم تستطع أي فئة أن تجهر بعدائها للغة العربية للأسباب التالية:
1. قوة سلطان الدولة الإسلامية ,فقوة اللغة من قوة دولتها,والدولة الإسلامية عُرفت بقوتها وصلادتها وإتساع نفوذ سلطانها .
2.إهتمام المسلمين باللغة العربية كوسيلة أساسية في فهم القرآن الكريم,وإدراكهم أنه لا يمكن أداء الإسلام أداء كاملاً إلاّ بها، فاللغة بالنسبة للإسلام هي بمثابة الروح للجسد.
3.بروز اللغة العربية لغة للعلم فإنه لم ينصرم القرن الثالث للهجرة إلا واللغة العربية أصبحت لغة كل العلوم الشرعية منها والطبيعية من طب وصيدلة وفلك وكيمياء وغيرها,وكل من يريد أن يغرف من مناهل العلوم ومصادرها عليه أن يعرف العربية,فكان محالًا لطالب العلم أن يحصّل شيئًا من العلوم إلا من الكتب والمراجع العربية ومعرفته اللغة العربية والخط العربي...فتميزت اللغة العربية أي تميّز وتفوقت أي تفوق.






 
رد مع اقتباس
قديم 19-06-2008, 04:12 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبد الهادي السايح
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد الهادي السايح غير متصل


افتراضي مشاركة: "أعداء اللغة العربية"

بارك الله بك أخي الحبيب د.سليم إسحق،
مجهود رائع أثابك الله عليه
أتتبع الكتاب منذ البداية
ومن أحسن ما أعجبني تصحيحك المعلوماتِ الخاطئة التي أصبحت من المسلمات على علاتها
ومن ذلك ما أضحى يسمى عصر الانحطاط: إن عصراً عاش فيه كل من ذكرت أضيف إليهم العلامة ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع عصر ازدهار وإن كان أقل بريقا من العصور الأخرى لانشغال الأمة بمدافعة الأعداء في الشرق والغرب، وهو عصر أخذ فيه الأروبيون الكثير من علوم العرب وآدابهم
... حتى الأعداد (1.2.3.... الخ) العربية التي يجهل كثيرون أنها عربية، للأسف، ... وحتى القرون المتأخرة كالثامن عشر والتاسع عشر لم تكن مظلمة متخلفة كما يراد لنا أن نفهم لنقع في خطأ أنكار الذات والشعور بالنقص فتتهيأ نفوسنا لتقليد كل ما هب ودب في الغرب المسيحي الذي لا يحب صلاحنا..
فقد كانت نسبة الأمية في كثير من البقاع أقل من نسبة الأمية في أروبا وذلك باعتراف الأوروبيين أنفسهم، كما لم تنقطع حركة التأليف فيها وإن قّلت ..
استمتعت بقراءة الفصل الأندلسي،
موشح ابن الخطيب جميل وقد عارض به موشح ابن سهل ،المسمى بالإسرائيلي وقيل أنه أسلم،
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى .. قلب صب حلّه عن مكنسِ
وهو من أشهر الوشاحين وأعذبهم كلاما حتى قيل لما غرق عادت الدرة إلى البحر
ويذكر المقري وغيره ممن كتب عن الأندلس أن حبهم للعربية كان شديدا وعنايتهم بها فائقة
ومن ذلك طرفة رواها
" ..قال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي صاحب الشرطة يخاطب الوزير المصحفي لما كتب له كتابا فيه (فاضت نفسه) بالضاد مبينا له الخطأ دون التصريح


قل للوزير السَّـني محتدهُ = لي ذمّة منك أنت حافظها
عنايةٌ بالعلومِ معجزة ٌ = قد بهظ الأولين باهظُها
يُقِرُّ لي عَمرها ومَعمرُها = فيها ونظّامُها وجاحظُها
قد كان حقّاً قبولُ حرمتها = لكنّ صرف الزمان لافظُها
وفي خطوبِ الزمان لي عظةٌ = لو كان يثني النفوسَ واعظها
إن لم تحافظ عصابةٌ نسبت =إليكَ قِدماً فمن يحافظها
لا تَدعَن حاجتي بمطرحةٍ = فإن نفسي قد فاظ فائظها

فأجابه المصحفي: ((ساخرا))

خفّض فُواقاً فأنتَ أوحدها = علماً ونقّابها وحافظها
كيف تضيعُ العلومُ في بلدٍ = أبناؤها كلّهم يحافظها
ألفاظُهم كلّها معطّلةٌ = ما لم يُعوّل عليكَ لافظها
من ذا يساويكَ إن نطقتَ وقد =أقرَّ بالعجز عنكَ جاحظها
علمٌ ثنى العالمينَ عنكَ كما =ثنى عن الشمسِ من يلاحظها
وقد أتتني فُديتَ شاغلةٌ = للنفسِ أن قلتَ فاظ فائظها
فأوضِحَنْها تفزْ بنادرةٍ = قد بهظَ الأولين باهظها

فأجابه الزبيدي وضمّن شعرَه الشاهدَ على ذلك

أتاني كتابٌ من كريمٍ مكرّمٍ = فنفّسَ عن نفسٍ تكادُ تفيظُ
فسرّ جميعَ الأولياءِ ورودُهُ = وسيء رجالٌ أخرون وغِيظوا
وباحثتَ عن فاظت وقبليَ قالها = رجالٌ لديهم في العلوم حظوظُ
روى ذاكَ عن كيسان سهلٌ وأنشدوا = مقالَ أبي الغيّاظِ وهْوَ مَغيظُ
( وسُمّيتَ غياظاً ولستَ بغائظٍ = عدواً ولكن للصديق تغيظُ)
(فلا رحِمّ الرحمن روحكَ حيّةً = ولا هي في الأرواحِ حين تفيظُ)
....) انتهى.
وهذا مما يدل على مدى حرصهم على الصواب وعنايتهم بالعربية.. وإن كان الزبيدي بالغ في الأمر
حيث أن (فاض فائضها) صحيح أيضا.
......
المستكفي فيما أذكر هو آخر خلفاء بني أمية، فبنو أمية تسموا بالخلافة،
ولو أن ذلك لا يهم كثيرا...، الأهم أنهم كانوا في الشرق وفي الغرب أذكى الساسة الذين
أنجبتهم الأمة، وعنايتهم بالأدب والعلم والمنشآت والصنائع كانت كبيرة جدا،
ما وصلنا من شعر الداخل ينمُّ على شاعر بالغ الإجادة رقيق الطبع ومنه:

تبدّت لنا وسط الرُّصافة نخلةٌ = تناءتْ بأرض الغربِ عن بلدِ النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغرُّبِ والنوى = وطولِ التنائي عن بنيَّ وعن أهلي
نشأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غريبةٌ = فمثِّلتِ في الإقصاء والمنتأى مثلي
وله أيضا:


أيها الراكبُ الميّممُ أرضي = أقرِ من بعضيَ السلامَ لبعضي
إنّ جسمي كما علمتَ بأرضٍ = وفؤادي ومالكيه بأرضِ
قدّر البينُ بيننا فافترقنا = وطوى البينُ عن جفونيَ غمضي
قد قضى الله بالفراق علينا = فعسى باجتماعنا سوف يقضي

....

الملك لله من يظفر بنيل منـى =يردده قهراً ويضمن بعده الدركا
لو كان لي أو لغيري قدر أنملة=فوق التراب لكان الأمر مشتركاً
الشطر الثاني من البيت الأول لا يستقيم، لا أعرف الأبيات لكنني أظنه هكذا
يردُّهُ قهَراً أو يضمن الدركا
والتحقق من المصادر أحسن.
...
نويت أن أكتب بضعة سطور لكن نسيت نفسي مع جمال الموضوع ورونقه
بارك الله بك أخي د. سليم إسحق
ولو سمحت لي أقوم بمراجعة بعض الهفوات الطباعية التي تسللت إلى النص
مع البحث والجهد المضني أثابك الله عليه ولك كل الشكر والامتنان







 
رد مع اقتباس
قديم 19-06-2008, 08:34 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: مشاركة: "أعداء اللغة العربية"

