الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-2006, 11:01 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمـــد فـــري
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمـــد فـــري
 

 

 
إحصائية العضو






محمـــد فـــري غير متصل


افتراضي البحث عن الضوء في رواية " مصابيح مطفأة "

البحث عن الضوء في رواية " مصابيح مطفأة "
للقاص المغربي أحمد لكبيري


"مصابيح مطفأة "(*) رواية للكاتب المغربي أحمد لكبيري، ولعلي لا أبالغ إن قلت بأنه نموذج لعدد من كتابنا المغاربة الذين يشتغلون في صمت، ويفضلون الظل بدل التعرض بأية طريقة لتسليط الأضواء الكاشفة والفاضحة في نفس الوقت..
والاشتغال في صمت عند القاص والروائي أحمد لكبيري لا يعني الانطواء والانزواء عن الساحة الثقافية، فهو قاريء بامتياز، ومتابع نشيط لما يروج في الساحة، وعاشق كبير للسرد..وهو وإن كان قد " صمت " دهرا ..فقد " نطق " سردا عبر روايته الأولى هذه، والتي تعكس انشدادا والتحاما بواقع متعدد الوجوه والصور، وتمتح من أنساقه المختلفة من خلال عملية انتقائية لها قصد إعادة تركيبها، للكشف عن دلالات جديدة تقحم موقف الكاتب ورؤيته.
وهذا يعني أن رواية " مصابيح مطفأة " لا تحاكي الواقع أو تكتفي بالتعبير عنه فقط من خلال نقل الأحداث، لأن الكاتب هنا يعيد صياغتها وتكثيفها ليوصل من خلال ذلك رهانات خاصة تعكس تفسيره الذاتي لها. والأدب عامة إن لم يحمل مثل هذا التفسير أو الرؤية يصبح مرآة تعكس كل شيء، لكنها لا تقول كل شيء، بل ربما قد لا تقول شيئا.
ونشير بداية إلى ما يقوله العنوان باعتباره وجها للنص، وعتبة من عتباته، ونصا موازيا له، شأنه في ذلك شأن الصورة التي تتصدر وجه غلاف الرواية.
ولا يخفى في هذا الصدد اهتمام كثير من الدارسين المجددين بالعتبات أو النصوص الموازية، Paratextes وعلى رأسهم جيرار جينيت في كتابه الشهيرSeuils ، الذي ركز فيه على الروابط المتينة بين العتبات والمتن الحكائي، والعلاقة المتضافرة بينهما، والمساهمة في تسليط الضوء على النصوص وإغناء دلالاتها.
وقد لاحظنا أن العنوان جاء بالصيغة الإخبارية التالية: " مصابيح مطفأة "، وهو بذلك يطرح بذهن القاريء استحضارا لبعض مصادر الضوء والنور، وهي المصابيح التي تقوم بهذا الدور، لكنها هنا تبدو مطقأة، لا تضيء ولا تنير، لأنها باختصار معطلة، لاتنير الظلمة ولا تكشف عن العتمة، ولعل قوة خارجية قد قامت بتعطيلها وإلغاء دورها، وقد تكون قوة طبيعية تتعلق بالتقادم وطول العهد مما أدي إلى تعطيل ميكانيزمات المصابيح التي لم تعد مواكبة لما تفرضه المستجدات في هذا الميدان. يستحضر القارئ ذهنيا إذن واقعا يمثل غياب النور وهيمنة الظلام والعتمة، وفي نفس الوقت تتسارع أمامه كل الدلالات التي يستلزمها العنصران..فالنور أو الأنوار دلالة على ماهو إيجابي أو حضاري بصفة عامة، وبذلك ينسجم المعنى مع مدلولات تمتح من الازدهار والتقدم والنمو...ومن كل ما يمنتمي إلى هذا الحقل. على عكس الظلام أو العتمة التي ترتبط في الأذهان بالتراجع والتخلف وكل مظاهر البؤس التي تجعل " الخطى " تخبط خبط عشواء دون هدف واضح، ويزكي ذلك كل الشعارات التي حملتها مختلف التيارات والمذاهب والعقائد المبشرة بالخروج من الظلمة إلى عالم النور..وقديما قيل " العلم نور " لارتباطه بكل ازدهار حضاري.
وحتى لا نقف عند حدود التأويلات الافتراضية التي نستوحيها من العنوان، سنحاول الكشف عن بعض العلاقات التفاعلية بينه وبين العناصر النصية، لنتبين إلى أي حد كان أمينا في معناه الإخباري المحيل على عناصر سلبية
