الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2008, 04:27 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وليد محمد الشبيبـي
أقلامي
 
الصورة الرمزية وليد محمد الشبيبـي
 

 

 
إحصائية العضو







وليد محمد الشبيبـي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى وليد محمد الشبيبـي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى وليد محمد الشبيبـي

افتراضي مسرحية (روميو وجولييت) بقلم النقاد الروس

روميو وجولييت
بقلم النقاد الروس (1)
Romeo and Juliet
By Shakespeare


ترجمة عبد الله راضي
إعداد وطباعة وليد محمد الشبيبي

بغداد – 25/11/2008






يجعل روميو في ظهوره الأول على خشبة المسرح حزيناً ، ولكن هذا الحزن مترف وسطحي وفي ظل رداء الكآبة يخفي متعة الحياة ذاتها ، والتي يخبر صديقه المرح (ميركيشيو) عنها . ويهتف روميو :


(وآحسرتاه ، ان نجد الحب معصوب العينين
محجوب البصر ، يبصر مسالكه إلى غاياته ،
دروبه إلى مشيئته ،
أين سنتناول غذائنا اليوم ؟ يا ويلتي)

(الفصل الأول/المشهد الأول).


ان هذا السؤال المتناقض : (أين سنتناول غذائنا اليوم ؟) ، يفشي (طبيعة) روميو بشكل عام ، روميو ذلك الذي رأيناه في بداية المسرحية ، وفي ذلك الزمان كان سائداً بأن يقع شباب الطبقات الأجتماعية العليا في حب الجمال (الوحشي) ، وكانت – روزالين – (محبوبة) من هذا النوع . لذلك من النادر أن نستغرب من تعبير روميو عن كآبته السائدة بين أبناء طبقته ، وبذلك الشكل الخطابي البلاغي السائد أيضاً. ولكن كل ما يميّزه هو ان دوافع عميقة وهامة تسبر أعماق هذا الأسلوب الخطابي البلاغي :


(آه ، أيها الحب المستعر الصاخب !
آه أيها الكره المحبب)


يتأوه روميو دون أن يعرف أنه يتكلّم عن موضوع رئيسي لمسرحية مرتقبة يلعب هو فيها دوراً رئيسياً ، موضوع الكره والحب .
أن الظهور الثاني لروميو على المسرح أضاف شيئاً قليلاً لما قيل مسبقاً . ويطرح موضوع الكآبة فجأة ، وبفترات ذات نغمة متميزة جداً :


(محتبس في سجين ، متروك بلا طعام ،
مضروب بالسياط ، معذب ، ذليل مسكين)

(الفصل الأول/المشهد الثاني)


وفي نفس الوقت يكتسب الموضوع المأسوي شكلاً نذير الشؤم . ومرة ثانية ، أنه لمن النموذجي أن يكون كلام روميو – المملوء بالأنذارات الخطيرة – منتهياً بسمة مميزة من البهجة :


(هلموا بنا ايها الرفاق)

(الفصل الأول/المشهد الثاني)


وكجواب لهذه العبارة يضرب الطبل بمرح . كل هذا مفعم بحيوية الشباب . ويلتقي روميو بجولييت ، هنا تبدأ المحفزات العاطفية ، وأول حماس عاطفي :


(يا الهي ، انها تعلّم المشاعل كيف تزداد ضياء !
كأنها على خد الليل أشبه بدرّة ثمينة ،
على قرط في اذن زنجية حسناء)

(الفصل الأول/ المشهد الثاني) .


ثم يبدأ القصيدة (السونيتية) العذبة في أول لقاء (الفصل الأول/المشهد الخامس) .