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الهادي السايح مشاهدة المشاركة
بارك الله بك أخي الحبيب د.سليم إسحق،
مجهود رائع أثابك الله عليه
أتتبع الكتاب منذ البداية
ومن أحسن ما أعجبني تصحيحك المعلوماتِ الخاطئة التي أصبحت من المسلمات على علاتها
ومن ذلك ما أضحى يسمى عصر الانحطاط: إن عصراً عاش فيه كل من ذكرت أضيف إليهم العلامة ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع عصر ازدهار وإن كان أقل بريقا من العصور الأخرى لانشغال الأمة بمدافعة الأعداء في الشرق والغرب، وهو عصر أخذ فيه الأروبيون الكثير من علوم العرب وآدابهم
... حتى الأعداد (1.2.3.... الخ) العربية التي يجهل كثيرون أنها عربية، للأسف، ... وحتى القرون المتأخرة كالثامن عشر والتاسع عشر لم تكن مظلمة متخلفة كما يراد لنا أن نفهم لنقع في خطأ أنكار الذات والشعور بالنقص فتتهيأ نفوسنا لتقليد كل ما هب ودب في الغرب المسيحي الذي لا يحب صلاحنا..
فقد كانت نسبة الأمية في كثير من البقاع أقل من نسبة الأمية في أروبا وذلك باعتراف الأوروبيين أنفسهم، كما لم تنقطع حركة التأليف فيها وإن قّلت ..
استمتعت بقراءة الفصل الأندلسي،
موشح ابن الخطيب جميل وقد عارض به موشح ابن سهل ،المسمى بالإسرائيلي وقيل أنه أسلم،
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى .. قلب صب حلّه عن مكنسِ
وهو من أشهر الوشاحين وأعذبهم كلاما حتى قيل لما غرق عادت الدرة إلى البحر
ويذكر المقري وغيره ممن كتب عن الأندلس أن حبهم للعربية كان شديدا وعنايتهم بها فائقة
ومن ذلك طرفة رواها
" ..قال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي صاحب الشرطة يخاطب الوزير المصحفي لما كتب له كتابا فيه (فاضت نفسه) بالضاد مبينا له الخطأ دون التصريح
قل للوزير السَّـني محتدهُ = لي ذمّة منك أنت حافظها
عنايةٌ بالعلومِ معجزة ٌ = قد بهظ الأولين باهظُها
يُقِرُّ لي عَمرها ومَعمرُها = فيها ونظّامُها وجاحظُها
قد كان حقّاً قبولُ حرمتها = لكنّ صرف الزمان لافظُها
وفي خطوبِ الزمان لي عظةٌ = لو كان يثني النفوسَ واعظها
إن لم تحافظ عصابةٌ نسبت =إليكَ قِدماً فمن يحافظها
لا تَدعَن حاجتي بمطرحةٍ = فإن نفسي قد فاظ فائظها

فأجابه المصحفي: ((ساخرا))
خفّض فُواقاً فأنتَ أوحدها = علماً ونقّابها وحافظها
كيف تضيعُ العلومُ في بلدٍ = أبناؤها كلّهم يحافظها
ألفاظُهم كلّها معطّلةٌ = ما لم يُعوّل عليكَ لافظها
من ذا يساويكَ إن نطقتَ وقد =أقرَّ بالعجز عنكَ جاحظها
علمٌ ثنى العالمينَ عنكَ كما =ثنى عن الشمسِ من يلاحظها
وقد أتتني فُديتَ شاغلةٌ = للنفسِ أن قلتَ فاظ فائظها
فأوضِحَنْها تفزْ بنادرةٍ = قد بهظَ الأولين باهظها

فأجابه الزبيدي وضمّن شعرَه الشاهدَ على ذلك
أتاني كتابٌ من كريمٍ مكرّمٍ = فنفّسَ عن نفسٍ تكادُ تفيظُ
فسرّ جميعَ الأولياءِ ورودُهُ = وسيء رجالٌ أخرون وغِيظوا
وباحثتَ عن فاظت وقبليَ قالها = رجالٌ لديهم في العلوم حظوظُ
روى ذاكَ عن كيسان سهلٌ وأنشدوا = مقالَ أبي الغيّاظِ وهْوَ مَغيظُ
( وسُمّيتَ غياظاً ولستَ بغائظٍ = عدواً ولكن للصديق تغيظُ)
(فلا رحِمّ الرحمن روحكَ حيّةً = ولا هي في الأرواحِ حين تفيظُ)
....) انتهى.
وهذا مما يدل على مدى حرصهم على الصواب وعنايتهم بالعربية.. وإن كان الزبيدي بالغ في الأمر
حيث أن (فاض فائضها) صحيح أيضا.
......
المستكفي فيما أذكر هو آخر خلفاء بني أمية، فبنو أمية تسموا بالخلافة،
ولو أن ذلك لا يهم كثيرا...، الأهم أنهم كانوا في الشرق وفي الغرب أذكى الساسة الذين
أنجبتهم الأمة، وعنايتهم بالأدب والعلم والمنشآت والصنائع كانت كبيرة جدا،
ما وصلنا من شعر الداخل ينمُّ على شاعر بالغ الإجادة رقيق الطبع ومنه:
تبدّت لنا وسط الرُّصافة نخلةٌ = تناءتْ بأرض الغربِ عن بلدِ النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغرُّبِ والنوى = وطولِ التنائي عن بنيَّ وعن أهلي
نشأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غريبةٌ = فمثِّلتِ في الإقصاء والمنتأى مثلي
وله أيضا:

أيها الراكبُ الميّممُ أرضي = أقرِ من بعضيَ السلامَ لبعضي
إنّ جسمي كما علمتَ بأرضٍ = وفؤادي ومالكيه بأرضِ
قدّر البينُ بيننا فافترقنا = وطوى البينُ عن جفونيَ غمضي
قد قضى الله بالفراق علينا = فعسى باجتماعنا سوف يقضي

....
الملك لله من يظفر بنيل منـى =يردده قهراً ويضمن بعده الدركا
لو كان لي أو لغيري قدر أنملة=فوق التراب لكان الأمر مشتركاً
الشطر الثاني من البيت الأول لا يستقيم، لا أعرف الأبيات لكنني أظنه هكذا
يردُّهُ قهَراً أو يضمن الدركا
والتحقق من المصادر أحسن.
...
نويت أن أكتب بضعة سطور لكن نسيت نفسي مع جمال الموضوع ورونقه
بارك الله بك أخي د. سليم إسحق
ولو سمحت لي أقوم بمراجعة بعض الهفوات الطباعية التي تسللت إلى النص
مع البحث والجهد المضني أثابك الله عليه ولك كل الشكر والامتنان
أخي الحبيب عبد الهادي السايح بارك الله بقلمك الوضاء ويراعك الواعي وحسك المرهف...إن هذا الواقع جزء من شخصيتنا ووتد في شموخنا...والله إن الحزن والآسى يعتصر قلبي عصرًا وأنا أري حالنا المتردي في الذل والهوان ونحن المسلمون كنّا أسياد العالم حتى عهد ليس ببعيد...ولكن التاريخ دوّار والحرب سجال ...وكما قال الشاعر:
لكل شيء اذا ما تم نقصان =فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الامور كما شاهدتها دول = من سره زمن ساءته ازمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد =ولا يدوم على حال لها شان






 
رد مع اقتباس
قديم 22-06-2008, 12:11 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم

السلطان سليمان القانوني:

