[رضا البطاوى]

حسب القرآن لا وجود للعرب كقوم والموجود هو الأعراب كما فى سورة التوبة وهم السكان خارج المدينة:
"وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم "
وقد تم ذكرهم فى أقوال متعددة من السورة أكثرها ذم للكثير منهم وهى :

"ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا أنها قربة لهم سيدخلهم الله فى رحمته إن الله غفور رحيم "

"وجاء المعذورون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله"
"الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"
"ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء"
ولم تذكر كلمة اللغة العربية فى القرآن ووردت كلمة لسانا عربيا بمعنى حكما واضحا ليس فيه غموض كما قال تعالى
"وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا "
وهو ما فسره بقوله

"وكذلك أنزلناه حكما عربيا "
وفسر اللسان بأنه القرآن فقال :
"وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا "
وقد وضع الله العربى فى مقابل الأعجمى والمراد الواضح المفهوم فى مقابل الغامض غير المفهوم فقال :
"ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمى وعربى "
ومن ثم فالحديث عن لغتنا باعتبارها اللغة العربية فى المصحف لا وجود له وكذلك لا وجود للعرب لأن الله لا يخاطب أصحاب لغة معينة وإنما يخاطب الناس بكل أديانهم كما قال :
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "
يستوى فى ذلك من يتكلم العربية أو لا يتكلمها

وقناعتى أن الرسل(ص) المذكورين فى القرآن جميعا كانوا يتكلمون اللغة العربية الموجودة فى المصحف وإن كان هناك رسل ممن يتكلمون لغات غير العربية كما قال "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير "
ولا يفيد الإنسان كونه يتكلم اللغة العربية أو يتكلم غيرها فما يفيده هو عمله الصالح

دمتم بخير وعافية