وبعودتنا إلى النص نجد العنوان يتصادى مع كثير من الألفاظ والعبارات الموحية بالعتمة والظلمة وعد اتضاح الرؤية:
- ففي صفحة 10 مثلا نجد المحجوب – وهو الشخص الرئيسي في الرواية – يكشف عن غلطته عندا تسرع في اتخاذ قرار الهجرة من المغرب، ويعزو ذلك إلى الضباب الكثيف الذي أعاق رؤيته، لذلك يعترف قائلا:" آه كم كانت غلطة فظيعة يوم غادرت المغرب صباح ذلك اليوم الخريفي، في أواخر الثمانينات، مع إيزابيل. لكن في تلك الظروف، هل كان أمامي خيار آخر؟ أحيانا يكون الضباب كثيفا، فلا نرى شيئا ولا نتوقف حتى تقع الحوادث "
والإشارة هنا إلى " الظروف " توحي بزمن غير مسعف، وبقوة ضاغطة وقاهرة لم يستطع المحجوب مواجهتها، ولم يملك إلا الاستسلام إلى مستتبعاتها مهما كانت النتائج، وكأنه يفر بجلده من واقع مفترس.
- وفي صفحة 19 نجد إشارة أخرى إلى مصابيح يتوسل بها المحجوب ليكشف بها ظلمة ذاكرته ومتاهاتها الممتدة من الماضي إلى المستقبل:" في غرفتي بالأوطيل، ألقيت بجثتي على السرير، لم يكن سيئا كما هو شأن الأسرة في الأوطيلات الصغيرة. أطفأت النور وأغمضت عيني مستسلما لدوختي وخوائي، لكن برأسي اشتعلت مصابيح عديدة، منها ما أضاء في الماضي ومنها ما امتد شعاعه إلى المستقبل..."
لكن السؤال هنا هو هل كشفت هذه المصابيح داخل ذهنه عن لحظات مشرقة أم اصطدمت بما هو معتم ومنطفئ؟ وبذلك اقتصرت الأضواء على كشف الجروح غير الملتئمة وتكريس الأحلام المستحيلة.
- في صفحة 40 نجد ما يقارب ذلك، حيث يصف السارد فضاءات " السويرتي " ويقف بنا عند المنصة الرئيسية التي تحلق بها الحالمون بما تكشف عنه أرقام طاولة الروليت التي ينشطها " الشكوكو " البهلوان بمساعدة الشاب المخنث ذي اللباس والحركات الأنثوية والذي يأسر قلوب اللواطيين بشطحاته وغمزاته فيلهب دواخل المقامرين المخمورين:" أما الخمر الذي يسكب ويوزع على جنبات المنصة، فيذكي استيهامات اللواطيين والمقامرين، ويشعل أضواء المستحيل في عقولهم..."
وهي أضواء لا تكشف شيئا، يتساوى دورها مع دور المصابيح المطفأة الباهتة التي تبعث الحلم دون القدرة على كشف طريق تحقيقه.
وبذلك تبقى النفوس مطفأة لا تشع بالضوء، مثل انطفاء نفسية السارد وهو يحكي عن مرحلة من مراحل طفولته، تعرض فيها للقهر من طرف سلطة عمياء لا تبصر..جاء بالصفحتين 56/57:" وقبل منتصف النهار، حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، فك شرطي شاب القيد من يدي وساقني أمامه إلى مكتب عميد الشرطة، كان السكير الذي قبض علي البارحة جالسا وراء مكتبه الوثير، نظر إلي دون أن ينبس بكلمة، وماذا عساه يقول لطفل بريء أصبح في ليلة واحدة مطفأ بسبب السهر والجوع والظلم؟ لقد صدمه شحوب وجهي، فأمر الشرطي أن يطلق سراحي.
خرجت من الكوميسارية وركبتاي ترتعشان، وبعيني ضباب كثيف..."
ولعل في تضافر هذه المؤشرات ما يكشف عن واقع منطفئ، يلتقي مع لحظات البؤس والحرمان التي تسترجعها ذاكرة المحجوب، وتسترجع معها شخوصا همشهم الواقع، ولفظهم المجتمع، فعاشوا حياة مبهمة يلفها الضباب وتغشيها العتمة..وقد تنحشر مع هذا الواقع شخوص أخرى استغلت الضبابية فعرفت من أين تؤكل الكتف. بذلك يؤكد العنوان وظيفته الإخبارية المنسجمة مع بنية النص القصصي.
وتبقى صورة الغلاف نصا موازيا آخر، وبما أنها اختيرت عن سبق إصرار وترصد حسب ما نفترض – لأنه لا يمكن أن يقع عليها الاختيار اعتباطا – مثلها في ذلك مثل العنوان، فإن الكشف عن دلالاتها وما تطرحه من افتراضات تتعالق بالنص، يصبح أمرا ضروريا.