كان عهد السطان سليمان القانوني بمثل رأس الهرم بالنسبة لقوة الدولة العثمانية ومكانتها بين دول العالم آنذاك. ويعتبر عصر السلطان سليمان هو العصر الذهبي للدولة العثمانية، حيث شهدت سنوات حكمه من 926-972هـ، الموافق 1520-1566م توسعاً عظيماً لم يسبق له مثيل، وأصبحت أقاليم الدولة العثمانية منتشرة في ثلاث قارات عالمية.
وكان لهذا البروز أثره على دول العالم المعاصرة وبالأخص على دول أوروبا التي كانت تعيش انقسامات سياسية ودينية خطيرة، ولهذا تنوعت مواقف الدول الأوروبية من الدولة العثمانية حسب ظروف كل دولة. وكان تشارلز الخامس ملك الامبراطورية الرومانية المقدسة ينافس فرانسوا الأول ملك فرنسا على كرسي الحكم للامبراطورية الرومانية، وكان البابا ليو العاشر منافساً للراهب الألماني مارتن لوثر زعيم المقاومة البروتستانتية.
كان السلطان سليمان القانوني شاعرًا له ذوق فني رفيع، وخطاطًا يجيد الكتابة، وملمًا بعدد من اللغات الشرقية من بينها العربية، وكان له بصر بالأحجار الكريمة، مغرمًا بالبناء والتشييد، فظهر أثر ذلك في دولته، فأنفق في سخاء على المنشآت الكبرى فشيد المعاقل والحصون في رودس وبلجراد وبودا، وأنشأ المساجد والصهاريج والقناطر في شتى أنحاء الدولة، وبخاصة في مكة وبغداد ودمشق، غير ما أنشأه في عاصمته من روائع العمارة.
وظهر في عصره أشهر المهندسين المعماريين في التاريخ الإسلامي وهو سنان، الذي اشترك في الحملات العثمانية، واطلع على كثير من الطرز المعمارية حتى استقام له أسلوب خاص، ويعد جامع السليمانية في إسطنبول الذي بناه للسلطان سليمان في سنة (964هـ= 1557م) من أشهر الأعمال المعمارية في التاريخ الإسلامي.
وفي عهده وصل فن المنمنمات العثمانية إلى أوجه. ولمع في هذا العصر عدد من الخطاطين العظام يأتي في مقدمتهم: حسن أفندي جلبي القره حصاري الذي كتب خطوط جامع السليمانية، وأستاذه أحمد بن قره حصاري، وله مصحف بخطه، يعد من روائع الخط العربي والفن الرفيع، وهو محفوظ بمتحف "طوبي قابي".
لقب المسلمون السلطان سليمان بالقانوني لأنه وضع مع شيخ الإسلام أبو السعود أفندي قوانينًا، وراعى فيها الظروف الخاصة لأقطار دولته، وحرص على أن تتفق مع الشريعة الإسلامية والقواعد العرفية، وقد ظلت هذه القوانين التي عرفت باسم "قانون نامه سلطان سليمان" أي دستور السلطان سليمان تطبق حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري- التاسع عشر الميلادي.
بينما لقبه الأوربيون بالعظيم والكبير لعظيم ما قدم وحقق في عصره.
ومن أعماله العظيمة حملته المعمارية في بيت المقدس وترميم سور القدس الحالي.
من صور عظمة وقوة السلطان العثماني سليمان القانوني :
عزم شارل الخامس على القيام بحملة عسكرية تستهدف القضاء على حركة الجهاد الإسلامي في الحوض الغربي للبحر المتوسط وقبل أن يشرع في تنفيذها كان هدوءاً نسبياً يسود القارة الأوربية إثر عقد هدنة نيس في محرم 945هـ/ يونيو 1538م مع فرنسا والتي كانت مدتها عشر سنوات رسا شارل الخامس أمام مدينة الجزائر في يوم الثامن والعشرون من شهر جمادي الأخيرة سنة 948هـ الموافق الخامس عشر من شهر اكتوبر 1541م وعندما شاهده حسن آغا الطوشي، اجتمع في ديوانه مع أعيان الجزائر وكبار رجال الدولة، وحثهم على الجهاد والدفاع عن الإسلام والوطن قائلاً لهم " ... لقد وصل العدو عليكم ليسبي أبناءكم وبناتكم، فاستشهدوا في سبيل الدين الحنيف... هذه الأراضي فتحت بقوة السيف ويجب الحفاظ عليها، وبعون الله النصر حليفنا، نحن أهل الحق... "، فدعا له المسلمون وأيدوه في جهاد العدو، ثم بدأ حسن آغا في إعداد جيوشه والاستعداد للمعركة.
من ناحية أخرى بدأ الاسبان في تحضير متاريسهم وتعجب شارل الخامس لاستعدادات حسن آغا وأراد أن يستهزئ به، فأمر كاتبه بإعداد خطاب لحسن آغا جاء فيه " ... أنت تعرفني أنا سلطان .. كل ملة المسيحيين تحت يدي إذا رغبت في مقابلتي سلمني القلعة مباشرة.. أنقد نفسك من يدي وإلا أمرت بإنزال أحجار القلعة في البحار، ثم لا أبقي عليك ولاسيدك ولا الأتراك، وأخرب كل البلاد... " وصل ذلك الخطاب إلى حسن آغا وأجاب عليه "...أنا خادم السلطان سليمان ... تعالى واستلم القلعة ولكن لهذه البلاد عادة، أنه إذا جاءها العدو، لايعطي إلا الموت ".
وأنعم السلطان سليمان على حسن آغا الطوشي برتبة الباشوية، لدوره الفعال في النصر وخلى البحر المتوسط تقريباً من الأساطيل الأسبانية التي كانت تضمد جراحها وتحاول استرجاع قوتها، فانطلقت السفن العثمانية نحو السواحل الاسبانية والايطالية وتوالت هنالك الغزوات وساد الرعب والفزع تلك النواحي التي بقيت مفتوحة في وجه العثمانيين يتوغلون داخلها ويغنمون مافيها, كما صارت الدولة الأوربية تعمل للعثمانيين حساباً، فاهتز بذلك مركز الاسبان في وهران وغيرها من مناطق نفوذهم في الشمال الافريقي.
كان فشل شارلكان ( شارل الخامس ) في حملته على الجزائر، ذا أثر عميق لا على الإمبراطورية الاسبانية، ولا على ملكها شارلكان، وإنما على مستوى الأحداث العالمية. وقد حفظ الشعر العربي هذا الحدث الذي قيل فيه:
سلوا شرلكان كم رأى من جنودنا= فليس له إلا هُمُ من زواجر
فجهز اسطولاً وجيشاً عرمرمًا= ولكنه قد آب أوبة خاسر
توفي_رحمه الله _ أثناء حصار مدينة سيكتوار في 5 سبتمبر 1566.
السلطان عبدالمجيد الأول (1255-1277هـ/1839-1860م):

كان السلطان عبدالمجيد الأول ، ضعيف البنية شديد الذكاء، واقعياً ورحيماً، وترقت في أيامه العلوم والمعارف، واتسعت دائرة التجارة ، وشيدت الكثير من المباني الفاخرة، ومدَّت في عهده أسلاك الهاتف وقضبان السكك الحديدية.
إلا أنه أخطأ في بعض الأمور الإدارية مساويًا بين جميع رعايا الدولة العثمانية,وإعطاء أهل الذمة الحرية في كثير من أمور تخالف الشريعة حتى ألف السياسي الروماني والمؤرخ دجوفارا في بداية القرن العشرين كتابًا أسماه"مئة خطة لتقسيم إرث الدولة العثمانية" والذي قال فيه:إن من الأسباب التي أدت إلى القضاء على الدولة العثمانية هو تسامحها وإعطائها الحرية للرعايا غير المسلمين".
ومن جملة ما أصدره مرسوم من السلطان عرف (بخط شريف جلخانة) أي المرسوم المتوج بخط السلطان الذي صدر عن سراي الزهر عام 1839م وجاء فيه: (... لايخفى على عموم الناس أن دولتنا العلية من مبدأ ظهورها وهي جارية على رعاية الأحكام القرآنية الجليلة والقوانيين الشرعية المنيفة بتمامها ولذا كانت قوة سلطتنا السنية ورفاهية وعماريه أهاليها وصلت حد الغاية، وقد انعكس الأمر منذ مائة وخمسين سنة بسبب عدم الانقياد والامتثال للشرع الشريف ولا للقوانين المنيفة بناءً على طروء الكوارث المتعاقبة والأسباب المتنوعة فتبدلت قوتها بالضعف وثروتها بالفقر....) ثم جاءت بيانات يمكن تلخيص بعضها فيما يلي:
1- صيانة حياة وشرف وممتلكات الرعايا بصورة كلية بغض النظر عن المعتقدات الدينية.
2- ضمان طريقة صحيحة لتوزيع وجباية الضرائب.
3- توخي العدل والإنصاف في فرض الجندية وتحديد أمدها .
4- المساواة في الحقوق والواجبات بين المسلم وغير المسلم.

السلطان عبد الحميد الثاني:

وهو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخر من أمتلك سلطة فعلية منهم. وولد في 21 سبتمبر 1842 م، وتولى الحكم عام 1876 م. أبعد عن العرش عام 1909 م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير 1918 م.
وتلقى السلطان عبد الحميد تعليمه بالقصر السلطاني واتقن من اللغات: الفارسية والعربية وكذلك درس التاريخ والأدب.دعا جميع مسلمي العالم في آسيا الوسطى وفي الهند والصين وأواسط أفريقيا وغيرها إلى الوحدة الإسلامية والانضواء تحت لواء الجامعة الإسلامية، ونشر شعاره المعروف "يا مسلمي العالم اتحدوا"، وأنشأ مدرسة للدعاة المسلمين سرعان ما أنتشر خريجوها في كل أطراف العالم الإسلامي الذي لقي منه السلطان كل القبول والتعاطف والتأييد لتلك الدعوة، ولكن قوى الغرب قامت لمناهضة تلك الدعوة ومهاجمتها.
قرَّب إليه الكثير من رجال العلم والسياسة المسلمين واستمع إلى نصائحهم وتوجيهاتهم.
عمل على تنظيم المحاكم والعمل في "مجلة الأحكام العدلية" وفق الشريعة الإسلامية.
قام ببعض الإصلاحات العظيمة مثل القضاء على معظم الإقطاعات الكبيرة المنتشرة في كثير من أجزاء الدولة، والعمل على القضاء على الرشوة وفساد الإدارة.
حرص على إتمام مشروع خط السكة الحديدية التي تربط بين دمشق والمدينة المنورة لِمَا كان يراه من أن هذا المشروع فيه تقوية للرابطة بين المسلمين، تلك الرابطة التي تمثل صخرة صلبة تتحطم عليها كل الخيانات والخدع الإنجليزية، على حد تعبير السلطان نفسه.
وتوفي السلطان عبد الحميد الثاني في المنفى في 10 فبراير من عام 1918 م,رحمه الله وأدخله الجنة.
هذه جوله سريعة في سيرة بعض سلاطين الدولة العليّة العثمانية كي نرى مدى اهتمامهم في الدين الإسلامي واللغة العربية, وأنهم لم يضمروا أي عداء للغة القرآن , بل حافظوا ودافعوا عن الإسلام وعقيدته, وتعلموا اللغة العربية وأحبوها ونشروها والإسلام في شتى أنحاء المعمورة.






