آن الأوان

[حسين موسى]

آن الأوان
أما آن الأوان
لتغمّد السيوف وتصفّد المدافع لبني الدار
فالدار حنَّت ووجه الأرض اشتاق للاشجار
أما آن الأوان
لنلعن فعلة قابيل وللسلام ننشد الأشعار
وكل ّ يصلي صلاته وعباداته كما يختار
أما آن الأوان
لننبذ همجية شمشون ولأريحا نعيد الاعتبار
مدينة انتُهِكت ْ حجارتها وصمتت بلا أخبار
أما آن الأوان
لنلتصق بآدميتنا ونرفض الموت ليل نهار
فالموت قدر نؤمن به لكننا نحارب الانتحار
أما آن الأوان
لندرك أن أولادنا قتلوا فأي مستقبل للدار؟
نتحارب من أجل غدٍ فمن سكانه أيها التتار؟
أما آن الأوان
لنعترف بأخطائنا وأن موتنا ليس انتصار
فقد خبا الدمع من أعيننا وقلوبنا باحتضار
أما آن الأوان
لنشعلَ في مرابعنا شمعة َحبٍ ونعيد انصهار
أن نعتذرَ لذواتنا على نارٍ أشعلناها باقتدار
أما آن الأوان
لأن نعرف َأنَّ الأم لاتأكلَ أثداءها لِعوّار
يومَ حلَّ على ابنائها صيّبٍ فحسبتهُ كأنّه عار
أما آن الأوان
لنقتفي آثار من رحلوا وتركوا الدار والديّار
فوحدهم الناجون من ألمٍ وحُقَّ لهم الاعتذار
أما آن الأوان
لنلقي على بحارٍ أَكلتْ أبناءنا ألواح َالصباّر
فقد ملَّ الصبرُ منّا وكِدنا أن نكونَ للدارِ زوّار
أما آن الأوان
لأمي أن تكفكفَ دمعها وتحضنَ مَنْ بقيَ بالدار
وتصنع من جرحها ميلاد أمل لأحفاد القرار
نعم آن الأوان
فالأرضُ قامت تشكو للزمانِ عريها بلا أشجار
والأنهار فيضُ دمعٍ ودمٍ أعيتها الخطايا والأوزار
آن الأوان
آن الأوان

حسين موسى