تكشف الصورة عن شخص يدير لنا ظهره، ويقف على سطح ذي تربة بركانية، يشرف منه على وهاد ضبابية وكأنها مغطاة بأدخنة صفراء، تتخللها ما يشبه الصخور الناتئة السوداء، مما يعطي إحساسا بالوقوف على حافة بركان ينذر بالانفجار في أية لحظة..وقد يلتقي هذا الافتراض مع دلالة العبارة التي ختمت بها الرواية، حيث جاء في صفحة 168 عندما كان المحجوب وسعاد يودعان ليلى التي استضافتهما بمنزلها في تطوان:" شكرتها بابتسامة عريضة رسمتها على ثغري، ونزلت أدراج العمارة، وبي قلق كلب، أستشعر حدوث الزلزال وشيكا "
من هنا يظهر من خلال ما سبق أن الرواية تكرس أجواء الترقب والقلق وعدم اتضاح الرؤية نحو بديل يسعف بتجاوز ذلك، لأن الواقع لا يقدم إلا هذا الوجه البئيس الذي تتعثر فيه خطى الشخوص وتعجز عن التماس طريق يؤدي بها إلى " النور " فتتخبط كيفما اتفق وسط الظلمة..لا تملك حلا إلا الحلم ..حتى ولو كان مستحيلا..ولعل هذا ما يدفع بنا إلى ملاحظة الإشارة إلى الحلم الذي تستعرضه الرواية في الخاتمة، والمرتبط بليلى التي تحكي حلمها للمحجوب وسعاد، وتعتبره حلما سرياليا يتجاوز الواقع الذي يبدو مظلما..ويلتمس النور في صباح ربيعي تنقشع سحبه وتصفو سماؤه وتزقزق عصافيره..فهل هو حلم بغد مشرق " تشتعل فيه المصابيح وتسطع بنورها؟ " ..أو هو فقط حلم مبهم يستعصي تفسيره ويكرس غموض الواقع وضبابيته؟ جاء في الصفحة 167:" في الصباح ونحن نتناول طعام الإفطار، حكت لنا ليلى الحلم الذي رأته في منامها، قالت بأنها رأت خيرا وسلاما المطر ينزل من السماء غزيرا، حتى إذا ما ابتلت الأرض وفاض وحلها، تشققت وصعد منها ثور وبقرة، وصارا يجران محراثا كبيرا بسكة من نار ملتهبة، وكلما غاصت السكة في أحشاء الأرض، أحدثت جرحا عميقا يفيض منه على التو ماء زلال، وينبت على حواشيه عشب ندي. ظل الثور ولبقرة على حالهما يحرثان الأرض على إيقاع حركاتهما المتناغمة والمطر ينزل من السماء غزيرا، إلى أن حل فصل الربيع، وانقشعت السحب وصفت السماء وتهلل وجه الكون وزقزقت العصافير، معلنة عن صباح يوم جديد. ساعتها تشققت الأرض ثانية وانطفأت نار السكة الملتهبة وغاب الثور والبقرة ولم يبق منهما إلا بركة من دم متخثر يشع ظلاما وعتمة "
قلنا في البداية بأن الرواية تمتح عناصرها من الواقع، قصد نقل بعض وجوهه المتعددة، وبذلك يعلن الكاتب عن تشبثه بأساليب الصياغة الواقعية التي يحاول بخصوصياته الفنية أن يتجاوز بها مستوى التقليد. من هنا نراه مثلا يختار ضمير المتكلم كزاوية رؤية سردية، وهي التي سماها " جان بويون " الرؤية مع vision avec، حيث تنطلق المادة الحكائية من بؤرة مركزية تعكس منظور شخصية معينة هي شخصية المحجوب، السارد المشارك في الأحداث، والذي تؤكد التجليات النصية manifestations textuelles أهميته في الرواية، لكنها لا تجعله مهيمنا لآنها تجليات لا تهمش الشخوص المشاركة الأخرى، فالكاتب يحاول أن يتيح لها أن تتكلم، وتستقل بذاتها ما أمكن لتحدد بذلك صدقية منظورها دون ربط ذلك بوجهة نظر السارد/المؤلف.
تتجلى خصوصية واقعية الكاتب أيضا عبر المحكيات المرتبطة ببعض الشخوص في الرواية، والتي يسترجعها السارد عير رحلته في الذاكرة، فتظهر في شكل استرجاعات يتوسل بها الكاتب لكسر الترتيب الخارجي ( الكرونلوجي ) للزمن، وهكذا تتداخل عناصر الوحدات السردية عبر محكيات الشخوص فتبدو كمشاهد نصية مستقلة لكنها تنتظم داخل وحدة بنائية هي قصة المحجوب التي تؤكد انتظام الزمن الرئيسي.
وهكذا نتعرف أولا على قصة " نانسي " التي احترفت الدعارة نتيجة تمزقات أسرية:" كانت نانسي تحكي لي قصتها وفي عينيها بريق دمع يكاد هو الآخر يحكي قصته. وفي الأخير قالت لي:
- أرجو مسيو المحجوب، أن تجروا تحليلات لدم ابنكم ودم مدام إيزابيل " ص 17
