أهمية الالتفات في فهم القرآن الكريم
الفائدة الثالثة: التفنن في الأسلوب وإظهار الإعجاز اللغوي: خاصة إذا تواردت ضمائر غيبة ثم أعقبها ضمير التكلم فعندئذ تظهر عظمة الأسلوب وروعة البيان لمن فهم اللسان العربي وتفتحت له ينابيع الفهم والتأمل، كما في قوله تعالى: ﴿شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ 121 وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ 122﴾ النحل، فقد انتقل بعد ذكر ثلاث ضمائر غيبة هي على التوالي: ﴿شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ﴾ و ﴿اجْتَبَاهُ﴾ و ﴿هَدَاهُ﴾ والحديث عن إبراهيم - عليه صلوات الله - أي: إبراهيم شاكراً لأنعم الله واجتباه الله وهداه، ثم انتقل السياق إلى ضمير التكلم فقال: ﴿وَآتَيْنَاهُ﴾ ولم يقل: وآتاه، وفي هذا التحول من الغيبة إلى الحضور فيه اهتمام من الله بنبيه.