|
|
منتــدى الشــعر الفصيح الموزون هنا تلتقي الشاعرية والذائقة الشعرية في بوتقة حميمية زاخرة بالخيالات الخصبة والفضاءات الحالمة والإيقاعات الخليلية. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-10-2014, 04:07 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الحياة كتاب
سلْ من أطلَّ بدنيانـــا كما القمَر ------- هل تدرينَّ بما يَطوي لَكَ القَدَرُ؟ إمّا تطولُ بك الأيَّـامُ في عَجَــزٍ ------- او أنْ تملَّكَ أيَّامٌ فتحتـَــضِرُ لو حان يومُكَ مكتوبٌ بِه أجلٌ ------- لا يمنعنَّكَ حَوْطٌ كان أو حَذَرُ لحظُ المنيِّـــةِ أمرٌ ليسَ يعرفُــهُ ------- إلا المُهيمِنُ ربُّ العرشِ منحصِـــرُ إذْ لا يفرِّقُ موْتٌ بينَ مُرتَضِـعٍ ------- أو منْ يمُــدُّ لأعوامٍ بهِ العُمُــرُ فالموتُ مختلفٌ شكلاً و إن سبباً ------- إلا تشـــابُهُ مضمونٍ كما الأثَرُ أو إنْ تعشْ فتعلَّم دونما كَلَلٍ ------- إنَّ الحيــــاةَ كتابٌ منه يُعتَبرُ إنَّ الحيـاةَ تلاميذٌ و مدرَسَــةٌ ------- فيها النَّوائِبُ أُســــتاذٌ و مُختَبَرُ ألإختبـارُ بها صعبٌ و مُلتَبِسٌ ------- إذْ فيهِ أمثِلةٌ تخفى و تســتَتِرُ كاللِّغزِ حلُّــهُ برهانٌ و تجرِبــةٌ ------- لا تألُ جُهدَكَ في حلٍّ و تدَّخِرُ إنْ فزتَ فلْتَكُ مرتاحـاً و مبتهجـاً ------- إنْ لم يكن فلَكَ الخُسرانُ و الكَدَرُ فلتجعَلنَّ صُروفَ الدَّهرِ موعظةً ------- ماكان أمسُ لما يأتي غداً نُذُرُ إنْ عشتَ في زمنٍ فاجعلهُ ذا نَجَعٍ ------- مثلَ السَّــما كرَمــا عُنوانهُ المطَـرُ تبدو الحيــاةُ إذا لم تأتِ فائـدةً ------- كالغيضِ من زَبَدٍ يطفو فيندَثِرُ واصنعْ لنفسِـكَ بين الناسِ منزِلَهـا ------- فيطـالُ اهلَكَ عُلوانٌ و يفتخِروا باعد بنفسِكَ عن أمرٍ بأصغَرِهِ ------- تعظيمُ قصدِكِ فيه المجدُ و الظَفـَرُ و اقبضْ على لهبٍ، لا تخشَ من ألَمٍ ------- لو كان في اللهبِ العلياءُ و الفَخَرُ فالرِّيحُ ذاريــةٌ ما خفَّ من تُرَبٍ ------- و الصَّخرُ يصمُدُ ضدَّ الريحِ، والحَجَرُ لا تسـتَهِنْ أبداً بالذَّاتِ مقدرةً ------- فالنفسُ يكمنُ فيها الخَلقُ و الفِكَرُ لو كان قلبُكَ في التدبيرِ من ذَهَبٍ ------- فالعقلُ كان بهِ الياقوتُ و الدُّرَرُ ما كلُّ من طلبَ العليـاءَ يبلُغُهـا ------- إنَّ الجحــافِلَ بالإعدادِ تنتَصِرُ يا طالبَ الشّــَرفِ السَّــامي