ثم نعرج على قصة " عزيز " أخ المحجوب الذي يسكن بسلا، ونتعرف على نمط حياته العائلية:" حكى لي عزيز هامسا في أذني خوفا من أن تسمعه زوجته:
- كلما قلت لها باركا علينا من الأولاد، ترد علي بأن كل واحد يزداد برزقه، وأن لا أحد يموت من الجوع، إلى أن صارت خيمتها مشدودة إلى الريح بثلاثة أولاد " ص 25
ونصل إلى قصة " الطيب " صديق المحجوب الذي أوصله بسيارته إلى وزان وخلصه من جحيم حافلة النقل:" حكى لي الطيب أنه بعد حصوله على الإجازة في الحقوق، ولج سلك المحاماة بهيأة المحامين بطنجة، وهو بالإضافة إلى مهنته، يدير مقاولة للإيراد والتصدير في ملكية زوجته، وهو أب
لطفلين "ص 59
وفي وزان نتعرف أيضا على قصة عبد الحق:" ناولني عبد الحق سيجارة محشوة بالحشيش، فلم أرفض، بين التعقل والجنون مخدر، المجنون يعقل بمخدر، والعاقل يجن بمخدر.....دنا منا شاب وسيم في مقتبل العمر، سلم علينا بأدب، همس لعبد الحق في أذنه، فناوله هذا الأخير قطعة صغيرة من الحشيش بعد أن أخذ منه عشرين درهما، ولما انصرف سألت عبد الحق:
- أنت كذلك صرت...؟
فقاطعني بلهجة حادة لينها بالاحترام:
- وماذا يمكنك أن تصنع في هذه البلاد؟ الحرفة التي تعلمناها ماتت.." ص 76
كما نلامس قصة السعيد ولد با التهامي ص 108، وقصة العربي ولد المصمودي ص 110، وكلها قصص لا تختلف في جوهرها عن سابقيها.
لكن أهم قصة وأطولها هي قصة " سعاد " التي تنطلق من ص 81 وترحل معنا إلى آخر الرواية ص 168. فبحكم تجلياتها النصية يجعل منها السارد شخصية يقتسم معها جزءا من حياته الوجدانية، وبذلك تحتل مرتبة أثيرة في نفسه رغم الإكراهات التي كانت تفرق بينهما:" ظلت علاقتنا كما كانت، بل توطدت أكثر، لقد صارت أكثر وضوحا وبلا أسرار، صرت أفكر كيف يمكنني إنقاذها من ورطتهاـ بل صرت أحلم بعمل وفتح بيت تكون هي سيدته، لكن طالبا معدما مثلي يعيش على نفقة أمه...." ص94 . ويمكن أن نقول بأن سعاد هنا تمثل بديلا عن إيزابيل زوجة السارد التي طردته ولم يعد يطيقها، هل ترمز إيزابيل إلى كل ما يمثل حياة الهجرة بينما تمثل سعاد ما له علاقة بالداخل؟ تساؤل يبقى قائما مع التحفظ.
المهم أن هذه المحكيات الفرعية أو المؤطرة ( بفتح الطاء ) récits encadrés يقدمها السارد باعتبارها محطات من حياته الخاصة، وفي نفس الوقت يعكس من خلالها نماذج لشخوص طوحت بها الحياة ورسمت لها أقدارها وعوالمها وجعلت أغلبها ضحية لواقع لايخضع لمنطق بسبب آلياته غير المتكافئة أو غير المسعفة .
بذلك يمكن القول إن الكاتب قد اختار منهجا سرديا ينطلق فيه من الخاص إلى العام، فهو ينفتح على هذه الشخوص مستعرضا همومها وهواجسها وأحاسيسها ومشاعرها وتطلعاتها وإخفاقاتها دون أن يقطع الخيط الذي يشركه معها، وهو الخيط الذي يمثله المحكي الإطار récit cadre الذي ينسج من خلاله أسلوبه السردي.
تلك هي واقعية القاص المغربي أحمد لكبيري، يستثمر فيها الواقع ويدخله في مجال التخييل الفني الذي يؤكد نضج حرفة الكتابة لديه، وقدرته على الانخراط في لعبة التحويل والرط والإيهام، فلا يملك القاريء وهو يتابع السرد إلا أن يخضع في متعة ونشوة إلى ما سماه رولاند بارث " أثر الواقع l’effet du réel.
ويبقى الحديث مفتوحا على خصوصيات فنية أخرى تتميز بها الرواية، ولا تزعم هذه القراءة المستعجلة الإحاطة بها..ومادام الحديث هنا عن الانفتاح..أشير في الأخير إلى انفتاح الرواية على ما هو آت، لأنني أحسست في خاتمتها وكأنها تعلن عن كلام لم يكتمل..أو عن تتمة أو جزء ثان لها قد يعلن القاص المغربي أحمد لكبيري عن موعد ولادته..وعندذاك سنحتفل بعقيقة ثانية.

