د. حقي،
في النص رغبة لتحطيم قيود الذات، هذه القناعات المستترة، والتي لا تظهر في النص، تحاول للحظة أن تخرج عن طورها أو إطارها، فكلما كبرنا كلما ازددنا مراهقة بفعل الحنين، وكلما ازددنا حنينا كلما عظم احساسنا بالضعف والنقص، فنخرج عن طورنا في الكتابة، في الغالب نحطّم رزانتنا ونطلق الحرية لأنفسنا كي نعبث قليلا، شعور طفولي لطالما فقدناه، وتعابير الطفولة بسيطة مكونة من ثنائيات متضادة: الحب والكره، الجوع والشبع، العطش والإرتواء... وهكذا.. وحين نكبر يطغى قاموس الحب على مراهقتنا فنجعل تعابيرنا أكثر تعقيدا لتصبح مركبة، فتختفي الثنائيات المتضادة لتحل محلها خماسيات وسداسيات فننسى في غمرة العبث أنفسنا اللاهية ليمسح الوقار الحزين كلماتنا فتزداد بذلك تركيبا، ولكنها تزداد عمقا، فتأتي الصورة في الغالب في عدة تداخلات وتحتاج عينا تنظر بمنظار آخر لتدرك خفايا ذلك البسيط الذي يتعدى الحاجة والعاطفة اللتين تبدوان كمرز للنص للوهلة الأولى. أنا أحللك فقط.
اقتباس:
أشلاء فاحتواء فتشظ ... هي حالة يمر بها أي شخص على الأغلب ، وهو نص كتب على عجالة من الأمر ... آمل أن يكون عند حسن ظن الجمع .
|
قد يمر بعضنا لا كلنا بمثل هذه الحالات ولكنها في الغالب تختلف في تعقيداتها من شخص لآخر، ما يهمني الآن أن النص -كما تقول- كُتب على عجالة، وهذا يُثبت صدق ما جاء أعلاه، إذ لم يدخل النص إلى معجن الترتيب وفرن التشذيب والتقنين، وهذا يدل على الصدق والمباشرة بدون تركيبات التلاعب والاخفاء.
دمت.