نضوج قسري ...

[ريما ريماوي]

نضوج قسري


تبدأ أحداثنا مع فتاة صغيرة كانت ما زالت في الرابعة عشر من عمرها, ممتلئة بالحيوية متفتحة على الحياة, تعوّدت زيارة صديقتها في بيتها, وكان أبو صديقتها محنّكا خبيرا في أمور النساء في أواخر الثلاثين من عمره, ولم يتطلب الأمر منه كثيرا فاستطاع كسب ودها وأوقعها في حبّه, ولكنها لم تبح لجنس مخلوق عن ذلك.

ذات يوم جاءت لزيارة صديقتها ففتح لها والد الصديقة الباب وسمح لها بالدخول, ثم استغلّ فرصة عدم وجود أحد من أهله, فاستفرد بها وأغواها, واستطاع أن ينال ما يروم منها فهي مراهقة صغيرة وهرمونات أنوثتها في عز فورتها, ومولّهة هي كانت في غرامه.

لكنها ندمت ندما شديدا وذهبت إلى البيت حزينة مكسورة, ولم تستطع إخفاء أمرها عن والدتها فباحت لها بما حصل معها. ارتعبت الأم وغضبت وأزبدت وضربت ابنتها ضربا مبرحا ثمّ أشفقت على منظرها وهي مستسلمة لقدرها يائسة حزينة فحضنتها وبكت, وتفهمت أنّ أية بنت لو كانت مكانها لربما حصل لها ما حصل لابنتها من مثل ذلك الحيوان المفترس.

عندما عاد والد البنت الصغيرة في الليل نقلت له زوجته الخبر المفزع بطريقة حاولت جهدها أن تكون لطيفة. وجم الأب واحتار ماذا يفعل؟ هل يأتي بالسكين الآن وينحرها, ابنته أمل حياته وشمس أيامه المشرقة والأقرب إليه من جميع أبنائه, فيغسل عاره بيده أم ماذا؟

أحسّ بمسؤولية كبيرة أثقلت ظهره وكإنّه كبر في العمر عشرين سنة ومرّة واحدة, تراءت له صورتها تنزف آخر قطرات دمها وتلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه ونتيجة عمل يديه فارتاع وتقاذفته الحيرة.

ذهب جريا إلى صديقه الحبيب ليروي له ويستشيره في هذا الأمر الجلل, وكان صديقه شخصا عاقلا حكيما, فأشار عليه أن يجتمع مع ذلك الذئب البشري ويجبره على الزواج منها ثم يطلّقها بعدها على الفور, أمّا إذا رفض ذلك فكان عليه تهديده باللجوء إلى القضاء لمحاكمته بتهمة هتك عرض فتاة قاصر.

وهذا ما صار وتمّ اللقاء بين والد الفتاة والحقير الذي أغوى ابنته, فخاف هذا الأخير من الفضيحة وأسقط في يده ووافق على عقد قرانه على الفتاة, وكما تم الإتّفاق بعدها بقليل طلّقها.

الفتاة بعدئذ تحجبت وتابت إلى الله توبة نصوحة ورجعت إلى القرآن والدين وتنفيذ كل عباداتها وواجباتها الدينية. و لم تعد تخرج من البيت إلاّ مع أحد والديها, وركّزت على الدراسة وأنهتها بتفوّق والتحقت بالجامعة.

ثمّ تعرفت على أحد الشباب الخلوقين المحترمين الذي يسبقها بثلاث سنوات دراسية فوقع في حبّها, ولما تخرّج واشتغل تقدّم لطلب يدها, ولم يغيّر رأيه حتّى لما عرف أنّها كانت متزوجة من قبله, فتزوّجا بعد حفلة عرس بسيطة وجميلة, وأنجبت منه أربعة أولاد ذكور.

استمرت في دراسة الحقوق أثناء زواجها حتى حصّلت درجة الدكتوراة واشتغلت محاضرة في نفس جامعتها.

ولم تتوقف عن شكر الله تعالى على كون والدها قد تصرف بحكمة وبحلم وأبقى على حياتها, مم أعطاها الفرصة كي تعيش الحياة بطريقة سليمة, وتخدم وطنها مجتمعها وعائلتها بما يليق.

وما زالت تعمل وقلبها مليء بحب الحياة والناس. وهي انسانة ملتزمة تمارس دينها وعباداتها وإيمانها على أتمّ وجه, وكلها أمل في نيل مغفرة الرحمن وعفوه.

[سالم الجابري]

أهلا بأختنا الرائعة ريما

أحسب القصة حقيقية، ورب ضارة نافعة........لتعقل الأب فضل في سير الأمور على النحو الصحيح

شكرا لك

[ريما ريماوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الجابري

أهلا بأختنا الرائعة ريما

أحسب القصة حقيقية، ورب ضارة نافعة........لتعقل الأب فضل في سير الأمور على النحو الصحيح

شكرا لك

نعم هو كذلك حسب ما تفضلت مبدعنا الغالي,

وأهلا بك ومرحبا .. نورت متصفحي ببهاء حضورك.