ومنذ تلك اللحظة نبدأ بالنظر إلى روميو آخر ، مختلف كلياً ، موجهاً كل كيانه نحو هدف مختلف أيضاً . وأصبحت عواطفه الأولى شيئاً من الماضي .
في بداية الفصل الثاني يقارن روميو (جولييت) بالشمس ، وبمركز دوران الأرض (الفصل الثاني – المشهد الأول ، المشهد الثاني) ، وكأن جولييت مملوءة بقوّة جذب نحو المركز :


(ان الجدران الشواهق لا تحول دون الحب)


هذا ما قاله روميو لجولييت عندما أعلنت :


(أن جدران البستان شاهقة ، ومن الصعب تسلقها)

(الفصل الثاني/ المشهد الثاني) .


أن الفرح الذي غمر قلب روميو يتلألأ في عباراته الجذلة التي يتبادلها مع مركيشيو (الفصل الثاني/ المشهد الرابع) .
لكن ، فجأة ، نرى أن سوء الحظ يغلب روميو على أمره ، (تيبولت) يقتل (مركيشيو) ، و(روميو) يقتل (تيبولت) .


(يا ويحي ... ما أتعسني)

(الفصل الثالث/ المشهد الأول) .


هذا ما نادى به روميو ، وبخيبة أمل .

أما المشهد الذي جرى في صومعة (فرايز لورنسر) فيتخلله اليأس أيضاً ، والذي أنتهى بجيشان الفرح في قلب روميو . ولقد حظى المشهد المشهور – مشهد اللقاء الأخير – بين روميو وجولييت بأهتمام خاص من لدن القراء ورواد المسرح ، أن ما قاله روميو في هذا المشهد يختلف كلياً عمّا تناوله في المشاهد السابقة ، أن منولوجه الذي يبدأ بالكلمات :


(انها القنبرة ، الايذان بأن النهار قد لاح)

(الفصل الثالث/ المشهد الأول) .


هو منولوج مملوء بالدف والحيوية . وبدلاً من البلاغة الموجودة في المشاهد الأولى ، نواجه شعراً حياً ، إذ ان كلام روميو يكون جاداً نسبياً ، والنغمة العامة للمشهد جادة أيضاً وبعمق ، ومن خلال الضوء الخافت في بداية الفجر يستغرب أحدهما من شحوب وجه الآخر ، وتتخيل جولييت صورة سريعة لروميو وكأنه ميت في جوف قبر دفين .

ويغيب عنا روميو لمدة طويلة . ومن ثم نعثر عليه ثانية في مدينة (مانتوا) مبتهجاً جذلاناً . وثانية ، يعصف به القدر مثل صاعقة في سماء صافية ، يجلب له (بلتازار) نبأ وفاة جولييت أما رد فعل روميو لهذا النبأ فلم يكن بلاغياً ولا شعرياً ، بل أنه تكلم بلغة نثرية عادية مبعثرة في بساطتها :


(أكذا جل الخطب وفدح الأمر ؟
ايتها السموات اني لا أصدقك ! )


ويخاطب (بلتازار) :


(انك تعرف مأواي – أجلب لي حبراً وورقاً ،
واستأجر لي أحسن الجياد ،
فاني منذ هذه الليلة على سفر)

(الفصل الخامس/ المشهد الأول) .


