دهاليز بيت الأرواح!!

[محمد السنوسى الغزالى]

دهاليز بيت الأرواح

ترجمة: ليلى النيهوم (اديبة ومترجمة ليبية)



أصبحت رواية ( بيت الأرواح ) للروائية التشيلية إيزابيل الليندي , الأفضل مبيعاً والأنجح نقدياً حال صدورها عام 1985م وهي ملحمة رائعة تروي مجريات عائلة ( ترويبا ) , غرامياتهم وطموحاتهم والتماساتهم الروحية , علاقاتهم ببعضهم البعض , ودورهم في مجريات زمنهم وتاريخهم ,, ذلك التاريخ الذي أصبح قدراً تجاوزهم جميعاً .

تدور بداية أحداث الرواية في نهاية القرن التاسع عشر , في مدينة بلا اسم , في أمريكا الجنوبية في بيت صبا المرأة التي ستصبح أماً وجدة لتلك العشيرة :

كلارا ديل فالي : البنت الطيبة القلب المفرطة الحساسية , وقد تميزت كلارا في سن مبكرة بقواها وقدراتها التخاطرية , وقراءتها للطالع , وتحريك الأشياء كأنما لديها حياة بداخلها , وتنبؤها بالمستقبل , وفي اعقاب موت شقيقتها الاسطورة روزا الجميلة أصبحت كلارا بكماء لتسع سنوات , مقاومة كل محاولات تحفيزها على الكلام , وعندما أنهت صمتها كان ذلك لكي تُعلن للجميع أنها ستتزوج قريباً .

وزوجها المنتظر استيبان ترويبا الرجل الصارم القوي الشكيمة , المشهور بسورات غضبه , والمسكون بوحدة عميقة , في الخامسة والثلاثين من عمره , رجع استيبان إلى العاصمة من املاكه الريفية لزيارة أمه المحتضرة وللبحث عن زوجة ( كان خطيب روزا , وقد أثر فيه موتها بعمق , كما فعل بكلارا ) وهو الرجل الذي تنبأت كلارا -و استدعته - ليكون زوجها , والذي بدوره سيتنامى بداخله عشق كلارا سيستمر معه لبقية حياته الطويلة الخاصة بالحقد .

ونذهب مع الزوجين بانتقالهما إلى البيت الفخم الذي بناه لهما , بناء يدعوه الكل ببيت الزاوية الكبير , والذي سرعان ما يكتظ بأصدقاء كلارا الروحانيين , والفنانين الذين ترعاهم و الحالات الخيرية التي تهتم بها , إضافة إلى رفاق استيبان السياسيين وفوق هؤلاء جميعاً , أطفال الترويبا , ابنتهما بلانكا , العملية , المهزوزة الذات , والتي إمعاناً في إغاضة والدها تكوَّن حلفاً حياتياً من ابن رئيس أعماله . . والتوأمين جيمي ونيكولاس الأول ولد متوحداً يصبح طيباً يكرسِّ طبه لمعالجة الفقراء والمنكوبين , والآخر فتى لعوب , منغمس في الديانات الشرقية والطرق الصوفية . . وفي الجيل الثالث , الطفلة آلبا , ابنة بلانكا ( لم تعترف العائلة بوالدها لسنوات بسبب غضب اسيبان ) وهي طفلة مدللة ومنعمة وموجهة من جميعهم .

ورغم حظهم الطيب ومواهبهم ( الخارقة ) والعادية وتعلقهم الشديد ببعضهم البعض , فإن سكان بيت الزاوية الكبير ليسوا منيعين ضد قوى العالم الأقوى , فهم على مشارف القرن العشرين وأثناء ما يصبح اسيبان أكثر حدة في عداءه للشيوعية , وفيما يصبح جيمي صديقاً كاتم أسرار القائد الاشتراكي المعروف (بالمشح ). . وفيما تقع آلبا في حب طالب راديكالي , يصبح آل ترويبا ممثلون وضحايا في سلسلة الأحداث المأساوية التي تضفي على رواية بيت الأرواح معنى وصدى أعمق .

إنه منجز الرواية الرائعة الأسمى كوننا نشعر وكأننا أفراداً في هذه , العائلة الكبيرة المتقدة العاطفة ( والمزعجة في بعض الأحيان ) لدرجة أن نصبح متعلقين بهم كأنهم جزء منا , وكونها الرواية الأولى للكاتبة تجعلها أكثر استثنائية , فهي الرواية التي أعلنت وبقوة عن إطلالة روائية فذة ومهمة وعالمية .

[منى عرب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السنوسى الغزالى

دهاليز بيت الأرواح

ترجمة: ليلى النيهوم (اديبة ومترجمة ليبية)



أصبحت رواية ( بيت الأرواح ) للروائية التشيلية إيزابيل الليندي , الأفضل مبيعاً والأنجح نقدياً حال صدورها عام 1985م وهي ملحمة رائعة تروي مجريات عائلة ( ترويبا ) , غرامياتهم وطموحاتهم والتماساتهم الروحية , علاقاتهم ببعضهم البعض , ودورهم في مجريات زمنهم وتاريخهم ,, ذلك التاريخ الذي أصبح قدراً تجاوزهم جميعاً .

تدور بداية أحداث الرواية في نهاية القرن التاسع عشر , في مدينة بلا اسم , في أمريكا الجنوبية في بيت صبا المرأة التي ستصبح أماً وجدة لتلك العشيرة :

كلارا ديل فالي : البنت الطيبة القلب المفرطة الحساسية , وقد تميزت كلارا في سن مبكرة بقواها وقدراتها التخاطرية , وقراءتها للطالع , وتحريك الأشياء كأنما لديها حياة بداخلها , وتنبؤها بالمستقبل , وفي اعقاب موت شقيقتها الاسطورة روزا الجميلة أصبحت كلارا بكماء لتسع سنوات , مقاومة كل محاولات تحفيزها على الكلام , وعندما أنهت صمتها كان ذلك لكي تُعلن للجميع أنها ستتزوج قريباً .

وزوجها المنتظر استيبان ترويبا الرجل الصارم القوي الشكيمة , المشهور بسورات غضبه , والمسكون بوحدة عميقة , في الخامسة والثلاثين من عمره , رجع استيبان إلى العاصمة من املاكه الريفية لزيارة أمه المحتضرة وللبحث عن زوجة ( كان خطيب روزا , وقد أثر فيه موتها بعمق , كما فعل بكلارا ) وهو الرجل الذي تنبأت كلارا -و استدعته - ليكون زوجها , والذي بدوره سيتنامى بداخله عشق كلارا سيستمر معه لبقية حياته الطويلة الخاصة بالحقد .

ونذهب مع الزوجين بانتقالهما إلى البيت الفخم الذي بناه لهما , بناء يدعوه الكل ببيت الزاوية الكبير , والذي سرعان ما يكتظ بأصدقاء كلارا الروحانيين , والفنانين الذين ترعاهم و الحالات الخيرية التي تهتم بها , إضافة إلى رفاق استيبان السياسيين وفوق هؤلاء جميعاً , أطفال الترويبا , ابنتهما بلانكا , العملية , المهزوزة الذات , والتي إمعاناً في إغاضة والدها تكوَّن حلفاً حياتياً من ابن رئيس أعماله . . والتوأمين جيمي ونيكولاس الأول ولد متوحداً يصبح طيباً يكرسِّ طبه لمعالجة الفقراء والمنكوبين , والآخر فتى لعوب , منغمس في الديانات الشرقية والطرق الصوفية . . وفي الجيل الثالث , الطفلة آلبا , ابنة بلانكا ( لم تعترف العائلة بوالدها لسنوات بسبب غضب اسيبان ) وهي طفلة مدللة ومنعمة وموجهة من جميعهم .

ورغم حظهم الطيب ومواهبهم ( الخارقة ) والعادية وتعلقهم الشديد ببعضهم البعض , فإن سكان بيت الزاوية الكبير ليسوا منيعين ضد قوى العالم الأقوى , فهم على مشارف القرن العشرين وأثناء ما يصبح اسيبان أكثر حدة في عداءه للشيوعية , وفيما يصبح جيمي صديقاً كاتم أسرار القائد الاشتراكي المعروف (بالمشح ). . وفيما تقع آلبا في حب طالب راديكالي , يصبح آل ترويبا ممثلون وضحايا في سلسلة الأحداث المأساوية التي تضفي على رواية بيت الأرواح معنى وصدى أعمق .

إنه منجز الرواية الرائعة الأسمى كوننا نشعر وكأننا أفراداً في هذه , العائلة الكبيرة المتقدة العاطفة ( والمزعجة في بعض الأحيان ) لدرجة أن نصبح متعلقين بهم كأنهم جزء منا , وكونها الرواية الأولى للكاتبة تجعلها أكثر استثنائية , فهي الرواية التي أعلنت وبقوة عن إطلالة روائية فذة ومهمة وعالمية .

أخي السنوسي
كيف حالك كل عام وأنت بخير
كنت في أجازة ورجعت
أفتقدت الأصدقاء كثيرا
منى

[محمد السنوسى الغزالى]

اهلا بك يا دكتورة وكيف هى احوال واحوال عيادتك فى مصر وكيف حال زوجك؟؟ والحمدلله بالسلامة...ليتك تقرأين النص المترجم فهو جيد ومفيد ايضا...لك الود على دخولك..