المتنبي:
أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيباً تُديمُهُ--- فَما طَلَبي مِنها حَبيباً تَرُدُّهُ
وَأَسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تَغَيُّراً---تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّه
رَعى اللَهُ عيساً فارَقَتنا وَفَوقَها- مَهاً كُلُّها يولى بِجَفنَيهِ خَدُّهُ
بِوادٍ بِهِ ما بِالقُلوبِ كَأَنَّهُ ---- وَقَد رَحَلوا جيدٌ تَناثَرَ عِقدُهُ
إِذا سارَتِ الأَحداجُ فَوقَ نَباتِهِ - تَفاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَندُهُ
وَحالٍ كَإِحداهُنَّ رُمتُ بُلوغَها- وَمِن دونِها غَولُ الطَريقِ وَبُعدُهُ
وَأَتعَبُ خَلقِ اللَهِ مَن زادَ هَمُّهُ- وَقَصَّرَ عَمّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ
فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ - وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ
وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ- وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