لمعرِفةٍ ------- لو تبتغي فعليكَ الجدُّ و السّــَهَرُ بالعلمِ ترتفعُ الاوطــانُ منزِلةً ------- أو تعتلي أُمَمٌ مجــداً و تزدَهِرُ لا تســألنّ أخـا جهلٍ بمنصحـةٍ ------- إنَّ الجهولَ بإدراكٍ كما الغَبَرُ كم أُمَّـةٍ هَزَأتْ من جهلِهــا أُممٌ ------- إنَّ الجهـالةَ خصمٌ للعُلا قَذِرُ لا يجعَلنَّكَ ضَنَكُ العيشِ مُكتَئِبـــاً ------- أو أنَّ قلبَكَ مجروحٌ و مُنكَسِـــرُ لا تتتظرْ أملاً من دونِ ما تَعَبٍ ------- فلتســعَيَنَّ بها كي يأتيَ الخَبَرُ لا تنظُرَنَّ لمالِ الغيرِ في حسـدٍ ------- يَغنى الفقيرُ كما الميسـورُ يَفتِقِرُ و اطرقْ لِرزقِـــكَ بابًا كنتَ تجهلَهُ ------- حِـلٌّ بأرضِكَ إنْ تلقاهُ أو سَـفَرُ بِئْسَ الخضوعُ لغيرِ الله من عِوَزٍ ------- فاحفظ إباكَ فلا ذلٌ و لا صِغَرُ فالنَّفسُ أكبرُ من أن ترتجي أحداً ------- عطفــاً مُقابِلُهُ الإذعانُ و الحسَـرُ كالسِّــنديانةِ كُنْ طوداً و منتصباً ------- كالأرضِ كُنْ، فبِها الحبَّاتُ و الثَّمَرُ و الحقُّ لا تتنازلْ بهِ لمغتصبٍ ------- و ادفعْ بعزمكَ ما أُوتيتَ يندَحِرُ مثلَ الحديدِ فكن صلباً بموقعةٍ ------- لا كالزُّجاجةِ هشَّاً ثُمَّ تنكِسِـرُ كالغُصنِ كن مَرِنا في وجه ِ زوبعةٍ ------- لا كالثِّمارِ فيُأتى فيكَ تنعَصِــرُ كن في المروءةِ حِصناً يُستجارُ بهِ ------- كالمسـتظِلِّ بفيئٍّ دونَهُ الشَّــجَرُ لا تدَّعي عمـلاً ما أنتَ فاعِلُهُ ------- من جهدِ غيرِكَ لا كسْبٌ و لا حَكَرُ لا تنهَ عن عملٍ لو أنتَ تفعلُهُ ------- و ابدأْ بنفسِــكَ نهياً منهُ تُزدَجَرُ بالغيرِ لا تتربَّصْ في مُؤامرةٍ ------- إذْ طالما ابتَلَعَتْ أصحابَها الحُفُرُ ما كانَ بيتُ زُجاجٍ لكَ بمأمَنةٍ ------- فامنعْ حجارَكَ فوقَ الناسِ تنهَمِرُ لا تأتمِنْ أحداً سرَِّاً فيجهَرُهُ ------- ما دمتَ أوَّلَ مَن في السِّرِّ قد جَهَروا إجعلْ صنيعَكَ عند الناسِ ِأحســنَهُ ------- و اقبلْ لغيرِكَ ما نفسوكَ تنتَظِرُ بِئْسَ الغُرورُ مَعَ الخُيلاءِ من صِفَةٍ ------- في منْ أبى عِظَةً جادت بها العِبَرُ أو خالَ نفسَـهُ طاووسـاً بغطرسـةٍ ------- و الكلُّ محترمٌ زهواهُ مُنبهِرُ لا يعلمنَّ بأنَّ النِّسـرَ سيــِّدُهُ------- ما نفعُ ريشِـهِ لو يجتاحُهُ الغَرَرُ عارٌ عليكَ سُلوكاً مثل إمَّعــةٍ ------- لو ريحُكَ انحدرت تهوي و تنحَدِرُ في الجهرِ كنتَ تُرائي في مُجامَلـــةٍ ------- في الغيبِ تُشبِـعُ تجريحاً بهِ السَّـخَرُ أو مثلُ شــاهدِ زورٍ بابَ محكمـةٍ ------- يَشري ضميَرك من في الَّدفعِ مُقتَدِرُ أو كالسّــَرابِ لِظمآنٍ فيحْسَــبُهُ ------- ماءً، فإذْ هُوَ لا نفْعٌ و لا ضَرَرُ كُنْ كالنَّســائمِ لو أحببتَهم رَقَقاً ------- مثلَ العواصفِ كُنْ بالرَّدِّ لو غدروا أطفئْ بِحُبِّكَ ناراً من كراهيــَةٍ ------- فالنَّارُ لو شَــعُلتْ تمحو و لا تَذَرُ رُدِّ الجميلَ بخيرٍ منهُ في كَرَمٍ ------- و اجعلْ عطاءَكَ في أهليهِ ينحَصِرُ أوْفِ الكريمَ بمعروفٍ بلا أسَـفٍ ------- عندَ اللَّئيمِ فإنَّ الخيرَ مُنهدِرُ إنَّ الِكرامَ لَئِنْ أكرمتَهمْ حفَظوا ------- أمَّا اللِّئامُ فإنْ أكرمتَهمْ نَكروا ما كلُّ مَن حلفَ الأيْمانَ مُؤتمَنٌ ------- إذْ إنَّ أسوأهَمْ للكاذِبُ الأَشِرُ لا بدَّ مِنْ ندَمٍ لو جئتَ مَظلمةً ------- و اقبلْ بتوبةِ مَنْ يأتيكَ يعتَذِرُ لو كنتَ ذا سـقَمٍ أو فيكَ معسـِرةٌ ------- فاصبرْ عليهِ و قل بُشرى لمن صبَروا للهِ فادعُ شـفاءاً ثُمَّ ميسَـرةً ------- فاللهُ وحدُهُ منْ يَشـفي و منْ يَسِـرُ و احذرْ أذِيَّةََ أيّاً كنتَ مُحتَضِناً ------- ظُلْمُ الأقاربِ منهُ القلبُ يَنفَطِرُ لا تقبَلنَّ بأمرٍ فيهِ تهلُكَةٌ ------- ما كنتَ تفعلُ لو ما جاءكَ الخطَرُ؟ لو إنْ تُحمَّلُ نفسٌ فوقَ طاقتِها ------- قد تنتهي كَمداً بالخُســرِ تَنتحِرُ لا تحتقرْ أبداً شــخصاً لخلقَتِهِ ------- إذْ رُ بَّ مَنْ بِغَدٍ يأتيكَ يحتَقِرُ فاللهُ نوَّعَ شكلَ الخَلقِ في صُوَرٍ ------- لكنَّ أجمَلَهُمْ خَلقاً هُمو البَشَرُ لو جيئَ فيكَ كقاضٍ في مخاصَمَةٍ ------- أنصفْ و كن حَكَماً بالعدلِ تأتَمِرُ لا تخشَ لومةَ لوَّامٍ و لائِمة ------- لو أنَّ حُكمَكَ عدلٌ دونَهُ العَوَرُ لا تسخَرنَّ بأشياءٍ بِها وَ هَنٌ ------- عُودُ الثِّقابِ لمَنهُ الغابُ تســتَعِرُ لا تغرُرَنَّكَ أشــياءٌ بظاهِرِها ------- خلفَ القُشـورِ فإن اللُّبَ مســتَتِرُ ما كان كلُّ ضَحوكِ السِّنِّ في فرحٍ ------- أو أنَّ كلَّ عبوسِ الوجهِ منقَهِرُ ما كلُّ مَن لبسَ الجِلبابَ محتَشِــمٌ ------- او كلُّ مَن قصَدَ الحرميْنِ مُعتَمِرُ لا ترتكنْ أبداً للمجدِ في زمنٍ ------- قد كان فيهِ بطولاتٍ لها سِــيَرُ ما نفعُ مجدِكَ إذْ جافاك منصرفاً ------ إنْ لم يكن لكَ درسـاً منهُ تَعتبِرُ |
|||
|
|