وبأسلوب كهذا ، بسيط وطبيعي ، يتكلّم انسان في وقت يغلبه فيه غم مفاجيء . ومما يثير الغرابة أن أكثر محققي الكتاب الإنكَليز – والذائعي الصيت منهم – لم يتمكنوا من تقييم (عمق الحقيقة في هذه الكلمات ، وانهم لجأوا إلى تغيير (اني لا أصدقك) إلى كلمات أكثر بلاغة : (مع ذلك ، انني متحديك) . ومع ذلك ، اننا فقط في طبعة (كوارتو) الأولى – المشكوك فيها – كما يقال ، نجد كلمة (تحدي) . وفي كافة الطبعات القديمة والتي تعتبر من أولى المصادر (ومن ضمنها طبعة "فوليو" الأولى) نجد عبارة (لا أصدق) . وبذلك تبدو المسألة واضحة إلى حد ما . ولكن الاشكال كالآتي : في القرن الثامن عشر تحمل كلمة (لا أصدق) نكهة إلحادية . وإلى جانب ذلك ، ليس بعيداً أن يكون (بوب) قد وقع أسير الكلمة الحماسية البلاغية لكلمة (تحدي) وكنتيجة لذلك ، نرى ان المحررين – الموثوق بهم – والتابعين لـ(بوب) يستخدمون (ايتها السموات ، اني متحديك) .
وفي نفس الوقت ، لقد كان العوز في الحساسية يشوب هؤلاء النقاد الذين يرون شيئاً غير طبيعي في تلك اللحظة التي يتذكر فيها روميو (وبأسلوب) ظهور الصيدلي ، والمواد المتنوعة في حانوته ... الخ .. هل انه من غير الطبيعي لطبيعة الإنسان أن يتذكر تفاصيل ليس لها علاقة في لحظة الصدمة ؟
ان حدة استعدادات روميو الطبيعية قادته إلى ذلك الانعكاس اللا ارادي عن الحياة بشكل عام . وهذا ما نجده في أكثر تصريحات (روميو) عمقاً . أنه يدعو الذهب سمّاً ، وبالأحرى أشد سُمّاً من السم ذاته والذي حصل عليه من الصيدلي ! (الفصل الخامس/ المشهد الأول) .
في المقبرة يلتقي (روميو) بـ (الكونت دي باريس) . وينصح (باريس) :


(لا تحاول ايها الفتى الطيب الكريم
أن تهيج غضب رجل يائس من الحياة) .


ويعود روميو ثانية ويدعو (باريس) بـ (الفتى) وحتى بـ (الصبي) . وقد يكون روميو أصغر سناً من (باريس) أو بنفس السن ، ولكن نتيجة لكل ما مرّ به ، يكون أكبر سناً منه . أن باريس (فتياً) (صبياً) وروميو (رجلاً) . أسبوعان مضت (لكن أي زمن يشكلان هذان الأسبوعان) ويصبح الفتى روميو رجلاً ، وأنه ينمو ويكبر أمام أنظارنا .

ويثير نمو جولييت أهتمامنا بشكل متزايد . ففي بداية المسرحية لا تزال جولييت فتاة صغيرة . وتدعوها مرضعتها (حمل وديع) ، (عصفورة) (الفصل الأول/ المشهد الثالث) . وكانت مطيعة بخنوع لوالدتها ، وتقول انها لن تتصرّف ، وحتى لن تشعر ، بشيء الا ان يرضي والدتها . ولكن بعد ذلك تلتقي بروميو ، وتقع في حبه حالاً :


(ان فراش عرسي
سيروح فراش نعشي)

(الفصل الأول/ المشهد الخامس) .


ومن الطبيعي انها في تلك اللحظة كانت تبالغ : قد تنساب هذه الكلمات على شفتيها بشكل لا ارادي . انها لمن (سخرية القدر) المعتمة بأن تلفظ هذه الكلمات من قبل فتاة صغيرة في لحظة اتقاد المشاعر لكي تبرهن على نبوءة : أن يكون فراش عرس جولييت حقاً هو فراش نعشها .
أن الشعور العميق والقوي يبعث عادة على قوة التفكير ، فتاة صغيرة كانت تدعى بالأمس القريب (حملاً وديعاً) و(عصفورة) ، والآن تعكس لنا معنى الحياة . ويعطينا شكسبير الفرصة أن نرى جولييت تفكر ، وتناقش جولييت أفكارها لوحدها قائلة :


(ليس فيك يا روميو عدواً لي غير أسمك ،
فيا ليتك لم تكن من آل مونتاغو ...
لكن ، ليت شعري ، ماذا يهم من مونتاغو والنسبة إليهما ؟
فهي ليست يداً ولا قدماً ولا ذراعاً ولا طلعة ،
ولا شيء من فضل المرء وصنعته ...
أواه ليت لك أسماً غير أسمك ،
إذ ماذا في الأسم وأي معنى هو مؤديه ؟
لو سمينا الوردة بغير ما سميناها به ،
لما كانت أقل أنغماً ، ولما نقصت عطراً وعبيراً فواحاً)

(الفصل الثاني/ المشهد الثاني) .