 
رد مع اقتباس
قديم 22-06-2008, 08:10 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم
هذا ما كان من شأن السلاطين والحكام الأتراك المسلمين, وأما أمر العلماء فحدث ولا حرج, فقد اهتم العلماء المسلمون عربًا وتركًا على مر عصور الدولة العثمانية بالعلوم على تباين أنواعها وتنوع أصنافها, فقد برعوا في الهندسة والطب والفلك والكيمياء والفيزياء , وأبدعوا في العلوم الشرعية من فقه وعقيدة وعلوم الحديث وعلوم اللغة العربية,وكفى العصر العثماني الناهض العالم العلامة البحر أحمد بن مصطفى المشهور بطاش كبرى زاده التركي الأصل,صاحب المؤلفات القيّمة باللغة العربية والعلوم الشرعية, وهو صاحب كتاب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية",وصاحب كتاب "مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم" وهذا كتاب ماتع جدًا جدًا يدل على سمو وعلو كعب الكاتب وتبحره في علوم اللغة العربية,وفي هذا الكتاب جاء باعتراف جليل من عالم مبجل بحق اللغة العربية حيث قال_رحمه الله_:"ثم أن تركيبات تلك الحروف,لما أمكنت على وجوه مختلفة,وأنحاء متباينة مع التغاير الحاصل في حروفها,من جهة المخارج والأوصاف,حصل لهم أسنة مختلفة ولغات متباينة,بحيث لا تعد كثرة,إلا أن أفضلها وأعلاها اللغة التي خصت بها أوسط الأمم,وهم خير أمة أخرجت للناس.وخير الأمور أوسطها, وقد نزلت عليها أشرف الكتب وأعلاها وأقومها وأدومها, أعني التنزيل الذي شرفه الله تعالى بالبراءة من النسخ والتبديل.سيما وقد نطق بهذه اللغة أفضل الأنبياء وخاتمهم,وأشرفهم وفص خاتمهم. وهل اتصف لغة غير هذه بالبلاغة والإعجاز, وبسحر الكناية والمجاز.وهل اختص غير هذه بفنون لو عُدّ أشهرها لبلغت إلى الأربعين, وهل تشرف ما عداها بالتحدي حتى فاق واجد على مئين.وقل لي هل ظهرت العلوم منقحة بلغة آخرى؟ أفليست هذه بالتعظيم والتبجيل أحرى,الحمد لله الذي جبلني على الحب لهذه اللغة الجليلة الشأن.والشغف بهذا اللسان الباهر البرهاني".اهـ

نبذة من سيرة العلامة طاش كبرى زاده:

