|
|
منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-01-2006, 10:26 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
قصيدة(الذئب)لمردوك الشامي
كان الأسلوب القصصي وثيق الصلة بالشعر الجاهلي,وذلك بسبب التنقل المستمرِّ الذي ارتبط بحياة الشاعر الجاهلي في صحرائه القاحلة بحثاً عن الماء والكلأ. ولكن لم تكن الغاية من هذا السرد بثُّ القيم الاجتماعيةِ أو الأخلاقية .بل كانت التعبير عن المشاعرِ الذاتية التي أحب الشاعر البدوي أن يروِّحَ عن نفسه الظمآنة والمغتربةِ من خلالها. أما في قصيدة (الذئب)للشاعر الرائع مردوك الشامي فلم يُسْتَخدَم السرد القصصي لبث القيم الأخلاقية فحسب,وإنما لاستخدام الإيحاء والرمزية في التعبير عن أشياء تأخذ أبعاداً شتى في نفسِ القارئ , و تثير لديهِ ميزة التفكير الفلسفيِّ بعد أن تضعه في جوٍّ من الدهشة والشجون. مايميِّزأسلوب مردوك الشامي اعتماده على الصراحة والتلقائية في التعبير,بيد أنها تلقائية ممزوجة بأسلوبٍ راقٍ لا يزيغ عن السبك المحكم لشاعر في مثل مقام مردوك الشامي ولعل هذا الأسلوب لا يصلح في بعض صوره لأن يوجه للأطفال فحسب,بخلاف قصائد الشاعر الكبير سليمان العيسى والتي وجهها للأطفال بالمقام الأول حتى غدت لاتصلح في الكثير منها إلا لهم,فبالرغم من تشابه الغرض وبعض التعابير بين الشاعرين إلا أنه يختلف في بعض الألفاظِ والصور البيانية المُستخدمة,والتي حوَّلتِ النصَّ من قصيدة موجهة للطفولة إلى قصيدةٍ إنسانيةٍ عامةٍ تصلح لجميع الناس بمختلف أعمارهم.وهذا قد يفسر لنا التبديل الذي استخدمه الشاعر في بعض ألفاظه حتى تغدو أقرب إلى أنشودةٍ سهلة الترديد..عذبةِ الإيقاع. انظر إلى قوله: (خلع الأبيض عن كتفيه واستكرى رداءً اسود الألوان واستجدى الحوافر كي تصير النابَ.. غصبا .) وهذا يساهم في تعليق النص بذهن الصغير قبل الكبير,إذ يجعله (سِفراً) يردد المتلقي كلماته بين الحين والآخر عندما يتعرض لمواقف معينة.أو على الاقل يتذكر عمق معانيه ودلالاته لالشيء غيرمساعدته على إعادةِ الأثر الذي أحدثه في نفسهِ لأول وهلة. (قررّ الحمل الذي في البيت) هنا يثير الشاعر لدى القارئ سؤالاً في بداية نصهِ الرائع:لمَ لمْ يكنِ الحمل الذي ذكره الشاعر في الحقل؟ ..أوليس هو مكانه الطبيعي؟إنها التفاتةٌ لم تأتِ سهواً من قبلِ الشاعر..ولكنها جاءت للتأكيد أن الحمل المقصود لم يرَ ذئبا قط ..وإنما عايشَ الحملانَ أمثاله ولم يرَ غيرهم وبالرغم من هذا أراد التشبه بالذئاب..فهل نخطئ لو قلنا أن أقرانه الحملان كانوا السبب في تفكيره بأن يتشبَّه بمن لا يعلم؟ الصور البيانيَّة جاءت مدهشة وشيِّقة في آن وهذا ليس غريبا على شعر الاستاذ مردوك والذي يعمد فيه كثيرا إلى تعمُّدِ التسلسل الإيقاعي المقرون بعمق الدلالات هذا التسلسل الذي نجده أيضا في القافية الواحدة . فلله درك ياشاعرنا!!كيف تستطيع أن تتكلم بلسانِ المتلقي وتهمس كلماتك المبدعة في أذنه بآن ,وكيف تعبر عن دواخله حتى تثير فيها كل هذا الشجون؟! هذا الحمل.. (أزكى طيبةً من كل أهل الأرض انظف مسلكاً .. وأحنَّّ قلبا .) فهل أكونُ مخطئاً لو لمَّحت للقارئ بأننا نستطيع اعتماد أي شاعرٍ يعيش في واقعنا مقصوداً بالنص؟أو أن يكون الشاعر هو المقصود به؟أو أن تكون الغربة سبباً في مجيء هذا النصِّ المتميز؟
|
|||||
26-01-2006, 12:39 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||||||||||||
|
أخي عمر
|
||||||||||||||
26-01-2006, 02:06 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
أعجبتني قصيدة الحمل والذئب أستاذ مردوك
|
|||||
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأيام الفاضلة - عشر ذي الحجة! | د. صفاء رفعت | المنتدى الإسلامي | 3 | 05-01-2006 02:57 AM |
خرج ولم يعد ... اين مردوك الشامي ... المغربي...ة ....تبحث عنه .... | وفاء الحمري | منتدى أسرة أقلام والأقلاميين | 4 | 01-01-2006 08:35 PM |
الشاعر والصحفي السوري مردوك الشامي في حوار مفتوح مع الأقلاميين | د.رشا محمد | منتدى الحوارات مع المبدعين الأقلاميين | 65 | 27-11-2005 06:36 AM |
الأديب الساحر مردوك الشامي من جديد بيننا | د.سامر سكيك | منتدى أسرة أقلام والأقلاميين | 8 | 11-11-2005 02:48 AM |