وبذلك نرى أن جولييت تؤكد أسبقية الواقع على الأسم وهذا يلغي ما يدعوه الفيلسوف (بيكون) بـ (وثن الأسم) . وتستمر جولييت بقولها لروميو :


(روميو ! تخل عن أسمك ،
أهبك نفسي جميعاً ، وتملك قلبي كله)

(الفصل الثاني/ المشهد الثاني) .


وهنا تدخل جولييت في معارضة مع وجهات النظر السائدة في دائرتها الاجتماعية والتي يتمتع فيها (مغزى) الأسم الارستقراطي للعشيرة بأهمية رئيسية ، وتشعر جولييت بانها بحاجة إلى قوة في هذا الصراع وتناجي نفسها بأستغراب (من أين لي بصوت باز) (الفصل الثاني/ المشهد الثاني) – (وتقصد هنا صوتاً عالياً وقوياً – المترجم) وتبدأ تشعر ان وضعها أشبه بحالة أستعباد التي تجردها من صوتها المستقل الخاص بها فتقول :


(أن الاستعباد خشن
فلا يصح له أن يرفع الصوت)

(الفصل الثاني/ المشهد الثاني) .


أن جولييت سعيدة بكل تأكيد ، لكن خجلها جعل منها أكثر تواضعاً أو أكثر تحفظاً (في لقاءهما في صومعة الراهب لورنس – المترجم) ، إذ انها تعلن :


(اني لا أستطيع بيان مبلغ فرحي
لأنه في الواقع أغنى من الكلمات ،
وأننا في غنى كبير ويسر شاسع ،
وكنوزنا لا تعد ولا تفنى ،
وليس سوى الشحاذين الذين يتكلمون من عد ثروتهم ،
لقد بلغت من سعادتي مبلغاً لا أستطيع التعبير عنه ولا عن بعضه)

(الفصل الثاني/ المشهد السادس) .


ومن ثم نأتي على جولييت ثانية في بداية المشهد الثاني من الفصل الثالث ، وهي تناجي نفسها بشكل رائع :


(دع جيادك النارية الخطى
تسرع في عدوها متجهة إلى ملجأ "فيبوس")...

ان سائقاً لعربة كهذه سينطلق بك إلى أقصى الغرب)

(الفصل الثالث/ المشهد الثاني) .


وعندما تناجي (جولييت) تلك (الجياد النارية) انها لم تلتمس شيئاً بل تأمر . لقد أمتلكت قوة هائلة . وبالطبع ، هذا لا يعني انها فقدت رقتها ، والتي تبدو جلية في نفس المناجاة :


(ايها الليل الرفيق أقبل
هلم يا ليل المحبين ، في ردائك الأسود الغامر)

(الفصل الثالث/ المشهد الثاني) .


وفي نفس المناجاة ، أيضاً ، هنالك لا تزال آثار لطفولتها :


(ان هذا النهار لمضجر حقاً ،
إذ انه أشبه بالليلة السابقة للعيد
بالنسبة لطفلة تواقة إلى ملابسها الجديدة
وخائفة أن لا ترتديها)

(الفصل الثالث/ المشهد الثاني) .


