منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى
الموضوع
:
وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى
عرض مشاركة واحدة
02-03-2007, 07:47 AM
رقم المشاركة :
1
معلومات
العضو
جمال الشرباتي
أقلامي
إحصائية العضو
وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى
قال تعالى
(
وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ )
القصص 20
وقال أيضا
(
وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)
يس 20
والملاحظ أنّ الآيتين- وهما في نفس الترتيب في السورتين من حيث رقم الآية- تتحدثان عن رجل جاء من أقصى المدينة باختلاف في الصياغة
ترى لماذا كان هذا الإختلاف؟
آية سورة القصص تتحدث عن الرجل الذى جاء موسى عليه السلام ليحذره من مكر قومه به.
آية سورة يس فهي تتحدث عن قصة أصحاب القرية التي جاءها الرسل الثلاثة لدعوتهم لعبادة الله .
وآية القصص لا مشكلة فيها من حيث مجيء الفاعل مقدما كما هو الغالب من كلام العرب
أمّا الثانية فهي التي تبحث لما حصل فيها من تقديم الجار والمجرور "مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ" على الفاعل" رَجُلٌ "
ولنتأمل في سياق آية ياسين
قال تعالى (
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ{13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ{14} قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ{15} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ{16} وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ{17} قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ{18} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ{19} وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ{20} ))
ففي قصة أصحاب القرية في سورة يس -- كانت الأهميّة للمكان الذي قدم منه الرجل للدلالة على وصول الدعوة أقصى المدينة
و في استجابة الرجل لها من هذا المكان البعيد تبكيتا لأهل المدينة القريبين منها والذين لم يستجيبوا لها --
الرجل من أقصى المدينة يستجيب فكيف بهؤلاء الذين هم أقرب لها وهم معرضون عنها لهذا قدم المكان "
مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ
" على الفاعل.
وقد كان أن أجاب السكاكي في المفتاح جوابا مفاده أنّ السياق السابق بيّن حال أهل المدينة وكفرهم وعصيانهم--وخوفا من أن ينتج وهم لدى سائل ما بأنّ حال الكفر هو حال كلّ المدينة قدّم السياق الجار والمجرور "من أقصى المدينة" ليدلل في تقديمه أنّ حال أقصى المدينة مختلف من حيث الكفر عن بقية أرجائها
أمّا جواب الخطيب الإسكافي في درة التنزيل ففيه نفس ما أخذنا في تأويل الكلام
"-أن تقديم الجار والمجرور في سورة (يس) لأن فيه تبكيتاً للقوم إذ جاء الناصح من أقصا مكان فيها وهو لم يحضر ما يحضرون ، ولم يشهد ما يشهدون من الآيات والنذر !"
__________________
jamal_sharabati2000@yahoo.com
جمال الشرباتي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى جمال الشرباتي
البحث عن المشاركات التي كتبها جمال الشرباتي