تحيتي واحترامي.

[عبدالسلام حمزة]

قصة رائعة يا ريما
تعرفي يا ريما , سأبوح لك بسر , أنت تكتبين القصة بأسلوب يخصك ولا تقلدين فيه أحد , وهذا ميزة تبشر بالخير لكاتبة تصر ُّ على النجاح .
تجيدين الحبكة , وجمالها في بساطتها والتصاقها بالواقع .
بانتظار ما تكتبين يا ريما ..

[خليف محفوظ]

سرد جميل ، سرد بنكهة شهرزاد و هي تنفث سحر حكيها في ألف ليلة و ليلة ، مثلا عبارة " ...و هذا ما صار " تحيلنا إلى ذلك الحكي الجميل الذي كانت تمارسه شهرزاد حين تختزل ، و تحذف و تقفز على الفراغات دفعا لملل التفاصيل عن شهريار /المتلقي ... كما أن انتقال القصة من الوضع الأول إلى العقدة إلى الحل ثم الوضع النهائي منحها تماسكا جيدا ووحدة انطباع مؤثرة ...

" في الرابعة عشر من عمرها " ... في الرابعة عشرة ...

تحيتي و تقديري

[ريما ريماوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليف محفوظ

سرد جميل ، سرد بنكهة شهرزاد و هي تنفث سحر حكيها في ألف ليلة و ليلة ، مثلا عبارة " ...و هذا ما صار " تحيلنا إلى ذلك الحكي الجميل الذي كانت تمارسه شهرزاد حين تختزل ، و تحذف و تقفز على الفراغات دفعا لملل التفاصيل عن شهريار /المتلقي ... كما أن انتقال القصة من الوضع الأول إلى العقدة إلى الحل ثم الوضع النهائي منحها تماسكا جيدا ووحدة انطباع مؤثرة ...

" في الرابعة عشر من عمرها " ... في الرابعة عشرة ...

تحيتي و تقديري

شكرا لك الاستاذ خليف ...
اما تشبيهك لها كقصص الف ليلة وليلة...
انا كنت محظوظة بقراءتي النسخة الاصلية
لها لكن منذ زمن بعيد...

اعتقد ان الرقم عشرة يطابق المعدود عندما يكون مركبا...
يرجى التاكيد؟!

احترامي وتقديري.

تحيتي.

[خليف محفوظ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريماوي

شكرا لك الاستاذ خليف ...
اما تشبيهك لها كقصص الف ليلة وليلة...
انا كنت محظوظة بقراءتي النسخة الاصاية لها
لكن منذ زمن بعيد...

اعتقد ان الرقم عشرة يطابق المعدود عندما يكون مركبا...
يرجي التاكيد؟!

احترامي وتقديري.

تحيتي.

المخزون القرائي له مفعوله الذي يمنح النصوص عمقها .

الرابعة عشرة هي الصحيحة ذلك أن العدد هنا دال على الترتيب العددي ، وفي هذه الحال (من 11إلى 19) يكون العدد مذكرا مع المرتب المذكر و مؤنثا مع المرتب المؤنث كأن نقول الفصل الخامس عشر
المرتبة الخامسة عشرة ...

جاء في كتاب النحو الأساسي تأليف نخبة من الدكاترة منهم " د.محمد حماسة عبد اللطيف ، د.أحمد مختار عمر ، د.مصطفى النحاس زهران ما يلي " ...يصاغ اسم الفاعل من الأعداد (11- 19) على وزن فاعل مركبة مع عشرة ، وتكون الكلمتان مبنيتين على فتح الجزأين دائما ، كما أنهما تذكران مع المذكر و تؤنثان مع المؤنث ، فنقول :
- المقرر علينا هذا العام الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم .
- قرأت الصفحة الخامسة عشرة من الكتاب ..."
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت عندك


سلاما

[ريما ريماوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالسلام حمزة

قصة رائعة يا ريما
تعرفي يا ريما , سأبوح لك بسر , أنت تكتبين القصة بأسلوب يخصك ولا تقلدين فيه أحد , وهذا ميزة تبشر بالخير لكاتبة تصر ُّ على النجاح .
تجيدين الحبكة , وجمالها في بساطتها والتصاقها بالواقع .
بانتظار ما تكتبين يا ريما ..

شكرا لك الاستاذ المبدع الرائع عبد السلام...

ردك اسعدني جدا... فشكرا جزيلا لك...

كن بخير وصحة وعافية...

احترامي وتقديري.

تحيتي.

[ريما ريماوي]

شكرا لك الاستاذ خليف محفوظ على حسن التوضيح ...

تقبل خالص شكري وعظيم امتناني.

تحيتي وتقديري.