هو أحمد بن مصطفى بن خليل المعروف بطاش كبري زاده من مشاهير الموسوعيين العثمانيين وكتّاب السير. ولد في ( بورسه) سنة 901هـ ,وخير من يُعرف بنفسه هو صاحب النفس حيث قال _رحمه الله_:"ثم إني ولدت في الليلة الرابع عشرة من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعمائة ولما بلغت سن التمييز انتقلنا الى بلدة انقره فشرعنا هناك في قراءة القرآن العظيم وعند ذلك لقبني والدي بعصام الدين وكناني بأبي الخير وكان لي أخ أكبر مني بسنتين اسمه محمد ولقبه والدي بنظام الدين وكناه بأبي سعيد ثم انه لما ختمنا القرآن انتقلنا الى مدينة بروسه فعلمنا والدي شيئا من اللغات العربية ثم انه رحمه الله سافر الى مدينة قسطنطينية وسلمني الى العالم العامل علاء الدين الملقب باليتيم وقد أسلفنا ذكره فقرات عليه من الصرف مختصرا مسمى بالمقصود ومختصر عز الدين الزنجاني ومختصر مراح الأرواح وقرأت عليه أيضًا من النحو مختصر المائة للشيخ الإمام عبد القاهر الجرجاني وكتاب المصباح للإمام المطرزي وكتاب الكافية للشيخ العلامة ابن الحاجب وحفظت كل ذلك بمشاركة أخي المزبور ثم شرعنا في قراءة كتاب الوافية في شرح الكافية ولما بلغنا مباحث المرفوعات جاء عمي قوام الدين قاسم إلى مدينة بروسه وصار مدرسا بمدرسة مولانا خسرو وهناك قرأنا عليه من مباحث المرفوعات إلى مباحث المجرورات وعند ذلك مرض أخي مرضا مزمنا والتمس مني أن أتوقف إلى ان يبرأ فتوقفت لأجله فقرأت في تلك المدة على عمي كتاب الهارونية من الصرف وألفية ابن مالك من النحو ولما أتممت حفظها توفي أخي في سنة أربع عشرة وتسعمائة رحمه الله تعالى فشرعت في قراءة ضوء المصباح علي عمي فقرأنه من أوله إلى آخره وكتبت ذلك الكتاب وصححته غاية التصحيح والإتقان ثم قرأت عليه من المنطق مختصر ايساغوجي مع شرحه لحسام الدين الكاتي وقرأت عليه أيضًا بعضا من شرح الشمسية للعلامة الرازي وعند ذلك أتى والدي من مدينة قسطنطينية إلى مدينة بروسه وصار مدرسا بحسينية اماسيه ولما وصلنا إليها قرأت عليه شرح الشمسية من أول الكتاب الى آخره مع حواشي السيد الشريف عليه ثم قرأت عليه شرح العقائد للعلامة التفتازاني مع حواشي المولى الخيالي عليه ثم قرأت عليه شرح هداية الحكمة لمولانا زاده مع حواشي المولى خواجه زاده عليه ثم قرأت عليه شرح آداب البحث لمولانا مسعود الرومي ثم قرأت عليه شرح الطوالع للعلامة الأصفهاني من أوله إلى آخره مع حواشي السيد الشريف عليه ثم قرأت عليه بعض المباحث من حاشية شرح المطالع للسيد الشريف قراءة تحقيق وإتقان ثم قال لي رحمه الله إني قضيت ما علي من حق الأبوة فالأمر بعد ذلك إليك وما أقرأني بعد ذلك شيئا ثم قرأت على خالي حواشي شرح التجريد للسيد الشريف من أول الكتاب إلى مباحث الوجوب والإمكان قراءة تحقيق وإتقان ثم قرأت على العالم الفاضل المولى محيي الدين الفناري شرح المفتاح للسيد الشريف من أول مباحث المسند إلى آخر مباحث الفصل والوصل ثم قرأت على العالم العامل والفاضل الكامل المولى محيي الدين سيدي محمد القوجوي شرح المواقف للسيد الشريف من أول الإلهيات إلى مباحث النبوات قراءة تحقيق وإتقان وقرأت عليه أيضًا تفسير سورة النبأ من الكشاف ثم قرأت على العالم الفاضل الكامل المولى بدر الدين محمود بن قاضي زاد الرومي الشهير بميرم جلبي كتاب الفتحية للمولى علي القوشجي من الهيئة وكنت أقرأ عليه وهو يكتب له شرحا وأتحف ذلك الشرح للسلطان سليم خان فنصبه قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية اناطولي ثم قرأت على المولى العالم العامل الشيخ محمد التونسي مولدا المغوشي شهرة بعضا من صحيح البخاري ونبذا من كتاب الشفاء للقاضي عياض وقرأت عليه أيضًا علم الجدل وعلم الخلاف وباحثت معه في العلوم العقلية والعربية حتى أجازني إجازة ملفوظة مكتوبة أن اروي عنه التفسير والحديث وسائر العلوم وجميع ما يجوز له ويصح عنه رواية وهو يروي عن شيخه ولي الله شهاب الدين احمد البكي المغربي وهو يروي عن
شيخه حافظ المشرقين أمير المؤمنين في الحديث شهاب الدين احمد ابن حجر العسقلاني ثم المصري وأيضا أجاز لي بالتفسير والحديث والدي وهو يروي عن والده وهو يروي عن مولانا يكان وهو يروي عن المولى النكساري وهو يروي عن جمال الدين الاقسرائي وعن الشيخ أكمل الدين وأيضا يرويهما والدي عن المولى خواجه زاده عن المولى فخر الدين العجمي المفتي وهو يرويهما عن مولانا حيدر وهو يرويهما عن المولى سعد الدين التفتازاني وأيضًا أجاز لي بالتفسير والحديث المولى الفاضل سيدي محيي الدين القوجوي المذكور وهو يرويهما عن شيخه العالم العامل الفاضل الكامل المولى حسن جلبي الفناري وهو يرويهما عن تلامذة الشيخ شهاب الدين احمد بن حجر.
ثم إن هذا العبد الفقير صار مدرسا أولا بمدرسة ديمهتوقه في أواخر شهر رجب المرجب لسنة إحدى وثلاثين وتسعمائة ودرست هناك الشرح المطول للتخليص من أول قسم البيان إلى مباحث الاستعارة وحواشي شرح التجريد من أول الكتاب إلى آخر مباحث أمور العامة ودرست هناك أيضًا شرح الفرائض للسيد الشريف ثم صرت مدرسا بمدرسة المولى الحاج حسن بمدينة قسطنطينية في أوائل شهر رجب المرجب لسنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة ودرست هناك شرح الوقاية لصدر الشريعة من أول الكتاب إلى كتابا البيع ودرست هناك أيضًا شرح المفتاح للسيد الشريف من أول الكتاب إلى مباحث الإيجاز والإطناب ودرست هناك أيضا حواشي شرح التجريد من مباحث أمور العامة إلى مباحث الوجوب والإمكان ونقلت هناك كتاب المصابيح من الحديث من أول الكتاب إلى آخره مرتين وبعد إتمامه توفي المولى الوالد رحمه الله تعالى بمدينة قسطنطينية وقت الضحوة من اليوم الثاني عشر من شهر شوال لسنة خمس وثلاثين وتسعمائة ثم صرت مردسا باسحاقية اسكوب في أوائل شهر ذي الحجة لسنة ست وثلاثين وتسعمائة وارتحلت إليها ونقلت هناك أيضًا كتاب المصابيح من أوله إلى آخره وكتاب المشارق من أوله إلى آخره في شهر رمضان ودرست هناك
أيضًا كتاب التوضيح من أوله إلى آخره ودرست هناك أيضًا شرح الوقاية لصدر الشريعة من أول كتاب البيع إلى آخره ودرست هناك أيضا شرح الفرائض للسيد الشريف ودرست هناك أيضا شرح المفتاح من أول فن البيان إلى آخر الكتاب ثم ارتحلت إلى مدينة قسطنطينية وصرت مدرسا بها بمدرسة قلندرخانه في اليوم السابع عشر من شهر شوال المكرم لسنة اثنتين وأربعين وتسعمائة ونقلت هناك كتاب المصابيح من أوله إلى كتاب البيوع ودرست هناك أيضا شرح المواقف من أول مباحث الوجوب والإمكان إلى مباحث الأعراض ودرست هناك أيضا بعضا من شرح الوقاية لصدر الشريعة ونبذا من شرح المفتاح للسيد الشريف ثم انتقلت إلى مدرسة الوزير مصطفى باشا بالمدينة المزبورة في اليوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وتسعمائة ونقلت هناك كتاب المصابيح من كتاب البيوع إلى آخر الكتاب وابتدأت بدراسة كتاب الهداية حتى وصلت إلى كتاب الزكاة ودرست هناك أيضا بعض المباحث من أول الإلهيات من شرح المواقف ثم انتقلت إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنه في اليوم الرابع من شهر ذي القعدة لسنة خمس وأربعين وتسعمائة وابتدأت هناك برواية صحيح البخاري ونقلت منه مجلدة واحدة من المجلدات التسع ودرست هناك كتاب الهداية من أول كتاب الزكاة إلى آخر كتاب الحج ودرست هناك أيضا كتاب التلويح من أول الكتاب إلى التقسيم الأول ثم انتقلت إلى إحدى المدارس الثمانية في اليوم الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول لسنة ست وأربعين وتسعمائة ونقلت هناك صحيح البخاري وأتممته مرتين ونقلت تفسير سورة البقرة من تفسير البيضاوي ودرست هناك كتاب الهداية من أول كتاب النكاح إلى كتاب البيوع ودرست كتاب التلويح من التقسيم الأول إلى مباحث الأحكام ثم انتقلت إلى مدرسة السلطان بايزيدخان بمدينة أدرنه في اليوم الحادي عشر من شهر شوال لسنة إحدى وخمسين وتسعمائة ونقلت هناك من صحيح البخاري مقدار ثلثه ودرست هناك كتاب الهداية من كتاب البيوع إلى كتاب الشفة وكتاب التلويح من قسم الأحكام إلى آخر الكتاب ودرست هناك أيضا شرح المواقف ودرست هناك أيضا شرح الفرائض للسيد الشريف إلى أن وصلت مباحث التصحيح ثم صرت قاضيا بمدينة بروسه في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة اثنتين وخمسين وتسعمائة فيا ضيعة الأعمار ثم صرت مدرسا بإحدى المدارس الثمان ثانيا في اليوم الثامن عشر من شهر رجب المرجب لسنة أربع وخمسين وتسعمائة ونقلت هناك صحيح البخاري وأتممته ودرست هناك كتاب الهداية من كتبا الشفعة إلى آخر الكتاب ودرست هناك أيضا كتاب التلويح من أوله إلى التقسيم الرابع ودرست هناك أيضا حواشي الكشاف للسيد الشريف إلى أن وصلت غلى أثناء سورة الفاتحة ثم صرت قاضيا بمدينة قسطنطينية في اليوم السابع عشر من شهر شوال المكرم لسنة ثمان وخمسين وتسعمائة واخترمت اشغال القضاء ما كنت عليه من الاشتغال بالعلم الشريف كان ذلك في الكتاب مسطورا وكان أمر الله قدرا مقدورا ثم وقعت لي في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول لسنة إحدى وستين وتسعمائة عارضة الرمد ودام ذلك شهورا وأضرت بذلك عيناي وأرجو من الله تعالى سبحانه أن يعوضني منهما الجنة على مقتضى وعد نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم ثم ان الله تعالى قد وفق هذا العبد الضعيف في أثناء اشتغاله بالعلم الشريف لبعض التصانيف من التفسير وأصول الدين وأصول الفقه والعربية وأيضا من الله سبحانه علي بحل بعض المباحث الغامضة وتحقيق المطالب العالية وكتبت لكل منها رسالة ومجموعها ينيف على ثلاثين إلا أن صوارف الأيام بتقدير الملك العلام قد اخترمتها ولم يتيسر لي تبييضها هذا ما منحني الله تعالى من العلوم والمعارف وما قسمه الله لي بحسب استعدادي الفطري وفوق كل ذي علم عليم وليس هذا والعياذ بالله تعالى ادعاء للعلم والفضيلة بل ائتمار لقوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث فليكن هذا آخر الكتاب وقد أمليته على بعض من الأصحاب مع كلال البصر وكمال الحصر وقلة الفطن وضيق العطن ووقوعي في زاوية الخمول والنسيان والانقطاع عن الإخوان والخلان والحمد لله على كل حال وله الشكر على الإنعام والأفضال وقد فرغت من إملائه يوم السبت آخر شهر رمضان المبارك في تاريخ سنة خمس وستين وتسعمائة
بمدينة قسطنطينية المحمية حماها الله تعالى في ظل واليها عن الآفات والبلية وحفها بالميامن البهية والبركات السنية والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا والصلاة على نبيه محمد وآله وصحبه متوافرا متكاثرا ورضي الله عنا وعن العلماء العاملين والمشايخ الزاهدين والفقراء القانعين ورحم الله تعالى أسلافنا وأبقى بمنه أخلافنا انه الحنان المنان ذو المن والإحسان ورضي الله تعالى عن الأصحاب والأحباب الذين اجتهدوا في جمع هذا الكتاب وعن كافة المسلمين أجمعين بحرمة نبيه محمد الأمين وآله وصحبه الأكرمين ولنختم الكلام ببعض من جوامع الأدعية المروية عن سيد الأنام عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي واجب دعوتي وثبت حجتي وسدد لساني وأهد قلبي واسلل سخيمة صدري سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من مصنفاته : كتاب ( الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية),الذي كتبه باللغة العربية وضمّنه سير 522 من علماء وشيوخ الطرق ,وترجم بعد ذلك إلى اللغة التركية. وله كتاب (العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم) و ( مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم ),تكلم فيه عن العلوم وأقسامها وفروعها و (نوادر الأخبار في مناقب الأخيار) وغير ذلك.






 
رد مع اقتباس
قديم 27-06-2008, 01:24 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سليم إسحق
أقلامي
 
الصورة الرمزية سليم إسحق
 

 

 
إحصائية العضو







سليم إسحق غير متصل


افتراضي رد: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم
علماء الدولة العثمانية هم كثر من عرب وترك وفرس ,وقد ذكرهم العلامة طاش كبري زاده وصنفهم طبقات حتى تاريخ انتهائه من تحرير كتابه عام 965هـ,وسوف أتعرض لعلماء اللغة العربية والفقه والعقيدة اقتصارًا على ما يبحث الكتاب,وسوف اذكرهم تسلسليًا كما ذكرهم العلامة طاش كبرى زاده,ثم بعد ذلك سوف أذكر العلماء حتى آخر عالم مسلم تركي يفوح منه عطرالخلافة وتلمح فيه عزة الإسلام ومنعته,والذي كتب باللغة العربية التي أحبها ودافع عنها دفاعًا فذًا فريدًا عنيفًا...