محمــد فــري
ــــــــــــــــــــــ
(*) مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء - الطبعة الأولى 2004






 
رد مع اقتباس
قديم 14-04-2006, 06:01 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خالد جوده
أقلامي
 
إحصائية العضو






خالد جوده غير متصل


افتراضي

كل التقدير لك أستاذنا محمد فري لهذا الجهد
هي دراسة تحتاج لقراءة متمهلة
لنا عودة بعون القدير المنان
وتفضل بقبول فائق التحية







 
رد مع اقتباس
قديم 15-04-2006, 02:16 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمـــد فـــري
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمـــد فـــري
 

 

 
إحصائية العضو






محمـــد فـــري غير متصل


افتراضي

لك كل التحية أخي خالد
وأنتظر عودتك الكريمة
التي لا شك ستحمل ما يثري الحوار..
مع المودة

محمـــد فــــري







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كازنوفا الرياض وفهد الغانم - رواية جديدة د.أسد محمد منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 8 09-05-2007 12:12 AM
في ساحة الشاعرة العالمية آسيا جبار فاطمة الجزائرية منتدى الأدب العالمي والتراجم 1 26-03-2006 09:01 PM
هــام:"هل تعرف كل شيء عن google"؟...؟ أشرف عبد العاطي منتدى الكمبيوتر وعالم الإنترنت 1 26-03-2006 05:58 PM

الساعة الآن 04:44 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط