هذه سلمى وليلُ الأرقِ

[عبدالستارالنعيمي]

هذه سلمى وليلُ الأرقِ
مثل شمسٍ طلعتْ في غسقِ

أو ثريّا قد سرتْ في حجُبٍ
وتغشّتْ بإزارِ الشفقِ

حملتْ موكبَها مركبةٌ
ما لها نهاية ٌ في الأفقِ

مثّلتْ مُذنّبًا خطوتُها
خلفَها الغيمُ طويلُ النسقِ

والخزامى في الصحارى انتشرت
زنبقُ الوردِ سياجُ الطرُقِ

ياسمينُ الروضِ من مبسمها
يتروّى بجميل العبقِ

ظهرتْ سلمى على حلتها
درّة تلمعُ بين الحلَقِ

قلتُ سلمى سرّني عُدتِ لنا
عن لقاء الحبّ لم تفترقي

قالتِ الأيامُ حولي قصُرتْ
ثمّ طالتْ في نظامٍ قلِقِ

لا أرى بدرًا ولا نجمَ ولا
ساعة التنبيهِ إذما أفقِ

فأنامُ لحظة الغفلِ لكي
ألتقيكَ تشتكي في حُرقِ

ثمّ تبكي ‘يا سليمى عجبًا
ما سمعتِ النوحَ هل من شفق

فإذا بيْ بين أجفان جوىً
دمعتْ حتى تولّتْ غرقي

أين سفّاني يرى لحيرتي
مخرجًا كيما ألاقي نسقي

يمسحُ الدمع بمنديلِ وفا
دُررًا تساقَطتْ عن حدَقِي
***
يا سليمى كيف أنسى قدرًا
أوَ ينسى القلبُ نبضَ الرَّمقِ

أنتِ فيّ الروحُ والنبضُ وما
صرتُ بعدَكم أرى السعدَ ثقي

لا أُنيثى بعدكم تشغلني
لا زويجات المتاعِ النزقِ

فتعالي ننثني عن ألمٍ
نالَ قلبينا زمانَ الأرقِ

نحمل السعدَ وأشياءَ لنا
ما حملناها ليالي الغدَقِ

وإذا بالصبح يطوي حلمي
يمنحُ الأرض بياضَ الورقِ

فتفجّرتُ دموعًا حزَنًا
كانفجارِ السدِّ عند الغرقِ

لا سليمى غيرَ أنّاتِ نوى
في غصونٍ يابساتِ الورقِ

صوتُ أوباما يرنُّ صدئًا
أوقفوا القصفَ على المرتزقِ

إنه الأجودُ ممن شربوا
في ظلال الدينِ صافي العرقِ

ركزّوا القصفَ على غزّتهم
دمّروا الأعرابَ تحتَ الشققِ

إنّ "بايدن" غير مرتاحِ لهم
قتّلوهم قبلما مستبقِ

[ماجد غالب]

طلعت علينا، أستاذنا الفاضل، عبد السَّتّار النَّعيمي، بهذه القصيدة الرَّائعة، كالبدر، رغم الغسق.
ما أجملها من مناجاة، واستهلالة بديعة في ليل الأرق، والاسترسال الجميل مع هذا البوح الذِّي طواه صبح الحقيقة بالدُّموع.
نحن دائمًا على موعد مع هذا الإبداع الرَّاقي والألق الخلّاق.

[راحيل الأيسر]

ولأن السيد الوالد المعلم والشاعر الكبير / عبد الستار النعيمي كان منغمسا هذه الأيام بقراءة الموشحات كما موضوعاته المدرجة مؤخرا 😉
سيطر عليه بحر الرمل في نظمه الرقيق هذا بموسيقاه العذب ..

وشاعرنا الكبير حين تلتمع بوارق الإلهام في حنايا ذاته
وتشاكسه غيمة الشعر بانهماراتها العذبة نؤمن حبنئذ ألا عاصم لنا من جمال سيحملنا إلى عوالم لا منتهى لحسنها وبهائها ..
من عراقة الشعر الأصيل ،ومسحة من زخرف الموشحات ..
كان أرقك هنا أرقا زاخرا بالأحلام
حيث الشمس والثريا
والبدر والأنجم وسلمى بين الحِلق
مذنب يرشق بلهيبه ليالي السهد
وصمت يحترق في تنهيدة حنين
ولهفة تفتأ تفتح أزرار الليل رويدا رويدا حتى يتَكشَّف النهار ..

ثم يختم الشاعر الكريم بديع أيياته بذكر غزة وكرب ألمَّ بالعرب في خاتمة رائعة لشعر ماتع أنيق ..


فقط هنا :
مثّلتْ مُذنّبًا خطوتُها ..

استوقفني البيت ووزنه ..
وطبعا أستاذي والوالد المكرم / عبد الستار
أخبرتكم مرارا أني لست متقنة كثيرا ،
لكني هنا فقط استفهم لأتعلم ..


لك الدعوات الصادقة بالعفو والعافية ورغد العيش وطيب الحياة وقرة العين في الدارين ..

[راحيل الأيسر]

للتثبيت تقديرا واستحسانا ..




..............

[عبدالستارالنعيمي]

أشكر لك استحسانك مديرتنا الكرمة أ راحيل
أما ما كان من الثناء والتقريظ فقد أضفيتِ على أخيك سابغا يفضل عنه ولم تتركي لأخيك محطا لقول لذا آثر بصمت عي إلا عن شكر وعرفان

فقط هنا :
مثّلتْ مُذنّبًا خطوتُها ..

استوقفني البيت ووزنه ..
وطبعا أستاذي والوالد المكرم / عبد الستار
أخبرتكم مرارا أني لست متقنة كثيرا ،
لكني هنا فقط استفهم لأتعلم ..

جاءت (مستفعلن )الأولى مستفعل وهذا من الجوازات التي أدرجها الخليل مستشهدا ببيت شعري قديم(ليْس كلّ منْ أراد حاجةً ---- ثمّ جدّ فيْ طِلابها قضاها)
وهذا الجواز هو (الكف)

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالستارالنعيمي

أشكر لك استحسانك مديرتنا الكرمة أ راحيل
أما ما كان من الثناء والتقريظ فقد أضفيتِ على أخيك سابغا يفضل عنه ولم تتركي لأخيك محطا لقول لذا آثر بصمت عي إلا عن شكر وعرفان


جاءت (مستفعلن )الأولى مستفعل وهذا من الجوازات التي أدرجها الخليل مستشهدا ببيت شعري قديم(ليْس كلّ منْ أراد حاجةً ---- ثمّ جدّ فيْ طِلابها قضاها)
وهذا الجواز هو (الكف)

دمت معلما وموجها
استفدت كثيرا
ومازلت أتعلم مما تدرج هنا وهناك ..

لا عدمناك ولا حرمنا الله من غزير علمك ..
أمتلك نزرا يسيرا في علم العروض
القليل الذي به أستعين على التعليق على جميل نصوصكم ..

و أسأل فقط الحليم ذا البال الطويل والصدر الرحب سيكم وشرواكم
كي يوضح لي ويعلمني ما قصر عنه فهمي دون تضجر أو تبرم ..

يعني من الوالد أسأل دون تحرج
ومع غيره قد لا أجرؤ أبدا ..


لك التقدير والاحترام وصادق الدعوات ..
مع عميق الشكر والامتنان ..

[عبدالستارالنعيمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد غالب

طلعت علينا، أستاذنا الفاضل، عبد السَّتّار النَّعيمي، بهذه القصيدة الرَّائعة، كالبدر، رغم الغسق.
ما أجملها من مناجاة، واستهلالة بديعة في ليل الأرق، والاسترسال الجميل مع هذا البوح الذِّي طواه صبح الحقيقة بالدُّموع.
نحن دائمًا على موعد مع هذا الإبداع الرَّاقي والألق الخلّاق.

عرجت على النص فتأطر بقلادة من الزهور الربيعية المزركشة تبعث على الابتهاج والسرور
ولا زلت منعما بالخير والسؤدد أخانا الأديب المكرم ماجد غالب
مع الود والتقدير