الطبقة الاولى

في علماء دولة السلطان عثمان الغازي روح الله تعالى روحه العزيز بويع له بالسلطنة في سنة تسع وتسعين وستمائة:
1. المولى طورسون فقيه ختن المولى اده بالي

وهو من بلاد قرامان قرأ على المولى المذكور التفسير والحديث والاصول وتفقه عنده وبعد وفاته قام مقامه في أمر الفتوى وتدبير امور السلطنة وتدريس العلوم الشرعية وكان عالما عاملا مجاب الدعوة .
2.المولى خطاب بن ابي القاسم القره حصاري رحمه الله

قرأ ببلاده على علماء عصره ثم ارتحل الى البلاد الشامية وقرا على علمائها وأخذ منهم الفقه والحديث والتفسير ثم عاد الى بلاده وتوفي بها رحمه الله وله شرح نافع على منظومة الشيخ العالم عمر النسفي في الخلافيات فرغ من تصنيفه في صفر سنة سبع عشرة وسبعمائة.
الطبقة الثانية

في علماء دولة السلطان اورخان بن عثمان الغازي طيب الله ثراه بويع له بالسلطنة بعد وفاة ابيه سنة ست وعشرين وسبعمائة :
1.العالم العامل والفاضل الكامل المولى داود القيصري القراماني

اشتغل في بلاده ثم ارتحل الى مصر وقرا على علمائه التفسير والحديث والاصول وبرع في العلوم العقلية وحصل علم التصوف وشرح فصوص ابن العربي ووضع لشرحه مقدمة بين فيها اصول علم التصوف ويفهم من كلامه في تلك المقدمة مهارته في العلوم النقلية.
2.العالم الفاضل المولى محسن القيصري

قرأ العلوم على المولى مجدالدين القيصري واطلع على فنون كثيرة من أقسام الفنون الادبية وانواع العلوم الشرعية ثم ارتحل الى البلاد الشامية وقرا على علمائها التفسير والحديث ثم عاد الى بلاده وتوفي بها ونظم ترجمة كتاب في الفقه وأجاد فيه كل الاجادة ونظم ايضا علم الفرائض نظما حسنا بليغا جامعا للمسائل ثم شرحه شرحا بين فيه دقائقه واسراره وله شرح على مختصر الشيخ الاندلسي في علم العروض احسن في ترتيبه وضمنه فوائد كثيرة.
3.الشيخ العارف بالله الشيخ المعروف بالنسبة الى الغزال

وهو المشهور في لسانهم بكيكلوبابا ولم يشتهر اسمه وانما نسب الى الغزال لانه كان يركب الغزال وكان الغزال مسخرا له ومولده ببلدة خوي من بلادالعجم ثم ارتحل الى بلادالروم وحضر فتح بروسا مع السلطان اورخان راكبا الغزال وتوطن قريبا من مدينة بروسا ومات هناك ودفن بذلك الموضع وبنى السلطان اورخان على قبره قبة وقبره مشهور يزار ويتبرك به .
الطبقة الثالثة

ومن علماء الطبقة الثالثة ,وهي الطبقة التي كانت في عهد السلطان مراد بن اورخان الغازي المشهور عند الناس بغازي خداوند كار روح الله روحه ونور ضريحه بويع له بالسلطنة بعد وفاة ابيه في سنة احدى وستين وسبعمائة :
1.المولى محمود القاضي

ولد بمدينة بروسا رحمه الله بموضع يقال له سلطان اوكي وقرأ على علماء زمانه العلوم العربية والشرعية والتفسير والحديث وبرع في كل منها ثم استقضاه السلطان مراد الغازي بمدينة بروسا وكان قاضيا بها مدة كبيرة , واعتنى بالرياضة اشد اعتناء حتى برع فيها وفاق على أقرانه بل على من تقدمه وشرح اشكال التأسيس في الهندسة في سنة خمس عشرة وثمانمائة وشرح كتاب الجغمني في الهيئة في سنة اربع عشرة وثمانمائة واعتذر في خطبته عن ترك وطنه وإقامته بسمرقند وقال:
ولا عيب فيهم غير أن ضيوفهم = تلام بنسيان الأحبة والوطن
4.المولى الاعظم الشيخ جمال الدين محمد بن محمد الاقسرائي قدس الله سره العزيز

كان عالما فاضلا كاملا تقيا نقيا عارفا بالعلوم العربية والشرعية والعقلية وقد درس فأفاد وصنف فأجاد وانتفع به كثير من الفضلاء وتخرج عنده جمع من العلماء كتب حواشي على الكشاف وصنف شرح الايضاح في المعاني وشرح الانموذج في الطب روي ان المولى المذكور من نسل الامام فخر الدين الرازي وهو رابع مرتبة منهم لانه هو المولى جمال الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الامام فخر الدين محمد الرازي روح الله أرواحهم وكان رحمه الله مدرسا في بلاد قرامان بمدرسة مشهورة بمدرسة السلسلة وقد شرط بانيها ان لا يدرس فيها الا من حفظ الصحاح للجوهري.
الطبقة الرابعة

في علماء دولة السلطان بايزيد خان ابن السلطان مراد الغازي الملقب بيلدرم بايزيد روح الله روحه وغفر له بويع له بالسلطنة بعد وفاة ابيه في رابع شهر رمضان المبارك من شهور سنة احدى وتسعين وسبعمائة :
1. شمس الدين محمد بن حمزة بن محمد الفناري قدس الله روحه العزيز

قال ابن حجر كان المولى الفناري عارفا بالعلوم العربية وعلمي المعاني والبيان وعلم القراآت كثير المشاركة في الفنون ولد رحمه الله في صفر سنة احدى وخمسين وسبعمائة وأخذ عن العلامة علاء الدين الاسود شارح المغني والوقاية وأخذ ببلاده عن الجمال محمد بن محمد بن محمد الاقسرائي ولازم الاشتغال ورحل الى مصر لاجل الاشتغال واخذ عن الشيخ أكمل الدين وغيره ثم رجع الى الروم فولي قضاء بروسا .
وله مصنف في أصول الفقه سماه فصول البدائع في أصول الشرائع جمع فيه المنار والبزدوي ومحصول الامام الرازي ومختصر ابن الحاجب وغير ذلك واقام في عمله ثلاثين سنة وله تفسير الفاتحة ورسالة اتى فيها بمسائل من مائة فن وأورد عليها اشكالات وسماها انموذج العلوم قال ابن حجر كتب لي بخطه بالاجازة لما قدم القاهرة مات في رجب سنة اربع وثلاثين وثمانمائة .
2.العالم العارف بالله الشيخ شهاب الدين السيواسي ثم الاياثلوغي

كان رحمه الله عبد لبعض من اهالي سيواس فتعلم في صغره مباني العلوم ثم قرا على علماء عصره حتى فاق أقرانه وبرع في كل العلوم ثم اتصل بخدمة الشيخ محمد خليفة الشيخ زين الدين الحافي وحصل عنده علوم الصوفية ثم ارتحل مع شيخه الى بلدة أياثلوغ وأكرمه الامير ابن ايدين غاية الاكرام فتوطن هناك ومات في حدود الثمانين من المائة الثامنة ودفن بها وقبره مشهور يزار ويتبرك به وله تفسير القرآن العظيم سماه بعيون التفاسير وهو المشهور بين الناس بتفسير شيخ و له رسالة في طريقة الصوفية سماها رسالة النجاة في شرف الصفات من تصفحها يشهد له بأن له قدما راسخا في التصوف وله رسالة أخرى في التصوف .
3.العالم الرباني والفاضل الصمداني الشيخ قطب الدين الازنيقي

كان رحمه الله تعالى عالما فاضلا زاهدا متورعا وكان له حظ عظيم من التصوف ولد بازنيق وقرا على علماء زمانه وتمهر في كل العلوم لا سيما العلوم الشرعية وتوفي بها وصنف في كتاب الصلاة مصنفا جامعا لمسائلها روي انه لما اجتاز تيمور خان بالبلاد الرومية اجتمع مع الشيخ المذكور فقال له الشيخ عليك ان تترك صنيعك هذا من قتل عباد الله وسفك الدماء المحرمة فقال يا شيخ إني انزل في منزل وباب خيمتي الى الشرق فأجد بابها في الغد الى المغرب فإذا ركبت يركب امامي نحو خمسين رجلا لا يراهم غيري وإني اقفو اثرهم وامتثل امرهم فقال له الشيخ كنت سمعتك رجلا عاقلا والان علمت انك جاهل فقال من اين قلت هذا قال لانك تفتخر بوصف الشيطان وهو كونه مظهرا لقهر الله ثم افترقا مات رحمه الله في اليوم الثامن من ذي القعدة لسنة احدى وعشرين وثمانمائة رحمه الله تعالى .
4.الشيخ العارف بالله عبدالرحمن بن علي بن احمد البسطامي مشربا والحنفي مذهبا والانطاكي مولدا

كان رحمه الله عالما بالحديث والتفسير والفقه عارفا بخواص الحروف وعلم الوفق والتكسير وله يد طولى في معرفة الجفر والجامعة والوقوف على التواريخ ولما رغب في الاطلاع على العلوم الغريبة طاف البلاد ورحل الى البلاد الشامية ودخل القاهرة وطاف البلاد الغربية حتى نال بغيته وكان له تصرف عظيم بخواص الحروف وتأثير عظيم بالاشتغال بأسماء الله تعالى وكان له في ذلك حكايات غريبة لا يفي بذكرها هذا المختصر ثم انه دخل مدينة بروسا واجتمع معه المولى الفناري واستفاد منه كثيرا من العوم الغريبة وله تصانيف في علم الجفر وعلم الوفق وخواص أسماء الله تعالى وفي علم التواريخ لا يمكن تعدادها ورأيت اكثرها بخطه وكان خطه في غاية الاحكام والاتقان وجميع مصنفاته محررة متقنة يعتمد عليها وأجل مصنفاته كتاب الفوائح المسكية في الفواتح المكية أدرج فيه ما يفوق مائة علم وكتاب شمس الافاق في علم الحروف والاوفاق .
الطبقة الخامسة

في علماء دولة السلطان محمد بن بايزيد خان بويع له بالسلطنة في سنة ست عشرة وثمانمائة ومن العلماء في زمانه :
1.المولى العالم الفاضل برهان الدين حيدر بن محمود الحوافي الهروي

كان رحمه الله من تلامذة مولانا سعد الدين التفتازاني ,وكان رحمه الله عالما فاضلا محققا مدققا بلغ من مراتب الفضل اعلاها ورأيت له حواشي على شرح الكشاف لاستاذه المولى العلامة سعدالدين التفتازاني اورد فيها اجوبة عن اعتراضات الفاضل الشريف على استاذه وله شرح لايضاح المعاني وسمعت ان له شرحا للفرائض السراجية ,وكان رحمه الله ذا عفاف ومروأة وصاحب ورع وتقوى مات في عشر الثلاثين وثمانمائة روح الله روحه ونور ضريحه..
2.العالم الفاضل المولى يعقوب بن ادريس ابن عبد الله النكيدي الحنفي الشهير بقرا يعقوب نسبة الى نكيدة من بلاد قرامان
ولد رحمه الله سنة تسع وثمانين وسبعمائة واشتغل في بلاده ومهر في الاصول والعربية والمعاني وكتب على المصابيح شرحا وعلى الهداية حواشي ودخل الى البلادالشامية والقاهرة ثم رجع الى بلاده فاقام بلارنده الى ان مات في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة رحمه الله تعالى.
3.المولى العلامة محيي الدين الكافية جي

لقب بذلك لكثرة اشتغاله بكتاب الكافية في النحو وهو محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي البرغمي قال السيوطي شيخنا العلامة استاذ الاستاذ ابن محيي الدين ابو عبدالله الكافية جي ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة واشتغل بالعلم أول ما بلغ ورحل الى بلاد العجم والتبريز ولقي العلماء الاجلاء فأخذ العلوم عن شمس الدين الفناري والبرهان حيدره والشيخ واجد وابن فرشته شارح المجمع وحافظ الدين البزازي وغيرهم ودخل القاهرة وأخذ عنه الفضلاء والاعيان وولي مشيخة الشيخونية لما رغب عنها ابن الهمام وكان اماما كبيرا في المعقولات كلها الكلام وأصول الفقه والنحو والتصريف والاعراب والمعاني والبيان والجدل والمنطق والفلسفة والهيئة بحيث لا يشق احد غباره بشيء من هذه العلوم وله اليد الحسنة في الفقه والتفسير والنظر في علوم الحديث والف فيه وأما تصانيفه في العلوم العقلية فلا تحصى بحيث اني سألته ان يسمي لي جميعها لاكتبها في ترجمته فقال اقدر على ذلك قال ولي مؤلفات كثيرة نسيتها فلا أعرف الان اسماءها وأكثرها مختصرات وأجلها وأنفعها على الاطلاق شرح قواعدالاعراب وشرح كلمتي الشهادة وله مختصر في علوم الحديث ومختصر في علوم التفسير مسمى بالتيسير قدر ثلاث كراريس وكان يقول انه اخترع هذا العلم ولم يسبق اليه وذلك لان الشيخ لم يقف على البرهان للزركشي ولا على مواقع العلوم للجلال البلقيني وكان صحيح العقيدة في الديانات حسن الاعتقاد في الصوفية محبا لاهل الحديث كارها لاهل البدع كثير التعبد على كبر سنه كثير الصدقة والبذل لا يبقي على شيء سليم الفطرة صافي القلب.,توفي الشيخ شهيدا بالاشهاد ليلة الجمعة رابع جمادى الاولى سنة تسع وسبعين وثمانمائة هذا ما ذكره السيوطي رحمه الله.






 
رد مع اقتباس
قديم 02-08-2008, 11:51 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عبد الهادي السايح
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد الهادي السايح غير متصل


افتراضي مشاركة: "أعداء اللغة العربية"

السلام عليكم،
أخي العزيز د. سليم إسحق
بارك الله فيكم وفي مجهودكم الطيب في هذا الكتاب الكريم الذي يحوي من الدرر
المفيدة ما يحوي،
أسعدني أن أكتشف كل أولئك العلماء الأجلاء من بني الترك
ومن الغريب أنه على الرغم من ماضينا المشترك أنّا لا نعلم سوى أقل القليل عنهم،
وسبب هذه القطيعة غير الصحية غير الصحيحة ومثلها ابتعادنا عن شرعة الإسلام الذي جاء بكل ما فيه سعادة الإنسان فجمع القبائل
و الأقوام والشعوب من عرب وفرس وترك وبربر وكرد و عشرات الشعوب الأخرى في أمة عظيمة واحدة امتزجت معارفها وعلومها وجهودها في صرح الحضارة الإسلامية وفي اللسان العربي المبين،
لذا يركز أعداء الإسلام على عنصر التفرقة وإحياء العصبية المقيتة تحت ثياب الوطنية والقومية
أو الجهوية ..
ويسددون ضرباتهم للعرب خاصة لأنهم أهل العربية وهي سمط العقد الذي إن انسلّ ، انفرط وذهب القوم أيادي سبا إلى درك الخزي و الانحطاط،

اسمح لي أن أحاول إثراء بعض النقاط الواردة في موضوع المغرب العربي
.... لم تنقطع حروب أروبا على المسلمين والعرب في الغرب منذ أن نزلوا بالأندلس واشتدت تلك الحروب مع بدء انهيار
الممالك الإسلامية فيها إذ بادرت إسبانيا الصليبية إلى احتلال عدد من المدن والمواقع على الضفة الجنوبية للمتوسط حتى قبل
سقوط غرناطة لقطع الطريق على أي إمدادات عسكرية ممكنة و انتهت باحتلال معظم المدن الساحلية في المغرب العربي بعد سقوط الأندلس،
كما كانت وطأة المالطيين شديدة في الحروب البحرية و خاضت الولايات المتحدة الأمريكية أول حروبها بعد استقلالها على طرابلس وتونس
والجزائر وذلك مخلّد في نشيدها الوطني الذي يذكر معركة طرابلس الغرب،
ما يهمنا هو حرب إسبانيا على اللغة العربية فقد أصدر ملك إسبانيا فيليب الثاني عام 1567م مرسوما ملكيا بتحريم التخاطب بالعربية أو كتابتها على من بقي
من العرب بالأندلس قبل طردهم نهائيا مع بداية القرن السابع عشر، لربما كانت تلك أول حرب مباشرة
على العربية،
وقد انتهجت فرنسا النهج ذاته في مستعمراتها و في الجزائر خاصة فكان من أول ما فعلته إغلاق جميع المدارس والجامعات وتحريم التعليم كما تسببت في ضياع كنوز هائلة من كتب التراث بتدمير المكتبات ،
ثم أصدرت مرسوما عام 1936 يقضي بتحريم العربية واعتبارها لغة أجنبية في البلاد،
و سعت إلى بث السموم وإستثارة النعرات العرقية منذ قدومها فسموا الأمير عبد القادر أمير العرب
وسعوا في إقناع البربر ألا يستجيبوا لدعوته ، وما كتب آنذاك حافل بالصور الدونية عن العربي
فهو ذلك البدوي الفظ الذي لا يحب النظام و لا يرتبط بالحضارة ، والمجتمع العربي مجتمع دكتاتوري يتمركز حول قائد واحد
بينما يتميز المجتمع البربري بالقيادة الجماعية.. وغير ذلك من الغثاء المقصود به تحطيم المعنويات وبث الفرقة والنزاع،
....إنجازات فرنسا على مدى أزيد من قرن كانت هامشية فعلا إن استثنينا إنجازا واحدا أو جرما كبيرا، فرنسا التي لم تجد نسبة أمية تذكر غادرت وكل السكان تقريبا أميون،