مع ذلك ربما تفكر جولييت بهذه الطفلة بأبتسامة الشخص الناضج . وأهم شيء هنا هو أن خصالاً جديدة ظهرت لدى جولييت : الذكاء ، القوة ، والشجاعة . وهنا تأتي الضربة القاصمة : روميو يقتل تيبالت . للوهلة الأولى جولييت يمتلكها الغضب :


(رباه ... ايها القلب الذي يشبه الأفعى
في وجه يشبه الزهرة اليانعة ،
هل يتصور الخاطر أن يكمن ثعبان خبيث كهذا في شق جميل)


أن جولييت في هذا المشهد مرتعدة وملتهبة الشعور .


(الفصل الثالث/ المشهد الثاني) .


لكن عندما قالت المرضعة : (العار عليك يا روميو) أجابتها جولييت بغضبٍ شديد :


(قطع الله لسانك) .


وفي مكان آخر تقول :


(رباه ... ما أظلمني حين أنحيت باللائمة عليه)

(الفصل الثالث/ المشهد الثاني) .


أن كل ذلك لا يمت بصلة إلى تلك الصبية الخنوعة الصغيرة التي كانت مستعدة لكي تستجيب بإذعان لأوامر والدتها .

لقد حل بجولييت ، في ذلك الوقت ، محنة عصبية . بعد أن ترتب السيدة (كابوليت) لقاءاً مع روميو ، تأتي إلى أبنتها (جولييت) وتخبرها . بخطتها لقتل روميو بالسم . ولأول مرة ، تتظاهر جولييت أمام والدتها . ومن ناحية أخرى ، تأتي صفعة أخرى لجولييت : يرغب أبواها تزويجها من (كونت باريس) ، ويكون رد فعل جولييت أن تعبّر عن غضبها الدفين بقولها :


أقسم بكنيسة القديس (بيتر) ، وبيتر نفسه ،
أنه لن يجعل مني عروساً سعيدة

(الفصل الثالث/ المشهد الخامس) .


لقد أصبحت جولييت نحيلة الجسم شاحبة الوجه نتيجة لما تمر به : ويدعوها أبوها – الحاد الطبع – (فتاة هزيلة) ، (صفراء الوجه) ، لكنها تكتسب قوة داخلية هائلة . وكانت خيبة أملها عظيمة أيضاً :


رباه ! أليست في السماء رحمة تطل من عليائها ،
فتشرف على ما في أعماق نفسي من حزن ؟

(الفصل الثالث/ المشهد الخامس) .


لكن قوتها كانت عظيمة في نفس الوقت ، وعندما تنصحها المرضعة بالزواج من (كونت دي باريس) ، وفي الوقت الذي تترك فيه وحيدة تماماً وبلا أي سند في البيت ، نشعر بأنها تمتلك قسوة جبّارة من خلال وابل اللعنات الذي تمطر مرضعتها به :


اللعنة عليك أيتها المرأة
الخبيثة الرأي الموحشة الخاطر

(الفصل الثالث/ المشهد الخامس) .


وتختم جولييت هذا النقد الساخر العنيف للمرضعة بالكلمات التالية :


لو فشلت كل المحاولات ،
لديَّ القوة أن أموت

(الفصل الثالث/ المشهد الخامس) .


ولا يساورنا أدنى شك في ذلك . انها مستعدة أن تقاتل حتى الموت . وعندما تذهب جولييت إلى صومعة القس (لورنس) نراها تتكلم بنفس المزاج حيث تطلق العنان لخيبة أملها :


لقد ذهب الأمل وعز العلاج ،
وتناهى الشفاء ، وأعوزني النصير ، وفقد المعين

(الفصل الرابع/ المشهد الأول) .


وتقول أن أهون عليها أن ترمي بنفسها من فوق برجٍ شاهق من أن ترضى الزواج بباريس .
أنه لكفاح شاق وجب عليها خوضه ، وبصعوبة شاقة تسيطر على حنقها ضد كونت باريس ، وتتظاهر أمام والديها (وبصعوبة كبيرة أيضاً) انها مستعدة لتنفيذ طلبهم . وأن اللحظة التي يبلغ فيها هذا الصراع ذروته هي المشهد الذي تتناول فيه جولييت جرعة السم التي أعدها لها القس لورنس . وعلى الرغم منها ، في أول الأمر ، تقدم جولييت على هذه الخطوة بلا تردد ، وتمسك بزجاجة السائل كما يتمسك الغريق بقشة ، وتطلب من القس لورنس : (لا تحدثني يا أبتِ عن الخوف) (الفصل الرابع/ المشهد الأول) ، والآن ليس أمامها غير أن تقاتل ضد الخوف الذي أستحوذ على كامل كيانها : ربما أعطاها الراهب سمّاً حقيقياً قاتلاً ؟ أو ماذا يكون الحال لو انها أفاقت من غشيتها في القبو قبل قدوم روميو ، وحيدة بين الأموات ؟ لكن حبها لروميو جعلها تتغلّب على كل مخاوفها :


روميو ، هأنذا قادمة إليك !
ومن اجلك هأنذي أشرب

(الفصل الرابع/ المشهد الثالث) .


وتستفيق جولييت من غشيتها مكتملة الهيئة ، جادة ، تامة النمو جسماً وعقلاً ، وتتذكر جيداً أين هي ولماذا ؟ وعندما يحاول القس لورنس اقناعها بالهرب من ذلك القبو المظلم تجيبه ببساطة :


(أذهب أنت ودعني فلن أبرح هذا المكان) .


وتتحدث إلى روميو الميت بلا صراخ أو دموع ، بل بعاطفة رقيقة هادئة كما يتكلّم المرء إلى طفل محبوب ، وبدون أية شكوى أو تردد تطعن نفسها بخنجر روميو لأنه لم يكن هنالك أي مخرج آخر .


لقد شاهدنا كيفية نمو شخصية روميو من خلال مجرى الحدث . لكن جولييت ، مع ذلك ، فاقته نمواً .
وبعد أن يسمي شكسبير تراجيديته (روميو وجولييت) ، لم يكن بلا مغزى أختياره بأن يختتم مسرحيته بهذه الكلمات :


(لم تكن هناك أبداً قصة أكثر بلاءاً
من قصة جولييت وروميو)


إذ انه يقدّم أسم (جولييت) على (روميو) .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(1) هذا المقال منقول من الكتاب (دراسات اشتراكية في مسرح شكسبير) ترجمة وتقديم عبد الله راضي ، القسم الأول ، بغداد: مطبعة دار الساعة – تموز 1977 . (الصفحات 41 – 54) ، وأسم الكتاب الأصلي هو :
(شكسبير في الاتحاد السوفياتي)
Shakespeare in the Soviet Union – Progress Press, Moscow
تأليف : مجموعة من النقاد السوفيات ، بمناسبة مرور أربعمائة عام على ميلاد شكسبير . و(يتناول هذا المقال دراسة ديناميكية الشخصيات في مسرحية "روميو وجولييت").




شكسبير في موقع ويكيبيديا الشهير
http://en.wikipedia.org/wiki/William_Shakespeare


مسرحية (روميو وجولييت) في موقع ويكيبيديا الشهير
http://en.wikipedia.org/wiki/Romeo_and_Juliet

كليبات من مسرحية (روميو وجولييت) بالصوت والصورة
من موقع يو تيوب الشهير
http://www.youtube.com/results?searc...ype=&aq=-1&oq=

كليبات بالصوت والصورة من فيلم انتاج عام 1968


الاغنية الشهيرة والجميلة بالفيلم نفسه واسمها (ما هو الشباب) What is a youth


مشهد لقاء روميو مع جولييت في شرفتها




موضوع عن مسرحية (روميو وجولييت) في هذا المنتدى (اقلام)
التراجيديا الرومانتيكية الشكسبيرية (روميو وجولييت)
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=21422






 
رد مع اقتباس
قديم 26-11-2008, 05:15 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وليد محمد الشبيبـي
أقلامي
 
الصورة الرمزية وليد محمد الشبيبـي
 

 

 
إحصائية العضو







وليد محمد الشبيبـي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى وليد محمد الشبيبـي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى وليد محمد الشبيبـي

افتراضي رد: مسرحية (روميو وجولييت) بقلم النقاد الروس

صفحة العنوان للكوارتو الثانية لمسرحية (روميو وجولييت) نشرت عام 1599 م
Title page of the Second Quarto of Romeo and Juliet published in 1599





ريتشارد بوربيج ربما كان أول ممثل يقوم بدور (روميو)
Richard Burbage, probably the first actor to portray Romeo





ماري سوندرسن ربما كانت أول امرأة تقوم بدور (جولييت) أحترافياً
Mary Saunderson, probably the first woman to play Juliet professionally





جون غيلغود كان من أشهر ممثلي القرن العشرين الذين لعبوا دور (روميو) و(القس لورنس) و(ميركشيو) على خشبة المسرح عام 1935
John Gielgud, who was among the more famous 20th-century actors to play Romeo, Friar Laurence and Mercutio on stage




من افضل الافلام التي مثلت فيها مسرحية (روميو وجولييت) هو الفيلم الذي حمل اسم المسرحية نفسها انتج عام 1968 من اخراج فرانكو زفريللي وتمثيل أوليفيا هوسي بدور (جولييت) وليونارد وايتنغ بدور (روميو) وجون مكنري بدور (ميركشيو) وهذا رابط معلومات وصور عن الفلم


http://www.imdb.com/title/tt0063518/



صور للبطلين من الفيلم انتاج 1968







اول لقاء لروميو بجولييت في الحفل الذي كان ببيت جولييت





جولييت تغرس الخنجر بصدرها منتحرة لتلحق بحبيبها الميت بحضنها روميو








 
رد مع اقتباس
قديم 26-11-2008, 05:19 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
وليد محمد الشبيبـي
أقلامي
 
الصورة الرمزية وليد محمد الشبيبـي
 

 

 
إحصائية العضو







وليد محمد الشبيبـي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى وليد محمد الشبيبـي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى وليد محمد الشبيبـي

افتراضي رد: مسرحية (روميو وجولييت) بقلم النقاد الروس















 
رد مع اقتباس
قديم 26-11-2008, 12:52 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
خليف محفوظ
أقلامي
 
الصورة الرمزية خليف محفوظ
 

 

 
إحصائية العضو







خليف محفوظ غير متصل


افتراضي رد: مسرحية (روميو وجولييت) بقلم النقاد الروس

الأستاذ الفاضل وليد محمد الشبيبي شكرا جزيلا على هذه الجهود العظيمة التي تبذلها هنا .

حقا إن المطلع على هذه المادة يجني فوائد عظيمة ، و متعة فنية عالية .


تحيتي و تقديري.







 
رد مع اقتباس
قديم 28-11-2008, 01:32 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
وليد محمد الشبيبـي
أقلامي
 
الصورة الرمزية وليد محمد الشبيبـي
 

 

 
إحصائية العضو







وليد محمد الشبيبـي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى وليد محمد الشبيبـي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى وليد محمد الشبيبـي

افتراضي رد: مسرحية (روميو وجولييت) بقلم النقاد الروس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليف محفوظ مشاهدة المشاركة
الأستاذ الفاضل وليد محمد الشبيبي شكرا جزيلا على هذه الجهود العظيمة التي تبذلها هنا .

حقا إن المطلع على هذه المادة يجني فوائد عظيمة ، و متعة فنية عالية .


تحيتي و تقديري.


الأستاذ الكريم والأخ العزيز المبدع خليف محفوظ المحترم

دوماً مرورك يسعدني ويزيد من قيمة الموضوع ويثريه فتحية كبيرة لك مع عظيم احترامي ومودتي


أخوك وليد محمد الشبيبي






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط