|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-01-2006, 04:15 AM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
علي جواد الطاهر والنقد المسرحي / " دراسة "منقول
بدأ اهتمام المرحوم الدكتور ( علي جواد الطاهر ) بالمسرح عامة , وبالنقد المسرحي خاصة , بعد أقامته في باريس للسنوات 1948-1954 . وكانت مقالته ( أنا ناقد مسرحي ) التي نشرها في آذار 1958 في مجلة ( المعلم الجديد ) تؤسس لذلك الاهتمام , حيث نلمس تيقن الطاهر ما للمسرح من أهمية بالغة في الكشف عن حضارة الأمة .. فهو يقول : " إن امة لاتنظر الى المستقبل هي امة مشلولة , والمسرح هو جزء من حركة الأمة ومسارها الخلاق .. " على وفق هذا المفهوم المتحضر , والمثقف , نظر الطاهر لفن المسرح وتفاعل معه مشاهدا ومتابعا وموجها حقيقيا في كتاباته ( أحاديثه ) المسرحية كلها . فالمسرح إذا كان من بين اهتمامات الطاهر الموسوعية , حيث كتب عنه أكثر من ثلاثين مقالة أدبية , نذكر منها كتاباته النقدية عن العروض المسرحية العراقية للمسرحيات : البيت الجديد / الغريب / السؤال / كلكامش / بيت الحيوانات / غاليلو / الرجل الذي رأى الموت / رقصة الأقنعة / كوريو لان / كشخة ونفخة / برج الحمام / الرهن / الإنسان الطيب / خيط البريسم / ترنيمة الكرسي الهزاز / الباب / بير وشناشيل / لو / الأشواك / . إننا نشهد ما للنقد والناقد المسرحي وما يتمتعان به من أصول علمية موضوعية منهجية يعمل وفقها المتخصصون والدارسون . في الوقت نفسه نشهد للطاهر عدم تخصصه في هذا المجال كونه ليس من أهل المسرح , أو من الخبراء فيه إلا انه كان متذوقا كبيرا يثني على ما يعجبه ويعيب ما يضجره , ويقولها دائما : ( على مسؤوليتي .. ) هذه العبارة يكررها في اغلب كتاباته عن العروض المسرحية التي شاهدها وكتب عنها , بأسلوبه العذب , ولغته الحسنة , بحلاوتها السلسة الدفاقة , يجتذب القارىء حقا , إذ يهيم معها شاء أم أبى . إن المتتبع لكتابات الطاهر تلك , سيتلمس أمورا عدة , منها : إن الطاهر يهتم بأمور خارجة عن العرض المسرحي المنقود , فنجد مثلا الوصف الدقيق لمواقف مرت به قبل الدخول في قاعة العرض , ينظر الى شباك التذاكر , وإقبال الجمهور , كما نجد المقترحات والتوجيهات الوعظية منها والتربوية البعيدة برأينا عن مهمات النقد والناقد المسرحي الأساسية . كذلك نجد عدم التدقيق في الأسلوب أو الطريقة الإخراجية للعرض , حتى وان كان ذلك الإخراج ( مبتكرا ) باعتراف الطاهر نفسه . فهو يقول مثلا في كتابته عن مسرحية ( لو ) التي أخرجها (عزيز خيون ) :" إخراجه كان مبتكرا ... وان لهذه المسرحية إخراجا واحدا هو هذا الذي قدمها به عزيز خيون , ويصعب أن تراها على غيره حتى لو عرضت بعشرة وجوه وأكثر من عشرة وجوه .. " . إن الطاهر هنا لم يذكر طبيعة الإخراج المبتكر ذاك , أو ذلك الإخراج الواحد , كيف هو ؟ على وفق أي مذهب أو أسلوب ؟ تجريبيا كان أم واقعيا أم تعبيريا .... ؟ ويتكرر الحال نفسه في كتابته عن مسرحية ( الباب ) التي أخرجها ( قاسم محمد ) . بل انه يتجاوز الإخراج هنا ويبقى فرحا في النص وفرحا بالتمثيل . أما عن التمثيل ودور الممثل في العرض فلا نجد غير كلمات المديح والثناء , البعيدة عن أصول وتقنيات آلية اشتغال الممثل وعمله , فالطاهر يكرر في اغلب كتاباته تلك عبارة ( جوّد الممثلون .. ) أما كيف جود ؟ ولماذا لم يجود غيرهم ؟ فهذا ما لم يتعرض إليه الطاهر فبقيت عبارته تلك , كلمات تفتقد الى مبرراتها , ذلك أن الطاهر ليس من المختصين والدارسين لفن المسرح – كما نوهنا – والأمر هنا يقودنا الى ( انطباعية ) الطاهر النقدية المعروفة . العنوان لدى الطاهر يكاد يتشابه ويتكرر , وهو اقرب للإعلان عن المسرحية لا عنوانا نقديا , ونذكر أمثلته : ( بير وشناشيل مسرحية راقية ) ( الغريب مسرحية راقية ) ( لو .. مسرحية عراقية تهز الركود وتفضح الهبوط .. وترجح لدى الاختيار) ( الأشواك .. مسرحية عراقية ناجحة في ذاتها مستثيرة أشجانا من خارجها ) و (خيط البريسم أو فرقة المسرح الفني الحديث ما زالت بخير ) . كذلك نشعر حين نقرأ تلك الكتابات ومحتواها , إننا إزاء قراءة قصة مثلا , فيها الوصف والموضوعة المستندة الى اشتغال مقالي أدبي صرف . أما عن مكملات العرض المسرحي الأخرى , كالديكور والإضاءة والأزياء والمؤثرات الصوتية , فهذا ما لم يتطرق له الطاهر إلا بذكر عابر يسير قد تفرضه عليه الصياغة المقالية لإكمال معنى ما . كذلك ابتعاده عن استخدام ( المصطلح المسرحي ) كأداة نقدية رئيسية يستند إليها الناقد المسرحي , على الرغم من تأكيد الطاهر نفسه الاهتمام بالمصطلحات وبأنها غير الكلمات - على حد قوله - . ومن المهم الأشارة هنا الى آراء الطاهر عن ظاهرة المسرح التجارية التي شاعت في حينها كتسمية لعروض أستهلاكية هابطة , فهو يقول مثلا : " .. الأسوأ ما يضحك أكثر من دون سبب , ليربح أكثر من دون حق .. ". وفي مكان آخر يعلن عن رأيه بجرأته المعهودة فيقول : " .. الأنحطاط شركة مساهمة بين الممثلين والجمهور قامت بنودها على خضوع رخيص لعوامل رخيصة منظورة وغير منظورة , ويدخل في الشركة المؤلفون والمخرجون وكل من حسب المال جاها والخراب بناء والنزول الى الهاوية صعودا .. " . تأسيسا على ما تقدم , نصل الى إن ( الطاهر ) ليس ( ناقدا مسرحيا ) على وفق المفهوم العلمي والموضوعي , وإنما هو كاتب ( مقالة مسرحية ) ينقل فيها للقارىء اثر ذلك العرض في نفسه , ولا يكتب عن العرض نفسه , ( بل يكتب عن الأثر الذي يمس نفسه , عما يعجبه , يرتاح إليه .. ) وفي ذلك انطباعية واضحة بمفهومها المنهجي . كذلك نستند هنا الى مفهوم ( المقالة الأدبية ) . فكما يوجد للمقالة أنواع : مقالة اجتماعية / اقتصادية / تاريخية / جغرافية / فلسفية / نقدية / علمية من العلم الصرف / سياسية ... نجتهد نحن بإطلاق ( مقالة مسرحية ) على جميع كتابات الطاهر المتعلقة بالعروض المسرحية . ثم نصل الى استنتاجات منها : 1- نجد في نصائح الطاهر للنقد والناقد المسرحي الفائدة الكبرى والتأثير الأعم . إذا قارناها بما كتب عن العروض المسرحية . 2- الاهتمام بالجانب الأدبي للنص لاقتراب ذلك من تحكم وسيطرة الطاهرالنصية . 3- لم يفكر في منهجية ( مقالته ) المسرحية مسايرة مع أي منهج نقدي حديث , ولم يكن ذلك همه في يوم من الأيام , بل كان يسعى الى إيصال ما يشعر به إزاء العرض للقارىء . 4- لم يدرس الطاهر المسرح كفن مستقل وأنما كانت كتاباته من باب الأهتمام الثقافي كباقي أهتماماته الثقافية الموسوعية الأخرى .
آخر تعديل محمود الحروب يوم 03-01-2006 في 12:14 PM.
|
|||||
|
|