لكن ما حققه أذنابها الذين خلفتهم وراءها ،وشعارهم الذي يتغنون به صراحة دون حياء، ( إذا عُرّبت خُرّبت) أكبر بكثير: هؤلاء نجحوا بامتياز في تحطيم المغرب العربي وتحجيمه حضاريا بدعمهم الفرنسية وإصرارهم أنها لغة العلم والثقافة، هذه اللغة ما زالت تدرّس منذ السنوات الأولى في المدرسة الابتدائية
كما تتم كثير من المعاملات الإدارية والتجارية بها وعلى الرغم من أنها العامل الأول لفشل مجمل الطلبة في مختلف الامتحانات
وهي العائق الأكبر أمام سهولة ونجاعة تلقي العلم في الجامعة إلا أنه لم يتم التخلي عنها .. أتطرق هنا موضوعين أراهما مترابطين
هما مدى نجاح الفرنسية في التعليم ثم تغلغلها في لهجة الخطاب اليومي:
فشلت الفرنسية فشلا ذريعا في التعليم، فبعد تدريسها للطلاب مدة 09 سنوات / من 12 سنة من سنوات العليم الأساسي، تعجز الغالبية الساحقة من طلبة النهائي / البكالوريا، عن قراءة سطر واحد أو سطرين بالفرنسية وهذا مرده إلى أن القائمين على التسويق لهذه اللغة يريدون لها أن تكون على قدم وساق مع العربية أو أن تحل محلها، لعجزهم الغبي عن إدراك الفرق بين منهج و سهولة تعليم اللغة الأم التي يزخر قاموس الطفل بآلاف المفردات منها قبل التحاقه بالمدرسة، ومنهج تعليم لغة أجنبية لا تربط الطفل بها رابطة وصعوبة
أو استحالة تعليمها في السنوات الأولى من الدراسة،
... لكن الأمور وخاصة نظرة الطلبة تتغير بعد التحاقهم بالجامعة فكل الشعب العلمية تدرّس بالفرنسية
وهنا تقع صدمة الانتقال ويعجز معظم الطلبة عن التأقلم وتشكل الفرنسية سدا منيعا أمام تلقي العلم ( وقد خرج علينا بعض أذكياء المنظرين التربويين في السنوات الأخيرة بحل مضحك مزر: فبدل تعريب الجامعة "فرنسوا" كل الرموز العلمية في التعليم الأساسي...)،
قلت إن النظرة تتغير لأن الفرنسية لغة البرجوازيين حيث يحس صاحب اللسان العربي أو بالأحرى يُحسّس بالتصاغر وب"لاحضاريته" - أي نفس النظرة التي عجزت فرنسا عن تسريبها على مدى قرن أو أزيد- وهنا يبدأ كثير من الناس باستعمال خلطة من الكلمات الفرنسية في كلامهم
لتعويض ذلك الشعور بالنقص على الرغم من أنهم لا يستطيعون التحدث بجملتين مفيدتين من الفرنسية ..
عكس ما قد يعتقد الإخوة ،هذه الظاهرة حديثة برزت مع الجيل الحالي وظهرت تقريبا مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات وهي مصطنعة
أي أن الكلمات الدخيلة المستعملة لم يتم تلقيها في جو الأسرة عن الأبوين لكنها استعملت فيما بعد لغرض التباهي "الأرعن"... بمعنى أننا خرجنا أو بدأنا نخرج من مرحلة التمسك بالهوية والاعتزاز بها إلى مرحلة الضعف والانصهار بتأثير الأنظمة الحالية وسياساتها، .. للإنصاف فقط هذه الظاهرة تمس المدن الكبرى وتخلو منها معظم المناطق و كل الأرياف لكن التصدي لها ضرورة ملحة يقتضيها الحفاظ على أصالتنا التي هي باب مستقبلنا فمن قطع حبل ماضيه تقطعت أسباب مستقبله،
.. أشير أيضا إلى حادث مهم جدا وقع في الجزائر حيث قرر الرئيس السابق إنفاذ قانون التعريب بالكامل عام 1998 فعرّبت كل الوثائق والتعاملات الإدارية وتم حظر الأفلام المدبلجة إلى الفرنسية من التلفزيون وكان القرار صفعة هائلة تلقتها فرنسا بانزعاج شديد .. وهذا شيء مشرّف يسجله التاريخ للرجل .. غير أن من أول ما فعله الرئيس الحالي كان تجميد قانون التعريب بدعوى أن الدولة غير جاهزة له بعد.. : لقد أحيت إسرائيل لغتها الميتة منذ أول يوم وضعت فيه يدها الآثمة على أرضنا العربية وهؤلاء يزعمون أن إداراتهم المهترئة أصلا غير جاهزة للغة البلاد بعد نصف قرن من استقلالها وإلى الله المشتكى.

.... عودة إلى مسألة العرق التي يريدها الغرب فتنة تتحطم على صخرتها وحدة الأمة وهي بمشيئة الله برد وسلام على الأمة المحمدية،
اللافت للنظر أن الغرب يريد من العرب أن يحتكموا في هويتهم إلى ما ينبذه بشدة،
فمعظم أمم الأرض تقوم على الانتماء إلى اللغة والثقافة والتاريخ المشترك لا على نظرية الدم
فالإنكليز مثلا شعب مختلط تعود شرائح منه إلى السكسون وأخرى إلى الدنماركيين وشرائح أخرى من مختلف البلدان الإسكندنافية وآخرون إلى الغاليين أو البِكت.. الخ، والفرنسيون بعضهم من أصول جرمانية وكثير منهم من البَريطانيين أو الغاليين الأصليين أو الإيطاليين والإسبان وغيرهم لكن الإنكليزي يعرّف نفسه أنه إنكليزي وكفى وكذاك الفرنسي انتسابا إلى اللغة والثقافة ويأبون ذلك على العرب حقدا على هذه الأمة الـتي تمتد من المحيط إلى الخليج يجمعها اللسان العربي المبين والثقافة الواحدة والتاريخ المشترك والأهم ملة الإسلام الحنيف،
ولم يكن العرب أمة تقوم على العرق يوما فعرب الشمال لا يجمعهم بعرب الجنوب عرق واحد وكذاك البربر فطوارق الصحراء لا يجمعهم ببربر الشمال عرق واحد مع الاختلاف الشاسع في اللون وباقي السمات الجسدية،
البربر قوم كرام أسلم معظمهم طوعا وساهموا مساهمة كبيرة في فتح المغرب والأندلس ثم بنشر الإسلام في قارة إفريقيا،
ومن حبهم وتعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يسمون أبناءهم باسم محمد لأنهم لا يرون من يستحق حمله،
يشكل البربر حوالى 40% من سكان المغرب الأقصى، أكثر قليلا من 30 % من سكان الجزائر
ولهم حضور معتبر في النيجر أكثر من 700000 وكذلك في مالي 1/2 مليون،
ويشكلون نسبة معتبرة من سكان بوركينافاسو ، وسكان جزر الكناري، ولهم حضور معتبر في فرنسا -عبر الهجرة- أكثر من نصف مليون من الناطقين باللهجة القبائلية وحدها، وهم سكان واحة سوى في مصر
و لهم حضور هامشي جدا في تونس وليبيا وموريطانيا،

أما دعاية "الهوية الأمازيغية" للغرب العربي التي تحاول الحركات الثقافية البربرية
الدائرة في فلك فرنسا تسويقها، فمجرد دعوى مجانية تنفيها الحقائق التاريخية و اللغوية والثقافية، ويرفضها معظم العرب إن لم نقل كلهم،

لطالما حاولت أروبا هذا النوع من التشويش والتلبيس بقصدت استلحاق المنطقة بجنوب أروبا
و دمجها في حيزها الثقافي لقطع عرى المشرق بالمغرب .. ومن أمثلة ذلك أنهم يسمون عرب الأندلس
The Moors ( الموريطانيين) الخ ولسانهم العربي الفصيح اللغة الأندلسية ..،

هي دعوى تطمئن لها الدولة الوطنية التي تحاول البحث عن حجج وجودها أو مسوغاته في غابر الأزمنة
وهو الأمر الذي لا يقره التاريخ لذا تلجأ معظم الأنظمة إلى تزوير مناهج التاريخ والتصرف بحرية في الحقائق العلمية فابن خلدون يغدو تونسيا ولو أنه مات بقرون قبل نحت الدولة التونسية من قبل الاستعمار و أوغستين الروماني ينعت بالجزائري والمغرب الأوسط يضحي الجزائر ولو أنه تاريخيا ما أصبح فيما بعد وسط وغرب الجزائر الخ ...

.. لطالما كانت العربية حبيبة على أهل المغرب ومكانتها في قلوبهم أقرب إلى التقديس، حتى إنني أذكر أن جدتي رحمها الله كانت
تأبى أن ترى رقعة عليها خط عربي على الأرض، وستظل كذلك في قلوبنا وإن مكر الماكرون.
أتمنى أن تضفي هذه الخربشة السريعة بعض النور على الصراع بين العربية وأعدائها الفرنكفونيين.
وهذا موقع بلا فرنسية فيه مادة مختلفة عن الصراع مع الفرنكوش
http://www.blafrancia.com
وهذا مقال فيه معلومات لا بأس بها عن قضية التعريب في الجزائر
http://www.islamweb.net.qa/ver2/arch...ang=A&id=31101

بارك الله في جهودكم الطيبة
وسأظل في متابعة الموضوع إن شاء الله







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لغة الإعلام و آثارها في تحقيق التنمية اللغوية فاطمة الجزائرية منتدى الحوار الفكري العام 3 29-11-2010 02:00 AM
الحرب على اللغة العربية عبد الحافظ بخيت متولى منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 3 08-05-2008 05:08 AM
مشروع "اللَّتْينة" للقرآن الكريم! عطية زاهدة المنتدى الإسلامي 3 23-02-2008 12:59 PM
اللغة العربية, لغة حية ولن تموت . سليم إسحق منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 1 31-01-2007 05:18 PM
مميزات اللغة العربية سليم إسحق منتدى قواعد النحو والصرف والإملاء 3 16-12-2006 04:22 AM

الساعة الآن 01:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط